النّهاية - ج ١

مجد الدين أبي السعادات المبارك بن محمد الجزري [ ابن الأثير ]

النّهاية - ج ١

المؤلف:

مجد الدين أبي السعادات المبارك بن محمد الجزري [ ابن الأثير ]


المحقق: طاهر احمد الزاوي ومحمود محمد الطناجي
الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة اسماعيليان للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ٤
الصفحات: ٤٧٢

(باب الهمزة مع التاء)

(أتب) [ه] في حديث النّخعىّ «أنّ جارية زنت فجلدها خمسين وعليها إِتْبٌ لها وإزار» الإِتْبُ بالكسر : بردة تشقّ فتلبس من غير كمّين ولا جيب ، والجمع الأُتُوبُ ، ويقال لها البقيرة.

(أتم) (س) فيه «فأقاموا عليه مَأْتَماً» المَأْتَمُ في الأصل : مجتمع الرجال والنساء في الغمّ والفرح ، ثم خصّ به اجتماع النساء للموت. وقيل هو للشّوابّ من النساء لا غير.

(أتن) (س ه) في حديث ابن عباس «جئت على حمار أَتَانٍ» الحمار يقع على الذكر والأنثى. والأَتَانُ الحمارة الأنثى خاصّة ، وإنما استدرك الحمار بالأتان ليعلم أنّ الأنثى من الحمر لا تقطع الصلاة ، فكذلك لا تقطعها المرأة. وقد تكرر ذكرها في الحديث. ولا يقال فيها أَتَانَةٌ ، وإن كان قد جاء في بعض الحديث.

(أتي) (ه) فيه «أنه سأل عاصم بن عدىّ عن ثابت بن الدّحداح فقال : إنما هو أَتِيٌ فينا» أى غريب. يقال رجل أَتِيٌ وأَتَاوِيٌ.

(ه) ومنه حديث عثمان «إنّا رجلان أَتَاوِيَّانِ» أى غريبان. قال أبو عبيد : الحديث يروى بالضّمّ ، وكلام العرب بالفتح ، يقال سيل أَتِيٌ وأَتَاوِيٌ : جاءك ولم يجئك مطره. ومنه قول المرأة التى هجت الأنصار :

أطعتم أَتَاوِيَ من غيركم

فلا من مراد ولا مذحج

أرادت بِالْأَتَاوِيّ النبىّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فقتلها بعض الصحابة فأهدر دمها.

(س) وفي حديث الزبير «كنّا نرمى الأَتْوَ والأَتْوَيْنِ» أى الدّفعة والدّفعتين ، من الأتو : العدو ، يريد رمى السهام عن القسىّ بعد صلاة المغرب. ومنه قولهم : ما أحسن أَتْوَ يَدَي هذه الناقة وأَتْيَهُمَا : أى رجع يديها في السير.

(ه) وفي حديث ظبيان في صفة ديار ثمود قال «وأَتَّوْا جداولها» أى سهّلوا طرق المياه إليها. يقال : أَتَّيْتُ الماء إذا أصلحت مجراه حتى يجرى إلى مقارّه.

٢١

[(ه) وفي الحديث «لو لا أنه طريق مِيتَاء لحزنّا عليك يا إبراهيم» أى طريق مسلوك ، مفعال من الإِتْيَان.

(ه) ومنه حديث اللقطة «ما وجدت في طريق مِيتَاء فعرّفه سنة» (١)] ومنه حديث بعضهم «أنّه رأى رجلا يُؤَتِّي الماء في الأرض» أى يطرّق ، كأنه جعله يأتى إليها : أى يجىء.

(س) وفي الحديث «خير النّساء المُوَاتِيَةُ لزوجها» المُوَاتَاة : حسن المطاوعة والموافقة ، وأصله الهمز فخفّف وكثر حتى صار يقال بالواو الخالصة ، وليس بالوجه.

وفي حديث أبى هريرة في العدوى «أَنَّى قلت أُتِيتَ» أى دهيت وتغيّر عليك حسّك فتوهّمت ما ليس بصحيح صحيحا.

وفي حديث بعضهم «كم إِتَاءُ أرضك» أى ريعها وحاصلها ، كأنّه من الإِتَاوَةِ ، وهو الخراج.

(باب الهمزة مع الثاء)

(أثر) (ه) فيه «قال للأنصار : إنكم ستلقون بعدى أَثْرَةً فاصبروا» الأَثْرَة ـ بفتح الهمزة والثاء ـ الاسم من آثَرَ يُوثِرُ إِيثَاراً إذا أعطى ، أراد أنّه يُسْتَأْثَرُ عليكم فيفضّل غيركم في نصيبه من الفىء. والاسْتِئْثَار : الانفراد بالشىء.

ومنه الحديث «وإذا اسْتَأْثَرَ الله بشىء فاله (٢) عنه».

ومنه حديث عمر «فوالله ما أَسْتَأْثِرُ بها عليكم ولا آخذها دونكم».

وفي حديثه الآخر لما ذكر له عثمان للخلافة فقال : «أخشى حفده وأُثْرَتَهُ» أى إيثاره.

(ه) ـ وفي الحديث «ألا إنّ كلّ دم ومَأْثَرَةٍ كانت في الجاهلية فإنها تحت قدميّ هاتين» مَآثِرُ العرب : مكارمها ومفاخرها التى تؤثر عنها ، أى تروى وتذكر.

(ه) ومنه حديث عمر «ما حلفت بأبى ذاكرا ولا آثِراً» أى ما حلفت به مبتدئا من نفسى ، ولا رويت عن أحد أنه حلف بها.

__________________

(١) هذه الزيادة موجودة في هامش الأصل. وذكر مصححه أنها موجودة في بعض النسخ ، وقد تابلناها على الهروى.

(٢) قاله عنه : أى لا تشتغل به فإنه لا يمكن الوصول إليه.

٢٢

ومنه حديث على في دعائه على الخوارج «ولا بقى منكم آثِرٌ» أى مخبر يروى الحديث.

ومنه حديثه الآخر «ولست بِمَأْثُورٍ في دينى» أى لست ممّن يؤثر عنّى شرّ وتهمة في دينى. فيكون قد وضع المأثور وضع المأثور عنه. والمروىّ في هذين الحديثين بالباء الموحدة. وقد تقدّم.

ومنه قول أبى سفيان في حديث قيصر «لو لا أن يَأْثُرُوا عنى الكذب» أى يروون ويحكون.

(ه) ـ وفي الحديث «من سرّه أن يبسط الله في رزقه ، وينسأ في أَثَرِهِ فليصل رحمه» الأَثَرُ : الأجل ، وسمى به لأنه يتبع العمر ، قال زهير :

والمرء ما عاش ممدود له أمل

لا ينتهى العمر حتّى ينتهى الأَثَرُ

وأصله من أثر مشيه في الأرض ، فإن [من](١) مات لا يبقى له أثر ولا يرى لأقدامه في الأرض أثر.

ومنه قوله للذى مرّ بين يديه وهو يصلى «قطع صلاتنا قطع الله أَثَرَهُ» ، دعاء عليه بالزّمانة لأنه إذا زمن انقطع مشيه فانقطع أثره.

