النّهاية - ج ١

مجد الدين أبي السعادات المبارك بن محمد الجزري [ ابن الأثير ]

النّهاية - ج ١

المؤلف:

مجد الدين أبي السعادات المبارك بن محمد الجزري [ ابن الأثير ]


المحقق: طاهر احمد الزاوي ومحمود محمد الطناجي
الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة اسماعيليان للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ٤
الصفحات: ٤٧٢

وفي حديث عليّ «ألقت السّحاب بَرْكَ بوانيها» البَرْك : الصّدر ، والبَوَانِي : أركان البنية.

وفي حديث علقمة «لا تقربهم فإنّ على أبوابهم فتنا كَمَبَارِكِ الإبل» هو الموضع الذى تَبْرُكُ فيه ، أراد أنها تعدى ، كما أن الإبل الصحاح إذا أنيخت في مبارك الجربى جربت.

وفي حديث الهجرة «لو أمرتنا أن نبلغ معك بها بَرْكَ الغماد» تفتح الباء وتكسر ، وتضمّ الغين وتكسر ، وهو اسم موضع باليمن. وقيل هو موضع وراء مكة بخمس ليال.

(س) وفي حديث الحسين بن على (١) «ابْتَرَكَ الناس في عثمان» أى شتموه وتنقّصوه.

(برم) (ه) فيه «من استمع إلى حديث قوم وهم له كارهون صبّ في أذنيه البَرَم» هو الكحل المذاب. ويروى البَيْرَم ، وهو هو ، بزيادة الياء ، وقيل البَيْرَم عتلة النجّار.

(س) وفي حديث وفد مذحج «كرام غير أَبْرَام» الأَبْرَام اللئام ، واحدهم بَرَم بفتح الراء ، وهو في الأصل الذى لا يدخل مع القوم في الميسر ، ولا يخرج فيه معهم شيئا.

(س) ومنه حديث عمرو بن معدى كرب «قال لعمر : أأَبْرَام بنو المغيرة؟ قال : ولم؟ قال : نزلت فيهم فما قرونى غير قوس وثور وكعب ، فقال عمر : إن في ذلك لشبعا» القوس ما يبقى في الجلّة من التّمر ، والثّور : قطعة عظيمة من الأقط ، والكعب : قطعة من السّمن.

(ه) وفي حديث خزيمة السلمى «أينعت العنمة وسقطت البَرَمَة» هى زهر الطّلح ، وجمعها بَرَم ، يعنى أنها سقطت من أغصانها للجدب.

وفي حديث الدعاء «السلام عليك غير مودّع بَرَماً» هو مصدر بَرِمَ به ـ بالكسر يَبْرَمُ بَرَماً بالتحريك إذا سئمه وملّه.

وفي حديث بريرة «رأى بُرْمَةً تفور» البُرْمَة : القدر مطلقا ، وجمعها بِرَام ، وهى في الأصل المتّخذة من الحجر المعروف بالحجاز واليمن ، وقد تكررت في الحديث.

__________________

(١) في ا ، واللسان : وفي حديث على بن الحسين.

١٢١

(برنس) (س) في حديث عمر «سقط البُرْنُس عن رأسى» هو كل ثوب رأسه منه ملتزق به ، من درّاعة أو جبّة أو ممطر أو غيره. وقال الجوهرى : هو قلنسوة طويلة كان النّساك يلبسونها في صدر الإسلام ، وهو من البرس ـ بكسر الباء ـ القطن ، والنون زائدة. وقيل إنه غير عربى.

(برهوت) (س) في حديث علىّ «شرّ بئر في الأرض بَرَهُوت» هى بفتح الباء والراء : بئر عميقة بحضرموت لا يستطاع النزول إلى قعرها. ويقال بُرْهُوت بضم الباء وسكون الراء ، فتكون تاؤها على الأوّل زائدة ، وعلى الثانى أصلية ، أخرجه الهروى عن على ، وأخرجه الطبرانى في المعجم عن ابن عباس عن النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

(برهن) فيه «الصّدقة بُرْهَان» البُرْهَان : الحجة والدليل ، أى أنها حجة لطالب الأجر من أجل أنها فرض يجازى الله به وعليه ، وقيل هى دليل على صحة إيمان صاحبها لطيب نفسه بإخراجها ، وذلك لعلاقة ما بين النفس والمال.

(برو) (س) في حديث ابن عباس «أهدى النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم جملا كان لأبى جهل في أنفه بُرَةٌ من فضّة يغيظ بذلك المشركين» البُرَة : حلقة تجعل في لحم الأنف ، وربما كانت من شعر. وليس هذا موضعها ، وإنما ذكرناها على ظاهر لفظها ، لأن أصلها بَرْوَة ، مثل فروة ، وتجمع على بُرىً ، وبُراتٌ ، وبُرينَ بضم الباء.

(س) ومنه حديث سلمة بن سحيم «إنّ صاحبا لنا ركب ناقة ليست بِمُبْرَاةٍ فسقط ، فقال النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم : غرّر بنفسه» أى ليس في أنفها برة. يقال أَبْرَيْتُ الناقة فهى مُبْرَاةٌ.

(برهرهة) (بَرَهْرَهة) في حديث المبعث «فأخرج منه علقة سوداء ، ثم أدخل فيه البَرَهْرَهَة» قيل هى سكّينة بيضاء جديدة صافية ، من قولهم امرأة بَرَهْرَهَة كأنها ترعد رطوبة. ويروى رهرهة ، أى رحرحة واسعة. قال الخطابى : قد أكثرت السؤال عنها فلم أجد فيها قولا يقطع بصحّته ، ثم اختار أنها السّكّين.

(برا) (س) فيه «قال رجل لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : يا خير البَرِيَّة» البَرِيَّة :

١٢٢

الخلق ، وقد تكرر ذكرها في الحديث. تقول : بَرَاهُ الله يَبْرُوهُ بَرْواً ، أى خلقه ، ويجمع على البَرَايَا والبَرِيَّات ، من البَرَى التّراب ، هذا إذا لم يهمز ، ومن ذهب إلى أنّ أصله الهمز أخذه من برأ الله الخلق يبرؤهم ، أى خلقهم ، ثم ترك فيها الهمز تخفيفا ولم تستعمل مهموزة.

(ه) وفي حديث على بن الحسين «اللهم صل على محمّد عدد الثّرى والبَرَى والورى» البَرَى التّراب.

