منائح الكرم في أخبار مكة والبيت وولاة الحرم - ج ٢

علي بن تاج الدين بن تقي الدين السنجاري

منائح الكرم في أخبار مكة والبيت وولاة الحرم - ج ٢

المؤلف:

علي بن تاج الدين بن تقي الدين السنجاري


المحقق: الدكتور جميل عبدالله محمد المصري
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: جامعة أم القرى
الطبعة: ٠
ISBN الدورة:
9960-03-366-X

الصفحات: ٤٨٠

نمي بعد أربعين يوما ، وجمع جموعا ، وقصد مكة. فخرج إليه الشريف إدريس ، والتقيا بخليص (١) ، فطعن أبو نمي عمه الشريف إدريس ، فوقع عن فرسه ، فنزل واحتز رأسه ، ودخل مكة ، واستقل بها (٢).

[سيل سنة ٦٦٩ ه‍]

وفي سنة ستمائة وتسع وستين : وقع سيل عظيم بمكة ، ودخل الكعبة ، وذلك ليلة النصف من شعبان ، ومات فيه خلق كثير ، بهدم البيوت والغرق (٣).

[كسوة الكعبة]

وفي سنة ستمائة وسبعين : لم تصل كسوة الكعبة للخلاف (٤) بين الملوك (٥).

فإن غانم بن إدريس استنجد (٦) بجماز بن شيحة صاحب المدينة ، فجمعا جموعا ، وقصدا مكة ، وأخرجا أبا نمي منها ، وذلك في صفر

__________________

(١) خليص : حصن بين مكة والمدينة. ياقوت ـ معجم البلدان ٢ / ٣٨٧.

(٢) كان ذلك سنة ٦٦٩ ه‍. انظر : الفاسي ـ العقد الثمين ١ / ٤٦٠ ، ٣ / ٧٩ ، الجزيري ـ درر الفرائد ٢٨٣ ، ابن فهد ـ اتحاف الورى ٣ / ٩٩.

(٣) الفاسي ـ العقد الثمين ١ / ٢٠٧ ، شفاء الغرام ٢ / ٤٢٤ ، ابن فهد ـ اتحاف الورى ٣ / ١٠٠.

(٤) بالأصل للخلف والتصويب من (د).

(٥) الجزيري ـ درر الفرائد ٢٩٤. «وذكر أن ذلك كان لنفرة الملوك من الجور الذي وقع بمكة». ابن فهد ـ اتحاف الورى ٣ / ١٠١. يؤكده هذا الصراع في الأرض المباركة الذي يتسم بسمة قطاع الطرق. فأين أحلام هؤلاء!!.

(٦) بياض في (ب).

٣٢١

من السنة المذكورة (١).

ثم عاد أبو نمي بعد أربعين يوما ، فأخرجهما واستمر بها.

قال الفاسي (٢) : «وفي سنة ستمائة وسبع وسبعين مات من الزحام [بباب العمرة](٣) ثمانون (٤) رجلا.

[فتنة بين أبي نمي وبين بني أخيه]

وفي سنة ستمائة وثلاث وثمانين : وقعت فتنة (٥) بين الشريف أبي نمي ، وبين بني أخيه ، وأعانهم عليه عسكر وردوا من اليمن. فخرج الشريف أبو نمي ، وجمع جموعا وعاد ، فأخرج بني أخيه والعسكر اليمني. وزاد على حجاج اليمن فيما يأخذ منهم.

فورد جيش مع [الحج](٦) من مصر ، فأغلق أبو نمي أبواب السور ، ومنعهم من الدخول ، فحاصروه ، وأحرقوا باب السور من جهة المعابدة (٧) ، ودخلوا مكة.

وفرّ أبو نمي من مكة زمن الحج. فأقامت بمكة ثلاثة آلاف فارس

__________________

(١) انظر : ابن فهد ـ اتحاف الورى ٣ / ١٠١.

(٢) الفاسي ـ شفاء الغرام ٢ / ٣٨٣.

(٣) ما بين حاصرتين من (ب) ، (د).

(٤) في (ج) «ثلاثون». وذكر الناسخ أن في نسخة أخرى «ثمانون». وقد تراوح العدد في المصادر بين ٣٢ و ٨٠. انظر : الجزيري ـ درر الفرائد ٢٨٤ ، المقريزي ـ السلوك ١ / ٢ / ٦٥٠ ، ابن فهد ـ اتحاف الورى ٣ / ١٠٩ ـ ١١١.

(٥) انظر : الفاسي ـ شفاء الغرام ٢ / ٣٨٣ ـ ٣٨٤ ، العقد الثمين ١ / ١٩٢ ، المقريزي ـ السلوك ١ / ٣ / ٧٢٤ ـ ٧٤٦ ، ابن فهد ـ اتحاف الورى ٣ / ١١٦ ـ ١١٧.

(٦) زيادة من (ب) ، (د) وكان الجيش المصري بقيادة أمير الحاج المصري علم الدين الباشقردي. انظر : ابن فهد ـ اتحاف الورى ٣ / ١١٦.

(٧) في (ب) «معايدة». وفي (د) «المعلاة».

٣٢٢

مع نائب من قبل صاحب مصر (١). فاتفق أن خرج ناس منهم إلى جهة منى ، فكمن لهم أبو نمي في تلك الناحية ، وهجم عليهم وقتل أميرهم ، ثم نادى مناديه : من قتل رجلا فله فرسه وسلبه ، فصكت (٢) العرب بالترك ، وأخذوا خيلهم وسلاحهم. ثم دخلوا مكة وصدقوا معه ، فكسروا ما وجدوه بمكة من العسكر ، وفرّ من فرّ إلى مصر.

