تفسير من وحي القرآن - ج ٢٢

السيد محمد حسين فضل الله

تفسير من وحي القرآن - ج ٢٢

المؤلف:

السيد محمد حسين فضل الله


الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: دار الملاك
الطبعة: ٢
الصفحات: ٣٤٤

الآية

(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللهِ تَوْبَةً نَصُوحاً عَسى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ يَوْمَ لا يُخْزِي اللهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنا أَتْمِمْ لَنا نُورَنا وَاغْفِرْ لَنا إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) (٨)

* * *

معاني المفردات

(نَصُوحاً) : النصح تحرّي فعل أو قول فيه صلاح صاحبه ، ويأتي بمعنى الإخلاص ، نحو نصحت له الود أي أخلصته ـ على ما ذكره الراغب (١) ـ فالتوبة النصوح ما يصرف صاحبها عن العود إلى المعصية ، أو ما يخلص العبد للرجوع عن الذنب ، فلا يرجع إلى ما تاب منه.

(يُخْزِي) : قال الراغب : خزي الرجل : لحقه انكسار إما من نفسه وإما من غيره ، فالذي يلحقه من نفسه هو الحياء المفرط ومصدره الخزاية ...

__________________

(١) مفردات الراغب ، ص : ٥١٥.

٣٢١

والذي يلحق من غيره يقال هو ضرب من الاستخفاف ومصدره الخزي .. وأخزى من الخزاية والخزي جميعا ... قال الراغب : وعلى نحو ما قلنا في خزي. قولهم : ذل وهان ، فإن ذلك متى كان من الإنسان نفسه ، يقال له الهون ـ بفتح الهاء ـ والذل ، ويكون محمودا ، ومتى كان من غيره يقال له : الهون ـ بضم الهاء ـ والهوان والذل ويكون مذموما (١).

* * *

توبة نصوح إلى الله

وهذا نداء للمؤمنين ، الذين انحرفت بهم الطريق حتى وقعوا في المعصية وامتدت بهم ، فسيطرت على مساحة كبيرة من حياتهم ، أن يعودوا إلى الله ، حتى يتوبوا إليه توبة نصوحا ، في العمق العميق من خضوعهم له ، وانفتاحهم على طاعته ، ليتقبلهم الله قبولا حسنا ، فيكفر عنهم سيئاتهم ويدخلهم جنته.

(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا) وعاشوا معنى الإيمان العميق في إحساسهم بالحضور الإلهي الشامل في وجودهم ، وواجهوا ـ من موقع هذا الإيمان ـ الوعي المسؤول عن الموقف الذي ينتظرهم في الدار الآخرة في لحظة الحساب الحاسمة ، وعرفوا أنهم إذا أشرفوا على الموت ، وهم مستغرقون في المعصية ، ومتمردون على الله ، من دون توبة ، فسيلاقون العذاب الأليم ، وسيعيشون الحرمان الأبدي من الجنة ، فكيف تواجهون الموقف الآن ، وأنتم في وقت المهلة قبل أن يدرككم الموت ، إن الله يناديكم ، فاسمعوا نداءه.

(تُوبُوا إِلَى اللهِ تَوْبَةً نَصُوحاً) وهي التوبة الحقيقية التي تتحرك من الندم العميق على ما أسلفتموه من عمل لا يرضي الله ، ومن العزم الأكيد على عدم العودة إليه في المستقبل ، والتخطيط للسير في الخط المستقيم في طاعة الله.

__________________

(١) مفردات الراغب ، ض : ١٤٥.

٣٢٢

وقد جاء في الدر المنثور ، أخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال : قال معاذ بن جبل : يا رسول الله ما التوبة النصوح؟ قال : أن يندم العبد على الذنب الذي أصاب ، فيعتذر إلى الله ثم لا يعود إليه ، كما لا يعود اللبن إلى الضرع (١).

وهكذا يريد الله من المؤمنين أن يفكروا دائما بالخط الذي ينتمون إليه ، ليدققوا في طريقة حركة خطواتهم عليه ، ويستغرقوا في التدقيق في علاقتهم بالله ، ليدرسوا مدى انفتاحهم عليه ، وإخلاصهم له ، ليقوّموا ما انحرفوا فيه ، وليصححوا ما أخطئوا فيه ، لتبقى عيونهم مشدودة إلى خط الاستقامة ، فلا يغيب عنهم ، وتبقى قلوبهم مفتوحة على الله ، فلا تنغلق عنه.

