النّهاية - ج ١

مجد الدين أبي السعادات المبارك بن محمد الجزري [ ابن الأثير ]

النّهاية - ج ١

المؤلف:

مجد الدين أبي السعادات المبارك بن محمد الجزري [ ابن الأثير ]


المحقق: طاهر احمد الزاوي ومحمود محمد الطناجي
الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة اسماعيليان للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ٤
الصفحات: ٤٧٢

(س) ومنه الحديث «اقرأوا القرآن ولا تَجْفُوا عنه» أى تعاهدوه ولا تبعدوا عن تلاوته.

والحديث الآخر «غير الجَافِي عنه ولا الغالى فيه» والجَفَاء أيضا : ترك الصّلة والبرّ.

(س) ومنه الحديث «البذاء من الجَفَاء» البذاء ـ بالذال المعجمة ـ الفحش من القول.

(س) والحديث الآخر «من بدا جَفَا» بدا بالدّال المهملة : خرج إلى البادية : أى من سكن البادية غلظ طبعه لقلّة مخالطة الناس. والجَفَاء : غلظ الطبع.

(س) ومنه في صفة النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم «ليس بالجَافِي ولا المهين» أى ليس بالغليظ الخلقة والطّبع ، أو ليس بالذى يَجْفُو أصحابه. والمهين : يروى بضم الميم وفتحها : فالضّمّ على الفاعل ، من أهان : أى لا يهين من صحبه ، والفتح على المفعول ، من المهانة : الحقارة ، وهو مهين أى حقير.

(ه) وفي حديث عمر رضى الله عنه «لا تزهدنّ في جَفَاء الحقو» أى لا تزهدنّ في غلظ الإزار ، وهو حثّ على ترك التّنعّم.

وفي حديث حنين «وخرج جُفَاءٌ من النّاس» هكذا جاء في رواية. قالوا : معناه سرعان النّاس وأوائلهم ، تشبيها بجفاء السّيل ، وهو ما يقذفه من الزّبد والوسخ ونحوهما.

(باب الجيم مع اللام)

(جلب) (ه) فيه «لا جَلَبَ ولا جَنَبَ» الجَلَبُ يكون في شيئين : أحدهما في الزّكاة ، وهو أن يقدم المصدّق على أهل الزكاة فينزل موضعا ، ثم يرسل من يَجْلِبُ إليه الأموال من أماكنها ليأخذ صدقتها ، فنهى عن ذلك ، وأمر أن تؤخذ صدقاتهم على مياههم وأماكنهم. الثانى أن يكون في السّباق : وهو أن يتبع الرجل فرسه فيزجره ويَجْلِبَ عليه ويصيح حثّا له على الجري ، فنهى عن ذلك.

(ه) ومنه حديث الزبير رضى الله عنه «أن أمه قالت

أضربه كى يَلَبَ

، ويقود الجيش ذا الجَلَبِ

(١)» قال القتيبى : هو جمع جَلَبَةٍ وهى الأصوات.

__________________

(١) الرواية في الهروى :

سألتُ حبيبى الوصلَ منه دُعابَةً

وأعْلَمُ أنَّ الوصل ليس يكونُ

فمَاسَ دلالاً وابتهاجاً وقال لى

برفقٍ مجيباً (ما سألتَ يَهُونُ)

٢٨١

وفي حديث عليّ رضى الله عنه «أراد أن يغالط بما أَجْلَبَ فيه» يقال أَجْلَبُوا عليه إذا تجمّعوا وتألّبوا. وأَجْلَبَهُ : أعانه. وأَجْلَبَ عليه : إذا صاح به واستحثّه.

ومنه حديث العقبة «إنكم تبايعون محمّدا على أن تحاربوا العرب والعجم مُجْلَبَة» أى مجتمعين على الحرب ، هكذا جاء في بعض الروايات بالباء ، والرواية بالياء تحتها نقطتان ، وسيجىء في موضعه.

(ه) وفي حديث عائشة رضى الله عنها «كان إذا اغتسل من الجنابة دعا بشىء مثل الجُلَّاب فأخذ بكفّه» قال الأزهرى : أراه أراد بالجُلَّابِ ماء الورد ، وهو فارسى معرّب ، والله أعلم. وفي هذا الحديث خلاف وكلام فيه طول ، وسنذكره في حلب من حرف الحاء.

(س) وفي حديث سالم «قدم أعرابى بجَلُوبَةٍ فنزل على طلحة ، فقال طلحة : نهى النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم أن يبيع حاضر لبادٍ» الجَلُوبَةُ بالفتح : ما يُجْلَبُ للبيع من كل شىء ، وجمعه الجَلَائِبُ. وقيل الجَلَائِبُ : الإبل التى تُجْلَبُ إلى الرّجل النّازل على الماء ليس له ما يحتمل عليه فيحملونه عليها. والمراد في الحديث الأوّل ، كأنه أراد أن يبيعها له طلحة. هكذا جاء في كتاب أبى موسى في حرف الجيم ، والذى قرأناه في سنن أبى داود «بحلوبة» وهى الناقة التى تحلب ، وسيجىء ذكرها في حرف الحاء.

وفي حديث الحديبية «صالحوهم على أن لا يدخلوا مكة إلّا بجُلْبَان السلاح» الجُلْبَانُ ـ بضم الجيم وسكون اللّام ـ : شبه الجراب من الأدم يوضع فيه السيف مغمودا ، ويطرح فيه الراكب سوطه وأداته ، ويعلّقه في آخرة الكور أو واسطته ، واشتقاقه من الجُلْبَة ، وهى الجلدة التى تجعل على القتب. ورواه القتيبى بضم الجيم واللام وتشديد الباء ، وقال : هو أوعية السلاح بما فيها ولا أراه سمّى به إلّا لجفائه ، ولذلك قيل للمرأة الغليظة الجافية جُلُبَّانَة ، وفي بعض الروايات «ولا يدخلها إلا بجُلُبَّان السلاح» : السيف والقوس ونحوه ، يريد ما يحتاج في إظهاره والقتال به إلى معاناة ، لا كالرّماح لأنها مظهرة يمكن تعجيل الأذى بها. وإنما اشترطوا ذلك ليكون علما وأمارة للسلم ؛ إذ كان دخولهم صلحا.

(س) وفي حديث مالك «تؤخذ الزكاة من الجُلُبَان» هو بالتّخفيف : حبّ كالماش ، ويقال له أيضا الخُلَّر.

٢٨٢

(ه) وفي حديث عليّ رضى الله عنه «من أحبّنا أهل البيت فليعدّ للفقر جِلْبَاباً» أى ليزهد في الدنيا ، وليصبر على الفقر والقلّة. والجِلْبَاب : الإزار والرّداء. وقيل الملحفة. وقيل هو كالمقنعة تغطّى به المرأة رأسها وظهرها وصدرها ، وجمعه جَلَابِيب ، كنى به عن الصّبر ، لأنه يستر الفقر كما يستر الجِلْبَاب البدن. وقيل إنما كنى بالجِلْبَاب عن اشتماله بالفقر : أى فليلبس إزار الفقر. ويكون منه على حالة تعمّه وتشمله ؛ لأن الغنى من أحوال أهل الدنيا ، ولا يتهيّأ الجمع بين حبّ الدنيا وحبّ أهل البيت.