فلما بلغ ذلك صاحب مصر (٣) جهز جيشا كثيفا ، وأراد أن يسير (٤) بنفسه ، فعدله بعض الصالحين عن ذلك ، ومنعه (٥). وأدركته مكاتيب الشريف وهداياه ، وهو يعتذر إليه ، فقبل عذره ، وأمّره على مكة (٦).

ثم في سنة ستمائة وثمان وثمانين وليها جماز بن شيحة بمفرده (٧). وخرج منها أبو نمي ، وذلك بمعاونة أمير مكة من جهة قلاوون (٨) صاحب مصر. وخطب لجماز بمكة ، وضربت السكة باسمه.

__________________

(١) كان السلطان قلاوون الصالحي / المنصور ٦٧٨ ـ ٦٨٩ ه‍. انظر : العلائي ابن دقماق ـ الجوهر الثمين ٢٩٥ ـ ٣٠٩.

(٢) في (د) «ففتكت».

(٣) السلطان المنصور قلاوون.

(٤) في (د) «يصير».

(٥) في (ب) «صاحب» ولا معنى له. وسقطت من (د).

(٦) في (ب) ، (د) «على إمرة مكة».

(٧) كان ذلك سنة ٦٨٧ ه‍ كما ذكره الفاسي ، وابنا فهد. انظر : شفاء الغرام ٢ / ٣٢٠ ، اتحاف الورى ٣ / ١١٨ ، غاية المرام ٢ / ١١١.

(٨) السلطان السابع من سلاطين المماليك الجراكسة. اشتهر بمقاومة الصليبين والتتار. واهتم بالمماليك البرجية. وأبطل كثيرا من المظالم. انظر : ابن دقماق العلائي ـ الجوهر الثمين ٢٩٥ ـ ٣٠٩.

٣٢٣

ثم عاد أبو نمي ، وتفرد بها. ودامت ولايته إلى أن مات (١) كما سيأتي.

[فتنة الثنية بالشبيكة سنة ٦٨٩ ه‍]

وفي سنة ستمائة وتسع وثمانين : وقع بين الشريف أبي نمي ، وبين الحجاج فتنة (٢) بالثنية من الشبيكة. وانتهى الأمر إلى أن هجموا على مكة ، وشهر بالحرم الشريف أكثر من عشرة آلاف سيف ، وقتل من الفريقين نحو أربعين نفسا من جملتهم ولد للشريف أحمد بن قتادة ، أصيب بسهم (٣) ، وأما الجرحاء فكثير ، ونهبت أموال الناس.

[نزول أبي نمي لولديه عن الولاية ووفاته]

واستمر أبو نمي (يحكم مكة) (٤) منفردا بمكة إلى سنة سبعمائة وواحد (٥).

فلما كان شهر صفر منها : نزل الشريف أبو نمي عن مكة لولديه : الشريف حميضة ويلقب معز الدين. والشريف رميثة ولقبه أسد الدين. وكان ذلك قبل وفاته بيومين ، فإنه دعى لهما على زمزم يوم الجمعة ثاني يوم [صفر ، وكانت وفاته يوم الأحد رابع صفر من السنة

__________________

(١) الفاسي ـ العقد الثمين ١ / ٥٦٢ ، ابن فهد ـ اتحاف الورى ٣ / ١١٩ ، الفاسي ـ شفاء الغرام ٢ / ٣٢٠.

(٢) انظر عن هذه الفتنة : الفاسي ـ شفاء الغرام ٢ / ٣٨٤ ـ ٣٨٥ ، ابن كثير ـ البداية والنهاية ١٣ / ٣١٧ ، المقريزي ـ السلوك ١ / ٣ / ٧٦ ، ابن فهد ـ اتحاف الورى ٣ / ١٢٠.

(٣) في (أ) ، (ب) ، (ج) «فيهم». والاثبات من (د).

(٤) ما بين قوسين سقط من (ب) ، (د).

(٥) الفاسي ـ شفاء الغرام ٢ / ٣٢٠ ـ ٣٢١ ، ابن فهد ـ اتحاف الورى ٣ / ١٣٤.

٣٢٤

المذكورة ، فصلي عليه ، ودفن بالمعلاة](١) بعد أن طيف بنعشه سبعا على جري عادتهم ، وبني عليه قبة.

وخلف ثلاثين ولدا (٢) ما بين ذكر وأنثى.

ذكر ذلك ابن الفضل في الوسيلة (٣).

وكان فاضلا كريما (٤) ، شجاعا ، يقول الشعر الرايق ، فمن ذلك قوله يمدح السلطان لاجين (٥) صاحب مصر ، لما تسلطن بعد كتبغا (٦) سنة ستمائة وست وتسعين :

أما وتعادي المقربات الشوادب (٧)

بفرسانها في ضيق ضنيك (٨) المناقب

__________________

(١) ما بين حاصرتين من (د).

(٢) ابن فهد ـ غاية المرام ٢ / ٤٢. وذكر الفاسي عن النووي : ٢١ ذكرا و ١٢ أنثى. العقد الثمين ١ / ٤٧٥.

(٣) أحمد باكثير في وسيلة المآل.

(٤) انظر : ابن كثير ـ البداية والنهاية ١٤ / ٢١ ، الفاسي ـ العقد الثمين ١ / ٤٦٩ ـ ٤٧١.

(٥) السلطان لاجين : حسام الدين السلحداري. السلطان الحادي عشر من سلاطين المماليك في مصر. ولي السلطنة سنة ٦٩٦ ه‍. وقتل سنة ٦٩٨ ه‍. العلائي ـ الجوهر الثمين ٣٢٣ ـ ٣٥٨ ، انظر : ابن كثير ـ البداية والنهاية ١٣ / ٣٤٨.