(عَسى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ) فهذا هو شرط رجاء رحمة الله التي تطل على سيئاتكم ، فتنزيلها من صحيفة أعمالكم ، وعلى موقعكم في اليوم الآخر ، فتؤدي بكم إلى النعيم الخالد في جنات الله التي تتدفق منها الينابيع ، فتجري في ساحاتها أنهارا يجد فيها القلب المتعب الراحة الرضية ، والجسد المرهق الاسترخاء المريح ، والشعور المتوتر الهدوء والاطمئنان والرضا المتطلع إلى رحاب الله.

(يَوْمَ لا يُخْزِي اللهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ) ولا يحرمهم من كرامتهم ورضوانه. وكيف يخزيهم ، وقد عاشوا الحياة كلها جهادا في الدعوة إلى الإيمان في دينه وإلى الاستقامة في خط طاعته ، وعملا دائبا في سبيل إعلاء كلمته ، والجهاد في سبيله ، على صعيد التضحية بكل شيء في خدمته ، فها هم اليوم مغمورون بفيض رحمته ، سائرون إلى رحاب رضوانه ، وكما كانوا في الدنيا معا ، فها هم في الآخرة معا في صعيد الرحمة والكرامة في نعيم الجنان ، وها هم (نُورُهُمْ يَسْعى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ) في ما قدّموه أمامهم من عمل صالح في

__________________

(١) الدرّ المنثور ، ج : ٨ ، ص : ٢٢٧.

٣٢٣

خط الدعوة والجهاد ، (وَبِأَيْمانِهِمْ) في ما تحركت به أيمانهم ، من مشاريع الخير وخطط الحق ، (يَقُولُونَ رَبَّنا أَتْمِمْ لَنا نُورَنا) في ما قد يكون قد نقص من طاعتنا ، أو في ما أسرفنا فيه من ذنوبنا ، (وَاغْفِرْ لَنا) فإنها السبيل إلى استكمال النعمة في رضاك عنا وقربنا إليك ، (إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) ، فلا يعجزك شيء من ذلك ، فإن الأمور كلها بيدك ، وأنت المهيمن على الدنيا.

* * *

٣٢٤

الآية

(يا أَيُّهَا النَّبِيُّ جاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْواهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ) (٩)

* * *

مجاهدة النبي الكفار والمنافقين

وتبقى مسألة الكفار والمنافقين هي الشغل الشاغل لكل جهد النبي والذين آمنوا معه والسائرين في طريقه من بعده ، ليكون الجهاد هو السبيل للوصول إلى حلّ حاسم في الموضوع ، سواء كان جهادا بالكلمة أو بالقوّة ، لأن كثيرا من الأوضاع القلقة المضادة لا يمكن أن تعالج باللامبالاة ، لأن ذلك يؤديّ إلى تعاظمها وتناميها واستمرارها ، بل لا بد من أن تعالج بالجدّية المتحركة في نطاق الوعي الواقعي للموقف.

(يا أَيُّهَا النَّبِيُّ جاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنافِقِينَ) حتى تمنعهم من العبث بالواقع الإسلامي في سلامة المجتمع المسلم من الخلل والفتنة والتآمر ، ومن الضغوط

٣٢٥

الخارجية والداخلية الناشئة من قوّة مجتمع الكفر والنفاق.

(وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ) لأن اللين هو الأسلوب المتبع في الحالات الطبيعية التي يقصد فيها الإقناع والمعالجة السلمية للمشاكل الخفيفة الطارئة في الحياة العامة ، مما لا ينفع معه اللجوء إلى القوة ، بل ربما تؤدي إلى ضرر كبير ، ومشكلة أعظم. أمّا الحالات الشديدة الصعبة التي تمثل مستوى الخطورة على الوضع الإسلامي العام ، من قبل القوى الكافرة والمنافقة التي تأبى الحوار ، وتمتنع عن التفاهم ، فلا بد من مواجهتها بمثل أسلوبها الصدامي ، لتكون القوّة في مواجهة القوّة ، ولينطلق العنف ليتحدى الذين لا يفهمون إلا بلغة العنف ، فليس هناك حلّ معهم إلا بهذه الطريقة ، لأنهم ابتغوا سبيل العناد والحرب على الله ورسوله ، وأغلقوا عقولهم وقلوبهم عن كلمات الحق ودعوات الخير ، فاستحقوا غضب الله (وَمَأْواهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ) فهذا هو الجزاء الطبيعي في كل أعمالهم وأوضاعهم الكافرة الشريرة