ومنه حديث أم عطية «لتلبسها صاحبتها من جِلْبَابها» أى إزارها ، وقد تكرر ذكر الجِلباب في الحديث.

(جلج) (ه) فيه «لما نزلت : (إِنَّا فَتَحْنا لَكَ فَتْحاً مُبِيناً لِيَغْفِرَ لَكَ اللهُ ما تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَما تَأَخَّرَ ،) قالت الصحابة : بَقِينا نحن في جَلَجٍ لا ندري ما يُصْنع بنا» قال أبو حاتم : سألت الأصمعى عنه فلم يعرفه ، وقال ابن الأعرابى وسلمة : الجَلَجُ : رؤوس الناس ، واحدتها جَلَجَة ، المعنى : إنّا بقينا في عدد رؤوس كثيرة من المسلمين.

وقال ابن قتيبة : معناه وبقينا نحن في عدد من أمثالنا من المسلمين لا ندرى ما يصنع بنا ، وقيل الجَلَجُ في لغة أهل اليمامة : جباب الماء ، كأنه يريد : تركنا في أمر ضيّق كضيق الجباب.

(ه) ومنه كتاب عمر رضى الله عنه إلى عامله بمصر «أن خذ من كل جَلَجَةٍ من القبط كذا وكذا» أراد من كل رأس.

ومنه حديث أسلم «إن المغيرة بن شعبة تكنّى أبا عيسى ، فقال له عمر : أما يكفيك أن تكنّى بأبى عبد الله؟ فقال : إن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم كنّانى أبا عيسى ، فقال : إن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قد غفر له ما تقدّم من ذنبه وما تأخر ، وإنا بعد في جَلَجَتِنَا» فلم يزل يكنى بأبى عبد الله حتى هلك.

(جلجل) ـ في حديث ابن جريج «وذكر الصدقة في الجُلْجُلَانُ» هو السِمْسِم. وقيل حبّ كالكُزْبَرَة.

٢٨٣

(س) ومنه حديث ابن عمر رضى الله عنهما «أنه كان يدّهن عند إحرامه بدهن جُلْجُلَان».

(ه) وفي حديث الخيلاء «يخسف به فهو يَتَجَلْجَلُ فيها إلى يوم القيامة» أى يغوص في الأرض حين يخسف به. والجَلْجَلَةُ : حركة مع صوت.

وفي حديث السفر «لا تصحب الملائكة رفقة فيها جُلْجُلٌ» هو الجرس الصّغير الذى يعلّق في أعناق الدّوابّ وغيرها.

(جلح) (ه) في حديث الصدقة «ليس فيها عَقْصَاء ولا جَلْحَاء» هى الّتى لا قرن لها. والأَجْلَحُ من الناس : الذى انحسر الشّعر عن جانبى رأسه.

ومنه الحديث «حتّى يقتصّ للشّاة الجَلْحَاء من القَرْنَاء».

(ه) ومنه حديث كعب «قال الله تعالى لروميّة : لأدعنّك جَلْحَاء» أى لا حصن عليك. والحصون تشبّه بالقرون ، فإذا ذهبت الحصون جَلِحَتِ القرى ، فصارت بمنزلة البقرة الّتى لا قرن لها.

(ه) ومنه حديث أبى أيوب «من بات على سطح أَجْلَح فلا ذمّة له» يريد الذى ليس عليه جدار ولا شىء يمنع من السّقوط.

وفي حديث عمر والكاهن «يا جَلِيحُ أمر بحيح» جَلِيح اسم رجل قد ناداه.

(جلخ) (ه) في حديث الإسراء «فإذا بنهرين جَلْوَاخَيْنِ» أى واسعين ، قال :

ألا ليت شعرى هل أبيتنّ ليلة

بأبطح جِلْوَاخٌ بأسفله نخل

(جلد) ـ في حديث الطّواف «ليرى المشركون جَلَدَهُم» الجَلَدُ : القوّة والصّبر.

ومنه حديث عمر «كان أجوف جَلِيدا» أى قويّا في نفسه وجسمه.

[ه] وفي حديث القسامة «أنّه استحلف خمسة نفر ، فدخل رجل من غيرهم فقال : ردّوا الأيمان على أَجَالِدِهِمْ» أى عليهم أنفسهم. والأَجَالِدُ جمع الأَجْلَاد : وهو جسم الإنسان وشخصه (١).

__________________

(١) أنشد الهروى للأعشى :

سألتُ حبيبى الوصلَ منه دُعابَةً

وأعْلَمُ أنَّ الوصل ليس يكونُ

فمَاسَ دلالاً وابتهاجاً وقال لى

برفقٍ مجيباً (ما سألتَ يَهُونُ)

٢٨٤

يقال فلان عظيم الأَجْلَاد ، وضئيل الأَجْلَاد ، وما أشبه أَجْلَاده بأَجْلَاد أبيه : أى شخصه وجسمه. ويقال له أيضا التَّجَالِيد.

ومنه حديث ابن سيرين «كان أبو مسعود تشبّه تَجَالِيده بتَجَالِيد عمر» أى جسمه بجسمه.

وفي الحديث «قوم من جِلْدَتنا» أى من أنفسنا وعشيرتنا.

[ه] وفي حديث الهجرة «حتّى إذا كنّا بأرض جَلْدَةٍ» أى صلبة.

(س) ومنه حديث سراقة «وَحِلَ بي فرسي وإنّى لفي جَلَدٍ من الأرض».

[ه] ومنه حديث عليّ رضى الله عنه «كنت أدلو بتمرة أشترطها جَلْدَةً» الجَلْدَةُ بالفتح والكسر : هى اليابسة اللّحّاء الجيّدة.

[ه] وفيه «أن رجلا طلب إلى النبىّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم أن يصلّى معه بالليل ، فأطال النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم في الصّلاة ، فَجُلِدَ بالرجل نوما» أى سقط من شدّة النّوم. يقال جُلِدَ به : أى رمى به إلى الأرض.

(ه) ومنه حديث الزبير «كنت أتشدّد فَيُجْلَدُ بي» أى يغلبنى النّوم حتّى أقع.

[ه] وفي حديث الشافعى رضى الله عنه «كان مُجَالِدٌ يُجْلَدُ» أى كان يُتَّهَمُ ويُرمى بالكذب. وقيل فلان يُجْلَدُ بكلّ خير : أى يظنّ به ، فكأنّه وضع الظّنّ موضع التّهمة.

وفيه «فنظر إلى مُجْتَلِدِ القوم فقال : الآن حَمِيَ الوَطِيس» أى إلى موضع الجِلَاد ، وهو الضّرب بالسّيف في القتال : يقال جَلَدْتُهُ بالسّيف والسّوط ونحوه إذا ضربته به.

ومنه حديث أبى هريرة في بعض الرّوايات «أيّما رجل من المسلمين سببتُهُ أو لعنتُهُ أو جَلَدُّهُ» هكذا رواه بإدغام التّاء في الدّال ، وهى لغيّة.