(٦) كتبغا : الملك العادل كتبغا زين الدين المنصوري. تسلطن سنة ٦٩٤ ه‍ بعد عزل السلطان محمد بن قلاوون الصالحي / الناصر. وعزل سنة ٦٩٦ ه‍. وجلس في دمشق ثم صرخد واستنيب في حماة الى وفاته سنة ٧٠٢ ه‍. انظر : العلائي ـ الجوهر الثمين ٣١٩ ـ ٣٢٢ ، ابن كثير ـ البداية والنهاية ١٤ / ٢٨ ، ابن تغري بردي ـ النجوم الزاهرة ٨ / ٦٨

(٧) في (ب) ، (د) «الشوازب». وفي الفاسي ـ العقد الثمين ١ / ٤٦٩ «المغريات الشوارب».

(٨) في (د) كما في العقد الثمين «ضنك».

٣٢٥

وبالجحفل الجرار فرط (١) جمعه

كأسراب كدري (٢) سوار قوارب

وبالزرد الموضون ضمّت عضونه (٣)

على كل ماضي الحزم (٤) حتف المجارب

وبالبيض والبيض الرّقاق أليّة

لنشر (٥) عداتي حلفة غير كاذب

لقد نصر الإسلام بالملك الذي

ترعرع من شمّ الملوك الشناقب (٦)

حسام الهدى والدين منصور الذي

رقي في سماء المجد أعلى المراتب

ملوك (٧) جهات الأرض تعنوا (٨) لعزّه

فمرهوبها من سيفه أيّ راهب

تفرّد بالملك العظيم فلم يزل

له خضّعا صيد الملوك الأغالب

__________________

(١) في (د) كما في العقد الثمين «أقرط».

(٢) أضاف العقد الثمين «في». والكدري : منسوب الى نوع من القطا أكدر الظهر أسود باطن الجناح مصفرّ الخلق ، قصير الرجلين في ذنبه ريشتان أطول من سائر الذنب. انظر : ابن منظور ـ لسان العرب ٥ / ١٣٤.

(٣) في العقد الثمين ١ / ٤٦٩ : «وبالزرد الموصوف ضمت عصوبه».

(٤) في (ب) ، (د) «العزم».

(٥) في (د) والعقد الثمين «لنثر».

(٦) هذا الشطر في (ب) ، (د) يأتي بديلا للشطر الثاني للبيت الذي يليه.

(٧) في (د) «مليك».

(٨) في (أ) ، (ج) «تعنوه». والاثبات من (ب) ، (د) ، والعقد الثمين.

٣٢٦

مضى كتبغا خوف الحمام وقد أتت

إليه أسود الخيل من كلّ جانب

فأحييته بالعفو منك وزدته

لباس أمان من عقاب العواقب

[وأحرزت ملك الأرض بالسيف عنوة

وعبّدت من في شرقها والمغارب](١)

تولّيت هذا الأمر في خير طالع

لأسعد نجم للسعادة ثاقب

[ولاية رميثة وحميضة وصراع الأشراف ٧٠١ ـ ٧٢٠ ه‍]

واستمر الشريف رميثة وأخوه حميضة ، إلى الموسم في هذه السنة (٢).

[ولاية عطيفة وأبي الغيث]

وفيها حج (٣) الأمير بيبرس (٤) صاحب الكرك ، وصحبته ثلاثون (٥)

__________________

(١) هذا البيت زيادة من العقد الثمين ١ / ٤٧٠.

(٢) أي سنة ٧٠١ ه‍.

(٣) سقطت من (د).

(٤) الأمير بيبرس الجاشنكير ـ أحد القادة المماليك الكبار ، تولى فيما بعد سلطنة مصر سنة ٧٠٨ ه‍. ولقب بالمظفر ولم يدم طويلا ـ أقل من سنة ـ. انظر : العلائي ـ الجوهر الثمين ٣٣٦ ـ ٣٤٠ ، ابن تغري بردي ـ النجوم الزاهرة ٨ / ٢٣٢.

(٥) في (أ) ، (ب) ، (ج) «قلاوون». وهو خطأ. والاثبات من (د). انظر الخبر في : ابن فهد ـ اتحاف الورى ٣ / ١٣٥ ، ابن فهد ـ غاية المرام ٢ / ٥٤ ، ابن كثير ـ البداية ١٤ / ٤٧ ـ ٤٨.

٣٢٧

أميرا.

فلما كانوا بمكة ، اجتمع عليهم الشريف عطيفة وأبو الغيث ابنا الشريف أبي نمي ، وشكيا إليهم أن أخويهما ظلماهما ، واستبدّا بأمر مكة ، وأنهما قد قهراهما ، وأنالاهما (١) الخسف.

فولّاهما الأمير بيبرس على مكة. وأخذ رميثة وحميضة معه إلى مصر (٢).

وقيل : وليها أبو الغيث ومحمد بن إدريس بن قتادة (٣). ثم انتزعها رميثة وحميضة [سنة](٤) سبعمائة وثلاث (٥).

ثم عاد حميضة ورميثة فانتزعاها سنة سبعمائة وأربع (٦) ، وأظهرا العدل ، ثم رجعا إلى الجور (٧).

فبعث إليهما صاحب مصر (٨) بجيش فانهزما. ثم عادا.

__________________

(١) سقطت من (ب) ، (د).