* * *

٣٢٦

الآيات

(ضَرَبَ اللهُ مَثَلاً لِلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَتَ نُوحٍ وَامْرَأَتَ لُوطٍ كانَتا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبادِنا صالِحَيْنِ فَخانَتاهُما فَلَمْ يُغْنِيا عَنْهُما مِنَ اللهِ شَيْئاً وَقِيلَ ادْخُلا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ (١٠) وَضَرَبَ اللهُ مَثَلاً لِلَّذِينَ آمَنُوا امْرَأَتَ فِرْعَوْنَ إِذْ قالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتاً فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِنْ فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (١١) وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَها فَنَفَخْنا فِيهِ مِنْ رُوحِنا وَصَدَّقَتْ بِكَلِماتِ رَبِّها وَكُتُبِهِ وَكانَتْ مِنَ الْقانِتِينَ) (١٢)

* * *

معاني المفردات

(فَخانَتاهُما) : الخيانة : قال الراغب : الخيانة والنفاق واحد ، إلّا أن الخيانة تقال اعتبارا بالعهد والأمانة ، والنفاق يقال اعتبارا بالدين ثم يتداخلان ، فالخيانة مخالفة الحق بنقض العهد في السر ، ونقيض الخيانة : الأمانة ، يقال :

٣٢٧

خنت فلانا وخنت أمانة فلان (١).

* * *

المرأة في مستوى المثل للآخرين

وفي هذه الآيات نلتقي بالمرأة لتكون مثلا حيّا للخط السلبي والخط الإيجابي في سلوك الإنسان ، الرجل والمرأة ، فكانت المرأة الكافرة في نموذجين مثلا للذين كفروا ، وكانت المرأة المؤمنة في نموذجين ، مثلا للذين آمنوا ، لنأخذ من ذلك الفكرة الإسلامية التي تتحدث عن المرأة من موقع القيمة التي تصلح عنوانا للضعف البشري ، أو تكون وجها من وجوه القوّة الإنسانية ، لتوحي بأن الضعف الأنثوي لا يمثل الحتمية الخالدة في شخصية المرأة ، بل يمكن لها أن تنمّي عناصر القوة في شخصيتها ، لتحصل على الشخصية القوية التي تكون قدوة ومثلا حيّا إيجابيا للرجل والمرأة معا ، مما يلغي الفكرة التي تنظر إلى المرأة من موقع الضعف الذي لا مجال فيه لأيّة قوة.

* * *

امرأتا نوح ولوط مثل للكافرين

(ضَرَبَ اللهُ مَثَلاً لِلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَتَ نُوحٍ وَامْرَأَتَ لُوطٍ كانَتا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبادِنا صالِحَيْنِ) فكانتا زوجتين لنبيين من أنبياء الله هما نوح ولوط ، (فَخانَتاهُما) في موقفهما المضاد للرسالة ، حيث اتبعتا قومهما في الكفر ، ولم تنسجما مع طبيعة موقعهما الزوجي الذي يفرض عليهما أن تكونا من أوائل المؤمنين بالرسالة ، لأنهما تعرفان من استقامة زوجيهما وأمانتهما

__________________

(١) مفردات الراغب ، ص : ١٦٢.

٣٢٨

وصدقهما وجديتهما ما لا يعرفه الآخرون ، فلا يبقى لهما أيّ عذر في الانحراف عن خط الرسالة والرسول ، ولكن المشكلة أنهما كانتا غير جادّتين في مسألة الانتماء الإيماني والالتزام العملي ، فلم تنظرا إلى المسألة نظرة مسئولة ، بل عاشتا الجو العصبي الذي يربطهما بتقاليد قومهما ، فكانتا تفشيان أسرار النبيين في ما قد يسيء إلى مصلحة الرسالة والرسول ، وكانتا تبتعدان في سلوكهما عن منطق القيم الروحية الإيمانية لتبقيا مع منطق الوثنية ، مما يجعل البيت الزوجي النبوي يتحرك في دائرة الجاهلية إلى جانب دائرة الإيمان ، ولعل ضلال ابن نوح كان خاضعا لتأثير والدته ، ويقال : إن امرأة لوط كانت تخبر قومها بالضيوف الذين يزورون زوجها ، ليقوموا بالاعتداء عليهم ، فكانت خيانتهما للموقف وللموقع.

