النّهاية - ج ١

مجد الدين أبي السعادات المبارك بن محمد الجزري [ ابن الأثير ]

النّهاية - ج ١

المؤلف:

مجد الدين أبي السعادات المبارك بن محمد الجزري [ ابن الأثير ]


المحقق: طاهر احمد الزاوي ومحمود محمد الطناجي
الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة اسماعيليان للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ٤
الصفحات: ٤٧٢

المجروح عبدا غير مشين بهذه الجراحة كانت قيمته مائة مثلا ، وقيمته بعد الشّين تسعون ، فقد نقص عشر قيمته ، فيوجب على الجارح عشر دية الحرّ لأن المجروح حرّ.

(س) وفيه «شفاعتى لأهل الكبائر من أمّتى حتى حَكَم وحَاء» هما قبيلتان جافيتان من وراء رمل يبرين.

(حكا) (س) فيه «ما سرّنى أنّى حَكَيْت إنسانا (١) وأنّ لى كذا وكذا» أى فعلت مثل فعله. يقال حَكَاهُ وحَاكَاه ، وأكثر ما يستعمل في القبيح المُحَاكَاة.

(باب الحاء مع اللام)

(حلأ) (س) فيه «يرد علىّ يوم القيامة رهط فيُحَلَّأُون عن الحوض» أى يصدّون عنه ويمنعون من وروده.

ومنه حديث عمر «سأل وفدا : ما لإبلكم خماصا؟ قالوا : حَلَّأَنَا بنو ثعلبة ، فأجلاهم» أى نفاهم عن موضعهم.

(س) ومنه حديث سلمة بن الأكوع «أتيت النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم وهو على الماء الذى حَلَّيْتُهُم عنه بذى قرد» هكذا جاء في الرواية غير مهموز ، فقلب الهمزة ياء ، وليس بالقياس ؛ لأنّ الياء لا تبدل من الهمزة إلا أن يكون ما قبلها مكسورا ، نحو بير ، وإيلاف. وقد شذ : قريت في قرأت وليس بالكثير. والأصل الهمز.

(حلب) ـ في حديث الزكاة «ومن حقّها حَلَبُهَا على الماء». وفي رواية «حَلَبُهَا يوم وردها» يقال حَلَبْتُ الناقة والشاة أَحْلِبُهَا حَلَباً بفتح اللام ، والمراد يَحْلُبُهَا على الماء ليصيب الناس من لبنها ومنه الحديث «فإن رضى حِلَابَهَا أمسكها» الحِلَاب : اللبن الذى يَحْلُبُه. والحِلَاب أيضا ، والمِحْلَب : الإناء الذى يُحْلَب فيه اللبن.

__________________

(١) الرواية في ا : «ما سرنى أنى حكيت فلانا ... الخ» وكذا في تاج العروس.

٤٢١

(ه) ومنه الحديث «كان إذا اغتسل بدأ بشىء مثل الحِلَاب ، فأخذ بكفّه فبدأ بشقّ رأسه الأيمن ، ثم الأيسر» وقد رويت بالجيم وتقدّم ذكرها. قال الأزهرى : قال أصحاب المعانى : إنه الحِلَاب ، وهو ما تُحْلَبُ فيه الغنم ، كالمِحْلَب سواء ، فصحّف ، يعنون أنه كان يغتسل في ذلك الحِلَاب : أى يضع فيه الماء الذى يغتسل منه واختار الجلّاب بالجيم ، وفسّره بماء الورد.

وفي هذا الحديث في كتاب البخارى إشكال ، ربّما ظنّ أنه تأوّله على الطّيب فقال : باب من بدأ بالحِلَاب والطّيب عند الغسل. وفي بعض النسخ : أو الطّيب ، ولم يذكر في الباب غير هذا الحديث «أنه كان إذا اغتسل دعا بشيء مثل الحِلَاب» وأمّا مسلم فجمع الأحاديث الواردة في هذا المعنى في موضع واحد ، وهذا الحديث منها ، وذلك من فعله يدلّك على أنه أراد الآنية والمقادير. والله أعلم. ويحتمل أن يكون البخارى ما أراد إلّا الجلّاب بالجيم ؛ ولهذا ترجم الباب به وبالطّيب ، ولكن الذى يروى في كتابه إنما هو بالحاء ، وهو بها أشبه ، لأن الطّيب لمن يغتسل بعد الغسل أليق منه قبله وأولى ؛ لأنه إذا بدأ به ثم اغتسل أذهبه الماء.

(س) وفيه «إياك والحَلُوب» أى ذات اللّبن. يقال ناقة حَلُوب : أى هى ممّا يُحْلَب.

وقيل : الحَلُوب والحَلُوبة سواء. وقيل : الحلوب الاسم ، والحلوبه الصّفة. وقيل : الواحدة والجماعة.

(ه) ومنه حديث أم معبد «ولا حَلُوبَة في البيت» أى شاة تُحْلَب.

ومنه حديث نقادة الأسدى «أبغنى ناقة حَلْبَانَة ركبانة» أى غزيرة تُحْلَب ، وذلولا (١) تركب ، فهى صالحة للأمرين ، وزيدت الألف والنون في بنائهما للمبالغة.

ومنه الحديث «الرّهن مَحْلُوب» أى لمرتهنه أن يأكل لبنه بقدر نظره عليه وقيامه بأمره وعلفه.

وفي حديث طهفة «ونَسْتَحْلِبُ الصّبير» أى نستدرّ السّحاب.

وفيه «كان إذا دعى إلى طعام جلس جلوس الحَلَب» وهو الجلوس على الرّكبة لِيُحْلَب الشّاة. وقد يقال : احْلُب فكل : أى اجلس ، وأراد به جلوس المتواضعين.

__________________

(١) في الأصل : ذلولة ، والمثبت من ا واللسان.

٤٢٢

(س) وفيه «أنه قال لقوم : لا تسقونى حَلَب امرأة» وذلك أن حَلَب النّساء عيب عند العرب يعيّرون به ، فلذلك تنزّه عنه.

ومنه حديث أبى ذرّ «هل يوافقكم عدوّكم حَلَب شاة نثور» أى وقت حلب شاة ، فحذف المضاف.

(ه) وفي حديث سعد بن معاذ «ظنّ أن الأنصار لا يَسْتَحْلِبُون له على ما يريد» أى لا يجتمعون. يقال : أَحْلَب القوم واسْتَحْلَبُوا : أى اجتمعوا للنّصرة والإعانة. وأصل الإِحْلَاب : الإعانة على الحَلَب.

(ه) وفي حديث ابن عمر «قال : رأيت عمر يَتَحَلَّبُ فوه ، فقال : أشتهى جرادا مقلوّا» أى يتهيّأ رضابه للسّيلان.

(س) وفي حديث خالد بن معدان «لو يعلم الناس ما في الحُلْبَة لاشتروها ولو بوزنها ذهبا» الحُلْبَة حبّ معروف. وقيل هو ثمر العضاه. والحُلْبَة أيضا : العرفج والقتاد ، وقد تضمّ اللام.

