منائح الكرم في أخبار مكة والبيت وولاة الحرم - ج ٢

علي بن تاج الدين بن تقي الدين السنجاري

منائح الكرم في أخبار مكة والبيت وولاة الحرم - ج ٢

المؤلف:

علي بن تاج الدين بن تقي الدين السنجاري


المحقق: الدكتور جميل عبدالله محمد المصري
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: جامعة أم القرى
الطبعة: ٠
ISBN الدورة:
9960-03-366-X

الصفحات: ٤٨٠

متى كانت ولايته ، غير أني أظن أنه كان عليها بعد سنة ثلاثمائة أو قبلها».

وممّن وليها في هذه المدة : ابن محلب (١) ، وقيل ابن محارب (٢) ، والأول أصح. ولم تعلم أول ولايته.

وممن وليها : محمد بن طعج (٣) ـ بالطاء والعين المهملتين ـ المعروف بالإخشيد. عقد له عليها ولولديه أبي القاسم (٤) وعلي (٥). وكان مبدأ ذلك سنة ثلاثمائة وإحدى وثلاثين. قال الفاسي (٦) : «ولا أعلم من باشر عنهم ولاية مكة ، وإنما ولوها بالعقد من المتقي (٧)».

__________________

(١) ابن الأثير ـ الكامل ٦ / ٢٠٤. وفي غاية المرام ١ / ٤٦٨ ، وشفاء الغرام ٢ / ٣٠٤ «ابن مخلب».

(٢) الذهبي ـ العبر ٢ / ١٦٧ ، دول الإسلام ١ / ١٩٢.

(٣) هكذا ضبطها السنجاري (بالعين). وفي المصادر الأخرى «طغج». وهو محمد بن طغج بن جف بن بلكين الإخشيد. مؤسس الدولة الإخشيدية بمصر والشام. لقب بالإخشيد بلقب ملوك فرغانة بمعنى ملك الملوك. توفي سنة ٣٣٤ ه‍. انظر : ابن خلكان ـ وفيات الأعيان ٣ / ١٧١ ، الذهبي ـ سير أعلام النبلاء ١٥ / ٣٦٥ ، الصفدي ـ الوافي بالوفيات ٣ / ١٧١ ـ ١٧٢.

(٤) أبو القاسم ـ أنوجور بن الإخشيد. ومعنى أنوجور محمود. توفي سنة ٣٤٩ ه‍. انظر : القضاعي ـ تاريخ ٣٨ ، ابن مسكويه ـ تجارب الأمم ٢ / ١٠٤ ، الكندي ـ الولاة والقضاة ٢٢٠ ، ابن الأثير ـ الكامل ٦ / ٣١٨.

(٥) علي بن الاخشيد. توفي سنة ٣٥٥ ه‍. انظر : الكندي ـ الولاة والقضاة ٢٢٣ ، القضاعي ـ تاريخ ٥٣٨.

(٦) الفاسي ـ شفاء الغرام ٢ / ٣٠٥.

(٧) في (د) «المقتضي». وفي النسخ الأخرى «المقتفي». وهو خطأ والاثبات من المصادر.

١٨١

ولما مات طعج الإخشيد تولى كفالة ولديه كافور (١) الإخشيدي بمصر.

وممّن ولي مكة القاضي أبو جعفر محمد بن الحسن بن عبد العزيز العباسي (٢). ذكر ذلك بعض مؤرخي مصر. وذلك سنة ثلاثمائة وثمان وثلاثين. وقيل إنه باشر ذلك لأبي الحسن علي بن الإخشيد.

هذا ما تحصل (٣) من الكلام في ولايتها في هذه المدة.

ولنرجع لما كان في زمن المعتضد :

[زيادة دار الندوة]

قال القطب الحنفي (٤) ـ رحمه‌الله تعالى ـ : «وفي زمنه كانت زيادة دار الندوة ، (وهي صحن مربع ، فيه أربعة أروقة ، وليست هي دار الندوة بالتعيين ، وإنما كانت دار الندوة) (٥) ، خلف المقام الحنفي إلى آخر الزيادة من غير تعيين. وكان ذلك / بسؤال صاحب مكة وقاضيها القاضي محمد بن عبد الله المقدمي (٦) ، فإن ذلك المحل كان

__________________

(١) كافور الأسود الخادم الإخشيدي. دعي له على منابر الشام ومصر والحرمين سنة ٣٥٥ ه‍ الى وفاته سنة ٣٥٨ ه‍. انظر : الكندي ٢٢٣ ، ابن مسكويه ـ تجارب الأمم ٢ / ١٠٤ ، الذهبي ـ سير ١٦ / ١٩٣ ، ابن خلكان ـ وفيات الأعيان ٤ / ١٥٠ ، القضاعي ـ تاريخ ٥٣٨.

(٢) قاضي مصر ـ انظر : ابن فهد ـ غاية المرام ١ / ٤٧٩ ، والفاسي ـ شفاء الغرام ٢ / ٣٠٦ ، الكندي ـ في كتابه الولاة وكتاب القضاة ص ٥٧٤.

(٣) في (ج) «عقل».

(٤) القطب الحنفي النهروالي ـ الاعلام ١٧٨.

(٥) ما بين قوسين سقط من (ب) ، (ج).

(٦) في جميع النسخ «المقدسي». وأشار ناسخ (ج) «في نسخة أخرى

١٨٢

مجمع (١) القمامة ، فإذا جاء السيل ـ أي سيل جبل قعيقعان (٢) ـ دخل بها المسجد ، فيحتاج إلى تنظيف. فكتبوا بذلك إلى المعتضد [وصادف أن وفد على المعتضد](٣) سدنة الكعبة ، وذكروا أيضا (٤) أن الرخام المفروش في باطن الكعبة قد تكسر ، وأن الجدار قد ضعف ، وأن العلويين لما تغلبوا أخذوا مال الكعبة وما عليها من الذهب. فخرج أمر المعتضد إلى قاضي بغداد ـ وهو القاضي يوسف بن يعقوب (٥) ـ بالقيام بعمارة المسجد وإعطاء الأموال. فأرسل القاضي ولده أبا بكر بن يوسف ورجلا آخر يقال له أبو الهياج عميرة بن حبان الأسدي معينا لولده.