(فَلَمْ يُغْنِيا عَنْهُما مِنَ اللهِ شَيْئاً) ولم تنفعهما صلتهما الزوجية بالنبيّين في إنقاذهما من المصير المحتوم ، لأن المسؤولية لدى الله تبقى في النطاق الفردي الذي يتحمل فيه كل إنسان مسئولية عمله ، من خير أو شرّ ، فلا قيمة للعلاقات بالخيّرين إذا كان المتصل بهم كافرا شريرا ، كما لا قيمة للعلاقات بالأشرار إذا كان المتصل بهم مؤمنا خيّرا. وهكذا واجهتا الموقف الحاسم الذي يفرضه كفرهما وخيانتاهما العملية للنبّيين ، (وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ) لأن القاعدة التي فرضت دخولهم في النار هي التي تفرض دخولكما فيها.

* * *

امرأة فرعون ومريم مثل للمؤمنين

(وَضَرَبَ اللهُ مَثَلاً لِلَّذِينَ آمَنُوا امْرَأَتَ فِرْعَوْنَ) التي كانت في موقع السلطة العليا التي يملكها زوجها ، فكانت في مقام الملكة لشعبها ، وكانت

٣٢٩

الدنيا بكل زخارفها وزينتها وشهواتها ولذاتها ، تحت قدميها ، ولكنها رفضت ذلك كله عند ما اكتشفت الإيمان بالله ، وعاشت في خط العبودية له ، وذاقت طعم مناجاته في حالة الخشوع الروحي والخضوع الجسدي في لحظات السجود الذي كان يرتفع بروحها إلى الدرجات العليا الروحانية في رحاب الله ، فاحتقرت زوجها وملكه ، وكل هؤلاء الخاضعين له ، المتزلفين له ، اللاهثين وراء ماله وسلطانه ، ليحصلوا على شيء منهما ، ورأت نفسها غريبة بينهم ، لأنها تعيش غربة الروح والفكر والشعور عن كل أوضاعهم وعاداتهم ومنطقهم الكافر ، ونظرت إلى الدار الواسعة التي هي في رحابة القصور الملكية التي تحيط بها الجنائن النضرة وتجري الأنهار من تحتها ، فشعرت بالاختناق الروحي فيها ، فصرخت في ما يشبه الاستغاثة في خلوتها الروحية بين يدي الله الذي كانت تراه بعين إيمانها القلبي ، (إِذْ قالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتاً فِي الْجَنَّةِ) ، لأنه البيت الذي أعيش فيه في جنة رضوانك ، وأحس فيه بسعادة الروح إلى جانب نعيم الجسد ، فلا أحس بأيّ حزن مما يحسّ به الناس في الدنيا ، لأنني لا أجد هناك أيّ حرمان يوحي بالألم أو بالحزن الداخلي ، فهذا هو الحلم الكبير الذي أتطلع من خلاله إلى السعادة المطلقة ، فأنا الإنسانة التي أشعر بالتعاسة القاسية ، في ما يشعر به الناس بالسعادة التي تلتقي عندها أحلامهم ، وأشعر بالسعادة في ما لا يبالي فيه الناس في أفكارهم.

(وَنَجِّنِي مِنْ فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ) في علوّه الاستكباري ، وفي ظلمه للمستضعفين من الناس ، وفي طغيانه على الحياة والحقيقة ، وفي تمرّده على الله ، فإني لا أطيق الحياة معه ، لأني أتصوره كما يتصور الإنسان الوحش إذا أقبل عليه أو عاش معه ، ولذا ، فإن نجاتي منه هي حلم حياتي الكبير.

(وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ) الذين يمثلون المجتمع الفرعوني الذين يزينون له طغيانه وجبروته ، ويضخمون له شخصيته ، ويدعمون ظلمه واستكباره ، ليكونوا قاعدة الظلم الذي يمارسه في ما يشرّعون له من قوانينه ،

٣٣٠

وفي ما ينفذونه من خططه ومشاريعه.

وهكذا نجد في هذه المرأة المؤمنة التي عاشت في أعلى درجات السلم الاجتماعي ، التي يضعف الأقوياء أمامها فيسقطون وتسقط معهم مبادئهم ، المثال الحيّ للمرأة القويّة التي تجمعت فيها كل عناصر القوّة ، من الروحية العالية ، والإرادة الحديدية ، والوعي العميق لكل خلفيات الواقع الفاسد الذي يحيط بها ، لتعطي الدرس الكبير لكل الذين يتعلّلون في تبرير انحرافهم بالبيئة الفاسدة التي يعيشون فيها ، فلا يملكون إلا الخضوع لضغوطها الشديدة ، لتقول لهم بأنهم لم يبلغوا في انحراف مجتمعهم ما بلغه مجتمعها الخاص والعام من خطورة الانحراف ، ولم يعيشوا في قلب الإغراء كما عاشت فيه ، ولكن الفرق بينها وبينهم ، أنهم عاشوا الانبهار بالواقع المحيط بهم ، عند ما استغرقوا فيه ، فسقطوا في أوحاله ، أمّا هي فقد ارتفعت بروحها وعقلها عنه ، وحدّقت فيه تحديقه الإنسان الواعي الذي يريد أن يرى العمق الداخلي ليكتشف ما في داخله من أوساخ وأدران ونقاط ضعف ، ليتخذ موقفه من خلال وعي العمق ، لا من خلال سذاجة السطح.

