منائح الكرم في أخبار مكة والبيت وولاة الحرم - ج ٢

علي بن تاج الدين بن تقي الدين السنجاري

منائح الكرم في أخبار مكة والبيت وولاة الحرم - ج ٢

المؤلف:

علي بن تاج الدين بن تقي الدين السنجاري


المحقق: الدكتور جميل عبدالله محمد المصري
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: جامعة أم القرى
الطبعة: ٠
ISBN الدورة:
9960-03-366-X

الصفحات: ٤٨٠

التي (١) فوق زمزم ، وكانت من خشب فبنيت بالحجر الصوان. وفرغ منها في رجب من العام الذكور.

[عمارة عين بازان سنة ٨١٨ ه‍]

وفيها : عمرت عين بازان بعد انقطاعها ، فوصلت إلى مكة (٢).

[إزالة بدعة الوقيد على المقامات سنة ٨١٨ ه‍]

قال العلامة ابن الضياء الحنفي (٣) : «وقد وفق الله سيدنا العلامة شيخ الإسلام ، محيي السنة ، ومميت البدعة بالمسجد الحرام تفردرش (٤) الحنفي في مجاورته (٥) مكة المشرفة لإزالة بدعة الوقيد على المقامات الأربعة بالمسجد الحرام في ليلة سبع وعشرين (٦) من رجب وغيره (٧) من الليالي التى توقد فيها ، فسعى في إبطالها ، واجتهد في ذلك ، فبطلت بحمد الله بمساعدة ولي الأمر سنة ثمانمائة وثمانية عشر».

__________________

من ربيع الأول سنة ٨٢٢ ه‍ هدمت ظلة المؤذنين التي فوق زمزم لخراب خشبها ، وبنيت بالحجر المنحوت ، ووسعت أحواض زمزم وأتقن عملها. علي بن عبد القادر الطبري ـ الأرج المسكي ص ٨٧.

(١) في (ج) «الذي».

(٢) الفاسي ـ شفاء الغرام ٢ / ٥٥٥.

(٣) وانظر في ذلك : الفاسي ـ العقد الثمين ٣ / ٣٨٩ ، ابن فهد ـ اتحاف الورى ٣ / ٥٢٧ ـ ٥٢٨.

(٤) في (د) «درمش». وفي ابن فهد ـ اتحاف الورى «تغري برمش التركماني».

(٥) في (د) «مجاورته بمكة».

(٦) سقطت من (د).

(٧) في (د) «وغيرها».

٤٢١

[خروج حسن بن عجلان من مكة]

وأما ما كان من الشريف حسن ، فإنه خرج إلى عسفان ، فجبى الجلاب هناك ، وأمر أهلها بالمضي إلى ينبع ، ثم وصل إلى الجديد من وادي مر. واستولى على غلال أصحاب رميثة. واستمر بالجديد إلى جمادى الآخرة سنة ثمانمائة وتسعة عشر (١).

[تجديد عقد ولاية الشريف حسن منفردا سنة ٨١٩ ه‍]

وفي رجب منها : بعث ابنه السيد بركات ومولاه (٢) القائد زين العابدين شكر ، لاستعطاف السلطان (٣) عليه. فأنعم عليه بولاية مكة. وكتب إليه توقيعا مؤرخا (٤) بثامن عشر من شهر رمضان من السنة المذكورة (٥).

وجهز (٦) له خلعة مع بعض الخاصكية (٧) ، فوصلوا إليه وهو في

__________________

(١) انظر : ابن فهد ـ اتحاف الورى ٣ / ٥٣٠.

(٢) في (ج) «ومولانا».

(٣) السلطان المؤيد شيخ المحمودي الظاهري الجركسي. صاحب المدرسة المؤيدية بداخل باب زويلة بالقاهرة. الملطي ـ نزهة الأساطين ١٢٧.

(٤) في (د) «تاريخا موقعا».

(٥) أي سنة ٨١٩ ه‍.

(٦) سقطت من (ب). وفي (ج) «وأرسل».

(٧) في (ج) «الخاصية». والخاصكية : جماعة من حاشية السلطان يأتون في المرتبة بعد الأمراء المقدمين. كان عددهم في الدولة المملوكية ٢٤ ثم زادوا على ٤٠٠ ، وقد تمتعوا بمكانة خاصة فكانوا يدخلون على السلطان في أوقات فراغه وفي خلواته بغير اذن ، كما كانوا يمتازون بحسن المظهر والأناقة في الملبس والركوب. انظر : ابن تغري بردي ـ النجوم الزاهرة ٧ / ١٧٩.

٤٢٢

ناحية جدة ، في أوائل العشر الوسط (١) من شوال.

فولي مكة [الشريف حسن](٢) بمفرده ثامن عشر شهر رمضان (٣) سنة ثمانمائة وتسعة عشر.

فتوجه الشريف حسن إلى مكة. فلما أن بلغ باب المعلاة (٤) ، قاومه أصحاب رميثة ومنعوه الدخول. فأزال من كان هناك بالرمي والنشاب والأحجار ، فعمد بعض العسكر إلى الباب ، فحرقه حتى سقط إلى الأرض ، وهدموا بعض السور مما يلي الجبل وبركة الشامي ، ودخل منه بعض العسكر ، ورقوا موضعا من الجبل ، ورموا أصحاب رميثة بالنشاب.