فوردا الكعبة سنة مائتين وإحدى وثمانين (٦) ، فحلي باب الكعبة

__________________

المقدمي». وذلك ما هو في المصادر مثل الأزرقي ـ تاريخ مكة ٢ / ١١٠ ، الفاسي ـ شفاء الغرام ١ / ٣٦٣ ، العقد الثمين ٦ / ٥٨ ، ابن فهد ـ اتحاف الورى ٢ / ٣٤٩ ـ ٣٥١. وتوفي المقدمي هذا سنة ٣٠١ ه‍. ابن الأثير ـ الكامل في التاريخ ٦ / ١٤٧ ، في العقد الثمين «المقدومي». وفي اتحاف الورى ، وشفاء الغرام «محمد بن أحمد بن عبد الله المقدمي». وفي هذه المصادر «أبو عبد الله محمد بن أحمد بن أبي بكر عبد الله المقدمي». وذلك في ولاية عج بن حاج مولى المعتضد العباسي.

(١) في النسخ الثلاث الأولى «يجمع». والاثبات من (د).

(٢) سقط ما بين شرطتين من (ب) ، (د).

(٣) ما بين حاصرتين من (د).

(٤) سقطت من (ب).

(٥) هو يوسف بن يعقوب بن إسماعيل بن حماد الأزدي مولاهم ، البصري البغدادي ، أسند أهل زمانه ببغداد. ولي قضاء البصرة وواسط سنة ٢٧٦ ه‍. ثم ضم اليه قضاء الجانب الشرقي من بغداد. وتوفي سنة ٢٩٧ ه‍. انظر : الخطيب البغدادي ـ تاريخ بغداد ١٤ / ٣١٠ ـ ٣١٢ ، الذهبي ـ سير ١٤ / ٨٥ ـ ٨٧.

(٦) في النسخ «إحدى وسبعين». وهو خطأ. ويخالف باقي المصادر. بالإضافة الى أن ذلك في زمن المعتضد «٢٧٩ ـ ٢٨٩ ه».

١٨٣

بالذهب الخالص. ورجع ابن القاضي بعد الحج ، واستمر أبو الهياج ، فأصلح كلّ ما يحتاج إلى الإصلاح ، وبنى الزيادة المذكورة ، وسقف الأروقة بالخشب الساج. واستمر ذلك البناء ثلاث سنين. ولعل تمامه سنة مائتين وأربع وثمانين (١).

ثم أن قاضي مكة المذكور (٢) هدم ذلك البناء الذي بناه عميرة (٣) ، وأوصل الزيادة بالمسجد بعد أن كانت مفصولة ، وجعلها على هذه الهيئة الباقية» ـ انتهى (٤) ـ

واستمر المعتضد إلى أن توفي لثمان بقين من رجب سنة مائتين وتسع وثمانين (٥).

[خلافة المكتفي بالله علي ٢٨٩ ـ ٢٩٥ ه‍]

فولي الخلافة بعده ابنه المكتفي بالله علي (٦) ، وله إحدى وثلاثون سنة وستة أشهر (٧).

__________________

(١) في الأصل «أربع وسبعين». وهو خطأ. للسبب الذي ذكرناه في الهامش السابق.

(٢) أي القاضي أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عبد الله المقدمي الثقفي. ابن الأثير ـ الكامل في التاريخ ٩ / ١٤٧.

(٣) أي عميرة بن حبان ـ أبو الهياج ـ الأسدي.

(٤) أضاف ناسخ (ج) في المتن ما نصه : «قال كاتبه أبو الفيض والإسعاد : وهذه آخر الزيادة الموجودة في هذه الجهة ، وفتح فيها باب سموه باب الزيادة» ـ والله أعلم.

(٥) انظر : ابن الأثير ـ الكامل في التاريخ ٦ / ١٠٠.

(٦) القضاعي ـ تاريخ ٤٨٦.

(٧) هذا سنه عند وفاته ، انظر : القضاعي ـ تاريخ ٤٨٧.

١٨٤

وتوفي سنة مائتين وخمس وتسعين (١).

[أخبار مكة وولاتها في خلافة المقتدر ٢٩٥ ـ ٣٢٠ ه‍]

فولي الخلافة أخوه المقتدر بالله جعفر وله ثلاث عشرة سنة ، ولم يل أمر الأمة صبي قبله (٢) ، وخلع بعد أيام (٣).

[حركة محمد بن سليمان العلوي سنة ٣٠١ ه‍]

قال في الوقائع (٤) : «وفي سنة ثلاثمائة وواحد ، وقع في الموسم أن محمد بن سليمان من ولد محمد بن داود العلوي (٥) خطب لنفسه بالإمامة في مكة ، وخلع (٦) طاعة العباسيين ، فكان أول خطبته :

الحمد لله ، الذي أعاد الحق إلى نظامه ، وأبرز زهر الإسلام من أكمامه (٧) ، وكمل دعوة خير الرسل (٨) بأسباطه لا بني أعمامه ، صلى الله عليه وعلى آله الطيبين الطاهرين ، وكف عنهم ببركته أمر المعتدين ،

__________________

(١) القضاعي ـ تاريخ ٤٨٦ ـ ٤٨٧ ، ابن الأثير ـ الكامل في التاريخ ٦ / ١١٨ ـ ١١٩.

(٢) انظر : المسعودي ـ التنبيه والإشراف ٣٢٨ ، الخطيب البغدادي ـ تاريخ بغداد ٧ / ٢١٣ ، القضاعي ـ تاريخ ٤٩٢.