(حلج) (ه) في حديث عدىّ «قال له النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم : لا يَتَحَلَّجَنَ في صدرك طعام» أى لا يدخل قلبك شىء منه فإنها نظيف فلا ترتابنّ فيه. وأصله من الحَلْج ، وهو الحركة والاضطراب. ويروى بالخاء المعجمة وهو بمعناه.

ومنه حديث المغيرة «حتى تروه يَحْلِج في قومه» أى يسرع في حبّ قومه. ويروى بالخاء المعجمة أيضا.

(حلس) ـ في حديث الفتن «عدّ منها فتنة الأَحْلَاس» جمع حِلْس ، وهو الكساء الذى بلى ظهر البعير تحت القتب ، شبّهها به للزومها ودوامها.

ومنه حديث أبى موسى «قالوا : يا رسول الله فما تأمرنا؟ قال : كونوا أَحْلَاس بيوتكم» أى الزموها.

(ه) ومنه حديث أبى بكر رضى الله عنه «كن حِلْس بيتك حتى تأتيك يد خاطئة أو منيّة قاضية».

٤٢٣

وحديثه الآخر «قام إليه بنو فزارة فقالوا : يا خليفة رسول الله نحن أَحْلَاس الخيل» يريدون لزومهم لظهورها ، فقال : نعم ، أنتم أَحْلَاسُها ونحن فرسانها. أى أنتم راضتها وساستها فتلزمون ظهورها ، ونحن أهل الفروسيّة.

(ه) ومنه حديث الشّعبىّ «قال للحجّاج : اسْتَحْلَسْنَا الخوف» أى لازمناه ولم نفارقه ، كأنّا استمهدناه.

وفي حديث عثمان في تجهيز جيش العسرة «عليّ مائة بعير بِأَحْلَاسِهَا وأقتابها» أى بأكسيتها.

وفي حديث عمر رضى الله عنه في أعلام النبوّة «ألم تر الجنّ وإبلاسها ، ولحوقها بالقلاص وأَحْلَاسِها».

(س) ومنه حديث أبى هريرة رضى الله عنه في مانعى الزكاة «مُحْلَسٌ أخفافها شوكا من حديد» أى أن أخفافها قد طورقت بشوك من حديد وألزمته وعوليت به ، كما ألزمت ظهور الإبل أَحْلَاسُها.

(حلط) ـ في حديث عبيد بن عمير «إنما قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : كشاتين بين غنمين ، فاحتلط عبيد وغضب» الاحْتِلَاط : الضّجر والغضب.

(حلف) (ه س) فيه «أنه عليه‌السلام حَالَف بين قريش والأنصار».

(س) وفي حديث آخر «قال أنس رضى الله عنه : حَالَف رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم بين المهاجرين والأنصار في دارنا مرّتين» أى آخى بينهم وعاهد.

وفي حديث آخر «لا حِلْفَ في الإسلام» أصل الحِلْف : المعاقدة والمعاهدة على التّعاضد والتّساعد والاتّفاق ، فما كان منه في الجاهلية على الفتن والقتال بين القبائل والغارات فذلك الذى ورد النّهى عنه في الإسلام بقوله صلى‌الله‌عليه‌وسلم «لا حِلْف في الإسلام» وما كان منه في الجاهلية على نصر المظلوم وصلة الأرحام كَحِلْفِ المطيّبين وما جرى مجراه ، فذلك الذى قال فيه صلى‌الله‌عليه‌وسلم «وأيّما حِلْفٍ كان في الجاهلية لم يزده الإسلام إلا شدة» يريد من المعاقدة على الخير ونصرة الحق ،

٤٢٤

وبذلك يجتمع الحديثان ، وهذا هو الحِلْفُ الذى يقتضيه الإسلام ، والممنوع منه ما خالف حكم الإسلام. وقيل المُحَالَفَة كانت قبل الفتح.

وقوله «لا حِلْفَ في الإسلام» قاله زمن الفتح ، فكان ناسخا ، وكان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وأبو بكر رضى الله عنه من المطيّبين ، وكان عمر رضى الله عنه من الأَحْلَاف. والأَحْلَاف ستّ قبائل : عبد الدار ، وجمح ، ومخزوم ، وعدىّ ، وكعب ، وسهم ، سمّوا بذلك لأنهم لمّا أرادت بنو عبد مناف أخذ ما في أيدى عبد الدار من الحجابة والرّفادة واللّواء والسّقاية ، وأبت عبد الدار عقد كلّ قوم على أمرهم حلفا مؤكّدا على أن لا يتخاذلوا ، فأخرجت بنو عبد مناف جفنة مملوءة طيبا فوضعتها لِأَحْلَافِهِم ، وهم أسد ، وزهرة ، وتيم ، في المسجد عند الكعبة ، تم غمس القوم أيديهم فيها وتعاقدوا ، وتعاقدت بنو عبد الدار وحُلَفَاؤُهَا حِلْفاً آخر مؤكّدا ، فسمّوا الأَحْلَاف لذلك.

(س) ومنه حديث ابن عباس «وجدنا ولاية المطيّبىّ خيرا من ولاية الأَحْلَافِيّ» يريد أبا بكر وعمر ، لأن أبا بكر كان من المطيّبين وعمر من الأَحْلَاف. وهذا أحد ما جاء من النّسب إلى الجمع ؛ لأن الأَحْلَاف صار اسما لهم ، كما صار الأنصار اسما للأوس والخزرج.

ومنه الحديث «أنه لما صاحت الصائحة على عمر ، قالت : وا سيّد الأَحْلَاف ، قال ابن عباس : نعم ، والمُحْتَلَفُ عليهم» يعنى المطيّبين. وقد تكرر في الحديث.

(س) وفيه «من حَلَفَ على يمين فرأى غيرها خيرا منها» الحَلْفُ : هو اليمين. حَلَفَ يَحْلِفُ حَلْفاً ، وأصلها العقد بالعزم والنّية ، فخالف بين اللّفظين تأكيدا لعقده. وإعلاما أن لغو اليمين لا ينعقد تحته.

ومنه حديث حذيفة «قال له جندب : تسمعنى أُحَالِفُك منذ اليوم ، وقد سمعته من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فلا تنهانى» أُحَالِفُك : أفاعلك ، من الحَلْفِ : اليمين.

(ه) وفي حديث الحجّاج «أنه قال ليزيد بن المهلّب : ما أمضى جنانه وأَحْلَفَ لسانه» أى ما أمضاه وأذربه ، من قولهم : سنان حَلِيفٌ : أى حديد ماض.

وفي حديث بدر «إنّ عتبة بن ربيعة برز لعبيدة ، فقال : من أنت؟ قال : أنا الذى في

٤٢٥

الحَلْفَاء» أراد أنا الأسد ، لأن مأوى الأسود الآجام ومنابت الحَلْفَاء ، وهو نبت معروف وقيل هو قصب لم يدرك. والحَلْفَاء واحد يراد به الجمع ، كالقصباء والطّرفاء. وقيل واحدتها حَلْفَاة.

