منائح الكرم في أخبار مكة والبيت وولاة الحرم - ج ٢

علي بن تاج الدين بن تقي الدين السنجاري

منائح الكرم في أخبار مكة والبيت وولاة الحرم - ج ٢

المؤلف:

علي بن تاج الدين بن تقي الدين السنجاري


المحقق: الدكتور جميل عبدالله محمد المصري
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: جامعة أم القرى
الطبعة: ٠
ISBN الدورة:
9960-03-366-X

الصفحات: ٤٨٠

ابن علي بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب (١). ومكث إلى سنة مائة وثمان وخمسين.

[وفاة أبي جعفر المنصور]

وفيها (٢) قدم المنصور للحج (٣) ، وبعث إلى والي مكة يأمره أن يحبس (٤) على سفيان الثوري (٥) ، وعباد بن كثير (٦) ، فتخوّف الناس عليهما.

فأتى رجال (٧) من آل سفيان إليه ـ وهو في الحجر ، ورأسه فوق فخذ الفضيل بن عياض (٨) يفليه ، وقالوا له : «لا تشمت بنا الأعداء ، قم فاختف ، فإنّ المنصور سيدخل مكة». فقام يجرّ رداءه ، وتشبث بالملتزم وقال : «برئت من هذه البنية إن دخلها المنصور» (٩).

__________________

(١) انظر : ابن جرير الطبري ـ تاريخ ٨ / ٦٠٢ ، ابن الأثير ـ الكامل ٥ / ٢٨ ، الفاسي ـ العقد الثمين ١ / ٤٠١ ، شفاء الغرام ٢ / ٢٧٨ ، ابن فهد ـ اتحاف الورى ٢ / ١٨٩.

(٢) أي عام ١٥٨ ه‍.

(٣) انظر : ابن جرير الطبري ـ تاريخ ٨ / ٦٣٣ ، ابن كثير ـ البداية والنهاية ١٠ / ١٠٧ ، الذهبي ـ دول الإسلام ١ / ١٠٩ ، الفاسي ـ العقد الثمين ٥ / ٩٠.

(٤) في (د) «يجلس».

(٥) سفيان بن سعيد بن مسروق الثوري الكوفي ـ شيخ الإسلام وإمام الحفاظ في زمانه. أمير المؤمنين في الحديث. توفي بالبصرة سنة ١٦١ ه‍. انظر : الذهبي ـ سير أعلام النبلاء ٧ / ٢٢٩ ـ ٢٧٩.

(٦) عباد بن كثير الثقفي البصري نزيل مكة أحد العباد. انظر : الذهبي ـ سير أعلام النبلاء ٧ / ١٠٦.

(٧) في (ج) «برجال».

(٨) الفضيل بن عياض بن مسعود بن بشر التميمي اليربوعي الخراساني المجاور بحرم الله. توفي سنة ١٨٦ ه‍. انظر : الذهبي ـ سير أعلام النبلاء ٨ / ٤٢١ ـ ٤٤٨.

(٩) ذكر ذلك الذهبي ـ سير أعلام النبلاء ٧ / ٢٥١ ، ابن فهد ـ اتحاف الورى

١٠١

فاتفق أنه لما وصل المنصور إلى الحجون ، عثر به حصانه فطاح ، فاندقت عنقه فمات مكانه. فدفنوه في المعلاة. وصدق الله تعالى سفيان ـ رحمه‌الله تعالى ـ.

ورأيت في بعض التصانيف (١) أنهم حفروا له تلك الليلة بالمعلاة أربعين قبرا لئلا يعرف قبره.

وذكر الفاسي (٢) : أنه مات ببئر ميمون ـ وهي بالمعلاة». ولعله حمل إليها فمات. وفيه يقول سلم الخاسر (٣) :

حج الحجيج وخلّفوا ابن محمد

رهنا بمكة في الضريح الملحد (٤)

شهدوا المشاهد كلّها وإمامهم

تحت الصّفايح في الثرى لم يشهد

[ولاة مكة وأخبارها في خلافة المهدي ١٥٨ ـ ١٦٩ ه‍]

فولي الخلافة بعده ابنه محمد المهدي بن المنصور.

فولي مكة في زمنه :

__________________

غاية المرام ٢ / ٣٣١.

(١) في (ب) ، (د) «التعاليق». وانظر في ذلك : ابن جرير الطبري ـ تاريخ ٨ / ٦٩٤ ، ابن الأثير ـ الكامل ٥ / ٤٤.

(٢) شفاء الغرام ٢ / ٣٤١. وسقط قوله كله من النسخة (د).

(٣) هو سلم بن عمرو بن حماد مولى. شاعر خليع ماجن من البصرة. مدح العباسيين وتوفي سنة ١٨٦ ه‍. انظر : ابن خلكان ـ وفيات الأعيان ١ / ١٩٨ ، الزركلي ـ الاعلام ٣ / ١١٠ ـ ١١١.

(٤) في (ب) «اللحد».

١٠٢

إبراهيم بن يحيى بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس (١) بوصية من المنصور.

قال ابن فهد (٢) : «وفي سنة مائة وستين حج المهدي ، وذكر له السدنة أن كساوى الكعبة كثرت عليها ، والبناء ضعيف ، ونخشى عليها من الثقل. فأمر بتجريدها ، وطيبها بالمسك والعنبر (٣) / ظاهرا وباطنا. ثم كساها كساوى من الخز والقباطي والديباج».