(أثف) (س) في حديث جابر «والبرمة بين الأَثَافِيِ» هى جمع أُثْفِيَّة وقد تخفّف الياء في الجمع ، وهى الحجارة التى تنصب وتجعل القدر عليها. يقال أَثْفَيْتُ القدر إذا جعلت لها الأثافىّ ، وثَفَّيْتُهَا إذا وضعتها عليها ، والهمزة فيها زائدة. وقد تكررت في الحديث.

(أثكل) (س) في حديث الحد «فجلد بِأُثْكُول» وفي رواية بِإِثْكَال ، هما لغة في العثكول والعثكال : وهو عذق النخلة بما فيه من الشماريخ ، والهمزة فيه بدل من العين ، وليست زائدة ، والجوهرى جعلها زائدة ، وجاء به في الثاء من اللام.

(أثل) (س) فيه «أنّ منبر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم كان من أَثْل الغابة» الأَثْل شجر شبيه بالطّرفاء إلا أنه أعظم منه ، والغابة غيضة ذات شجر كثير ، وهى على تسعة أميال من المدينة.

(ه) ـ وفي حديث مال اليتيم «فليأكل منه غير مُتَأَثِّلٍ مالا» أى غير جامع ، يقال مال مُؤَثَّل ، ومجد مُؤَثَّل. أى مجموع ذو أصل ، وأَثْلَةُ الشىء أصله.

ومنه حديث أبى قتادة «إنّه لأوّل مال تَأَثَّلْتُهُ» وقد تكرر في الحديث.

(أثلب) (س) فيه «الولد للفراش وللعاهر الأَثْلَب» الأَثْلَب ـ بكسر الهمزة واللام وفتحهما ،

__________________

(١) الزيادة من : ا

٢٣

والفتح أكثر ـ الحجر. والعاهر الزّانى كما في الحديث الآخر «وللعاهر الحجر» قيل معناه : له الرّجم. وقيل هو كناية عن الخيبة. وقيل الأَثْلَب دقاق الحجارة. وقيل التراب. وهذا يوضح أن معناه الخيبة إذ ليس كلّ زان يرجم. وهمزته زائدة ، وإنما ذكرناه هاهنا حملا على ظاهره.

(أثم) ـ فيه «من عضّ على شبدعه (١) سلم من الأَثَامِ» الأَثَام بالفتح الإثم ، يقال أَثِمَ يَأْثَمُ أَثَاماً. وقيل هو جزاء الإثم.

ومنه الحديث «أعوذ بك من المَأْثَمِ والمغرم» المَأْثَم : الأمر الذى يأثم به الإنسان ، أو هو الإثم نفسه وضعا للمصدر موضع الاسم.

وفي حديث ابن مسعود «أنه كان يلقّن رجلا (إِنَّ شَجَرَةَ الزَّقُّومِ طَعامُ الْأَثِيمِ)» وهو فعيل من الإثم.

وفي حديث معاذ «فأخبر بها عند موته تَأَثُّماً» أى تجنّبا للإثم. يقال تَأَثَّمَ فلان إذا فعل فعلا خرج به من الإثم ، كما يقال تحرّج إذا فعل ما يخرج به من الحرج.

ومنه حديث الحسن «ما علمنا أحدا منهم ترك الصلاة على أحد من أهل القبلة تَأَثُّماً» وقد تكرر ذكره.

(س) ـ وفي حديث سعيد بن زيد «ولو شهدت على العاشر لم إِيثَمْ» هى لغة لبعض العرب في أَأْثَمَ ، وذلك أنهم يكسرون حرف المضارعة في نحو نعلم وتعلم ، فلما كسروا الهمزة في أَأْثَمَ انقلبت الهمزة الأصلية ياء.

(أثا) (ه) في حديث أبى الحارث الأزدىّ وغريمه «لآتينّ عليّا فَلَأَثِيَنَ بك» أى لأشينّ بك. أَثَوْتُ بالرّجل وأَثَيْتُ به ، وأَثَوْتُهُ وأَثَيْتُهُ إذا وشيت به. والمصدر الأَثْوُ والأَثْيُ والإِثَاوَة والإِثَايَة.

ومنه الحديث «انطلقت إلى عمر أَثِيَ على أبى موسى الأشعرى» ومنه سمّيت الأُثَايَة الموضع المعروف بطريق الجحفة إلى مكة ، وهى فعالة منه. وبعضهم يكسر همزتها.

(أُثَيْلٌ) هو مصغّر ، موضع قرب المدينة ، وبه عين ماء لآل جعفر بن أبى طالب.

__________________

(١) الشبدع ـ بالدال المهملة : اللسان ، والجمع شبادع

٢٤

(باب الهمزة مع الجيم)

(أجج) (ه) في حديث خيبر «فلمّا أصبح دعا عليّا فأعطاه الرّاية فخرج بها يَؤُجُ حتى ركزها تحت الحصن» الأَجُ : الإسراع والهرولة ، أَجَ يَؤُجُ أَجّاً.

(س) ـ وفي حديث الطّفيل «طرف سوطه يَتَأَجَّجُ» أى يضىء ، من أَجِيج النّار : توقّدها.

وفي حديث علىّ «وعذبها أُجَاج» الأُجَاج بالضم : الماء الملح الشّديد الملوحة.

ومنه حديث الأحنف «نزلنا سبخة نشّاشة ، طرف لها بالفلاة ، وطرف لها بالبحر الأُجَاج».

(أجد) (س) في حديث خالد بن سنان «وجدت أُجُداً يحشّها» الأُجُد ـ بضم الهمزة والجيم ـ الناقة القوية الموثقة الخلق. ولا يقال للجمل أجد.

(أجدل) (س) في حديث مطرّف «يهوى هوىّ الأَجَادِل» هى الصّقور ، واحدها أَجْدَل ، والهمزة فيه زائدة.

(أجر) (ه) في حديث الأضاحى «كلوا وادّخروا وائْتَجِرُوا» أى تصدّقوا طالبين الأجر بذلك. ولا يجوز فيه اتّجروا بالإدغام ، لأن الهمزة لا تدغم في التاء ، وإنما هو من الأجر لا [من](١) التجارة. وقد أجازه الهروى في كتابه ، واستشهد عليه بقوله في الحديث الآخر «إنّ رجلا دخل المسجد وقد قضى النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم صلاته فقال : من يتّجر فيقوم فيصلّى معه» الرواية إنما هى «يأتجر» وإن صح فيها يتّجر فيكون من التجارة لا [من](٢) الأجر ، كأنّه بصلاته معه قد حصّل لنفسه تجارة أى مكسبا.

ومنه حديث الزكاة «ومن أعطاها مُؤْتَجِراً بها» وقد تكرر في الحديث.

ومنه حديث أم سلمة «آجِرْنِي في مصيبتى وأخلف لي خيرا منها» آجَرَهُ يُؤْجِرُهُ إذا أثابه وأعطاه الأَجْرَ والجزاء. وكذلك أَجَرَهُ يَأْجُرُهُ ، والأمر منهما آجِرْنِي وأْجُرْنِي. وقد تكرر في الحديث.