وحاصله : أنهم دخلوا مكة ، ووقع قتال بين الفئتين. فخرج جماعة من أعيان البلد والفقهاء والصلحاء ، ومعهم ربعات شريفة (٥) إلى الشريف حسن يسألونه كف القتال. فأجاب إلى ذلك ، (بشرط إخراج معانديه من مكة ، فرجع الجماعة إلى الشريف رميثة وأخبروه بذلك) (٦).

ودخل الشريف حسن ، وخيّم بعسكره بالمعلاة حول البركتين (٧).

__________________

(١) في (ج) «الأوسط». وانظر تفصيل ذلك : ابن فهد ـ اتحاف الورى ٣ / ٥٣١.

(٢) ما بين حاصرتين زيادة من (ج).

(٣) في (ج) «شوال». وانظر : ابن فهد ـ اتحاف الورى ٣ / ٥٣٣ ، ٥٣٤. حيث أن وصول الخبر كان في ١٢ شوال. وتاريخ التولية ١٨ رمضان. وانظر : الفاسي ـ العقد الثمين ٤ / ١٢٠ ، والفاسي ـ شفاء الغرام ٢ / ٣٣١.

(٤) في (د) «العلا».

(٥) في (ج) «الربعات الشريفة».

(٦) ما بين قوسين سقط من (ب) ، (ج).

(٧) في (ب) ، (ج) «بركثين». وفي الفاسي ـ العقد الثمين والمقريزي

٤٢٣

وأقام هنالك حتى أصبح. ودخل مكة / لابسا خلعة السلطان الملك المؤيد ، وذلك (١) صبيحة يوم الأربعاء السادس والعشرين من شوال من السنة المذكورة ، وطاف بها بالبيت ، وقريء توقيعه بالحطيم ، وكان يوما مشهودا ، ونادى بالأمان للمعاندين خمسة أيام ، فتوجهوا إلى جهة اليمن.

[مناهضة الأشراف للحسن سنة ٨٢٠ ه‍]

ثم إن الشريف رميثة اجتمع بعمه الشريف حسن في الشرق (٢) ، وتصالحا. فدخل مكة ، فتغير عليه القواد ، وقاموا بنصرة ذوي رميثة بن أبي نمي ، وهم أولاد أحمد بن ثقبة بن رميثة ، وأولاد علي بن مبارك ، وأعلنوا بالسلطنة لثقبة بن أحمد بن ثقبة ، وميلب بن علي بن مبارك ، وجعلوا لكلّ منهما نوابا بجدة (٣).

فجهز عليهم الشريف حسن ، فهربوا من جدة ، وقصدوا مكة ، وتحاربوا فيها مع نائب الشريف حسن مفتاح الزفتاوي (٤) وقتلوه ، وقتلوا جماعة معه ، ثم فرّوا إلى العدّ من جهة اليمن في النصف من شوال سنة

__________________

السلوك ٤ / ١ / ٣٧١ «بركتي المعلاة».

(١) سقطت من (ب) ، (ج) ، (د).

(٢) وذلك سنة ٨٢٠ ه‍. انظر : الفاسي ـ شفاء الغرام ٢ / ٣٣١ ، ابن فهد ـ اتحاف الورى ٣ / ٥٤١ ، الفاسي ـ العقد الثمين ٤ / ١٢١. والشرق : بلد لبني أسد جهة نجد. انظر : ياقوت ـ معجم البلدان ٣ / ٣٣٧.

(٣) ابن فهد ـ غاية المرام ٢ / ٣١٠.

(٤) وهو مفتاح الزفتاوي الحسني ، فتى الشريف حسن بن عجلان ونائبه على مكة المكرمة. انظر : الفاسي ـ العقد الثمين ٧ / ٢٦٤ ، السخاوي ـ الضوء اللامع ١٠ / ١٦٦ ، ابن فهد ـ غاية المرام ٢ / ٣١١ ، ابن فهد ـ اتحاف الورى ٣ / ٥٤٥.

٤٢٤

ثمانمائة وعشرين (١).

وقدم من مصر الشريف بركات بن حسن شريكا لوالده ، فسرّ بذلك والده ، ورشّحه للأمر (٢).

[محاولة العودة إلى بدعة الوقيد على المقامات سنة ٨٢٠ ه‍]

قال ابن الضياء (٣) : «وفي سنة ثمانمائة وعشرين : اجتهد بعض الجهال والعوام وغيرهم ، ممّن تزيّا بزيّ أهل (٤) العلم ، في إعادة الوقود على المقامات ليلة السابع والعشرين من رجب ، فمنعه الله ، ولم يوافقه ولي الأمر ، والحمد لله».

[تعمير عين حنين سنة ٨٢١ ه‍]

وفي سنة ثمانمائة وإحدى وعشرين : عمّرت عين حنين بأمر صاحب مصر شيخو (٥).

[خروج أحمد بن حسن عن طاعة أبيه الحسن سنة ٨٢١ ه‍]

وفي هذه السنة : تخلّى مولانا الشريف (حسن عن إمرة مكة

__________________

(١) وقد عاد رميثة وميلب الى طاعة الشريف حسن سنة ٨٢٥ ه‍. انظر : ابن فهد ـ غاية المرام ٢ / ٤٨١ ، ٤٨٢.