قال الفاسي (٤) : «وفي هذه السنة وقع سيل عظيم ، ودخل الحرم ، ليومين بقيا من المحرم».

ثم ولي مكة جعفر بن سليمان بن علي بن عبد الله بن العباس (٥) وذلك في سنة مائة (٦) وإحدى وستين.

وفي جعفر بن سليمان هذا يقول داود بن سلم من قصيدة طويلة (٧) :

__________________

(١) الفاسي ـ شفاء الغرام ٢ / ٢٧٨ ، ابن جرير الطبري ـ تاريخ ٨ / ٦٩٥.

(٢) النجم عمر بن فهد ـ اتحاف الورى في أخبار أم القرى ٢ / ٢٠٤ ـ ٢٠٥. واختصره السنجاري.

(٣) في حواشي ص (١٦٠) من المخطوطة (أ) أشياء كثيرة لقصيدة ابن هرمة بخط غير خط المؤلف تتعذر قراءته.

(٤) في شفاء الغرام ٢ / ٢٦٤ بإختلاف في بعض الألفاظ.

(٥) انظر : ابن جرير الطبري ـ تاريخ ٨ / ٧٢٥ ، وله ترجمة في الصفدي ـ الوافي بالوفيات ١١ / ١٠٦. وانظر : ابن منظور ـ مختصر تاريخ دمشق لابن عساكر ٦ / ٦٠ ـ ٦٢ ، الفاسي ـ العقد الثمين ٣ / ٤١٩ ، وشفاء الغرام ٢ / ٢٧٨.

(٦) استمر في ولايته زمن المهدي إلى أن عزله سنة ١٦٦ ه‍. تاريخ ابن جرير الطبري ٨ / ١٣٨.

(٧) انظر : ياقوت ـ معجم الأدباء ١١ / ٩٥ ، ابن فهد ـ غاية المرام ١ / ٣٣٦ ـ ٣٣٧.

١٠٣

وكنّا حديثا قبل تأمير جعفر

وكان المنى من جعفر أن يؤمّرا (١)

فرحت بتأمير الأمير فكلما (٢)

لقيت خليلا لمته أو يسيرا (٣)

كصاد أصابته سموم ظهيرة

بأرض مفاز حين راح فهجّرا

رأى عارضا يزجي إليه سحابة

فلما علاه الوبل شّحّ فأمطرا

كأن بني حوّاء صفّوا أمامه

فخيّر في أنسابهم فتخيّرا

حوته شروع (٤) المجد من كل جانب

إذا نسبوا حازوا النبيّ المطهّرا

سليل نبي الله وابن ابن عمه

فيا لك فخرا ما أجلّ وأكبّرا

صفا كصفاء النون (٥) في ناقع الثرى

من الرفق (٦) حتى ماؤه غير أكدرا

حوى المنبرين الطاهرين فجعفر (٧)

إذا ما خطا (٨) عن منبر حلّ (٩) منبرا

قال الزبير بن بكار :

«فحدثني يونس بن عبد الله بن سالم الخياط : أن جعفر بن سليمان أعطى داود (١٠) بن سلم فيها ـ يعني القصيدة ـ عشرة الآف درهم ، لما قالها حين ولي جعفر مكة والمدينة» ـ انتهى كلامه ـ.

__________________

(١) في (ج) «يأمرا».

(٢) في (ج) «وكلما».

(٣) في (د) «يبشرا». وذكر ناسخ (ج) في نسخة أخرى «يبشرا» وهو الأصح.

(٤) في غاية المرام «فروع».

(٥) في غاية المرام «المزن».

(٦) في (د) وغاية المرام «الرّنق».

(٧) في (د) «ابن جعفر». ويعني بالمنبرين : مكة والمدينة.

(٨) في (د) «حط».

(٩) ذكر ناسخ (ج) أن في نسخة أخرى «أم».

(١٠) في (ج) «لداود».

١٠٤

وأنشد سلمة بن غياث (١) من أبيات فيها قوله :

فما شمّ أنفي ريح كف رأيتها

من الناس إلا ريح كفّك أطيب

فأمر له بألف دينار ، ومائة مثقال مسكا ، ومثلها عنبرا. ـ قاله الزمخشري في ربيعه (٢).

فائدة :

قال ابن بكار (٣) أيضا : ليس لأحد من ولد عبد الله بن العباس رضي‌الله‌عنهما عقب غير علي بن عبد الله بن عباس ـ يعني جد جعفر هذا (٤).

ومدحه ابن هرمة (٥) بعدة قصائد. منها قوله معرضا لقصيدة داود ابن سلم ـ وهي طويلة منها قوله : /

فلما أتانا الخير يبرق وجهه

ونوّر نورا ساطعا من تنوّرا

وأنّ أمير المؤمنين [منّ](٦) برأفة

علينا وخصيصا أمّر جعفرا

وثقنا بخير منك لا شرّ بعده

وأسهل منّا آمنا من توعّرا

__________________

(١) سلمة بن غياث : الصحيح سلمة بن عياش مولى بني حسل بن عامر بن لؤي. شاعر مصري من مخضرمي الدولتين الأموية والعباسية ، وكان يتدين ويتصوف ، وانقطع إلى جعفر ومحمد ابني سليمان بن علي بن عبد الله بن العباس ومدحهما فأكثر وأجاد. الاصبهاني ـ الأغاني ٢٠ / ٣٠٩.

(٢) ربيع الأبرار ونصوص الأخبار.

(٣) أي الزبير بن بكار.