(س) ـ وفي حديث دية التّرقوة «إذا كسرت بعيران ، فإن كان فيها أُجُورٌ فأربعة أبعرة»

__________________

(١) الزيادة من : ا

(٢) الزيادة من : ا

٢٥

الأُجُورُ مصدر أَجِرَتْ يده تُوجرُ أَجْراً وأُجُوراً إذا جبرت على عقدة وغير استواء فبقى لها خروج عن هيئتها.

(ه) وفي الحديث «من بات على إِجَّارٍ فقد برئت منه الذمّة» الإِجَّار ـ بالكسر والتشديد : السّطح الّذى ليس حواليه ما يردّ الساقط عنه.

ومنه حديث محمّد بن مسلمة «فإذا جارية من الأنصار على إِجَّارٍ لهم» والإِنْجَارُ بالنون لغة فيه ، والجمع الأَجَاجِير والأَنَاجِيرُ.

ومنه حديث الهجرة «فتلقّى الناس رسول الله في السوق وعلى الأَجَاجِير والأناجير» يعنى السّطوح.

(أجل) (ه) في حديث قراءة القرآن «يتعجّلونه ولا يَتَأَجَّلُونَهُ».

وفي حديث آخر «يتعجّله ولا يَتَأَجَّلُهُ» التَّأَجُّل تفعّل من الأجل ، وهو الوقت المضروب المحدود في المستقبل ، أى أنهم يتعجّلون العمل بالقرآن ولا يؤخّرونه.

(ه) وفي حديث مكحول قال «كنّا بالساحل مرابطين فَتَأَجَّلَ مُتَأَجِّلٌ منّا» أى استأذن في الرّجوع إلى أهله وطلب أن يضرب له في ذلك أجل.

وفي حديث المناجاة «أَجْلَ أن يحزنه» أى من أَجْلِهِ ولِأَجْلِهِ ، والكلّ لغات ، وتفتح همزتها وتكسر.

ومنه الحديث «أن تقتل ولدك إِجْلَ أن يأكل معك» وأمّا أَجَل بفتحتين فبمعنى نعم.

(ه) ـ وفي حديث زياد «في يوم ترمض فيه الآجَال» هى جمع إِجْل بكسر الهمزة وسكون الجيم ، وهو القطيع من بقر الوحش والظّباء.

(أجم) (ه) فيه «حتى توارت بِآجَامِ المدينة» أى حصونها ، واحدها أُجُم بضمتين. وقد تكررت في الحديث.

(س) ـ وفي حديث معاوية «قال له عمرو بن مسعود : ما تسأل عمن سحلت مريرته وأَجَمَ النساء» أى كرههنّ ، يقال : أَجَمْتُ الطعام آجِمُهُ إذا كرهته من المداومة عليه.

(أجن) (س) في حديث علىّ «ارتوى من آجِنٍ» هو الماء المتغيّر الطّعم واللون. ويقال

٢٦

فيه أَجِنَ وأَجَنَ يَأْجَنُ ويَأْجِنُ أَجْناً وأُجُوناً فهو آجِنٌ وأَجِنٌ.

(س) ومنه حديث الحسن «أنه كان لا يرى بأسا بالوضوء من الماء الآجِنِ».

(س) ـ وفي حديث ابن مسعود «أنّ امرأته سألته أن يكسوها جلبابا فقال : إنى أخشى أن تدعى جلباب الله الذى جلببك ، قالت : وما هو؟ قال : بيتك ، قالت : أَجَنَّكَ من أصحاب محمّد تقول هذا؟» تريد : أمن أجل أنك ، فحذفت من واللام والهمزة وحرّكت الجيم بالفتح والكسر ، والفتح أكثر. والعرب في الحذف باب واسع ، كقوله تعالى (لكِنَّا هُوَ اللهُ رَبِّي) تقديره لكن أنا هو الله ربى.

فيه ذكر (أَجْنَادَيْن) وهو بفتح الهمزة وسكون الجيم ، وبالنون وفتح الدال المهملة ، وقد تكسر : وهو الموضع المشهور من نواحى دمشق ، وبه كانت الوقعة بين المسلمين والروم.

(أَجْيَاد) جاء ذكره في غير حديث ، وهو بفتح الهمزة وسكون الجيم ، وبالياء تحتها نقطتان : جبل بمكة ، وأكثر الناس يقولونه جِيَاد بحذف الهمزة وكسر الجيم.

(باب الهمزة مع الحاء)

(أحد) ـ في أسماء الله تعالى الأَحَد وهو الفرد الذى لم يزل وحده ولم يكن معه آخر ، وهو اسم بنى لنفي ما يذكر معه من العدد ، تقول ما جاءنى أحد ، والهمزة فيه بدل من الواو ، وأصله وحد لأنه من الوحدة.

(س) ـ وفي حديث الدعاء «أنه قال لسعد ـ وكان يشير في دعائه بأصبعين ـ أَحِّدْ أَحِّدْ» أى أشر بأصبع واحدة ، لأن الذى تدعو إليه واحد وهو الله تعالى.

(ه) ـ وفي حديث ابن عباس ، وسئل عن رجل تتابع عليه رمضانان فقال : «إِحْدَى من سبع» يعنى اشتدّ الأمر فيه. ويريد به إحدى سنى يوسف عليه‌السلام المجدبة. فشبه حاله بها في الشدّة. أو من الليالى السبع التى أرسل الله فيها العذاب على عاد.

(أَحْرَاد) هو بفتح الهمزة وسكون الحاء ودال مهملة : بئر قديمة بمكة لها ذكر في الحديث.

(أحن) (س) فيه «وفي صدره عليه إِحْنَةٌ» الإِحْنَة : الحقد ، وجمعها إِحَن وإِحَنَاتٌ.

ومنه حديث مازن «وفي قلوبكم البغضاء والإِحَنُ.

٢٧

(ه) وأما حديث معاوية «لقد مَنَعَتْنِى القدرةُ من ذوى الحِنَاتِ» فهى جمع حِنَة ، وهى لغة قليلة في الإِحْنَةِ ، وقد جاءت في بعض طرق حديث حارثة بن مضرّب في الحدود (١).

(أَحْيَا) هو بفتح الهمزة وسكون الحاء وياء تحتها نقطتان : ماء بالحجاز كانت به غزوة عبيدة ابن الحارث بن المطلب.

(باب الهمزة مع الخاء)

(أخذ) (ه) فيه «أنه أَخَذَ السيف وقال : من يمنعك منى؟ فقال : كن خير آخِذٍ. أى خير آسر. والأَخِيذ الأسير.

ومنه الحديث «من أصاب من ذلك شيئا أُخِذَ به» يقال أُخِذَ فلان بذنبه : أى حبس وجوزى عليه وعوقب به.

ومنه الحديث «وإن أُخِذُوا على أيديهم نجوا» يقال أَخَذْتُ على يد فلان إذا منعته عمّا يريد أن يفعله ، كأنّك أمسكت يده.

