منائح الكرم في أخبار مكة والبيت وولاة الحرم - ج ٢

علي بن تاج الدين بن تقي الدين السنجاري

منائح الكرم في أخبار مكة والبيت وولاة الحرم - ج ٢

المؤلف:

علي بن تاج الدين بن تقي الدين السنجاري


المحقق: الدكتور جميل عبدالله محمد المصري
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: جامعة أم القرى
الطبعة: ٠
ISBN الدورة:
9960-03-366-X

الصفحات: ٤٨٠

وفي سنة سبعمائة وأربع وثمانين انتهت دولة الأتراك بمصر (١) ، واستولت الجراكسة وأولهم السلطان برقوق (٢) وآخرهم السلطان الغوري (٣). فلا نطيل بذكرهم إلا بما يقتضيه الجمع. والله الميسر.

__________________

(١) وكان آخرهم الملك الرابع والعشرون السلطان الملك الصالح حاجّي بن الأشرف شعبان الذي ولي السلطنة سنة ٧٨٣ ه‍. انظر : ابن دقماق العلائي ـ الجوهر الثمين ٤٥٥ ـ ٤٥٦ ، ابن حجر العسقلاني ـ أنباء الغمر ٢ / ٩٢.

(٢) الملك الظاهر برقوق. ولي السلطنة سنة ٧٨٤ ه‍. ابن دقماق العلائي ـ الجوهر الثمين ٤٥٧.

(٣) الأشرف قانصوه الغوري ٩٠٦ ـ ٩٢٢ ه‍. وآخرهم حقيقة هو طومان باي ٩٢٢ ـ ٩٢٣ ه‍.

المماليك الجراكسة البرجية دامت دولتهم من ٧٨٤ ـ ٩٢٣ ه‍. وحكمها ٢٧ سلطانا :

١. الظاهر برقوق ٧٨٤ ـ ٨٠١ ه‍.

٢. الناصر فرج ٨٠١ ـ ٨٠٨ ه‍.

٣. المنصور عبد العزيز ٨٠٨ ـ ٨٠٨ ه‍.

٤. الناصر فرج للمرة الثانية ٨٠٨ ـ ٨١٥ ه‍.

٥. الخليفة ٨١٥ ـ ٨١٥ ه‍.

٦. المؤيد ٨١٥ ـ ٨٢٤ ه‍.

٧. المظفر أحمد ٨٢٤ ـ ٨٢٤ ه‍.

٨. الصالح محمد ٨٢٤ ـ ٨٢٥ ه‍.

٩. الأشرف برسباي ٨٢٥ ـ ٨٤١ ه‍.

١٠. العزيز يوسف ٨٤١ ـ ٨٤٢ ه‍.

١١. الظاهر جقمق ٨٤٢ ـ ٨٥٧ ه‍.

١٢. المنصور عثمان ٨٥٧ ـ ٨٥٧ ه‍.

١٣. الأشرف إينال ٨٥٧ ـ ٨٦٥ ه‍.

١٤. المؤيد أحمد ٨٦٥ ـ ٨٦٥ ه‍.

١٥. الظاهر خشقدم ٨٦٥ ـ ٨٧٢ ه‍.

٣٨١

[مقتل محمد بن أحمد بن عجلان سنة ٧٨٨ ه‍]

ولما أن توفي أحمد بن عجلان ، ولي مكة ابنه محمد بن أحمد ابن عجلان بعد وفاة أبيه ، فأقام مائة يوم ، وقتل في مستهل ذي الحجة الحرام من السنة المذكورة (١) ، قتله أمير الحاج المصري (٢) ـ كذا قال الفاسي (٣).

وذكر الميركي (٤) : «أنه قتل في سوق منى ، ضربه رجل بسكين

__________________

١٦. الظاهر بلباي ٨٧٢ ـ ٨٧٢ ه‍.

١٧. الظاهر تمربغا ٨٧٢ ـ ٨٧٣ ه‍.

١٨. خيربك ليلة واحدة.

١٩. الأشرف قايتباي ٨٧٢ ـ ٩٠١ ه‍.

٢٠. الناصر محمد ٩٠١ ـ ٩٠٢ ه‍.

٢١. قانصوه ٩٠٢ ـ ٩٠٣ ه‍.

٢٢. الناصر محمد ثانية ٩٠٣ ـ ٩٠٤ ه‍.

٢٣. الظاهر قانصوه ٩٠٤ ـ ٩٠٥ ه‍.

٢٤. جانبلاط ٩٠٥ ـ ٩٠٦ ه‍.

٢٥. العادل طومان باي عدة أشهر.

٢٦. الأشرف المنصور الغوري ٩٠٦ ـ ٩٢٢ ه‍.