(س) وفي حديث حليمة السعدية «أنها خرجت في سنة حمراء قد بَرَتِ المال» أى هزلت الإبل وأخذت من لحمها ، من البَرْي : القطع. والمال في كلامهم أكثر ما يطلقونه على الإبل.

وفي حديث أبى جحيفة «أَبْرِي النّبل وأريشها» ، أى أنحتها وأصلحها وأعمل لها ريشا لتصير سهاما يرمى بها.

(س) وفيه «نهى عن طعام المُتَبَارِيَيْنِ أن يؤكل» هما المتعارضان بفعلهما ليعجز أحدهما الآخر بصنيعه. وإنما كرهه لما فيه من المباهاة والرّياء.

ومنه شعر حسان :

يُبَارِينَ الأعنّة مصعدات

على أكتافها الأسل الظّماء

المُبَارَاة : المجاراة والمسابقة ، أى يعارضها في الجذب لقوّة نفوسها ، أو قوّة رؤوسها وعلك حدائدها. ويجوز أن يريد مشابهتها لها في اللّين وسرعة الانقياد.

(باب الباء مع الزاى)

(بزخ) (س) في حديث عمر «أنه دعا بفرسين هجين وعربىّ إلى الشرب ، فتطاول العتيق فشرب بطول عنقه ، وتَبَازَخَ الهجين» التَّبَازُخ : أن يثنى حافره إلى باطنه لقصر عنقه. وتَبَازَخَ فلان عن الأمر أى تقاعس.

١٢٣

وفيه ذكر وفد «بُزَاخَة» هى بضم الباء وتخفيف الزاى : موضع كانت به وقعة للمسلمين في خلافة أبى بكر الصديق رضى الله عنه.

(بزر) (س) في حديث عليّ يوم الجمل «ما شبّهت وقع السيوف على الهام إلا بوقع البَيَازِر على المواجن» البَيَازِر : العصىّ واحدتها بَيْزَرَة ، وبَيْزَارَة. يقال : بَزَرَهُ بالعصا إذا ضربه بها. والمواجن : جمع ميجنة وهى الخشبة التى يدّق بها القصّار الثوب.

(س) وفي حديث أبى هريرة «لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا قوما ينتعلون الشّعر وهم البَازِر» قيل بَازِر ناحية قريبة من كرمان بها جبال ، وفي بعض الروايات : هم الأكراد ، فإن كان من هذا فكأنه أراد أهل البَازِر ، ويكون سمّوا باسم بلادهم. هكذا أخرجه أبو موسى في حرف الباء والزاى من كتابه وشرحه. والذى رويناه في كتاب البخارى عن أبى هريرة : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول «بين يدى الساعة تقاتلون قوما نعالهم الشّعر وهو هذا البارز» وقال سفيان مرّة : وهم أهل البارز ، ويعنى بأهل البارز أهل فارس كذا هو بلغتهم. وهكذا جاء في لفظ الحديث كأنه أبدل السين زايا فيكون من باب الباء والراء لا من باب الباء والزاى. والله أعلم. وقد اختلف في فتح الراء وكسرها. وكذلك اختلف مع تقديم الزّاى.

(بزز) (ه) في حديث أبى عبيدة «إنه ستكون نبوّة ورحمة ، ثم كذا وكذا ، ثم تكون بِزِّيزَى وأخذ أموال بغير حق» البِزِّيزَى ـ بكسر الباء وتشديد الزاى الأولى والقصر ـ : السّلب والتغلّب. من بَزَّهُ ثيابه وابْتَزَّهُ إذا سلبه إيّاها (١). ورواه بعضهم بزبزيّا ، قال الهروى : عرضته على الأزهرى فقال هذا لا شىء. وقال الخطابىّ : إن كان محفوظا فهو من البَزِبزَةِ : الإسراع في السّير ، يريد به عسف الولاة وإسراعهم إلى الظّلم.

(س) فمن الأوّل الحديث «فَيَبْتَزُّ ثيابى ومتاعى» أى يجرّدنى منها ويغلبنى عليها.

ومن الثانى الحديث الآخر «من أخرج صدقته (٢) فلم يجد إلّا بَزْبَزِيّاً فيردّها» هكذا جاء في مسند أحمد بن حنبل.

وفي حديث عمر «لمّا دنا من الشام ولقيه الناس قال لأسلم : إنهم لم يروا على صاحبك بِزَّةَ

__________________

(١) ومنه المثل : «من عزّ بَزَّ» أى من غلب سلب.

(٢) في الأصل واللسان : ضيفه. والمثبت من ا.

١٢٤

قوم غضب الله عليهم» البِزَّة : الهيئة ، كأنه أراد هيئة العجم ، وقد تكرر في الحديث.

(بزع) (ه) فيه «مررت بقصر مشيد بَزِيع ، فقلت لمن هذا القصر؟ فقيل لعمر بن الخطاب!!» البَزِيع : الظريف من الناس ، شبّه القصر به لحسنه وجماله ، وقد تَبَزَّعَ الغلام أى ظرف. وتَبَزَّعَ الشّرّ أى تفاقم.

(بزغ) ـ فيه «حين بَزَغَتِ الشمس» البُزُوغ الطلوع. يقال : بَزَغَتِ الشمس وبَزَغَ القمر وغيرهما إذا طلعت.

(س) وفيه «إن كان في شىء شفاء ففى بَزْغَةِ الحجّام» البَزْغ والتَّبْزِيغ : الشّرط بالمِبْزَغ وهو المشرط. وبَزَغَ دمه : أساله.

(بزق) (ه) في حديث أنس «أتينا أهل خيبر حين بَزَقَتِ الشمس» هكذا الرواية بالقاف ، وهى بمعنى بزغت ، أى طلعت ، والغين والقاف من مخرج واحد.

(بزل) في حديث الديات «أربع وثلاثون ثنيّة إلى بَازِل عامها كلّها خلفات».

(ه) ومنه حديث عليّ بن أبى طالب :

بَازِل عامَيْن حديثُ سِنِّى

البَازِل من الإبل الذى تمّ ثمانى سنين ودخل في التاسعة ، وحينئذ يطلع نابه وتكمل قوّته ، ثم يقال له بعد ذلك بَازِلُ عام وبَازِلُ عامين. يقول أنا مستجمع الشباب مستكمل القوّة.

وفي حديث العباس «قال يوم الفتح لأهل مكة : أسلموا تسلموا ، فقد استبطنتم بأشهب بَازِل» أى رميتم بأمر صعب شديد ، ضربه مثلا لشدّة الأمر الذى نزل بهم.