(ه) وفيه «حسن الخلق يذيب الخطايا كما تذيب الشّمس الجَلِيدَ» هو الماء الجامد من البرد.

(جلذ) [ه] في حديث رُقَيْقَة «واجْلَوَّذَ المطر» أى امتدّ وقت تأخّره وانقطاعه.

٢٨٥

(جلز) (ه) فيه «قال له رجل : إنى أحبّ أن أتجمّل بِجِلَازٍ سَوْطِيٍّ» الجِلَازُ : السّير الذى يشدّ في طرف السّوط. قال الخطّابى : رواه يحيى بن معين : جلان ، بالنون ، وهو غلط.

(جلس) (ه) فيه «أنه أقطع بلال بن الحارث معادن الجبليّة غَوْرِيَّهَا وجَلْسِيَّهَا» الجَلْسُ : كل مرتفع من الأرض. ويقال لنجد جَلْسٌ أيضا. وجَلَسَ يَجْلِسُ فهو جَالِسٌ : إذا أتى نجدا. وفي كتاب الهروى : معادن الجبليّة (١) ، والمشهور معادن القبليّة بالقاف ، وهى ناحية قرب المدينة. وقيل هى من ناحية الفرع.

وفي حديث النساء «بِزَوْلَةٍ وجَلْسٍ» يقال امرأة جَلْسٌ إذا كانت تَجْلِسُ في الفِنَاء ولا تَتَبَرَّج.

(ه) وفيه «وأن مَجْلِسَ بني عوف ينظرون إليه» أى أهل المِجْلِس ، على حذف المضاف. يقال دارى تنظر إلى دار فلان ، إذا كانت تقابلها.

(جلظ) (ه) فيه «إذا اضْطَجَعْتُ لا أَجْلَنْظِي» المُجْلَنْظِي : المستلقي على ظهره رافعا رجليه ، ويهمز ولا يهمز. يقال : اجْلَنْظَأْتُ واجْلَنْظَيْتُ ، والنّون زائدة : أى لا أنام نومة الكسلان ، ولكن أنام مستوفزا.

(جلع) (ه) في صفة الزّبير «أنه كان أَجْلَعَ فَرِجاً» الأَجْلَعُ : الّذى لا تنضمّ شفتاه. وقيل هو المنقلب الشّفة. وقيل هو الذى ينكشف فرجه إذا جلس.

[ه] وفي صفة امرأة «جَلِيع على زوجها ، حصان من غيره» الجَلِيع : التي لا تستر نفسها إذا خلت مع زوجها.

(جلعب) (ه) فيه «كان سعد بن معاذ رجلا جَلْعَاباً» أى طويلا. والجَلْعَبَةُ من النّوق الطّويلة. وقيل هو الضّخم الجسيم. ويروى جِلْحَاباً.

(جلعد) (س) في شعر حميد بن ثور.

فحمّل الهمّ كنازا جَلْعَداً (٢)

الجَلْعَدُ : الصّلب الشّديد.

__________________

(١) في النسخة التى بأبدينا : «القبلية» ليس غير.

(٢) في ديوانه ص ٧٧ ط دار الكتب «كلازا» والكلاز والكناز : الناقة المجتمعة الخلق الشديدة. والهم ـ بكسر الهاء ـ الشيخ الفانى.

٢٨٦

(جلف) (ه) فيه «فجاء رجل جِلْفٌ جاف» الجِلْفُ : الأحمق. وأصله من الجِلْف ، وهى الشّاة المسلوخة التى قطع رأسها وقوائمها. ويقال للدّنّ [الفارغ](١) أيضا جِلْفٌ ، شبّه الأحمق بهما لضعف عقله.

(ه) وفي حديث عثمان رضى الله عنه «إنّ كل شىء سوى جِلْفِ الطّعام ، وظلّ ثوب ، وبيت يستر فضل» الجِلْفُ : الخبز وحده لا أدم معه وقيل. الخبز الغليظ اليابس. ويروى بفتح اللام ـ جمع جِلْفَةٍ ـ وهى الكِسْرَة من الخبز. وقال الهروى (٢) : الجِلْفُ هاهنا الظّرف ، مثل الخُرْج والجُوالِق ، يريد ما يترك فيه الخبز.

وفي بعض روايات حديث من تحلّ له المسألة «ورجل أصابت ماله جَالِفَة» هى السّنة التى تذهب بأموال النّاس ، وهو عامّ في كلّ آفة من الآفات المذهبة للمال.

(جلفط) (ه) في حديث عمر رضى الله عنه «لا أحمل المسلمين على أَعْوَاد نَجَرَهَا النّجّار وجَلْفَطَهَا الجِلْفَاط» الجِلْفَاط : الذى يسوّى السّفن ويصلحها ، وهو بالطّاء المهملة ، ورواه بعضهم بالمعجمة.

(جلق) (ه) في حديث عمر رضى الله عنه «قال للبيد قاتل أخيه زيد يوم اليمامة بعد أن أسلم : أنت قاتل أخى يا جُوَالِق؟ قال : نعم يا أمير المؤمنين» الجُوَالِق بكسر اللّام : هو اللّبيد ، وبه سمّى الرجل لبيدا.

(جلل) ـ في أسماء الله تعالى : العظمة.

ومنه الحديث «ألظّوا بيا ذا الجَلَالِ والإكرام».

ومنه الحديث الآخر «أَجِلُّوا الله يَغْفِرْ لكم» أى قولوا يا ذا الجَلَال والإكرام. وقيل : أراد عظّموه. وجاء تفسيره في بعض الرّوايات : أى أسلموا. ويروى بالحاء المهملة ، وهو كلام أبى الدّرداء في الأكثر.

ومن أسماء الله تعالى «الجَلِيل» وهو الموصوف بنعوت الجَلَال ، والحاوى جميعها هو الجَلِيل

__________________

(١) الزيادة من ا وانظر الصحاح واللسان (جلف).

(٢) الذى في الهروى : قال شمر عن ابن الأعرابى : الجلف ... الخ.

٢٨٧

المطلق ، وهو راجع إلى كمال الصّفات ، كما أنّ الكبير راجع إلى كمال الذّات ، والعظيم راجع إلى كمال الذّات والصّفات.

وفي حديث الدعاء «اللهمّ اغفر لى ذنبى كلّه ؛ دِقَّهُ وجِلَّهُ» أى صغيره وكبيره. ويقال : ما له دِقٌّ ولا جِلٌ.

(س) ومنه حديث الضحّاك بن سفيان «أخذتَ جِلَّةَ أموالهم» أى العظام الكبار من الإبل. وقيل هى المسانّ منها. وقيل هو ما بين الثَّنِىِّ إلى البازل. وجُلُ كل شيء بالضّم : معظمه ، فيجوز أن يكون أراد : أخذت معظم أموالهم.

(س) ومنه حديث جابر رضى الله عنه «تزوّجت امرأة قد تَجَالَّتْ» أى أَسَنَّتْ وكَبِرَتْ.