(٢) انظر : الفاسي ـ العقد الثمين ٤ / ١٢٨ ، ابن حجر ـ أنباء الغمر ٧ / ١٤٢ ، ابن فهد ـ اتحاف الورى ٣ / ٥٤٨ ، السخاوي ـ الضوء اللامع ٣ / ١٣ ، ابن فهد ـ غاية المرام ٢ / ٣١٣.

(٣) ابن الضياء الحنفي. وانظر : الفاسي ـ العقد الثمين ٣ / ٣٨٩ ـ ٣٩٠ ، ابن فهد ـ اتحاف الورى ٣ / ٥٥٠ ـ ٥٥١.

(٤) في (ب) ، (د) «طلبة».

(٥) كان المؤيد شيخو قد تطوع بألفي مثقال ذهبا لعمارة العين ، وندب القائد علاء الدين علي بن محمد لعمارة ذلك. ابن فهد ـ اتحاف الورى ٣ / ٥٦٠.

٤٢٥

لابنه) (١) بركات. فجمح (٢) عليه ابنه أحمد [لذلك](٣) وخرج عن طاعته (٤) ، فاستعطفه (٥) أبوه ، فلم يفد. وأغراه بعض جماعة من المفسدين على نهب جدة ، ففعل. ثم دخل مكة وصالح أباه. ثم نكث ، وذهب إلى ينبع. ثم رجع مع الحاج ، ثم عاد إلى ينبع.

[تعمير ظلة المؤذنين عمارة جديدة سنة ٨٢٢ ه‍]

وفي سنة ثمانمائة واثنتين وعشرين : (عمرت ظلة المؤذنين بأعلا زمزم عمارة محكمة غير الأولى ، وتمت في رجب من هذه السنة (٦).

[التنافر بين الأخوين بركات وإبراهيم ابنا الحسن سنة ٨٢٣ ه‍]

وفي سنة ثمانمائة وثلاث وعشرين) (٧) : طلب الشريف حسن من المؤيد صاحب مصر ، تفويض ولاية مكة لولديه : بركات وإبراهيم. وتنصل (٨) عن الامارة لرغبته (٩) في العبادة لكبره وضعفه. وتوجه عقب

__________________

(١) ما بين قوسين سقط من (ب). وانظر : الفاسي ـ العقد الثمين ٤ / ١٢٩ ـ ١٣٠ ، ابن فهد ـ اتحاف الورى ٣ / ٥٥٥ ـ ٥٥٦ ، العصامي ـ سمط النجوم ٤ / ٥٩ ، السخاوي ـ الضوء اللامع ١٠ / ١٦٦.

(٢) في (د) «فجمع». وهم من الناسخ.

(٣) من (ب) ، (د).

(٤) في (د) «طاعة أبيه».

(٥) في (ب) «فاسقطه». وهو خطأ.

(٦) انظر : الفاسي ـ شفاء الغرام ١ / ٤٠٠ ـ ٤٠٣ ، ابن فهد ـ اتحاف الورى ٣ / ٥٦٦ ، علي بن عبد القادر الطبري ـ الأرج المسكي ص ٨٧. وكان القائم بأمر مصروف هذه العمارة العلائي خواجة شيخ علي بن محمد بن عبد الكريم الجيلاني نزيل مكة المشرفة. الفاسي ـ شفاء الغرام ١ / ٤٠٣.

(٧) ما بين قوسين سقط من (د).

(٨) في (د) «وانفصل».

(٩) في (ج) «رغبة».

٤٢٦

الإرسال إلى حلي في آخر صفر (١).

ووصل جوابه ثاني عشر ربيع الأول سنة ثمانمائة وأربعة وعشرين. فجاء (٢) عهد مكة له ولابنه / بركات ، ولم يسمح بها لإبراهيم.

فحصل التنافر بين الأخوين ، ودخل السيد إبراهيم من جانب (٣) اليمن ، ومعه الأشراف. وألزموا المؤذن بالدعاء على زمزم ، ففعل ، ودعا له الخطيب مع أخيه وأبيه بالكره عليهما (٤).

[عمارة بعض أماكن الحرم الشريف سنة ٨٢٦ ه‍]

وفي سنة ثمانمائة وخمسة وعشرين ـ وقيل سنة ثمانمائة وستة وعشرين : بعث صاحب مصر (٥) الأمير مقبل القديدي (٦) ، لعمارة بعض أماكن بالحرم الشريف ، فعمرها ، وجدد سقف الكعبة.

__________________

(١) الفاسي ـ العقد الثمين ٤ / ١٣٧ ـ ١٣٨ ، ابن فهد ـ اتحاف الورى ٣ / ٥٧ ، ٥٧٩ ، ٥٨٠ ، العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٢٥٩.

(٢) سقطت من (ب) ، (د).

(٣) في (ج) «جهة».

(٤) في (ج) «منهما». وذكر الناسخ أن في نسخة أخرى «عليهما».

(٥) السلطان برسباي بن عبد الله ـ الملك الأشرف سيف الدين أبو النصر الدقملقي الظاهري الجركسي البرقوقي. تولى السلطنة بعد أن خلع الصالح محمد بن ططر سنة ٨٢٥ ه‍. من أعظم سلاطين الجراكسة. أعاد فتح جزيرة قبرص سنة ٨٣٠ ه‍ ، وأسر ملكها جينوس ثم عفا عنه وأعاده بعد أن فرض عليه الجزية والتبعية. انظر في ترجمته : الملطي ـ نزهة الأساطين ١٣١ ، السخاوي ـ الضوء اللامع ٣ / ٨ ـ ١٠ ، ابن تغري بردي ـ النجوم الزاهرة ١٤ / ٢٧٨ ـ ٣٠٤.