٢٧. طومان باب ٩٢٢ ـ ٩٢٣ ه‍.

انظر : محمود شاكر ـ التاريخ الإسلامي ٧ / ٦٩ ـ ٧٠.

(١) أي سنة ٧٨٨ ه‍.

(٢) كان أمير الحاج الأمير جركس الخليلي أمير آخور الملك الظاهر صاحب الخان المشهور بالقاهرة. قتل بالقاهرة سنة ٧٩١ ه‍. ابن دقماق العلائي ـ الجوهر الثمين ٤٥٧ ، ٤٦٦ ، أنباء الغمر ٢ / ٣١٨ ، ابن تغري بردي ـ النجوم الزاهرة ١١ / ٣٨٣ ، الدليل الشافي ١ / ٢٣٣ ، ابن فهد ـ اتحاف الورى ٣ / ٣٥٤.

(٣) الفاسي ـ شفاء الغرام ٢ / ٣٢٧ ، ٤٠٠ ، الفاسي ـ العقد الثمين ١ / ٣١٧ ، وانظر : ابن فهد ـ غاية المرام ٢ / ١٩٨.

(٤) في التحفة السنية.

٣٨٢

مسمومة ، وغاب في سواد الناس فلم يعرف». والله أعلم.

وعبارة الإمام عبد القادر الطبري في النشأة (١) ، يخالف ما ذكره الثاني (٢).

فإنه قال بعد ذكر موت أحمد بن عجلان ، وقيام ابنه محمد : «وبعث محمد إلى الملك الظاهر (٣) صاحب مصر كتابا يخبر فيه بموت أبيه ، ويسأل استقراره في الولاية عوضه ، وأصحب الكتاب محضرا ، فيه خطوط أعيان الحرم بسؤال ولايتهم عليهم.

فأجابه السلطان إلى ذلك ، وبعث إليه تقليدا وخلعة مع رسوله السيد عطيفة بن محمد بن عطيفة بن أبي نمي ، فدخل مكة في آخر شوال سنة سبعمائة وثمان وثمانين ، أو في أواخر ذي القعدة منها /.

فلبس محمد الخلعة ، وقريء توقيعه بالحرم الشريف على رؤوس الأشهاد.

وكان السلطان ولاه ذلك ، وهو متغيظ (٤) عليه ، لما بلغه من موافقته على تكحيل الأشراف الذين كانوا في حبس أبيه وهم : عمه محمد بن عجلان ، وخالاه أحمد وحسين (٥) ابنا ثقبة ، وابن خاله علي

__________________

(١) نشأة السلافة. وانظر : ابن فهد ـ اتحاف الورى ٣ / ٣٥٣ ـ ٣٥٥ ، ابن فهد ـ غاية المرام ٢ / ١٩٧ ـ ١٩٨ ، الفاسي ـ العقد الثمين ١ / ٣١٨.

(٢) في (أ) ، (ج) «ذكر». والاثبات من (ب) ، (د).

(٣) الملك الظاهر سيف الدين برقوق أول سلاطين الجراكسة. المماليك البرجية (٧٨٤ ـ ٨٠١ ه‍).

(٤) في (أ) ، (د) «متغير». والاثبات من (ب) ، (د).

(٥) في ابن فهد ـ غاية المرام «وحسن». ٢ / ١٩٦ ، وابن فهد ـ اتحاف الورى ٣ / ٣٥٣.

٣٨٣

ابن أحمد بن ثقبة. لأن السلطان سأل أباه [أحمد](١) أن يطلقهم ، فأبى.

فأضمر السلطان ولاية عنان بن مغامس بن رميثة عوض محمد هذا. وسيّره من مصر مع الحاج المصري ، ولم يطلعه على ذلك ، وأمر أمير الحاج المصري (٢) ، أن لا يحتفل به ، لئلا يتشوش من إكرامه محمد بن أحمد ، فينفر (٣) ، فيفوت المراد.

وعرف السلطان الأمير جركس (٤) أمير آخور (٥) بما في نفسه ، في حق محمد وعنان.

فلما وصل إلى مكة ، خرج للقائه الشريف محمد بعد قيامه بخدمته كل القيام.

فلما حضر عند المحمل (٦) وثب عليه باطنيان ، فجرحاه جراحات مات منها من فوره. وذلك يوم الاثنين مستهل ذي الحجة سنة سبعمائة وثمان وثمانين ، وله من العمر نحو عشرين سنة.

__________________

(١) زيادة من (د).

(٢) أمير الحاج المصري كان الأمير آقبغا المارديني. ابن فهد ـ اتحاف الورى ٣ / ٣٥٤. ومعه الأمير جركس الخليلي في حجته الأولى. ابن فهد ـ اتحاف الورى ٣ / ٣٥٤.

