منائح الكرم في أخبار مكة والبيت وولاة الحرم - ج ٢

علي بن تاج الدين بن تقي الدين السنجاري

منائح الكرم في أخبار مكة والبيت وولاة الحرم - ج ٢

المؤلف:

علي بن تاج الدين بن تقي الدين السنجاري


المحقق: الدكتور جميل عبدالله محمد المصري
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: جامعة أم القرى
الطبعة: ٠
ISBN الدورة:
9960-03-366-X

الصفحات: ٤٨٠

الأثير (١) في أخبار سنة مائتين وأربع وثلاثين ، وقيل مائتين وثلاث وثلاثين.

[كسوة الكعبة زمن المتوكل]

قال الأزرقي (٢) : «ورفع إلى المتوكل أن إزار الكعبة الوارد مع الديباج الأبيض لا يبقى إلى شهر رمضان من العام القابل ، فزادها إزارين. وأمر بإسبال القميص الأحمر إلى الأرض. ثم جعل فوقه (في كل شهرين) (٣) إزارا. وذلك سنة مائتين وأربعين».

[عتبة الكعبة]

قال التقي الفاسي (٤) : «وفي سنة مائتين وإحدى وأربعين أو التي بعدها ، جعلت عتبة الكعبة من خشب ساج ، ثم أبدلت (٥) ، وجعلت من الحجر المنحوت».

[العناية بالمقام والحجر]

وزاد المتوكل ذهبا في تضبيب المقام على الذي جعله المهدي.

ونقلت من خط القطب الحنفي (٦) : «ومن فضايل مصر : أن الرخامة الخضراء التي في الحجر من الكعبة من مصر ، بعث بها محمد

__________________

(١) الكامل في التاريخ ٥ / ٢٨٢.

(٢) في أخبار مكة ١ / ١٧٨.

(٣) ما بين قوسين في (ب) «شهرين». وفي (ج) «بشبرين». وعند الأزرقي كالمثبت أعلاه.

(٤) شفاء الغرام ١ / ١٦٣. وانظر : ابن فهد ـ اتحاف الورى ٢ / ٣١٩.

(٥) في (ج) «أبدلت».

(٦) القطب الحنفي النهروالي. وانظر : الأزرقي ـ «أخبار مكة ١ / ٣٢١ ، ابن فهد ـ اتحاف الورى ٢ / ٣١٩ ، الفاكهي ـ أخبار مكة / ١٨٩.

١٦١

ابن طريف (١) مولى العباس بن محمد في سنة مائتين وإحدى وأربعين ، مع رخامة خضراء أهديت للحجر. فجعلت إحدى الرخامتين على سطح جدار المسجد مقابل الميزاب ، والرخامة الأخرى تحت الميزاب مما يلي جدار الكعبة ، وهما من أحسن الرخام في المسجد خضرة. وكان المتولي عملهما عبد الله بن محمد بن داود ، وذرعها ذراع وثلاثة أصابع ـ قاله الفاكهي (٢) في أخبار مكة» ـ انتهى.

قال (٣) : «ولم يزل هذا الذهب ـ يعني الذي جعل في المقام ـ إلى أن أخذه جعفر بن الفضل (٤) ومحمد بن حاتم (٥) ، فضرباه دنانير ، وأنفقاه في حرب إسماعيل العلوي (٦)».

قال الأزرقي (٧) : «أخبرني اسحاق بن سلمة الصايغ أن مقدار ما حلّى به المتوكل المقام (٨) ثمانية الآف مثقال ، ومن الفضة سبعين ألف درهم ، غير ما موّه به من الذهب».

__________________

(١) عند الأزرقي : أحمد بن طريف مولى العباس بن محمد الهاشمي والي مصر ـ أخبار مكة ١ / ٣٢١.

(٢) الفاكهي ـ أخبار مكة ٢ / ١٨٩.

(٣) أي القطب الحنفي. وانظر : الأزرقي ـ أخبار مكة ١ / ٢٧٨ ـ ٢٧٩ ، الفاسي ـ شفاء الغرام ١ / ٣٢٨.

(٤) في النسخ «الفضيل». والتصحيح من ابن الأثير ـ الكامل ٥ / ٢١٨ ، وهو جعفر بن الفضل بن عيسى بن موسى المعروف بشاشات ، والفاسي ـ شفاء الغرام ١ / ٣٢٨. وسيأتي ذكره.

(٥) الفاسي ـ شفاء الغرام ١ / ٣٢٨.

(٦) إسماعيل بن يوسف بن إبراهيم بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب. الكامل في التاريخ ٥ / ٣٣٠. وسيأتي ذكره.

(٧) أخبار مكة ١ / ٢١٥.

(٨) سقطت من (ب) ، (ج).

١٦٢

[جمرة العقبة]

وذكر الفاسي (١) عن الأزرقي (٢) : «أن جمرة العقبة زالت عن موضعها الأصلي ، أزالها جهال الناس برميهم الحصى في غير محله ، فردها إلى موضعها الذي لم تزل عليه اسحاق بن سلمة الصايغ ، الذي أرسله المتوكل لما يتعلق بأمر الكعبة. وبنى وراءها جدارا أعلى منها ، ومسجدا متصلا بذلك الجدار ، لئلا يصل إلى أعلاها من يريد الرمي ، لأن السنة في الرمي أن يكون من بطن الوادي». ـ انتهى ملخصا.

[إجراء عين عرفة]

وفي زمن المتوكل غارت عيون مكة ، فكتب إليه في ذلك ، فأرسل بمائة ألف دينار لإجراء عين عرفة ، فشرعوا في تنظيفها ، إلى أن جرت. ـ كذا قاله القطب الحنفي (٣) عن السيوطي (٤) وابن فهد (٥) ، وابن كثير (٦).