(٤) أضاف ناسخ (ج) في المتن قوله : «قال كاتبه أبو الفيض والإسعاد ، وعلي هذا هو جد الخلفاء من بني العباس» ـ والله أعلم.

(٥) إبراهيم بن سلامة بن هرمة سبق ذكره. راجع : أبو الفرج الأصفهاني ـ الأغاني ٤ / ٣٦٧ ، الصفدي ـ الوافي ٦ / ٥٩ ، ابن فهد ـ غاية المرام ١ / ٣٣٥.

(٦) زيادة من (ج). وبياض في (د).

١٠٥

فتى من بني العباس كهلا فؤاده

يزين سريرا بالحجاز ومنبرا

وقد ضمنت أصداف فهر بن مالك

له يوم فخر الناس درّا وجوهرا

فكم ولدته من حصان عقيلة

فجاء أبوها عرقها (١) فتخيّرا

ومن ملك لا ينكر الناس فضله

عظيم إذا سيم (٢) النّقيصة أنكرا

وقد جرّبته (٣) وهو أمرد ناشيء

هزاهز يوهنّ القديم العثترا (٤)

إذا أمكنته غدوة من عدوّه (٥)

غدا غير (٦) مبهور إذا القرن أعورا

فألحفه عضبا حساما غراره (٧)

رضيع الرّدا أو ذا سنان معنجرا (٨)

كأن المنايا أرضعته فبرّها

غداة إذ أن (٩) طنّب الموت عسكرا

وجالت رجال الخيل دهما (١٠) عوابسا

يثرن بأطراف السنابك عيثرا (١١)

وتلك لعمري عادة (١٢) يلزمونها

إذ كان يوم يقلب (١٣) الجون (١٤) أشقرا

__________________

(١) في (ج) ، (د) «عرفها».

(٢) في (د) «سيل».

(٣) في (ج) «جردته».

(٤) في (ج) «العتثرا». وفي (د) «العسرا».

(٥) في (ب) «غدوة».

(٦) في (د) «خير».

(٧) في (د) «غداره».

(٨) في (ب) ، (ج) «مفجرا».

(٩) في (ج) ، (د) «إلى أن».

(١٠) في (أ) ، (ب) ، (ج) «وهي». والاثبات من (د).

(١١) في (ج) «عثيرا». والعثير : العجاج الساطع ـ يعني الغبار ـ ابن منظور ـ لسان العرب ٤ / ٥٤٠. والعيثر : كالعثير الغبار ـ والأثر الخفي ـ لسان العرب ٤ / ٥٤٠.

(١٢) في (د) «آية».

(١٣) في (د) «يتقلب».

(١٤) الجون : الأسود. انظر : لسان العرب ١٣ / ١٠١.

١٠٦

وما (١) راجيا ما كنت في جمعك العلا

ولكن من الآباء أكبر أكبرا

وكانت مواريثا سليمان حازها

فأضمرت منها مثل ما كان أضمرا

أبوك حواها من عليّ كما حوى

مواريث عبد الله ساعة أدبرا

كما حاز عباس مواريث أحمد

فلله ما أسنى (٢) تراثا وأطهرا

فأمسى تراثا طاهرا تعمرونه (٣)

مدى الدهر ما جنّ الظّلام وأسفرا

أبى جعفر إلّا ارتفاعا بنفسه

وإلّا (٤) اجتناء الحمد من حيث أثمرا

وإلا ابتياع المكرمات بماله

له تاجر أكرم بذلك متجرا

أقول لعرسي إن (٥) رأيت جناحها (٦)

دهته دواهي دهره فتعذّرا

دعيني فإنّي لا أبا لك إن أزر

لها (٧) جعفرا يصبح جنابك أخضرا

قلت : وذكر الصفدي في الوافي (٨) في ترجمة داود بن سلم هذا عن الزبير بن بكار قال :

«وكان الحسن بن زيد (٩) قد عود داود بن سلم بعطايا. فلما مدح داود جعفر بن سليمان ـ وكان بين جعفر والحسن [بن زيد](١٠) تباعد شديد ـ فغضب الحسن على داود. فاتفق أنه قدم الحسن من حج

__________________

(١) بياض في (د).

(٢) في (د) «أثنى».

(٣) في (د) «تعمر منه».

(٤) في (ج) «ولا».

(٥) في (ب) «إذا». وفي (د) «إذ».

(٦) في (ج) «جنامها».

(٧) في (ب) ، (د) «بها».

(٨) الصفدي ـ الوافي بالوفيات ١٣ / ٤٦٧.

(٩) هو الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب.

(١٠) ما بين حاصرتين زيادة من (ب) ، (د).

١٠٧

أو عمرة ، فدخل عليه داود ، فقال له الحسن : أنت القائل في جعفر؟! :

حوى المنبرين الطاهرين كليهما (١)

إذا ما خطا عن منبر أمّ (٢) منبرا

فقال داود : نعم ، جعلني الله فداك ، وأنا الذي أقول :

لعمري لئن (٣) عاقبت أو جدت منعما

بعفو عن الجاني وإن كان معذرا

لأنت بما قدّمت أولى بمدحة (٤)

وأكرم فخرا إن فخرت وعنصرا

هو الغرّة الزهراء في فرع هاشم

ويدعو عليّا ذا المعالي وجعفرا

وزيد الندا والسّبط سبط محمد

وعمّك بالطفّ (٥) الزّكيّ المطهّرا

فعاد الحسن إلى ما كان يصله إلى أن مات» ـ انتهى (٦).