(ه) وفي حديث زيد بن ثابت «قضى في البَازِلَة بثلاثة أبعرة» البَازِلَة من الشّجاج التى تبزل اللحم أى تشقّه ، وهى المتلاحمة.

(بزا) [ه] في قصيدة أبى طالب عاتب قريشا في أمر النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم :

كذبتم وبيت الله يُبْزَى محمّد

ولمّا نطاعن دونه ونناضل

يُبْزَى ، أى يقهر ويغلب ، أراد لا يبزى ، فحذف لا من جواب القسم ، وهى مرادة ، أى لا يقهر ولم نقاتل عنه وندافع.

(س) وفي حديث عبد الرحمن بن جبير «لا تُبَازِ كَتَبَازِي المرأة» التَّبَازِي أن تحرّك

١٢٥

العجز في المشى ، وهو من البَزَاء : خروج الصّدر ودخول الظهر. وأَبْزَى الرجل إذا رفع عجزه. ومعنى الحديث فيما قيل : لا تنحن لكلّ أحد.

(باب الباء مع السين)

(بسأ) ـ فيه «أن النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال بعد وقعة بدر : لو كان أبو طالب حيّا لرأى سيوفنا وقد بَسِئَتْ بالمياثل» بَسأَتْ بفتح السين وكسرها : أى اعتادت واستأنست ، والمياثل : الأمثال ، هكذا فسر ، وكأنه من المقلوب.

(بسبس) في حديث قسّ «فبينا أنا أجول بَسْبَسَهَا» البَسْبَس : البرّ المقفر الواسع ، ويروى سبسبها وهو بمعناه.

(بسر) (ه) في حديث الأشجّ العبدى «لا تثجروا ولا تَبْسُرُوا» البَسْر بفتح الباء خلط البُسْر بالتّمر وانتباذهما معا.

(س) ومنه الحديث في شرط مشترى النّخل على البائع «ليس له مِبْسَار» وهو الذى لا يرطب بسره.

(ه) وفيه «أنه كان إذا نهض في سفره قال اللهم بك ابْتَسَرْتُ» أى ابتدأت بسفرى. وكل شىء أخذته غضّا فقد بَسَرْتَهُ وابْتَسَرْتَهُ ، هكذا رواه الأزهرى ، والمحدّثون يروونه بالنون والشين المعجمة أى تحركت وسرت.

[ه] ـ وفي حديث سعد «قال : لمّا أسلمت راغمتنى أمّى فكانت تلقانى مرّة بالبشر ومرّة بالبَسْر» البشر بالمعجمة : الطّلاقة ، وبالمهملة : القطوب. بَسَرَ وجهه يَبْسُرُه.

(ه) وفي حديث الحسن «قال للوليد التيّاس : لا تَبْسُر» البَسْر : ضرب الفحل الناقة قبل أن تطلب. يقول لا تحمل على النّاقة والشّاة قبل أن تطلب الفحل.

وفي حديث عمران بن حصين في صلاة القاعد «وكان مَبْسُوراً» أى به بَوَاسِير ، وهى المرض المعروف.

(بسس) (ه) فيه «يخرج قوم من المدينة إلى العراق والشام يَبِسُّون يَبُسُّون والمدينة خير لهم

١٢٦

لو كانوا يعلمون» يقال بَسَسْتُ الناقة وأَبْسَسْتُهَا إذا سقتها وزجرتها وقلت لها بس بس بكسر الباء وفتحها.

(س) وفى حديث المتعة «ومعى بردة قد بُسَ منها» أى نيل منها وبليت.

[ه] وفي حديث مجاهد «من أسماء مكة البَاسَّة» سمّيت بها لأنها تحطم من أخطأ فيها. والبَسّ : الحطم ، ويروى بالنون من النّسّ : الطّرد.

(س) وفي حديث المغيرة «أشأم من البَسُوس» هى ناقة رماها كليب بن وائل فقتلها ، وبِسَبَبِها كانت الحرب المشهورة بين بكر وتغلب ، وصارت مثلا في الشّؤم. والبَسُوسُ في الأصل : الناقة التى لا تدرّ حتى يقال لها بسّ بس بالضم والتشديد ، وهو صويت للراعى يسكّن به الناقة عند الحلب. وقد يقال ذلك لغير الإبل.

وفي حديث الحجاج «قال للنّعمان بن زرعة : أمن أهل الرّسّ والبَسِ أنت» البَسّ الدّسّ. يقال بَسَ فلان لفلان من يتخبّر له خبره ويأتيه به ، أى دسّه إليه. والبَسْبَسَة : السّعاية بين الناس.

(بسط) ـ في أسماء الله تعالى «البَاسِط» هو الذى يَبْسُطُ الرزق لعباده ويوسّعه عليهم بجوده ورحمته ، ويبسط الأرواح في الأجساد عند الحياة.

(ه) وفيه «أنه كتب لوفد كلب كتابا فيه : في الهمولة الرّاعية البِسَاط الظّؤار» البسَاطُ يروى بالفتح والكسر والضّم ، قال الأزهرى : هو بالكسر جمع بِسْط وهى الناقة التى تركت وولدها لا يمنع منها ولا تعطف على غيره. وبِسْط بمعنى مَبْسُوطَة ، كالطّحن والقطف : أى بسطت على أولادها. وقال القتيبى : هو بالضم جمع بِسْط أيضا كظئر وظؤار ، وكذلك قال الجوهرى ، فأمّا بالفتح فهو الأرض الواسعة ، فإن صحّت الرواية به ، فيكون المعنى : في الهمولة التى ترعى الأرض الواسعة ، وحينئذ تكون الطاء منصوبة على المفعول. والظّؤار جمع ظئر وهى التى ترضع.

(ه) وفيه في وصف الغيث «فوقع بَسِيطاً متداركا» أى انْبَسَطَ في الأرض واتّسع. والمتدارك : المتتابع.

(ه) وفيه «يد الله تعالى بُسْطَان» أى مبسوطة. قال : الأشبه أن تكون الباء مفتوحة حملا على باقى الصفات كالرحمن والغضبان ، فأمّا بالضم ففى المصادر كالغفران والرّضوان. وقال

١٢٧

الزمخشرى : يدا الله بُسْطَان ، تثنية بُسُطٌ ، مثل روضة أنف ، ثم تخفّف فيقال بُسْط كأذن وأذن ، وفى قراءة عبد الله «بَلْ يَدَاهُ بُسْطَانِ» جعل بَسْطَ اليد كناية عن الجود وتمثيلا ، ولا يد ثمّ ولا بسط ، تعالى الله عن ذلك. وقال الجوهرى : ويدٌ بِسْطٌ أيضا ، يعنى بالكسر ، أى مطلقة ، ثم قال : وفى قراءة عبد الله «بَلْ يَدَاهُ بِسْطَانِ».