وبذلك ، استطاعت أن تتجاوز الضعف الأنثوي ، لترتفع إلى درجة القوة الإنسانية الإيمانية التي تتقدم فيها على الرجال في إرادتها القوية وقرارها الحاسم ، لتكون أمثولة للرجال والنساء من المؤمنين ، ليرتفعوا إلى مواقع السموّ التي بلغتها من خلال الوعي الإيماني في شخصيتها الإنسانية.

(وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَها) في تعبير كنائي عن طهارتها وعفتها التي استطاعت أن تحافظ عليها من خلال قوّتها الروحية الإيمانية ، وأن تواجه قومها الذين أرادوا أن يتهموها في أخلاقها ، بكل قوّة وصلابة وشموخ فلم تضعف أمامهم ، فاستمدت القوّة من الله (فَنَفَخْنا فِيهِ مِنْ رُوحِنا) فجعلناها وابنها آية للعالمين (وَصَدَّقَتْ بِكَلِماتِ رَبِّها وَكُتُبِهِ) التي أوحى بها إلى رسله

٣٣١

كالتوراة والإنجيل ، (وَكانَتْ مِنَ الْقانِتِينَ) الذين خضعوا لله وأخلصوا له العمل ، واستمروا عليه في الخط المستقيم.

وهكذا بقيت هذه الإنسانة الطاهرة مثلا لكل الناس في الطهر والإيمان والتصديق برسالات الله ، والسير على خط طاعته ، لتكون النموذج الأمثل الذي يعبر عن قدرة المرأة التي تعيش القرب من الله ، أن تنتصر على كل نوازع الضعف التي توحي لها بالانحراف ، فتتمرد عليها بالإيمان الخالص والإرادة القويّة ، ليقتدي بها الرجال والنساء ، من المؤمنين والمؤمنات في كل زمان ومكان.

* * *

٣٣٢

الفهرس

تفسر سورة الحديد [١ ـ ٢٩]

‌في‌ أجواء السورة............................................................. ٧

سبب‌ التسمية.............................................................. ٩

الآيات‌ [١ ـ ٦]................................................................ ١٠

‌کل‌ شي‌ء يسبح‌ للّه‌....................................................... ١٠

اللّه‌ المطلق‌ ‌في‌ ‌کل‌ شي‌ء.................................................... ١٢

اللّه‌ مدبر الخلق‌........................................................... ١٣

الآيات‌ [٧ ـ ١١].............................................................. ١٥

معاني‌ المفردات‌............................................................ ١٥

الإيمان‌ باللّه‌ والإنفاق‌ ‌في‌ سبيله‌.............................................. ١٦

الإيمان‌ عهد ‌بين‌ اللّه‌ و‌بين‌ عباده‌............................................. ١٨

اللّه‌ يخرج‌ عباده‌ ‌من‌ الظلمات‌ ‌إلي‌ النور....................................... ١٨

الحث‌ ‌علي‌ الإنفاق‌ ‌في‌ سبيل‌ اللّه‌............................................ ١٩

٣٣٣

الإنفاق‌ ‌في‌ ساحات‌ الجهاد.................................................. ٢٠

التجارة ‌مع‌ اللّه‌............................................................ ٢١

الآيات‌ [١٢ ـ ١٥]............................................................. ٢٣

معاني‌ المفردات‌............................................................ ٢٣

المؤمنون‌ والمنافقون‌ ‌في‌ ساحة القيامة.......................................... ٢٤

حال‌ المؤمنين‌ يوم القيامة.................................................... ٢٤

حال‌ المنافقين‌ يوم القيامة................................................... ٢٥

أهل‌ النفاق‌ ينادون‌ المؤمنين‌................................................. ٢٧

الآيتان‌ [١٦ ـ ١٧]............................................................. ٢٩

معاني‌ المفردات‌............................................................ ٢٩

خشوع‌ قلوب‌ المؤمنين‌ لذكر اللّه‌............................................. ٣٠