(٢) معتقلين. انظر : ابن فهد ـ اتحاف الورى ٣ / ١٣٥. وذلك سنة ٧٠١ ه‍. الفاسي ـ شفاء الغرام ٢ / ٣٢١.

(٣) ابن فهد ـ اتحاف الورى ٣ / ١٣٥.

(٤) زيادة من (ج).

(٥) في سنة ٧٠٣ ه‍ أطلقا من حبسهما ولكنهما كانا بمصر. ابن فهد ـ اتحاف الورى ٣ / ١٣٨.

(٦) قدما من مكة مع الأمير عز الدين أيدمر الكوكندي. ابن فهد ـ اتحاف الورى ٣ / ١٤١.

(٧) انظر من ظلمهما وعسفهما صورا في : العقد الثمين ٤ / ٢٣٤ ، ٤٠٦. وانظر : اتحاف الورى ٣ / ١٤٦.

(٨) السلطان الملك الناصر محمد بن قلاوون في سلطنته الثانية. العلائي ـ الجوهر الثمين ٣٢٩.

٣٢٨

وفي سنة سبعمائة واثنتي عشرة : حج الناصر (ملك مصر الناصر محمد بن قلاوون (١) ، ومعه نحو أربعين أميرا ، وستة آلاف مملوك على الهجن ، ومائة فارس. ـ قاله الفاسي (٢)). ففرّا منه.

ثم في سنة سبعمائة وثلاث عشرة : وصل عسكر من صاحب مصر (٣) [نحو](٤) ثلاثمائة وعشرين فارسا [مدرعين](٥) ، وأمدهم صاحب المدينة (خمسمائة فارس من أشراف المدينة وغيرهم من التبع وطالبي الرزق) (٦). ووصل معهم أبو الغيث (٧).

فلما سمع بهم حميضة ورميثة فرّا إلى صوب (٨) حلي من أرض اليمن.

__________________

(١) الناصر محمد قلاوون : ولي السلطنة بعد مقتل أخيه الأشرف خليل سنة ٦٠٣ ه‍. وعزل في السنة نفسها. ثم أعيد الى السلطنة وهو ابن أربع عشرة سنة ، وذلك سنة ٦٩٨ ه‍. وفي سنة ٧٠٨ ه‍ قنع بالكرك وتنازل عن الحكم ، وعاد سنة ٧٠٩ ه‍ سلطانا على مصر حتى توفي سنة ٧٤١ ه‍. انظر : الجوهر الثمين ٣١٦ ـ ٣٦٣.

(٢) ما بين قوسين سقط من (ب) ، (ج) ، (د). وانظر : الفاسي ـ العقد الثمين ٤ / ٤٠٦ ، شفاء الغرام ٢ / ٣٨٨.

(٣) الناصر محمد بن قلاوون.

(٤) زيادة من (د).

(٥) زائدة من (د).

(٦) ما بين قوسين سقط من (ج) ، (د).

(٧) وكان بمصر مع أخيه عطيفة ، أخذهما الأمير ركن الدين بيبرس سنة ٧٠٤ ه‍ بعد أن أعيد حميضة ورميثة للإمرة في مكة. ابن فهد ـ اتحاف الورى ٣ / ١٤٢.

(٨) سقطت من (ج) ، (د). وانظر : الفاسي ـ العقد الثمين ٤ / ٢٣٥ ، ٢٣٧ ، ابن فهد ـ غاية المرام ٢ / ٥٦ ، ابن فهد ـ اتحاف الورى ٣ / ١٥٠ ـ ١٥١.

٣٢٩

وممن مدح الشريف رميثة ابن أبي الحديد (١) ، فمن ذلك قوله (٢) :

بالله هات عن الربى (٣) وطلوله

وعن الفضا وطلاله (٤) وحلوله

أطل الحديث فإنّ تقصير الذي

يلقى من التبريح في تطويله

علل بذكر العامرية قلبه

فشفاء غلّة ذاك في تعليله (٥)

وإذا عليل الريح أهدى نحونا (٦)

نشرا فنشر عليله بعليله

رشأ رمى (٧) فرمى فؤاد محبّه

عن قوس حاجبه بسهم كحيله

وحوى القلوب بأسرها في أسره

وسبى النّها برسيله وأسيله

وبياضه وسواده وقويّه

وضعيفه وخفيفه وثقيله

وتفيأ الظلّ الذي ضمنت (٨) له الأ

يام بين مبيته ومقيله

حطّ الرحال بمكة وأقام في

حرم الخلافة بعد طول رحيله

__________________

(١) موفق الدين الحديدي علي بن محمد. العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٢٣٦. وفي ابن فهد ـ غاية المرام ٢ / ٩٨ «موفق الدين علي بن محمد الحنديدي».

(٢) انظر القصيدة في : العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٢٢٦ ـ ٢٢٧ ، الفاسي ـ العقد الثمين ٤ / ٤١٨ ، ابن فهد ـ غاية المرام ٢ / ٩٨ ـ ١٠٠ مع الاختلاف في كثير من الكلمات. والقصيدة ليس هذا مكانها. كما جرى عليه السنجاري. فالمفروض بعد وفاة رميثة.

(٣) في غاية المرام «اللوى».

(٤) في (ج) «وحلاله». وفي غاية المرام ، وسمط النجوم «وجلاله» كما في (د). كما ذكر ناسخ (ج) في نسخة أخرى «وحلاله».

(٥) في (د) «تعليه». وهي خطأ.

(٦) في غاية المرام «نحوه».

(٧) في غاية المرام «دنا». وفي النجوم «رنا».

(٨) في (ج) «ضنت».