وفيه يقول الأصبغ بن عبد العزيز (٧) مولى خزاعة :

حلفت بمن (٨) حجّت قريش لبيته

ومن (٩) وضعت بالأخشبين رحالها

__________________

(١) في (ج) «كلاهما». وفي (ب) ، (د) «كلها». والاثبات من الصفدي ـ الوافي ١٣ / ٤٦٨. والبيت من البحر الطويل.

(٢) في (د) «حلّ».

(٣) في (د) «إن».

(٤) في (د) «بسمحة».

(٥) في (د) «باللطف». والطف : أرض من ضاحية الكوفة فيها مقتل الحسين ابن علي رضي‌الله‌عنهما. انظر : ياقوت ـ معجم البلدان ٤ / ٣٦.

(٦) أي من الوافي للصفدي ١٣ / ٤٦٧ ـ ٤٦٩.

(٧) الأصبغ بن عبد العزيز المدني مولى خزاعة. انظر : الصفدي ـ الوافي بالوفيات ٩ / ٢٨٠.

(٨) في الوافي للصفدي «بما».

(٩) في الوافي «وما».

١٠٨

لقد أهلت أرض بها حلّ جعفر

وما عدمت معروفها وثمالها (١)

وبالجملة فقد كان ملجأ للعفاة ـ رحمه‌الله تعالى ـ.

[تحلية مقام إبراهيم]

قال ابن الضياء (٢) : «وفي هذه السنة (٣) ، أمر المهدي بتحلية المقام».

روى الأزرقي (٤) عن عبد الله بن شعيب [قال : ذهبنا نرفع المقام ، زمن المهدي ، فانثلم ، وهو من حجر رخو ، فخشينا أن يتفتت ، فكتبنا إلى المهدي ، فبعث إلينا بألف دينار ، فصببناها في المقام أسفله وأعلاه](٥).

ولم يزل ذلك الذهب إلى زمن المتوكل. وسيأتي بيان ذلك في محله (٦).

ثم ولي مكة عبيد الله بن قثم بن العباس بن عبد الله بن العباس (٧)

__________________

(١) في الوافي «وجمالها». وكذلك في غاية المرام ١ / ٣٣٧.

(٢) ابن الضياء الحنفي ـ محمد بن محمد بن أحمد المكي. وانظر : الفاسي ـ شفاء الغرام ١ / ٣٢٨.

(٣) أي سنة ١٦٠ ه‍. انظر : ابن جرير الطبري ـ تاريخ ٨ / ٧١٦ ـ ٧١٧.

(٤) الأزرقي ـ أخبار مكة ١ / ٢٧٨. وانظر : الفاسي ـ شفاء الغرام ١ / ٣٢٨.

(٥) ما بين حاصرتين من (د). كما عند الأزرقي. وفي النسخ الأخرى بالمعنى نفسه كما يلي : «ان المقام لما رفع تثلم لرخاوة حجره ، فكتب الحجبة إلى المهدي يعرفونه بذلك ، وانهم يخشون عليه أن يتفتت. فبعث المهدي بألف دينار ، فضببوا عليه بها المقام من أسفله وأعلاه». وهذا ما عند الفاسي في شفاء الغرام ١ / ٣٢٨.

(٦) من هذا الكتاب.

(٧) الفاسي ـ العقد الثمين ٥ / ٣١٤ ، ابن حزم ـ جمهرة أنساب العرب ص ١٩ ،

١٠٩

ابن عبد المطلب. وذلك سنة مائة وستين (١).

وممن ولي مكة للمهدي محمد بن إبراهيم الإمام / السابق ذكره ـ قاله الفاكهي (٢) ـ.

[التوسعة الأولى للحرم زمن المهدي]

وأمر المهدي قاضي مكة محمد بن الأوقص بن عبد الرحمن المخزومي (٣) أن يشتري دورا بأعلا المسجد (٤) ، ويهدمها ، ويدخلها في المسجد. وأعدّ لذلك أموالا عظيمة ، وأمر بالأساطين الرخام فحملت من مصر والشام في المراكب إلى الشعيبة ، (فجمعت هناك) (٥) ، وجيء بها على العربات إلى مكة.

وصنع القاضي جميع ما أمره به المهدي (٦).

__________________

ابن الأثير ـ الكامل في التاريخ ٦ / ٧٣.

(١) ذكر ابن جرير الطبري أنه ولي مكة والطائف سنة ١٦٦ ه‍. تاريخ ٨ / ٧٤٧.

(٢) في أخبار مكة ١ / ٢٩٧ ، ٢ / ١٩٧ ، وذكره الفاسي في شفاء الغرام ٢ / ٢٨٠. أما ابن جرير الطبري فذكر ولايته سنة ١٥٨ ه‍. تاريخ ٨ / ٦٩٥ ، ابن خياط ـ تاريخ خليفة ٤٢٩ ، كما ذكر خليفة ولايته أيضا سنة ١٦٨ ه‍ ـ تاريخ خليفة ٤٣٩.

(٣) انظر : الأزرقي ـ أخبار مكة ١ / ٣١٣ ، ٣١٤ ، ابن فهد ـ اتحاف الورى ٢ / ٢٠٩.

(٤) في (د) «مكة للمسجد».

(٥) ما بين قوسين سقط من (د).

(٦) أضاف ناسخ (ج) في المتن ما نصه : «قال كاتبه أبو الفيض والاسعاد : وحد زيادة المهدي هذه من جهة أعلا المسجد ، فمن حد ابن الزبير إلى آخر المسجد الموجود الآن من جهة باب السلام ـ أي الجهة الشرقية. ومن حد زيادة المنصور من جهة دار الندوة هو الرواق الثالث لا غير ـ كما أخبرني الثقة بذلك» ـ والله أعلم.