(ه) ـ وفي حديث عائشة «أنّ امرأة قالت لها : أأُؤَخِّذُ جملى؟ قالت : نعم» التَّأْخِيذ حبس السّواحر أزواجهنّ عن غيرهنّ من النساء. وكنت بالجمل عن زوجها ، ولم تعلم عائشة. فلذلك أذنت لها فيه.

(ه) وفي الحديث «وكانت فيها إِخَاذَات أمسكت الماء» الإِخَاذَات الغدران التى تأخذ ماء السماء فتحبسه على الشاربة ، الواحدة إِخَاذَة.

(ه) ومنه حديث مسروق «جالست أصحاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فوجدتهم كالإِخَاذِ» هو مجتمع الماء. وجمعه أُخُذٌ ، ككتاب كتب. وقيل هو جمع الإِخَاذَة وهو مصنع للماء يجتمع فيه. والأولى أن يكون جنسا للإخاذة لا جمعا ، ووجه التّشبيه مذكور في سياق الحديث. قال : تكفى الإخاذة الراكب وتكفي الإخاذة الرّاكبين ، وتكفي الإخاذة الفئام من الناس. يعنى أن فيهم الصغير والكبير والعالم والأعلم.

__________________

(١) نص حديث ابن مضرب ـ كما في اللسان ـ «ما بينى وبين العرب حنة».

٢٨

(ه) ومنه حديث الحجاج في صفة الغيث «وامتلأت الإِخَاذ».

وفي الحديث «قد أَخَذُوا أَخَذَاتِهِمْ» أى نزلوا منازلهم ، وهى بفتح الهمزة والخاء.

(أخر) في أسماء الله تعالى الْآخِرُ والمُؤَخِّر. فالآخِرُ هو الباقى بعد فناء خلقه كله ناطقه وصامته. والمُؤَخِّرُ هو الذى يؤخّر الأشياء فيضعها في مواضعها ، وهو ضد المقدّم.

وفيه «كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول بِأَخَرَةٍ إذا أراد أن يقوم من المجلس كذا وكذا» أى في آخر جلوسه. ويجوز أن يكون في آخر عمره. وهى بفتح الهمزة والخاء.

(ه) ـ ومنه حديث أبى برزة «لما كان بِأَخَرَةٍ».

(س) وفي حديث ماعز «إنّ الأَخِرَ قد زنى» الأَخِرُ ـ بوزن الكبد ـ : هو الأبعد المتأخر عن الخير.

ومنه الحديث «المسألة أَخِرُ كسب المرء» أى أرذله وأدناه. ويروى بالمد ، أى إن السّؤال آخر ما يكتسب به المرء عند العجز عن الكسب. وقد تكرر في الحديث.

(س) وفيه «إذا وضع أحدكم بين يديه مثل آخِرَةِ الرّحل فلا يبالى من مرّ وراءه» هى بالمد الخشبة التى يستند إليها الرّاكب من كور البعير.

(س) وفي حديث آخر «مثل مُؤْخِرَتِهِ ، وهى بالهمزة والسكون لغة قليلة في آخِرَتِهِ ، وقد منع منها بعضهم ، ولا يشدّد.

(س) وفي حديث عمر رضى الله عنه «أن النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال له : أَخِّرْ عنى يا عمر» أى تَأَخَّرْ. يقال أَخِّرْ وتَأَخَّرْ وقدّم وتقدّم بمعنى ، كقوله تعالى «لا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللهِ وَرَسُولِهِ» أى لا تتقدّموا. وقيل معناه أخّر عنى رأيك ، فاختصر إيجازا وبلاغة.

(أَخْضَرُ) هو بفتح الهمزة والضاد المعجمة : منزل قرب تبوك نزله رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم عند مسيره إليها.

(أخا) (ه) فيه «مثل المؤمن والإيمان كمثل الفرس في آخِيَّتِهِ» الآخِيَّة بالمد والتشديد : حبيل أو عويد يعرض في الحائط ويدفن طرفاه فيه ، ويصير وسطه كالعروة وتشدّ فيها الدابة. وجمعها

٢٩

الأَوَاخِيّ مشددا. والأَخَايَا على غير قياس. ومعنى الحديث أنه يبعد عن ربه بالذّنوب وأصل إيمانه ثابت.

(س) ومنه الحديث «لا تجعلوا ظهوركم كَأَخَايَا الدّوابّ» أى لا تقوّسوها في الصلاة حتى تصير كهذه العرى.

(س) ومنه حديث عمر «أنه قال للعباس : أنت أَخِيَّة آباء رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم» أراد بِالْأَخِيَّةِ البقية ، يقال له عندى أَخِيَّةٌ أى ماتّة قوية ، ووسيلة قريبة ، كأنه أراد أنت الذى يستند إليه من أصل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ويتمسك به.

وفي حديث ابن عمر «يَتَأَخَّى مُتَأَخٍ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم» أى يتحرّى ويقصد. ويقال فيه بالواو أيضا وهو الأكثر.

ومنه حديث السجود «الرجل يُؤَخِّي والمرأة تحتفز» أَخَّى الرجل إذا جلس على قدمه اليسرى ونصب اليمنى ، هكذا جاء في بعض كتب الغريب في حرف الهمزة ، والرواية المعروفة «إنما هو الرجل يخوّى والمرأة تحتفز» والتّخوية أن يجافي بطنه عن الأرض ويرفعها.

(إِخْوَان) (ه) فيه «إنّ أهل الإِخْوَان ليجتمعون» الإِخْوَانُ لغة قليلة في الخوان الذى يوضع عليه الطعام عند الأكل (١).

(باب الهمزة مع الدال)

(أدب) (س) في حديث علي «أمّا إخواننا بنو أمية فقادة أَدَبَة» الأَدَبَة جمع آدِب ، مثل كاتب وكتبة ، وهو الذى يدعو إلى المَأْدُبَة ، وهى الطعام الذى يصنعه الرجل يدعو إليه النّاس.

(ه) ومنه حديث ابن مسعود «القرآن مَأْدُبَة الله في الأرض» يعنى مدعاته ، شبه القرآن بصنيع صنعه الله للناس لهم فيه خير ومنافع.

__________________

(١) أنشد الهروى :

سألتُ حبيبى الوصلَ منه دُعابَةً

وأعْلَمُ أنَّ الوصل ليس يكونُ

فمَاسَ دلالاً وابتهاجاً وقال لى

برفقٍ مجيباً (ما سألتَ يَهُونُ)

٣٠

(ه) ومنه حديث كعب «إن لله مَأْدُبَةً من لحوم الرّوم بمروج عكّا» أراد أنهم يقتلون بها فتنتابهم السباع والطير تأكل من لحومهم. والمشهور في المَأْدُبَة ضم الدال ، وأجاز فيها بعضهم الفتح. وقيل هى بالفتح مفعلة من الأدب.

(أدد) [ه] في حديث على قال «رأيت النبى عليه‌السلام في المنام فقلت : ما لقيت بعدك من الإِدَدِ والأود» الإِدَدُ بكسر الهمزة الدّواهى العظام ، واحدتها إِدَّةٌ بالكسر والتشديد. والأود العوج.