٣٣٠

جلب المديح لمنجب بن محمد بن نبيّ

ه بن وصيّه (١) بن بتوله

(وأقرّ نخبة) (٢) البطين (٣) ومجد اب

راهيمه في صلب إسماعيله

وما (٤) بين ثبرة وبين ثبيرة (٥)

شرف يطول لهاشم وعقيله

نسب عشق (٦) الشموس (٧) ومفخر

باع الكواكب (٨) قاصر عن طوله

أما الفروع فليس مثل فروعه

وكذا الأصول فليس مثل أصوله

[يا ابن المظلّل بالغمامة (٩) والذي

قد أنزل القرآن في تفضيله

ماذا عسى مدحي وقد نزل الثّنا

فيكم عن الرحمن في تنزيله (١٠)](١١)

قالوا مدحت رميثة فأجبتهم

ليس المديح ينال غير منيله

__________________

(١) وصيه يقصد به علي بن أبي طالب وهذا بتأثير التشيع. وأما بتوله : ففاطمة الزهراء رضي‌الله‌عنها.

(٢) في غاية المرام «وأغر أنجبه البطيق وفجه». وفي السمط «وأقرأ نحبته».

(٣) كناية عن علي بن أبي طالب رضي‌الله‌عنه.

(٤) في (د) «ما».

(٥) في السمط وغاية المرام : «ما بين شبره وبين بيره». والشبر والشبير أولاد هارون عليه‌السلام ، وباسميهما سمي الحسن والحسين. تاج العروس ـ مادة شبر ، ابن فهد ـ غاية المرام هامش رقم (١) ٢ / ٩٩.

(٦) في (د) «كمشتق». كما في غاية المرام والسمط.

(٧) في (ب) «الشمس».

(٨) في (ب) «الكواعب».

(٩) كناية عن محمد صلى‌الله‌عليه‌وسلم. وهذا يخالف صريح الآية : (ما كانَ مُحَمَّدٌ أَبا أَحَدٍ مِنْ رِجالِكُمْ ، وَلكِنْ رَسُولَ اللهِ وَخاتَمَ النَّبِيِّينَ) ـ الأحزاب الآية ٤٠.

(١٠) اشارة الى الآية الكريمة : (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) ـ الأحزاب الآية ٣٣.

(١١) البيتان ما بين الحاصرتين من (ب) ، (ج). ولعلهما في أحد هوامش (أ) المطموسة.

٣٣١

ولكيف لا أثني على من عمّني

دون الورى من خيره بجزيله

ونضاره ولجينه وثوابه

وثنائه (١) وركابه وخيوله

وممّن مدحه منصور بن عيسى بن سحبان الزيدي (٢) الخارجي فمن ذلك قوله فيه (٣) :

ما أومضت سحرا بروق الأبرق

إلّا شرقت بدمعي المترقّق (٤)

شفّت عرى كبدي شقائق خدّه

وبكأس فتنته سقيت وما سقي

ما فات من عمري فللغيد الدّما

(لا أرش) (٥) فيه وللصبّابة ما بقي

رجل إذا اشتبه الرجال عرفته

بجلال صورته وحسن المنطق

ومظفّر الحملات يرقص منك (٦)

قلب المغرب الأقصى وقلب المشرق

علم يدلّ على كمال صفاته

كرم الفروع وله وطيب المعرق

يلقى بوجه البشر طارق بابه

كرما ويرزق منه من لم يرزق

عزّت بنو حسن بدولته التي

عز الذليل بها وأمن المطرق (٧)

هو صبح ليلتها وبدر تمامها (٨)

ولسان حكمتها وصدر الفيلق

__________________

(١) في (ج) ، (د) «وثيابه». وكذلك في السمط وغاية المرام.

(٢) أبو عامر منصور بن عيسى بن سحبان الزيدي. شاعر توفي سنة ٧٢٥ ه‍. الزركلي ـ الاعلام ٨ / ٢٤١.

(٣) انظر القصيدة في العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٢٢٦ ـ ٢٢٧ ، ابن فهد ـ غاية المرام ٢ / ١٠١ ـ ١٠٣.

(٤) في (د) والمصدرين السابقين «بدمعي المترقرق».

(٥) في (ب) «لأرش».

(٦) في (ب) ، (د) والمصدرين السابقين «منه». والبيت فيه مبالغة ممقوتة.

(٧) في المصدرين السابقين «المفرق».

(٨) في المصدرين السابقين «ظلامها».

٣٣٢

لا يتقي من كل حادثة بها

وبه لمكروه الحوادث يتقي (١)

[مقتل أبي الغيث بن أبي نمي]

نرجع إلى ذكر أبي الغيث ابن أبي نمي :

فإنه (٢) استولى (على مكة) (٣) ـ كما سبق ـ أيام الموسم من السنة المذكورة (٤) ، وقصد بمن معه (٥) في طلب حميضة ورميثة ، فلم يظفر بهما ، لأنهما ببلد السراة (٦). فرجع إلى مكة ، وأقام الجيش بمكة شهرين. ثم انه قصر في حق الجيش ، وكتب لهم خطا بأنه غني عنهم. فعادوا إلى مصر. وكان وصولهم مصر في ربيع الأول من السنة المذكورة (٧). ولما بلغ حميضة رجوع الجيش ، قصد أبا الغيث ، فانتزعها منه ، وقتله بخيف بني شديد (٨) ، وذلك سنة سبعمائة وأربع عشرة (٩).

__________________

(١) في (د) «نتقي». كما في المصدرين السابقين.

(٢) سقطت من (د).

(٣) ما بين قوسين سقط من (ب).

(٤) أي سنة ٧١٣ ه‍.