(٣) هذا الخلع الأول سنة ٢٩٦ ه‍. ثم عاد الى الخلافة الى أن خلع سنة ٣١٧ ه‍ وعاد وقتل سنة ٣٢٠ ه‍. انظر : ابن الأثير ـ الكامل ٦ / ١٢١ ـ ١٢٣ ، القضاعي ـ تاريخ ٤٩٢ ـ ٤٩٥.

(٤) الوقائع المكية للسيد البهنسي. وانظر : الفاسي ـ العقد الثمين ٢ / ٢٤ ، ابن فهد ـ اتحاف الورى ٢ / ٣٦٢.

(٥) يقال له «الناهض» وهو محمد بن سليمان بن محمد بن داود بن الحسن بن الحسن العلوي. انظر : المصادر السابقة في الهامش السابق.

(٦) في (أ) ، (ج) «ويخلع». والاثبات من (ب) ، (د).

(٧) في (د) والعقد الثمين ٢ / ٢٤ «كمامه».

(٨) في (ج) «الرسول». وسقطت «خير».

١٨٥

وجعلها [كلمة باقية](١) في عقبه إلى يوم الدين. ثم أنشد :

لأطلبن بسيفي

من كان للحق دينا

وأسطونّ بقوم

بغوا وجاروا علينا

يهدون كلّ بلاء

من العراق إلينا

ـ انتهى».

[زيادة باب إبراهيم سنة ٣٠٦ ه‍]

وفي سنة ثلاثمائة وست : زاد المقتدر بالله جعفر زيادة باب إبراهيم (٢) ، وهي الزيادة الثانية ـ (أي في المسجد الحرام) (٣) ـ وهي رحبة بين (٤) رباط رامشت ورباط الخوزي. وكان المباشر لعمارتها القاضي محمد بن موسى قاضي مكة (٥).

وطول هذه الزيادة سبعة وخمسون ذراعا إلا سدسا ، وعرضها اثنان وخمسون ذراعا وربع. ولم يكن في الجانب الغربي رواق ـ أي

__________________

(١) ما بين حاصرتين من (د).

(٢) انظر : الفاسي ـ شفاء الغرام ١ / ٣٦٤ ، ابن فهد ـ اتحاف الورى ٢ / ٣٦٦. وإبراهيم ليس المراد به الخليل عليه‌السلام ، بل كان خياطا يجلس قبل هذا الباب فعرف به. طبقات الدهلوي ـ من تعليقات ناسخ (ج). وهذه الزيادة في ولاية محمد بن موسى ، الذي غير البابين المعروف أحدهما بالحناطين ، والآخر ببني جمح. وجعل ما بين دار زبيدة مسجدا أوصله بالمسجد الكبير ، وعمله بأروقة وطاقات وصحن. وجعل شارعا على الوادي الأعظم بمكة. وانتهى منه سنة ٣٠٧ ه‍. انظر : الفاسي ـ شفاء الغرام ١ / ٣٦٤.

(٣) ما بين قوسين سقط من (د).

(٤) في النسخ الثلاث الأولى «من». والاثبات من (د).

(٥) الفاسي ـ شفاء الغرام ١ / ٣٦٤.

١٨٦

زمنه (١) ـ وفي جانبها الشمالي (٢) سبيل ماء ـ كذا قاله ابن فهد (٣) ـ.

وفي الفاسي (٤) : «أن ذلك كان سنة ثلاثمائة وسبع» ـ والله أعلم (٥) ـ.

[حركة القرامطة ، وما فعلوه في الحرم]

وفي زمنه (٦) : / دخل أبو طاهر القرمطي (٧) (مكة ، واسمه سليمان ابن الحسن ، وكان ظهور أبيه الحسن) (٨) [بن بهرام القرمطي](٩) بالبحرين سنة مائتين وثمان وخمسين (١٠) ، واستفحل أمره ، وقويت شوكته ، وحارب الخلفاء ثمة. ودخل البصرة على المعتضد في

__________________

(١) أي زمن ابن فهد ـ كما سيرد في آخر الخبر.

(٢) في (د) «اليماني».

(٣) ابن فهد ـ اتحاف الورى ٢ / ٣٦٦.

(٤) الفاسي ـ شفاء الغرام ١ / ٣٦٤.

(٥) أضاف ناسخ (ج) في المتن ما نصه : «قال كاتبه أبو الفيض والاسعاد : وهذه الزيادة هي الذي في الجانب الغربي من المسجد ، وفيه أروقة حادثة ، وسبيل ماء في الجانب اليماني ـ والله أعلم».

(٦) أي زمن الخليفة المقتدر ٢٩٥ ـ ٣٢٠ ه‍.

(٧) وهو أبو طاهر سليمان بن حسن القرمطي الجنابي الأعرابي الزنديق على حد تعبير الذهبي. وهلك سنة ٣٣٢ ه‍ بالجدري. سير أعلام النبلاء ١٥ / ٣٢٠ ـ ٣٢٥. حيث في المطبوع سنة ٣٠ ه‍ وهو خطأ. انظر : ابن الأثير ـ الكامل في التاريخ ٦ / ٢٩٩.

(٨) الحسن / أبو سعيد الجنابي. انظر ظهوره بالبحرين سنة ٢٨٦ ه‍ زمن المعتضد. وقتل سنة ٣٠١ ه‍. ابن الأثير ـ الكامل في التاريخ ٦ / ٩٢ ـ ٩٣ ، ١٤٧. وما بين قوسين سقط من (ب) ، (ج).

(٩) ما بين حاصرتين من (د).

(١٠) وهذا خطأ. فمبدأ ظهور أبي سعيد عام ٢٨٦ ه‍. انظر : ابن الأثير ـ الكامل في التاريخ ٦ / ٩٢.

١٨٧

أمور طويلة (١) ، فخلفه ابنه أبو طاهر هذا ، وقيل أن أصلهم من أبناء ملوك فارس ـ والله أعلم ـ.

