منائح الكرم في أخبار مكة والبيت وولاة الحرم - ج ٢

علي بن تاج الدين بن تقي الدين السنجاري

منائح الكرم في أخبار مكة والبيت وولاة الحرم - ج ٢

المؤلف:

علي بن تاج الدين بن تقي الدين السنجاري


المحقق: الدكتور جميل عبدالله محمد المصري
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: جامعة أم القرى
الطبعة: ٠
ISBN الدورة:
9960-03-366-X

الصفحات: ٤٨٠

ابن يحيى العلوي (١) وأبي الحسن محمد بن عبد الله العلوي (٢) ، وبين الحج المصري (٣) قتال عظيم بمكة. ووقف بعرفة كل من جهته (٤) «ـ انتهى ـ.

وقال (٥) : «وفي سنة ثلاثمائة وتسع وأربعين ، لما برز الحج قافلا ، جاءهم سيل ، فأخذهم عن آخرهم وألقاهم في البحر ، وما أتى مصر أحد منهم» ـ نسأل الله العافية ـ.

قال : ـ أعني الفاسي (٦) ـ : «ولا أعلم من باشر لهم الولاية بمكة ـ والله أعلم».

وممّن ولي مكة القاضي أبو جعفر [محمد](٧) بن الحسن بن عبد العزيز العباسي. ذكر ذلك بعض مؤرخي مصر. وذلك سنة ثلاثمائة وثمان وثلاثين. وقيل أنه باشر ذلك لعلي بن الإخشيد. كذا قال

__________________

ابن الأثير ـ الكامل في التاريخ ٦ / ٣٤٥ ، ابن الجوزي ـ المنتظم ٦ / ٣٧٢ ، ابن فهد ـ اتحاف الورى ٢ / ٣٤٨ ، وفي الفاسي ـ شفاء الغرام ٢ / ٣٠٥ سنة ٣٤٣ ه‍.

(١) الصحيح : أحمد بن عمر بن يحيى العلوي / أبو عبد الله. انظر المصادر في الهامش السابق.

(٢) في شفاء الغرام للفاسي ٢ / ٣٤٩ «أبو الحسين محمد بن عبيد الله العلوي».

(٣) من عساكر المصريين أصحاب ابن طغج بن الإخشيد.

(٤) وأقام الحج عمر بن الحسن بن عبد العزيز ناحية بالأتراك والمصريين. شفاء الغرام ٢ / ٣٤٩ ، ابن الجوزي ـ المنتظم ٦ / ٣٧٠ ـ ٣٧١.

(٥) أي صاحب الوقائع. وانظر : ابن الأثير ـ الكامل في التاريخ ٦ / ٣٥٨ ، ابن كثير ـ البداية والنهاية ١ / ٢٣٦ ، الجزيري ـ درر الفرائد ٢٤٤.

(٦) الفاسي ـ شفاء الغرام ٢ / ١٩٣.

(٧) من (د). كما في المصادر مثل : القضاعي ـ تاريخ ٥٤٤ ، ابن فهد ـ غاية المرام ١ / ٤٧٩ ، الفاسي ـ شفاء الغرام ٢ / ٣٠٥.

٢٠١

القاضي (١).

وفي سنة ثلاثمائة وخمس وخمسين استقل كافور الإخشيدي بسلطنة مصر [في صفر](٢) ، ودعي له على منابر الحرمين ـ وكان عبدا حبشيا ـ إلى أن توفي سنة ثلاثمائة وسبع وخمسين ليلة العشرين في جمادى الأولى (٣). ودفن بالقرافة رحمه‌الله.

[زوال دولة الإخشيدية في مصر وتغلب الدولة العبيدية الفاطمية على مصر والحرمين]

فولي مصر أبو الفوارس أحمد بن علي الإخشيد ، وعمره اثنتا عشرة سنة. وقيل اثنتان وعشرون سنة. وأقام سنة واحدة ، فانتزعها منه جوهر القائد (٤) عبد المعز لدين الله أبو تميم معد بن المنصور إسماعيل ابن القائم ابن المهدي عبيد الله بن محمد بن الحبيب بن جعفر المصدق ابن محمد المكتوم بن إسماعيل الإمام بن جعفر الصادق ـ صاحب المغرب ـ هكذا قاله ابن خلدون (٥).

__________________

(١) ابن ظهيرة ـ الجامع اللطيف ص ١٨٩.

(٢) مضطربة في (أ) ، (ب) ، (ج). وفي (د) «في سفر». والاثبات من ابن خلكان ـ وفيات الأعيان ٤ / ١٠٠.

(٣) انظر ترجمة لكافور في : ابن خلكان ـ وفيات الأعيان ٤ / ٩٩ ـ ١٠٥ ، ابن الجوزي ـ المنتظم ٧ / ٥ ـ ٥١ ، الذهبي ـ سير أعلام النبلاء ١٦ / ١٩٠ ـ ١٩٣ ، ابن العماد ـ شذرات الذهب ٣ / ٢١ ـ ٢٢.

(٤) انظر عن جوهر الصقلي : القضاعي ـ تاريخ ٥٣٩ ، ٥٦٣ ، ابن خلكان ـ وفيات الأعيان ١ / ٣٧٥ ـ ٣٨٠ ، ابن تغري بردي ـ النجوم الزاهرة ٤ / ٢٨ ، الذهبي ـ سير أعلام النبلاء ١٦ / ٤٦٨.

(٥) تاريخ ابن خلدون ـ المقدمة ١٢١.

٢٠٢

وقال غيره (١) : «كلهم خوارج أرفاض».

وزالت به دولة الإخشيدية. ووقعت مصر بيد العبيديين الفواطم ، نسبة لعبيد الله المهدي صاحب المغرب ، ولفاطمة الزهراء رضي‌الله‌عنها على زعمهم الكاذب ، فإن المؤرخين ذكروا أنهم مجوس ، وقيل أنهم يهود.

وخرجت مصر عن العباسيين ، وذلك سنة ثلاثمائة وثمان وخمسين.