(٣) في (ج) «فيتغب». وفي (ب) «فيتغيب». وفي (د) «فيفر».

(٤) الأمير جركس الخليلي. سبق ذكره.

(٥) آمير آخور : احدى وظائف الدولة المملوكية الهامة : المشرف على إسطبل السلطان ومتعلقاته. صبح الأعشى ٥ / ٤٦١.

(٦) «وأخذ يقبل خف الجمل». على العادة البدعية التي كانت موجودة آنذاك. انظر : الفاسي ـ شفاء الغرام ٢ / ٣٢٧ ، ٤٠٠ ، الفاسي ـ العقد الثمين ٦ / ٤٣٠ ـ ٤٣٤ ، ابن فهد ـ اتحاف الورى ٣ / ٣٥٦ ، ابن فهد ـ غاية المرام ٢ / ١٩٩.

٣٨٤

[ولاية عنان بن مغامس بن رميثة سنة ٧٨٨ ه‍]

ولما قتل ، أعلنت ولاية عنان بن مغامس عوضه (١).

ودخل مكة مع الترك ، وهم متسلحون (٢) ، حتى انتهى (٣) إلى أجياد. فحاربوا من ثبت [لهم](٤) من جماعة محمد.

وبموت هذا انقطع الأمر عن أولاد أحمد بن عجلان». ـ انتهى كلامه ـ فتأمله والله أعلم.

[رجع](٥) :

فولي مكة عنان بن مغامس (٦) بن رميثة بن أبي نمي الحسني ، وكان بمصر.

فإنه فرّ من أحمد بن عجلان ، ومعه حسن بن ثقبة ، ووصلا إلى السلطان برقوق (٧) صاحب مصر.

ولما فرّ عنان إلى مصر ، أرسل الشريف أحمد بن محمد بن عجلان عمه كبيش بن عجلان بهدية إلى السلطان برقوق صاحب مصر. فوجد عنده عنانا ، وقد رزق (٨) منه قبولا. فذكر له السلطان ما شكاه

__________________

(١) سقطت من (ب) ، (ج). وانظر : الفاسي ـ شفاء الغرام ٢ / ٣٢٧.

(٢) في (ج) ، (د) «مسلحون».

(٣) في (د) «انتهوا».

(٤) زيادة من (ب) ، (د).

(٥) زيادة من (د).

(٦) انظر : الفاسي ـ شفاء الغرام ٢ / ٣٢٧ ـ ٣٢٨ ، والفاسي ـ العقد الثمين ٦ / ٤٣٠ ، ابن فهد ـ غاية المرام ٢ / ٢٠١ ـ ٢٢٣.

(٧) الظاهر برقوق أول سلاطين المماليك البرجية كما سبق.

(٨) في (ج) «رزقه».

٣٨٥

عنان من أحمد بن محمد بن عجلان ، فما أمكن كبيش إلا أن يلتزم (١) على أحمد / بكل ما أراده عنان مما يأمر به السلطان.

فأمر السلطان ، [فنادى](٢) عنانا وحسنا بالمسير إلى مكة مع السيد كبيش ، (فوصلوا مكة) (٣).

فعرف الشريف (كبيش ، الشريف) (٤) أحمد بما كان ، وقال : «لا بد من الموافقة لهما ، أو الفتك بعنان».

فاختار الفتك بعنان. ففطن لذلك عنان ، ففر إلى ينبع ، وتلاه حسن بن ثقبة ، (وتوجه صحبة الحاج محمد بن عجلان إلى مصر ، مغاضبا لأخيه.

فلما وصلوا الينبع ، تكلم) (٥) أمير الحاج المصري أبو بكر بن سنقر (٦) ، أن يرجعوا إلى مكة ، وضمن لهم : أن أحمد بن عجلان يقضي لهم حوائجهم ، إذا وصلوا بكتابه إليه.

فقبلوا رأيه ، ورجعوا بكتابه.

فلما اجتمعوا (٧) بأحمد ، قبض عليهم ، وضم إليهم أحمد بن ثقبة وعليا ابنه ، وقيد الخمسة ، وحبسهم بالعلقمية ، من أول سنة سبعمائة

__________________

(١) في (ب) ، (ج) «تلزّم».

(٢) من (د).

(٣) سقط من (ب) ، (ج). وفي (د) «فلما وصلوا مكة».

(٤) سقطت من (ب).

(٥) ما بين قوسين سقط من (ب). وسقط بعضه من (د). وفي (د) «فحسن لهم أمير الحاج المصري».

(٦) أبو بكر بن سنقر الجمالي. ابن فهد ـ غاية المرام ٢ / ٢٠٣.