(٥) كان معه الأمير طقصبا بعسكره حيث أقام مع أبي الغيث. ابن فهد ـ اتحاف الورى ٣ / ١٥١.

(٦) السراة : جبال السروات الحاجزة بين تهامة ونجد ، فيقال لأعلاها السراة. انظر : ياقوت ـ معجم البلدان ٣ / ٢٠٥.

(٧) أي سنة ٧١٣ ه‍. انظر : ابن فهد ـ اتحاف الورى ٣ / ١٥٢ ، المقريزي ـ السلوك ٢ / ١ / ١٣٨.

(٨) في (د) «شداد». والخيف : ما انحدر من غلظ الجبل وارتفع عن سيل الماء. ياقوت ـ معجم البلدان ٢ / ٤١٢.

(٩) الفاسي ـ شفاء الغرام ٢ / ٢١٣ ، العقد

٣٣٣

قال صاحب العمدة (١) : «إن حميضة المذكور قتل أبا الغيث المذكور على فراشه ، وحمله إلى داره ، ثم استدعى إخوانه للضيافة ، فأتوه ، فقدم لهم أخاه أبا الغيث مصلوقا في جفنة (٢). وكان قد أوقف على رأس كل واحد منهم عبدين أسودين ، في يد كل منهما سيف. فأذعنوا له وصبروا».

فاستمر حميضة مستقلا / بإمرة مكة (٣) ، فانتزعها منه (٤) أخوه رميثة في شعبان سنة سبعمائة وخمسة عشر ، بولاية من الناصر (٥) أيضا. وجيش معه جيشا أكثر من الأول.

فهرب حميضة إلى الخلف والخليف (٦) ، بعد [أن](٧) أخذ ما جمعه من النقد والبر (٨) نحوا من مائة جمل ، وأحرق الباقي

__________________

الثمين ٤ / ٢٣٧ ـ ٢٣٨ ، ابن فهد ـ اتحاف الورى ٣ / ١٥٣.

(١) أي عمدة الطالب في نسب آل أبي طالب. وانظر : ابن فهد ـ غاية المرام ٢ / ١١٢ ـ ١١٣.

(٢) أية جاهلية هذه؟!. كيف يقوم بهذا الفعل بأخيه؟!. إن صح ذلك فهو مأساة!. ذكرت المصادر : «وقعت حرب بين حميضة وأبي الغيث بالقرب من مكة ، وجرح أبو الغيث ، ثم ذبح بخيف بني شديد بأمر أخيه حميضة». انظر : الفاسي ـ العقد الثمين ٤ / ٢٣٧ ، ٢٣٨ ، الجزيري ـ درر الفرائد ٢٩٤ ، ٢٩٥ ، ابن فهد ـ اتحاف الورى ٣ / ١٥٣.

(٣) مدة شهور. ابن فهد ـ غاية المرام ٢ / ١١٣.

(٤) سقطت من (ب) ، (ج) ، (د).

(٥) محمد بن قلاوون / الناصر.

(٦) حصن بينه وبين مكة ستة أيام ـ كما ذكر الدهلوي ناسخ (ج) عن زيني دحلان. وكما سيذكر المصنف بعد قليل.

(٧) سقطت من (ب).

(٨) في اتحاف الورى وغاية المرام «البز». اتحاف الورى ٢ / ١٥٤ ، غاية المرام ٢ / ٦٠.

٣٣٤

بالنار (١).

وكان وصول الجيش مكة يوم السبت منتصف شهر رمضان ، وأقاموا بها ثلاثة عشر يوما. ثم توجهوا إلى الخلف (٢) والخليف ـ وهو حصن بينه وبين مكة ستة أيام ـ. وكان حميضة قد التجأ إلى صاحبه (٣) ، وصاهره ليحميه. فقصده أخوه رميثة بمن معه من العسكر إلى هناك ، فوقعت بينهم محاربة ، وأسروا ابنا (٤) لحميضة ، وأخذوا جميع ما معه من الأموال ، ورجعوا إلى مكة في اليوم الخامس والعشرين من ذي القعدة.

وهرب حميضة إلى العراق ، وقصد السلطان بنداخدا (٥) ، فأكرمه ، وأنعم عليه. فلما رأى إقباله عليه حسّن له أن يعينه على أخذ مكة ، ووعده (٦) بأن يخطب له بها.

فعيّن له عشرة الآف ، وأمّر عليهم السيد طالب الدلقندي (٧)

__________________

(١) هكذا يفعل أمير مكة وشريفها والناس يموتون جوعا!!.

(٢) سقطت من (د) ، (ج).

(٣) في (ب) «لصاحبه». وفي (ج) «بصاحبه». وفي (د) «لصاحب».

(٤) في (ج) «أبناء». وابنه كان ابن اثنتي عشر سنة وسلم لعمه رميثة». الفاسي ـ العقد الثمين ٤ / ٢٣٨ ، ابن فهد ـ غاية المرام ٢ / ٦٠ ، ابن فهد ـ اتحاف الورى ٣ / ١٥٤.

(٥) وهو السلطان خربندا محمد بن أرغون بن أبغا بن هولاكو ملك العراق وخراسان وعراق العجم والروم وأذربيجان وأرمينية وديار بكر. مات سنة ٧٤٦ ه‍ على الرفض. انظر : ابن كثير ـ البداية والنهاية ١٤ / ٧٧ ، ابن تغري بردي ـ النجوم الزاهرة ٣٧٩ ، ٣٩٢.

(٦) في (ب) ، (د) «وأوعده».

