منائح الكرم في أخبار مكة والبيت وولاة الحرم - ج ٢

علي بن تاج الدين بن تقي الدين السنجاري

منائح الكرم في أخبار مكة والبيت وولاة الحرم - ج ٢

المؤلف:

علي بن تاج الدين بن تقي الدين السنجاري


المحقق: الدكتور جميل عبدالله محمد المصري
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: جامعة أم القرى
الطبعة: ٠
ISBN الدورة:
9960-03-366-X

الصفحات: ٤٨٠

النصري (١) ، السابق ذكره.

ثم إبراهيم بن هشام بن إسماعيل المخزومي (٢) ، خال هشام بن عبد الملك ، وذلك سنة مائة وست ، وولي مع مكة المدينة. ودامت ولايته على مكة إلى سنة مائة وثلاث عشرة.

ثم وليها أخوه محمد بن هشام (٣) ، ودامت ولايته على ما قيل إلى سنة مائة وخمس وعشرين /.

وفي سنة مائة وتسعة عشر حج بالناس أبو شاكر مسلمة بن هشام ابن عبد الملك (٤).

[سيل أبي شاكر]

وفي ابتداء سنة مائة وعشرين دخل المسجد الحرام سيل عظيم ، فقال الناس : «سيل أبي شاكر (٥)».

وقد ذكر الفاكهي (٦) أن ممن ولي مكة لهشام بن عبد الملك [نافع ابن](٧) علقمة الكناني السابق ذكره في خلافة عبد الملك (٨).

وممّن وليها على الشكّ في خلافة عبد الملك أو أحد أولاده

__________________

(١) في (ج) «الفهري» وهو خطأ. فالخلاف بين النصري ، والنضري كما سبق.

(٢) الفاسي ـ العقد الثمين ٣ / ٢٦٧.

(٣) ولي مع مكة المدينة والطائف ابن جرير الطبري ـ تاريخ ٧ / ٦٦٧ ، الفاسي ـ العقد الثمين ٢ / ٣٨٢.

(٤) وحج معه ابن شهاب الزهري. الطبري ـ تاريخ ٧ / ٦٦٧.

(٥) الفاسي ـ شفاء الغرام ٢ / ٤٢١ ، ابن فهد ـ اتحاف الورى ٢ / ١٥٣.

(٦) أخبار مكة ٢ / ٢٠٩.

(٧) ما بين قوسين من (د). والفاكهي ـ أخبار مكة ٢ / ٢٠٩.

(٨) في هذا الكتاب.

٦١

الأربعة ، أو في خلافة عمر بن عبد العزيز : محمد بن عبد الله بن محمد ابن عبد الله بن الحارث بن أمية الأصغر الأموي [أبو جراب](١) ـ ذكره الفاكهي (٢) ـ.

لطيفة :

قال ابن خلكان في ترجمة الفرزدق (٣) :

وتنسب له مكرمة ، يرجى له بها الجنة. وهي :

أنه لما حج هشام بن عبد الملك في خلافة أبيه ، طاف بالبيت ، فجهد أن يصل إلى الحجر الأسود ، فلم يقدر لزحام الناس ، فنصب له منبر (٤) ، وجلس عليه ينظر إلى الناس ، فبينما هو جالس إذ أقبل زين العابدين علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (٥) رضي‌الله‌عنهم ، فلما انتهى إلى الحجر تنحى الناس حتى استلمه.

فقال رجل من أهل الشام : من هذا الذي هابه الناس؟!.

فقال هشام : ما أعرفه ـ مخافة أن يرغب فيه أهل الشام ـ. وكان الفرزدق حاضرا ، فقال : أنا أعرفه. فقال له الشامي : من هو؟!.

__________________

(١) ما بين حاصرتين زيادة من الفاكهي ـ أخبار مكة ٣ / ١٧٧. وانظر : الفاسي ـ العقد الثمين ٢ / ٧٩.

(٢) في كتابه أخبار مكة ٣ / ١٧٧.

(٣) ابن خلكان ـ وفيات الأعيان ٦ / ٩٥ ـ ٩٧.

(٤) في (د) «كرسي منير». وهو مخالف لما عند ابن خلكان.

(٥) زين العابدين علي بن الحسين. توفي سنة ٩٤ ه‍ ه على الصحيح. الذهبي ـ سير أعلام النبلاء ٤ / ٤٠٠. وانظر أخباره ـ سير أعلام النبلاء ٤ / ٣٨٦ ـ ٤٠١.

٦٢

فأنشد ارتجالا (١) :

هذا الذي تعرف البطحاء وطأته

والبيت يعرفه والحلّ والحرم

هذا ابن خير عباد الله كلهم

هذا التقيّ النقيّ الطّاهر العلم

إذا رأته قريش قال قائلها

إلى مكارم هذا ينتهي الكرم

ينمى إلى ذروة (٢) التي قصرت

(عن نيلها) (٣) عرب الإسلام والعجم

يكاد يمسكه عرفان راحته

ركن الحطيم إذا ما جاء يستلم (٤)

في كفه خيزران ريحه عبق (٥)

من كف أروع في عرنينه (٦) شمم /

__________________

(١) وهذا من السذاجة. فقصيدة مثل هذه لا تجيء عفو الخاطر. علاوة على الاختلاف في قائلها. فبعض أبياتها ذكر أنها قيلت في قثم بن العباس. كما سبق من هذا الكتاب.