(أدر) (س) فيه «أن رجلا أتاه وبه أُدْرَةٌ فقال ائت بعسّ ، فحسا منه ثم مجّه فيه وقال انتضح به فذهبت عنه» الأُدْرَة بالضّمّ : نفخة في الخصية ، يقال رجل آدَرُ بيّن الأَدَرِ بفتح الهمزة والدال ، وهى التى تسمّيها الناس القيلة.

(س) ومنه الحديث «إنّ بنى إسرائيل كانوا يقولون إن موسى آدَرُ ، من أجل أنّه كان لا يغتسل إلّا وحده» وفيه نزل قوله تعالى «لا تَكُونُوا كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسى فَبَرَّأَهُ اللهُ مِمَّا قالُوا».

(أدف) ـ في حديث الديات «في الأُدَافِ الدّية» يعنى الذكر إذا قطع ، وهمزته بدل من الواو ، من ودف الإناء إذا قطر ، وودفت الشّحمة إذا قطرت دهنا. ويروى بالذال المعجمة وهو هو.

(أدم) (س) فيه «نعم الإِدَام الخلّ» الإِدَام بالكسر ، والأُدْمُ بالضّمّ : ما يؤكل مع الخبز أىّ شىء كان.

ومنه الحديث «سيّد إِدَام أهل الدنيا والآخرة اللحم» جعل اللحم أدما ، وبعض الفقهاء لا يجعله أدما ويقول : لو حلف أن لا يَأْتَدِمَ ثم أكل لحما لم يحنث.

ومنه حديث أم معبد «أنا رأيت الشّاة وإنها لَتَأْدَمُهَا وتَأْدَمُ صرمتها».

ومنه حديث أنس «وعصرت عليه أمّ سليم عكّة لها فَأَدَمَتْهُ» أى خلطته وجعلت فيه إداما يؤكل. يقال فيه بالمدّ والقصر. وروى بتشديد الدال على التكثير.

ومنه الحديث «أنه مرّ يقوم فقال إنكم تَأْتَدِمُونَ على أصحابكم فأصلحوا رحالكم (١) حتى تكونوا شامة في الناس» أى إنّ لكم من الغنى ما يصلحكم كالإدام الذى يصلح الخبز ، فإذا أصلحتم رحالكم كنتم في الناس كالشّامة في الجسد تظهرون للناظرين ، هكذا جاء في بعض

__________________

(١) في ا واللسان : فأصلحوا حالكم.

٣١

كتب الغريب مرويّا مشروحا. والمعروف في الرواية «إنكم قادمون على أصحابكم فأصلحوا رحالكم» والظاهر والله أعلم أنّه سهو.

(ه) ومنه حديث النكاح «لو نظرت إليها فإنه أحرى أن يُؤْدَمَ بينكما (١)» أى تكون بينكما المحبّة والاتّفاق. يقال أَدَمَ الله بينهما يَأْدِمُ أَدْماً بالسّكون : أى ألّف ووفّق. وكذلك آدَمَ يُودِمُ بالمدّ فعل وأفعل.

(س) وفيه «أنه لما خرج من مكة قال له رجل : إن كنت تريد النساء البيض ، والنّوق الأُدْم فعليك ببنى مدلج» الأُدْم جمع آدَم كأحمر وحمر. والأُدْمَة في الإبل : البياض مع سواد المقلتين ، بعير آدَم بيّن الأدمة ، وناقة أَدْمَاء ، وهى في الناس السّمرة الشّديدة. وقيل هو من أَدْمَةِ الأرض وهو لونها ، وبه سمى آدَمُ عليه‌السلام.

(س) ومنه حديث نَجَبَة «ابنتك المُؤْدَمَة المبشرة» يقال للرجل الكامل إنه لمُؤْدَمٌ مبشر : أى جمع لين الأدمة ونعومتها ، وهى باطن الجلد ، وشدّة البشرة وخشونتها وهى ظاهره.

وفي حديث عمر «قال لرجل : ما مالك ، فقال : أقرن وآدِمَة في المنيئة» الآدِمَة بالمدّ جمع أَدِيم ، مثل رغيف وأرغفة ، والمشهور في جمعه أُدُم. والمنيئة بالهمزة الدّباغ.

(أدا) (ه) فيه «يخرج من قبل المشرق جيش آدَى شىء وأعدّه ، أميرهم رجل طوال» أى أقوى شىء. يقال آدَنِي عليه بالمدّ ، أى قوّنى. ورجل مُؤْدٍ : تامّ السّلاح كامل أداة الحرب.

(س) ومنه حديث ابن مسعود «أرأيت رجلا خرج مُؤْدِياً نشيطا».

ومنه حديث الأسود بن يزيد في قوله تعالى «وإنّا لجميع حذرون» قال : مقوون مُؤْدُونَ : أى كاملو أداة الحرب.

وفي الحديث «لا تشربوا إلّا من ذى إِدَاءٍ» الإِدَاءُ بالكسر والمدّ : الوكاء ، وهو شداد السّقاء.

__________________

(١) هذا الخطاب موجه للمغيرة بن شعبة ، وقد خطب امرأة (كما في اللسان).

٣٢

وفي حديث المغيرة «فأخذت الإِدَاوَةَ وخرجت معه» الإِدَاوَة بالكسر : إناء صغير من جلد يتّخذ للماء كالسّطيحة ونحوها ، وجمعها أَدَاوَى. وقد تكررت في الحديث.

وفي حديث هجرة الحبشة «قال : والله لَأَسْتَأْدِيَنَّهُ عليكم» أى لأستعدينّه ، فأبدل الهمزة من العين لأنهما من مخرج واحد ، يريد لأشكونّ إليه فعلكم بى ؛ ليعدينى عليكم وينصفنى منكم.

(باب الهمزة مع الذال)

(إِذْخِر) ـ في حديث الفتح وتحريم مكة «فقال العباس : إلّا الإِذْخِر فإنه لبيوتنا وقبورنا» الإِذْخِر بكسر الهمزة : حشيشة طيبة الرائحة تسقّف بها البيوت فوق الخشب ، وهمزتها زائدة. وإنما ذكرناها هاهنا حملا على ظاهر لفظها.

ومنه الحديث في صفة مكة «وأعذق إِذْخِرُهَا» أى صار له أعذاق. وقد تكرر في الحديث.

وفيه «حتى إذا كنّا بثنيّة أَذَاخِر» هى موضع بين مكة والمدينة ، وكأنها مسماة بجمع الإِذْخِر.

(أذرب) (س [ه]) في حديث أبى بكر «لتألمنّ النّوم على الصّوف الأَذْرَبِيّ كما يألم أحدكم النوم على حسك السعدان» الأَذْرَبِيّ منسوب إلى أذربيجان على غير قياس ، هكذا تقوله العرب ، والقياس أن يقول أذرىّ بغير باء ، كما يقال في النسب إلى رامهرمز : رامىّ ، وهو مطرد في النسب إلى الأسماء المركّبة.