١١٠

فائدة :

ذكر الشيخ محيي الدين بن عربي في كتابه المسامرة (١) : «أن المهدي لما حج سنة مائة وستين ، دخل الكعبة ومعه منصور الحجبي ، فقال له المهدي : جوف الكعبة ، أذكر حاجتك. فقال منصور : إني أستحي من الله أن أسأل في بيته غيره. فسكت المهدي.

فلما خرج بعث إليه بعشرة آلاف دينار».

قلت : وذكر البلوي في كتابه ألف باء (٢) : «أن سالم بن عبد الله بن عمر رضي‌الله‌عنهم دخل البيت ، فصادف فيه هشام بن عبد الملك ، فقال له هشام : سل حاجتك. فقال : (إني أكره أن أسأل في بيت الله غير الله عزوجل». انتهى ـ.

[التوسعة الثانية للحرم زمن المهدي]

ثم إن المهدي حج في سنة مائة وأربع وستين ، فرأى الكعبة ليست في وسط المسجد ، لضيق الجانب اليماني ـ (أي جهة باب الصفا) (٣) ـ بمجرى السيل.

فرجع إلى العراق (٤) ، وأرسل بأموال ، فاشتريت له الدور التي

__________________

(١) محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار ١ / ١٠٨. وانظر الخبر في : مجهول ـ العيون والحدائق ٣ / ٢٨١ ، القضاعي ـ تاريخ ٤٠٧.

(٢) وانظر في ذلك : الأزرقي ـ أخبار مكة ١ / ٣٩٦ ، ابن فهد ـ اتحاف الورى ٢ / ٢١٤ ـ ٢١٥.

(٣) ما بين قوسين سقط من (ب).

(٤) انظر في ذلك : الفاسي ـ شفاء الغرام ١ / ٣٦٠. في حين ذكر ابن جرير الطبري في حوادث سنة ١٦٤ ه‍ ما نصه : «وفيها شخص المهدي حين أسس هذا القصر ـ قصر السلامة ـ الى الكوفة حاجا ، فأقام برصافة الكوفة أياما ، ثم خرج متوجها الى الحج ، حتى انتهى الى العقبة ، فغلا عليه وعلى من معه الماء ، وخاف ألا يحمله ومن

١١١

على الجانب الأيسر ، وهدمها ، وجعلها مسيلا ، وأدخل المسيل الأصلي في المسجد (١).

وبهذه الزيادة صارت الكعبة في وسط المسجد. وكان ذلك سنة مائة وثمان وستين (٢).

قال ابن جماعة (٣) : «ومساحة المسجد الحرام ستة أفدنة ونصف وربع ، والفدان عشرة الآف ذراع بذراع العمل المستعمل في البنيان بمصر (٤) ، وهو ثلاثة أشبار تقريبا». ـ انتهى ـ.

قال ابن الضياء (٥) : «وأمر المهدي بحفر بئر خارج باب الحزورة ، عوضا عن بئر جاهلية ، كانت في المسجد ، حفرها قصي بن كلاب ، في شرقي المسجد».

قلت : وهي باقية إلى الآن ينتفع بها في غسل الطرحاء بمكة ،

__________________

معه ما بين أيديهم ، وعرضت له مع ذلك حمى ، فرجع من العقبة ، وغضب على يقطين بسبب الماء لأنه كان صاحب المصانع» ـ تاريخ ٨ / ٧٣٤.

(١) سقطت من (د).

(٢) وأضاف ناسخ (ج) في المتن ما نصه : «قال كاتبه : وهذه الزيادة هي الزيادة الثانية للمهدي ، وحدها من الجهة اليمانية من آخر زيادة ابن الزبير الى آخر المسجد من جهة باب الصفا ، كما هو الموجود الآن ـ أخبرني الثقة بذلك ـ والله أعلم». وانظر في ذلك : الأزرقي ـ أخبار مكة ٢ / ٦٩ ، الفاسي ـ شفاء الغرام ١ / ٣٦٠. وذكر الفاسي أن هذه الزيادة تمت في زمن ابنه موسى الهادي لمعاجلة المنية للمهدي بالإخترام.

(٣) عز الدين.

(٤) سقطت من (د).

(٥) ابن الضياء الحنفي. وانظر : علي بن عبد القادر الطبري ـ الأرج المسكي ص ٩٠ ، ابن فهد ـ اتحاف الورى ٢ / ٢١٨.

١١٢

ولها نفع كبير (١).

وذكر الزبير بن بكار في كتابه أخبار قريش قال :

«حدثني يحيى بن محمد قال : كان حسن بن إبراهيم بن عبد الله ابن حسن بن حسن بن علي بن أبي طالب رضي‌الله‌عنه ، متغيبا من المهدي. فحج المهدي ، فبينما هو يطوف بالبيت عرضت له / فاطمة ابنة محمد ابن عبد الله بن الحسن [وزوجها حسن](٢) في ستارة ، فقالت : يا أمير المؤمنين : آمن زوجي؟!. قال : ومن أنت ، ومن زوجك؟!. قالت : أنا فاطمة ابنة محمد بن عبد الله ، وزوجي حسن بن إبراهيم بن عبد الله. قال : فأين هو؟!. قالت : معي ، في هذه الستارة. فقال : هو آمن فليخرج.