(٢) في (ج) «ذرة».

(٣) ما بين قوسين في (ج) «عنها».

(٤) سقط الشطر الثاني من البيت من النسخة (د).

(٥) سقط الشطر الأول من البيت من النسخة (د).

(٦) العرنين : الأنف ، أو أول الأنف حيث يكون فيه الشم. انظر : ابن منظور ـ لسان العرب ١٣ / ٢٨٢.

٦٣

يغضي حياء ويغضى من مهابته

فما يكلم إلا حين يبتسم

ينشق نور الهدى من نور غرّته

كالشمس ينجاب من إشراقها القتم (١)

مشتقّة من (٢) رسول الله نبعته

طابت عناصره والخيم والشيم

هذا ابن فاطمة إن كنت تجهله (٣)

بجدّه أنبياء الله قد ختموا

الله شرّفه قدما وعظّمه

جرى بذاك له في (لوحه القلم) (٤)

فليس قولك من هذا بضائره

العرب تعرف من أنكرت والعجم

كلتا يديه غياث عمّ نفعهما

تستو كفان ولا يعروهما عدم

سهل الخليقة لا تخشى بوائقه (٥)

يزينه اثنان حسن الخلق والشيم

حمّال أثقال أقوام إذا قدحوا (٦)

حلو الشمائل تحلو عنده نعم

__________________

(١) في المطبوع من ابن خلكان : «الظلم». وهي بالمعنى نفسه.

(٢) في (أ) ، (ب) ، (د) «منشقة عن». والاثبات من (ب). وابن خلكان.

(٣) عند ابن خلكان «جاهله». وفيات الأعيان ٦ / ٩٦.

(٤) ما بين قوسين في (د) «اللوح والقلم».

(٥) عند ابن خلكان «بوادره».

(٦) في جميع النسخ هكذا. وكذا في جميع نسخ ابن خلكان كما ذكر المحقق. ولكنه خالف ذلك وأثبت «فدحوا». وفيات الأعيان ٦ / ٩٦.

٦٤

[ما قال لا قط إلا في تشهده

لو لا التشهد كانت لاؤه نعم](١)

لا يخلف الوعد ميمون نقيبته

رحب الفناء أريب حين يعتزم

عم البريّة بالإحسان فانقشعت

عنها الغيابة والإملاق (٢) والعدم

من معشر حبّهم دين وبغضهم

كفر وقربهم منجى ومعتصم

إن عدّ أهل التقى كانوا أئمتهم

أو قيل من خير أهل الأرض قيل هم

لا يستطيع جواد بعد غايتهم

ولا يدانيهم قوم وإن كرموا

هم الغيوث إذا ما أزمة أزمت

والأسد أسد الشرى والبأس محتدم

لا ينقص العسر بسطا من أكفّهم

سيان ذلك (٣) إن أثروا وإن عدموا

مقدّم بعد ذكر الله ذكرهم

في كلّ بدء ومختوم به الكلم (٤)

__________________

(١) هذا البيت لا يوجد في النسخ جميعها. وأثبتّه من وفيات الأعيان ٦ / ٩٦.

(٢) في (أ) ، (د) «والإملال». والاثبات من (ب) ، (ج) وابن خلكان.

(٣) في (أ) ، (ج) ، (د) «ذاك». والاثبات من (ب) وابن خلكان.

(٤) في (أ) «الكرم». والاثبات من بقية النسخ.

٦٥

يأبى لهم أن يحلّ الذمّ ساحتهم

خيم كريم وأيد بالندى هضم

أيّ الخلائق ليست في رقابهم

لأوّليّة هذا أو له نعم

من يعرف الله يعرف أوّليّة ذا

فالدين من بيت هذا (١) ناله الأمم

فلما سمع هشام هذه القصيدة ، غضب وحبس الفرزدق. وبلغ ذلك زين العابدين / ، فأنفذ له اثني عشر ألف درهم ، فردهما له وقال : مدحته لله تعالى ، لا للعطاء. فقال زين العابدين : إنا أهل بيت ، إذا وهبنا شيئا لا نرجع فيه (٢). فقبلها الفرزدق» ـ انتهى (٣) ـ.

قلت : وقد أطلنا بإيراد هذه القصيدة ، لكن في ذلك فوائد [عديدة](٤) منها :

أنه ينبغي التكلم بالحق على رؤوس الأشهاد لمن قدر على ذلك.

ومنها : الرد عن الكلام في الغائب.

ومنها : جواز إنشاد (٥) الشعر في الحرم إذا كان فيه بيان مقصد مطلوب.

__________________

(١) في (ج) «ذا».

(٢) عند ابن خلكان «لا نستعيده».

(٣) أي من ابن خلكان ـ وفيات الأعيان ٦ / ٩٥ ـ ٩٧.