وكان دخوله (٢) مكة يوم الاثنين لسبع خلون من ذي الحجة الحرام سنة ثلاثمائة وسبع عشرة ، في سبعمائة رجل من أصحابه.

فخرج عليهم (٣) والي مكة وهو ابن محلب (٤) السابق ذكره في جماعة من الأشراف ، فقتلهم القرامطة جميعهم ، ودخلوا المسجد بخيولهم وسلاحهم ، ووضعوا (٥) السيف في الطائفين والمصلين والمحرمين ، إلى أن قتلوا في المسجد وشعاب مكة زهاء ثلاثين ألف إنسان.

قال ابن الأثير (٦) : «قتلوا ألف وسبعمائة رجل وامرأة وهم متعلقون بالكعبة». وركض أبو طاهر بفرسه في المسجد الحرام وسيفه مشهور بيده ، واقتلع باب الكعبة والحجر الأسود ـ قيل : وكان المباشر [لقلعه](٧) ابن علاج البناء ـ وذلك بعد صلاة العصر يوم

__________________

(١) انظر في ذلك : الكامل في التاريخ ٦ / ٩٤ ـ ٩٥ ، ٩٩ ـ ١٠٠ ، ١٠٤ ـ ١٠٦ ، ١٠٨ ـ ١٠٩ ، ١١٢ ـ ١١٧.

(٢) أي دخول أبي طاهر القرمطي مكة.

(٣) في (ب) ، (د) «إليهم».

(٤) أو ابن محارب. انظر في دخوله : ابن الأثير ـ الكامل في التاريخ ٦ / ٢٠٤ ، الفاسي ـ شفاء الغرام ٢ / ٣٤٦ ـ ٣٤٧.

(٥) في (ب) «وضيعوا».

(٦) ابن الأثير ـ الكامل في التاريخ ٦ / ٢٠٣ ـ ٢٠٤. ولم يذكر ابن الأثير العدد الذي ذكره السنجاري. ولكن انظر : ابن الجوزي ـ المنتظم ٦ / ٢٢٣ ـ ٢٢٤ ، الفاسي ـ شفاء الغرام ٢ / ٣٤٦ ـ ٣٤٨ ، ابن فهد ـ اتحاف الورى ٢ / ٣٧٥ ، ولعل السنجاري يقصد ابن كثير ـ البداية والنهاية ١١ / ١٦٢ فقد ذكر العدد.

(٧) من (ب) ، (د).

١٨٨

الاثنين لأربع عشرة ليلة خلت من ذي الحجة الحرام.

وصاح أبو طاهر في المسجد في الحجاج : «يا حمير ، أنتم تقولون :

(وَمَنْ دَخَلَهُ كانَ آمِناً)(١) ، أين الأمن؟. وقد فعلت ما فعلت».

فقام له رجل بذل نفسه لله تعالى ، وأخذ بعنان فرسه ، وقال له :

«ليس الأمر ما فهمت (٢) ، وإنما المراد : ومن دخله فأمنوه».

فلم يلتفت إليه ، وسلمه الله تعالى منه بصدق نيته (٣).

فائدة :

قال بعض العلماء : «كنت أتفكر في هذه الآية ، مع ما وقع بالحرم من الفتك وعدم الأمن ، فهتف بي هاتف وهو يقول : ومن دخله كان آمنا من النار».

لطيفة :

روي عن بعض السلف أنه رأى بمكة ما لا يرضاه دينا من سفهائها ، فأنكر ذلك واضطرب فيه. فلما جنّ الليل (٤) ، رأى في منامه قائلا ينشد :

إذا نحن شئنا لا يدبّر ملكنا

سوانا ولم نحتج مشيرا يدبّر

فقل للّذي قد رام ما لا نريده

وأتعب نفسا بالذي يتعذّر

__________________

(١) سورة آل عمران الآية ٩٧.

(٢) في (د) «علمت».

(٣) في (ب) «نية».

(٤) في (ج) «ليلة».

١٨٩

لعمرك ما التصريف إلا لواحد

ولو شاء لم (١) يظهر بمكة منكر

أقول (٢) : وقد كنت أنا في ابتداء نشوتي داخلني بعض نفور ، لأمور أدركتها من الناس ، فاتفق أني رأيت كأني راكب على دابة ، أريد الخروج من مكة ، فلحقني رجل ، وسألني عن توجهي ، فقلت له : «إني أريد الخروج من هذه البلدة» ، وذكرت له ما في نفسي. فقال لي : «أسألك ، هل علم الله ما علمته من أهلها أم لا؟. فقلت : «بلى».

فقال لي : «إذا علمه الله (فما يسعك أنت) (٣) أن تتحمل؟».

وردني (٤) إلى البلد. فانتبهت ، وحمدت الله تعالى. وعاهدت الله أن لا تنفر نفسي من أحد إلا بمقتضى الشرع ـ والله الموفق.

رجع :

ثم ان القرمطي أمر بإلقاء الموتى في زمزم (٥) ، وما في مكة من آبار.

وأراد قلع الميزاب ، فأطلع قرمطيا ليقلعه ، فجاءه سهم غرب من أبي قبيس (فصكه ، فسقط إلى الأرض) (٦) / فأهلكه. فأصعد القرمطي رجلا آخر ، فلما وقف بإزاء الميزاب زلقت رجله ، فسقط إلى الأرض ، فأمر آخر بالصعود لقلعه ، فامتنع أصحابه ، فتركه رغما.

__________________

(١) في (ب) «ولم شاء يظهر».

(٢) أي المصنف السنجاري.

(٣) ما بين قوسين في (د) «أسألك».

(٤) في (ب) «وروى». وهو خطأ.

(٥) انظر : ابن كثير ـ البداية والنهاية ١١ / ١٦٢ ، ابن خلكان ـ وفيات الأعيان ٢ / ١٤٨.

(٦) في (ج) «فأهلكه وسقط الى الأرض». وفي (ب) «فهكه فسقط».