فخرج إليه ، فأخذ بيده ، وجعل يطوف به ، حتى فرغ من طوافه ، ثم خلى سبيله».

وكان المهدي قد أطلق كلّ من حبس المنصور (٣) من العلويين إلا حسن بن إبراهيم بن عبد الله بن الحسن المثنى هذا ، فإنه أبقاه في الحبس خوفا منه. فاحتالت الشيعة وأخرجوه في زي امرأة ، ووجهوه إلى الحجاز. فأقام بها إلى أن حج المهدي ، [وكان ما ذكره ابن بكار ، ولم يذكر الزبير في أي سنة](٤) ، وكان ذلك ـ [وتقدم أن حج

__________________

(١) أضاف ناسخ (ج) في المتن ما نصه : «قال كاتبه : وهي البئر الموجودة خارج باب الوداع ، ويغسل منها في عصرنا قناديل الحرم لا غير ـ والله أعلم».

(٢) ما بين حاصرتين من (د).

(٣) انظر : مجهول ـ العيون والحدائق ٣ / ٢٧٠ ، القضاعي ـ تاريخ ٤٠٦.

(٤) ما بين حاصرتين من (د).

١١٣

المهدي كان](١) سنة مائة وأربع وستين (٢).

[وفاة المهدي]

وتوفي (٣) سنة مائة وثمان وستين قبل تمام العمارة (٤) ، وقيل سنة تسع وستين ، وله اثنان وأربعون سنة. ومدته تزيد على عشر سنين (٥) رحمه تعالى.

[خلافة الهادي ١٦٩ ـ ١٧٠ ه‍]

فولي الخلافة بعده ابنه موسى الهادي بن المهدي ، وكان المهدي ألحّ على عيسى بن موسى (٦) ولي العهد بعده في ترتيب السفاح (٧) ، فما زال حتى نزل عن العهد للهادي ، فأعطاه عشرة الآف دينار وإقطاعات يستغلها عوضا عن فعله.

[إتمام عمارة المسجد الحرام]

وأول ما أمر الهادي به إتمام العمارة ، وأرسل بأموال (٨)

__________________

(١) ما بين حاصرتين من (د).

(٢) سبق وأن ذكرنا رأي ابن جرير الطبري في حج المهدي سنة ١٦٤ ه‍. وأنه عاد من العقبة ـ تاريخ ٨ / ٧١٤.

(٣) أي الخليفة المهدي. وانظر عن سنه ومدة خلافته : الطبري ـ تاريخ ٩ / ١١٢ ، القضاعي ـ تاريخ ٤٠٦ ، ابن كثير ـ البداية والنهاية ١٠ / ١٥٢ ، ١٥٦.

(٤) الفاسي ـ شفاء الغرام ١ / ٣٦٠.

(٥) انظر : ابن جرير الطبري ـ تاريخ ٩ / ١١٢ ، القضاعي ـ تاريخ ٤٠٦.

(٦) بالأصل بن علي والتصويب من تاريخ الطبرى ٨ / ٥٨٣ ـ ٦٠٠.

(٧) الصحيح أن ترتيب السفاح بولاية العهد لعيسى بعد أبي جعفر ، ولكن المنصور هو الذي استتر له إلى ما بعد المهدي سنة ١٤٧ ه‍. انظر : ابن جرير الطبري ـ تاريخ ٨ / ٥٨٣ ـ ٦٠٠.

(٨) سقطت من (د).

١١٤

عظيمة (١) ، وأمر بنقل أساطين الرخام من مصر والشام إلى مكة (٢).

[تغلب الحسين بن علي صاحب فخ على مكة ومقتله]

وفي أيامه : تغلب على مكة الحسين (٣) بن علي بن الحسن المثنى ابن علي بن أبي طالب رضي‌الله‌عنه ، سنة مائة وتسع وستين (٤).

فإنه ظهر بالمدينة ، ونهب بيت المال ، وخرج بمن بايعه من جماعته إلى مكة لست بقين من ذي القعدة. فدخل مكة ، ونادى في الناس : «أيما عبد أتانا فهو حرّ». فأتته عامة العبيد بمكة.

وبلغ الهادي خبره ، فكتب إلى محمد بن سليمان بن علي بن عبد الله ابن العباس يأمره بمحاربته ومدافعته.

وكان محمد بن سليمان قد توجه إلى الحج في هذه السنة في عدة من قومه. فعسكر بذي طوى ، وانضم إليه من حجّ من جماعتهم وقوادهم ، فلاقاه الحسين ، فاقتتلوا يوم التروية ، فقتل الحسين وهو محرم بالحج ، وقتل من أصحابه نحو مائة رجل بفخ ـ موضع بقرب الزاهر ـ.

__________________

(١) في (أ) ، (ج) «عظام». والاثبات من (ب) ، (د).

(٢) أضاف ناسخ (ج) في المتن ما نصه : «قال كاتبه أبو الفيض والاسعاد : والموجود الآن من أساطين الرخام هي للمهدي وابنه الهادي والله أعلم».

(٣) اضطربت النسخ في ايراد اسمه بين «الحسن» و «الحسين». والصحيح «الحسين» كما في المصادر. انظر : ابن جرير الطبري ـ تاريخ ٩ / ٣٣ ـ ٤٦ ، الفاسي ـ العقد الثمين ٤ / ١٩٦ ، شفاء الغرام ٢ / ٢٨٢ ، ابن فهد ـ اتحاف الورى ٢ / ٢٢٠.