(حلق) [ه] فيه «أنه كان يصلى العصر والشمس بيضاء مُحَلِّقة» أى مرتفعة. والتَّحْلِيق : الارتفاع.

ومنه «حَلَّق الطائر في جوّ السماء» أى صعد. وحكى الأزهرى عن شمر قال : تَحْلِيق الشمس من أوّل النهار ارتفاعها ، ومن آخره انحدارها.

(ه) ومنه الحديث الآخر «فَحَلَّق ببصره إلى السماء» أى رفعه.

والحديث الآخر «أنه نهى عن بيع المُحَلِّقات» أى بيع الطير في الهواء.

(ه) وفي حديث المبعث «فهممت أن أطرح نفسى من حَالِق» أى من جبل عال.

[ه] وفي حديث عائشة «فبعثت إليهم بقميص رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فانتخب الناس ، قال : فحَلَّق به أبو بكر إلىّ وقال : تزوّد منه واطوه (١)» أى رماه إلىّ.

(ه) وفيه «أنه نهى عن الحِلَق قبل الصلاة ـ وفي رواية ـ عن التَّحَلُّق» أراد قبل صلاة الجمعة : الحِلَق بكسر الحاء وفتح اللام : جمع الحَلْقَة ، مثل قصعة وقصع ، وهى الجماعة من الناس مستديرون كحلقة الباب وغيره. والتَّحَلُّق تفعّل منها ، وهو أن يتعمّدوا ذلك. وقال الجوهرى : «جمع الحَلْقَة حَلَق بفتح الحاء على غير قياس» ، وحكى عن أبى عمرو أن الواحد حَلَقة بالتحريك ، والجمع حَلَق بالفتح. وقال ثعلب : كلهم يجيزه على ضعفه. وقال الشّيبانى : ليس في الكلام حَلَقة بالتحريك إلّا جمع حَالِق (٢).

ومنه الحديث الآخر «لا تصلّوا خلف النّيام ولا المُتَحَلِّقِين» أى الجلوس حِلَقاً حِلَقاً.

(س) وفيه «الجالس وسط الحَلْقَة ملعون» لأنه إذا جلس في وسطها استدبر بعضهم بظهره فيؤذيهم بذلك فيسبّونه ويلعنونه.

(س) ومنه الحديث «لا حمى إلّا في ثلاث» وذكر منها «حَلْقَة القوم» أى لهم أن يحموها حتى لا يتخطأهم أحد ولا يجلس وسطها.

__________________

(١) هكذا في الأصل وفي ا والهروى. والذى في اللسان : قالت : فحلق به أبو بكر إلىّ وقال : تزودى منه واطوه (كذا!) وقد أشار مصحح الأصل إلى أن ما في اللسان هو في بعض نسخ النهاية.

(٢) للذى يحلق الشعر.

٤٢٦

(س) وفيه «أنه نهى عن حِلَقِ الذهب» هى جمع حَلْقَة وهو الخاتم لا فصّ له.

ومنه الحديث «من أحبّ أن يُحَلِّق جبينه حَلْقَة من نار فَلْيُحَلِّقْه حَلْقَة من ذهب».

ومنه حديث يأجوج ومأجوج «فتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذه ، وحَلَّقَ بإصبعيه الإبهام والتى تليها ، وعقد عشرا» أى جعل إصبعيه كالحَلْقَة. وعقد العشر من مواضعات الحسّاب ، وهو أن يجعل رأس إصبعه السّبابة في وسط إصبعه الإبهام ويعملها كالحلقة.

(س) وفيه «من فكّ حَلْقَةً فك الله عنه حَلْقَةً يوم القيامة» حكى ثعلب عن ابن الأعرابى : أى أعتق مملوكا ، مثل قوله تعالى (فَكُّ رَقَبَةٍ).

وفي حديث صلح خيبر «ولرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم الصّفراء والبيضاء والحَلْقَة» الحَلْقَة بسكون اللام : السلاح عامّا. وقيل : هى الدّروع خاصة.

[ه] ومنه الحديث «وإنّ لنا أغفال الأرض والحَلْقَة» وقد تكررت في الحديث.

[ه] وفيه «ليس منّا من صلق أو حَلَق» أى ليس من أهل سنّتنا من حَلَق شعره عند المصيبة إذا حلّت به.

ومنه الحديث «لعن من النساء الحَالِقَة والسالقة والخارقة» وقيل أراد به التى تَحْلِق وجهها للزينة.

ومنه حديث الحج «اللهم اغفر للمُحَلِّقِين ، قالها ثلاثا» : المُحَلِّقُون : الذين حَلَقُوا شعورهم في الحج أو العمرة ، وإنما خصّهم بالدعاء دون المقصّرين ، وهم الذين أخذوا من أطراف شعورهم ، ولم يَحْلِقُوا ؛ لأن أكثر من أحرم مع النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم لم يكن معهم هدى ، وكان النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم قد ساق الهدى ، ومن معه هدى فإنه لا يَحْلِق حتى ينحر هديه ، فلما أمر من ليس معه هدى أن يَحْلِقَ ويحل وجدوا في أنفسهم من ذلك وأحبّوا أن يأذن لهم في المقام على إحرامهم [حتى يكملوا الحج](١) وكانت طاعة النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم أولى لهم (٢) ، فلما لم يكن لهم بدّ من الإحلال كان التّقصير في نفوسهم أخفّ من الحَلْق ، فمال أكثرهم إليه ، وكان فيهم من بادر إلى الطاعة وحَلَقَ ولم يراجع ، فلذلك قدّم المُحَلِّقِين وأخّر المقصّرين.

__________________

(١) زيادة من ا واللسان.

(٢) في اللسان : أولى بهم.

٤٢٧

(ه) وفيه «دبّ إليكم داء الأمم قبلكم البغضاء ، وهى الحَالِقَة (١)» الحَالِقَة : الخصلة التى من شأنها أن تَحْلِق : أى تهلك وتستأصل الدّين كما يستأصل الموسى الشعر. وقيل هى قطيعة الرّحم والتّظالم.

(ه) وفيه «أنه قال لصفيّة : عقرى حَلْقَى» أى عقرها الله وحَلَقَها ، يعنى أصابها وجع في حَلْقِها خاصة. وهكذا يرويه الأكثرون غير منوّن بوزن غضبى حيث هو جار على المؤنث. والمعروف في اللغة التّنوين ، على أنه مصدر فعل متروك اللفظ ، تقديره عقرها الله عقرا وحَلَقَها حَلْقاً. ويقال للأمر يعجب منه : عقرا حَلْقاً. ويقال أيضا للمرأة إذا كانت مؤذية مشئومة. ومن مواضع التعجب قول أمّ الصّبى الذى تكلّم : عقرى! أو كان هذا منه! (ه) وفي حديث أبى هريرة «لما نزل تحريم الخمر كنّا نعمد إلى الحُلْقَانَة فنقطع ما ذنّب منها» يقال للبسر إذا بدا الإرطاب فيه من قبل ذنبه : التّذنوبة ، فإذا بلغ نصفه فهو مجزّع ، فإذا بلغ ثلثيه فهو حُلْقَان ومُحَلْقِن ، يريد أنه كان يقطع ما أرطب منها ويرميه عند الانتباذ لئلا يكون قد جمع فيه بين البسر والرّطب.