(س) وحديث أم صبية «كنّا نكون في المسجد نسوة قد تَجَالَلْنَ» أى كبرن. يقال : جَلَّتْ فهي جَلِيلَة ، وتَجَالَّتْ فهي مُتَجَالَّة.

(ه) ومنه الحديث «فجاء إبليس في صورة شيخ جَلِيل» أى مُسِنّ (١).

(ه) وفيه «أنه نهى عن أكل الجَلَّالَة وركوبها» الجَلَّالَة من الحيوان : التى تأكل العذرة ، والجِلَّةُ : البَعَر ، فوُضِع موضع العذرة. يقال جَلَّتِ الدّابة الجِلَّةَ ، واجْتَلَّتْهَا ، فهى جَالَّةٌ ، وجَلَّالة : إذا التقطتها.

(ه) ومنه الحديث «فإنما قذرت عليكم جَالّة القرى».

(ه) والحديث الآخر «فإنما حرّمتها من أجل جَوَالِ القرية» الجَوَالُ بتشديد اللام : جمع جَالَّة ، كسامّة وسوامٍّ.

ومنه حديث ابن عمر رضى الله عنهما «قال له رجل : إنى أريد أن أصحبك ، قال لا تصحبنى على جَلَّال» وقد تكرر ذكرها في الحديث. فأما أكل الجَلَّالَة فحلال إن لم يظهر النّتن في لحمها ، وأما ركوبها فلعله لما يكثر من أكلها العذرة والبعر ، وتكثر النّجاسة على أجسامها

__________________

(١) أنشد الهروى لكثير :

سألتُ حبيبى الوصلَ منه دُعابَةً

وأعْلَمُ أنَّ الوصل ليس يكونُ

فمَاسَ دلالاً وابتهاجاً وقال لى

برفقٍ مجيباً (ما سألتَ يَهُونُ)

أى أسنّت.

٢٨٨

وأفواهها ، وتلمس راكبها بفمها وثوبه بعرقها وفيه أثر العذرة أو البعر فيتنجّس. والله أعلم.

(س) وفي حديث عمر رضى الله عنه «قال له رجل : التقطت شبكة على ظهر جَلَّال» هو اسم لطريق نجد إلى مكة.

(س) وفي حديث سويد بن الصامت «قال لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : لعلّ الذى معك مثل الذى معى ، فقال : وما الذى معك؟ قال : مَجَلَّةُ لقمان» كلّ كتاب عند العرب مَجَلَّة ، يريد كتابا فيه حكمة لقمان.

(س) ومنه حديث أنس رضى الله عنه «ألقى إلينا مَجَالَ» هى جمع مَجَلَّة ، يعنى صحفا.

قيل : إنها معرّبة من العبرانية. وقيل هى عربية. وهى مفعلة من الجَلَال ، كالمذلّة من الذّل.

وفيه «أنه جَلَّلَ فرسا له سبق بردا عدنيّا» أى جعل البرد له جُلّا.

ومنه حديث ابن عمر رضى الله عنهما «أنه كان يُجَلِّلُ بدنه القِبَاطيّ».

(س) وحديث عليّ رضى الله عنه «اللهم جَلِّلْ قتلة عثمان خزيا» أى غطّهم به وألبسهم إيّاه كما يَتَجَلَّلُ الرجل بالثّوب.

(س) وحديث الاستسقاء «وابلا مُجَلِّلاً» أى يُجَلِّلُ الأرض بمائه ، أو بنباته. ويروى بفتح اللام على المفعول.

(س) وفي حديث العباس رضى الله عنه «قال يوم بدر : القتل جَلَلٌ ما عدا محمّدا» أى هيّن يسير. والجَلَلُ من الأضداد ، يكون للحقير والعظيم.

(س) وفيه «يستر المصلّي مثل مؤخرة الرّحل في مثل جُلَّةِ السّوط» أى في مثل غلظه.

(ه) وفي حديث أبيّ بن خلف «إنّ عندى فرسا أُجِلُّها كلّ يوم فَرَقا من ذُرَّة أقتُلُكَ عليها ، فقال صلى‌الله‌عليه‌وسلم : بل أنا أقتلك عليها إن شاء الله» أى أَعْلِفُها إيّاه ، فوضع الإِجلال موضع الإعطاء ، وأصله من الشيء الجَلِيل (س) وفي شعر بلال رضى الله عنه :

ألا ليت شعرى هل أبيتنّ ليلة

بواد وحولى إذخر وجَلِيل

الجَلِيل : الثّمام ، واحده جَلِيلة. وقيل هو الثّمام إذا عظم وجلّ.

٢٨٩

(جلم) ـ قوله «فأخذت منه بالجَلَمَيْن» الجَلَم : الّذى يجزّ به الشّعر والصّوف. والجَلَمَان : شفرتاه. وهكذا يقال مثنّى كالمِقَصّ والمِقَصّين.

(جلهم) ـ فيه «إنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أخّر أبا سفيان (١) في الإذن عليه وأدخل غيره من النّاس قبله ، فقال : ما كدت تأذن لى حتّى تأذن لحجارة الجُلْهُمَتَين قبلى ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : كلّ الصّيد في جوف الفرا» قال أبو عبيد : إنما هو لحجارة الجهلتين ، والجلهة : فم الوادى. وقيل جانبه (٢) زيدت فيها الميم كما زيدت في زُرْقُم وسُتْهُم. وأبو عبيد يرويه بفتح الجيم والهاء ، وشمر يرويه بضمّهما. قال : ولم أسمع الجُلْهُمَة إلّا في هذا الحديث (٣).

(جلا) ـ في حديث كعب بن مالك «فجَلَا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم للناس أمرهم ليتأهّبوا» أى كشف وأوضح.

ومنه حديث الكسوف «حتى تَجَلَّتِ الشمس» أى انكشفت وخرجت من الكسوف. يقال : تَجَلَّتْ وانْجَلَتْ ، وقد تكرر في الحديث.

(س) وفي صفة المهديّ «أنه أَجْلَى الجبهة» الأَجْلَى : الخفيف شعر ما بين النّزعتين من الصّدغين ، والذى انحسر الشعر عن جبهته.

ومنه حديث قتادة في صفة الدّجال أيضا «أنه أَجْلَى الجبهة».

(س) وفي حديث أم سلمة رضى الله عنها «أنها كرهت للمحدّ أن تكتحل بالجِلَاء» هو بالكسر والمد : الإثمد. وقيل هو بالفتح والمد والقصر : ضرب من الكحل. فأما الحلاء بضمّ الحاء المهملة والمدّ فحكاكة حجر على حجر يكتحل بها فيتأذّى البصر. والمراد في الحديث الأوّل.

وفي حديث العقبة «إنكم تبايعون رسول الله محمّدا على أن تحاربوا العرب والعجم مُجْلِيَة» أى حربا مُجْلِيَة مخرجة عن الدّار والمال (٤).

ومنه حديث أبى بكر رضى الله عنه «أنّه خيّر وفد بزاخة بين الحرب المُجْلِيَة والسّلم المُخْزِيَة».

__________________

(١) هو أبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب ، وكان من المؤلفة قلوبهم كما في اللسان.