(٤) في (ج) «مائة وستة وستين». وهو خطأ. وأضاف الناسخ في الهامش : «ولعله وتسع وستين».

١١٥

وحمل رأس الحسين إلى الهادي ، فلما رآه تغير (١) ، ولم يعجبه ذلك ، وقال : «من أيسر ما أجازيكم به أن لا أعطيكم جوائزكم». ومنعهم إياها.

وقبر الحسين معروف بفخ يزار (٢) ، وقد بني عليه وعلى أصحابه هناك حائط. وبعض أشراف مكة تدفن أمواتها هناك في تلك الحوطة. ـ كذا قاله الطبري في حسن السريرة (٣) ـ.

ورأيت الصفدي (٤) [قال](٥) في ترجمة الحسين بن علي المذكور بعد ذكر خروجه من المدينة :

«وتلقته الجيوش بفخ ، وفيها سليمان بن أبي جعفر ، وكان أمير الموسم ، وموسى بن عيسى على العسكر ، وجرى القتال بينهم والتحم ، فتقرق عنه أصحابه ، وبقي في نفر قليل ، فقتل ، وقتل معه رجلان من أهل بيته : سليمان بن عبد الله بن حسن ، وعبد الله بن إسحاق بن إبراهيم بن حسن.

__________________

(١) في (أ) ، (د) «تعب». والاثبات من (ب) ، (ج). انظر : الفاسي ـ العقد الثمين ٤ / ١٩٩ ، شفاء الغرام ٢ / ٢٨٣ ، ابن طباطبا ـ الفخري في الآداب السلطانية ١٩١.

(٢) على العادات البدعية التي شاعت عند المسلمين في زيارة القبور للتبرك بها. والأصل في زيارة القبور للعظة!!.

(٣) وأضاف ناسخ (ج) ما نصه : «قال كاتبه أبو الفيض والاسعاد : وقبره مشهور بفخ بالزاهر ، يزار ليلة الرابع عشر في كل شهر ، وهذا الموضع هو المعروف بالشهداء والله أعلم».

(٤) الصفدي ـ الوافي بالوفيات ١٢ / ٤٥٤.

(٥) زيادة من (ب) ، (د).

١١٦

وكان مقدم العسكر رجل يقال له يقطين (١) ، فلما قتل الحسين ، قطع رأسه وحمله إلى الهادي. فلما رآه الهادي قال له : ارفق ، فليس برأس جالوت ولا طالوت.

وقالت فاطمة بنت علي (٢) لأخيها الحسين : والله لا أسأل عنك الركبان أبدا ، وخرجت معه حتى شهدت قتله. وكانت تعتاد قبره ، وفي عنقها مصحف ، فتبكيه حتى عميت.

وتأخر عنه أقوام كانوا بايعوه ، فلمّا تقدم في المعركة أنشأ يقول :

وإني لأهوى الخير سرا وجهرة

وأعرف معروفا (٣) وأنكر منكرا

ويعجبني المرء الكريم نجاره (٤)

ومن حين أدعوه إلى الخير شمّرا

يعنّي (٥) على الأمر الجليل وإن يرى

فواحش لا يصبر عليها وغيّرا

ـ انتهى كلام الصفدي (٦)».

وقال داود بن علي (٧) الكاتب وزير المهدي يرثي

__________________

(١) في (أ) ، (ب) ، (ج) «بقطيرا». وفي (د) «بقطير». والاثبات من الصفدي ـ الوافي ١٢ / ٤٥٤. وكان يقطين هذا صاحب المصانع في دولة المهدي سنة ١٦٤ ه‍.

ابن جرير الطبري ـ تاريخ ٨ / ٧٣٤ ، ابن الأثير ـ الكامل ٥ / ١٦٤ ، ابن كثير ـ البداية والنهاية ١٠ / ١٥٧.

(٢) سقطت من (ج).

(٣) في (ج) «معرفا». والاثبات من (ب) ، (د) حيث أن جميع ذلك في هامش (أ) وغير مقروء.

(٤) في (د) «نجازه». وفي الوافي للصفدي «نجاده» ١٢ / ٤٥٤.

(٥) في (د) والوافي للصفدي «يعين».

(٦) في الوافي بالوفيات ١٢ / ٤٥٤.

(٧) وزير المهدي كان يعقوب بن داود بن طهمان ، ووالده داود بن طهمان كان كاتبا لنصر بن سيار مع اخوته. انظر : الجهشياري ـ الوزراء والكتاب ١٥٥ ، الخطيب

١١٧

الحسين (١) بن علي صاحب فخ بقوله :

يا عين جودي بدمع منك منهمر (٢)

فقد رأيت الذي لاقى بنو حسن (٣)

صرعى بفخّ تجرّ الريح فوقهم

أذيالها وغوادي ديمة (٤) المزن

حتى عفت أعظما لو كان شاهدها

محمد ذبّ عنهم ثمّ (٥) لم تهن

ما ذا يقولون والماضون قبلهم

على العداوة والشحناء والإحن

ما ذا صنعنا إذا قال الرسول لهم (٦)

ما ذا صنعتم بنا في سالف الزّمن

وروى أبو الفرج الأصبهاني في مقاتل الطالبيين (٧) بإسناده إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال (٨) : «انتهى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، إلى فخ ، فصلى فيه (٩) بأصحابه صلاة الجنازة (١٠) ، ثم قال : يقتل ههنا رجل من أهل بيتي في عصابة من المسلمين ، ينزل لهم بأكفان وحنوط من الجنة ، تسبق أرواحهم إلى الجنة أجسادهم» ـ انتهى ـ.