(٧) في (ب) «اجتمع».

٣٨٦

وسبع وثمانين إلى موسمها. ثم نقلهم إلى أجياد ، ثم أعادهم بعد الموسم إلى العلقمية.

وأرادوا الهروب من السجن ، ففطن بهم الحراس ، ففرّ منهم عنان ، وما شعر به أحد.

فسار إلى جهة سوق الليل. فصدف كبيشا وجماعة يفتشون عليه بضوء معهم. فاختفى في محل هنالك. وأراد الله عزوجل خلاصه ، فلم يروه.

وصدف بعض معارفه ، فأخفاه في بيت له بشعب علي في صهريج هنالك ، ووضع عليه حشيشا (١). فنمي إلى كبيش أنه ثمة. فجاء إلى البيت وفتشه سوى الصهريج.

ثم أن عنانا بعث إلى بعض الأشراف ذوي راجح ، وكان له منهم قرابة ، فحضروا اليه ، فطالبهم بعض الرواحل فأجابوه.

وأخرجوا له (٢) ركائب إلى المعلاة (٣) ، وحملوا عليها حشيشا (٤) ليخفى أمرها.

ولحقها عنان (من سوق الليل) (٥) ، فنزل على امرأة (كان يعرفها) (٦) بالمعابدة ، فأخفته ، بإلباسه ثياب النساء ، وأجلسته مع نساء

__________________

(١) أضاف في ابن فهد ـ غاية المرام «ودابة».

(٢) في (ب) «إليه».

(٣) في (ج) «المعابدة». وذكر ناسخ (ب) في الهامش «المعابدة». كما في ابن فهد ـ اتحاف الورى ٣ / ٣٥٢. وابن فهد ـ غاية المرام ٢ / ٢٠٤ وكلاهما صحيح.

(٤) في ابن فهد ـ غاية المرام «فخارا وغيره» ٢ / ٢٤.

(٥) ما بين قوسين سقط من (ج).

(٦) ما بين قوسين سقط من (ج).

٣٨٧

جمعتهن له.

ونمى الخبر إلى كبيش ، فركب وأتى منزل تلك المرأة ، وسألها عنه ، فقالت : من عنان؟! ـ ما أوهمه أنه ليس عندها (١). فصدقها.

فلما جنّ الليل ، ركب عنان مع رجلين أو ثلاثة ، ووصل خليص (٢) ، وقد كلّت ركائبه ، فسأل عن ناقة لصاحب / له ثمة. فجيء بها ، وأخبر أن صاحبها كان إذا فرغ من علفها قال : «ليت عنانا يخلص ، فينجو عليك»!!. فكان ما تمناه.

فركب عنان وسار متوجها إلى مصر (في أثناء سنة سبعمائة وثمانية وثمانين.

فأقبل عليه الملك الظاهر برقوق ، وولاه مكة عن محمد بن أحمد ابن عجلان.

وجاء مكة على الصورة المذكورة) (٣) في النشأة للطبري (٤).

[مناهضة كبيش بن عجلان لعنان]

وكان السيد كبيش بن عجلان ممّن فرّ يوم قتل محمد بن أحمد ، فنزل جدة ، واستولى عليها بمن معه من العرب وغيرهم (٥) ، ونهب الأموال التي بجدة ، والغلال التي [فيها](٦) لبعض الدولة المصرية (٧).

__________________

(١) في (أ) ، (ج) اضافة «عنان». وفي (د) «عندنا».

(٢) خليص : حصن بين مكة والمدينة. سبق ذكره. انظر : ياقوت ـ معجم البلدان ٢ / ٣٨٧.

(٣) ما بين قوسين سقط من (د).

(٤) نشأة السلافة بمنشآت الخلافة لعبد القادر الطبري.

(٥) في (ب) «وعير». وهو خطأ.

(٦) زائدة من (ب) ، (د).

(٧) في (ب) ، (د) «بمصر».

٣٨٨

والتف عليه للطمع بعض أصحاب عنان.

ثم انتقل كبيش بما أخذه من الأموال إلى الوادي ، وأكثر القتل في الطرقات ، وعنان مقيم بمكة.

[ضعف أمر عنان بمشاركة الأشراف وعزله]

فأشرك (١) معه في الإمارة ابني عمه أحمد بن ثقبة ، وعقيل بن مبارك بن رميثة (٢). ثم أشرك معهم علي بن مبارك (٣) بعد مفارقة علي لكبيش. وكان يدعو لهم معه على زمزم. ورأى أن ذلك تقويما لأمره ، فكان الأمر بخلاف ذلك. فإن الخبر نمي إلى السلطان ، وعرفوه ما وقع من الإختلاف. فعزل عنانا.