(٤) سقطت من (أ). والاثبات من بقية النسخ.

(٥) في (ج) «إنشاء».

٦٦

ومنها : الوقوف على حسن بديهة هذا الفحل (١) في هذا المقام.

وفيها غير ذلك لمن دقق النظر ـ والله أعلم ـ.

[وفاة هشام بن عبد الملك ، وخلافة الوليد بن يزيد]

واستمر هشام إلى أن توفي سنة مائة وخمس وعشرين. فمدة ولايته عشرون سنة إلا شهرا. ومات عن أربع وخمسين سنة (٢).

فولي الخلافة الوليد بن يزيد بن عبد الملك بعهد من أبيه بعد هشام (٣). قال الزبير بن بكار (٤) : «وقال الوليد بن يزيد لما مات هشام :

هلك الأحول المشؤ

م فقد أرسل (٥) المطر

وقد استخلف الول

يد فقد أورق الشجر»

لطيفة (٦) :

قال الزبير بن بكار : «حدثني عمي مصعب (٧) قال : زعموا أن عبد الملك بن مروان رأى في منامه أنه بال بالمحراب أربع مرات ، فدس من سأل له سعيد بن المسيب عنها ـ وكان سعيد يعبر الرؤيا ـ فقال :

__________________

(١) أي الشاعر الفرزدق. ولم يشر السنجاري إلى المبالغة في المدح.

(٢) انظر : الطبري ـ تاريخ ٨ / ٧٢ ، ابن خياط ـ تاريخ خليفة ٣٥٧ ، القضاعي ـ تاريخ ٣٦٨.

(٣) الطبري ـ تاريخ ٨ / ٨٢.

(٤) انظر : الزبيري ـ نسب قريش تحقيق بروفنسال ص ٦٣. وفيه البيت الأول :

هلك الأحول المشئو

م فقد أرسل المطر.

(٥) في (أ) ، (د) «سرح». والاثبات من (ب) ، (ج).

(٦) سقطت من (ج).

(٧) أي مصعب بن عبد الله بن المصعب الزبيري صاحب كتاب نسب قريش ، تحقيق بروفنسال ص ١٦٣ ـ ١٦٤. وانظر في ذلك : القضاعي ٣٤٧ ـ ٣٤٨.

٦٧

يملك لولده من صلبه أربعة. فكان هشام آخرهم ، وهو الرابع من أولاد عبد الملك لصلبه ولي الخلافة».

وحكى الفاكهي (١) في اتحاف الورى بأخبار أم القرى (٢) :

«سنة مائة وست عشرة هم الوليد بن يزيد بالحج في هذا العام ، وعمل قبة من حديد وساج ، على قدر الكعبة ، لتركب على أركان الكعبة ، ويخرج لها أجنحة لتظله إذا طاف هو ومن أحبّ من أهله ونسائه. وأراد بزعمه أن يطوف فيها حول البيت ، ويطوف الناس خلفه من وراء تلك الأجنحة.

وأمر بحمل القبة من الشام ، ووجه معها قائدا من قواد أهل الشام في ألف فارس.

فقدم بها ، فنصبت في مصلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم بالمدينة. ففزع لذلك أهل المدينة ، واجتمعوا وقالوا : إلى من نفزع في هذا الأمر؟!. فقالوا : إلى سعد (٣) بن إبراهيم / بن عبد الرحمن بن عوف رضي‌الله‌عنه. فأتاه الناس وأخبروه الخبر ، فأمرهم أن يضرموها بالنار (٤). فقالوا : لا نطيق ذلك ،

__________________

(١) وهذا وهم من السنجاري. فالفاكهي له كتاب أخبار مكة. والصحيح ابن فهد.

(٢) النجم بن فهد ـ اتحاف الورى في أخبار أم القرى ٢ / ١٤٩ ـ ١٥٠ ، وكيع ـ أخبار القضاة ١ / ١٦١ ، ذكر الحادثة سنة ١١٦ ه‍. في حين ذكرها باختصار ابن جرير الطبري في حوادث سنة ١١٩ ه‍ أي في خلافة هشام عند ما أراد هشام أن يولي الوليد الموسم ـ تاريخ الطبري ٨ / ٨٢.

(٣) الصحيح سعيد والتصويب من أخبار القضاة لوكيع ١ / ١٦١. واتحاف الورى لابن فهد ٢ / ١٥٠. وهو سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف ، استقضاه عبد الواحد بن عبد الله والي مكة.

(٤) في (ب) ، (ج) «يضربوا في القبة النار».

٦٨

فإن معها قائدا في ألف فارس. فدعا مولى له وقال : ائتني بالجراب. فأتاه بجراب فيه درع عبد الرحمن بن عوف رضي‌الله‌عنه ، فصبها عليه ، وتوجه. فما تخلف عنه قرشي ولا أنصاري. حتى إذا أتاها ، استدعى بالنار ، فأضرمها فيها.

فغضب القائد ولم يستطع أن يحدث شيئا ، فانصرف إلى الشام خاسئا» ـ انتهى ـ.