(س) ومنه حديث عروة «ليكن وجهك بِسْطاً» أى منبسطا منطلقا.

ومنه حديث فاطمة «يَبْسُطُنِي ما يَبْسُطُهَا» أى يسرّنى ما يسرها. لأن الإنسان إذا سرّ انبسط وجهه واستبشر.

(س) وفيه «لا تَبْسُطْ ذراعيك انْبِسَاطَ الكلب» أى لا تفرشهما على الأرض في الصلاة. والانْبِسَاطُ مصدر انْبَسَطَ لا بَسَطَ ، فحمله عليه.

(بسق) (ه) في حديث قطبة بن مالك «صلّى بنا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم حتى قرأ (وَالنَّخْلَ باسِقاتٍ)» البَاسِق : المرتفع في علوّه.

(ه) ومنه الحديث في صفة السّحاب «كيف ترون بَوَاسِقَهَا» أى ما استطال من فروعها.

ومنه حديث قس «من بَوَاسِق أقحوان».

وحديث ابن الزبير «وارجحنّ بعد تَبَسُّق» أى ثقل ومال بعد ما ارتفع وطال.

[ه] وفي حديث ابن الحنفية «كيف بَسَقَ أبو بكر أصحاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم» أى كيف ارتفع ذكره دونهم. والبُسُوقُ : علوّ ذكر الرجل في الفضل.

وفي حديث الحديبية «فقد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم على جبا الرّكيّة فإمّا دعا وإما بَسَقَ فيه» بَسَقَ لغة في بزق وبصق.

(بسل) (ه) في حديث عمر «كان يقول في دعائه آمين وبَسْلاً» أى إيجابا يا ربّ. والبَسْل يكون بمعنى الحلال والحرام.

(س) وفي حديث عمر «مات أسيد بن حضير وأُبْسِلَ ماله» أى أسلم بدينه واستغرقه ، وكان نخلا ، فردّه عمر وباع ثمره ثلاث سنين وقضى دينه.

١٢٨

(س) وفي حديث خيفان «قال لعثمان : أمّا هذا الحىّ من همدان فأبحاد بُسْل» أى شجعان ، وهو جمع بَاسِل ، كبازل وبزل ، سمّى به الشجاع لامتناعه ممّن يقصده.

(بسن) (ه) في حديث ابن عباس «نزل آدم عليه‌السلام من الجنة بالبَاسِنَة» قيل إنها آلات الصّنّاع. وقيل هى سكّة الحرث ، وليس بعربىّ محض.

(باب الباء مع الشين)

(بشر) (١) (ه) فيه «ما من رجل له إبل وبقر لا يؤدّى حقها إلّا بطح لها يوم القيامة بقاع قرقر كأكثر ما كانت وأَبْشَرِهِ» أى أحسنه ، من البشر وهو طلاقة الوجه وبشاشته. ويروى «وآشره» من النشاط والبطر ، وقد تقدم.

وفي حديث توبة كعب «فأعطيته ثوبى بُشَارَة» البُشَارَة بالضم : ما يُعْطَى البَشِير ، كالعمالة للعامل ، وبالكسر الاسم ، لأنها تظهر طلاقة الإنسان وفرحه.

(ه) وفي حديث عبد الله «من أحبّ القرآن فَلْيَبْشَرْ» أى فليفرح وليسرّ ، أراد أن محبة القرآن دليل على محض الإيمان. من بَشَرَ يَبْشَرُ بالفتح ، ومن رواه بالضم فهو من بَشَرْتُ الأديم أَبْشُرُهُ إذا أخذت باطنه بالشّفرة ، فيكون معناه فليضمّر نفسه للقرآن ، فإن الاستكثار من الطعام ينسيه إياه.

(ه) وفي حديث عبد الله بن عمرو «أمرنا أن نَبْشُرَ الشوارب بشْراً» أى نحفيها حتى تبين بَشَرَتُهَا ، وهى ظاهر الجلد ، ويجمع على أبشار.

ومنه الحديث «لم أبعث عمّالى ليضربوا أَبْشَارَكُمْ».

ومنه الحديث «أنه كان يقبّل ويُبَاشِرُ وهو صائم» أراد بالمُبَاشَرَة الملامسة. وأصله من لمس بشرة الرجل بشرة المرأة. وقد تكرر ذكرها في الحديث. وقد ترد بمعنى الوطء في الفرج وخارجا منه.

ومنه حديث نجية «ابنتك المؤدمة المُبْشَرَة» يصف حسن بشرتها وشدّتها.

__________________

(١) في ا : نجبة ، بالباء الموحدة والتحريك.

١٢٩

(س) وفي حديث الحجاج «كيف كان المطر وتَبْشِيره» أى مبدؤه وأوّله. ومنه : تَبَاشِير الصّبح : أوائله.

(بشش) (ه) فيه «لا يؤطّن الرجل المساجد للصلاة إلّا تَبَشْبَشَ الله به كما يَتَبَشْبَشُ أهل البيت بغائبهم» البَشّ : فرح الصّديق بالصديق ، واللطف في المسألة والإقبال عليه ، وقد بَشِشْتُ به أَبَشُ. وهذا مثل ضربه لتلقيّه إياه ببرّه وتقريبه وإكرامه.

ومنه حديث عليّ «إذا اجتمع المسلمان فتذاكرا غفر الله لِأَبَشِّهِمَا بصاحبه».

ومنه حديث قيصر «وكذلك الإيمان إذا خالط بَشَاشَة القلوب» بَشَاشَة اللقاء : الفرح بالمرء والانبساط إليه والأنس به.

(بشع) ـ فيه «كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يأكل البَشِع» أى الخشن الكريه الطّعم ، يريد أنه لمن يكن يذمّ طعاما.

ومنه الحديث «فوضعت بين يدى القوم وهى بَشِعَة في الحلق».