قلت : وذكر السخاوي في الضوء اللامع (٤) :

«أحمد بن ثقبة بن رميثة ـ واسم رميثة منجد بن أبي نمي محمد ابن أبي سعد حسن بن علي بن قتادة الشريف شهاب الدين الحسيني (٥) المكي أميرها.

وليها شريكا لعنان بن مغامس في ولايته الأولى بتفويض من عنان ، يستظهر به على آل عجلان ، مع كونه ضريرا ، كحل لما مات عمه أحمد بن عجلان بن رميثة وأمر ولده محمد. لكنه كان من أجلّ بني

__________________

(١) أي عنان.

(٢) الفاسي ـ العقد الثمين ٣ / ٢٢ ، ٦ / ١١٦ ، ٢٢٤ ، ابن فهد ـ اتحاف الورى ٣ / ٣٦٣.

(٣) الفاسي ـ شفاء الغرام ٢ / ٣٢٨ ، الفاسي ـ العقد الثمين ٧ / ٨٨ ، ابن فهد ـ اتحاف الورى ٣ / ٣٦٢.

(٤) السخاوي ـ الضوء اللامع في أخبار القرن التاسع ١ / ٢٦٦.

(٥) في (د) «الحسيني». وهو خطأ.

٣٨٩

حسن ، وأسعدهم ، وأكثرهم خيلا ورجلا وسلاحا.

وكان خطيب مكة يذكرهما في خطبته.

مات في أواخر المحرم سنة ثمانمائة (١) واثني عشر ، ودفن بالمعلاة ، وقد قارب السبعين أو دخلها.

وخلف أربعة ذكور وبعض بنات ـ ذكره الفاسي في تاريخه مطولا» ـ انتهى.

ولم يذكر (٢) من شركه في الولاية لعنان ، فتأمل!!.

[ولاية علي بن عجلان بن رميثة والنزاع مع عنان سنة ٧٨٩ ـ ٧٩٤ ه‍]

فولي مكة علي بن عجلان بن رميثة بن أبي نمي ، ولقبه علاء الدين. ووصل الخبر بولايته في ثاني شعبان سنة سبعمائة وتسع وثمانين.

فقدم مكة ومعه كبيش وآل عجلان ، ومعه جموع (٣) ، فلم يمكنهم منها عنان وأصحابه ، فقاتلوهم في اليوم التاسع والعشرين من شعبان من السنة المذكورة بأذاخر. فقتل كبيش (٤) ونحو عشرين عبدا وغيره.

__________________

(١) في الأصول «تسع مائة». وهو خطأ.

(٢) أي الفاسي الذي ذكر ترجمته مطولة. انظر : الفاسي ـ العقد الثمين ٦ / ٢٠٦ ، الفاسي ـ شفاء الغرام ٢ / ٣٢٨. وانظر : ابن فهد ـ غاية المرام ٢ / ٢٢٣ ـ ٢٤٢ ، ابن فهد ـ اتحاف الورى ٣ / ٣٦٦ ـ ٣٦٧.

(٣) في (ب) «جمعوا». وفي (د) «ومن جمعوا».

(٤) في (ب) «كبيش أبو منصور». وفي (د) «أبا منصور». وانظر : الفاسي ـ العقد الثمين ٦ / ٤٣٦ ، ابن فهد ـ غاية المرام ٢ / ٢٢٩.

٣٩٠

ورجع آل عجلان إلى الوادي ، وتوجه ـ أعني علي بن عجلان إلى مصر ـ فأعاده صاحب مصر. [فأشركه صاحب مصر مع عنان](١) بشرط حضور عنان إلى خدمة المحمل / المصري.

ودخل علي مع المحمل ، فلما بلغ عنان ذلك تهيأ للقاء المحمل. فلما كاد أن يصل (٢) خوّف بآل عجلان ، فرجع إلى الزيمة (٣) وأقام بها.

وحج بالناس الشريف علي بن عجلان ، بعد أن قريء توقيعه بالحطيم. وسار بعد الحج إلى الزيمة بمن معه من الأتراك. فهرب عنان ومن معه ، وقتل أصحابه (٤) السيد مبارك بن عبد الكريم. وعاد إلى مكة ومعه نحو خمسة أفراس وثلاثة عشر درعا غنمها من عنان.

ولما رحل الحج المصري ، نزل عنان بمن معه الوادي ، وشارك علي بن عجلان في جدة.

ثم سافر عنان إلى مصر في أثناء سنة سبعمائة وتسعين (٥) ، واعتقل هناك.

واصطلح علي بن عجلان هو والأشراف.