[ولاة مكة في خلافة الوليد بن يزيد]

فولي مكة بعد عزل محمد بن هشام على ما قاله الفاسي (١) : خاله يوسف بن محمد الثقفي (٢) ، وأضيفت اليه المدينة والطائف. واستمر واليا عليها من سنة مائة وخمس وعشرين إلى انقضاء خلافة الوليد.

[مقتل الوليد بن يزيد]

وكان الوليد متجاهرا بالفسق ، بل حكي كفره. فلما تتابع ذلك منه وتزايد ، خرج عليه الناس ، فقتل في جمادى الآخرة سنة ست وعشرين ، وكانت مدته سنة وثلاثة أشهر ـ قتله ابن عمه يزيد بن الوليد الناقص (٣).

[مكة في خلافة يزيد بن الوليد الناقص]

(فولي الخلافة يزيد بن الوليد الناقص) (٤) ، ومات من عامه السابع

__________________

(١) الفاسي ـ شفاء الغرام ٢ / ٢٧٤.

(٢) يوسف بن محمد بن يوسف الثقفي خال الوليد بن يزيد ـ ابن خياط ـ تاريخ خليفة ٣٦٦ ، الطبري ـ تاريخ ٨ / ١٠١.

(٣) انظر تفاصيل ذلك : ابن جرير الطبري ـ تاريخ ٨ / ١٠٦ ـ ١٢٩.

(٤) ما بين قوسين سقط من (د).

٦٩

ذي الحجة ، وله من العمر أربعون سنة. ومدة ولايته خمسة أشهر (١).

قال الفاسي (٢) : «وولي مكة في خلافة يزيد هذا عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز فيما أظن ـ والله أعلم». كذا قال الفاسي.

قلت : وبه جزم الزبير بن بكار في كتابه أنساب قريش وأخبارها ، قال (٣) : «وعبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز ولي مكة والمدينة ليزيد بن الوليد بن عبد الملك. ثم أثبته مروان بن محمد عليهما. ثم عزله عنهما.

وفيه يقول ابن مافنة (٤) يرثيه :

قد كبا الدهر بجدّي فعثر

إذ ثوى عبد العزيز بن عمر

كان من عبد مناف كلّها

بمكان السمع منها والبصر»

خلافة إبراهيم بن الوليد ثم مروان الجعدي :

ولما مات يزيد الناقص ، ولي الخلافة بعده أخوه إبراهيم ، فمكث سبعين ليلة ، ثم خلع نفسه. وسبب ذلك : أن مروان بن محمد بن مروان خرج من أرمينية (٥) ، قاصدا دمشق لما سمع بوفاة يزيد بن الوليد

__________________

(١) انظر : ابن جرير الطبري ـ تاريخ ٨ / ١٨١.

(٢) في شفاء الغرام ٢ / ٢٧٤ ، والعقد الثمين ١ / ١٦٤. وانظر : ابن جرير ـ تاريخ الطبري ٨ / ١٨٢.

(٣) انظر : ابن جرير الطبري ـ تاريخ ٨ / ٢١٦. أما ابن خياط فذكر : ولي ليزيد ابن الوليد مكة والمدينة والطائف : «عبد العزيز بن عبد الله بن عمرو بن عثمان بن عفان ثم عزله وولاها عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز». تاريخ خليفة ص ٣٧٠.

(٤) ابن مافنة ، هكذا. ولم أجد أحدا من الشعراء بهذا الإسم ، باستثناء ما وجدته في سلسلة أسانيد أبي الفرج الأصبهاني قال : «أخبرني الحسن بن علي ... حدثني الزبير بن بكار قال : أخبرني محمد بن سلمة عن ابن مافنة عن شيخ من أهل ذي خشب ... انظر : الأغاني ١٥ / ١٢٠.

(٥) صقع كبير معروف كان مروان بن محمد واليا عليه. انظر : ياقوت ـ معجم البلدان ١ / ١٥٩ ـ ١٦١.

٧٠

وتولية أخيه إبراهيم. فجهز عليه إبراهيم أخويه بشيرا ومبشرا ، فهزمهما وأسرهما. ثم بعث إليه سليمان بن هشام بن عبد الملك ، فهزمه أيضا. فخرج إبراهيم بنفسه للقائه ، وأنفق الأموال الجزيلة ، فخذله قومه فاستسلم ، وبايعه (١).

فولي الخلافة مروان بن محمد بن مروان بن الحكم الملقب بالحمار ، فبايعه الناس ، ومنهم إبراهيم المنخلع. وهو آخر بني أمية (٢).

فائدة :

قال الزمخشري في ربيع الأبرار (٣) : «سمت العرب المائة من التاريخ بسنة الحمار ، من حديث عزيز (٤) ، وقيل لمروان بن محمد بن مروان الحمار لأن دولة بني أمية استكملت مائة سنة على رأسه (٥) ، واشترى أعرابي حمارا مسنا فقال : أرى هذا الحمار ولد قبل سنة الحمار». ـ انتهى ـ.