ودخلها القائد جوهر الرومي عبد المعز في مائة ألف مقاتل. وذلك في يوم الثلاثاء سابع عشر شعبان من السنة المذكورة. وأرسل بالبشاير لمولاه ، وحسن له دخول مصر ، فدخلها في شوال سنة ثلاثمائة وإحدى وستين (٢). وملكها الفاطميون ، وتسموا بالخلفاء والأمراء. وذلك باطل لوجود الخليفة العباسي. واستمر المعز بمصر.

وفي سنة ثلاثمائة وثلاث وستين دعي له على منابر الحرمين الشريفين (٣). قال الإمام علي بن عبد القادر الطبري في تاريخه الأرج المسكي (٤) : «فصارت الخطبة الإسلامية على قسمين ، فمن بغداد وحلب وسائر ممالك الشرق إلى أعمال الفرات ، يخطب فيها للمطيع العباسي. ومن حلب إلى بلاد المغرب مع الحرمين أيضا يخطب فيها

__________________

(١) مثل الباقلاني ـ القاضي أبو بكر بن الطيب في كتابه كشف الأسرار وهتك الأستار ، وابن تغري بردي ـ النجوم الزاهرة ٤ / ٧٥ ، وابن واصل ـ مفرج الكروب في أخبار بني أيوب ١ / ٢٠٤ ـ ٢٠٥ ، والوثيقة التي صدرت في بغداد عام ٤٠٢ ه‍. انظر عنها : ابن الأثير ـ الكامل في التاريخ ، ابن العماد ـ شذرات الذهب.

(٢) ابن خلكان ـ وفيات الأعيان ١ / ٣٧٦.

(٣) ابن الأثير ـ الكامل في التاريخ ٧ / ٥٨.

(٤) الأرج المسكي في التاريخ المكي. ولم أجد هذا الخبر في ترجمة الفضل المطيع بن المقتدر في هذا الكتاب المطبوع ص ٢١٢.

٢٠٣

للمعز العبيدي».

[أخبار مكة وولاتها في زمن المعز العبيدي ٣٥٨ ـ ٣٦٥ ه‍]

وفي هذه السنة ـ أعني سنة ثلاثمائة وثمان (١) وخمسين ، لم يحج أحد غير العراقيين ، لأن العرب خرجت على بقية الحاج فقتلوهم عن آخرهم (٢).

قال (٣) / العلامة ابن علان (٤) عن صاحب الزهر الباسم (٥) : «أن في سنة ثلاثمائة وثلاث وستين ، دخل الحرم الشريف وقت القيلولة رجل عليه طمران ، مشتمل على رأسه [ببرد](٦) ، يسير سيرا رويدا ، (وقد خفّ الطواف ، ولم يكن فيه إلا رجل أو رجلان) (٧) ، فإذا معه معول من حديد ، فضرب الحجر الأسود ضربة شديدة ، ثم رفع يديه

__________________

(١) في (ب) «وثمانين». وهو خطأ.

(٢) وهذا الخبر يخالف ما ورد في بعض المصادر مثل : الجزيري ـ درر الفرائد ص ٢٤٤ ، والفاسي ـ شفاء الغرام ٢ / ٣٥١ ـ ٣٥٢ ، ابن فهد ـ اتحاف الورى ٢ / ٤٠٦. فالخبر فيها : «فيها ـ أي سنة ٣٥٩ ه‍ بطل الحج من العراق والمشرق ، فلم يحج من هذه الجهات أحد لاختلاف كان وقع من جهة القرامطة». وقد أشار ابن الأثير الى اختلاف القرامطة سنة ٣٥٨ ه‍. الكامل في التاريخ ٧ / ٣٥.

(٣) بياض في (ب).

(٤) ابن علان البكري الصديقي. وانظر : الجزيري ـ درر الفرائد ٢٤٥ ، ابن فهد ـ اتحاف الورى ٢ / ٤١٠ ـ ٤١١.

(٥) الزهر الباسم في سيرة أبي القاسم ـ لابن قليج البكجري الحنفي. توفي سنة ٧٦٢ ه‍ ، والمقصود الزهر الباسم في امراء الحج والمواسم لابن فهد.

(٦) زيادة من : اتحاف الورى ٢ / ٤١٠.

(٧) ما بين قوسين سقط من (ج).

٢٠٤

ثانيا يريد ضربه فابتدره رجل من أهل اليمن فطعنه (١) بخنجر كان معه ، حتى ألقاه.

وأقبل الناس من نواحي المسجد ، فإذا هو رجل رومي ، جاء من [نواحي](٢) الروم ، وجعل له مال على ذهاب الركن. فأخرج من المسجد وأحرق بالنار».

قال : وهذه فاتت من صاحب (٣) تحفة الكرام (٤) ، وهي غير الواقعة التي في تحفة الكرام (٥).

(واستمر المعز إلى أن مات) (٦) [السابع عشر من ربيع الآخر](٧) سنة ثلاثمائة وخمس وستين ، ودفن في قصره بالقاهرة.

[أخبار مكة وولاتها زمن العزيز نزار بن المعز العبيدي ٣٦٥ ـ ٣٨٥ ه‍]

(ثم ولي مصر) (٨) ابنه نزار بن المعز العبيدي (٩).

__________________

(١) في (ب) «قطعه».

(٢) زيادة من (د).

(٣) سقطت من (ب) ، (د).

(٤) أي الفاسي.

(٥) وهي الحادثة التي ذكرها الفاسي عام ٤١٣ ه‍ من ضرب الحجر بدبوس ثلاث ضربات. انظر : شفاء الغرام ١ / ١٩٤.

(٦) ما بين قوسين بياض في (ب).

(٧) ما بين حاصرتين من (د). والكامل لابن الأثير ٧ / ٦٥.

(٨) ما بين قوسين سقط من (ب).

(٩) أبو المنصور نزار بن معد ـ العزيز بالله ـ انظر : القضاعي ـ تاريخ ٥٧٠ ، ابن خلكان ـ وفيات الأعيان ٥ / ٣٧٢ ، الذهبي ـ سير أعلام النبلاء ١٥ / ١٦٧.