وفي ربيع الآخر ، أو جمادى الأولى : أتاه من مصر من الأتراك (٦)

__________________

(١) ما بين حاصرتين من (ب) ، (د). انظر : ابن فهد ـ غاية المرام ٢ / ٢٢٩.

(٢) في (ج) «يحصل».

(٣) الزيمة : قرية بوادي نخلة من أرض مكة. ياقوت ـ معجم البلدان ٣ / ١٦٥.

(٤) في (ب) ، (ج) «أصحاب». والمعنى أصحاب عنان. فالسيد مبارك من أصحاب علي بن عجلان. ابن فهد ـ غاية المرام ٢ / ٢٢٩ ، ابن فهد ـ اتحاف الورى ٣ / ٣٦٧ ، الفاسي ـ العقد الثمين ٦ / ٢٠٧.

(٥) المقريزي ـ السلوك ٣ / ٢ / ٥٨٣.

(٦) في (ب) «الأتراك». وفي (د) «الترك».

٣٩١

نحو الخمسين ، وخلعة من صاحب مصر حاجي (١) بن الأشرف شعبان بالاستمرار لعلي.

واستمر منفردا بمكة إلى سنة سبعمائة واثنتين وتسعين. وفي أثنائها شاركه فيها (٢) عنان بولاية من الملك الظاهر برقوق (٣) صاحب مصر. فوصل مكة في نصف شعبان من السنة المذكورة. فاصطلح هو وآل عجلان. وكان معه القواد ، ومع علي الشرفاء. وكانا غير متمكنين من البلد ، لمعارضة بني حسن لهما.

واستمرا إلى الرابع والعشرين من صفر سنة سبعمائة وأربع وتسعين ، فولي مكة علي بن عجلان بمفرده (٤).

وذلك : أن بعض آل عجلان ، همّ بقتل عنان في المسعى سنة سبعمائة وأربع وتسعين ، ففر (٥) ، ولم يظفروا به ، وخرج من مكة ، ولم يدخلها إلا بعد أن استدعاه هو وعلي بن عجلان / سلطان مصر (٦).

[القبض على عنان سنة ٧٩٤ ه‍ ووفاته سنة ٨٠٥ ه‍]

فدخل عنان مكة ليتجهز ، بعد أن أخليت له من العبيد. فأقام مدة

__________________

(١) في (ج) «ابن حاجي». وهو الملك الصالح حاجي بن الأشرف شعبان ، في سلطنته الثانية سنة ٧٩١ ه‍ بعد أن عزل سنة ٧٨٤ ه‍. ولما ولي ثانية غير لقبه الى المنصور. ولم يسمع سلطان غير لقبه غيره. ولم يستمر طويلا ، حتى سنة ٧٩٢ ه‍. انظر : ابن دقماق العلائي ـ الجوهر الثمين ٤٧٠.

(٢) سقطت من (ب) ، (د).

(٣) السلطان الظاهر برقوق في سلطنته الثانية سنة ٧٩٢ ه‍. انظر : ابن دقماق العلائي ـ الجوهر الثمين ٤٧٨.

(٤) الفاسي ـ العقد الثمين ٦ / ٢٠٩ ، ٢١١ ، الفاسي ـ شفاء الغرام ٢ / ٣٢٩.

(٥) سقطت من (د).

(٦) الظاهر برقوق.

٣٩٢

يسيرة ، وخرج إلى مصر ، ولحقه علي بن عجلان ، واستخلف على مكة أخاه محمد بن عجلان (١) مع العبيد ، فقبض على عنان بمصر ، وسجن بالإسكندرية مع جماز الحسيني (٢) صاحب المدينة ، وعلي بن مبارك ابن رميثة ، وولديه. وذلك في الأواخر من سنة سبعمائة وخمس وتسعين. ثم نقل عنان إلى مصر سنة ثمانمائة وأربع. وحصل له مرض ، اقتضى ابطال بعض جسده ، فعولج لذلك باضجاعه في محل حمي بالنار لتصل (٣) الحرارة إلى أعضائه فتقوى. وكان أثر النار الذي أضجعوه فيه شديدا ، فاحترق ، ومات يوم الجمعة غرة ربيع الأول ، وقيل ثانيه سنة ثمانمائة وخمسة ، عن ثلاث وستين سنة.

وكان شجاعا مقداما ، جوادا كريما ، اتفق أنه أجاز الجمال محمد بن الحسن بن العليف المكي (٤) ـ وقد مدحه بقصيدة بثلاثين

__________________

(١) الفاسي ـ العقد الثمين ٦ / ٢١٠ ، ابن فهد ـ اتحاف الورى ٣ / ٣٨٤.