الآيتان‌ [١٨ ـ ١٩]............................................................. ٣٣

الصديقون‌ والشهداء....................................................... ٣٣

الآيتان‌ [٢٠ ـ ٢١]............................................................. ٣٥

معاني‌ المفردات‌............................................................ ٣٥

الحياة الدنيا متاع‌ الغرور.................................................... ٣٦

التسابق‌ ‌إلي‌ مغفرة اللّه‌...................................................... ٣٨

الآيات‌ [٢٢ ـ ٢٤]............................................................. ٤٠

معاني‌ المفردات‌............................................................ ٤١

‌ما أصاب‌ ‌من‌ مصيبة ‌إلا‌ ‌في‌ كتاب‌........................................... ٤١

الآيات‌ [٢٥ ـ ٢٧]............................................................. ٤٤

معاني‌ المفردات‌............................................................ ٤٤

هدف‌ الرسالات‌ قيام‌ ‌النّاس‌ بالقسط......................................... ٤٥

بأس‌ الحديد ومنافعه‌....................................................... ٤٧

رهبانية ابتدعوها........................................................... ٤٩

٣٣٤

الآيتان‌ [٢٨ ـ ٢٩]............................................................. ٥١

يا أَيُّهَا الَّذِين‌َ آمَنُوا اتَّقُوا اللّه‌َ................................................. ٥١

تفسير سورة المجادلة [١ ـ ٢٢]

‌في‌ أجواء السورة........................................................... ٥٧

الآيات‌ [١ ـ ٤]................................................................ ٥٩

معاني‌ المفردات‌............................................................ ٥٩

قضاء اللّه‌ حاجة المجادلة ‌في‌ زوجها........................................... ٦٠

مفهوم‌ الظهار وحكمه‌...................................................... ٦١

الآيتان‌ [٥ ـ ٦]................................................................ ٦٣

معاني‌ المفردات‌............................................................ ٦٣

كبت‌ الّذين‌ يحادون‌ اللّه‌ ورسوله‌............................................. ٦٤

الآيات‌ [٧ ـ ١٠].............................................................. ٦٥

معاني‌ المفردات‌............................................................ ٦٥

النجوي‌ ‌في‌ مواقعها وإيحاءاتها................................................ ٦٦

التحية ‌بين‌ الجاهلية والإسلام‌................................................ ٦٧

التناجي‌ بالبر............................................................. ٦٩

نجوي‌ الشيطان‌ والقوي‌ المستكبرة............................................. ٧٠

‌الآية‌ [١١].................................................................... ٧٢

معاني‌ المفردات‌............................................................ ٧٢

الإفساح‌ ‌في‌ المجالس‌........................................................ ٧٣

الآيتان‌ [١٢ ـ ١٣]............................................................. ٧٥

معاني‌ المفردات‌............................................................ ٧٥

٣٣٥

التصدق‌ عند لقاء الرسول‌.................................................. ٧٥

الصلاة عند عدم‌ التمكن‌ ‌من‌ الصدقة........................................ ٧٧

الآيات‌ [١٤ ـ ٢١]............................................................. ٧٩

معاني‌ المفردات‌............................................................ ٧٩

حديث‌ المنافقين‌ ‌في‌ المدينة.................................................. ٨٠

أولئك‌ حزب‌ الشيطان‌..................................................... ٨٣

كيف‌ نفهم‌ غلبة اللّه‌ ورسله‌!................................................ ٨٤

‌الآية‌ [٢٢].................................................................... ٨٦

معاني‌ المفردات‌............................................................ ٨٦

صفة المؤمنين‌ باللّه‌ ورسوله‌.................................................. ٨٦

‌ما تعالجه‌ ‌هذه‌ ‌الآية‌ بأسلوبها الخاص‌.......................................... ٨٧

أولئك‌ حزب‌ اللّه‌.......................................................... ٨٩

تفسير سورة الحشر [١ ـ ٢٤]

‌في‌ أجواء السورة........................................................... ٩٣

اسم‌ السورة............................................................... ٩٦

الآيات‌ [١ ـ ٥]................................................................ ٩٧

واقعة بني‌ النضير.......................................................... ٩٧

الآيات‌ [٦ ـ ٨].............................................................. ١٠٣

معاني‌ المفردات‌.......................................................... ١٠٣

حكم‌ الفي‌ء............................................................ ١٠٤

كيف‌ نستوحي‌ التشريع‌ المذكور!........................................... ١٠٨

ما آتاكُم‌ُ الرَّسُول‌ُ فَخُذُوه‌ُ وَما نَهاكُم‌ عَنه‌ُ فَانتَهُوا............................... ١٠٨