ومنه حديث بكّار «مرّ بقوم ينالون من الثّعد والحُلْقَان».

(حلقم) ـ في حديث الحسن «قيل له : إن الحجاج يأمر بالجمعة في الأهواز ، فقال : يمنع الناس في أمصارهم ويأمر بها في حَلَاقِيم البلاد!» أى في أواخرها وأطرافها ، كما أنّ حُلْقُومَ الرجل وهو حَلْقُه في طرفه. والميم أصلية. وقيل هو مأخوذ من الحَلْق ، وهى والواو زائدتان.

(حلك) ـ في حديث خزيمة وذكر السّنة «وتركت الفريش مُسْتَحْلِكا» المُسْتَحْلِك : الشديد السّواد كالمحترق. ومنه قولهم أسود حَالِكٌ.

(حلل) ـ في حديث عائشة «قالت : طيّبت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم لحِلِّه وحرمه».

وفي حديث آخر «لِإِحْلَالِه حين حَلَ» يقال حَلَ المحرم يَحِلُ حَلَالاً وحِلًّا ، وأَحَلَ يُحِلُ إِحْلَالاً : إذا حَلَّ له ما يحرم عليه من محظورات الحجّ. ورجل حِلٌ من الإحرام : أى حَلَال. والحَلَالُ : ضدّ الحرام. ورجل حَلَال : أى غير محرم ولا متلبّس بأسباب الحجّ ، وأَحَلَ الرّجل إذا خرج إلى الحِلِّ عن الحرم. وأَحَلَ إذا دخل في شهور الحِلِّ.

__________________

(١) في اللسان والهروى : البغضاء الحالقة.

٤٢٨

(ه) ومنه حديث النّخعىّ «أَحِلَ بمن أَحَلَ بك» أى من ترك إحرامه وأَحَلَّ بك فقاتلك فَأْحِلل أنت أيضا به وقاتله وإن كنت محرما. وقيل : معناه إذا أَحَلَّ رجل ما حرّم الله عليه منك فادفعه أنت عن نفسك بما قدرت عليه.

(ه) وفي حديث آخر «من حَلَ بك فاحْلِل به» أى من صار بسببك حَلَالاً فصر أنت به أيضا حلالا. هكذا ذكره الهروى وغيره. والذى جاء في كتاب أبى عبيد عن النّخعى في المحرم يعدو عليه السبع أو اللّصّ «أَحِلَ بمن أَحَلَ بك» قال : وقد روى عن الشّعبىّ مثله وشرح مثل ذلك.

ومنه حديث دريد بن الصّمّة «قال لمالك بن عوف : أنت مُحِلٌ بقومك» أى إنك قد أبحت حريمهم وعرّضتهم للهلاك ، شبّههم بالمحرم إذا أَحَلَّ ، كأنهم كانوا ممنوعين بالمقام في بيوتهم فَحَلُّوا بالخروج منها.

وفي حديث العمرة «حَلَّت العمرة لمن اعتمر» أى صارة لكم حَلَالاً جائزة. وذلك أنهم كانوا لا يعتمرون في الأشهر الحرم ، فذلك معنى قولهم : إذا دخل صفر حلت العمرة لمن اعتمر.

(ه) وفي حديث العباس وزمزم «لست أُحِلُّها لمغتسل ، وهى لشارب حِلٌ وبِلٌّ» الحِلُ بالكسر الحَلَال ضدّ الحرام ومنه الحديث «وإنما أُحِلَّت لى ساعة من نهار» يعنى مكة يوم الفتح حيث دخلها عنوة غير محرم.

وفيه «إن الصلاة تحريمها التكبير وتَحْلِيلُها التّسليم» أى صار المصلى بالتسليم يَحِلُّ له ما حرم عليه فيها بالتكبير من الكلام والأفعال الخارجة عن كلام الصلاة وأفعالها ، كما يَحِلُّ للمحرم بالحجّ عند الفراغ منه ما كان حراما عليه.

[ه] ومنه الحديث «لا يموت لمؤمن ثلاثة أولاد فتمسّه النار إلا تَحِلَّة القسم» قيل أراد بالقسم قوله تعالى (وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وارِدُها) تقول العرب : ضربه تَحْلِيلا وضربه تعذيرا إذا لم يبالغ في ضربه ، وهذا مثل في القليل المفرط في القلة ، وهو أن يباشر من الفعل الذى يقسم عليه المقدار

٤٢٩

الذى يبرّ به قسمه ، مثل أن يحلف على النّزول بمكان ، فلو وقع به وقعة خفيفة أجزأته ، فتلك تَحِلَّة قسمه. فالمعنى لا تمسّه النار إلّا مسّة يسيرة مثل تَحِلَّةِ قسم الحالف ، ويريد بِتَحِلَّتِهِ الورود على النار والاجتياز بها. والتاء في التّحلّة زائدة.

(ه) ومنه الحديث الآخر «من حرس ليلة من وراء المسلمين متطوّعا لم يأخذه الشيطان ولم ير النّار تمسّه إلّا تَحِلَّةَ القسم ، قال الله تعالى : (وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وارِدُها)

ومنه قصيد كعب بن زهير :

تخدى على يسرات وهى لاهية (١)

ذوابل وَقْعُهُنَّ الأرض تَحْلِيل

أى قليل ، كما يحلف الإنسان على الشى أن يفعله فيفعل منه اليسيريُحَلّل به يمينه.

(ه) وفي حديث عائشة «أنها قالت لامرأة مرّت بها : ما أطول ذيلها؟ فقال : اغتبتيها ، قومى إليها فَتَحَلَّلِيها» يقال تَحَلَّلْتُه واسْتَحْلَلْتُه : إذا سألته أن يجعلك في حلّ من قبله.

(ه) ومنه الحديث «من كان عنده مظلمة من أخيه فَلْيَسْتَحِلَّه».

(ه) وفي حديث أبى بكر «أنه قال لامرأة حلفت أن لا تعتق مولاة لها ، فقال لها : حِلَّا أمّ فلان ، واشتراها وأعتقها» أى تَحَلَّلِي من يمينك ، وهو منصوب على المصدر.

ومنه حديث عمرو بن معدى كرب «قال لعمر : حِلَّا يا أمير المؤمنين فيما تقول» أى تَحَلَّلْ من قولك.

وفي حديث أبى قتادة «ثم ترك فتَحَلَّلَ» أى لما انْحَلّتْ قواه ترك ضمّه إليه ، وهو تفعّل ، من الحَلِ نقيض الشّد.

وفي حديث أنس «قيل له : حدّثنا ببعض ما سمعته من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فقال وأَتَحَلَّلُ» أى أستثنى.