(بشق) ـ في حديث الاستسقاء «بَشَقَ المسافر ومنع الطريق» قال البخارى : أى انسدّ وقال ابن دريد : بَشَقَ : أسرع ، مثل بشك. وقيل معناه تأخر. وقيل حبس. وقيل ملّ. وقيل ضعف. وقال الخطّابىّ : بَشَقَ ليس بشىء وإنما هو لثق من اللّثق : الوحل ، وكذا هو في رواية عائشة ، قالت : فلما رأى لثق الثياب على الناس. وفي رواية أخرى لأنس أن رجلا قال لما كثر المطر : يا رسول الله إنه لثق المال. قال ويحتمل أن يكون مشق ، أى صار مزلّة وزلقا ، والميم والباء يتقاربان. وقال غيره : إنما هو بالباء من بَشَقْتُ الثوب وبشكته إذا قطعته في خفّة ، أى قطع بالمسافر. وجائز أن يكون بالنون ، من قولهم نشق الظّبى في الحبالة إذا علق فيها. ورجل بَشِقٌ : إذا كان ممن يدخل في أمور لا يكاد يخلص منها.

(بشك) (ه) في حديث أبى هريرة «أن مروان كساه مطرف خزّ فكان يثنيه عليه إثناء من سعته ، فانشقّ ، فَبَشَكَهُ بَشْكاً» أى خاطه. البَشْك : الخياطة المستعجلة المتباعدة.

(بشم) (س) في حديث سمرة بن جندب «وقيل له إنّ ابنك لم ينم البارحة

١٣٠

بَشَماً ، قال : لو مات ما صلّيت عليه» البَشَم : التّخمة عن الدّسم. ورجل بَشِمٌ بالكسر.

(س) ومنه حديث الحسن «وأنت تتجشّأ من الشّبع بَشَماً»

وفي حديث عبادة «خير مال المسلم شاء تأكل من ورق القتاد والبَشَام» البَشَام : شجر طيّب الرّيح يستاك به ، واحدتها بَشَامَة.

(س) ومنه حديث عمرو بن دينار «لا بأس بنزع السّواك من البَشَامَة».

ومنه حديث عتبة بن غزوان «ما لنا طعام إلّا ورق البَشَام»

(باب الباء مع الصاد)

(بصبص) (س) في حديث دانيال عليه‌السلام «حين ألقى في الجبّ وألقى عليه السّباع فجعلن يلحسنه ويُبَصْبِصْنَ إليه» يقال بَصْبَصَ الكلب بذنبه إذا حرّكه ، وإنما يفعل ذلك من طمع أو خوف.

(بصر) ـ في أسماء الله تعالى «الْبَصِيرُ» هو الذى يشاهد الأشياء كلّها ظاهرها وخافيها بغير جارحة. والبَصَر في حقّه عبارة عن الصّفة التى ينكشف بها كمال نعوت المُبْصَرَات.

[ه] وفيه «فأمر به فَبُصِّرَ رأسه» أى قطع. يقال بَصَّرَهُ بسيفه إذا قطعه.

(ه) وفي حديث أم معبد «فأرسلت إليه شاة فرأى فيها بُصْرَة من لبن» تريد أثرا قليلا يُبْصِرُهُ الناظر إليه.

[ه] ومنه الحديث «كان يصلى بنا صلاة البَصَر ، حتى لو أن إنسانا رمى بنبلة أبصرها» قيل هى صلاة المغرب ، وقيل صلاة الفجر لأنهما يؤدّيان وقد اختلط الظلام بالضياء. والبَصَرُ هاهنا بمعنى الإِبْصَار ، يقال بَصُرَ به بَصَراً.

ومنه الحديث «بَصُرَ عينى وسمع أذنى» وقد تكرر هذا اللفظ في الحديث ، واختلف في ضبطه ، فروى بَصُرَ وسمع ، وبَصَّرَ وسمّع ، وبَصَرٌ وسمع ، على أنهما اسمان.

وفي حديث الخوارج «وينظر في النّصل فلا يرى بَصِيرَة» أى شيئا من الدّم يستدلّ به على الرّميّة ويستبينها به.

١٣١

وفي حديث عثمان «ولتختلفنّ على بَصِيرَة» أى على معرفة من أمركم ويقين.

ومنه حديث أم سلمة «أليس الطريق يجمع التاجر وابن السبيل والمستبصر والمجبور» أى المستبين للشىء ، يعنى أنهم كانوا على بصيرة من ضلالتهم ، أرادت أن تلك الرّفقة قد جمعت الأخيار والأشرار.

(ه) وفي حديث ابن مسعود «بُصْرُ كلّ سماء مسيرة خمسمائة عام» أى سمكها وغلظها ، وهو بضم الباء.

(ه) ومنه الحديث «بُصْرُ جلد الكافر في النار أربعون ذراعا».

(بصص) (ه) في حديث كعب «تمسك النار يوم القيامة حتى تَبِصَ كأنّها متن إهالة» أى تبرق ويتلألأ ضوؤها.

(باب الباء مع الضاد)

(بضض) (ه) في حديث طهفة «ما تَبِضُ ببلال» أى ما يقطر منها لبن. يقال بَضَ الماء إذا قطر وسال.

(ه) ومنه حديث تبوك «والعين تَبِضُ بشىء من ماء».

(ه) ومنه حديث خزيمة «وبَضَّتِ الحلمة» أى درّت حلمة الضّرع باللبن.

ومنه الحديث «أنه سقط من الفرس فإذا هو جالس وعرض وجهه يَبِضُ ماء أصفر».

(س) وحديث النخعى «الشيطان يجرى في الإحليل ويَبِضُ في الدّبر» أى يدب فيه فيخيّل أنه بلل أو ريح.

وفي حديث عليّ «هل ينتظر أهل بَضَاضَة الشباب إلا كذا» البَضَاضَة : رقّة اللّون وصفاؤه الذى يؤثّر فيه أدنى شىء.

(ه) ومنه «قدم عمرو على معاوية وهو أَبَضُ الناس» أى أرقّهم لونا وأحسنهم بشرة.

ومنه حديث رقيقة «ألا فانظروا فيكم رجلا أَبْيَضَ بَضّاً».

(ه) ومنه قول الحسن «تلقى أحدهم أبيض بَضّاً».

(بضع) [ه] فيه «تستأمر النساء في أَبْضَاعِهِنَ» يقال أَبْضَعْتُ المرأة إِبْضَاعاً إذا زوّجتها.

١٣٢

والِاسْتِبْضَاعُ : نوع من نكاح الجاهليّة ، وهو استفعال من البُضْعِ : الجماع. وذلك أن تطلب المرأة جماع الرجل لتنال منه الولد فقط. كان الرجل منهم يقول لأمته أو امرأته : أرسلى إلى فلان فَاسْتَبْضِعِي منه ، ويعتزلها فلا يمسّها حتى يتبيّن حملها من ذلك الرجل. وإنما يفعل ذلك رغبة في نجابة الولد.