قال : وهي عين زبيدة ، وذلك في سنة مائتين وأربع وأربعين (٧).

[مقتل المتوكل]

واستمر المتوكل إلى أن قتل سنة [مائتين وسبع

__________________

(١) الفاسي ـ شفاء الغرام ١ / ٤٧١.

(٢) أخبار مكة ١ / ٢١٣.

(٣) القطب الحنفي النهروالي في الاعلام.

(٤) تاريخ الخلفاء ٣٤٨.

(٥) النجم عمر بن فهد ـ اتحاف الورى في أخبار أم القرى ٢ / ٣٢٥.

(٦) البداية والنهاية ١٠ / ٣٤٦. وانظر في ذلك : ابن الأثير ـ الكامل في التاريخ ٥ / ٢٩٩.

(٧) عند ابن الأثير في الكامل سنة ٢٤٥ ه‍ ، ٥ / ٢٩٩.

١٦٣

وأربعين](١) ، قتله عبيده الأتراك ، بمواطأة من ولده (٢) المنتصر ، وكان قد ولاه الخلافة بعده ، وبايع له ولإخوانه (٣) من بعده.

وكان لما مات عمره إحدى وأربعين سنة (٤) ، [وخلافته أربع عشرة سنة](٥) وتسعة أشهر [وتسعة](٦) أيام /.

[أخبار مكة وولاتها في خلافة المنتصر والمستعين ١٤٧ ـ ٢٥٢ ه‍]

فولي الخلافة ابنه المنتصر أبو جعفر محمد بن جعفر المتوكل. بويع له سنة مائتين وخمس وأربعين (٧).

فولي مكة في زمنه محمد بن سليمان الزينبي (٨) السابق ذكره.

ومات المنتصر من عامه ، وله ثمان وعشرون سنة ، وكانت مدته

__________________

(١) ما بين حاصرتين لا يوجد في (أ) ، وفي (ب) «مائتين سنة مائين». وهو خطأ. وفي (ج) «مائتين وخمس وأربعين». وهو خطأ. وفي (د) «مائتين وست وأربعين». والاثبات من المصادر. انظر مثلا : القضاعي ـ تاريخ ٤٥١.

(٢) في (د) «وزيره». وهو خطأ.

(٣) الزبير المعتز ، وإبراهيم المؤيد. انظر : القضاعي ـ تاريخ ٤٥٢.

(٤) القضاعي ـ تاريخ ٤٥١.

(٥) ما بين حاصرتين من (ب) ، (د). وانظر ذلك : المسعودي ـ مروج الذهب ٤ / ٨٥ ، القضاعي ـ تاريخ ٤٥١.

(٦) زيادة من (د).

(٧) وهو خطأ ، فقد بويع له ثاني يوم مقتل المتوكل لأربع خلون من شوال سنة ٢٤٧ ه‍. انظر : الخطيب البغدادي ـ تاريخ بغداد ٢ / ١١٩ ، مروج الذهب للمسعودي ٤ / ١٢٩ ، القضاعي ـ تاريخ ٤٥٦.

(٨) في (د) «الزيني». انظر : ابن فهد ـ اتحاف الورى ٢ / ٣٢٧ ، ابن فهد ـ غاية المرام ١ / ٤٣١.

١٦٤

ستة أشهر ويوما (١).

فولي الخلافة بعده عمه أبو العباس المستعين بالله أحمد بن المعتصم ، بويع له بعد المنتصر (٢) ، وكان الترك قد استولوا على الأمر ، فبقي مقهورا.

فولي مكة في خلافته عبد الصمد بن موسى (٣) المتقدم ذكره. وذلك في سنة مائتين وتسع وأربعين (٤).

ثم جعفر بن الفضل (٥) بن عيسى بن موسى بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس المعروف (٦) بشاشات (٧). وذلك سنة مائتين وخمسين ، واستمر إلى سنة مائتين واحدى وخمسين.

[تغلب إسماعيل العلوي على مكة وقبائحه]

فتغلب على مكة إسماعيل بن يوسف بن إبراهيم بن موسى الجون ابن عبد الله بن الحسن بن الحسين (٨) بن علي بن أبي طالب رضي‌الله‌عنه.

__________________

(١) كانت وفاته بالذبحة. وانظر : القضاعي ـ تاريخ ٤٥٧ ، الخطيب البغدادي ـ تاريخ بغداد ٢ / ١٢١.

(٢) انظر : المسعودي ـ مروج الذهب ٤ / ١٤٤ ، القضاعي ٤٥٧ ، الكامل في التاريخ ٥ / ٣١٠.

(٣) ابن الأثير ـ الكامل في التاريخ ٥ / ٣١٤ ، الفاسي ـ شفاء الغرام ٢ / ٢٩٢ ، ٢٩٤.

(٤) ابن الأثير ـ الكامل في التاريخ ٥ / ٣١٤.

(٥) في (أ) ، (ب) ، (ج) «الفضيل». والاثبات من (د) والمصادر السابقة.

(٦) في (د) «المعنى» ولا معنى له. ويظهر أنها «المكنى» أو «المسمى».

(٧) في (د) «بشانجات». وهو خطأ. انظر : ابن الأثير ـ الكامل ٥ / ٣١٨ ، ابن جرير الطبري ـ تاريخ ٩ / ٣٤٦ ، الفاسي ـ شفاء الغرام ٢ / ٢٩٤ وفيه «بشاشان».

(٨) في النسخ «الحسين» وذكر ناسخ (ج) «لعله الحسن السبط». والاثبات

١٦٥

وذلك في صفر على ما ذكره ابن الأثير (١).

وعن ابن حزم (٢) : «أنه في ربيع الأول».

وعن المسعودي (٣) : «أنه سنة مائتين واثنتين وخمسين» ـ والله أعلم ـ.