(٢) في الدر النثير : «زاد ابن الجوزى : وقال أبو هلال العسكرى : جلهمة الوادى وسطه»

(٣) القائل شمر ، كما في اللسان ، وفيه وفي الدر والتاج والصحاح «قال أبو عبيد : ولم أسمع بالجلهمة إلا في هذا الحديث وما جاءت إلا ولها أصل».

(٤) رويت «مجلبة» بموحدة ، وسبقت.

٢٩٠

ومن كلام العرب «اختاروا فإما حرب مُجْلِيَة وإما سلم مخزية» أى إما حرب تخرجكم عن دياركم ، أو سلم تخزيكم وتذلّكم. يقال جَلَا عن الوطن يَجْلُو جَلَاءً ، وأَجْلَى يُجْلِي إِجْلَاءً : إذا خرج مفارقا. وجَلَوْتُهُ أنا وأَجْلَيْتُهُ. وكلاهما لازم ومتعدّ.

ومنه حديث الحوض «يرد علىّ رهط من أصحابى فَيُجْلَوْنَ عن الحوض» هكذا روى في بعض الطّرق : أى ينفون ويطردون. والرواية بالحاء المهملة والهمز.

(س) وفي حديث ابن سيرين «أنه كره أن يَجْلِيَ امرأته شيئا ثم لا يفي به». يقال جَلَا الرّجل امرأته وصيفا : أى أعطاها إياه.

وفي حديث الكسوف «فقمت حتى تَجَلَّانِي الغشي» أى غطّاني وغشّاني. وأصله تَجَلَّلَنِي ، فأبدلت إحدى اللامات ألفا ، مثل تَظَنّي وتَمَطّي في تظنن وتمطّط. ويجوز أن يكون معنى تَجَلَّانِي الغشي : ذهب بقوّتى وصبرى ، من الجَلَاء ، أو ظهر بي وبَانَ عليّ.

(ه) وفي حديث الحجّاج.

أنا ابن جَلَا وطَلَّاع الثّنايا (١)

أى أنا الظّاهر الذى لا أخفى ، فكلّ أحد يعرفنى. ويقال للسيد ابن جَلَا. قال سيبويه : جَلَا فعل ماض ، كأنه قال : أَبِي الذى جَلَا الأمورَ ، أى أوضحها وكشفها.

(س) وفي حديث ابن عمر رضى الله عنهما «إن ربى عزوجل قد رفع لى الدّنيا وأنا أنظر إليها جِلِّيَاناً من الله» أى إظهارا وكشفا. وهو بكسر الجيم وتشديد اللام.

(باب الجيم مع الميم)

(جمح) (ه) فيه «أنه جَمَحَ في أثره» أى أسرع إسراعا لا يردّه شىء. وكل شىء مضى لوجهه على أمر فقد جَمَحَ.

__________________

(١) تمامه :

سألتُ حبيبى الوصلَ منه دُعابَةً

وأعْلَمُ أنَّ الوصل ليس يكونُ

فمَاسَ دلالاً وابتهاجاً وقال لى

برفقٍ مجيباً (ما سألتَ يَهُونُ)

وهو لسحيم بن وثيل الرياحى كما في الصحاح واللسان.

٢٩١

ومنه حديث عمر بن عبد العزيز رضى الله عنه «فطفِق يُجَمِّحُ إلى الشّاهد النّظرَ» أى يُدِيمه مع فتح العين ، هكذا جاء في كتاب أبى موسى ، وكأنه ـ والله أعلم ـ سهو ، فإن الأزهرى والجوهرى وغيرهما ذكروه في حرف الحاء قبل الجيم. وفسروه هذا التفسير. وسيجىء في بابه ، ولم يذكره أبو موسى في حرف الحاء

(جمد) (ه) فيه «إذا وقعت الجَوَامِدُ فلا شفعة» هى الحدود ما بين الملكين ، واحدها جَامِدُ.

(ه) وفي حديث التّيمى «إنا ما نَجْمُدُ عند الحقّ» يقال جَمَدَ يَجْمُدُ إذا بخل بما يلزمه من الحق.

وفي شعر ورقة بن نوفل :

وقبلنا سبّح الجودىّ والجُمُد (١)

الجُمُد ـ بضم الجيم والميم ـ جبل معروف. وروى بفتحهما.

وفيه ذكر «جُمْدَان» هو بضم الجيم وسكون الميم في آخره نون : جبل على ليلة من المدينة ، مرّ عليه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فقال : سيروا هذا جُمْدَان ، سبق المفرّدون.

(جمر) (ه) فيه «إذا اسْتَجْمَرْتَ فأوتر» الاسْتِجْمَار : التّمسّح بالجِمَار ، وهى الأحجار الصّغار ، ومنه سمّيت جِمَار الحج ؛ للحصى الّتى يرمى بها. وأمّا موضع الجِمَار بمنى فسمّى جَمْرَة لأنها ترمى بالجِمَار وقيل لأنها مجمع الحصى التى يرمى بها ، من الجَمْرَةِ وهى اجتماع القبيلة على من ناوأها ، وقيل سميّت به من قولهم أَجْمَرَ إذا أَسْرَعَ.

(س) ومنه الحديث «إن آدم عليه‌السلام رمى بمنى فأَجْمَرَ إبليس بين يديه».

(ه) وفي حديث عمر رضى الله عنه «لا تُجَمِّرُوا الجيش فتفتنوهم» تَجْمِير الجيش : جمعهم في الثّغور وحبسهم عن العود إلى أهلهم.

__________________

(١) صدره :

سألتُ حبيبى الوصلَ منه دُعابَةً

وأعْلَمُ أنَّ الوصل ليس يكونُ

فمَاسَ دلالاً وابتهاجاً وقال لى

برفقٍ مجيباً (ما سألتَ يَهُونُ)

وهو في اللسان لأمية بن أبى الصلت. وذكر نسبة ابن الأثير العجز لورقة بن نوفل.

٢٩٢

(ه) ومنه حديث الهرمزان «إنّ كسرى جَمَّرَ بُعُوث فارس».

وفي حديث أبى إدريس «دخلت المسجد والناس أَجْمَرُ ما كانوا» : أى أجمع ما كانوا (١).

وحديث عائشة رضى الله عنها «أَجْمَرْتُ رأسى إِجْمَارًا شديدا» أى جمعته وضفرته. يقال أَجْمَرَ شعره إذا جعله ذؤابة ، والذّؤابة الجَمِيرة ؛ لأنها جُمِّرَتْ أى جُمِعَتْ.

(ه) وحديث النخعي «الضافر والملبِّد والمُجْمِر عليهم الحلق» أى الذى يَضْفِرُ شعره وهو محرم يجب عليه حلقه. ورواه الزمخشرى بالتشديد. وقال : هو الذى يجمع شعره ويعقده في قفاه.

(س) وفي حديث عمر رضى الله عنه «لألحقنّ كلّ قوم بجمرتهم» أى بجماعتهم الّتى هم منها.