٢٠٥

قال في الوقائع (١) : «وفي موسم سنة ثلاثمائة وخمس وستين ، أرسل المعز (٢) صاحب مصر إلى مكة أميرا علويا [ولاه](٣) نائبا عنه. فدخل مكة ، وحصرها ، واشتد بمكة الغلاء إلى أن حج بالناس ورجع. ولم يحج أحد من العراق في هذه السنة».

قال (٤) : «وفي سنة ثلاثمائة وست (٥) وستين ، وصلت جيوش صاحب مصر إلى مكة والمدينة ، وضيقوا على أهلها ، بسبب الخطبة ، وما زالوا بالناس حتى خطبوا للعزيز (٦) ، وأمير مكة إذ ذاك عيسى بن جعفر بن محمد بن الحسن بن محمد بن موسى الحسني. وخطب للفاطميين في الحرمين (٧)».

[حج جميلة بنت ناصر الدولة]

قال (٨) : «وفي هذه السنة (٩) ، حجّت جميلة بنت ناصر الدولة (١٠)

__________________

(١) الوقائع الحكمية. وانظر : الفاسي ـ شفاء الغرام ٢ / ٢٢٢ ، اتحاف الورى ٢ / ٤١٣.

(٢) أضاف ناسخ (ب) «ابن المعتز». وهو خطأ فهو «ابن المعز».

(٣) زيادة من (د). وذكر ابن الأثير في حوادث سنة ٣٦٥ ه‍ : «وفي هذه السنة خطب للعزيز العلوي بمكة حرسها الله تعالى بعد أن أرسل جيشا إليها فحصروها وضيقوا على أهلها ومنعوهم الميرة فغلت الأسعار ولقي أهلها شدة شديدة».

(٤) اضافة من (د). وقال : أي صاحب الوقائع السيد البهنسي.

(٥) سقطت من (د).

(٦) في (أ) ، (ج) «للمعتز». والاثبات من (ب) ، (د).

(٧) في (د) «الحرم». انظر : الفاسي ـ شفاء الغرام ٢ / ٣٥٣ ، العقد الثمين ٦ / ٤٥٨ ، الجزيري ـ درر الفرائد ٢٤٦ ، ابن فهد ـ اتحاف الورى ٢ / ٤١٤.

(٨) أي صاحب الوقائع.

(٩) أي سنة ٣٦٦ ه‍.

(١٠) انظر : الذهبي ـ دول الإسلام ١ / ٢٢٧ ، العبر ٢ / ١٢٣ ، ابن كثير ـ البداية

٢٠٦

صاحب الموصل ، ومعها أخواها (١) ، وكانت حجة ما رأى مثلها قط.

كان معها أربعمائة محمل ، مسترة بالأطلس ، لا يعرف في أيهم (٢) هي من تناسبهم. وفعلت من الخيرات ما لا يحكى عن أحد من الملوك ، أفردت للرجالة (٣) المنقطعين (٤) ثلاثمائة بعير. ونثرت في الحرم حين شاهدت الكعبة عشرة آلاف دينار من ضرب أبيها ، وأعتقت ثلاثمائة عبد ، وثلاثمائة أمة ، وسقت الناس كلهم بعرفة (٥) السويق والسكر. وكست المجاورين بالحرمين ، وتصدقت (٦) على البيوت بعشرة آلاف دينار ، قيل ان الذي فرقت من الكسوة خمسين ألف ثوب. ولم توقد بمكة مدة اقامتها إلا شمع العنبر ، إجلالا للحرم الشريف.

ثم لما رجعت قتل أحد أخويها ، فتصدقت بدمه ، ولم تطالب به» ـ انتهى كلامه ـ.

واستمر نزار بن المعز العبيدي إلى أن توفي سنة ثلاثمائة وست

__________________

والنهاية ١١ / ٢٨٧ ، ابن فهد ـ اتحاف الورى ٢ / ٤١٤ ـ ٤١٥ ، الفاسي ـ شفاء الغرام ٢ / ٣٥٣ ، اليافعي ـ مرآة الجنان ٢ / ٣٨٥.

(١) أخواها : إبراهيم وهبة الله ابنا ناصر الدولة أبي محمد الحسن بن عبد الله بن حمدان صاحب الموصل. وعن جميلة بنت ناصر الدولة أي ابنة الحسن بن عبد الله بن حمدان ، وحجها. انظر : ابن الجوزي ـ المنتظم ٧ / ٨٤ ، ابن تغري بردي ـ النجوم الزاهرة ٤ / ١٢٦ ـ ١٢٧ ، الذهبي ـ تاريخ الإسلام ١١١ ، ودول الإسلام ١ / ٢٢٦ ـ ٢٢٧ ، العبر ٢ / ١٢٣ ، الفاسي ـ شفاء الغرام ٢ / ٣٥٣ ، ابن العماد ـ شذرات الذهب ٣ / ٥٥.

(٢) في (ب) «أيديهم.

(٣) في (د) «للرجال».

(٤) في (ب) «المتعتعين».

(٥) في (د) «معرفة».

(٦) في (ب) «فتصد».

٢٠٧

وثمانين (١).

[أخبار مكة وولاتها زمن الحاكم بأمر الله العبيدي ٣٨٥ ـ ٤١١ ه‍]

ثم ولي مصر ابنه الحاكم بأمر الله (٢). واستمر إلى أن قتل سنة أربعمائة وإحدى عشرة (٣).

قال في الوقائع (٤) : «وفي سنة ثلاثمائة وخمس وتسعين ، أرسل صاحب مصر الحاكم الحسن بن نزار إلى صاحب مكة أبي الفتوح الحسن ابن جعفر الحسني (٥) سجلا ينتقص فيه الصحابة رضي‌الله‌عنهم ، وبعض أزواج النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وأمره أن يأمر الخطيب أن يقرأه على المنبر.

فلما فشا ذلك في الموسم ، وحضر الحجاج ، تداعت العرب من حوالي مكة ـ هذيل ورواحة ومن يلمّ (٦) بهم ـ إلى نحو المسجد غضبا لله ولرسوله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وأصحابه رضي‌الله‌عنهم.

