قائمة الکتاب
باب ما يجري من المصادر مثّنى منتصبا على إضمار الفعل المتروك إظهاره
٢٣٦
إعدادات
شرح كتاب سيبويه [ ج ٢ ]
شرح كتاب سيبويه [ ج ٢ ]
المؤلف :أبي سعيد السّيرافي الحسن بن عبدالله بن المرزبان
الموضوع :اللغة والبلاغة
الناشر :دار الكتب العلميّة
الصفحات :504
تحمیل
بنصب عصبة ، وزعم أنّ عصبة تنتصب كما تقول العرب : إنّما العامريّ عمته ؛ فجعل عصبة بمنزلة المصدر.
ورددت أنا ذلك فقلت : إنما يجوز هذا في المصادر دون الأسماء لأنك تقول : أنت سيرا ، ولا تقول : أنت سائرا ، ولا خلاف في ذلك ، وعصبة هي اسم لا مصدر ، والتأوّل على الرواية غير صحيح ؛ لأنّ الذي في أصل النسخة ، ونحن عصبة ، ولم يقل نصب أيش ، وقد تكلمت على هذا في غير هذا الموضع.
قال سيبويه : " (ولو قال : هو أعور وذو ناب لرفع ...).
وكذلك إذا قلت : أنت تميميّ مرّة وقيسيّ أخرى ، وإني عائذ بالله ، ليس في ذلك غير الرّفع ؛ لأنه قدّم الاسم ، وجاء بعده بخبر هو هو ، فلم يجز غير الابتداء والخبر ، وإنما يجوز النصب إذا قال : أتميميّا بغير أنت ، وقال عائذا بغير إني ، أو قال : أعور وذا ناب بغير هو فتفهّم ذلك إن شاء الله ، وكذلك لو أضمرت أنت والاسم الذي يكون المذكور هو هو لرفع وكان بمنزلة المظهر.
هذا باب ما يجري من المصادر مثّنى منتصبا على إضمار الفعل
المتروك إظهاره
(وذلك قولك : حنانيك ؛ كأنه قال : تحنّنا بعد تحنّن ، ولكنّهم حذفوا الفعل ؛ لأنه صار بدلا منه. ولا يكون هذا مثنّى إلا في حال إضافة ، كما لم يكن سبحان الله ، ومعاذ الله إلا مضافا ؛ فحنانيك لا يتصرّف كما لم يتصرف سبحان وما أشبهه ، قال الشاعر ، وهو طرفة :
أبا منذر أفنيت فاستبق بعضنا |
|
حنانيك بعض الشّرّ أهون من بعض (١) |
وزعم الخليل أنّ معنى التثنية أنّه أراد تحنّنا بعد تحنّن ؛ كأنّه قال : كلما كنت في رحمة وخير منك فلا ينقطعنّ ذلك وليكن موصولا بآخر من رحمتك.
ومثل ذلك : قولك : لبيك وسعديك ، وسمعنا من العرب من يقول :
سبحان الله وحنانيه ، كأنّه قال : سبحان الله واسترحاما كما قال : سبحان الله
__________________
(١) البيت لطرفة بن العبد :
ديوانه ٤ ، شرح المفصل ١ : ١١٨ ، المقتضب ٣ : ٢٢٤.