(س) ومنه حديثه الآخر «أنه سأل الحطيئة عن عبس ومقاومتها قبائل قيس ، فقال : يا أمير المؤمنين كنا ألف فارس كأنّنا ذهبة حمراء ، لا نَسْتَجْمِرُ ولا نحالف» أى لا نسأل غيرنا أن يتجمّعوا إلينا لاستغنائنا عنهم. يقال : جَمَّرَ بنو فلان إذا اجتمعوا وصاروا إلبا واحدا. وبنو فلان جَمْرَةٌ إذا كانوا أهل مَنَعَةٍ وشدّة. وجَمَرَاتُ العرب ثلاث : عَبْسٌ ، ونُمَيْرٌ ، وبَلْحَارث بن كعب. والجَمْرَةُ : اجتماع القبيلة على من ناواها. والجَمْرَة : ألف فارس.

(س) وفيه «إذا أَجْمَرْتُمْ الميّتَ فجَمِّرُوه ثلاثا» أى إذا بخّرتموه بالطّيب. يقال ثوب مُجْمَرٌ ومُجَمَّرٌ. وأَجْمَرْتُ الثّوبَ وجَمَّرْتُه إذا بخّرته بالطيب. والذى يتولّى ذلك مُجْمِرٌ ومُجَمِّرٌ. ومنه نُعَيْمٌ المُجْمِرُ الذى كان يلي إِجْمَارَ مسجد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

(ه) ومنه الحديث «ومَجَامِرُهُمُ الأَلُوَّة» المَجَامِرُ : جمع مِجْمَرٍ ومُجْمَرٍ ، فالمِجْمَرُ بكسر الميم : هو الذى يوضع فيه النار للبخور. والمُجْمَرُ بالضّم : الذى يتبخّر به وأُعِدَّ له الجَمْرُ ، وهو المراد في هذا الحديث : أى إن بخورهم بالأَلُوّة وهو العود.

__________________

(١) ويروى بالخاء المعجمة. وسيأتى.

٢٩٣

(س) وفيه «كأنى أنظر إلى ساقه في غرزه كأنها جَمَّارَة» الجَمَّارَة قلب النّخلة وشحمتها ، شبّه ساقه ببياضها.

(س) وفي حديث آخر «أنه أتى بجَمَّار» هو جمع جَمَّارَة.

(جمز) [ه] في حديث ماعز «فلمّا أَذْلَقَتْهُ الحجارةُ جَمَزَ» أى أسرع هاربا من القتل. يقال : جَمَزَ يَجْمِزُ جَمْزاً.

(س) ومنه حديث عبد الله بن جعفر «ما كان إلّا الجَمْز» يعنى السّير بالجنائز.

(س) ومنه الحديث «يردّونهم عن دينهم كفّارا جَمَزَى» الجَمَزَى بالتّحريك : ضرب من السّير سريع ، فوق العنق ودون الحضر. يقال : التّاقة تعدو الجَمَزَى ، وهو منصوب على المصدر.

[ه] وفيه «أنه توضّأ فضاق عن يديه كُمَّا جَمَّازة كانت عليه» الجَمَّازة : مدرعة صوف ضيّقة الكمّين.

(جمس) (ه) في حديث ابن عمر رضى الله عنهما «أنه سئل عن فأرة وقعت في سمن ، فقال : إن كان جَامِساً ألقى ما حولها وأكل» أى جامدا ، جَمَسَ وجمد بمعنى.

(س) ومنه حديث ابن عمير «لَفُطْسٌ خُنْسٌ بِزُبْدٍ جُمْسٍ» إن جعلت الجُمْسُ من نعت الزّبد كان معناه الجامد ، وإن جعلته من نعت الفُطْس ـ وتريد به التّمر ـ كان معناه الصُّلْبُ العَلِكُ. قاله الخطابى. وقال الزمخشرى : الجَمْسُ بالفتح : الجامد ، وبالضم جمع جُمْسَةٍ ، وهى البشرة الّتى أرطبت كلّها وهى صلبة لم تنهضم بعد.

(جمش) (ه) فيه «إن لقيتها نعجة تحمل شفرة وزنادا بخبت الجَمِيش فلا تهجها» الخبت : الأرض الواسعة. والجَمِيش : الذى لا نبات به ، كأنه جُمِشَ : أى حُلِقَ ، وإنّما خصّه بالذّكر لأن الإنسان إذا سلكه طال عليه وفنى زاده واحتاج إلى مال أخيه المسلم. ومعناه : إن عرضت لك هذه الحالة فلا تعرّض لنعم أخيك بوجه ولا سبب ، وإن كان ذلك سهلا متيسرا ، وهو معنى قوله : تحمل شفرة وزنادا ، أى معها آلة الذّبح والنار (١).

__________________

(١) انظر مادة «خبت» فيما يأتى

٢٩٤

(جمع) ـ في أسماء الله تعالى «الجَامِعُ» هو الذى يَجْمَعُ الخلائق ليوم الحساب. وقيل : هو المؤلّف بين المتماثلات ، والمتباينات ، والمتضادّات في الوجود.

(ه) وفيه «أوتيت جَوَامِعُ الكلم» يعنى القرآن ، جَمَعَ الله بلطفه في الألفاظ اليسيرة منه معانى كثيرة ، واحدها جَامِعَةٌ : أى كلمة جَامِعَةٌ.

(ه) ومنه الحديث في صفته صلى‌الله‌عليه‌وسلم «أنه كان يتكلّم بجَوَامِعِ الكلم» أى أنه كان كثير المعانى قليل الألفاظ.

والحديث الآخر «كان يستحبّ الجَوَامِعُ من الدّعاء» هى التى تَجْمَعُ الأغراض الصّالحة والمقاصد الصّحيحة ، أو تَجْمَعُ الثّناء على الله تعالى وآداب المسئلة.

(ه) وحديث عمر بن عبد العزيز رضى الله تعالى عنه «عجبت لمن لاحن النّاس كيف لا يعرف جَوَامِعَ الكلم» أى كيف لا يقتصر على الوجيز ويترك الفضول! والحديث الآخر «قال له : أقرئنى سورة جَامِعَةً ، فأقرأه : (إِذا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزالَها)» أى أنها تَجْمَعُ أسباب الخير ، لقوله فيها (فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ ، وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ).

والحديث الآخر «حدّثنى بكلمة تكون جِمَاعاً ، فقال : اتّق الله فيما تعلم» الجِمَاعُ : ما جَمَعَ عددا ، أى كلمة تَجْمَعُ كلمات.

ومنه الحديث «الخمر جِمَاعُ الإثم» أى مَجْمَعَهُ ومَظِنَّتُهُ.

[ه] ومنه حديث الحسن (١) «اتّقوا هذه الأهواء فإن جِمَاعَهَا الضّلالة».

وفي حديث ابن عباس رضى الله عنهما «(وَجَعَلْناكُمْ شُعُوباً وَقَبائِلَ) ، قال الشّعوب : الجُمَّاعُ ، والقبائل : الأفخاذ» الجُمَّاعُ بالضّم والتّشديد : مُجْتَمَعُ أصل كلّ شيء ، أراد منشأ النّسب وأصل المولد. وقيل أراد به الفرق المختلفة من الناس كالأوزاع والأوشاب.