فمانعه صاحب مكة جعفر بن الفضل المذكور (٤). فأخذ جعفر المذكور ما على المقام من الذهب الذي وضعه المتوكل ، وضربه دنانير ، وصرفه في قتاله. فغلبه إسماعيل على مكة ، فهرب جعفر ، واستولى إسماعيل المذكور على مكة ، ونهب دار جعفر المذكور ، وكثيرا من بيوت أهل مكة ، وأخذ من الناس نحو مائتي ألف دينار ، وفعل أفعالا قبيحة من النهب والحريق ، وأخذ ما في خزانة الكعبة من المال.

ثم سار إلى المدينة في ربيع الأول بعد اقامته بمكة سبعة وخمسين يوما. فهرب منه عامل المدينة ، ونهبها ، وعطلت الصلاة بالمسجد النبوي أياما بسببه.

فرجع إلى مكة في رجب ، وحصر أهلها حتى ماتوا جوعا ، وبلغ الخبز (٥) ثلاثة أواق بدرهم. ولقي أهل مكة منه بلاء [عظيما](٦)

__________________

من المصادر. انظر : ابن الأثير ـ الكامل في التاريخ ٥ / ٣٣٠ ، الفاسي ـ شفاء الغرام ٢ / ٢٩٤.

(١) ابن الأثير ـ الكامل في التاريخ ٥ / ٣٣٠.

(٢) ابن حزم ـ جمهرة أنساب العرب ص ٤٦.

(٣) المسعودي ـ مروج الذهب ٤ / ١٧٦.

(٤) في (ج) «الفضيل». والاثبات من بقية النسخ والمصادر كما سبق.

(٥) سقطت من (ب) ، (ج).

(٦) زيادة من (ب) ، (ج).

١٦٦

شديدا.

ثم نزل إلى جدة ، فحبس أهلها ، وأخذ أموالهم ، ونهب أموال أصحاب المراكب ، وحصر الطعام.

ثم وافى الموقف ، والناس بعرفة ، فقتل فيها من الحجاج نحو ألف ومائة إنسان ، وتفرق الناس منهزمين ، ولم يقف بعرفة إلا هو وعسكره.

وكانت له قبائح كثيرة (١).

ثم نزل جدة ، وأفنى أموالها.

وأراح الله تعالى منه سنة مائتين واثنتين وخمسين (٢) ، فمات بالجدري (٣) ـ هذا كله في خلافة المستعين.

وممّن ولي مكة في خلافة المستعين ابنه العباس (٤) ، ومحمد طاهر بن الحسين (٥). ولم يباشرا.

__________________

(١) انظر في ذلك : ابن الأثير ـ الكامل في التاريخ ٥ / ٣٣٠ ، الصفدي ـ الوافي بالوفيات ٩ / ٢٤٦ ، ابن فهد ـ غاية المرام ١ / ٤٣٦.

(٢) ابن الأثير ـ الكامل في التاريخ ٥ / ٣٣٥ ، الصفدي ـ الوافي بالوفيات ٩ / ٢٤٧ ، الفاسي ـ شفاء الغرام ٢ / ٢٩٥ ، ابن حزم ـ الجمهرة ٤٦.

(٣) ذكر الصفدي هلاكه وأصحابه بالطاعون ـ الوافي بالوفيات ٩ / ٢٤٧.

(٤) وكان العباس بن المستعين صغير السن. المسعودي ـ مروج الذهب ٤ / ١٥٤ ، الفاسي ـ شفاء الغرام ٢ / ٢٩٥.

(٥) هكذا في النسخ الأربع. والصحيح : محمد بن عبد الله بن طاهر بن الحسين الخزاعي. ولي امرة بغداد في أيام المتوكل. وشارك في الأحداث أيام المعتز والمستعين والمنتصر. وتوفي سنة ٢٥٣ ه‍ ببغداد. انظر : الخطيب البغدادي ـ تاريخ بغداد ٥ / ٤١٨ ـ ٤٢٢. انظر مثلا من دوره في : ابن الأثير ـ الكامل في التاريخ ٥ / ٣٢٥ ـ ٣٣٠ ، الفاسي ـ شفاء الغرام ٢ / ٢٩٥.

١٦٧

وفي سنة مائتين واثنتين وخمسين ، ذبح المستعين ، بسرّ من رأى بأمر المعتز (١).

[أخبار مكة وولاتها في خلافة المعتز ٢٥٢ ـ ٢٥٥ ه‍]

فولي الخلافة بعده المعتز / بالله محمد بن المتوكل (٢).

وولي مكة في زمنه عيسى بن محمد بن إسماعيل (٣) بن إبراهيم ابن عبد الحميد بن عبد الله بن أبي عمرو بن جعفر بن المغيرة المخزومي.

قال الفاسي (٤) : «وممّن ولي مكة في خلافة المعتز أو المهتدي أو المعتمد :

محمد بن أحمد بن عيسى بن المنصور الملقب كعب البقر. ـ ذكر هذا الفاكهي (٥). وهي لا تخرج عن هذا التاريخ في غالب الظن (٦)».

__________________

(١) انظر مأساته وقتله سنة ٢٥٢ ه‍ : القضاعي ـ تاريخ ٤٥٩ ـ ٤٦١ ، ابن الأثير ـ الكامل في التاريخ ٥ / ٣٣١ ، ٣٣٣.

(٢) وقيل في اسمه «الزبير». انظر : القضاعي ـ. تاريخ ٤٦٤. وبويع في المحرم سنة ٢٥٢ ه‍ بعد خلع المستعين.

(٣) الفاكهي ـ أخبار مكة ٣ / ٣٤ ، الفاسي ـ شفاء الغرام ٢ / ٢٩٥ ، العقد الثمين ٦ / ٤٦٢ ، ابن حزم ـ جمهرة أنساب العرب ١٤٩.