(ه) ومنه الحديث «أن عبد الله أبا النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم مرّ بامرأة فدعته إلى أن يَسْتَبْضِعَ منها».

[ه] ومنه حديث عائشة رضى الله عنها «وله حصّننى ربى من كل بُضْع» أى من كل نكاح ، والهاء في له للنبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وكان تزوّجها بكرا من بين نسائه. والبُضْع يطلق على عقد النكاح والجماع معا ، وعلى الفرج.

[ه] ومنه الحديث «أنه أمر بلالا فقال : ألا من أصاب حبلى فلا يقربنّها فإن البُضْعَ يزيد في السّمع والبصر» أى الجماع.

ومنه الحديث «وبُضْعُهُ أهله صدقة» أى مباشرته.

(س) ومنه حديث أبى ذر «وبَضِيعَتُهُ أهله صدقة».

ومنه الحديث «عَتَقَ بُضْعُكِ فاختارى» أى صار فرجك بالعتق حرا فاختارى الثبات على زوجك أو مفارقته.

(ه) ومنه حديث خديجة «لمّا تزوّجها النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم دخل عليها عمرو بن أسد ، فلما رآه قال : هذا البُضْعُ الذى لا يقرع أنفه» يريد هذا الكفء الذى لا يردّ نكاحه ، وأصله في الإبل أن الفحل الهجين إذا أراد أن يضرب كرائم الإبل قرعوا أنفه بعصا أو غيرها ليرتدّ عنها ويتركها.

وفي الحديث «فاطمة بَضْعَةٌ منّى» البَضْعَةُ بالفتح : القطعة من اللحم ، وقد تكسر ، أى أنها جزء منّى ، كما أن القطعة من اللحم جزء من اللحم.

ومنه الحديث «صلاة الجماعة تفضل صلاة الواحد بِبِضْع وعشرين درجة» البِضْع في العدد بالكسر ، وقد يفتح ، ما بين الثلاث إلى التّسع. وقيل ما بين الواحد إلى العشرة ، لأنه قطعة من العدد.

١٣٣

وقال الجوهرى : تقول بِضْع سنين ، وبِضْعَةَ عشر رجلا ، فإذا جاوزت لفظ العشر لا تقول بضع وعشرون. وهذا يخالف ما جاء في الحديث.

وفي حديث الشّجاج ذكر «البَاضِعَة» وهى الّتى تأخذ في اللحم ، أى تشقّه وتقطعه.

(ه) ومنه حديث عمر «أنه ضرب رجلا ثلاثين سوطا كلّها تَبْضَعُ وتحدر» أى تشق الجلد وتقطعه وتجرى الدم.

(س) وفيه «المدينة كالكير تنفي خبثها وتُبْضِعُ طيبها» كذا ذكره الزمخشرى. وقال : هو من أَبْضَعْتُهُ بضَاعَةً إذا دفعتها إليه ، يعنى أن المدينة تعطى طيبها ساكنها. والمشهور بالنون والصاد المهملة. وقد روى بالضاد والخاء المعجمتين ، وبالحاء المهملة من النضح والنضخ ، وهو رشّ الماء.

(س) وفيه «أنه سئل عن بئر بُضَاعَة» هى بئر معروفة بالمدينة ، والمحفوظ ضم الباء ، وأجاز بعضهم كسرها ، وحكى بعضهم بالصاد المهملة.

(س) وفيه ذكر «أَبْضَعَة» هو ملك من كندة ، بوزن أرنبة ، وقيل هو بالصاد المهملة.

(باب الباء مع الطاء)

(بطأ) ـ فيه «من بَطَّأَ به عمله لم ينفعه نسبه» أى من أخّره عمله السّيّئ وتفريطه في العمل الصالح لم ينفعه في الآخرة شرف النّسب. يقال بَطَّأَ به وأَبْطَأَ به بمعنى.

(بطح) (ه) في حديث الزكاة «بُطِحَ لها بقاع قرقر» أى ألقى صاحبها على وجهه لتطأه.

(ه) وفي حديث ابن الزبير «وبنى البيت فأهاب بالناس إلى بَطْحِهِ» أى تسويته.

(ه) وفي حديث عمر «أنه أوّل من بَطَحَ المسجد وقال : ابْطَحُوهُ (١) من الوادى المبارك» أى ألقى فيه البَطْحَاء ، وهو الحصى الصغار. وبَطْحَاء الوادى وأَبْطَحُهُ : حصاه اللّيّن في بطن المسيل.

ومنه الحديث «أنه صلى بالأَبْطَح» يعنى أبطح مكة ، وهو مسيل واديها ، ويجمع على البِطَاح ،

__________________

(١) في الأصل : وقال أبطحه. والمثبت من ا واللسان والهروى.

١٣٤

والأَبَاطِح ، ومنه قيل قريش البِطَاح ، هم الذين ينزلون أباطح مكة وبطحاءها ، وقد تكررت في الحديث.

(ه) وفيه «كانت كمام أصحاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم بُطْحاً» أى لازقة بالرأس غير ذاهبة في الهواء. الكمام جمع كمّة وهى القلنسوة.

(ه) وفي حديث الصّداق «لو كنتم تغرفون من بَطْحَان ما زدتم» بَطْحَان بفتح الباء اسم وادى المدينة. والبَطْحَانِيُّون منسوبون إليه ، وأكثرهم يضمون الباء ولعله الأصح.

وفيه ذكر «بُطَاح» هو بضم الباء وتخفيف الطاء : ماء في ديار أسد ، وبه كانت وقعة أهل الرّدّة.

(بطر) (ه) فيه «لا ينظر الله يوم القيامة إلى من جرّ إزاره بَطَراً» البَطَر : الطّغيان عند النّعمة وطول الغنى.

(ه) ومنه الحديث «الكبر بَطَر الحقّ» هو أن يجعل ما جعله الله حقّا من توحيده وعبادته باطلا. وقيل هو أن يتجبّر عند الحقّ فلا يراه حقّا. وقيل هو أن يتكبّر عن الحق فلا يقبله.

(بطرق) ـ في حديث هرقل «فدخلنا عليه وعنده بَطَارِقَتُهُ من الرّوم» هى جمع بِطْرِيق ، وهو الحاذق بالحرب وأمورها بلغة الرّوم. وهو ذو منصب وتقدّم عندهم.