‌الآية‌ ‌في‌ خط التربية الروحية............................................... ١١٠

٣٣٦

الطليعة المؤمنة ‌في‌ مواجهة المشركين‌......................................... ١١٠

‌الآية‌ [٩].................................................................... ١١٣

معاني‌ المفردات‌.......................................................... ١١٣

صفة الأنهار المؤمنين‌...................................................... ١١٤

‌الآية‌ [١٠].................................................................. ١١٦

الجيل‌ الإسلامي‌ الثاني‌.................................................... ١١٦

الآيات‌ [١١ ـ ١٤]........................................................... ١١٨

معاني‌ المفردات‌.......................................................... ١١٨

المنافقون‌ ‌في‌ صورة قرآنية.................................................. ١١٩

الآيات‌ [١٥ ـ ١٧]........................................................... ١٢٤

مثل‌ اليهود كمثل‌ ‌الّذين‌ ‌من‌ قبلهم‌ ‌من‌ المشركين‌............................... ١٢٤

كمثل‌ الشيطان‌ إذ ‌قال‌ للإنسان‌ اكفر...................................... ١٢٥

الآيات‌ [١٨ ـ ٢٠]........................................................... ١٢٨

نداء التقوي‌ ‌في‌ خط المحاسبة والعمل‌........................................ ١٢٨

وجوب‌ محاسبة الإنسان‌ لنفسه‌ يوميا........................................ ١٢٩

وَلا تَكُونُوا كَالَّذِين‌َ نَسُوا اللّه‌َ............................................... ١٣١

‌الآية‌ [٢١].................................................................. ١٣٣

القرآن‌ يبعث‌ خشية اللّه‌ ‌في‌ الروح‌.......................................... ١٣٣

الآيات‌ [٢٢ ـ ٢٤]........................................................... ١٣٥

‌مع‌ أسماء اللّه‌ الحسني‌..................................................... ١٣٥

تفسير سورة الممتحنة [١ ـ ١٣]

‌في‌ أجواء السورة......................................................... ١٤١

اسم‌ السورة............................................................. ١٤٣

٣٣٧

الآيات‌ [١ ـ ٣].............................................................. ١٤٤

تنبيه‌ المؤمنين‌ ‌إلي‌ معاداة أعداء اللّه‌......................................... ١٤٤

لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي‌ وَعَدُوَّكُم‌ أَولِياءَ........................................... ١٤٥

‌مع‌ حديث‌ مناسبة النزول‌، عرض‌ ومناقشة.................................. ١٤٨

الآيات‌ [٤ ـ ٧].............................................................. ١٥١

اللّه‌ يحدد القدوة الحسنة للمسلمين‌......................................... ١٥١

إبراهيم‌ و‌من‌ معه‌، ‌هم‌ القدوة الحسنة للمسلمين‌.............................. ١٥٢

الآيتان‌ [٨ ـ ٩].............................................................. ١٥٥

‌من‌ ‌هم‌ ‌الّذين‌ ‌لا‌ ينهي‌ اللّه‌ ‌عن‌ معاداتهم‌!.................................... ١٥٥

‌لا‌ ينهاكم‌ اللّه‌ ‌عن‌ ‌الّذين‌ ‌لم‌ يقاتلوكم‌ ‌في‌ الدين‌............................... ١٥٦

إِنَّما يَنهاكُم‌ُ اللّه‌ُ عَن‌ِ الَّذِين‌َ قاتَلُوكُم‌ فِي‌ الدِّين‌ِ................................. ١٥٧

كيف‌ نستوحي‌ الآيتين‌................................................... ١٥٧

المسألة الفقهية ‌بين‌ العناوين‌ الأولية والثانوية................................. ١٥٩

الآيتان‌ [١٠ ـ ١١]........................................................... ١٦٠

مناسبة نزول‌ ‌هذه‌ الآيات................................................. ١٦٠

قيمة المرأة إسلاميا ‌من‌ خلال‌ ‌هذه‌ الآيات‌................................... ١٦٢

امتحان‌ المؤمنات‌ المهاجرات‌................................................ ١٦٣

‌الآية‌ [١٢].................................................................. ١٦٧

كيف‌ نفهم‌ معني‌ بيعة ‌النّاس‌ للرسول‌!...................................... ١٦٧

بيعة النساء............................................................. ١٦٨

‌الآية‌ [١٣].................................................................. ١٧٢