(٤) الفاسي ـ شفاء الغرام ٢ / ٢٩٦ ، العقد الثمين ١ / ٣٦٤.

(٥) لم أجده فيما هو مطبوع لدى الفاكهي.

(٦) ذكره ابن الأثير في حوادث سنة ٢٥١ ه‍ في قتال إسماعيل العلوي ، فذكر : «ثم وافى إسماعيل عرفة وبها محمد بن أحمد بن عيسى بن المنصور الملقب بكعب البقر ، وعيسى بن محمد المخزومي صاحب جيش مكة كان المعتز وجههما إليه». ابن الأثير ـ الكامل في التاريخ ٥ / ٣٣.

١٦٨

[سيل عام ٢٥٣ ه‍]

وفي سنة مائتين وثلاث وخمسين دخل المسجد (١) سيل عظيم ، أحاط بالكعبة ، وبلغ إلى قريبا من الحجر الأسود ، وهدم دورا بمكة كثيرة ، وذهب بأمتعة الناس. وملأ المسجد غثاء حتى جرف بالعجلات. ـ كذا قاله الفاسي (٢).

واستمر المعتز إلى أن قتلته (٣) الأتراك سنة مائتين وخمس وخمسين.

[أخبار مكة وولاتها في خلافة المهتدي ٢٥٥ ـ ٢٥٦ ه‍]

فولي الخلافة المهتدي محمد بن الواثق (٤).

فولي مكة في زمنه :

علي بن الحسن (٥) الهاشمي ـ كذا ذكره الفاكهي ولم يرفع نسبه (٦). وذكر أن ولايته سنة مائتين وست وخمسين ، وأنه أول من فرق بين الرجال والنساء (في جلوسهم) (٧) في المسجد ، أمر بحبال ربطت في الأساطين التي تقعد عندها النساء في المسجد ، تفصل بينهم

__________________

(١) في (ج) «مكة».

(٢) الفاسي ـ شفاء الغرام ٢ / ٤٢١ ، العقد الثمين ١ / ٢٠٦.

(٣) في (ج) ، (د) «قتله».

(٤) بويع لليلة بقيت من رجب سنة ٢٥٥ ه‍. انظر : القضاعي ـ تاريخ ٤٦٨ ، ابن كثير ـ البداية والنهاية ١١ / ١٧ ، ابن الأثير ـ الكامل ٥ / ٣٤٣.

(٥) في (ج) «الحسين».

(٦) ونسبه : «علي بن الحسن بن إسماعيل بن العباس بن محمد بن علي بن عبد الله ابن العباس الهاشمي العباسي. انظر : الفاسي ـ شفاء الغرام ٢ / ٢٩٧ ، العقد الثمين ٦ / ١٥١ ، ابن فهد ـ غاية المرام ١ / ٤٤٣.

(٧) سقطت من (ج).

١٦٩

وبين الرجال.

[تجديد تضبيب حجر المقام]

قال ابن الضياء (١) : «وجدد المهتدي تضبيب حجر المقام ، وأصلح إلصاقه بالذهب. وكان ابتداء عمله في محرم سنة مائتين وست وخمسين. وفرغ منه في ربيع الأول منها. وجملة ما حلا به ألفي (٢) مثقال إلا ثمانية مثاقيل».

[مقتل المهتدي]

واستمرّ المهتدي إلى أن توفي محصورا في السنة المذكورة (٣). قتله موسى بن هارون (٤) بسرّ من رأى. وله من العمر ثلاثون سنة ، ومدته سنة واحدة (٥).

وقويت الأتراك وصاروا [يعزلون من يريدون](٦) ، ويولّون من يريدون.

__________________

(١) ابن الضياء الحنفي. وانظر : الفاسي ـ شفاء الغرام ١ / ٣٢٨ ـ ٣٢٩ ، والعقد الثمين ٦ / ١٥٢ ، ابن فهد ـ اتحاف الورى ٢ / ٣٣٣.

(٢) في (ج) «الفين». وفي المصادر السابقة «ألف».

(٣) أي سنة ٢٥٦ ه‍.

(٤) موسى بن بغا مقدم الأتراك ، شارك في الفتنة زمن المستعين والمعتز ، ولم يعترف بخلافة المهتدي حتى قتل. انظر : القضاعي ـ تاريخ ٤٧٢ ، ابن جرير الطبري ـ تاريخ ٩ / ٤٤٦ ، ابن الأثير ـ الكامل ٥ / ٣٥١. وانظر في قتل المهتدي رحمه‌الله : المسعودي ـ مروج الذهب ٤ / ١٨٦ ، ابن الأثير ـ الكامل في التاريخ ٥ / ٣٥٧.

(٥) مدة خلافته لم يتم السنة. انظر : ابن جرير الطبري ـ تاريخ ٩ / ٤٦٩ ، القضاعي ـ تاريخ ٤٦٩.

(٦) ما بين حاصرتين من (د).

١٧٠

[أخبار مكة وولاتها في خلافة المعتمد ٢٥٦ ـ ٢٧٩ ه‍]

فولي الخلافة بعده المعتمد على الله أبو العباس أحمد بن المتوكل (١).

فولي مكة (٢) في زمانه جماعة منهم :

أخوه أبو الموفق طلحة وقيل محمد بن المتوكل (٣) ، وذلك سنة مائتين وسبع وخمسين.

وإبراهيم بن محمد بن إسماعيل العباسي (٤) الملقب بزي (٥). وكانت ولايته في حدود سنة مائتين وتسع وخمسين ، واستمر إلى سنة مائتين وإحدى وستين.

__________________

(١) استمرت خلافته (٢٥٦ ـ ٢٧٩ ه‍). وانظر عنه : القضاعي ـ تاريخ ٤٧٢ ـ ٤٧٨.

(٢) سقطت من (ج).