وكان الحسين رحمه‌الله بن علي هذا كريما شجاعا مفضالا /.

__________________

البغدادي ـ تاريخ بغداد ١٤ / ٢٦٢. والمقصود هنا داود بن علي بن داود الكاتب وهو ابن أبي يعقوب بن داود وزير المهدي. انظر : الصفدي ـ الوافي ١٣ / ٤٧٧ ـ ٤٧٨.

(١) سقطت من (ب).

(٢) في الوافي بالوفيات «مهتتن» ١٣ / ٤٧٨.

(٣) في (د) «لاقوا بنو حسن».

(٤) في (د) «دلج». كما في الوافي ١٣ / ٤٧٨.

(٥) بياض في (د). وما بعدها في (د) «ولم».

(٦) في الوافي «لنا».

(٧) مقاتل الطالبيين ص ٤٣٦. وأسانيد الأصبهاني ضعيفة كما هو معلوم.

(٨) في (ب) ، (ج) «فلما».

(٩) في (ب) «وبأصحابه». وفي (ج) «به بأصحابه».

(١٠) في (أ) «الجنائز».

١١٨

وفد على المهدي ، فأعطاه أربعين ألف دينار ، ففرقها على الناس ببغداد والكوفة ، وخرج لا يملك ما يلبسه إلا فروة ليس تحتها قميص. ـ كذا قال الفاسي (١) ـ.

[وفاة الهادي]

وفي سنة مائة وسبعين توفي الهادي (٢).

[مكة وأخبارها وولاتها في خلافة الرشيد ١٧٠ ـ ١٩٣ ه‍]

فولي الخلافة بعده أخوه هارون الرشيد بن المهدي (٣).

فولي مكة في زمنه جماعة لا يعرف ترتيبهم في الولاية (٤) منهم :

أحمد بن إسماعيل بن علي بن عبد الله بن العباس (٥).

وحماد البربري (٦) : وفي أيام حماد دخل المسجد سيل عظيم (٧) وذلك سنة مائة وأربع وثمانين ، فنظفه من ماله وفرشه بالحصباء.

ومنهم : سليمان بن جعفر بن سليمان بن علي بن عبد الله بن

__________________

(١) في شفاء الغرام ٢ / ٢٨٣ ، والعقد الثمين ٤ / ١٩٩. عن ابن الأثير ـ الكامل في التاريخ ٥ / ٧٦.

(٢) انظر وفاته في القضاعي ٤١٢ ، ابن الأثير ـ الكامل ٥ / ٧٩ ، ابن كثير ـ البداية والنهاية ١٠ / ١٥٨.

(٣) انظر : القضاعي ـ تاريخ ٤١٤ ـ ٤١٥ ، ابن الأثير ـ الكامل ٥ / ٨٢ ، ابن كثير ـ البداية والنهاية ١٠ / ١٦٠ ـ ١٦١.

(٤) انظر : الفاسي ـ شفاء الغرام ٢ / ٢٨٣ ـ ٢٨٤.

(٥) عز الدين بن فهد ـ غاية المرام ١ / ٣٦٤.

(٦) الفاسي ـ العقد الثمين ٤ / ٢٢٤ ، شفاء الغرام ٢ / ٤١٨.

(٧) الأزرقي ـ أخبار مكة ١ / ٣٩٧.

١١٩

العباس (١).

والعباس بن موسى بن عيسى بن موسى بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس (٢).

والعباس بن محمد بن إبراهيم الإمام (٣) السابق ذكره.

وعبد الله بن قثم بن العباس (٤) السابق ذكره.

وعلي بن موسى بن عيسى أخو العباس بن موسى (٥).

والفضل بن العباس بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس (٦).

و [محمد بن](٧) عبيد الله بن سعيد بن المغيرة بن عمرو بن عثمان ابن عفان رضي‌الله‌عنه (٨).

وموسى بن عيسى بن موسى بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس (٩) ، المتقدم ذكره.

__________________

(١) ابن فهد ـ غاية المرام ١ / ٣٦٧ ، الفاسي ـ شفاء الغرام ٢ / ٢٨٣.

(٢) ابن فهد ـ غاية المرام ١ / ٣٦٨ ، الفاسي ـ شفاء الغرام ٢ / ٢٨٣.

(٣) ابن فهد ـ غاية المرام ١ / ٣٦٨ ، الفاسي ـ شفاء الغرام ٢ / ٢٨٣.

(٤) ويقال عبيد الله بن إبراهيم الامام. غاية المرام ١ / ٣٧١. وهو وال آخر كما بين الفاسي ـ شفاء الغرام ٢ / ٢٨٤.

(٥) ابن فهد ـ غاية المرام ١ / ٣٧٢ ، الفاسي ـ شفاء الغرام ٢ / ٢٨٤.

(٦) ابن فهد ـ غاية المرام ١ / ٣٧٣ ، الفاسي ـ شفاء الغرام ٢ / ٢٨٤.

(٧) ما بين حاصرتين من (د).

(٨) ابن فهد ـ غاية المرام ١ / ٣٧٣ ، الفاسي ـ شفاء الغرام ٢ / ٢٨٤.

(٩) ابن فهد ـ غاية المرام ١ / ٣٧٣ ، الفاسي ـ شفاء الغرام ٢ / ٢٨٤ ، ابن الأثير ـ الكامل في التاريخ ٦ / ٢١٤.

١٢٠