فلما رأى القاضي الخطيب على المنبر زحف الناس دفعة واحدة واجتماعهم في المسجد ، لم يخرج ، وجلس في بيته ، واجتمع الناس (٧) ، بالحجارة والعصي على المنبر ، فكسروه حتى صار

__________________

(١) القضاعي ـ تاريخ القضاعي ٥٧١ ، ابن الأثير ـ الكامل في التاريخ ٧ / ٧٦.

(٢) الحاكم بالله أبو علي الحسن المنصور بن نزار ـ القضاعي ـ تاريخ ٥٧٤.

(٣) القضاعي ـ تاريخ ٥٧٥ ، ابن الأثير ـ الكامل في التاريخ ٧ / ٣٠٤.

(٤) وانظر : ابن فهد ـ غاية المرام ١ / ٤٩٣ ، ابن فهد ـ اتحاف الورى ٢ / ٤٣١.

(٥) في (ب) «الحسيني». وانظر عن الحسن بن جعفر العلوي الحسني : الذهبي ـ سير أعلام النبلاء ١٧ / ٣٢٧.

(٦) في (ب) «لم». وفي (د) «ألم».

(٧) سقطت من (ب).

٢٠٨

رضاضا (١) ، ولم يدر (٢) أنه على المنبر أم لا ، وكان يوما عظيما ، ولم يقدر أحد بعد ذلك أن يعلن هذا المذهب القبيح» ـ انتهى ـ.

[الحكام العبيديون في مصر بعد الحاكم بأمر الله ٤١١ ـ ٥٦٧ ه‍]

وولي مصر ابنه الظاهر (٣) لإعزاز دين الله أبو الحسن علي بن الحاكم لأمر الله.

ولم تزل مصر بأيديهم إلى أن [كان](٤) آخرهم العاضد (٥). ولا حاجة لنا إلى ذكرهم.

__________________

(١) في (د) «رضراضا».

(٢) في (د) «ميروه».

(٣) في (أ) ، (ب) ، (ج) «الطالب». والاثبات من (د) والمصادر مثل : ابن الأثير ـ الكامل في التاريخ ٧ / ٣٠٥. وكان صغير السن ، الكامل ٧ / ٣٠٦. واستمر الى سنة وفاته سنة ٤٢٨ ه‍. السيوطي ـ تاريخ الخلفاء ٥٢٤.

(٤) زيادة من (ب).

(٥) العاضد لدين الله عبد الله بن يوسف بن الحافظ ـ ولي الخلافة العبيدية الباطنية سنة ٥٥٥ ه‍. وخلع على يد صلاح الدين الأيوبي سنة ٥٦٧ ه‍. السيوطي ـ تاريخ الخلفاء ٥٢٤. وأما الذين قبله بعد الظاهر : المستنصر معد ٤٢٨ ـ ٤٨٧ ه‍. ثم المستعلي بالله أحمد بن المستنصر ٤٨٧ ـ ٤٩٥ ه‍. ثم الآمر بأحكام الله منصور ٤٩٥ ـ ٥٢٤ ه‍ ومات بغير عقب. ثم عمه الحافظ لدين الله عبد الحميد بن محمد بن المستنصر ٥٢٤ ـ ٥٤٤ ه‍. ثم ابنه الظافر بالله إسماعيل ٥٤٤ ـ مقتله سنة ٥٤٩ ه‍. ثم ابنه الفائز بنصر الله عيسى ٥٤٩ ـ ٥٥٥ ه‍.

٢٠٩

[الخلفاء العباسيون في بغداد من المستكفي سنة ٣٣٣ ه‍ إلى خلافة الناصر سنة ٥٧٥ ه‍ وولاة مكة]

ولما توفي المتقي (١) ولي الخلافة المستكفي (٢) ، ثم خلع نفسه ، فولي بعده المطيع (٣) ، ثم الطايع (٤) ، ثم القادر (٥) ، ثم المقتدر (٦) ، ثم (القائم (٧) ، ثم المقتدي (٨) ، ثم) (٩) المستظهر (١٠) ، ثم المسترشد (١١) ، ثم الراشد (١٢) ، ثم المقتفي (١٣) ، ثم المستنجد (١٤) ، ثم المقتفي (١٥) ، ثم المستضيء (١٦) ، ثم ابنه الناصر في سنة خمسمائة وخمس وسبعين (١٧).

__________________

(١) في النسخ «المقتفي». وتكرر خطأ السنجاري في ذلك.

(٢) ٣٣٣ ـ ٣٣٤ ه‍. خلعه البويهيون وسملوه.

(٣) المطيع ـ الفضل بن المقتدر بن المعتضد ٣٣٤ ـ ٣٦٣ ه‍.

(٤) الطائع لله أبو بكر عبد الكريم بن المطيع ٣٦٣ ـ ٣٨١ ه‍ ، خلع.

(٥) القادر بالله أبو العباس أحمد بن اسحاق بن المقتدر ٣٨١ ـ ٤٢٢ ه‍.

(٦) وهذا خطأ من السنجاري. فبعد الخليفة القادر هو القائم.

(٧) القائم بأمر الله أبو جعفر عبد الله بن القادر ٤٢٢ ـ ٤٦٧ ه‍.

(٨) المقتدي بأمر الله أبو القاسم عبد الله بن محمد القائم بأمر الله ٤٦٧ ـ ٤٨٧ ه‍.

(٩) ما بين قوسين سقط من (د).

(١٠) المستظهر بالله أبو العباس أحمد بن المقتدي بالله ٤٨٧ ـ ٥١٢ ه‍.

(١١) المسترشد بالله أبو منصور الفضل بن المستظهر بالله ٥١٢ ـ ٥٢٩ ه‍.

(١٢) الراشد بالله ٥٢٩ ـ ٥٣٠ ه‍.

(١٣) المقتفي لأمر الله أبو عبد الله محمد بن المستظهر بالله ٥٣٠ ـ ٥٥٥ ه‍.