(٣) محمد بن جعفر المتوكل بن المعتصم يكنى أبا أحمد ، ولقبه الموفق بالله. وانظر ترجمته ودوره : الخطيب البغدادي ـ تاريخ بغداد ٢ / ١٢٧ ـ ١٢٨. وعن ولايته انظر : ابن كثير ـ البداية والنهاية ١١ / ٢٨ ، ابن فهد ـ غاية المرام ١ / ٤٤٥ ، الفاسي ـ العقد الثمين ٣ / ٢٤٧.

(٤) المسعودي ـ مروج الذهب ٤ / ٤٠٦ ، ابن حزم ـ جمهرة أنساب العرب ٣٤ ، الفاسي ـ العقد الثمين ٣ / ٢٤٧.

(٥) في (ب) «بزن». وفي (ج) «يزن». وفي مروج الذهب ٤ / ٤٠٦ ، وتاريخ الطبري ١١ / ٢٣٢ ، والكامل في التاريخ ٥ / ٣٧ ، واتحاف الورى ٢ / ٣٣٦ ، وغاية المرام ١ / ٤٤٥ ، والمنتظم ٥ / ٢١ «ببريه». وفي المحقق من شفاء الغرام «بريه» ، وذكر أن في المطبوع «بزيه» وهو تحريف. وأرى صحة ما أثبته في المتن.

١٧١

[وقعة الحناطين والجزارين]

وفي سنة مائتين واثنتين وستين كانت وقعة الحناطين (١) والجزارين (٢). وكانت يوم التروية ، وقتل من الفريقين تسعة عشر رجلا (٣).

[وأحمد بن طولون (٤) : صاحب مصر.

ومحمد بن أبي الساج (٥).

وأخوه يوسف بن أبي الساج (٦)](٧).

[عيسى بن محمد بن إسماعيل المخزومي](٨) أبو المغيرة.

[محمد بن عيسى بن محمد بن إسماعيل المخزومي](٩) ولد

__________________

(١) في (ب) ، (ج) «الخياطين». وسترد كذلك فيما بعد. وكذلك في الكامل ـ لابن الأثير ٦ / ١٤ ، ابن كثير ـ البداية ١١ / ٣٥. وما أثبتناه من (أ) ، (د) كما في تاريخ ابن جرير الطبري ، والفاسي ـ شفاء الغرام ٢ / ٢٨٩ ، ٣٤٥ ، والطبري ـ الأرج المسكي ١١٢.

(٢) في البداية والنهاية ١١ / ٣٥ «الخزازين».

(٣) في المصادر السابقة «سبعة عشر رجلا».

(٤) شفاء الغرام للفاسي ٢ / ٢٩٨ ، والعقد الثمين ٣ / ٤٩. وعن أحمد بن طولون أبو العباس التركي انظر : ابن خلكان ـ وفيات الأعيان ١ / ١٧٣ ـ ١٧٤ ، الصفدي ـ الوافي ٦ / ٤٣٠ ـ ٤٣٢ ، ابن العماد ـ شذرات الذهب ٢ / ١٥٧ ـ ١٥٨ ، الذهبي ـ سير أعلام النبلاء ١٣ / ٩٤ ـ ٩٦.

(٥) الملقب بالأفشين. الفاسي ـ العقد الثمين ٢ / ٢٥ ، شفاء الغرام ٢ / ٢٩٩.

(٦) الفاسي ـ شفاء الغرام ٢ / ٢٩٩.

(٧) ما بين حاصرتين من (ج).

(٨) ما بين حاصرتين من ابن فهد ـ غاية المرام ١ / ٤٣٩ ، والفاسي ـ العقد الثمين ٦ / ٤٦٧ ، وابن حزم ـ جمهرة ١٤٩.

(٩) ما بين حاصرتين من (ج) وبعضه في (ب) ، (د). وانظر : ابن فهد ـ غاية

١٧٢

عيسى المتقدم ذكره آنفا.

وأبو عيسى محمد بن يحيى بن عبد الوهاب المخزومي (١) ، وذلك سنة مائتين وثلاث وستين. وذكر ابن الأثير (٢) / ما يقتضي : «أنه وليها (٣) سنة مائتين وخمس وستين مرة ثانية لصاحب الزنج». علي بن أحمد العلوي (٤) ابن عمه (٥) بزعم أنه كان ينتمي إلى يحيى بن زيد بن علي ابن الحسين بن علي بن أبي طالب ، وهو ممّن أكثر في الأرض الفساد ـ وقصته مشهورة.

وذكر الفاسي (٦) عن ابن حزم (٧) : «أن المعتمد كان قد ولّى أبا عيسى هذا (٨) مكة ، ثم عزله بأبي المغيرة السابق ذكره ، فتحاربا (٩) وقتل أبو عيسى ، ودخل أبو (١٠) المغيرة مكة ، ورأس أبي عيسى بين يديه على

__________________

المرام ٤٦٤ ، والفاسي ـ العقد الثمين ٢ / ٢٤٦ ، وابن حزم ـ جمهرة ١٤٩.

(١) الفاسي ـ العقد الثمين ٢ / ٣٨٦.

(٢) سقطت من (ب). وانظر : ابن الأثير ـ الكامل في التاريخ ٦ / ٢٢.

(٣) أي أبو المغيرة عيسى بن محمد المخزومي. ابن الأثير ـ الكامل في التاريخ ٦ / ٢٢. وانظر : الفاسي ـ شفاء الغرام ٢ / ٣٠١.

(٤) وهو علي بن محمد بن عبد الرحمن العبدي بن عبد القيس ، زعم أنه من ولد زيد ابن علي بن الحسن. انظر : الذهبي ـ سير أعلام النبلاء ١٣ / ١٢٩ ، القضاعي ـ تاريخ ٤٧٤.