[ولاة مكة في خلافة مروان بن محمد الجعدي]

فولي مكة في زمنه / :

__________________

(١) انظر تفاصيل ذلك : ابن جرير الطبري ـ تاريخ ٨ / ١٨٢ ـ ١٨٥.

(٢) في المشرق. أما في المغرب فقد تجددت دولتهم على يد عبد الرحمن الداخل سنة ١٣٨ ه‍.

(٣) ربيع الأبرار ونصوص الأخبار. وانظر في ذلك : الذهبي ـ سير أعلام النبلاء ٦ / ٧٤ ، السيوطي ـ تاريخ الخلفاء ص ٢٥٥.

(٤) عزيز : الذي (مَرَّ عَلى قَرْيَةٍ وَهِيَ خاوِيَةٌ عَلى عُرُوشِها .... فَأَماتَهُ اللهُ مِائَةَ عامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ) ـ سورة البقرة الآية ٢٥٩. انظر : القضاعي ـ تاريخ ص ١٣٢ ، ١٣٣.

(٥) في (ج) «غرسه». وهو خطأ.

٧١

عبد العزيز بن عمر (١) السابق ذكره. ودامت ولايته إلى سنة مائة وثمانية وعشرين.

(ثم ولي مكة عبد الواحد بن سليمان بن عبد الملك بن مروان (٢) مع الطائف سنة مائة وتسع وعشرين) (٣) ، وكان عبد الواحد المذكور جوادا كريما ، وفيه يقول إبراهيم بن علي بن هرمة (٤) :

إذا قيل من خير من يعتزي

لشيعة فهر ومحتاجها

ومن يقرع الخيل يوم الوغى

بإلجامها ثم إسراجها

أشارت نساء بني مالك

إليك به قبل أزواجها

وفيه يقول ابن ميادة (٥) :

من كان أخطأه الربيع فإنه

قصد الحجاز بغيث عبد الواحد

__________________

(١) ابن خياط ـ تاريخ خليفة ص ٤٠٧ ، وانظر : الفاسي ـ شفاء الغرام ٢ / ٢٧٥.

(٢) ابن خياط ـ تاريخ خليفة ص ٤٠٧ ، وانظر : الفاسي ـ شفاء الغرام ٢ / ٢٧٥ ، العقد الثمين ٥ / ٥٢٣ ، ابن فهد ـ غاية المرام ١ / ٢٨٢ ..

(٣) ما بين قوسين سقط من (ج).

(٤) هو إبراهيم بن علي بن سلم بن عامر بن هرمة الفهري القرشي. شاعر من مخضرمي الدولتين الأموية والعباسية. توفي سنة ١٧٠ ه‍. انظر : ابن قتيبة ـ الشعر والشعراء ٢ / ٧٥٣ ـ ٧٥٤ ، الأصفهاني ـ الأغاني ٤ / ٣٦٧ ـ ٣٩٧ ، ابن فهد ـ غاية المرام ١ / ٢٨٥.

(٥) وهو الرماح بن أبرد من مضر. سمي باسم أمه ميادة. شاعر مدح بني أمية وبني هاشم. توفي في خلافة المنصور العباسي. انظر : ابن قتيبة ـ الشعر والشعراء ٢ / ٧٧١ ـ ٧٧٣ ، الأصفهاني ـ الأغاني ٢ / ٢٦١ ـ ٣٤٠.

٧٢

إن المدينة أصبحت معمورة

بمتوّج حلو الشمائل ماجد

كالغيث من عرض الفرات تهافتت

سيل (١) إليه بصادرين ووارد

وملكت غير معنف في ملكه

ما دون مكة من حصى (٢) ومساجد

(ماليهما ودميهما) (٣) من بعد ما

غشي الضعيف شعاع سيف المارد

وملكت ما بين العراق ويثرب

ملكا أجار لمسلم ومعاهد

ولقد رمت قيس وراءك بالحصى

من رام ظلمك من عدوّ وجاحد

ذكر ذلك الزبير (٤).

[تغلب أبي حمزة الخارجي على مكة]

واستمر ذلك (٥) إلى أن حج بالناس ، فتغلب على مكة أبو حمزة

__________________

(١) في (ج) «سبلّ». وهو الصحيح.

(٢) في المصادر الأخرى «حمى». وهو الأصح.

(٣) ما بين قوسين في (ب) «مالها ودميها». وجاء البيت في (ج) ، (د) متقدما على ما سبق.

(٤) ابن بكار في نسب قريش.

(٥) سقطت من (ب).

٧٣

الأباضي الخارجي الحروري واسمه المختار (١).

قال الفاسي (٢) : «وسبب ذلك : أن عبد الله بن يحيى الأعور الكندي المسمى بطالب الحق ، لما ملك حضر موت وصنعاء وتلك الأراضي (٣) ، طرد عامل مروان بن الحكم ، وبعث إلى مكة أبا حمزة الخارجي المذكور في عشرة الآف مقاتل.