(١٤) المستنجد بالله أبو المظفر يوسف بن المقتفي ٥٥٥ ـ ٥٦٦ ه‍.

(١٥) وهذا خطأ آخر من السنجاري. فقد ذكر المقتفي قبل المستنجد.

(١٦) المستضيء بأمر الله الحسن أبو محمد بن المستنجد بالله ٥٦٦ ـ ٥٧٥ ه‍.

(١٧) الناصر لدين الله أبو العباس أحمد بن المستضيء ٥٧٥ ـ ٦٢٢ ه‍.

٢١٠

قلت : وقد تقدم عن الفاسي (١) ، أنه قال : «لا أعرف من ولي مكة لهؤلاء ـ يعني من المقتدر إلى الناصر ـ غير عج ومؤنس (٢) ، وابن محارب (٣)».

[تغلب جعفر بن محمد الحسني على مكة]

وممّن تغلب على مكة زمن الإخشيدية جعفر بن محمد (بن محمد الأكبر) (٤) بن الحسن بن محمد الثائر بن موسى الثاير (٥) بن عبد الله بن موسى الجون بن عبد الله المحض بن الحسن (المثنى بن الحسن السبط / بن علي بن أبي طالب الحسني (٦). ـ كذا ذكره ابن حزم في الجمهرة (٧).

أقول : وفي (بعض تواريخ مكة) (٨) : جعفر بن محمد الأكبر بن الحسين بن محمد الثائر السابق ذكره.

وأظن ذلك بعد موت كافور ، وقبل استيلاء جوهر خادم المعز

__________________

(١) الفاسي ـ شفاء الغرام ٢ / ٣٠٣.

(٢) في النسخ «وموسى». والتصحيح من المصادر وقد سبق ذلك. وهو مؤنس المظفر قاتل المقتدر الخليفة العباسي.

(٣) ابن محلب ـ سبق ذكره. وانظر : شفاء الغرام ٢ / ٣٠٣.

(٤) ما بين قوسين سقط من (ب). وهو يتطابق مع ما ذكره ابن حزم في الجمهرة ص ٤٧.

(٥) في (د) «الثاني». وهو خطأ.

(٦) في (ب) «الحسين». وهو خطأ.

(٧) ابن حزم ـ الجمهرة ص ٤٧ ، الفاسي ـ شفاء الغرام ٢ / ٣٠٦. وأما ابن خلدون فذكر نسبه : «جعفر بن أبي هاشم الحسن بن محمد بن سليمان ، من ولد محمد بن سليمان القائم بالمدينة أيام المأمون». ابن خلدون ـ تاريخ ٣ / ٢٤٤.

(٨) ما بين قوسين في (ج) «التواريخ». وفي (ب) «تواريخ». وانظر ذلك : الفاسي ـ شفاء الغرام ٢ / ٣٠٦ ، العقد الثمين ٢ / ٤٢٩ ، ابن فهد ـ غاية المرام ١ / ٤٨٢.

٢١١

على مصر.

قال القاضي ابن جار الله (١) : «وكان موت كافور سنة ثلاثمائة وست وخمسين ـ. فيكون تغلب جعفر في هذه السنة أو في سنة ثلاثمائة وثمان وخمسين ولا تخرج عن هذا».

قلت : وصريح نقل صاحب الوقائع السابق : أنه سنة ثلاثمائة وستين.

وهو أول من تغلب على مكة من الأشراف الحسنيين ـ قاله الفاسي (٢) ـ.

أقول : ورأيت بخط بعض الأفاضل (٣) أن ذلك سنة ثلاثمائة وستين (٤).

قال : وسبب ذلك (٥) أنه وقعت الفتنة بين بني حسن وبني حسين أصحاب المدينة. فاستغاثت الحسينيون (٦) بصاحب مصر المعز لدين الله العبيدي (٧) ، وضمنوا له الخطبة بمكة. فجاءت القرامطة مددا لبني

__________________

(١) ابن ظهيرة ـ الجامع اللطيف ١٨٩. ولم ينقل السنجاري الخبر بدقة عن ابن ظهيرة فعنده : «وكان موت كافور في سنة ست وخمسين وثلاثمائة في جمادى الأولى ، وقيل في سنة سبع وخمسين فتكون ولاية جعفر في احدى هاتين السنتين أو في سنة ثمان وخمسين ولا تخرج ولايته عن هذا».

(٢) الفاسي ـ شفاء الغرام ٢ / ٣٠٦ ، العقد الثمين ١ / ١٧٠ ـ ١٧١.

(٣) في (ب) «خط بعض الأفاضل». وفي (ج) «بخط بعض الفضلاء».

(٤) في اتحاف الورى «سنة ثلاثمائة وإحدى وستين» ٢ / ٤٠٨.

(٥) أي تغلب جعفر بن الحسن على مكة.

(٦) في (ب) «الحسنيون». وهو خطأ. فالحسينيون في المدينة كانت طاعتهم للعبيدين. انظر : ابن فهد ـ اتحاف الورى ٢ / ٤٠٨.

(٧) والمعز توفي سنة ٣٦٥ ه‍.

٢١٢

حسن ، فانهزم بنو حسين.

ثم وقعت الفتنة بين بني حسن وبني جعفر ، وحصلت بينهم دماء ، فبعث [المعز](١) ، وأصلح بينهم ، وتحمل ديات القتلى. فبادر جعفر ابن الحسن بن محمد بن سليمان بن داود بن الحسن المثنى بن الحسن السبط بن علي بن أبي طالب رضي‌الله‌عنه [وكان بالمدينة](٢) ، فملك مكة ، ودعا للمعز ، وخطب له. وكتب له المعز بولاية مكة (٣). ثم لما توفي جعفر المذكور ، تولى ابنه كما يأتي إن شاء الله تعالى.

قال السيد الميركي (٤) : «وهو ـ يعني جعفر بن محمد ـ من الطبقة الأولى من بني حسن ولاة مكة» ـ انتهى ـ.

(وفي عمدة الطالب في نسب آل أبي طالب (٥) : «أنه أول من تملكها من بني حسن الجون. وكان حاكم مكة انكجور (٦) التركي من جهة المعز الفاطمي) (٧).