(٦) الأمير زين الدين مقبل القديدي. انظر : الفاسي ـ شفاء الغرام ١ / ٣٤٧ ، ٣٦٨ ـ ٣٦٩ ، ابن فهد ـ اتحاف الورى ٣ / ٥٨٥ ـ ٥٨٦ ، الفاسي ـ العقد الثمين ٤ / ١٤٣.

٤٢٧

[الكسوة الحمراء لباطن الكعبة سنة ٨٢٦ ه‍]

وفيها (١) ، على الاختلاف السابق : أرسل برسباي الكسوة الحماء لباطن البيت على يد الخواجا الزيني عبد الباسط (٢) ، صاحب المدرسة الباسطية (٣) ، وهي مدرسة تشتمل على خلاوي للفقراء ، على يسار الداخل إلى الحرم من باب العجلة.

[ترك الدعاء لإبراهيم بن الحسن على المنبر سنة ٨٢٦ ه‍]

واستمر ذلك إلى سنة ثمانمائة وست وعشرين : فأمر الشريف حسن بترك الدعاء لابنه إبراهيم على المنبر ، لأنه أمر بمباينة ذوي راجح ، فلم يفعل» ـ انتهى كلام الطبري في النشأة (٤).

رجع :

وجاءت خلعتان من صاحب مصر الملك المظفر أحمد (٥) بن الملك المؤيد ، للشريف حسن وولده الشريف بركات. وقريء توقيعهما بالحطيم. وتاريخه مستهل صفر من السنة المذكورة (٦).

__________________

(١) في (د) «وفيهما». أي سنة ٥٢٦ ه‍ أو ٥٢٦ ه‍. وفي ابن فهد ـ اتحاف الورى سنة ٥٢٦ ه‍. وكذلك في الطبري ـ الاعلام بأعلام بيت الحرام ص ٢١٢.

(٢) وهو خليل بن إبراهيم الرزيني عبد الباسط ناظر الجيش. انظر : ابن فهد ـ اتحاف الورى ٣ / ٥٩٦ ، الطبري ـ الاعلام بأعلام بيت الله الحرام ٢١٢ ...

(٣) وموقعها في الجهة الشمالية من الحرم. انظر : عبد الرحمن صالح عبد الله ـ التعليم في مكة المكرمة ص ٧٤.

(٤) نشأة السلافة.

(٥) الملك المظفر أحمد بن شيخ ـ تسلطن وهو طفل رضيع سنة ٨٢٤ ه‍. وعزل سنة ٨٢٥ ه‍. انظر : الملطي ـ نزهة الأساطين ص ١٢٨.

(٦) سنة ٨٢٤ ه‍. وهذا الصحيح. انظر : الفاسي ـ شفاء الغرام ٢ / ٣٣٣

٤٢٨

وكان وروده مكة يوم الأربعاء رابع عشر ربيع الأول.

فلبس الشريف بركات تشريفه ، وطاف به على جري العادة. وخرج من الصفا ، ودار في شوارع مكة.

وكان الشريف حسن غائبا بالواديين (١) من نواحي اليمن.

[ترك المكوس على الخضروات بمكة]

ومن خيرات السلطان أحمد بن المؤيد صاحب مصر هذا : أنه جعل للشريف حسن ألف دينار (٢) ، تحمل إليه من مصر ، مقابلة لترك المكوس على الخضروات بمكة ، وأمر أن يكتب ذلك في بعض أساطين الحرم المكي. فكتب ـ وهو باق ـ إلى الآن (٣) ـ رحمه‌الله تعالى.

[تعمير رخام الكعبة سنة ٨٢٦ ه‍]

وفي سنة ثمانمائة وست وعشرين : عمر الملك المظفر (٤) صاحب اليمن رخام الكعبة ، وكتب اسمه في لوح رخام جعله في وسط الجدار

__________________

٣٣٤ ، ابن فهد ـ اتحاف الورى ٣ / ٥٧٩ ـ ٥٨٠.

(١) الواديان : من مكة جهة اليمن. وذكر ابن فهد أنه كان بناحية الخريقين. ابن فهد ـ اتحاف الورى ٣ / ٥٩٤.

(٢) في (ج) ، (د) «أحمر». وفي ابن فهد ـ اتحاف الورى ٣ / ٥٨١ ، وابن فهد ـ غاية المرام ٢ / ٣٦٧ «أفلوري».

(٣) أي زمن السنجاري في القرن الحادي عشر الهجري.

(٤) الملك المظفر صاحب اليمن الرسولي. هو يوسف بن عمر بن علي بن رسول. وقد وهم السنجاري فقد كان ذلك سنة ٦٨٠ ه‍ وليس سنة ٨٢٦ ه‍. انظر : الفاسي ـ شفاء الغرام ١ / ١٦٤. والملك المظفر هذا أول من كسا الكعبة من الملوك بعد إنقضاء دولة بني العباس من بغداد وذلك سنة ٦٥٩ ه‍. الفاسي ـ شفاء الغرام ١ / ٢٠١.

٤٢٩

الغربي (١).