(أذرح) ـ في حديث الحوض «كما بين جربى وأَذْرُح» هو بفتح الهمزة وضم الراء وحاء مهملة : قرية بالشام وكذلك جربى.

(أذن) ـ فيه «ما أَذِنَ الله لشىء كَإِذْنِهِ لنبى يتغنّى بالقرآن» أى ما استمع الله لشىء كاستماعه لنبى يتغنّى بالقرآن ، أى يتلوه يجهر به. يقال منه أَذِنَ يَأْذَنُ أَذَناً بالتحريك.

٣٣

وفيه ذكر الأَذَان ، وهو الإعلام بالشىء. يقال آذَنَ يُؤْذِنُ إِيذَاناً ، وأَذَّنَ يُؤَذِّنُ تَأْذِيناً ، والمشدد مخصوص في الاستعمال بإعلام وقت الصلاة.

ومنه الحديث «إنّ قوما أكلوا من شجرة فجمدوا (١) فقال النبىّ عليه‌السلام قرّسوا الماء في الشّنان وصبّوه عليهم فيما بين الأَذَانَيْنِ» أراد بهما أذان الفجر والإقامة. والتّقريس : التبريد. والشنان : القرب الخلقان.

ومنه الحديث «بين كل أَذَانَيْنِ صلاة» يريد بها السّنن الرّواتب التى تصلى بين الأذان والإقامة قبل الفرض.

وفي حديث زيد بن ثابت (٢) «هذا الذى أوفى الله بِأُذُنِهِ» أى أظهر الله صدقه في إخباره عما سمعت أذنه.

(س) وفي حديث أنس «أنه قال له : يا ذا الأُذُنَيْنِ» قيل معناه الحضّ على حسن الاستماع والوعى ، لأنّ السمع بحاسّة الأذن ، ومن خلق الله له أذنين فأغفل الاستماع ولم يحسن الوعى لم يعذر. وقيل إن هذا القول من جملة مزحه صلى‌الله‌عليه‌وسلم ولطيف أخلاقه ، كما قال للمرأة عن زوجها «ذاك الذى في عينه بياض».

(أذي) (ه) في حديث العقيقة «أميطوا عنه الأَذَى» يريد الشعر والنّجاسة وما يخرج على رأس الصبى حين يولد ، يحلق عنه يوم سابعه.

(ه) ومنه الحديث «أدناها إماطة الأَذَى عن الطريق» وهو ما يُؤْذِي فيها كالشّوك والحجر والنّجاسة ونحوها.

(س) ومنه الحديث «كلّ مُؤْذٍ في النار» وهو وعيد لمن يؤذى النّاس في الدنيا بعقوبة النار في الآخرة ، وقيل أراد كلّ مؤذ من السباع والهوامّ يجعل في النار عقوبة لأهلها.

وفي حديث ابن عباس في تفسير قوله تعالى : «وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ) ذُرِّيَّاتِهِمْ» قال «كأنّهم الذّر في آذِيِ الماء» الآذِيُ ـ بالمد والتشديد ـ : الموج الشديد. ويجمع على أَوَاذِيّ.

ومنه خطبة علي : «تلتطم أَوَاذِيُ أمواجها»

__________________

(١) في اللسان : «فخمدوا» أى أصابهم فتور ، فأمر النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم بصب الماء البارد عليهم لينشطوا.

(٢) في ا واللسان : زيد بن أرقم.

٣٤

(باب الهمزة مع الراء)

(أرب) (ه) فيه «أنّ رجلا اعترض النبىّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ليسأله فصاح به الناس ، فقال دعوا الرّجل أَرِبَ ما له» في هذه اللفظة ثلاث روايات : إحداها أَرِبَ بوزن علم ، ومعناها الدّعاء عليه ، أى أصيبت آرَابه وسقطت ، وهى كلمة لا يراد بها وقوع الأمر ، كما يقال تربت يداك ، وقاتلك الله ، وإنما تذكر في معرض التّعجّب. وفي هذا الدعاء من النبىّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم قولان : أحدهما تعجّبه من حرص السائل ومزاحمته ، والثانى أنه لما رآه بهذه الحال من الحرص غلبه طبع البشرية فدعا عليه. وقد قال في غير هذا الحديث : «اللهمّ (إِنَّما أَنَا بَشَرٌ) فمن دعوت عليه فاجعل دعائى له رحمة» وقيل معناه احتاج فسأل ، من أَرِبَ الرّجل يَأْرَبُ إذا احتاج ، ثم قال ما له؟ أى أىّ شىء به؟ وما يريد؟

والرواية الثانية «أَرَبٌ ما له ، بوزن جمل (١) ، أى حاجة له ، وما زائدة للتقليل ، أى له حاجة يسيرة. وقيل معناه حاجة جاءت به ، فحذف ، ثم سأل فقال ما له.

والرواية الثالثة أَرِبٌ بوزن كتف ، والأَرِبُ الحاذق الكامل (٢) ، أى هو أرب ، فحذف المبتدأ ثم سأل فقال : ما له أى ما شأنه.

(س) ومثله الحديث الآخر «أنه جاءه رجل فقال : دلّنى على عمل يدخلنى الجنة ، فقال أَرُبَ ما له» أى أنه ذو خبرة وعلم. يقال أَرُبَ الرجل بالضمّ فهو أَرِيبٌ ، أى صار ذا فطنة. ورواه الهروى «إِرْبٌ ما له» بوزن حمل أى أنه ذو إِرْبٍ : خبرة وعلم.

(س [ه]) وفي حديث عمر «أنه نقم على رجل قولا قاله ، فقال : أَرِبْتَ عن ذى يديك» أى سقطت آرابك من اليدين خاصة. وقال الهروى : معناه ذهب ما في يديك حتى تحتاج (٣). وفي هذا

__________________

(١) ضبطه مصحح الأصل «إرب بوزن حمل» بكسر الهمزة وسكون الراء وما أثبتناه من ا ، واللسان وتاج العروس.

(٢) أنشد الهروى. وهو لأبى العيال الهذلى ، يرثى عبد بن زهرة :

سألتُ حبيبى الوصلَ منه دُعابَةً

وأعْلَمُ أنَّ الوصل ليس يكونُ

فمَاسَ دلالاً وابتهاجاً وقال لى

برفقٍ مجيباً (ما سألتَ يَهُونُ)

(٣) أنشد الهروى لابن مقبل :

سألتُ حبيبى الوصلَ منه دُعابَةً

وأعْلَمُ أنَّ الوصل ليس يكونُ

فمَاسَ دلالاً وابتهاجاً وقال لى

برفقٍ مجيباً (ما سألتَ يَهُونُ)

أى إن احتجت إليه وأردته.

٣٥

نظر ، لأنه قد جاء في رواية أخرى لهذا الحديث «خررت عن يديك» وهى عبارة عن الخجل مشهورة ، كأنه أراد أصابك خجل أو ذمّ. ومعنى خررت : سقطت.