[ولاية عيسى بن جعفر بن محمد الحسني]

ثم ولي بعده ابنه عيسى بن جعفر ، ودامت ولايته إلى سنة ثلاثمائة

__________________

(١) زيادة من (د).

(٢) ما بين حاصرتين من (ب).

(٣) سقطت «مكة» من (ب). وفي (ج) «بولايته».

(٤) السيد الميركي ـ صاحب التحفة السنية. ولم أعثر على ترجمة لصاحب الكتاب ولا لكتابه.

(٥) عمدة الطالب في نسب آل أبي طالب. هو تحفة الطالب بمعرفة من ينتسب إلى عبد الله وأبي طالب (مخطوط) ، مكتبة مكة المكرمة رقم ١٠ / ١ / تاريخ للسمرقندي محمد ابن الحسن بن عبد الله الحسيني المكي. توفي سنة ٩٤٠ ه‍.

(٦) ايكجور التركي ـ في بعض النسخ.

(٧) ما بين قوسين سقط من (ب) ، (ج) ، (د).

٢١٣

وأربع وثمانين /.

وفي أيامه : حصر جيش العزيز بن المعز صاحب مصر أهل مكة حصرا شديدا لعدم وفاقهم على ذكر العزيز في الخطبة بعد موت أبيه (١).

[فتنة عام ٤١٤ ه‍]

وفي أيامه (٢) سنة أربعمائة وأربعة عشر قال الفاسي (٣) : «كانت فتنة بمكة ، نهب الحجاج لأهلها». وسببها كما قال ابن الأثير (٤) : «لما كان النفر الأول ، وكان يوم الجمعة دخل المسجد رجل من أهل مصر ، أحمر أشقر ، بيده سيف مسلول ودبوس (٥) من حديد. فتقدم بعد ما فرغ الإمام من صلاة الجمعة ، وقصد الحجر الأسود فضربه (٦) ، بالدبوس ثلاث مرات ، وقال : إلى متى يعبد هذا الحجر؟ ومحمد وعلي؟. فليمنعني مانع من هذا ، فإني أريد (أن أهدم) (٧) هذا البيت.

__________________

(١) كان ذلك سنة ٣٦٥ ه‍. انظر : درر الفرائد ٢٤٦ ، ابن الجوزي ـ المنتظم ٧ / ٨٠ ـ ٨١ ، ابن كثير ـ البداية والنهاية ١١ / ٨٣ ، الفاسي ـ شفاء الغرام ٢ / ٣٠٧ ، ابن فهد ـ اتحاف الورى ٢ / ٤١٣.

(٢) السياق غير صحيح عند السنجاري ، فهذا ليس أيام العزيز العبيدي ، ولا زمن ولاية عيسى بن جعفر حتى ولا زمن الحاكم بأمر الله العبيدي. فالحادثة زمن ولاية أبي الفتوح الحسن بن جعفر أخو عيسى بن جعفر.

(٣) الفاسي ـ شفاء الغرام ٢ / ٢٢٤.

(٤) ابن الأثير ـ الكامل في التاريخ حوادث سنة ٤١٤ ه‍ ، ٧ / ٣١٤ ـ ٣١٥ ، وانظر : ابن كثير ـ البداية والنهاية حوادث سنة ٤١٣ ه‍ ، ١٢ / ١٣ ـ ١٤.

(٥) الدبوس : عمود على شكل هراوة مدملكة الرأس. أنظر : المعجم الوسيط ١ / ٢٧٠.

(٦) في (ب) «فضرب به».

(٧) في نسخ السنجاري «رب». والاثبات من ابن الأثير ـ الكامل ٧ / ٣١٤ ، الفاسي ـ شفاء الغرام ٢ / ٣٥٧.

٢١٤

فخافه أكثر الحاضرين ، وكاد أن يفلت ، فثار إليه رجل ، فضربه بخنجر ، فقتله ، وقطعه الناس وأحرقوه. وقتل ممن اتهم بمصاحبته أكثر من عشرين إنسانا غير ما خفي (١) منهم. ووضع الناس كذلك (٢) أيديهم في المغاربة والمصريين بالنهب والسلب وغيرهم (٣) في الطريق (٤) إلى الليل.

فلما كان غدوة يوم السبت ماج الناس وهاجوا (٥) واضطربوا ، وأخذوا أربعة أنفس من أصحاب ذلك الرجل ، فقالوا : نحن مائة رجل.

فضربت (٦) أعناق الأربعة». انتهى ما يتعلق بالحجر ـ.

وقال الذهبي (٧) : «ان ذلك كان سنة أربعمائة وثلاثة عشر». وفي خبره زيادة : «أنه كان على باب المسجد عشرة أنفس على خيولهم ، حماية لذلك الرجل الداخل لضرب الحجر».

ونقل عن هلال بن محسن (٨) : «أن الضارب ممن

__________________

(١) في (ب) «أخفي».

(٢) في (ب) «ذلك».

(٣) في (د) «وغيره».

(٤) في (ب) «طريق».

(٥) سقطت من (ب).

(٦) في (د) «فضربت أعناقهم وأعناق الأربعة». وهو مخالف لما في المصادر.

(٧) دول الإسلام ١ / ٢٤٦ ، العبر ٢ / ٢٢٣. وانظر : ابن كثير ـ البداية والنهاية ١٢ / ١٣ ـ ١٤ ، الفاسي ـ شفاء الغرام ٢ / ٣٥٨.

(٨) في (ب) «بلال بن الحسن». وفي (أ) ، (ج) «هلال بن الحسن». والاثبات من (د). وهو : هلال بن المحسن بن إبراهيم بن هلال الصابيء الحراني المؤرخ الكاتب البغدادي. توفي سنة ٤٤٨ ه‍. له رسوم دار الخلافة وغيرها. انظر : ابن خلكان ـ وفيات الأعيان ٢ / ٢١٢ ، الخطيب البغدادي ـ تاريخ بغداد ١٤ / ٧٦ ، الزركلي ـ الاعلام ٨ / ٩٢.