(ه) وفيه «أنه سئل : أىّ الأعمال أفضل؟ فقال : الحَالّ المرتحل ، قيل : وما ذاك؟ قال : الخاتم المفتتح ، وهو الذى يختم القرآن بتلاوته ، ثم يفتتح التّلاوة من أوّله ، شبهه بالمسافر يبلغ المنزل فيحلّ فيه ، ثم يفتتح سيره : أى يبتدؤه. وكذلك قرّاء أهل مكة إذا ختموا القرآن

__________________

(١) هكذا في الأصل وا. والذى في اللسان وشرح ديوان كعب ص ١٣ «لاحقة» أى ضامرة.

٤٣٠

بالتّلاوة ابتدأوا وقرأوا الفاتحة وخمس آيات من أوّل سورة البقرة إلى «وَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ» ، ثم يقطعون القراءة ، ويسمّون فاعل ذلك : الحَالّ المرتحل ، أى ختم القرآن وابتدأ بأوّله ولم يفصل بينهما بزمان. وقيل : أراد بالحَالّ المرتحل الغازى الذى لا يقفل عن غزو إلّا عقبه بآخر.

وفيه «أَحِلُّوا الله يغفر لكم» أى أسلموا ، هكذا فسر في الحديث. قال الخطّابى : معناه الخروج من حظر الشّرك إلى حِلِ الإسلام وسعته ، من قولهم أَحَلَ الرجل إذا خرج من الحرم إلى الحِلّ. ويروى بالجيم ، وقد تقدم. وهذا الحديث هو عند الأكثرين من كلام أبى الدرداء. ومنهم من جعله حديثا.

(ه) وفيه «لعن الله المُحَلِّلَ والمُحَلَّلَ له» وفي رواية «المُحِلَ والمُحَلَ له».

وفي حديث بعض الصحابة «لا أوتى بحَالٍ ولا مُحَلَّلٍ إلّا رجمتهما» جعل الزمخشرى هذا الأخير حديثا لا أثرا. وفي هذه اللفظة ثلاث لغات : حَلَّلْتُ ، وأَحْلَلْتُ ، وحَلَلْتُ ؛ فعلى الأولى جاء الحديث الأوّل ، يقال حَلَّلَ فهو مُحَلِّلٌ ومُحَلَّلٌ له ، وعلى الثانية جاء الثانى ، تقول أَحَلَ فهو مُحِلٌ ومُحَلٌ له ، وعلى الثالثة جاء الثالث ، تقول حَلَلْتُ فأنا حَالٌ ، وهو مَحْلُول له. وقيل أراد بقوله لا أوتى بحَالٍ : أى بذى إِحْلال ، مثل قولهم ريح لاقح : أى ذات إلقاح. والمعنى في الجميع : هو أن يطلّق الرجل امرأته ثلاثا فيتزوّجها رجل آخر على شريطة أن يطلّقها بعد وطئها لتحلّ لزوجها الأوّل. وقيل سمى مُحَلِّلا بقصده إلى التَّحْلِيل ، كما يسمّى مشتريا إذا قصد الشّراء

وفي حديث مسروق «في الرجل تكون تحته الأمة فيطلّقها طلقتين ، ثم يشتريها ، قال : لا تَحِلُ له إلا من حيث حرمت عليه» أى أنها لا تَحِلُّ له وإن اشتراها (حَتَّى تَنْكِحَ زَوْجاً غَيْرَهُ). يعنى أنها كما حرمت عليه بالتّطليقتين فلا تَحِلُ له حتى يطلّقها الزوج الثانى تطليقتين فتَحِلُّ له بهما كما حرمت عليه بهما.

وفيه «أن تزانى حَلِيلَةَ جارك» حَلِيلَةُ الرجل : امرأته ، والرجل حَلِيلُها ؛ لأنها تحلّ معه ويحلّ معها. وقيل لأن كل واحد منهما يحلّ للآخر.

٤٣١

(س) ومنه حديث عيسى عليه‌السلام عند نزوله «أنه يزيد في الحَلَال» قيل أراد أنه إذا نزل تزوّج فزاد فيما أَحَلَ الله له : أى ازداد منه لأنه لم ينكح إلى أن رفع.

وفي حديثه أيضا «فلا يَحِلُ لكافر يجد ريح نفسه إلا مات» أى هو حقّ واجب واقع ، لقوله تعالى (وَحَرامٌ عَلى قَرْيَةٍ) أى حقّ واجب عليها.

ومنه الحديث «حَلَّتْ له شفاعتى» وقيل : هى بمعنى غشيته ونزلت به.

فأما قوله «لا يَحُلُ الممرض على المصحّ» فبضم الحاء ، من الحُلُول : النزول. وكذلك فَلْيَحْلُل بضم اللام.

وفي حديث الهدي «لا ينحر حتى يبلغ مَحِلّه» أى الموضع والوقت الذى يحلّ فيهما نحره ، وهو يوم النحر بمنى ، وهو بكسر الحاء يقع على الموضع والزمان.

ومنه حديث عائشة «قال لها : هل عندكم شيء؟ قالت : لا ، إلّا شيء بعثت به إلينا نسيبة من الشاة التى بعثت إليها من الصدقة ، فقال : هات فقد بلغت مَحِلَّها» أى وصلت إلى الموضع الذى تحلّ فيه ، وقضى الواجب فيها من التّصدّق بها ، فصارت ملكا لمن تصدّق بها عليه ، يصحّ له التّصرف فيها ، ويصح قبول ما أهدى منها وأكله ، وإنما قال ذلك لأنه كان يحرم عليه أكل الصدقة.

(ه س) وفيه «أنه كره التّبرّج بالزينة لغير مَحلّها» يجوز أن تكون الحاء مكسورة من الحلّ ، ومفتوحة من الحلول ، أو أراد به الذين ذكرهم الله في قوله (وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَ) الآية. والتّبرّج : إظهار الزينة.

(ه) وفيه «خير الكفن الحُلَّة» الحُلَّة : واحدة الحُلَلِ ، وهى برود اليمن ، ولا تسمّى حُلَّة إلا أن تكون ثوبين من جنس واحد (١).

ومنه حديث أبى اليسر «لو أنك أخذت بردة غلامك وأعطيته معافريَّك ، أو أخذت معافريَّه وأعطيته بردتك فكانت عليك حُلَّة وعليه حُلَّة».

__________________

(١) في الدر النثير : قال الخطابى : الحُلَّةُ ثوبان : إزار ورداء ، ولا تكون حُلَّة إلا وهى جديدة تحل من طيها فتلبس

٤٣٢

(ه) ومنه الحديث «أنه رأى رجلا عليه حُلَّة قد ائتزر بأحدهما وارتدى بالأخرى» أى ثوبين.

(س) ومنه حديث عليّ «أنه بعث ابنته أمّ كلثوم إلى عمر لمّا خطبها ، فقال لها قولى له إن أبى يقول لك : هل رضيت الحُلَّة؟» كنى عنها بالحُلَّة لأن الحُلَّة من اللباس ، ويكنّى به عن النساء ، ومنه قوله تعالى (هُنَّ لِباسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِباسٌ لَهُنَ).