١٩٠

وأراد المقام فما وجده (١) ، وكان بعض السدنة أخفاه ، فتألم لفقده.

وكان ممّن قتله صاحب مكة وهو ابن محارب (٢). ونهب الأموال وسبى النساء والذراري ، وأخذ ما في خزانة الكعبة من الأموال والذهب والفضة.

وأخذ كسوة الكعبة وقسمها على أصحابه ، وهدم قبة زمزم.

وأقام بمكة أحد عشر (٣) يوما ، وقيل ستة أيام. ثم انصرف إلى هجر (٤) ، وأخذ الحجر الأسود معه ، فمات تحته أربعون هجينا ، وقيل مائة ، وقيل أزيد. وعلقه (٥) بمسجده بهجر ، وقيل بمسجد الكوفة ، يستجلب الناس به ليحجوا ذلك المسجد عوضا عن الكعبة ، فأبى الله تعالى (٦). وبقي موضع الحجر خاليا يلتمسه (٧) الناس.

قال ابن الأثير (٨) : «ورمى الله سبحانه وتعالى القرمطي بمرض في جسده ، حتى تقطعت أوصاله إربا إربا».

__________________

(١) في (ب) ، (ج) «وجد».

(٢) أو «ابن محلب».

(٣) في (ج) «عشرين يوما». مخالف للمصادر.

(٤) هجر عاصمة القرامطة في البحرين. وأطلقت على البحرين كلها. انظر : ياقوت ـ معجم البلدان ٥ / ٣٩٣.

(٥) في (ب) «وعقله» تصحيف.

(٦) أضاف في (أ) «والإسلام».

(٧) في (ج) «يلمسه».

(٨) ذكر ابن الأثير أنه في رمضان سنة ٣٣٢ ه‍ مات أبو طاهر الهجري رئيس القرامطة. أصابه جدري فمات. الكامل في التاريخ ٦ / ٢٩٩ ، وكذلك ذكر ابن كثير ـ البداية والنهاية ١١ / ٢٠٨ ـ ٢٠٩ ، والذهبي ـ سير ١٥ / ٣٢٥. ولكنه في المطبوع خطأ مطبعي (٣٠٢ ه‍).

١٩١

وبذل لهم المقتدر (١) في الحجر مالا جزيلا ، فأبوا أن يردوه. ولما أيسوا من حج الناس إليه ، أرسلوه مع سنبر بن الحسن (٢) القرمطي.

فدخل به مكة يوم النحر نهار الثلاثاء عاشر ذي الحجة الحرام سنة ثلاثمائة وتسع وثلاثين ، فحضر أمير مكة يومئذ وهو أبو جعفر محمد بن الحسن ابن عبد العزيز العباسي من قبل الإخشيدية ، فأخرج سنبر الحجر من سفط كان معه ، وعليه ضباب (٣) فضة لشظايا وقعت فيه ، فوضعه بيده في محله ، [وقال : «أخذناه بأمر الله عزوجل ، ورددناه بقدرة الله سبحانه وتعالى». وقيل أن الذي وضعه في محله) (٤) حسن بن المزوق (٥) البناء ـ والله أعلم.

ففرح المسلمون وقبلوه ، وكان يوم عيد أكبر (٦) ، ولله درّ من قال :

فقلت ومن يملك شفاها مشوقة

إذا ظفرت يوما بمنيتها القصوى /

__________________

(١) والذي بذل لهم مالا لرد الحجر بجكم التركي أمير الأمراء في بغداد زمن الراضي والمتقي. انظر : ابن الأثير ـ الكامل في التاريخ ٦ / ٣٣٩ ، الذهبي ـ سير أعلام النبلاء ١٥ / ٣٢١.

(٢) أبو محمد سنبر بن الحسن كان من خواص القرمطي ووزرائه. انظر : ابن الأثير ـ الكامل في التاريخ ٦ / ٢٦٨ ، ابن مسكويه ـ تجارب الأمم ٣ / ١٢٧.

(٣) في (ب) ، (ج) «جناب». وهو خطأ.

(٤) ما بين قوسين سقط من (ب) ، (ج).

(٥) في (أ) «حسين بن المزوق». وفي (ج) «حسن بن المرزوق». وفي (د) «حسن بن مرزوق». والاثبات من (ب) والمصادر. انظر : ابن تغري بردي ـ النجوم الزاهرة ٣ / ٣٠٢ ، ابن فهد ـ اتحاف الورى ٢ / ٣٩٥ ، الفاسي ـ شفاء الغرام ١ / ٣١٣ ، الجزيري ـ درر الفرائد ٢٤٢.

(٦) في (ب) «كثير». وفي (ج) «كبير».

١٩٢

ومدة غيبته عندهم اثنان وعشرون سنة إلا شهرا (١).

وقال الفاسي (٢) : «إلا أربعة أيام». والله أعلم.

وذكر القونوي (٣) في شرح التعرف : «أن القرامطة منعت الناس الحج ست عشرة سنة». انتهى ـ. يعني من جهتهم.

فائدة :

رأيت في كتب الفوائح المسكية والفواتح المكية للشيخ عبد الرحمن البسطامي (٤) : «أن سنبر بن الحسن القرمطي ، لما أحضر الحجر الأسود (كان القرمطي) (٥) دس له (٦) حجرا آخر قريبا من لون الحجر الأسود ، وقال له : ادفع لهم هذا [الحجر](٧) أولا ، ليعلم هل جهلوه لبعد المدة أم لا؟.

فأظهره سنبر أوّلا على أنه الحجر الأسود. فأمر الخليفة عبد الله بن

__________________

(١) في (أ) ، (ب) «أشهرا». والاثبات من (ج) ، (د). وانظر : القضاعي ـ تاريخ ٤٩٠ ، ابن الجوزي ـ المنتظم في أخبار الدول ٦ / ٣٢٣.

(٢) الفاسي ـ شفاء الغرام ١ / ٣١٣.