٢١٥

استغواهم (١) (الحاكم العبيدي (٢) ، وأفسد أديانهم.

وذكر الجلال السيوطي هذه القصة في كتاب المحاضرة. وفيها /: «أن) (٣) العشرة دخلوا المسجد ، فقاتلهم الناس ، وأنه حصل في الحجر الأسود (٤) تشطب (٥) ، أعادوه السدنة باللك (٦). وآثار ذلك باقية» ـ انتهى.

[ولاية أبي الفتوح الحسن بن جعفر الحسني ٣٨٤ ـ ٤٣٠ ه‍]

ثم ولي بعد (٧) عيسى أخوه أبو الفتوح الحسن بن جعفر (٨) وكانت ولايته سنة ثلاثمائة وأربع وثمانين. ودامت ولايته إلى أن توفي سنة أربعمائة وثلاثين. إلا أن الحاكم العبيدي صاحب مصر كان قد ولّى مكة : أبا الطيب (٩) ابن عم أبي الفتوح ، لما خرج أبو الفتوح عن

__________________

(١) في (د) «ستوفاهم». وهو خطأ.

(٢) وكان الحاكم العبيدي آنذاك الظاهر بن الحاكم بأمر الله ٤١١ ـ ٤٢٨ ه‍. ويعني بالحاكم العبيدي الحاكم بأمر الله الباطني.

(٣) ما بين قوسين سقط من (د).

(٤) سقطت من (ب).

(٥) في (ب) «تشنظ».

(٦) في (د) «والملك». وهو خطأ. واللك : صبغ أحمر تفرزه بعض الحشرات على الأشجار يذاب فيتكون منه دهان يصنع به ويشد نصب السكاكين وغيرها. ابن منظور ـ لسان العرب ١٠ / ٤٨٤ ، الفيروزآبادي ـ القاموس المحيط ٣ / ٣٢٨.

(٧) في (د) «بعده».

(٨) الفاسي ـ شفاء الغرام ٢ / ٣٠٧ ، العقد الثمين ٤ / ٦٩ ، ابن فهد ـ غاية المرام ١ / ٤٨٣. وانظر : ابن حزم ـ الجمهرة ص ٤٧.

(٩) في (ب) «أبا با الطيب». وانظر في ذلك : ابن فهد ـ غاية المرام ١ / ٤٩٦ ، والفاسي ـ العقد الثمين ٨ / ٥٧ ، شفاء الغرام ٢ / ٣٠٩. وعن نسبه انظر : ابن

٢١٦

طاعته.

وقيل : إن أخا لأبي الفتوح تغلب على مكة في مدة (١) عصيان أبي الفتوح على الحاكم (إلى أن ردّه بعد أن أطاعه.

وكان عصيان أبي الفتوح للحاكم) (٢) صاحب مصر سنة أربعمائة وواحد (٣) ، وقيل سنة أربعمائة واثنين (٤).

وسبب ذلك على ما ذكره الفاسي (٥) :

«أن الوزير أبا القاسم المغربي (٦) ، لما قتل الحاكم أباه هرب منه (٧) (إلى آل الجراح) (٨). واستجار بهم. فبعث الحاكم إليهم من

__________________

حزم ـ الجمهرة ٤٧.

(١) في (أ) ، (ج) «زمن». والاثبات من (ب) ، (د).

(٢) ما بين قوسين سقط من (د). والحاكم المقصود في هذه الحادثة هو الحاكم بأمر الله العبيدي الرافضي الباطني.

(٣) ابن فهد ـ غاية المرام ١ / ٤٨٩.

(٤) ابن فهد ـ غاية المرام ١ / ٤٩٠.

(٥) الفاسي ـ شفاء الغرام ٢ / ٣٠٨ ـ ٣٠٩ ، العقد الثمين ٤ / ٧٠. وانظر : ابن فهد ـ اتحاف الورى ٢ / ٤٣٦.

(٦) أبو القاسم المغربي : أبو القاسم الحسين بن علي بن الحسين المغربي. ولد بمصر سنة ٣٧٠ ه‍. وكان أبوه من أصحاب سيف الدولة الحمداني ، فسار الى مصر وتولّى بها. فقتله الحاكم العبيدي. وهرب أبو القاسم فكان دوره في حركة آل الجراح. وقصد بعد ذلك العراق ، وقصد فخر الملك ثم قراوش بالموصل ، ووزر لمؤيد الملك الرخجي. وكان خبيثا محتالا حسودا. انظر : ابن الأثير ـ الكامل في التاريخ ٧ / ٣١٤. كما وزر لابن مروان سنة ٤٦٥ ه‍. ابن الأثير ـ الكامل ٧ / ٣١٦. وتوفي سنة ٤١٨ ه‍. ابن كثير ـ البداية والنهاية ١٢ / ٢٣.

(٧) في (د) «منهم».

(٨) آل الجراح : من طيء. تولوا رئاسة جنوب الشام ـ فلسطين ـ أيام العبيديين. وظهر منهم مفرج بن دغفل بن الجراح الطائي وأبناؤه. وبالأخص حسان بن

٢١٧

حاربهم ، فكان الظفر لآل الجراح. فحسّن لهم الوزير المغربي عزل الحاكم ، ومبايعة أبي الفتوح. وقصد أبا الفتوح بمكة وحسّن له طلب الخلافة. فاعتذر له بقلة المال ، فحسّن له أخذ مال الكعبة. (ولم يزل به ، حتى أخذ مال الكعبة) (١) ، وأموالا للتجار من جدة. وخطب (لنفسه بمكة ، وبايعه شيوخ بني حسن وغيرهم من سكان الحرمين ، وتلقب بالراشد. وخرج من مكة إلى الرملة (٢) مع ابن المغربي ، قاصدا آل الجراح في جماعة من بني عمه ، ومعه (٣) ألف عبد أسود ، ومعه سيف يزعم أنه ذو الفقار (٤) ـ سيف علي بن أبي طالب رضي‌الله‌عنه ، وقضيب (٥) يزعم أنه قضيب النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم».