فبينما الناس بعرفة إذ لاحت لهم الأعلام السود ، والرجال قد ملكت جبال عرفة. فخاف منهم عبد الواحد بن سليمان والي مكة ، وخذله أهلها ، فأرسل رجالا من قريش منهم : عبد الله بن الحسن بن علي بن أبي طالب ، وأمية (٤) بن عبد الله بن عمر بن عثمان ، وعبد العزيز [بن عبيد الله بن عبد الله](٥) بن عمر بن الخطاب ، وعبد الرحمن بن قاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق ، وعبد الله بن عمر بن حفص (٦) بن عاصم بن عمر بن الخطاب.

فتقدموا إليهم ، وسألوهم (٧) عن حالهم ، فأخبروه (٨) بخلافهم

__________________

(١) المختار بن عوف الأزدي ـ أبو حمزة. ابن خياط ـ تاريخ خليفة ٣٨٥. وانظر : شفاء الغرام للفاسي ٢ / ٢٧٥. وعند الجاحظ ـ البيان والتبيين «يحيى بن المختار» ٢ / ١٢٢.

(٢) شفاء الغرام ٢ / ٢٧٥ نقلا عن ابن الأثير ـ الكامل في التاريخ ٤ / ٣٠٧. وابن خياط ـ تاريخ خليفة ٣٨٤ ـ ٣٨٥.

(٣) في (ج) «الأيادي».

(٤) عند ابن الأثير «محمد». الكامل في التاريخ ٤ / ٣٠٧.

(٥) ما بين حاصرتين من (د).

(٦) في (أ) ، (ب) ، (ج) «حفصة». والاثبات من (د). وعند ابن الأثير والطبري «عبيد الله بن عمر بن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب».

(٧) في (أ) «وسألهم». والاثبات من بقية النسخ وابن جرير الطبري ـ تاريخ ٨ / ٢٦٧.

(٨) في (ج) ، (د) «فأخبروهم».

٧٤

لمروان وآل مروان. فأرسل إليهم أننا أضن بحجنا وأشح /.

فصالحهم على أنهم جميعا آمنون من بعضهم حتى تنفر الناس النفر الأخير. فوقفوا بعرفة على حدة ، (ودفع بالناس) (١) عبد الواحد ، ونزل بمنى في منزل السلطان. ونزل أبو حمزة بقرن (٢) الثعالب.

فلما كان النفر الأول ، نفر عبد الواحد وفارق مكة ، وتوجه إلى المدينة ، وترك فسطاطه ، وأثقاله بمنى ، وقصد المدينة ، وفيه يقول بعض الشعراء (٣) :

زار الحجيج عصابة قد خالفت

دين الإله ففرّ عبد الواحد

ترك الحلائل والإمارة هاربا

ومضى يخبط كالبعير الشارد

فتغلب أبو حمزة على مكة ، وأقام بها إلى صفر (٤) ، واستخلف عليها أبرهة بن الصباح الحميري (٥). وخرج في طلب عبد الواحد إلى جهة المدينة.

فالتقيا بقديد (٦) مع الجيش الذي أنفذه عبد الواحد لقتاله ، فظفر

__________________

(١) في (ج) «ورفع الناس».

(٢) في (أ) ، (ب) ، (د) «قرين الثعالب» كما في تاريخ الطبري ٨ / ٢٦٧. والاثبات من (ج). وقرن الثعالب : هو قرن المنازل جبل مطل على عرفات. ميقات أهل اليمن والطائف. انظر : ياقوت ـ معجم البلدان ٤ / ٣٣٢.

(٣) انظر : ابن جرير الطبري ـ تاريخ ٨ / ٢٦٨ ، ابن الأثير ـ الكامل ٤ / ٣٠٨. والأبيات أنشأها يعقوب بن طلحة الليثي لشاعر لم يحفظ اسمه ـ ابن جرير الطبري ـ تاريخ ٨ / ٢٦٨.

(٤) ذكر ابن خياط أنه دخل المدينة في ثالث عشر من صفر سنة ١٣٠ ه‍. تاريخ خليفة ٣٩٢. وانظر : ابن جرير الطبري ـ تاريخ ٨ / ٢٩٠.

(٥) ابن خياط ـ تاريخ خليفة ٤٠٧ ، ٣٩١.

(٦) قديد : موضع قرب مكة. ياقوت ـ معجم البلدان ٤ / ٣١٣. وانظر تفاصيل

٧٥

بهم أبو حمزة ، وذلك في صفر الخير سنة مائة وثلاثين ، وقتل منهم زهاء سبعمائة رجل ـ كذا في الوقائع (١) ـ.

وسار إلى المدينة ، فدخلها ، وقتل فيها جماعة منهم أربعون رجلا من بني عبد العزى (٢).

قال في الوقائع : «وفد عبد الواحد إلى الشام ، وأخبر مروان خبر أبي حمزة. ولما بلغ مروان خبره جهز إليه عبد الملك بن محمد بن عطية السعدي في أربعة الآف [مقاتل](٣).