(ه) ومنه الحديث «كان في جبل تِهَامة جُمَّاعٌ غصبوا المارّة» أى جَمَاعَات من قبائل شتّى متفرّقة.

__________________

(١) في اللسان : الحسين.

٢٩٥

(ه) وفيه «كما تنتج البهيمة بهيمة جَمْعَاء» أى سليمة من العيوب ، مُجْتَمِعَةُ الأعضاء كاملتها فلا جدع بها ولا كىّ.

وفي حديث الشهداء «المرأة تموت بِجُمْعٍ» أى تموت وفي بطنها ولد. وقيل الّتى تموت بكرا. والجُمْعُ بالضّم : بمعنى المَجْمُوع ، كالذّخر بمعنى المذخور ، وكسر الكسائى الجيم ، والمعنى أنّها ماتت مع شىء مجموع فيها غير منفصل عنها ، من حمل أو بكارة.

[ه] ومنه الحديث الآخر «أيّما امرأة ماتت بِجُمْعٍ لم تطمث دخلت الجنة» وهذا يريد به البكر.

[ه] ومنه قول امرأة العجّاج «إنّى منه بجُمْعٍ» أى عذراء لم يفتضّنى.

وفيه «رأيت خاتم النّبوّة كأنه جُمْعٌ» يريد مثل جُمْعِ الكفّ ، وهو أن يَجْمَعَ الأصابع ويضمّها. يقال ضربه بجُمْعِ كفّه ، بضمّ الجيم.

وفي حديث عمر رضى الله عنه «صلى المغرب ، فلما انصرف دَرَأَ جُمْعَةً من حَصَى المسجد» الجُمْعَةُ : المِجْمُوعة. يقال أعطنى جُمْعَةً من تمر ، وهو كالقُبْضَة.

(س) وفيه «له سهم جَمْعٌ» أى له سهم من الخير جُمِعَ فيه حظّان. والجيم مفتوحة. وقيل أراد بالجَمْعِ الجيش : أى كسهم الجيش من الغنيمة.

[ه] وفي حديث الربا «بِعِ الجَمْعَ بالدّراهم ، وابتع بها جنيبا» كلّ لون من النّخيل لا يعرف اسمه فهو جَمْعٌ ، وقيل الجَمْعُ : تمر مختلط من أنواع متفرّقة وليس مرغوبا فيه ، وما يخلط إلا لرداءته. وقد تكرر في الحديث.

[ه] وفي حديث ابن عباس رضى الله عنهما «بعثنى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم في الثَّقَل من جَمْعٍ بليل» جَمْعٌ : علم للمزدلفة ، سميت به لأن آدم عليه‌السلام وحوّاء لما أهبطا اجْتَمَعَا بها.

(س) وفيه «من لم يُجْمِعِ الصّيام من الليل فلا صيام له» الإِجْمَاعُ : إحكام النّيّة والعزيمة. أَجْمَعْتُ الرّأي وأزمعته وعزمت عليه بمعنى.

ومنه حديث كعب بن مالك «أَجْمَعْتُ صِدْقَهُ».

٢٩٦

وحديث صلاة السفر «ما لم أُجْمِعْ مكثا» أى ما لم أعزم على الإقامة. وقد تكرر في الحديث.

وفي حديث أحد «وإنّ رجلا من المشركين جَمِيعَ اللَأْمَة» أى مُجْتَمِعَ السّلاح.

ومنه حديث الحسن «أنه سمع أنس بن مالك وهو يومئذ جَمِيع» أى مُجْتَمِعُ الخلق قوىّ لم يهرم ولم يضعف. والضّمير راجع إلى أنس.

وفي حديث الجمعة «أوّل جُمُعَةٍ جُمِّعَتْ بعد المدينة بِجُوَاثَى» جُمِّعَتْ بالتّشديد : أى صلّيت. ويوم الجُمُعَة سمّى به لاجتماع الناس فيه.

ومنه حديث معاذ «أنه وجد أهل مكة يُجَمِّعُونَ في الحج فنهاهم عن ذلك» أى يصلّون صلاة الجُمُعَة. وإنما نهاهم عنه لأنّهم كانوا يستظلّون بفىء الحجر قبل أن تزول الشمس فنهاهم لتقديمهم. في الوقت. وقد تكرر ذكر التَّجْمِيع في الحديث.

[ه] وفي صفته عليه‌السلام «كان إذا مشى مشى مُجْتَمِعاً» أى شديد الحركة ، قوىّ الأعضاء ، غير مسترخ في المشى.

(س) وفيه «إنّ خلق أحدكم يُجْمَعُ في بطن أمّه أربعين يوما» أى إنّ النّطفة إذا وقعت في الرّحم فأراد الله أن يخلق منها بشرا طارت في جسم المرأة تحت كلّ ظفر وشعر ، ثم تمكث أربعين ليلة ، ثم تنزل دما في الرّحم ، فذلك جَمْعُهَا. كذا فسره ابن مسعود فيما قيل. ويجوز أن يريد بالجَمْعِ مكث النّطفة في الرّحم أربعين يوما تتخمّر فيه حتى تتهيّأ للخلق والتّصوير ، ثم تخلق بعد الأربعين.

وفي حديث أبى ذرّ «ولا جِمَاع لنا فيما بعد» أى لا اجتِمَاع لنا.

وفيه «فَجَمَعْتُ عليَّ ثيابي» أى لبست الثياب التى نبرز بها إلى النّاس من الإزار والرّداء والعمامة والدّرع والخمار.

وفيه «فضرب بيده مَجْمَعَ ما بين عنقي وكَتِفي» أى حيث يَجْتَمِعَانِ. وكذلك مَجْمَعُ البحرين : ملتقاهما.

(جمل) ـ في حديث القدر «كتاب فيه أسماء أهل الجنة وأهل النار أُجْمِلَ على آخرهم ،

٢٩٧

فلا يزاد فيهم ولا ينقص» أَجْمَلْتُ الحساب إذا جمعت آحاده وكمّلت أفراده : أى أحصوا وجمعوا فلا يزاد فيهم ولا ينقص.

[ه] وفيه «لعن الله اليهود ، حرّمت عليهم الشّحوم فَجَمَلُوها وباعوها وأكلوا أثمانها» جَمَلْتُ الشّحم وأَجْمَلْتُهُ : إذا أذبته واستخرجت دهنه. وجَمَلْتُ أفصح من أَجْمَلْتُ.

ومنه الحديث «يأتوننا بالسّقاء يَجْمُلُونَ فيه الودك» هكذا جاء في رواية. ويروى بالحاء المهملة. وعند الأكثرين «يجعلون فيه الودك».

ومنه حديث فضالة «كيف أنتم إذا قعد الجُمَلَاء على المنابر يقضون بالهوى ويقتلون بالغضب» الجُمَلَاء : الضّخام الخلق ، كأنّه جمع جَمِيل ، والجَمِيل : الشّحم المذاب.