(ه) وفي الحديث «أنه ذكر الحيّات فقال : من خشى إِرْبَهُنَ فليس منا» الإِرْبُ بكسر الهمزة وسكون الراء : الدّهاء ، أى من خشى غائلتها وجبن عن قتلها ـ للذى قيل في الجاهلية إنها تؤذى قاتلها أو تصيبه بخبل ـ فقد فارق سنّتنا وخالف ما نحن عليه.

(ه) وفي حديث الصلاة «كان يسجد على سبعة آرَابٍ» أى أعضاء ، واحدها إِرْب بالكسر والسكون ، والمراد بالسبعة : الجبهة واليدان والركبتان والقدمان.

(ه) ومنه حديث عائشة «كان أملككم لِأَرَبِهِ» أى لحاجته ، تعنى أنه كان غالبا لهواه. وأكثر المحدّثين يروونه بفتح الهمزة والراء يعنون الحاجة ، وبعضهم يرويه بكسر الهمزة وسكون الراء ، وله تأويلان : أحدهما أنه الحاجة ، يقال فيها الأَرَبُ ، والإِرْبُ والإِرْبَةُ والمَأْرُبَة والمَأْرَبَة ، والثانى أرادت به العضو ، وعنت به من الأعضاء الذكر خاصّة.

وفي حديث المخنث «كانوا يعدّونه من غير أولى الإِرْبَةِ» أى النكاح.

(س) وفي حديث عمرو بن العاص «قال فَأَرِبْتُ بأبى هريرة ولم تضرر بى إِرْبَةٌ أَرِبْتُهَا قط قبل يومئذ» أَرِبْتُ به أى احتلت عليه ، وهو من الإِرْب : الدّهاء والنّكر.

(س) وفيه «قالت قريش : لا تعجلوا في الفداء لا يَأْرَبُ عليكم محمّد وأصحابه» أى يتشددون عليكم فيه. يقال أَرِبَ الدّهر يَأْرَبُ إذا اشتدّ. وتَأَرَّبَ علىّ إذا تعدى. وكأنه من الأُرْبَة : العقدة.

(ه) ومنه حديث سعيد بن العاص «قال لابنه عمرو : لا تَتَأَرَّبْ على بناتى» أى لا تتشدّد ولا تتعد.

(ه) وفي الحديث «أنه أتي بكتف مُؤَرَّبَة» أى موفّرة لم ينقص منها شىء. أَرَّبْتُ الشىء تَأْرِيباً إذا وفّرته.

(ه) وفيه «مُؤَارَبَة الأَرِيب جهل وعناء» أى إن الأَرِيب ـ وهو العاقل ـ لا يختل عن عقله.

٣٦

(س) وفي حديث جندب «خرج برجل آرَابٌ» قيل هى القرحة ، وكأنها من آفات الآرَاب : الأعضاء.

(أرث) (س) وفي حديث الحج «إنكم على إِرْثٍ من إرث أبيكم إبراهيم» يريد به مِيرَاثَهُمْ ملّته. ومن هاهنا للتبيين ، مثلها في قوله تعالى «فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثانِ» وأصل همزته واو لأنه من ورث يرث.

(س) وفي حديث أسلم «قال كنت مع عمرو إذا نار تُؤَرَّثُ بصرار» التَّأْرِيث : إيقاد النار وإذكاؤها. والإِرَاث والأَرِيث النار. وصرار ـ بالصاد المهملة ـ موضع قريب من المدينة.

(أَرْثَد) ـ بفتح الهمزة وسكون الراء : واد بين مكة والمدينة ، وهو وادى الأبواء ، له ذكر في حديث معاوية.

(أرج) (س) فيه «لما جاء نعى عمر إلى المدائن أَرِجَ الناس» أى ضّجوا بالبكاء ، هو من أَرِجَ الطيب إذا فاح. وأَرَّجْتُ الحرب إذا أثرتها.

(إِرْدَبّ) ـ في حديث أبى هريرة «منعت مصر إِرْدَبَّهَا» هو مكيال لهم يسع أربعة وعشرين صاعا والهمزة فيه زائدة.

(إردخل) (س) في حديث أبى بكر بن عياش «قيل له : من انتخب هذه الأحاديث ، قال : انتخبها رجل إِرْدَخْل» الإِرْدَخْل : الضخم. يريد أنه في العلم والمعرفة بالحديث ضخم كبير.

(أرر) في خطبة على بن أبى طالب «يفضى كإفضاء الديكة ، ويَؤُرُّ بملاقحه» الأَرُّ الجماع. يقال : أَرَّ يَؤُرُّ أَرّاً ، وهو مِئَرٌّ بكسر الميم ، أى كثير الجماع.

(أرز) (ه) فيه «إن الإسلام لِيَأْرِزُ إلى المدينة كما تَأْرِزُ الحيّة إلى جحرها» أى ينضم إليها ويجتمع بعضه إلى بعض فيها.

ومنه كلام على بن أبى طالب «حتى يَأْرِزَ الأمر إلى غيركم».

ومنه كلامه الآخر «جعل الجبال للأرض عمادا ، وأَرَّزَ فيها أوتادا» أى أثبتها. إن كانت الزاى مخفّفة فهى من أَرَزَتِ الشّجرة تَأْرِزُ إذا ثبتت في الأرض. وإن كانت مشددة فهى من أَرَزَّتِ الجرادة

٣٧

ورَزَّتْ إذا أدخلت ذنبها في الأرض لتلقى فيها بيضها. ورَزَزْتُ الشّىء في الأرض رَزّاً : أثبته فيها. وحينئذ تكون الهمزة زائدة ، والكلمة من حرف الراء.

(س) ومنه حديث أبى الأسود «إن سئل أَرَزَ» أى تقبض من بخله. يقال أَرَزَ يَأْرِزُ أَرْزاً ، فهو أَرُوزٌ ، إذا لم ينبسط للمعروف.

(ه) وفيه «مثل المنافق (١) مثل الأَرْزَة المجذية على الأرض» الأَرْزَة ـ بسكون الراء وفتحها ـ شجرة الأرزن ، وهو خشب معروف. وقيل هو الصنوبر. وقال بعضهم : هى الآرِزَة بوزن فاعلة ، وأنكرها أبو عبيد.

(ه) وفي حديث صعصعة بن صوحان «ولم ينظر في أَرْزِ الكلام» أى في حصره وجمعه والتروّى فيه.

(أرس) (س ه) في كتاب النبى عليه‌السلام إلى هرقل «فإن أبيت فعليك إثم الأَرِيسِيِّين» قد اختلف في هذه اللفظة صيغة ومعنى : فروى الأَرِيسِين بوزن الكريمين. وروى الإِرِّيسِين بوزن الشِّرِّيبين. وروى الأَرِيسِيِّين بوزن العظيميّين. وروى بإبدال الهمزة ياء مفتوحة في البخارى.

وأما معناها فقال أبو عبيد : هم الخدم والخول ، يعنى لصدّه إياهم عن الدين ، كما قال «رَبَّنا إِنَّا أَطَعْنا سادَتَنا» أى عليك مثل إثمهم.