(٣) القونوي : لعله محمد بن اسحاق بن محمد بن يوسف بن علي القونوي الرومي الصوفي. من كبار تلاميذ ابن عربي الذي تزوج أمه ورباه. انظر : الزركلي ـ الاعلام ٦ / ٣٠. وذكره الذهبي باسم القيلوي. سير أعلام النبلاء ١٥ / ٣٢٢.

(٤) عبد الرحمن بن محمد بن علي بن أحمد بن محمد البسطامي الحنفي. متصوف ومؤرخ ، وجارى في الغلو ابن عربي في كتابه الفوائح. كما فعل ابن عربي في كتابه الفتوحات المكية. توفي في بروسة بآسيا الصغرى سنة ٨٥٨ ه‍. الزركلي ٣ / ٣٣١.

(٥) ما بين قوسين سقط من (ج).

(٦) في (أ) «دسله». وهو خطأ نسخ.

(٧) زيادة من (ج).

١٩٣

عكيم (١) باستلامه وكان من العلماء المحققين ، فقال : ان لنا في حجرنا علامة ، وهو أنه لا يحمى في النار ، ولا يرسب في الماء.

فأمر سنبر بإحماء الحجر ، فحمي. ووضعه في الماء فرسب.

فقال ابن عكيم (٢) ليس هذا بحجرنا. فقال سنبر : صدقت. فأمر بالحجر الأسود ، فجيء به ، فألقي في النار فلم يحم ، وألقي في الماء فطفى. فقال ابن عكيم : هذا حجرنا. فقال له : صدقت ، فمم أخذت هذا؟. فأورد الحديث : الحجر الأسود يمين الله في أرضه. وفي روايته زيادة : وأنه (٣) يطفو على الماء ، ولا يسخن بالنار. فقال سنبر : هذا دين مضبوط بالنقل» (٤). ـ انتهى ـ.

ثم ان السدنة أخرجت (٥) الحجر بعد ذهاب القرمطي ، وأحكموا فضته (٦) ، وأعادوه في محله (٧).

قال المسبحي (٨) : «وذلك سنة ثلاثمائة وأربعين».

__________________

(١) في (ب) ، (د) «حكيم». وعند الذهبي : «ابن عليم المحدث». سير أعلام النبلاء ١٥ / ٣٢٢.

(٢) في (ب) ، (د) «حكيم». وعند الذهبي : «ابن عليم المحدث». سير أعلام النبلاء ١٥ / ٣٢٢.

(٣) في (ب) «أن لا». وهو خطأ.

(٤) ذكر الذهبي في هذه القصة «ولم يصح هذا» ـ سير أعلام النبلاء ١٥ / ٣٢٢.

(٥) في (ج) «أخذت».

(٦) في (ب) «فنة». وهو خطأ. وفي (ج) «بنيته».

(٧) انظر : ابن تغري بردي ـ النجوم الزاهرة ٣ / ٣٠٥ ، الفاسي ـ شفاء الغرام ١ / ٣١٢ ـ ٣١٣ ، السيوطي ـ تاريخ الخلفاء ٣٩٩ ، الفاسي ـ العقد الثمين ١ / ٧٤ ، ابن فهد ـ اتحاف الورى ٢ / ٣٩٦.

(٨) المسبحي : الأمير محمد بن عبيد الله بن أحمد المسبحي الرافضي المنجم

١٩٤

ولما فعلوا ذلك (١) جعلوه (٢) في جوف الكعبة خوفا (٣) عليه. فعملوا له طوقا من فضة كما كان في زمن ابن الزبير ، وأحكموه وأعادوه.

ونقل عن محمد بن نافع (٤) : أن مبلغ الفضة التي كانت على الحجر من الطوق وغيره ثلاثة الآف وسبعة وتسعون درهما».

والظاهر أنها التي اقتلعها منه داود بن عيسى أمير مكة كما سيأتي بيانه (٥) إن شاء الله.

وقال الفاسي (٦) : «لم أتحقق أن الحجر قلع بعد وضع القرامطة إلى يومنا. غير أن بعض الفقهاء المصريين أخبرني أنه قلع من (٧) موضعه سنة سبعمائة وإحدى وثمانين لتحليته (٨) في هذه السنة بحلية بعث بها سيدون باشا (٩). ورأيت غير واحد من المكيين ينكر هذا ، وهو يثبته

__________________

الرديء الاعتقاد. توفي سنة ٤٢٠ ه‍. وله أخبار مصر. انظر : ابن خلكان ـ وفيات الأعيان ٤ / ٣٧٧ ـ ٣٧٨ ، الصفدي ـ الوافي بالوفيات ٤ / ٨ ، الذهبي ـ سير أعلام النبلاء ١٧ / ٣٦١ ـ ٣٦٢.

(١) سقطت من (ب).

(٢) في (د) «حملوه».

(٣) سقطت من (ب).

(٤) بياض في (ب). وفي (أ) ، (ج) «قال ابن نافع». والاثبات من (د). وهو محمد بن نافع الخزاعي. السيوطي ـ تاريخ الخلفاء ٣٩٩.

(٥) في هذا الكتاب.

(٦) الفاسي ـ شفاء الغرام ١ / ٣١٤.

(٧) سقطت من (ب).

(٨) في (ب) غير مقروءة وخطأ. وفي (ج) «ليتحلى».

(٩) سيدون باشا ـ سيف الدين سودون بن عبد الله المحمدي. ولي نظر الحرم الشريف بمكة أكثر من مرة من قبل السلاطين المماليك. ثم ولي نيابة قلعة دمشق وتوفي

١٩٥

ويقول : أنه شاهده مقلوعا ، وسمعه منه غير واحد من قبلي ، وسألته وحققته (١) منه.

وكان إخباره لنا في (٢) موسم سنة ثمانمائة وأربعة عشر. وهو الفقيه نور الدين علي الميرقي (٣) ـ والله أعلم ـ.