(بطش) (ه) فيه «فإذا موسى بَاطِش بجانب العرش» أى متعلّق به بقوّة. والبَطْش : الأخذ القوىّ الشديد.

(بطط) (س) فيه «أنه دخل على رجل به ورم فما برح به حتى بَطَّ» البَطّ : شقّ الدّمّل والخراج ونحوهما.

(س) وفي حديث عمر بن عبد العزيز «أنه أتى بَطَّة فيها زيت فصبّه في السراج» البطّة. الدّبّة بلغة أهل مكة ، لأنها تعمل على شكل البطّة من الحيوان.

(بطق) (ه) فيه «يؤتى برجل يوم القيامة وتخرج له بِطَاقَة فيها شهادة أن لا إله إلا الله» البِطَاقَة : رقعة صغيرة يثبت فيها مقدار ما يجعل فيه إن كان عينا فوزنه أو عدده ، وإن كان متاعا فثمنه. قيل سمّيت بذلك لأنّها تشدّ بِطَاقَة من الثّوب ، فتكون الباء حينئذ زائدة. وهى كلمة كثيرة الاستعمال بمصر.

١٣٥

ومنه حديث ابن عباس «قال لامرأة سألته عن مسئلة : اكتبيها في بِطَاقَة» أى رقعة صغيرة. ويروى بالنون وهو غريب.

(بطل) [ه] فيه «ولا تستطيعه البَطَلَة» قيل هم السّحرة. يقال أَبْطَلَ إذا جاء بالبَاطِل.

(س) وفي حديث الأسود بن سريع «كنت أنشد النبىّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فلما دخل عمر قال : اسكت إن عمر لا يحب البَاطِل!!» أراد بالباطل صناعة الشّعر واتّخاذه كسبا بالمدح والذّمّ. فأمّا ما كان ينشده النبىّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم فليس من ذلك ، ولكنّه خاف أن لا يفرق الأسود بينه وبين سائره ، فأعلمه ذلك وفيه :

شاكى السّلاح بَطَلٌ مجرّب

البَطَل : الشّجاع. وقد بَطُلَ بالضم بَطَالَة وبُطُولَة.

(بطن) ـ في أسماء الله تعالى «الْباطِنُ» هو المحتجب عن أبصار الخلائق وأوهامهم فلا يدركه بصر ولا يحيط به وهم. وقيل هو العالم بما بطن. يقال : بَطَنْتُ الأمر إذا عرفت باطنه.

وفيه «ما بعث الله من نبىّ ولا استخلف من خليفة إلا كانت له بِطَانَتَان» بِطَانَة الرجل : صاحب سرّه وداخلة أمره الذى يشاوره في أحواله.

[ه] وفي حديث الاستسقاء «وجاء أهل البِطَانَة يضجّون» البِطَانَة : الخارج من المدينة.

وفي صفة القرآن «لكل آية منها ظهر وبَطْنٌ» أراد بالظهر ما ظهر بيانه ، وبالبطن ما احتيج إلى تفسيره.

وفيه «المَبْطُون شهيد» أى الذى يموت بمرض بطنه كالاستسقاء ونحوه.

ومنه الحديث «أنّ امرأة ماتت في بَطَن» وقيل أراد به هاهنا النّفاس وهو أظهر ، لأن البخارى ترجم عليه : باب الصلاة على النّفساء.

وفيه «تغدو خماصا وتروح بِطَاناً» أى ممتلئة البطون.

١٣٦

ومنه حديث موسى وشعيب عليهما‌السلام «وعود غنمه حفّلا بِطَانا».

ومنه حديث عليّ «أبيت مِبْطَاناً وحولى بطون غرثى» المِبْطَان الكثير الأكل والعظيم البطن.

وفى صفة عليّ «البَطِين الأنزع» أى العظيم البطن.

(س) وفى حديث عطاء «بَطَنَتْ بك الحمّى» أى أثّرت فى باطنك. يقال بَطَنَهُ الداء يَبْطُنُهُ.

(س) وفيه «رجل ارتبط فرسا لِيَسْتَبْطِنَهَا» أى يطلب ما فى بطنها من النّتاج.

[ه] وفى حديث عمرو بن العاص «قال لمّا مات عبد الرحمن بن عوف : هنيئا لك خرجت من الدّنيا بِبِطْنَتِكَ لم يتغضغض منها شىء (١)» ضرب البِطْنَة مثلا فى أمر الدّين ، أى خرج من الدنيا سليما لم يثلم دينه شىء. وتغضغض الماء : نقص. وقد يكون ذمّا ولم يرد هنا إلا المدح.

(ه) وفي صفة عيسى عليه‌السلام «فإذا رجل مُبَطَّن مثل السّيف» المُبَطَّن : الضّامر البطن.

وفى حديث سليمان بن صرد «الشّوط بَطِين» أى بعيد.

(س) وفى حديث عليّ «كتب على كل بَطْن عقوله» البَطْن ما دون القبيلة وفوق الفخذ ، أى كتب عليهم ما تغرمه العاقلة من الدّيات ، فبيّن ما على كل قوم منها. ويجمع على أَبْطُن وبُطُون. وقد تكررت في الحديث.

(س) وفيه «ينادى مناد من بُطْنَان العرش» أى من وسطه. وقيل من أصله. وقيل البُطْنَان جمع بَطْن : وهو الغامض من الأرض ، يريد من دواخل العرش.

ومنه كلام عليّ فى الاستسقاء «تروى به القيعان وتسيل به البُطْنَان».

__________________

(١) في الأصل : لم تتغضغض منها بشىء. وما أثبتناه من ا واللسان والهروى.

١٣٧

(ه) وفى حديث النّخعى «أنه كان يُبَطِّنُ لحيته» أى يأخذ الشّعر من تحت الحنك والذّقن.

وفى بعض الحديث «غسل البَطِنَة» أى الدُّبُر.

(باب الباء مع الظاء)

(بظر) ـ فى حديث الحديبية «امصص بِبَظْر اللّات» البَظْر بفتح الباء : الهنة الّتى تقطعها الخافضة من فرج المرأة عند الختان.

(س) ومنه الحديث «يا بن مقطّعة البُظُور» جمع بَظْر ، ودعاه بذلك لأنّ أمه كانت تختن النساء. والعرب تطلق هذا اللفظ فى معرض الذّم وإن لم تكن أمّ من يقال له خاتنة.

[ه] وفى حديث عليّ «أنه قال لشريح فى مسئلة سئلها : ما تقول فيها أيّها العبد الأَبْظَر» هو الذى فى شفته العليا طول مع نتوّ.