قال في الوقائع (٦) بعد ذكر القصة ، وأخذه لمال (٧) الكعبة / وأموال التجار ، وخطب) (٨) ـ يعني أبا الفتوح ـ للناس (٩) ، فقال في

__________________

مفرج الذي لعب دورا كبيرا زمن الحاكم العبيدي. انظر : الزبيدي ـ تاج العروس ٥ / ١٢٤ ، ابن خلدون ـ تاريخ ٦ / ٧. وانظر تفاصيل هذه الحوادث : ابن خلكان ـ وفيات الأعيان ٢ / ١٧٤ ، ابن فهد ـ اتحاف الورى ٢ / ٤٣٥ ـ ٤٤١.

(١) ما بين قوسين سقط من (د).

(٢) الرملة : المقصود بها مدينة بفلسطين بناها سليمان بن عبد الملك. انظر : ياقوت ـ معجم البلدان ٣ / ٦٩ ـ ٧٠.

(٣) في (ب) «ومع».

(٤) ذو الفقار : سيف النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم وكان لمنبه بن الحجاج. وكان لا يفارقه صلى‌الله‌عليه‌وسلم. انظر : القضاعي ـ تاريخ ٢٥٠ ـ ٢٥١.

(٥) كان لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قضيب يسمى الممشوق. القضاعي ـ تاريخ ٢٤٦.

(٦) الوقائع الحكمية للسيد البهنسي. وانظر : الفاسي ـ العقد الثمين ٤ / ٧٣ ، ابن فهد ـ اتحاف الورى ٢ / ٤٣٨ ، ابن فهد ـ غاية المرام ١ / ٤٨٧.

(٧) في (ب) «المال».

(٨) كل ما بين القوسين سقط من (د).

(٩) في (ب) «بالناس».

٢١٨

أول خطبته : «(طسم تِلْكَ آياتُ الْكِتابِ الْمُبِينِ نَتْلُوا عَلَيْكَ مِنْ نَبَإِ مُوسى وَفِرْعَوْنَ)(١) إلى قوله تعالى : (وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهامانَ وَجُنُودَهُما مِنْهُمْ ما كانُوا يَحْذَرُونَ)(٢)».

وخرج من مكة إلى الشام ، فدانت له العرب هنالك ، وسلموا عليه بالخلافة ، وأظهر العدل ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

فانزعج منه الحاكم صاحب مصر ، وخضع لآل الجراح ، واستمال منهم حسان بن مفرّج (٣) ، فبذل له ولإخوانه أموالا جزيلة على أن يخلوا بينه وبين أبي الفتوح.

فلما فطن لذلك أبو الفتوح ، استجار بمفرج أبي حسان ، فكتب مفرج إلى الحاكم في شأنه. ففرح الحاكم بذلك ، ورضي عنه ، وأعاده إلى مكة واليا عليها.

وفي هذه المدة التي غاب فيها (٤) أبو الفتوح ، وليها أبو الطيب.

قال الفاسي (٥) : «ولعله أبو الطيب بن عبد الرحمن بن القاسم بن أبي الفاتك عبد الله (٦) بن داود بن سليمان [بن عبد الله بن موسى بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي](٧) بن أبي طالب ـ كذا رأيته

__________________

(١) سورة القصص الآيات ١ ـ ٣.

(٢) سورة القصص الآية ٦.

(٣) بياض في (ب). وانظر : الفاسي ـ شفاء الغرام ٢ / ٣٠٩.

(٤) في (أ) ، (ج) «عنها». والاثبات من (ب) ، (د).

(٥) الفاسي ـ شفاء الغرام ٢ / ٣٠٩ ، والعقد الثمين ٨ / ٥٧. وانظر : ابن فهد ـ غاية المرام ١ / ٩٤٩.

(٦) سقطت من (ب) ، (د). ومن الفاسي ـ شفاء الغرام ٢ / ٣٠٩.

(٧) ما بين حاصرتين من (د) ، وشفاء الغرام ٢ / ٣٠٩.

٢١٩

مكتوبا في حجر على قبر ، يقال أنه قبر يحيى بن الأمير [المؤيد](١) الزيدي الأثيري قاسم بن غانم بن حمزة بن وهاس (٢) بن أبي الطيب ـ وساق ما تقدم ـ والله أعلم».

قلت : أبو الفتوح هذا ذكره صاحب دمية القصر (٣) ، وأورد (٤) له من الشعر قوله :

وصلتني الهموم وصل هواك

وجفاني الرّقاد مثل جفاك

وحكى لي الرسول أنك غضبى

يا كفى الله شر ما هو حاك /

وكان فيه من الشجاعة والنجدة وقوة (٥) البنية ما لا مزيد عليه :

حكي أن أخته أرسلت اليه مرة بدراهم ، ليأخذ لها حنطة ، فأنف من ذلك ، فأخذ الدراهم وفركها بيده ، حتى محا رسمها ، وذهب نقشها ، وردّها إليها مع حنطة أرسلها لها. وقال لحامل الدراهم : «إن هذه الدراهم زيوف لا تصلح».

فلما بلغ أخته ذلك ، وكانت مثله في القوة ، أخذت كفا من الحنطة وفركتها ، حتى صيّرته دقيقا. ثم أرسلت به إليه ، وقالت : هذه الحنطة لا تصلح. ـ رحمهما‌الله ـ.

__________________

(١) زيادة من شفاء الغرام للفاسي ٢ / ٣٠٩.

(٢) في (ج) «دهاس». وهو خطأ. انظر : الفاسي ـ شفاء الغرام ٢ / ٣٠٩ ، ابن فهد ـ غاية المرام ١ / ٤٩٥.

(٣) صاحب دمية القصر ... للباخرزي علي بن الحسن بن علي بن أبي الطيب الباخرزي السنجبي أبو الحسن. توفي سنة ٤٦٧ ه‍. والكتاب ذيل على يتيمة الدهر للثعالبي. ياقوت ـ معجم الأدباء ٤ / ١٦٨٢.

(٤) في (د) «واود».

(٥) في (د) «والقوة قوة».

٢٢٠