(٥) سقط من (ب) ، (د). وعلى أي حال فالاضطراب في النسخ موجود والاختلاف كثير في هذه الفقرة.

(٦) الفاسي ـ شفاء الغرام ٢ / ٣٠٠.

(٧) جمهرة أنساب العرب ١٤٩.

(٨) أي أبو عيسى محمد بن يحيى بن عبد الوهاب المخزومي.

(٩) في (د) «فتحابا». وهو خطأ.

(١٠) سقطت من (ب) ، (د).

١٧٣

يديه على رمح. ولم أدر متى كانت ولايته».

وذكر الفاكهي (١) : ما يقتضي أن أبا عيسى هذا ولي مكة نيابة عن الفضل بن العباس (٢).

ولا مانع من أن يكون وليها نيابة عن الفضل ، [ثم](٣) استقلالا كما ذكره ابن حزم (٤) كما في الشفاء (٥).

[فتنة ٢٦٦ ه‍ ونهب كسوة الكعبة]

وقال الجلال السيوطي في محاضراته (٦) : «وفي سنة مائتين وست وستين نهبت العرب كسوة الكعبة».

زاد الفاسي (٧) : «فصار بعضها إلى صاحب الزنج ، وكانت شدة عظيمة».

وفيها (٨) كانت الفتنة بين ابي عيسى محمد بن يحيى المخزومي وبين محمد بن أبي الساج ، فهزمه المخزومي ، واستباح ماله ، وكان ذلك اليوم يوم التروية. ـ ذكره شيخ مشايخنا الإمام علي الطبري في

__________________

(١) أخبار مكة ٣ / ١٨٤.

(٢) أي الفضل بن العباس بن الحسين بن إسماعيل العباسي الذي ولي مكة. وسيأتي ذكره فيما يلي من الولاة.

(٣) زيادة من (د) توضح المعنى.

(٤) جمهرة أنساب العرب ١٤٩.

(٥) شفاء الغرام للفاسي ٢ / ٣٠١.

(٦) وذكره في تاريخ الخلفاء ص ٣٤٦. كما ذكره ابن جرير الطبري في حوادث سنة ٢٦٦ ه‍ ، وابن الأثير ـ الكامل ٦ / ٢٥ ، وابن الجوزي ـ المنتظم ٥ / ٥٦.

(٧) شفاء الغرام ٢ / ٣٤٥. وذكرت المصادر السابقة هذه الزيادة.

(٨) أي سنة ٢٦٦ ه‍.

١٧٤

تاريخه (١).

وممن ولي مكة للمعتمد :

الفضل بن العباس بن الحسين بن إسماعيل بن محمد العباسي (٢).

وهارون بن محمد بن اسحاق بن موسى بن عيسى بن موسى بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس (٣). وكانت ولايته سنة مائتين وتسع وستين ، واستمر إلى سنة مائتين وسبع وسبعين ـ بتقديم السين فيهما ـ. ثم هرب من مكة إلى مصر ، ومات بها ـ كذا قال الفاسي (٤) ـ.

[وقعة سنة ٢٦٩ ه‍]

ونقل عن ابن جرير (٥) في أخبار سنة مائتين وتسع وستين : «كانت بمكة وقعة بين قائدين وجّههما أحمد بن طولون في أربعمائة وسبعين فارسا وألفي راجل ، فوافيا مكة لليلتين بقيتا من ذي القعدة ، فأعطوا الجزارين والخياطين (٦) دينارين دينارين ، والرؤساء سبعة سبعة

__________________

(١) انظر : ابن جرير الطبري ـ تاريخ حوادث سنة ٢٦٦ ه‍. ابن الأثير ـ الكامل ٦ / ٢٦ ، ابن كثير ـ البداية والنهاية ١١ / ٣٩ ، علي بن عبد القادر الطبري ـ الأرج المسكي ص ١١٢.

(٢) الفاسي ـ العقد الثمين ٧ / ١٣ ، ابن فهد ـ غاية المرام ١ / ٤٦٢. وقد حج بالناس سنة ٢٥٨ ه‍ إلى آخر سنة ٢٦٣ ه‍. الطبري ـ الأرج المسكي ٣٣٢.

(٣) ابن كثير ـ البداية والنهاية ١١ / ٥٦ ، الفاسي ـ العقد الثمين ٧ / ٣٥٧ ، ابن فهد ـ غاية المرام ١ / ٤٥٣.

(٤) العقد الثمين ٧ / ٣٥٧ ، شفاء الغرام ٢ / ٣٠١ ـ ٣٠٢.

(٥) الطبري ـ في تاريخه. وانظر الخبر كاملا : ابن الأثير ـ الكامل ٦ / ٤٩ ، الفاسي ـ شفاء الغرام ٢ / ٢٩٨ ، ٣٤٦ ، ابن فهد ـ اتحاف الورى ٢ / ٣٤٣ ـ ٣٤٤.

(٦) في الكامل في التاريخ ، وغاية المرام ، وشفاء الغرام ٢ / ٢٩٨ «الحناطين».

١٧٥

دنانير ، وكان عامل مكة هارون بن محمد ، فوافاه جعفر بن الباعمودي (١) لثلاث خلون من ذي الحجة الحرام في نحو مائتي فارس ، وكان مع هارون مائة وعشرون فارسا ومائتي عبد أسود ، فقوي بهم ، والتقى / بأصحاب أحمد بن طولون ، فقتل منهم ببطن مكة نحو مائة (٢) رجل ، وانهزم الباقون إلى الجبال ، وأخذ هارون دوابهم وأموالهم ، وأمّن الجزارين والخياطين ، وقرأ [عليهم](٣) كتابا في المسجد بلعن ابن طولون. وحج بالناس هارون المذكور» ـ انتهى ـ.

قلت : «وهذا غير واقعة الخياطين والجزارين الأولى السابق ذكرها لاختلاف التاريخ.