قال العلامة ابن حجر المكي (٤) عن نافع الخزاعي قال : «تأملت الحجر الأسود (٥) وهو مقلوع ، فإذا السواد في رأسه ، وبقيته أبيض ، وطوله قدر عظم الذراع» ـ انتهى ـ.

__________________

بها سنة ٨٥٠ ه‍. انظر : السخاوي ـ الضوء اللامع ٢ / ٢٨٥ ـ ٢٨٦ ، ابن تغري بردي ـ النجوم الزاهرة ١٥ / ٢٧٩ ، ابن إياس ـ بدائع الزهور ٢ / ٢٥٤.

(١) في (ب) «وحقيقة». وهو خطأ.

(٢) سقطت من (ب).

(٣) نور الدين علي الميرقي الفقيه. وفي شفاء الغرام» الفقيه نور الدين المنوفي قاضي الركب المصري في موسم عام ٨١٤ ه». شفاء الغرام ١ / ٣١٤.

(٤) ابن حجر المكي الهيثمي : أحمد بن محمد المكي. توفي سنة ٩٧٤ ه‍. والخبر عند الفاسي في شفاء الغرام ١ / ٣١٤. وما ذكره المسبحي عن أبي الحسن محمد بن نافع الخزاعي ، يخالف ما ذكره أبو عبد الله محمد بن علي بن عبد الرحمن العلوي : «أنه في سنة ٤١٣ ه‍ قام رجل فقصد الحجر الأسود ، فضربه ثلاث ضربات بدبوس ، وتخبش وجه الحجر من تلك الضربات ، وتساقطت منه تساقطات مثل الأظفار ، وتشقق ، وخرج أسمر يضرب إلى صفرة مخبّبا مثل الخشخاش». انظر : الفاسي ـ شفاء الغرام ١ / ٣١٤. وما ذكره ابن عبد ربه في العقد الفريد ٦ / ٢٢٨ من أن الحجر ناصع البياض فيما ذكروا إلا في وجهه الظاهر يتوافق مع ما ذكره الخزاعي. الفاسي ـ شفاء الغرام ١ / ٣١٥.

(٥) سقطت من (ب) ، (د).

١٩٦

فائدة :

قال ابن الضياء في (البحر العميق) (١) : «أن قلع القرامطة للحجر الأسود قلع خامس ، وأنه قلع (٢) زمن جرهم ، وإياد والعماليق ، وخزاعة ، والقرمطي» ـ كذا نقله عن ابن جماعة. ثم قال : «ولم أر من ذكره عن العماليق».

[مقتل المقتدر وخلافة القاهر ٣٢٠ ـ ٣٢٢ ه‍]

واستمر المقتدر إلى أن قتل سنة ثلاثمائة وعشرين ، فولي الخلافة أخوه القاهر بالله محمد بن المعتضد (٣).

واستمر إلى سنة ثلاثمائة واثنتين وعشرين ، فخلعه الجند (٤).

[أخبار مكة وولاتها في خلافة الراضي ٣٢٢ ـ ٣٢٩ ه‍]

فولي الخلافة محمد ، وقيل أحمد بن المقتدر وهو الراضي بالله (٥).

[بناء العلمين عند التنعيم]

قال الفاسي في الشفاء (٦) ما معناه : «أن في سنة ثلاثمائة وخمسة

__________________

(١) ابن الضياء : محمد بن أحمد القرشي المكي. توفي سنة ٨٥٤ ه‍. وكتابه البحر العميق في العمرة والحج الى بيت الله العتيق. مخطوط.

(٢) في (ب) ، (د) «وقع».

(٣) في (أ) ، (ج) «المقتدر». وهو خطأ. والاثبات من (ب) ، (د). انظر : القضاعي ـ تاريخ ٥٠٧ ، السيوطي ـ تاريخ الخلفاء ٣٨٦.

(٤) السيوطي ـ تاريخ الخلفاء ٣٨٧.

(٥) انظر : القضاعي ـ تاريخ ٥٨٢ ، المسعودي ـ مروج الذهب ٤ / ٣٢٢ ، السيوطي ـ تاريخ الخلفاء ٣٦.

(٦) الفاسي ـ شفاء الغرام ١ / ٨٦.

١٩٧

وعشرين (١) أمر الراضي بالله ببناء العلمين الكبيرين اللذين عند التنعيم».

ـ انتهى ـ.

واستمر (٢) إلى أن توفي سنة ثلاثمائة وتسع وعشرين ، وعمره اثنتان وثلاثون سنة. ومدة خلافته سبع سنين.

[أخبار مكة وولاتها في خلافة المتقي ٣٢٩ ـ ٣٣٣ ه‍]

وفي سنة ثلاثمائة وثلاثين تعطل الحج ، ولم يحج أحد من الأقاليم ـ كذا رأيته في تواريخ مصر (٣) ـ.

وذكر في الوقائع (٤) : «أن سنة ثلاثمائة وثلاثين حج أبو طاهر القرمطي ، ففرت الناس من مكة ، ولم يحج أحد. وانقطع حج العراق سنين (٥) إلى أن جعلوا له على كل جمل خمسة دنانير ، وعلى كل رجل سبعة دنانير.

فأفتى بعض أولاد زيد بن علي رضي‌الله‌عنهم أن الحج يسقط بهذا المكس ، ورجع ولم يحج» ـ انتهى ـ.

__________________

(١) في النسخ الأربع «وخمسة عشر». وهو خلاف ما في الفاسي. بالإضافة الى أن الراضي لم يكن في الخلافة سنة ٣١٥ ه‍. بل ذلك في عهد المقتدر.

(٢) أي الخليفة الراضي بالله.

(٣) انظر : الجزيري ـ درر الفرائد ص ٢٤٢.