وفيه «أنه بعث رجلا على الصّدقة ، فجاء بفصيل مخلول أو مَحْلُول بالشك» المحلول بالحاء المهملة : الهزيل الذى حلّ اللحم عن أوصاله فعرى منه. والمخلول يجئ في بابه.

(س) وفي حديث عبد المطلب

لاهمّ إنّ المرء يم

نع رحله فامنع حِلَالَكَ

الحِلَال بالكسر : القوم المقيمون المتجاورون ، يريد بهم سكان الحرم.

وفيه «أنهم وجدوا ناسا أَحِلَّة» كأنهم جمع حِلَال ، كعماد وأعمدة ، وإنما هو جمع فعال بالفتح ، كذا قاله بعضهم. وليس أفعلة في جمع فعال بالكسر أولى منها في جمع فعال بالفتح كفدّان وأفدنة.

وفي قصيد كعب بن زهير :

تمرّ مثل عسيب النّخل ذا خصل

بغارب لم تخوّنه الأَحَالِيل

الأَحَالِيل : جمع إِحْلِيل ، وهو مخرج اللبن من الضّرع ، وتخوّنه : تنقصه ، يعنى أنه قد نشف لبنها ، فهى سمينة لم تضعف بخروج اللبن منها. والإِحْلِيل يقع على ذكر الرجل وفرج المرأة.

ومنه حديث ابن عباس «أحمد إليكم غسل الإِحْلِيل» أى غسل الذكر.

وفي حديث ابن عباس «إنّ حَلْ لتوطى الناس وتؤذى وتشغل عن ذكر الله تعالى» حَلْ : زجر للناقة إذا حثثتها على السّير : أى أنّ زجرك إيّاها عند الإفاضة عن عرفات يؤدّى إلى ذلك من الإيذاء والشغل عن ذكر الله تعالى ، فسر على هينتك.

(حلم) [ه] في أسماء الله تعالى «الحَلِيم» هو الذى لا يستخفّه شيء من عصيان العباد ،

٤٣٣

ولا يستفزّه الغضب عليهم ، ولكنه جعل لكل شىء مقدارا فهو منته إليه.

وفي حديث صلاة الجماعة «ليَلِنِي (١) منكم أولو الأَحْلَام والنّهى» أى ذوو الألباب ، العقول ، واحدها حِلْم بالكسر ، وكأنه من الحِلْم : الأناة والتّثبّت في الأمور ، وذلك من شعار العقلاء.

(ه) وفي حديث معاذ رضى الله عنه «أمره أن يأخذ من كل حَالِم دينارا»

يعنى الجزية أراد بالحَالم : من بلغ الحُلُم وجرى عليه حكم الرجال ، سواء احتلم أو لم يحتلم.

(س) ومنه الحديث «غسل الجمعة واجب على كل حَالِم» وفي رواية «على كل مُحْتَلِم» أى بالغ مدرك.

(س) وفيه «الرؤيا من الله والحُلْم من الشيطان» الرّؤيا والحُلْم عبارة عما يراه النائم في نومه من الأشياء ، لكن غلبت الرؤيا على ما يراه من الخير والشىء الحسن ، وغلب الحُلْم على ما يراه من الشر والقبيح.

ومنه قوله تعالى (أَضْغاثُ أَحْلامٍ) ويستعمل كلّ واحد منهما موضع الآخر ، وتضم لام الحُلُم وتسكّن.

(س) ومنه الحديث «من تَحَلّمَ كلّف أن يعقد بين شعيرتين» أى قال إنه رأى في النوم ما لم يره. يقال حَلَمَ بالفتح إذا رأى ، وتَحَلَّمَ إذا ادّعى الرؤيا كاذبا.

إن قيل : إنّ كذب الكاذب في منامه لا يزيد على كذبه في يقظته ، فلم زادت عقوبته ووعيده وتكليفه عقد الشّعيرتين؟ قيل : قد صحّ الخبر «إن الرؤيا الصادقة جزء من النّبوّة» والنّبوّة لا تكون إلّا وحيا ، والكاذب في رؤياه يدّعى أن الله تعالى أراه ما لم يره ، وأعطاه جزءا من النبوّة لم يعطه إيّاه ، والكاذب على الله تعالى أعظم فرية ممن كذب على الخلق أو على نفسه.

(ه) وفي حديث عمر «أنه قضى في الأرنب يقتله المحرم بحَلَّام» جاء تفسيره في الحديث أنه الجدى. وقيل إنه يقع على الجدى والحمل حين تضعه أمه ، ويروى بالنون والميم بدل منها وقيل : هو الصغير الذى حَلَّمَه الرّضاع : أى سمّنه ، فتكون الميم أصلية.

(س) وفي حديث ابن عمر «أنه كان ينهى أن تنزع الحَلَمَة عن دابّته» الحَلَمَة بالتّحريك : القراد الكبير ، والجمع الحَلَم. وقد تكرر في الحديث.

__________________

(١) في الأصل واو اللسان «ليلينى» والمثبت من صحيح مسلم ، باب تسوية الصفوف من كتاب الصلاة.

٤٣٤

وفي حديث خزيمة ، وذكر السّنة «وبضّت الحَلَمَة» أى درّت حَلَمَة الثّدى ، وهى رأسه. وقيل : الحَلَمَة نبات ينبت في السّهل. والحديث يحتملهما.

ومنه حديث مكحول «في حَلَمَة ثدي المرأة ربع ديتها».

(حلن) ـ في حديث عمر «قضى في فداء الأرنب بِحُلَّانٍ» وهو الحلّام. وقد تقدم. والنون والميم يتعاقبان. وقيل : إن النّون زائدة ، وإن وزنه فعلان لا فعّال.

(ه) ومنه حديث عثمان «أنه قضى في أمّ حبين يقتلها المحرم بحُلَّانَ»

والحديث الآخر «ذبح عثمان كما يذبح الحُلَّانُ» أى إنّ دمه أبطل كما يبطل دم الحلّان.

(ه) وفيه «أنه نهى عن حُلْوَانِ الكاهن» هو ما يعطاه من الأجر والرّشوة على كهانته يقال : حلوته أحلوه حلوانا. والحلوان مصدر كالغفران ، ونونه زائدة ، وأصله من الحلاوة ، وإنما ذكرناه هاهنا حملا على لفظه.

(حلا) ـ فيه «أنه جاءه رجل وعليه خاتم من حديد ، فقال : ما لى أرى عليك حِلْيَة أهل النار» الحَلْي اسم لكل ما يتزيّن به من مصاغ الذهب والفضّة ، والجمع حُلِيٌ بالضم والكسر. وجمع الحِلْيَة حِلىً ، مثل لِحْيَة ولِحًى ، وربّما ضمّ. وتطلق الحِلْيَة على الصّفة أيضا وإنما جعلها حِلْيَة أهل النّار لأن الحديد زىّ بعض الكفار وهم أهل النار. وقيل إنما كرهه لأجل نتنه وزهوكته. وقال في خاتم الشّبه : ريح الأصنام ؛ لأنّ الأصنام كانت تتّخذ من الشّبه.