(٧) في ابن فهد ـ غاية المرام «دارقندي» وقيل «دقلندي» .. ٢٠ / ١٦٢. وكذلك في ابن فهد ـ اتحاف الورى ٢ / ١٥٥ ، وفي (ب) «الدنعندي». وسقطت من

٣٣٥

الأفطس ، وأرسل حميضة إلى أمراء العرب فأجابوه.

وأهمّ ذلك أهل الشام ، فلجأوا إلى أمراء طيء (١) وقومهم ، وهم عرب كثيرون.

واتفق وفاة السلطان بنداخدا في أثناء ذلك. وكان بين الوزير رشيد الدين (٢) وبين السيد طالب الأفطس عداوة ، فكاتب الوزير العسكر ، وذكر لهم موت السلطان ، فحصل فيهم الاختلاف ، وثارت عليهم العرب الذين مع الشريف حميضة ، فنهبت العرب العسكر. وكانت بينهم قتلة (٣).

وقاتل الشريف حميضة العرب قتالا شديدا يومئذ ، حتى قال الأفطس : «ما زلت أسمع بحملات أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي‌الله‌عنه حتى شاهدتها من حميضة معاينة.

قال صاحب العمدة (٤) : «نرجع إلى ذكر رميثة :

__________________

(د). وفي العصامي ـ سمط النجوم العوالي «الدلقندي» ٤ / ٢٢٩. وهو رافضي من أعيان دولة التتار. جمع لحميضة الأموال والرجال ليأخذ له مكة ويقيمه بها. وأنهم ينقلون الشيخين أبا بكر وعمر رضي‌الله‌عنهما من جوار النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم. انظر : ابن كثير ـ البداية والنهاية ١٤ / ٧٧ ، ٧٨ ، الفاسي ـ العقد الثمين ٤ / ٢٤٠ ، ابن فهد ـ اتحاف الورى ٣ / ١٥٦.

(١) في (د) «لحي». وهو خطأ.

(٢) وهو خطأ. فالوزير كان الشيخ جمال الدين بن مطهر الحلي تلميذ نصير الدين الطوسي. انظر : ابن كثير ـ البداية والنهاية ١٤ / ٧٧. وأما نصير الدين فقد وزر للمغول زمن هولاكو ، وكان طبيبا مشهورا. وهو رافضي. انظر : العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٢٢٩.

(٣) في (ج) «فتنة».

(٤) عمدة الطالب في نسب آل أبي طالب. وانظر الخبر في ابن فهد ـ اتحاف الورى ٣ / ١٥٦ ـ ١٥٧.

٣٣٦

ثم ان حميضة قدم نحو مكة ، ومعه الدلقندي بنحو ثلاثة وعشرين راحلة ، وكتب إلى أخيه [رميثة](١) يستأذنه في دخول مكة ، فامتنع أن يدخله إلا بإذن السلطان. فكتب إلى السلطان (٢) / يعرّفه بذلك ، وأنه ليس مع أخيه إلا فرس واحدة. فكتب إليه : «إن وافق أن يأتي إلى أبوابنا ، ويقيم عندنا ، فأمّنه وسامحه بذنوبه السابقة ، وأما الحجاز فلا يقيم به».

وكتب السلطان إلى حميضة والدلقندي بالأمان ، وأن يحضرا إلى أبوابه.

وأرسل إلى مكة الأميرين : سيف الدين أيتمش المحمدي ، وسيف الدين بهادر السعدي (٣) أمير علم (٤). وأرسل معهما عدة من الأتراك لإحضار حميضة ، ومن معه من التتار.

فتوجه يوم السبت سادس عشر ربيع الأول بمن معهما ، فوصلا مكة ، وأرسلا إلى حميضة ومن معه يأمرانهم بالطاعة ، والسير إلى الأبواب.

فاعتذر حميضة بعدم القدرة على السفر (٥). فبعثا إليه بمال ، فلما

__________________

(١) زيادة من (ب) ، (د).

(٢) الناصر محمد بن قلاوون.

(٣) في الفاسي ـ العقد الثمين «السعيدي». ٤ / ٢٤٠. وانظر : ابن فهد ـ اتحاف الورى ٣ / ١٥٧ ، ابن فهد ـ غاية المرام ٢ / ٦٣.

(٤) أمير علم : من وظائف الدولة المملوكية العسكرية يتولى شئون أعلام السلطان من رايات وسناجق وعصابات وغيرها. القلقشندي ـ صبح الأعشى ٥ / ٤٥٦ ، ٤٥٨. وانظر هامش رقم (١) من ابن فهد ـ اتحاف الورى ٣ / ١٥٧.

(٥) احتج بقلة المال. ابن فهد ـ غاية المرام ٢ / ٦٤ ، ابن فهد ـ اتحاف الورى ٣ / ١٥٧.

٣٣٧

قبضه تغيّب.

فعاد الأميران إلى القاهرة ، فوصلاها يوم الأحد سادس عشر جمادى الآخرة سنة سبعمائة وسبعة عشر (١).

واستمر رميثة إلى انقضاء السنة أوائل سنة سبعمائة وثمانية عشر.

فدخل حميضة مكة بجموع جمعها ، وأخرج منها رميثة ، واستولى على مكة ، وخطب لملك العراق ابن خدابنده أبي سعيد (٢).

ويقال ان استيلاءه هذا [كان](٣) برضا من رميثة.

ولم تطل ولاية حميضة هذه ، فإن الملك الناصر لما بلغه ما فعله ، جهز إليه جيشا في ربيع الآخر سنة سبعمائة وثمانية عشر ، وأمرهم أن لا يعودوا إلا به ، فلم يظفروا به ، وبقي مهججا إلى أن قتل سنة سبعمائة وعشرين ـ كذا قال الفاسي (٤) ـ.