قال القاضي محمد بن جار الله (٤) : «وقد عدّ الفاسي (٥) ابن طولون ممن ولي مكة ـ ولا تثبت بهذا القدر ولايته» (٦).

وفي سنة مائتين وسبعين مات أحمد بن طولون (٧) ، وولي سلطنة مصر ابنه أبو الجيش خمارويه بن أحمد (٨).

__________________

(١) عند الطبري «جعفر بن الباغمردي». وعند ابن كثير «جعفر الناعمودي». وفي شفاء الغرام ٢ / ١٨٨ من المطبوع دون تحقيق. وفي المحقق «الباغمردي» ، وغاية المرام «الباعمردي».

(٢) في (د) «مائتي». كما في الكامل في التاريخ ٦ / ٤٩.

(٣) من (ج) ، (د).

(٤) ابن ظهيرة ـ الجامع اللطيف ص ١٨٧.

(٥) الفاسي ـ شفاء الغرام ٢ / ٢٩٨.

(٦) وقد أضاف القاضي : «وكان عدم ذكره أولى». الجامع اللطيف ١٨٧.

(٧) تاريخ القضاعي ٤٧٧.

(٨) الكندي ـ الولاة والقضاة في مصر ١٨١ ، القضاعي ـ تاريخ ٤٨٠.

١٧٦

قلت : ولم أقف على سبب هرب (١) هارون إلى مصر (٢). ـ والله أعلم ـ.

وممن ولي مكة للمعتمد (٣) :

محمد بن أبي الساج ، ذكر ولايته محمد بن جرير (٤) في أخبار سنة مائتين وستين. وهذا يقتضي أن ولايته قبل هارون.

وأما ولاية أخيه يوسف بن أبي الساج فذكرها ابن الأثير (٥) ، فانه قال : سنة مائتين وإحدى وسبعين فيها : عقد لأحمد بن محمد الطائي على مكة والمدينة. فوثب يوسف بن أبي الساج وهو والي مكة على بشر غلام الطائي ، وكان أميرا على الحاج ، فأسره. فثار الجند والحجاج بيوسف فقاتلوه ، وأخذوه أسيرا في الحديد إلى بغداد. وكانت الواقعة على أبواب المسجد».

[عمارة سنة ٢٧٢ ه‍]

قال القطب الحنفي (٦) : «وفي زمن المعتمد وقع بعض (هدم في بعض) (٧) المسجد ، سنة مائتين وإحدى وسبعين من الجانب الغربي قبل زيادة إبراهيم. وكان في يمين الجدار باب يقال له باب الخياطين (٨).

__________________

(١) في (ج) «ذهاب». وسقطت من (ب).

(٢) بعد أن حج بالناس سنة ٢٦٤ ه‍ الى سنة ٢٧٩ ه‍. فكانت ٢٧٩ ه‍ آخر سنة حجها بالناس كما ذكر ابن الأثير ـ الكامل في التاريخ ٥ / ٧٥.

(٣) سقطت من (ب) ، (ج) ، (د).

(٤) محمد بن جرير الطبري ـ تاريخ

(٥) ابن الأثير ـ الكامل في التاريخ ٦ / ٥٩.

(٦) سقطت من (ج) ، (د). انظر : الاعلام ١٧١ ، ١٧٢.

(٧) ما بين قوسين سقط من (د).

(٨) في (أ) ، (د) «الحناطين». وفي (ب) ، (ج) «الخياطين».

١٧٧

وكانت بالقرب منه [باب](١) دار لزبيدة بنت أبي جعفر (٢) المنصور ، سقطت اسطوانتان من تلك الجهة. وكان والي مكة هارون بن محمد ابن إسحاق بن يعقوب بن يوسف. فكتبوا إلى طلحة بن المتوكل ـ وكان هو المتصرف في الخلافة ، وجميع الخلفاء من بعده من ذريته ، ولم يزل حافظا للخلافة إلى أن توفي سنة مائتين وثمان وسبعين (٣) ـ فأرسل اليهم بمال عظيم ، وأمرهم بعمارة جميع ما يحتاج إلى العمارة سنة مائتين واثنتين وسبعين».

[خلع المعتمد ووفاته]

وفي سنة مائتين وتسع وسبعين خلع المعتمد نفسه (٤) ، فولي الخلافة المعتضد أبو العباس أحمد بن الموفق طلحة بن المتوكل سنة مائتين وتسع وسبعين بعهد من عمه.

وفي هذه السنة مات (٥) المعتمد فجأة بين المغنين والندماء ، وقيل مسموما. وكانت مدته ثلاث وعشرون سنة ويومين ـ رحمه‌الله تعالى.

__________________

(١) زيادة من (د).

(٢) زبيدة : ـ أمة العزيز أو أمة الواحد ـ زوجة الرشيد وأم الأمين صاحبة المآثر في مكة والمرتبطة باسمها عين زبيدة. انظر : ابن الضياء المكي ـ تاريخ مكة المشرفة والمسجد الحرام ١٠٠ ـ ١٠٢.

(٣) انظر خبر وفاته : المسعودي ـ مروج الذهب ٤ / ١٤٣ ، الخطيب البغدادي ـ تاريخ بغداد ٢ / ١٢٧.

(٤) انظر ذلك في : ابن الأثير ـ الكامل ٦ / ٧٢.

(٥) انظر في وفاته : القضاعي ـ تاريخ ٤٧٣ ، الخطيب ـ تاريخ بغداد ٤ / ٦١ ، ابن الأثير ـ الكامل ٦ / ٧٣ ، ابن كثير ـ البداية والنهاية ١١ / ٦٥ ، الذهبي ـ سير أعلام النبلاء ١٢ / ٥٥٢ ، المسعودي ـ مروج الذهب ٤ / ٢٣٠.