(ه) وفي حديث أبى هريرة «أنه كان يتوضّأ إلى نصف السّاق ويقول : إنّ الحِلْيَة تبلغ إلى مواضع الوضوء» أراد بالحِلْيَة هاهنا التّحجيل يوم القيامة من أثر الوضوء ، من قوله صلى‌الله‌عليه‌وسلم «غرّ محجّلون» يقال حَلَّيْتُهُ أُحَلِّيه تَحْلِيَةً إذا ألبسته الحلية. وقد تكرر في الحديث.

وفي حديث عليّ «لكنّهم حَلِيَتِ الدنيا في أعينهم» يقال : حَلِيَ الشىء بعينى يَحْلَى إذا استحسنته ، وحَلَا بفمى يَحْلُو.

وفي حديث قسّ «وحَلِيٌ وأقاح» الحَلِىُ على فعيل : يبيس النّصى من الكلأ ، والجمع أَحْلِيَة.

٤٣٥

(س) وفي حديث المبعث «فسلقني لحلَاوَة القفا» أى أضجعنى على وسط القفا لم يمل بى إلى أحد الجانبين ، وتضمّ حاؤه وتفتح وتكسر.

ومنه حديث موسى والخضر عليهما‌السلام «وهو نائم على حلَاوَة قفاه».

(باب الحاء مع الميم)

(حمت) ـ في حديث أبى بكر «فإذا حَمِيتٌ من سمن» وهو النّحى والزّقّ الذى يكون فيه السّمن والرّبّ ونحوهما.

ومنه حديث وحشىّ بن حرب «كأنه حَمِيتٌ» أى زقّ.

(س) ومنه حديث هند لمّا أخبرها أبو سفيان بدخول النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم مكة قالت «اقتلوا الحَمِيت الأسود» تعنيه ، استعظاما لقوله حيث واجهها بذلك.

(حمج) (ه) وفي حديث عمر «قال لرجل : ما لي أراك مُحَمِّجاً» التَّحْمِيج : نظر بتحديق وقيل هو فتح العين فزعا (١).

ومنه حديث عمر بن عبد العزيز «أن شاهدا كان عنده فطفق يُحَمِّجُ إليه النّظر» ذكره أبو موسى في حرف الجيم وهو سهو. وقال الزمخشرى : إنها لغة فيه.

ومنه قول بعض المفسرين في قوله تعالى (مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُؤُسِهِمْ) قال : مُحَمِّجِينَ مديمى النّظر.

(حمحم) (ه) فيه «لا يجيء أحدكم يوم القيامة بفرس له حَمْحَمَةٌ» الحَمْحَمَةُ : صوت الفرس دون الصّهيل.

(حمد) ـ في أسماء الله تعالى «الْحَمِيدُ» أى المحمود على كل حال ، فعيل بمعنى مفعول.

__________________

(١) أنشد الهروى ، وهو في اللسان لأبى العيال الهذلى :

سألتُ حبيبى الوصلَ منه دُعابَةً

وأعْلَمُ أنَّ الوصل ليس يكونُ

فمَاسَ دلالاً وابتهاجاً وقال لى

برفقٍ مجيباً (ما سألتَ يَهُونُ)

أراد حمج الجبان للموت ، فقلب.

٤٣٦

والحَمْدُ والشكر متقاربان. والحَمْدُ أعمّهما ، لأنّك تَحْمِدُ الإنسان على صفاته الذّاتيّة وعلى عطائه ولا تشكره على صفاته.

(ه) ومنه الحديث «الحَمْدُ رأس الشّكر ، ما شكر الله عبد لا يَحْمِدُهُ» كما أنّ كلمة الإخلاص رأس الإيمان. وإنما كان رأس الشّكر لأنّ فيه إظهار النّعمة والإشادة بها ، ولأنه أعم منه ، فهو شكر وزيادة.

(ه) وفي حديث الدعاء «سبحانك اللهمّ وبحَمْدِكَ»أى وبحَمْدِكَ أبتدئ. وقيل بحَمْدِكَ سبّحت. وقد تحذف الواو وتكون الباء للتّسبيب ، أو للملابسة : أى التّسبيح مسبّب بالحَمْدِ ، أو ملابس له.

ومنه الحديث «لواء الحَمْدِ بيدى» يريد به انفراده بالحمد يوم القيامة وشهرته به على رؤوس الخلق. والعرب تضع اللّواء موضع الشهرة.

ومنه الحديث «وابعثه المقام المَحْمُود الذى وعدته» أى الذى يَحْمَدُهُ فيه جميع الخلق لتعجيل الحساب والإراحة من طول الوقوف. وقيل هو الشّفاعة.

(ه) وفي كتابه صلى‌الله‌عليه‌وسلم «أمّا بعد فإنى أَحْمَدُ إليك الله» أى أَحْمَدُهُ معك ، فأقام إلى مقام مع. وقيل معناه أَحْمَدُ إليك نعمة الله بتحديثك إيّاها.

(ه) ومنه حديث ابن عباس «أَحْمَدُ إليكم غسل الإحليل» أى أرضاه لكم وأتقدّم فيه إليكم.

(ه) وفي حديث أمّ سلمة «حُمَادَيَات النّساء غضّ الأطراف» أى غاياتهنّ ومنتهى ما يحمد منهنّ. يقال : حُمَادَاكَ أن تفعل ، وقصاراك أن تفعل : أى جهدك وغايتك.

(حمر) (ه س) فيه «بعثت إلى الأَحْمِرِ والأسود» أى العجم والعرب ؛ لأنّ الغالب على ألوان العجم الحمرة والبياض ، وعلى ألوان العرب الأدمة والسّمرة. وقيل أراد الجنّ والإنس. وقيل أراد بالأَحْمَرِ الأبيض مطلقا ، فإنّ العرب تقول امرأة حَمْرَاء أى بيضاء. وسئل ثعلب : لم خصّ الأَحْمَر دون الأبيض؟ فقال : لأنّ العرب لا تقول رجل أبيض ؛ من بياض اللّون ، وإنما الأبيض عندهم الطّاهر

٤٣٧

النّقىّ من العيوب ، فإذا أرادوا الأبيض من اللّون قالوا الأَحْمَر. وفي هذا القول نظر ، فإنهم قد استعملوا الأبيض في ألوان الناس وغيرهم.

(ه) ومنه الحديث «أعطيت الكنزين الأَحْمَر والأبيض» هى ما أفاء الله على أمّته من كنوز الملوك ، فالأَحْمَر الذهب ، والأبيض الفضة. والذّهب كنوز الرّوم لأنه الغالب على نقودهم ، والفضّة كنوز الأكاسرة لأنها الغالب على نقودهم. وقيل : أراد العرب والعجم جمعهم الله على دينه وملته.

(ه) وفي حديث عليّ «قيل له : غلبتنا عليك هذه الحَمْرَاء» يعنون العجم والرّوم ، والعرب تسمّى المواليّ الحَمْرَاء.