فسار عبد الملك حتى وصل وادي القرى (٤) ، فلقي مقدمة جيش أبي حمزة ، فقتلهم. وسار في أثر أبي حمزة حتى أدركه بالأبطح ، ومعه خمسة عشر ألف مقاتل ، ففرق عليهم ابن عطية الخيل من أسفل مكة ومن أعلاها. فاقتتلوا إلى نصف النهار ، فقتل أبرهة بن الصباح عند بئر ميمونة ، وقتل أبو حمزة وخلق كثير من جيشه.

هذا ملخص ما ذكره الذهبي في تاريخه (٥) عن ابن خياط (٦) في خبر أبي حمزة.

__________________

وقعة قديد في سنة ١٣٠ ه‍ في : ابن خياط ـ تاريخ خليفة ٣٩١ ـ ٣٩٣ ، ابن جرير الطبري ـ تاريخ ٨ / ٢٨٨ ـ ٢٨٩.

(١) الوقائع الحكيمة في الوقائع المكية للسيد البهنسي.

(٢) في دخول أبي حمزة المدينة. أنظر : ابن جرير الطبري ـ تاريخ ٨ / ٢٨٩ ـ ٢٩٤ / ابن الأثير ـ الكامل في التاريخ ٤ / ٣١٤ ـ ٣١٥.

(٣) زيادة من (ب).

(٤) عن وادي القرى انظر : ياقوت ـ معجم البلدان ٥ / ٣٤٥ ، ٤ / ٣٣٨ ـ ٣٣٩.

(٥) تاريخ دول الإسلام.

(٦) تاريخ خليفة ٣٩٣ ـ ٣٩٤ ، ٣٨٤ ـ ٣٨٦.

٧٦

وذكر ابن جرير (١) : «أن عبد الملك بن محمد بن عطية ، لما فرغ من شأن أبي حمزة ، استخلف على مكة رجلا من أهل الشام». ولم يسمه (٢).

ورأيت في مختصر تاريخ ابن جرير أن هذا الرجل يقال له ابن ماعز. وهذا يقتضي أن عبد الملك بن محمد بن عطية ولي مكة لمروان ، ولا يبعد أنه وليها بنفسه بعد ذهاب المتغلب (٣). ـ قال معناه الفاسي (٤) ـ.

وكان من خبر مسيره من مكة لقتال عبد الله بن يحيى بصنعاء ، أنهما التقيا ، فظفر الله تعالى عبد الملك ، فقتل عبد الله بن يحيى ، وبعث برأسه إلى مروان. فكتب إليه مروان يأمره بالقدوم إلى مكة ، وأن يحج بالناس. فسار قاصدا مكة في نفر / قليل. فخرج عليهم بعض الأعراب ، فأشرفهم على كتاب مروان ، وأنه أمره أن يحج ، فلم يقبلوه. وقالوا : «إنما أنتم لصوص». فقتلوه ومن معه. ـ والله سبحانه وتعالى الفعال لما يريد ـ.

وممن ولي مكة لمروان : الوليد بن عروة السعدي (٥) ابن أخي عبد الملك بن محمد السابق ذكره ، وأنه كان على مكة سنة مائة

__________________

(١) الطبري ـ تاريخ ٨ / ٢٩٥.

(٢) ذكره ابن جرير الطبري : «ابن ماعز رجلا من أهل الشام» ـ تاريخ ٨ / ٢٩٥. وذكره خليفة بن خياط باسم : «رومي بن ماعز الكلابي» ـ تاريخ خليفة ٤٠٧.

(٣) أي أبي حمزة الشاري. وانظر : تاريخ خليفة ٤٠٧.

(٤) انظر : شفاء الغرام ٢ / ٢٧٦. وانظر ابن جرير الطبري ـ تاريخ ٨ / ٢٩٥ ـ ٢٩٦ ،

(٥) ذكره خليفة باسم : «يوسف بن عروة بن محمد» ـ تاريخ خليفة ٤٠٧.

٧٧

وإحدى وثلاثين (١).

فائدة [في خبر سديف بن ميمون]

ذكر الإمام علي بن عبد القادر (٢) : أن سديف بن ميمون (٣) الشاعر المكي ، كان يذم بني أمية ، ويطلق لسانه فيهم ، وكان له يد في علم الحساب والجفر (٤) ، وكان يسمر بالحرم مع جماعة من المكيين ، فكان يذكر لهم دولة بني العباس وانقراض دولة بني أمية. فبلغ ذلك الوليد بن عروة والي مكة ، فأخذه وحبسه ، وجعل يجلده في كل يوم مائة سوط. ثم أخرجه من الحبس داود بن علي والي مكة للسفاح ، فمدح بني العباس وقال :

أصبح الملك ثابت الأساس

بالبهاليل (٥) من بني العباس

طلبوا وتر (٦) هاشم فشفوها

بعد ميل من الزمان وباس

لا تقيلن (٧) عبد شمس عثارا

واقطعن كلّ رقلة (٨) وغراس

ذلّها أظهر التودد منها

وبها منكم كحزّ المواسي

__________________

(١) ذكر ابن خياط أنه «أي يوسف بن عروة بن محمد لم يزل واليا حتى جاءت بيعة أبي العباس» ـ تاريخ خليفة ص ٤٠٧.