١٧٨

[أخبار مكة وولاتها في أول خلافة المعتضد ٢٧٩ ه‍ إلى نهاية خلافة المطيع ٣٦٣ ه‍]

قال القاضي محمد بن جار الله / في تاريخه (١) : «وأما ولاتها (٢) في خلافة المعتضد (٣) ، ثم في خلافة أولاده المكتفي (٤) ، والمقتدر (٥) ، والقاهر (٦). ثم في خلافة الراضي (٧) ، ثم في خلافة المتقي (٨) ، ثم في خلافة المستكفي (٩) ، ثم في خلافة المطيع (١٠) ، فجماعة كثيرون ، لم يعرف منهم ويذكر سوى عج ـ بالعين المهملة والجيم ـ ابن جاج (١١).

__________________

(١) ابن ظهيرة ـ الجامع اللطيف ١٨٨.

(٢) أي ولاة مكة المكرمة.

(٣) ٢٧٩ ـ ٢٨٩ ه‍. القضاعي ـ تاريخ ٤٨١ ـ ٤٨٥.

(٤) المكتفي ٢٨٩ ـ ٢٩٥ ه‍. القضاعي ـ تاريخ ٤٨٦ ـ ٤٨٩.

(٥) بياض في (د). والمقتدر خلافته ٢٩٥ ـ ٣٢٠ ه‍. القضاعي ـ تاريخ ٤٩١ ـ ٤٩٩.

(٦) القاهر ٣٢٠ ـ ٣٢٢ ه‍. القضاعي ـ تاريخ ٥٠٧ ـ ٥١٠.

(٧) الراضي أبو العباس محمد بن المقتدر ٣٢٢ ـ ٣٢٩ ه‍. القضاعي ـ تاريخ ٥١٢ ـ ٥١٨.

(٨) في النسخ الأربع «المقتفي». وهو خطأ. والصحيح ما أثبتناه. والمتقي هو ابو اسحاق إبراهيم بن المقتدر ٣٢٩ ـ ٣٣٣ ه‍. القضاعي ـ تاريخ ٥٢١ ـ ٥٢٦. وانظر : ابن ظهيرة ـ الجامع اللطيف ١٨٨.

(٩) المستكفي : أبو القاسم عبد الله بن علي المكتفي ٣٣٣ ـ ٣٣٤ ه‍. القضاعي ـ تاريخ ٥٢٩ ـ ٥٣٤.

(١٠) المطيع : الفضل بن جعفر المقتدر ٣٣٤ ـ ٣٦٣ ه‍. القضاعي ـ تاريخ ٥٣٦ ـ ٥٤١.

(١١) وعج هو مولى المعتضد الخليفة العباسي. انظر : الفاسي ـ شفاء الغرام ٢ / ٣٠٣ ، العقد الثمين ٦ / ٥٧ ، ابن فهد ـ غاية المرام ١ / ٤٦٥. وعند ابن الأثير «نجح ابن حاج». الكامل ٦ / ١٢٠.

١٧٩

ولم يعلم مبدأ ولايته ، غير أن اسحاق الخزاعي (١) ذكر أنه كان واليا على مكة سنة مائتين وإحدى وثمانين».

وذكر ابن الأثير (٢) : «أنه كان متوليا [سنة مائتين وخمس وتسعين». فيحتمل أنه استمر إلى هذا التاريخ ، أو عزل](٣) ، وأعيد.

وممن ولي مكة في هذه المدة :

مؤنس المظفر (٤) سنة ثلاثمائة بالعقد لا بالمباشرة.

وقال الفاسي (٥) : «ولا أعلم من باشرها في عقده».

ومن ولاتها في هذه المدة : ابن ملاحظ ، ترجمه النسابة الهمداني (٦) بسلطان مكة. قال الفاسي (٧) : «ولا أعلم له اسما ، ولا

__________________

(١) إسحاق الخزاعي ـ اسحاق بن أحمد بن اسحاق بن نافع الخزاعي أبو محمد مقريء مكة. توفي سنة ٣٠٨ ه‍. وهو من رواة الأزرقي في تاريخه. انظر : الصفدي ـ الوافي بالوفيات ٨ / ٤٠٣ ، الذهبي ـ سير أعلام النبلاء ٣ / ٢٩٠ ، الفاسي ـ العقد الثمين ٣ / ٢٩٠ ، شفاء الغرام ٢ / ٣٠٣.

(٢) ابن الأثير ـ الكامل في التاريخ ٦ / ١٢٠. واسمه عنده : «نجح بن حاج». وانظر : ابن ظهيرة ـ الجامع اللطيف ١٨٨.

(٣) ما بين حاصرتين من (د). كما عند ابن الأثير وابن ظهيرة.

(٤) مؤنس الخادم الملقب بالمظفر أحد الخدام الذين بلغوا رتبة الملوك. ولي دمشق للمقتدر ، ثم حارب المقتدر. انظر : الذهبي ـ سير أعلام النبلاء ١٥ / ٥٦ ـ ٥٧. القضاعي ـ تاريخ ٤٩٤.

(٥) العقد الثمين ٧ / ٣١٤ ، شفاء الغرام ٢ / ٣٠٥. وانظر : ابن الأثير ـ الكامل ٦ / ١٤٣ ، ابن فهد ـ غاية المرام ١ / ٤٦٧.

(٦) النسابة الهمداني : هو أبو محمد الحسن بن أحمد بن يعقوب الهمداني. توفي سنة ٣٢٩ ه‍. له كتاب الإكليل. وهذا الخبر فيه. انظر : الفاسي ـ شفاء الغرام ٢ / ٣٠٣ ـ ٣٠٤.

(٧) الفاسي ـ شفاء الغرام ٢ / ٣٠٤ ، وانظر : ابن فهد ـ غاية المرام ١ / ٤٦٧.

١٨٠