(ه) وفيه «أهلكهنّ الأَحْمَرَانِ» يعنى الذهب والزعفران. والضّمير للنّساء : أى أهلكهنّ حب الحلىّ والطّيب. ويقال للّحم والشّراب أيضا الأَحْمَرَانِ ، وللذهب والزعفران الأصفران ، وللماء واللّبن الأبيضان ، وللتّمر والماء الأسودان.

(س) وفيه «لو تعلمون ما في هذه الأمّة من الموت الأَحْمَر» يعنى القتل لما فيه من حمرة الدم ، أو لشدّته ، يقال موت أَحْمَرُ : أى شديد.

(ه) ومنه حديث عليّ رضى الله عنه «قال : كنا إذا احْمَرَّ البأس اتّقينا برسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم» أى إذا اشتدّت الحرب استقبلنا العدوّ به وجعلناه لنا وقاية. وقيل أراد إذا اضطرمت نار الحرب وتسعّرت ، كما يقال في الشّرّ بين القوم : اضطرمت نارهم ، تشبيها بحُمْرَةِ النّار. وكثيرا ما يطلقون الحُمْرَة على الشّدّة.

(ه) ومنه حديث طهفة «أصابتنا سنة حَمْرَاء» أى شديدة الجدب ؛ لأنّ آفاق السماء تحمرّ في سنى الجدب والقحط.

(ه) ومنه حديث حليمة «أنها خرجت في سنة حَمْرَاء قد برت المال» وقد تكرر في الحديث.

(ه) وفيه «خذوا شطر دينكم من الحُمَيْرَاء!» يعنى عائشة ، كان يقول لها احيانا يا حُمَيْرَاء تصغير الحَمْرَاء ، يريد البيضاء. وقد تكرر في الحديث.

٤٣٨

وفي حديث عبد الملك «أراك أَحْمَرَ قرفا ، قال : الحُسن أَحْمَر» ، يعنى أنّ الحُسن في الحُمْرَة ، ومنه قول الشاعر :

فإذا ظهرت تتنّعي

بالحُمْر (١) إنّ الحسن أَحْمَر

وقيل كنى بالأَحْمَرِ عن المشقّة والشّدة : أى من أراد الحسن صبر على أشياء يكرهها.

(س) وفي حديث جابر رضى الله عنه «فوضعته على حِمَارَة من جريد» هى ثلاثة أعواد يشدّ بعض أطرافها إلى بعض ، ويخالف بين أرجلها وتعلّق عليها الإداوة ليبرد الماء ، وتسمّى بالفارسية سهباى.

وفي حديث ابن عباس «قدمنا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ليلة جمع على حُمُرَات» هى جمع صحّة لحُمُر ، وحُمُر جمع حِمَار.

(ه) وفي حديث شريح «أنه كان يردّ الحَمَّارَة من الخيل» الحَمَّارَة : أصحاب الحَمِير : أى لم يلحقهم بأصحاب الخيل في السّهام من الغنيمة. قال الزمخشرى : فيه [أيضا](٢) أنه أراد بالحَمَّارَة الخيل التى تعدو عدو الحَمِير.

(س) وفي حديث أمّ سلمة رضى الله عنها «كانت لنا داجن فَحَمِرَتْ من عجين» الحَمَرُ بالتحريك : داء يعترى الدابة من أكل الشعير وغيره. وقد حَمِرَتْ تَحْمَرُ حَمَراً.

(س) وفي حديث علي رضي‌الله‌عنه «يقطع السارق من حِمَارَّةِ القدم» هى ما أشرف بين مفصلها وأصابعها من فوق.

وفي حديثه الآخر «أنه كان يغسل رجليه من حِمَارَّةِ القدم» وهى بتشديد الراء.

(س) وفي حديث عليّ «في حَمَارَّة القيظ» أى شدّة الحرّ ، وقد تخفف الراء.

وفيه «نزلنا مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فجاءت حُمَّرَةُ» الحُمَّرَةُ ـ بضم الحاء وتشديد الميم ، وقد تخفف : طائر صغير كالعصفور.

__________________

(١) في الأصل : «بالحسن» والمثبت من ا واللسان.

(٢) الزيادة من ا واللسان ، وهى تدل على أن الزمخشرى يرى التفسيرين معا ، وهو ما وجدناه في الفائق ١ / ٢٩٨

٤٣٩

وفي حديث عائشة «ما تذكر من عجوز حَمْرَاء الشدقين» وصفتها بالدّرد ، وهو سقوط الأسنان من الكبر ، فلم يبق إلا حمرة اللّثاة.

(ه) وفي حديث عليّ «عارضه رجل من الموالي فقال : اسكت يا ابن حَمْرَاء العجان» أى أى يا ابن الأمة ، والعجان ما بين القبل والدّبر ، وهى كلمة تقولها العرب في السبّ والذّم.

(حمز) (ه) في حديث ابن عباس «سئل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : أىّ الأعمال أفضل؟ فقال : أَحْمَزُهَا» أى أقواها وأشدّها. يقال : رجل حَامِزُ الفؤاد وحَمِيزُهُ : أى شديده.

(ه) وفي حديث أنس «كنّاني رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ببقلة كنت أجتنيها» أى كناه أبا حَمْزَة. وقال الأزهرى : البقلة التى جناها أنس كان في طعمها لذع فسمّيت حَمْزَة بفعلها. يقال رمّانة حَامِزَة : أى فيها حموضة.

ومنه حديث عمر «أنه شرب شرابا فيه حَمَازَةٌ» أى لذع وحدّة ، أو حموضة.

(حمس) (ه) في حديث عرفة «هذا من الحُمْسِ فما باله خرج من الحرم!» الحُمْسُ جمع الأَحْمَس : وهم قريش ، ومن ولدت قريش ، وكنانة ، وجديلة قيس ، سمّوا حُمْساً لأنهم تَحَمَّسُوا في دينهم : أى تشدّدوا. والحَمَاسَةُ : الشّجاعة ، كانوا يقفون بمزدلفة ولا يقفون بعرفة ، ويقولون : نحن أهل الله فلا نخرج من الحرم. وكانوا لا يدخلون البيوت من أبوابها وهم محرمون.

(س) وفي حديث عمر : «وذكر الأَحَامِس» هم جمع الأَحْمَس : الشّجاع.

وحديث عليّ : «حَمِسَ الوغى واستحرّ الموت» أى اشتدّ الحرب.

وحديث خيفان : «أمّا بنو فلان فمُسَكٌ أَحْمَاس» أى شجعان.

(حمش) ـ في حديث الملاعنة «إن جاءت به حَمْشُ السّاقين فهو لشريك» يقال رجل حَمْشُ السّاقين ، وأَحْمَشُ السّاقين : أى دقيقهما.

ومنه حديث عليّ في هدم الكعبة : «كأنى برجل أصلع أصمع حَمْش السّاقين قاعد عليها وهى تهدم».

ومنه حديث صفته عليه‌السلام : «فى ساقيه حُمُوشَةٌ».

٤٤٠