[ه] وفي حديث الملاعنة «إن جاءت به أورق جعدا جُمَالِيّاً» الجُمَالِيُ بالتّشديد : الضخم الأعضاء التّامّ الأوصال. يقال ناقة جُمَالِيَّةٌ مشبّهة بالجَمَلِ عظما وبدانة.

وفيه «همّ الناس بنحر بعض جَمَائِلِهِمْ» هى جمع جَمَل ، وقيل جمع جِمَالَة ، وجَمَالَةٌ جمع جَمَل ، كرسالة ورسائل ، وهو الأشبه.

(س) وفي حديث عمر رضى الله عنه «لكل أناس في جَمَلِهِم خُبْر» ويروى «جُمَيْلِهِم» على التّصغير ، يريد صاحبهم ، وهو مثل يضرب في معرفة كلّ قوم بصاحبهم : يعنى أن المسوّد يسوّد لمعنى ، وأن قومه لم يسوّدوه إلا لمعرفتهم بشأنه. ويروى «لكل أناس في بعيرهم خُبْر» فاستعار الجَمَل والبعير للصّاحب.

وفي حديث عائشة رضى الله عنها وسألتها امرأة «أُؤَخِّذ جَمَلِي؟» تريد زوجها : أى أحبسه عن إتيان النّساء غيرى ، فَكَنَتْ بالجَمَلِ عن الزّوج لأنه زوج النّاقة.

وفي حديث أبى عبيدة «أنّه أذن في جَمَلِ البحر» هو سمكة ضخمة شبيهة بالجَمَلِ ، يقال لها جَمَلُ البحر.

وفي حديث ابن الزبير رضى الله عنه «كان يسير بنا الأبردين ويتّخذ اللّيل جَمَلاً» يقال للرجل إذا سرى ليلته جمعاء ، أو أحياها بصلاة أو غيرها من العبادات : اتّخذ اللّيل جَمَلاً ، كأنه ركبه ولم ينم فيه.

٢٩٨

[ه] ومنه حديث عاصم «لقد أدركت أقواما يتّخذون هذا اللّيل جَمَلاً ، يشربون النّبيذ ويلبسون المعصفر ، منهم زرّ بن حبيش وأبو وائل».

وفي حديث الإسراء «ثم عرضت له امرأة حسناء جَمْلَاء» أى جميلة مليحة ، ولا أفعل لها من لفظها ، كديمة هطلاء.

(س) ومنه الحديث «جاء بناقة حسناء جَمْلَاء» والجَمَالُ يقع على الصّور والمعانى.

ومنه الحديث «إن الله تعالى جَمِيلٌ يحبّ الجَمَال» أى حسن الأفعال كامل الأوصاف.

وفي حديث مجاهد «أنّه قرأ : حتّى يلج الجُمَّلُ في سمّ الخياط» الجُمَّل ـ بضمّ الجيم وتشديد الميم ـ : قلس السّفينة (١).

(جمجم) (ه) فيه «أتى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم بِجُمْجُمَةٍ فيها ماء» الجُمْجُمَة : قدح من خشب. والجمع الجَمَاجِم ، وبه سمّى دير الجَمَاجِم ، وهو الذى كانت به وقعة ابن الأشعث مع الحجّاج بالعراق ، لأنه كان يعمل به أقداح من خشب. وقيل سمّى به لأنه بنى من جَمَاجِم القتلى لكثرة من قتل به.

(س) ومنه حديث طلحة بن مصرّف «رأى رجلا يضحك فقال : إنّ هذا لم يشهد الجَمَاجِم» يريد وقعة دير الجَمَاجِم : أى إنه لو رأى كثرة من قتل به من قرّاء المسلمين وساداتهم لم يضحك. ويقال للسادات جَمَاجِم.

(س) ومنه حديث عمر «ائت الكوفة فإن بها جُمْجُمَة العرب» أى ساداتها ، لأن الجُمْجُمَة الرأس ، وهو أشرف الأعضاء. وقيل جَمَاجِم العرب : التى تجمع البطون فينسب إليها دونهم.

(س) وفي حديث يحيى بن محمّد «أنه لم يزل يرى الناس يجعلون الجَمَاجِم في الحرث» هى الخشبة التى تكون في رأسها سكة الحرث.

(جمم) (ه) في حديث أبى ذر «قلت : يا رسول الله كم الرّسل؟ قال : ثلاثمائة وخمسة عشر ـ وفي رواية ـ ثلاثة عشر ، جَمَ الغفير» هكذا جاءت الرواية. قالوا : والصواب جَمَّاء غفيرا.

__________________

(١) القلس : حبل ضخم من ليف أو خوص (قاموس)

٢٩٩

يقال : جاء القوم جَمًّا غفيرا ، والجَمَّاء الغفير ، وجَمَّاء غفيرا : أى مجتمعين كثيرين. والذى أنكر من الرّواية صحيح ، فإنه يقال جاؤا الجَمُّ الغفير ، ثمّ حذف الألف واللّام ، وأضاف ، من باب صلاة الأولى ، ومسجد الجامع. وأصل الكلمة من الجُمُوم والجَمَّة ، وهو الاجتماع والكثرة ، والغفير من الغفر ، وهو التّغطية والستر ، فجعلت الكلمتان في موضع الشّمول والإحاطة. ولم تقل العرب الجَمَّاء إلا موصوفا ، وهو منصوب على المصدر ، كطرّا ، وقاطبة ، فإنها أسماء وضعت موضع المصدر.

(س) وفيه «إن الله تعالى ليدينّ الجَمَّاء من ذات القرن» الجَمَّاء : التى لا قرن لها ، ويدى : أى يجزى.

ومنه حديث ابن عباس رضى الله عنهما «أمرنا أن نبنى المدائن شرفا والمساجد جَمًّا» أى لا شرف لها. وجُمٌ : جمع أَجَمٍ ، شبّه الشّرف بالقرون.

ومنه حديث عمر بن عبد العزيز رضى الله عنه «أما أبو بكر بن حزم فلو كتبت إليه : اذبح لأهل المدينة شاة ، لراجعنى فيها : أقرناء أم جَمَّاء؟» وقد تكرر في الحديث ذكر الجَمَّاء ، وهى بالفتح والتشديد والمدّ : موضع على ثلاثة أميال من المدينة.

[ه] وفيه «كان لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم جُمَّةٌ جعدة» الجُمَّة من شعر الرأس : ما سقط على المنكبين.

ومنه حديث عائشة رضى الله عنها حين بنى بها رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم «قالت : وقد وفت لى جُمَيْمَة» أى كثرت. والجُمَيْمَة. تصغير الجُمَّة.

وحديث ابن زمل «كأنما جُمِّمَ شعره» أى جعل جُمَّة. ويروى بالحاء ، وسيذكر.

(ه) ومنه الحديث «لعن الله المُجَمَّمَات من النّساء» هن اللاتى يتّخذن شعورهنّ جُمَّة ، تشبيها بالرجال.

وحديث خزيمة «اجتاحت جَمِيمَ اليبيس» الجَمِيم : نبت يطول حتّى يصير مثل جُمَّة الشّعر.

(ه) وفي حديث طلحة رضى الله عنه «رمى إلىّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم بسفرجلة

٣٠٠