ويقال : ان رميثة باطن جيش حميضة. فلما خرج إلى الشرق قتلوه هنالك.

وفي عمدة الطالب (٥) : «أن حميضة بعد أن قتل أبا الغيث ، استمر بمكة ستة أشهر. ثم قبض عليه صاحب مصر. وأخذ إلى مصر ،

__________________

(١) المقريزي ـ السلوك ٢ / ١ / ٧٥.

(٢) أبو سعيد بن خربندا بن أرغون بن أبغا بن هولاكو. ولي الحكم بعد أبيه وعمره احدى عشرة سنة. تحول من الرفض الى السنة فأمر بإقامة الخطبة بالترضي عن الشيخين أولا ثم عثمان ثم علي رضي‌الله‌عنهم. انظر : ابن كثير ـ البداية والنهاية ١٤ / ٧٧.

(٣) زيادة من (ب) ، (ج).

(٤) العقد الثمين ٤ / ٢٤٤.

(٥) عمدة الطالب في نسب آل أبي طالب.

٣٣٨

وأقام معتقلا بها ثلاث سنين ، فاحتال في الهروب (١) ، وهرب إلى العراق ، وجمع جموعا هناك ، وجعل يقطع الطريق (٢). فدس عليه الملك الناصر من قتله غيلة في التاريخ المذكور» ـ والله أعلم ـ.

واستمر الشريف / رميثة إلى سنة سبعمائة وثمانية عشر ، ثم قبض عليه في الموسم هو وبهادر (٣) مقدم العسكر الذي بعث به الناصر ، لاتهامهم بأنهم عاملوا حميضة وأفلتوه. فأخذوهما إلى مصر.

[ولاية عطيفة بن أبي نمي ٧١٩ ـ ٧٢٢ ه‍]

وفي سنة سبعمائة وتسع عشرة : ولي مكة عطيفة بن أبي نمي. بولاية من الناصر (٤) ، وجهز معه جيشا إلى مكة.

[حج الملك الناصر سنة ٧١٩ ه‍]

وحج الملك الناصر في هذه السنة (٥). وأكثر الحسنات ، وغسل الكعبة بيده.

ويقال : أن شخصا من خدامه ، صعد إلى سطح الكعبة ، وكان جلس على الطرف (٦) ، فأنكر ذلك عليه ، فسقط إلى أرض المطاف [

__________________

(١) في (ج) «الهرب».

(٢) وهكذا تتفق المصادر على ذم حميضة. ويكفي تعاونه مع الرافضة وقتله أخاه أبا الغيث. ونهبه للتجار ، وقطعه الطريق!!.

(٣) الأمير سيف الدين بهادر الإبراهيمي. انظر : ابن فهد ـ اتحاف الورى ٣ / ١٥٩ ، ١٦٠ ، ١٦٢.

(٤) ابن فهد ـ غاية المرام ٢ / ٢٠٤ ، ابن فهد ـ اتحاف الورى ٣ / ١٦٣.

(٥) وهذه حجته الثانية. انظر : الجزيري ـ درر الفرائد ٢٩٧ ، ابن فهد ـ اتحاف الورى ٣ / ١٦٤ ، المقريزي ـ السلوك ٢ / ١ / ١٩٧ ، ابن تغري بردي النجوم الزاهرة ٩ / ٥٩.

(٦) في (ب) ، (د) ونسخة أخرى كما ذكر ناسخ (ج) «الطنف».

٣٣٩

[ومات](١) من وقته.

فلما فرغ السلطان من أمر المناسك ، رجع إلى مصر ، وأبقى أميرا من جهته (٢) وعسكرا لئلا يدخل حميضة.

[مقتل حميضة سنة ٧٢٠ ه‍]

فلما عزم الحاج ، دخل حميضة من اليمن بجيش سنة سبعمائة وعشرين ، فمنعته العسكر عن دخول مكة (٣). فرجع. ولحقته جماعة من الترك (٤) ، فنزل بنخلة من أرض حسان.

فكتب إليه أمير العسكر (٥) ، يذكر له عز الطاعة ، ويأمره بالدخول فيها. فكتب جوابه : «أن ابعث إليّ أحد أولادك لآمن على نفسي».

فبعث إليه بولده ، فلما خرج إليه أخبر أن المماليك الذين خرجوا معه وثبوا عليه فقتلوه. فتمهّل ، فجاء أحد قتلته على فرس حميضة ، فأخذه الأمير (٦) ، ولحّق به الباقين ، وبعث (٧) بهم إلى مصر مع أولاده لإخبار السلطان بذلك.

__________________

(١) من (د).

(٢) هو شمس الدين آقسنقر شاد العمائر وترك معه مائة فارس. الفاسي ـ العقد الثمين ٦ / ٩٦ ، ابن فهد ـ اتحاف الورى ٣ / ١٦٦.

(٣) ابن فهد ـ اتحاف الورى ٣ / ١٦٧ ، ١٦٨.

(٤) من مماليك الأمراء ثلاثة لجأوا الى حميضة. الفاسي ـ العقد الثمين ٤ / ٢٤٥.

(٥) الأمير ركن الدين بيبرس الحاجب من الأمراء مقدمي الألوف جاء مكة مع مائة فارس من المماليك السلطانية ليقيموا بمكة بدل الأمير آق سنقر وفرسانه. انظر : ابن فهد ـ اتحاف الورى ٣ / ١٦٨.

(٦) سقطت من (د).

(٧) في (أ) ، (ب) ، (ج) «وبعثه». والاثبات من (د).

٣٤٠