(باب الباء مع العين)

(بعث) ـ فى أسماء الله تعالى «البَاعِث» هو الذى يبعث الخلق ، أى يحييهم بعد الموت يوم القيامة.

وفى حديث عليّ يصف النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم «شهيدك يوم الدين وبَعِيثُك نعمة» أى مَبْعُوثك الذى بعثته إلى الخلق ، أى أرسلته ، فعيل بمعنى مفعول.

(ه) وفى حديث حذيفة «إن للفتنة بَعَثَات» أى إثارات وتهيّجات ، جمع بَعْثَة ، وهى المرة من البعث. وكل شىء أثرته فقد بَعَثْتَهُ.

ومنه حديث عائشة «فَبَعَثَتِ البعير فإذا العقد تحته».

ومنه الحديث «أتانى الليلة آتيان فَابْتَعَثَانِي» أى أيقظانى من نومى.

وحديث القيامة «يا آدم ابْعَثْ بَعْثَ النار» أى المبعوث إليها من أهلها ، وهو من باب تسمية المفعول بالمصدر.

١٣٨

ومنه حديث ابن زمعة «إِذِ انْبَعَثَ أَشْقاها» يقال انْبَعَثَ فلان لشأنه إذا ثار ومضى ذاهبا لقضاء حاجته.

وفى حديث عمر «لما صالح نصارى الشام كتبوا له أن لا نحدث كنيسة ولا قليّة ، ولا نخرج سعانين ولا بَاعُوثا» البَاعُوث للنصارى كالاستسقاء للمسلمين ، وهو اسم سريانى. وقيل هو بالغين المعجمة والتاء فوقها نقطتان.

وفى حديث عائشة رضى الله عنها «وعندها جاريتان تغنّيان بما قيل يوم بُعَاث» هو بضم الباء ، يوم مشهور كان فيه حرب بين الأوس والخزرج. وبُعَاث اسم حصن للأوس ، وبعضهم يقوله بالغين المعجمة ، وهو تصحيف.

(بعثر) ـ فى حديث أبى هريرة رضى الله عنه «إنى إذا لم أرك تَبَعْثَرَتْ نفسى» أى جاشت وانقلبت وغثت.

(بعثط) [ه] فى حديث معاوية «قيل له : أخبرنا عن نسبك فى قريش ، فقال : أنا ابن بُعْثُطِهَا» البُعْثُط : سرّة الوادى. يريد أنه واسطة قريش ومن سرّة بطاحها.

(بعج) (ه) فيه «إذا رأيت مكّة قد بُعِجَت كظائم» أى شقّت وفتحت بعضها فى بعض. والكظائم جمع كظامة ، وهى آبار تحفر متقاربة وبينها مجرى فى باطن الأرض يسيل فيه ماء العليا إلى السّفلى حتى يظهر على الأرض ، وهى القنوات.

ومنه حديث عائشة رضى الله عنها فى صفة عمر «وبَعَجَ الأرض وبخعها» أى شقها وأذلّها ، كنت به عن فتوحه.

(ه) ومنه حديث عمرو بن العاص في صفة عمر «إن ابن حنتمة بَعَجَتْ له الدنيا معاها» أى كشفت له كنوزها بالفىء والغنائم. وحنتمة أمّه.

ومنه حديث أم سليم «إن دنا منّى أحد أَبْعَجُ بطنه بالخنجر» أى أشقّ.

(بعد) ـ فيه «أن النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم كان إذا أراد البراز أَبْعَدَ» وفي أخرى يَتَبَعَّدُ ، وفي أخرى يُبْعِدُ في المذهب ، أى الذّهاب عند قضاء الحاجة.

(س) وفيه «أن رجلا جاء فقال : إن الأَبْعَدَ قد زنى» معناه المُتَبَاعِد عن الخير والعصمة.

١٣٩

يقال بعد بالكسر عن الخير فهو بَاعِد ، أى هالك والبُعْد الهلاك. والأَبْعَد الخائن أيضا.

ومنه قولهم «كبّ الله الأَبْعَد لفيه».

وفي شهادة الأعضاء يوم القيامة «بُعْداً لَكُنَّ وسُحْقا» أى هلاكا. ويجوز أن يكون من البُعْد ضدّ القرب.

(س) وفي حديث قتل أبى جهل «هل أَبْعَدُ من رجل قتلتموه» كذا جاء في سنن أبى داود ، ومعناها : أنهى وأبلغ ؛ لأنّ الشىء المتناهى في نوعه يقال قد أَبْعَد فيه. وهذا أمر بَعِيدٌ ، أى لا يقع مثله لعظمه. والمعنى أنك استعظمت شأنى واسْتَبْعَدْت قتلى ، فهل هو أبعد من رجل قتله قومه. والروايات الصحيحة : أعمد بالميم.

(س) وفي حديث مهاجرى الحبشة «وجئنا إلى أرض البُعَدَاء» هم الأجانب الذين لا قرابة بيننا وبينهم ، واحدهم بَعِيد.

وفي حديث زيد بن أرقم «أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم خطبهم فقال : أمّا بَعْدُ» قد تكررت هذه اللفظة في الحديث ، وتقدير الكلام فيها : أمّا بعد حمد الله تعالى فكذا وكذا. وبَعْدُ من ظروف المكان التى بابها الإضافة ، فإذا قطعت عنها وحذف المضاف إليه بنيت على الضمّ كقبل. ومثله قوله تعالى «لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ» أى من قبل الأشياء ومن بعدها.

(بعر) ـ في حديث جابر «استغفر لى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ليلة البَعِير خمسا وعشرين مرّة» هى الليلة التى اشترى فيها رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم من جابر جمله وهو في السّفر. وحديث الجمل مشهور. والبَعِير يقع على الذّكر والأنثى من الإبل ، ويجمع على أَبْعِرَة وبُعْرَان. وقد تكررت في الحديث.

(بعض) ـ قد تكرر فيه ذكر «البَعُوض» وهو البقّ. وقيل صغاره ، واحدته بَعُوضَة.

(بعع) (ه) فيه «أخذها فَبَعَّهَا في البطحاء» يعنى الخمر صبّها صبّا واسعا. والبَعَاع : شدّة المطر. ومنهم من يرويها بالثاء المثلثة ، من ثَعَّ يَثِعُّ إذا تقيّأ ، أى قذفها في البطحاء. ومنه حديث عليّ رضى الله عنه «ألقت السحاب بَعَاعَ ما استقلّت به من الحمل».

١٤٠