[محاولة عزل الشريف حسن وابنه بركات سنة ٨٢٦ ه‍]

وفيها : عزل الشريف حسن وابنه ، وجاء التفويض من مصر من السلطان برسباي للشريف رميثة بن محمد بن عجلان ، وكان باليمن ، فلم يصادف محلا (٢).

قال السمرقندي (٣) في تاريخه ، بعد ذكر عزل الشريف حسن وأولاده : «وكان أمير الحج فيروز الناصري (٤). فدخل مكة وهو على غاية الوجل والخوف ، (وكان يظن عدم مقابلة الأشراف له ، فتسقط حرمته) (٥) ، فخرج الشريف حسن إلى لقاء (٦) المحمل على جري العادة ، ولبس التشريف الوارد ، ثم قابل الأمير المذكور مقابلة خاصة / ، وقال له : بلغنا أن السلطان عزلنا عن إمارة مكة (لكلام الحساد الباطل ،

__________________

(١) أضاف ناسخ (ج) في المتن ما نصه : «قال كاتبه أبو الفيض والاسعاد : وهو باق في عصرنا هذا في تلك الجهة المذكورة بين الركن اليماني والركن الغربي ـ والله أعلم».

(٢) انظر : الفاسي ـ العقد الثمين ٤ / ١٤٦ ـ ١٤٧ ، ١ / ٢٠٣ ، ابن فهد ـ اتحاف الورى ٣ / ٥٩٥.

(٣) السمرقندي : محمد بن حسين بن عبد الله السمرقندي المدني. توفي سنة ٩٩٦ ه‍. صاحب تحفة الطالب في نسب آل أبي طالب. واتحاف مولانا الحسن بأخبار ملوك الزمن.

(٤) فيروز الخازنداري الرومي الساقي. توفي سنة ٨١٤ ه‍. انظر عنه : السخاوي ـ الضوء اللامع ٣ / ٢٣٠ ، الفاسي ـ شفاء الغرام ٢ / ٣٣١ ، ابن حجر العسقلاني ـ أنباء الغمر ٢ / ٥٠١.

(٥) ما بين قوسين من (ب) ، (ج). أما في (أ) ، (د) «لعدم مقابلة الأشراف له ، ونقص حرمته».

(٦) في (ج) «اللقاء».

٤٣٠

فلما بلغنا ذلك ، لم نفعل فعل أهل الظلم [والعناد](١) والجور ، الذين إذا بلغهم عزلهم ، نهبوا البلاد) (٢) ، وأضروا (٣) العباد.

فأجاب الأمير : بأن هذه بلدكم (٤) خلفا عن سلف ، وأن مولانا السلطان محبّ لكم ، وسوف تعلمون صحة قولي إذا رجعت وجاءتكم مكاتيبه (٥) بعدم صحة ما نقل لكم عنه.

فلما أن سافر الأمير المذكور ، أرسل معه الشريف هدية عظيمة لمولانا السلطان. فلما وصل الأمير مصر (٦) ، وذكر للسلطان ما قاله الشريف حسن ، وأخبره بما وقع من تحرّزه وحفظ الحجاج ، وقدم له الهدية ، أرسل إلى الشريف بالتأييد ، والاستمرار على ما كان عليه ، وقضى جميع مطالبه». ـ انتهى ـ ملخصا (٧).

[ولاية علي بن عنان بن مغامس امرة مكة ٨٢٧ ـ ٨٢٨ ه‍]

وفي سنة ثمانمائة وسبعة وعشرين : ولي مكة الشريف علي ابن عنان بن مغامس بن رميثة بن أبي نمي (٨) ، ورد مكة من مصر ، ومعه

__________________

(١) زيادة من (ج).

(٢) ما بين قوسين سقط من (د).

(٣) في (ب) «وأضر».

(٤) في (د) «بلدتكم».

(٥) في (ب) «مكاتبته». وفي (ج) «مكاتباته».

(٦) سقطت من (ب) ، (ج).

(٧) أي انتهى من تاريخ السمرقندي.

(٨) انظر : الفاسي ـ شفاء الغرام ٢ / ٣٣٤ ، ابن فهد ـ غاية المرام ٢ / ٤٨٤. وعلي هذا ولد بمكة ونشأ بها. ثم رحل إلى القاهرة ، ولاه الأشرف برسباي مكة في محرم سنة ٨٢٧ ه‍ عوضا عن الشريف حسن بن عجلان ، ثم عزل عنها في غرة ذي الحجة سنة ٨٢٨ ه‍ بالشريف حسن نفسه. فتوجه إلى المغرب ، فأكرمه صاحبها أبو

٤٣١

عسكر جرار ، بعهد من برسباي صاحب مصر ، فدخل مكة ضحى يوم الخميس السادس من جمادى الأولى من السنة المذكورة ، لابسا خلعة السلطان ، وقد خرج منها الشريف حسن وأهل بيته ، وطاف بالبيت ، وقريء توقيعه بالحطيم ، وفيه تولى نيابة السلطنة عن عمه الشريف حسن ، وإمرة مكة المشرفة (١) عن ابني عمه بركات وأحمد. ثم خرج من باب الصفا ، ودار شوارع مكة والخلعة عليه ، ثم خرج في اليوم الثالث إلى جدة لتحصيل (٢) ما وصل إليها من مال الهند. ثم رجع. ـ كذا ذكره الفاسي (٣).

واستمر إلى أول ذي الحجة سنة ثمانمائة وتسعة (٤) وعشرين.