وقال ابن الأعرابى : أَرَسَ يَأْرِسُ أَرْساً فهو أَرِيسٌ ، وأَرَّسَ يُؤَرِّسُ تَأْرِيساً فهو إِرِّيس ، وجمعها أَرِيسُون وإِرِّيسُون وأَرَارِسَة ، وهم الأكّارون. وإنما قال ذلك لأن الأكّارين كانوا عندهم من الفرس ، وهم عبدة النار ، فجعل عليه إثمهم.

وقال أبو عبيد في كتاب الأموال : أصحاب الحديث يقولون الأَرِيسِيِّين منسوبا مجموعا ، والصحيح الأَرِيسِين ، يعنى بغير نسب ، ورده الطحاوى عليه. وقال بعضهم : إن في رهط هرقل فرقة تعرف بالأَرُوسِيَّة ، فجاء على النسب إليهم. وقيل إنهم أتباع عبد الله بن أَرِيس ـ رجل كان في الزمن الأوّل ـ قتلوا نبيا بعثه الله إليهم. وقيل الإِرِّيسُون ، الملوك واحدهم إِرِّيس. وقيل هم العشّارون.

ومنه حديث معاوية «بلغه أن صاحب الروم يريد قصد بلاد الشام أيام صفين ، فكتب

__________________

(١) رواية اللسان ، وتاج العروس : مثل الكافر الخ.

٣٨

إليه : بالله لئن تمّمت على ما بلغنى لأصالحنّ صاحبى ولأكوننّ مقدّمته إليك ، ولأجعلن القسطنطينيّة البخراء حممة سوداء ، ولأنزعنّك من الملك نزع الاصطفلينة ، ولأردنّك إِرِّيساً من الأَرَارِسَة ترعى الدّوابل».

وفي حديث خاتم النبى عليه‌السلام «فسقطت من يد عثمان في بئر أَرِيس» هى بفتح الهمزة وتخفيف الراء بئر معروفة قريبا من مسجد قباء عند المدينة.

(أرش) [ه] قد تكرر فيه ذكر الأَرْش المشروع في الحكومات ، وهو الذى يأخذه المشترى من البائع إذا اطّلع على عيب في المبيع. وأُرُوش الجنايات والجراحات من ذلك ؛ لأنها جابرة لها عما حصل فيها من النقص. وسمى أَرْشاً لأنه من أسباب النزاع ، يقال أَرَّشْتُ بين القوم إذا أوقعت بينهم.

(أرض) (ه) فيه «لا صيام لمن لم يُؤَرِّضْهُ من الليل» أى لم يهيئه ولم ينوه. يقال أَرَّضْتُ الكلام إذا سوّيته وهيّأته.

(ه) وفي حديث أم معبد «فشربوا حتى أَرَاضُوا» أى شربوا عللا بعد نهل حتى رووا ، من أَرَاضِ الوادى إذا استنقع فيه الماء وقيل أَرَاضُوا : أى ناموا على الإِرَاض (١) وهو البساط. وقيل حتى صبّوا اللبن على الأرض.

(ه) وفي حديث ابن عباس «أزلزلت الأرض أم بى أَرْض» الأَرْض بسكون الراء : الرّعدة.

وفي حديث الجنازة «من أهل الأرض أم من أهل الذمة» أى الذين أقرّوا بأرضهم.

(أرط) ـ فيه «جىء بإبل كأنها عروق الأَرْطَى» هو شجر من شجر الرمل عروقه حمر. وقد اختلف في همزته فقيل إنها أصلية ، لقولهم أديم مَأْرُوط. وقيل زائدة لقولهم أديم مرطىّ ، وألفه للإلحاق ، أو بنى الاسم عليها وليست للتأنيث.

(أرف) ـ فيه «أىّ مال اقتسم وأُرِّفَ عليه فلا شفعة فيه» أى حدّ وأعلم.

ومنه حديث عمر «فقسّموها على عدد السهام وأعلموا أُرَفَهَا» الأُرَف جمع أُرْفَة وهى الحدود والمعالم. ويقال بالثاء المثلثة أيضا.

__________________

(١) كانت في الأصل «الأرض» والتصحيح من : ا. والإراض : البساط الضخم.

٣٩

(ه) ومنه حديث عثمان «الأُرَفُ تقطع الشفعة».

ومنه حديث عبد الله بن سلام «ما أجد لهذه الأمة من أُرْفَةِ أجل بعد السبعين» أى من حدّ ينتهى إليه.

(ه) وفى حديث المغيرة «الحديث من فى العاقل أشهى إلىّ من الشهد بماء رصفة بمحض الأُرْفِيّ» هو اللبن المحض الطّيّب ، كذا قاله الهروى عند شرحه الرصفة في حرف الراء.

(أرق) قد تكرر. (س) فيه ذكر الأَرَق وهو السهر ، رجل أَرِقٌ إذا سهر لعلة ، فإن كان السهر من عادته قيل أُرُقٌ بضم الهمزة والراء.

(أرك) ـ فيه «ألا هل عسى رجل يبلغه الحديث عنى وهو متكىء على أَرِيكَتِه فيقول بيننا وبينكم كتاب الله» الأَرِيكَة : السرير في الحجلة من دونه ستر ، ولا يسمى منفردا أريكة. وقيل هو كل ما اتّكئ عليه من سرير أو فراش أو منصّة ، وقد تكرر في الحديث.

(س) وفي حديث الزهرى عن بنى إسرائيل «وعنبهم الأَرَاك» هو شجر معروف له حمل كعناقيد العنب ، واسمه الكباث بفتح الكاف ، وإذا نضج يسمى المرد.

(س) ومنه الحديث «أتى بلبن إبل أَوَارِك» أى قد أكلت الأراك. يقال أَرَكَتْ تَأْرِكُ وتَأْرُكُ فهى أَرِكَة إذا أقامت في الأراك ورعته. والأَوَارِك جمع آرِكَة.

(أرم) (ه) فيه «كيف تبلغك صلاتنا وقد أَرِمْتَ» أى بليت ، يقال أَرِمَ المال إذا فنى. وأرض أَرِمَة لا تنبت شيئا. وقيل إنما هو أُرِمْتَ من الأَرْمِ : الأكل ، يقال أَرَمَتِ السنة بأموالنا : أى أكلت كل شىء ، ومنه قيل للأسنان الأُرَّم. وقال الخطابى : أصله أرممت ، أى بليت وصرت رميما ، فحذف إحدى الميمين ، كقولهم ظلت في ظللت ، وكثيرا ما تروى هذه اللفظة بتشديد الميم ، وهى لغة ناس من بكر بن وائل ، وسيجىء الكلام عليها مستقصى في حرف الراء إن شاء الله تعالى.

(س) وفيه «ما يوجد في آرَامِ الجاهلية وخربها فيه الخمس» الآرَامُ الأعلام وهى حجارة تجمع وتنصب في المفازة يهتدى بها ، واحدها إِرَم كعنب. وكان من عادة الجاهلية أنهم إذا وجدوا شيئا في طريقهم لا يمكنهم استصحابه تركوا عليه حجارة يعرفونه بها ، حتى إذا عادوا أخذوه.

٤٠