(٢) جماز بن هبة الحسيني. انظر : الفاسي ـ العقد الثمين ٦ / ٤٤٠ ، الدليل الشافي ١ / ٢٥٠ ، السخاوي ـ الضوء اللامع ٣ / ٧٨ ، المقريزي ـ السلوك ٣ / ٣ / ١٠٩٧.

(٣) في (ج) «لنقل». وفي (د) «متصل».

(٤) وأول هذه القصيدة : «بروج زاهرات أو مغاني ....».

ومنها :

بروج زاهرات أو مغاني

لأقمار من البيض الحسان

تمايل للحسان بها علينا

قطوف من فواكهها دواني

ونجني من ثمار الوصل فيها

ثمارا ليس يجنيهنّ جاني

رعى الله الربيع فكم رعينا

به ثمر الوصال على التداني

بأيام كأن الغيث فيها

يحود الأرض من كفّي عنان

كريم لو أعير الغيث يوما

أنامله لجاد مدى الزمان

ولو سئلت نواحي الأرض عنه

لقالت كلّ ناحية سقاني

انظر : ابن فهد ـ غاية المرام ٢ / ٢١٥.

٣٩٣

ألف درهم.

[مقتل علي بن عجلان سنة ٧٩٧ ه‍]

قال الفاسي في العقد (١) : «وجاء علي متولي مكة من الظاهر برقوق. وذلك في الموسم من السنة المذكورة (٢)».

ودامت ولايته إلى أن استشهد في سابع شوال ، سنة سبعمائة وسبعة وتسعين (٣).

قال التقي (٤) : «وكان مغلوبا عليه من الأشراف ، وسبب ذلك : أنه بعد شهر من وصوله من مصر ، قبض على جماعة من الأشراف والقواد ، فخودع فيهم ، فأطلقهم. فصاروا (٥) يشوشون عليه ، ويكلفونه (٦) بما لا تصل قوته إليه. فأفضى الحال إلى أن قلّ الأمان بمكة وجدة ، فقصد التجار ينبع ، ولحق أهل مكة لذلك شدة.

وما زال القواد به ، حتى عملوا على قتله ، فقتلوه ، وهو ابن ثلاث وعشرين سنة.

وكان قتله يوم الأربعاء سابع شوال سنة سبعمائة وسبع وتسعين.

__________________

(١) الفاسي ـ العقد الثمين ٦ / ٤٤٠.

(٢) أي سنة ٧٩٤ ه‍.

(٣) انظر قصة مقتله : الفاسي ـ العقد الثمين ٦ / ٢١٣ ، ابن فهد ـ غاية المرام ٢ / ٢٣٦ ، ابن فهد ـ اتحاف الورى ٣ / ٣٩٤.

(٤) الفاسي ـ شفاء الغرام ٢ / ٣٢٩.

(٥) في النسخ الثلاث الأولى «فصار». والاثبات من (د).

(٦) في (د) «ويكفلونه».

٣٩٤

[ولاية حسن بن عجلان ٧٩٧ ـ ٨٢٩ ه‍]

ولما قتل ولي مكة أخوه محمد بن عجلان (١) ، يوم قتل أخيه وتقوّى بالعبيد ، إلى أن وصل أخوه الحسن بن عجلان (٢) من مصر بولاية مكة عوض أخيه.

وكان قدم مصر سنة سبع وتسعين وسبعمائة ، مغاضبا لأخيه ، فاعتقل ثمة.

فلما وصل خبر (٣) قتل عليّ بن عجلان / إلى صاحب مصر (٤) في تاسع ذي القعدة ، أرسل الشريف حسنا واليا على مكة عوض أخيه.

فوصل خبر ولايته مكة في أثناء العشر الأخير من ذي القعدة.

وحج بالناس أخوه محمد بن عجلان.

ولما رجع الحج إلى مصر ، توجه الشريف حسن إلى مكة ، ومعه نحو من مائة وثلاثين من الترك ، ومن الخيل تسعون فرسا.

ووصل إلى ينبع ، وطالب أميرها دبير (٥) بن مختار ، بقمح للسلطان كان بعثه للبيع فأخذه دبير. فصالحه دبير على خمسة وثلاثين

__________________

(١) الفاسي ـ العقد الثمين ٢ / ١٣٧.

(٢) الفاسي ـ العقد الثمين ٤ / ٨٦.

(٣) سقطت من (ب) ، (ج).

(٤) الملك الظاهر برقوق في سلطنته الثانية. ابن دقماق العلائي ـ الجوهر الثمين ٤٧٨.

(٥) في (ب) «ذبير». وفي (ج) «زبير». والاثبات من (أ) ، (د). وفي الفاسي ـ العقد الثمين وابن فهد ـ غاية المرام «وبير بن مخبار». الفاسي ـ العقد الثمين ٤ / ٨٨ ، ابن فهد ـ غاية المرام ٢ / ٢٥٠. وفي السخاوي ـ الضوء اللامع ١٠ / ٢١٠ «وبير بن تحبار».