[عودة الشريف حسن للولاية سنة ٨٢٩ ه‍]

وفيها : ورد التفويض من السلطان برسباي للشريف حسن ، وعزل / علي بن عنان ، بموجب كتاب وصل إلى (٥) السلطان من الشريف ، رقّق فيه المعاني ، وعرّفه أنّ عزله له من غير جناية جاني.

فأعاد عليه مكانته ، وحفظ عليه أمانته. فدخل مكة يوم الأربعاء رابع

__________________

فارس. ثم عاد إلى القاهرة وسكن بها إلى أن مات مطعونا سنة ٨٣٣ ه‍. انظر : الفاسي ـ شفاء الغرام ٢ / ٣٣٤ ، الفاسي ـ العقد الثمين ٤ / ١٤٦ ـ ١٥٢ ، ابن تغري ـ الدليل الشافي ١ / ٤٦٧ ، ابن تغري بردي ـ النجوم الزاهرة ١٥ / ١٥٩ ، السخاوي ـ الضوء اللامع ٥ / ٢٧٢ ، ٢٧٣.

(١) سقطت من (ب) ، (ج).

(٢) في (د) «لتخيل». وهو خطأ.

(٣) الفاسي ـ شفاء الغرام ٢ / ٣٣٤.

(٤) في (د) «وثمانية».

(٥) سقطت من (ب) ، (ج).

٤٣٢

ذي الحجة من السنة المذكورة. وخطب له (١).

[استحداث مظلمة العشور بجدة ، واستحداث وظيفة ناظر جدة سنة ٨٢٨ ه‍]

قال ابن فهد (٢) : «وفي هذه السنة ، أحدث الأشرف برسباي مظلمة العشور بجدة ، لّما سمع بورود المراكب الهندية (٣) ، فبعث بعض مسلمى (٤) القبط وهو سعد الدين إبراهيم بن المرة (٥) لذلك. فقدم مكة وصحبته الأمير رأس نوبة أرنبغا (٦) ، وشاد الديوان شاهين العثماني

__________________

(١) ابن فهد ـ اتحاف الورى ٣ / ٦٢٢.

(٢) ابن فهد ـ اتحاف الورى في أخبار أم القرى ٣ / ٦٢٠ ـ ٦٢١. وانظر : ابن تغري بردي ـ النجوم الزاهرة ١٤ / ٢٧١ ، المقريزي ـ السلوك ٤ / ٦٨١ ، ٧٠٧ ـ ٧٠٨.

(٣) وهي مراكب تجار الهند التي جرت العادة منذ العهد القديم بورودها إلى بندر عدن. ولم يعرف قط أنها قدمت هذا البندر إلا سنة ٨٢٥ ه‍ عند ما تحولت إلى بندر جدة. انظر : المقريزي ـ السلوك ٤ / ٦٨١ ، النجم بن فهد ـ اتحاف الورى ٣ / ٦٢٠ ـ ٦٢١.

(٤) في (ج) بالأصل مسالمة والتصويب من «ب» والقبطي لقب لأهل مصر في عصر معين.

(٥) سعد الدين إبراهيم القبطي بن المرأة. أحد كتاب الديار المصرية. توفي بالقاهرة سنة ٨٤٤ ه‍. السخاوي ـ الضوء اللامع ١ / ١٨٤ ـ ١٨٥.

(٦) رأس نوبة : الوظيفة الثالثة من وظائف الدولة المملوكية ، تتضمن الحاكم على المماليك السلطانية. صبح الأعشى ٤ / ١٨ ـ ١٩. وأرنبغا : سيف الدين أرنبغا بن عبد الله اليونسي الناصري ، نال وظائف متعددة في عهد برسباي والأشرف اينال. وتوفي بالقاهرة سنة ٨٥٧ ه‍. السخاوي ـ الضوء اللامع ٢ / ٢٦٩ ـ ٢٧٠. وشاد الديوان : الوظيفة التاسعة عشرة في سلسلة الوظائف المملوكية. لاستخراج الأموال السلطانية. انظر : صبح الأعشى ٤ / ٢٣ ، ١٩٣. وشاهين العثماني هو : سيف الدين الأشرفي ولي شد ديوان جدة عدة مرات. انظر : ابن تغري بردي ـ النجوم الزاهرة ١٤ / ٣٥٥.

٤٣٣

إلى ساحل جدة.

فصادف وصول إبراهيم الناخوذة (١) من بلاد الهند ، في أربعة عشر مركبا موسقة (٢) بضائع من أصناف المتاجر ، فأخذ منها العشور فقط ، لأمر السلطان بذلك.

ووجد التجار راحة بجدة بخلاف ما كانوا يجدونه بعدن من المظالم ، فتركوا بندر عدن (واتخذوا جدة بندرا) (٣).

ولم تزل جدة تتزايد في العمارة ويتلاشى أمر عدن.

وصار (٤) قطر جدة وظيفة سلطانية ، يخلع على متوليها ، ويتوجه إليها في كل سنة أوان ورود المراكب إليها متول جديد ، ويأخذ (ما على التجار من العشور ، ويحضر بها إلى القاهرة ، وبلغ ما حمل إلى الخزانة) (٥) من ذلك زيادة على سبعين ألف دينار ذهب» ـ انتهى ـ.