(٢) انظر : ابن فهد ـ غاية المرام ١ / ٢٩٩ ، المنتقى في أخبار مكة ٤٠.

(٣) سديف بن إسماعيل بن ميمون مولى بني هاشم ، شاعر مكي ، كان أعرابيا حالك السواد ، له ديوان شعر. توفي سنة ١٤٦ ه‍. انظر : ابن منظور ـ مختصر تاريخ دمشق لابن عساكر ٩ / ٢١٠ ـ ٢١٣.

(٤) سقطت من (ب) ، (د).

(٥) البهلول : السيد الجامع لكل خير ـ القاموس المحيط ٣ / ٣٥٠.

(٦) في (د) «ثر».

(٧) في (أ) «تقبلن». والاثبات من بقية النسخ.

(٨) في (ج) «رملة». والرقلة : النخلة فاتت اليد ـ القاموس المحيط ٣ / ٣٩٧.

٧٨

فلقد غاظني وغاظ سوائي

قربها من نمارق وكراسي

أنزلوها بحيث أنزل

لها الله بدار الهوان والإتعاس

واذكروا مصرع الحسين (١) وزيد

وقتيل بجانب المهراس

ويقال أن محمد بن عبد الملك بن مروان كان واليا على مكة والمدينة سنة مائة وثلاثين ، وأنه حج فيها بالناس ـ قاله القاضي في جامعه (٢).

[مقتل مروان وانتهاء الخلافة الأموية بالمشرق]

وفي سنة مائة واثنتين وثلاثين ، خرج بنو العباس على مروان بن محمد بن الحكم ، وعليهم عبد الله بن علي بن عبد الله بن العباس (٣) عم السفاح. والتقوا به بقرب الموصل (٤) ، فانكسر مروان ، ورجع إلى الشام ، فتبعوه ، وقتلوه ببوصير (٥) من أرض مصر. وذلك / في ذي الحجة من السنة المذكورة (٦).

ولما قطعت رأسه ، جاءت هرة فاقتطعت (٧) لسانه ، فقال عبد الله

__________________

(١) سقطت من (ج).

(٢) القاضي ابن ظهيرة ـ الجامع اللطيف ص ١٨٠. وهذا وهم ، فقد تشابه الاسمان : محمد بن عبد الملك بن مروان ، ومحمد بن عبد الملك بن محمد بن عطية السعدي الذي ولي مكة حقيقة كما سبق. وانظر : ابن خياط ـ تاريخ خليفة ٤٠٧.

(٣) انظر عنه : الذهبي ـ سير أعلام النبلاء ٦ / ١٦١ ـ ١٦٢.

(٤) في معركة الزاب. انظر تفاصيل المعركة : ابن جرير الطبري ـ تاريخ ٨ / ٣٣٢ ـ ٣٣٧.

(٥) بوصير : قرية بصعيد مصر. انظر : الكندي ـ تاريخ القضاة ص ٢٦٨ ، ابن جرير الطبري ـ تاريخ ٨ / ٣٤٣.

(٦) أي سنة ١٣٢ ه‍.

(٧) في (ج) «فاقتلعت».

٧٩

ابن علي : «لو لم يرنا الدهر من عجائبه إلا لسان مروان في فم هرة ، لكفانا ذلك» (١).

وبموته انقضت أيام بني أمية (٢).

فائدة :

قال العلامة ابن حجر [المكي](٣) في مختصره لتاريخ الخلفاء (٤) :

«أن رجلا قال للحسن بن علي بعد ما بايع معاوية رضي‌الله‌عنه : سودت وجوه المؤمنين. فقال له الحسن رضي‌الله‌عنه : لا تؤنبني (٥) ، فإن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم أري بني أمية على منبره ، فساءه ذلك ، فنزلت : (إِنَّا أَعْطَيْناكَ الْكَوْثَرَ)(٦) ، ونزلت : (إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ ، وَما أَدْراكَ ما لَيْلَةُ الْقَدْرِ ، لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ)(٧) ـ تملكها بعدك بنو أمية يا محمد ـ. قال القاسم بن فضل ـ وهو ثقة : وحددناها فهي ألف شهر ، لا تزيد ولا تنقص.

قال الترمذي : غريب. وقال الحافظ أبو الحجاج وابن كثير (٨) : منكر.

__________________

(١) انظر : السيوطي ـ تاريخ الخلفاء ص ٢٥٥.

(٢) في المشرق حيث تجددت في الأندلس سنة ١٣٨ ه‍.

(٣) زيادة من (ب).

(٤) والخبر فيه من أكاذيب الرافضة ما فيه. فالآيات ليست لها علاقة بالحادث.

(٥) في (د) «توريني». وهو خطأ.

(٦) سورة الكوثر الآية (١).

(٧) سورة القدر الآيات ١ ـ ٣.

(٨) البداية والنهاية ١٠ / ٤٨ ـ ٤٩. وانظر تفسير ابن كثير في سورتي الكوثر والقدر. فقد أجاد رحمه‌الله في مناقشة هذه الأكاذيب وردها.

٨٠