لا تَتَوَلَّوا قَوماً غَضِب‌َ اللّه‌ُ عَلَيهِم‌........................................... ١٧٢

٣٣٨

تفسير سورة الصف [١ ـ ١٤]

‌في‌ أجواء السورة......................................................... ١٧٥

اسم‌ السورة............................................................. ١٧٥

الآيات‌ [١ ـ ٤].............................................................. ١٧٧

معاني‌ المفردات‌.......................................................... ١٧٧

وجوب‌ اقتران‌ القول‌ بالفعل‌................................................ ١٧٨

لِم‌َ تَقُولُون‌َ ما لا تَفعَلُون‌َ!.................................................. ١٧٨

‌إن‌ اللّه‌ يحب‌ ‌الّذين‌ يقاتلون‌ ‌في‌ سبيله‌ صفا................................... ١٨١

‌الآية‌ [٥].................................................................... ١٨٢

معاني‌ المفردات‌.......................................................... ١٨٢

موسي‌ يواجه‌ الأذي‌ ‌من‌ قومه‌.............................................. ١٨٣

‌الآية‌ [٦].................................................................... ١٨٥

معاني‌ المفردات‌.......................................................... ١٨٥

النبي‌ عيسي‌ أمام‌ تكذيب‌ قومه‌ ‌له‌.......................................... ١٨٥

الآيات‌ [٧ ـ ٩].............................................................. ١٨٨

معاني‌ المفردات‌.......................................................... ١٨٨

وَمَن‌ أَظلَم‌ُ مِمَّن‌ِ افتَري‌ عَلَي‌ اللّه‌ِ الكَذِب‌َ...................................... ١٨٩

اللّه‌ُ مُتِم‌ُّ نُورِه‌ِ وَلَو كَرِه‌َ الكافِرُون‌َ............................................. ١٩٠

هُوَ الَّذِي‌ أَرسَل‌َ رَسُولَه‌ُ ... لِيُظهِرَه‌ُ عَلَي‌ الدِّين‌ِ كُلِّه‌ِ............................ ١٩١

الآيات‌ [١٠ ـ ١٣]........................................................... ١٩٣

معاني‌ المفردات‌.......................................................... ١٩٣

التجارة ‌الّتي‌ تنجي‌ ‌من‌ عذاب‌ أليم‌.......................................... ١٩٤

‌الآية‌ [‌سورة‌ الصف‌ (٦١): آية ١٤]............................................ ١٩٧

دعوة المؤمنين‌ ليكونوا أنصار اللّه‌........................................... ١٩٧

٣٣٩

تفسير سورة الجمعة [١ ـ ١١]

‌في‌ أجواء السورة......................................................... ٢٠١

الآيات‌ [١ ـ ٤].............................................................. ٢٠٣

معاني‌ المفردات‌.......................................................... ٢٠٣

تسبيح‌ ‌ما ‌في‌ السموات‌ و‌الإرض‌ اللّه‌........................................ ٢٠٤

اللّه‌ يبعث‌ ‌في‌ الأميين‌ رسولا منهم‌.......................................... ٢٠٥

‌الآية‌ [٥].................................................................... ٢٠٩

معاني‌ المفردات‌.......................................................... ٢٠٩

التوراة ... ومثل‌ الحمار................................................... ٢١٠

الآيات‌ [٦ ـ ٨].............................................................. ٢١٢

القرآن‌ يتحدي‌ و‌هم‌ اليهود بأنهم‌ الشعب‌ المختار............................. ٢١٢

الآيات‌ [٩ ـ ١١]............................................................. ٢١٥

معاني‌ المفردات‌.......................................................... ٢١٥

صلاة الجمعة والسعي‌ ‌إلي‌ ذكر ‌الله‌......................................... ٢١٦

الانتشار لطلب‌ الرزق‌.................................................... ٢١٧

كيف‌ نستوحي‌ ‌هذه‌ ‌الآية‌!................................................ ٢١٩

‌ما عند اللّه‌ خير ‌من‌ اللهو والتجارة......................................... ٢٢١

تفسير سورة المنافقون [١ ـ ١١]

‌في‌ أجواء السورة......................................................... ٢٢٥

الآيات‌ [١ ـ ٤].............................................................. ٢٢٧

معاني‌ المفردات‌.......................................................... ٢٢٧

المنافقون‌ ‌في‌ ادعاءاتهم‌ الكاذبة وملامحهم‌ العامة............................... ٢٢٨

الآيتان‌ [٥ ـ ٦].............................................................. ٢٣٢

٣٤٠