قال القطب الحنفي (٦) :

«وزادت هذه المظلمة في زمننا ، (حتى صار يؤخذ من الواردين ما يزيد على العشر بكثير.

قلت (٧) : وفي زمننا زادت) (٨) زيادات كثيرة ، وصار صاحب

__________________

(١) الناخوذة : أي ربان السفينة. القاموس المحيط ١ / ٣٦٠. وإبراهيم الناخوذة : أحد الربابنة الهنود ، شنقه شاهين بك العثمانالطويل في جدة سنة ٨٣١ ه‍ لقتله الخواجة ديدانه الكيلاني. ابن فهد ـ اتحاف الورى ٤ / ١٧ ، ١٨.

(٢) في (ج) «موسوقة». والمعنى محملة.

(٣) ما بين قوسين سقط من (ج) ، (د).

(٤) في (ج) «من طارق» ولا معنى له.

(٥) ما بين قوسين سقط من (د).

(٦) يحتمل أنه في تاريخه المرتب على السنين.

(٧) أي السنجاري.

(٨) ما بين قوسين سقط من (ج) ، (ب).

٤٣٤

جدة يأخذ ما يريد ـ ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. وفي قدرة الله تعالى رفعها إن شاء الله.

[في مدح الشريف الحسن عند عودته لامرة مكة]

قلت : وفي هذه العودة للشريف حسن ، مدح العلامة الشيخ إسماعيل المقري (١) مولانا الشريف حسن بقصيدته الدالية [التي مطلعها](٢) :

ألقى على كرسيّه أجسادا (٣)

مولاه تبصرة له وأعادا

وإذا أحبّ الله عبدا زاده

بالإمتحان له هدى ورشادا /

ما ضاع من يمسي عليه محافظا

أعني الصلاة وتلكم الأورادا

عادت وأنت بها أحقّ وأهلها

تشكو البعاد وتنقص الأعدادا

ولقد علمت وقد علمنا أنّه

لسواك مكة لا تكون بلادا

ما الغاب إلا للهزبر ولا ترى

للبدر في غير السمتا تردادا

مهلا بني حسن فما حسن لكم

أن لا يرى حسن (٤) لكم استادا (٥)

هو حظّكم والحظّ إن فات امرءا

وجفاه أوسعه الزّمان عنادا

__________________

(١) في (ج) «مقري». وهو شرف الدين أبو محمد إسماعيل بن أبي بكر المقريء اليمني الشاوري. توفي سنة ٨٣٧ ه‍. انظر : ابن حجر العسقلاني ـ أنباء الغمر ٨ / ٣٠٩ ، السخاوي ـ الضوء اللامع ١٢ / ٢٧٢ ، ابن العماد الحنبلي ـ شذرات الذهب ٧ / ٢٢٠ ـ ٢٢٢ ، الشوكاني ـ البدر الطالع ١ / ١٤٢ ـ ١٤٥.

(٢) من (ج). انظر المجموع للمقري ص ٣٤٥.

(٣) من معنى الآية الكريمة : (وَلَقَدْ فَتَنَّا سُلَيْمانَ وَأَلْقَيْنا عَلى كُرْسِيِّهِ جَسَداً ثُمَّ أَنابَ) ـ سورة ص الآية ٣٤.

(٤) في المجموع للمقري «ألا ترى».

(٥) استادا : أي مستأسدا كالأسد في قوته. لسان العرب ٢ / ٧٢.

٤٣٥

ما الترك تاركة أنوفا شمّخا

حتى تزمّ (١) بذلة وتقادا

من لم يقده (٢) سيّد من قومه

ويل له أزرى به (٣) من قادا

عودوا على أحسابكم وتداركوا

عزّا لكم قد مات أو قد كادا

هذا التخاذل بينكم صرتم به

عونا عليكم لا على من عادا

فصلوا عرى رحم نها عن قطعها

من لم يخلّف منكم الأولادا (٤)

ولكم موالي قال فيهم انهم

كنفوسكم (٥) يعني به القوادا

ما في افتراق (٦) القول إلّا أنه

يوهيكم ويقوّم الأضدادا (٧)

لا تصبحوا كالنّار يأكل بعضها

من بعضها حتى تصير رمادا

ومنها :

حسن لكم عزّ إذا ما سادكم

تهوي البيوت إذا فقدت عمادا

خلّوا الرياسة للّذي خلقت له

وارضوا وكونوا للإله عبادا

[وفاة الشريف الحسن في مصر سنة ٨٢٩ ه‍]

ثم ان الشريف حسن بعد موسم ثمانمائة وثمان (٨) وعشرين : توجه إلى مصر للقاء السلطان برسباي. فاجتمع به ، وأجلّه وعظّمه ،

__________________

(١) تزم بمعنى تشده. لسان العرب ١٢ / ٢٧٢.

(٢) في (ج) «يقد».

(٣) في (ب) «له».

(٤) اشارة الى النبي محمد صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

(٥) اشارة الى قوله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «مولى القوم منهم».

(٦) في (د) «اقتراف».

(٧) في (ج) «الأندادا».

(٨) في (ج) «وتسعه».

٤٣٦

وقرّره في أمر (١) مكة ، وذلك في العشرين من جمادى الأولى سنة ثمانمائة وتسع وعشرين ، وقد أصابته (٢) علّة. وتجهز للرّجوع ، فأدركته المنية.

فتوفي سنة ثمانمائة وتسع وعشرين في جمادى الأخرى. ودفن بالقاهرة.