(٤) الوقائع الحكمية للسيد البهنسي. وانظر : ابن فهد ـ اتحاف الورى ٢ / ٣٩٠. في حين ذكر المسعودي ـ مروج الذهب ٤ / ٤٠٨ : «أن عمر بن الحسن بن عبد العزيز لم يزل يحج بالناس خليفة عن أبيه من سنة ٣٢٠ ه‍ الى سنة ٣٣٠ ه».

(٥) انظر : الجزيري ـ درر الفرائد ٢٤١ ، ابن كثير ـ البداية والنهاية ١١ / ١٨٩ ، ابن الجوزي ـ المنتظم ٦ / ٢٩٦ ، السيوطي ـ تاريخ الخلفاء ٣٩٢ ، ابن تغري بردي ـ النجوم الزاهرة ٣ / ٢٦٤ ، ابن فهد ـ اتحاف الورى ٢ / ٣٨٧.

١٩٨

ولما توفي الراضي بالله (١) ولي الخلافة أخوه المتقي (٢) أبو اسحاق إبراهيم بن المقتدر سنة ثلاثمائة وثلاث وثلاثين (٣).

[باب الكعبة وتحليته]

وفي أيامه (٤) عمل الوزير جمال الدين محمد بن علي بن أبي منصور المعروف بالجواد بابا للكعبة ، وحلاه بالذهب ، وكتب عليه اسم المقتفي ، وأخذ الباب العتيق فجعل منه تابوتا جعل فيه لما مات ، وحمل فيه إلى المدينة ، ودفن بها. كما هو مذكور في ترجمته ـ قاله الفاسي (٥) ـ.

[الولاة الإخشيدية وأخبار مكة ٣٣١ ـ ٣٥٨ ه‍]

وممن / ولي مكة زمن المتقي (٦) : محمد بن طعج (٧) ـ «بضم

__________________

(١) الراضي توفي سنة ٣٢٩ ه‍. القضاعي ـ تاريخ ٥١٣.

(٢) الخلط كبير عند السنجاري في الخلفاء بعد الراضي. فبعد الراضي كان المتقي ، بينما ذكرت النسخ الأربع «المقتفي». وهو خطأ. وكانت خلافته سنة ٣٢٩ ه‍. وخلفه المستكفي ٣٣٣ ـ ٣٣٤ ه‍.

(٣) وهذا تاريخ خلعه لا تاريخ ولايته الخلافة. انظر : القضاعي ـ تاريخ ٥٥١.

(٤) هذا في أيام المقتفي أبو عبد الله محمد بن المستظهر بالله ٥٣٢ ـ ٥٥٥ ه‍ ، فهذا وهم كبير من السنجاري. وأما الوزير الجواد فهو الوزير الصاحب الملقب بالجواد أبو جعفر محمد الأصبهاني وزير الأتابك زنكي صاحب الموصل. توفي سنة ٥٥٩ ه‍. انظر : ابن خلكان ـ وفيات ٥ / ١٤٣ ـ ١٤٧ ، الذهبي ـ سير أعلام النبلاء ٢٠ / ٣٤٩ ـ ٣٥٠ ، ابن الجوزي ـ المنتظم ١٠ / ٢٠٩.

(٥) في الفاسي ـ شفاء الغرام ١ / ١٦٨. وذلك سنة ٥٥٠ ه‍ ، وركّب الباب سنة ٥٥١ ه‍.

(٦) في جميع النسخ «المقتفي». وهو خطأ كما ذكرنا.

(٧) سبق أن ذكرنا ضبط السنجاري ، واسمه في المصادر طغج. محمد بن طغج ابن جف بن بلكين.

١٩٩

الطاء والعين المهملتين ثم الجيم» المعروف بالإخشيد. وأبناؤه أبو القاسم أو نجور ـ ذكره الذهبي في العبر (١) ، ومعناه في العربية محمود (٢) ـ وعلي (٣) وذلك سنة ثلاثمائة وإحدى وثلاثين كما دل عليه كلام المؤرخين. عقد له (٤) الخليفة المتقي (٥) على مصر والشام والحرمين. واستمر إلى أن توفي بمصر سنة ثلاثمائة وأربع وثلاثين.

وأقام ابنه (٦) مقامه ، وكان صغيرا ، فأقيم كافور الإخشيدي كافلا له. فأقام أربع عشرة سنة وعشرة أشهر.

قال الجلال (٧) : «واستمر أبو القاسم أو نجور إلى سنة ثلاثمائة وتسعة (٨) وأربعين. فمات.

وقام بعده أخوه علي. واستمر إلى [أن مات](٩) سنة ثلاثمائة وخمس وخمسين».

قال في الوقائع (١٠) : «في سنة ثلاثمائة وأربعين (١١) وقع بين عمر

__________________

(١) الذهبي ـ العبر ٢ / ٩٩.

(٢) انظر خبر ولايته في : ابن فهد ـ غاية المرام ١ / ٤٧٦.

(٣) انظر ولايته في : الفاسي ـ العقد الثمين ٢ / ١٧ ، شفاء الغرام ٢ / ٣٠٥.

(٤) أي لمحمد بن طغج الإخشيد.

(٥) في النسخ «المقتفي».

(٦) أي أو نجور / محمود بن محمد بن طغج الإخشيد.

(٧) لا يوجد الخبر في تاريخ الخلفاء. ولعله في أحد الكتب الأخرى. والإخشيد وابناه وكافور عاصروا خلافة المتقي ٣٢٩ ـ ٣٣٣ ه‍ والمستكفي ٣٣٣ ـ ٣٣٤ ه‍ ، والمطيع أبو القاسم الفضل بن المقتدر بن المعتمد ٣٣٤ ـ ٣٦٣ ه‍.

(٨) في (أ) ، (ج) «ستة». وهو خطأ. انظر : الذهبي ـ العبر ٢ / ٩٩ ، سير أعلام النبلاء ١٦ / ١٩١.

(٩) ما بين حاصرتين من (ب).

(١٠) الوقائع الحكمية للسيد البهنسي.

(١١) الصحيح سنة ٣٤٢ ه‍. انظر :

٢٠٠