وولادته / سنة سبعمائة وخمس وسبعين (٣).

ورثاه الشرف الشيخ [إسماعيل](٤) بن المقري (٥) بقصيدته الدالية التي مطلعها :

أبا الدّهر إلّا أن يكدّر ورده

ويبلغ في تنغيص مرعاه جهده

فمن شاء من بعد ابن عجلان فليمت

فقد مات من كنّا نحاذر فقده

وهي طويلة مذكورة في ديوانه.

وكان الشريف المذكور صاحب ثروة وخيرات كثيرة بمكة ، بنى بمكة رباطا للرجال وآخر للنساء.

__________________

(١) في (ج) «في امرة».

(٢) في (ج) «أصابه».

(٣) أنظر : الفاسي ـ شفاء الغرام ٢ / ٢١١ ، الفاسي ـ العقد الثمين ٤ / ٨٦ ، ابن تغري بردي ـ المنهل الصافي ٥ / ٩٢ ، الدليل الشافي ، السخاوي ـ الضوء اللامع ٣ / ١٠٣ ، ابن فهد ـ غاية المرام ٢ / ٢٤٧.

(٤) من (ج).

(٥) انظر : ابن فهد ـ غاية المرام ٢ / ٣٨٣.

٤٣٧

ولم يكن أحد يدانيه في جوده وكرمه.

ومدحه كثير (من الشعراء) (١) بعدة مدايح (٢) ـ والله أعلم.

__________________

(١) سقطت من (ج).

(٢) منهم القاضي الفاسي المكي والد القاضي تقي الدين. والأديب بدر الدين حسين العليف المكي ، وأخوه نور الدين علي بن العليف ، وقطب الدين أبو الخير المكي المالكي ، وشرف الدين إسماعيل بن أبي بكر المقريء.

انظر في ذلك : ابن فهد ـ غاية المرام ٢ / ٣٥٧ ـ ٣٨٣ ، العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٢٦٢.

ثم نسخ النص عن النسخة (ج) الساعة الثانية عشرة تماما منتصف ليلة الأربعاء ٣ / ١٢ / ١٤١٥ ه

٣ / ٥ / ١٩٩٥ م

وتم المقابلة مع الأصل ونسخة (ب) مع المنسوخ من نسخة (ج) الساعة الواحدة من بعد صلاة الظهر يوم السبت الموافق ٢٥ / ٦ / ١٤١٦ ه‍.

١٧ / ١١ / ١٩٩٥ م.

وتم المقابلة والتحقيق الأولي بمسودة مساء يوم الجمعة ٧ / ٨ / ١٤١٦ ه‍. الموافق ٢٩ / ١٢ / ١٩٩٥ م.

وتم كتابة المبيضة مع بقاء الثغرات القليلة ليلة الجمعة المبارك ١٧ / ١١ / ١٤١٦ ه‍ ٥ / ٤ / ١٩٩٦ م

والله الموفق وله الحمد والمنة ومنه التوفيق والسداد.

٤٣٨

شكر وتقدير وعرفان بالجميل

هذا ولا يفوتني أن أقدم الشكر بعد شكري لله تعالى أولا وآخرا ، لمن كان له نصيب من المساهمة أو التشجيع في إخراج هذا العمل إلى حيز الوجود.

وأخص بشكري سعادة الدكتور / مطر أحمد آل ناصر الزهراني مدير مركز إحياء التراث الإسلامي ، فقد كان لتشجيعه وجهوده الأثر الكبير في اندفاعي نحو إتمام هذا العمل. كما أوجه شكري للقائمين على معهد البحوث وإحياء التراث الإسلامي بجامعة أم القرى الموقرة. فجزاهم الله خير الجزاء.

وأوجه شكري إلى ابني عماد الدين الذي بذل الجهد الكبير في طباعة هذا الكتاب ، فكان شهر عسله في أول زواجه. وأشكر عروسه التي تحملت ذلك بصبر.

وأشكر زوجتي عزيزة جبر المصري والتي هيأت لي ظروف البدء في هذا العمل الكبير أثناء وجودها بمكة.

وأشكر زوجتي جمالات علي حسنين والتي استمرت في تهيئة الظروف والرعاية دون ملل أو تذمر أثناء قيامي بهذا العمل.

وأوجه شكري إلى صهري وابني عمران سميح نزال الدائم التشجيع. كما لا أنسى مساهمة أخي وصديقي الأستاذ الدكتور / حسن الشاعر حيث ساهم في ضبط بعض أبيات الشعر.

وأشكر لأبنائي وبناتي تحملهم قيامي بهذا العمل على حساب وقتهم ورعايتهم ، حيث منحوني الحبّ والتشجيع والوقت دون أن ألمس منهم أي تذمر وهم : عصام الدين وحسام الدين وإياد وعلاء الدين

٤٣٩

وعبد الله وأحمد ويوسف وإبراهيم وخالد ، وأمل وأروى وإيمان ورولا وأميمة وعائشة ، وشقيقتي زينب وخديجة ، وأخي عبد المهدي.

فجزى الله الجميع عني خير الجزاء. وأسأله تعالى أن يجعل عملنا خالصا لوجهه الكريم.

والله الموفق وله الحمد والمنة ومنه التوفيق والسداد.

د. جميل عبد الله المصري

مكة المكرمة.

٤٤٠