٣٩٥

ألف درهم.

فرحل من ينبع متوجها إلى مكة. وكتب إلى أخيه أن يلاقيه بمن معه من الأشراف ، فخرجوا للقائه إلى عسفان أو (١) السويق. وهرب بعض الأشراف ، فلم يواجهوه (٢).

ولم يزل حتى نزل ببئر شميس (٣) فأقام بها عشرا.

ثم دخل مكة يوم السبت الرابع والعشرين من ربيع الآخر ، سنة سبعمائة وثمان وتسعين.

فلبس الخلعة ، وقريء عهده بالولاية ، وطاف بالبيت. وأقام بها إلى أثناء ليلة الأحد.

[موقعة الزبارة سنة ٧٩٨ ه‍]

وخرج إلى بئر شميس (٤) ، ثم إلى العدّ (٥) ، لقصد بعض الأشراف اللاجئين إلى تلك الأماكن. فساروا منه إلى وادي (مر ، بجيرة من بعض أصحاب) (٦) الشريف حسن.

__________________

(١) في الأصول الثلاث الأولى «والسويق». والاثبات من (د) وابن فهد ـ غاية المرام ٢ / ٢٥١.

(٢) في الأصول الثلاث الأولى «يواجهه». والاثبات من (د).

(٣) في الأصول الثلاث الأولى «شمس». والاثبات من (د). وفي ابن فهد ـ غاية المرام «بئر شميس» ٢ / ٢٥١. وفي ابن فهد ـ اتحاف الورى كذلك ٣ / ٣٩٩. وبئر شميس هو المعروف حاليا بالشميس بين مكة وجدة.

(٤) انظر الهامش السابق.

(٥) في (أ) ، (ب) «الغد». وفي (ج) «السعد». والاثبات من (د). وذكر ناسخ (ج) «هكذا في الأصل والذي في غيره الى وادي مر ـ فليتأمل ـ». وانظر : ابن فهد ـ غاية المرام ٢ / ٢٥١.

(٦) ما بين قوسين في (د) «من بحرة الى وادي». وفيه نقص واضطراب.

٣٩٦

فسار إليهم الشريف حسن ، والتقوا بمكان يقال له الزبارة (١) ، فقاتلهم ، وقتل منهم عدة. (وكانت الواقعة رابع عشر شوال من السنة المذكورة.

ودخل مكة ، وأقام بها إلى الحج) (٢) ، وحاسن الناس والتجار. وكان أديبا شاعرا ، فمن شعره قوله :

خدور (٣) من الخطّ للمنحنى (٤)

بها يغفر الله (٥) عمّن جنا

تمنّى الشروق ومن في الغروب

ومن سكن الشام أو يمّنا /

بأن ينزلوا في منازل لنا

أبى لله (٦) حقّا وأسيافنا

ونحن لنا القبر في يثرب

ونحن لنا سفح وادي (٧) منى

وأحيى لنا ولدي (٨) جابر

كما (٩) يأكل الدود (١٠) من زارنا

وإن كان غابي (١١) عليك أصلنا

فخير البريّة جدّ لنا

فإن كنت تصدق فيما تقول

فلا تسجدنّ إلى ها هنا (١٢)

__________________

(١) الزبارة : قرية لبني عمير في وادي مر. ابن فهد ـ اتحاف الورى ٣ / ٤٠٠.

(٢) ما بين قوسين سقط من (د).

(٣) في (د) «خدود».

(٤) في (ب) ، (ج) ، (د) «بالمنحنى».

(٥) في (ب) ، (ج) ، (د) «الله يغفر».

(٦) في النسخ السابقة «الله».

(٧) في (د) «وادي سفح».

(٨) في (ب) ، (ج) «والدي». والبيت فيه اضطراب.

(٩) في (ب) «وكما». وفي (د) «لا».

(١٠) في (ج) «الدور».

(١١) في (ج) «غاب».

(١٢) وهذا البيت سبق وأن ذكر في قصيدة المفاضلة بين مكة المكرمة والمدينة المنورة.

٣٩٧

ومن شعره قوله :

لا يلمع البرق من تلقاء ديارهم

إلّا ولي نظر (١) بالدمع هطال

ولا تذكّرت (٢) يوما من جمالهم

إلّا وداخلني (٣) خوف وإذلال

أحباب قلبي وما الأحباب غيرهم

إن استحالت من الأحباب أحوال

بحرمة الضيف والجار القديم ومن

وافاكم يا أهل (٤) الحيّ أطفال

لا تقتلوني بلا ذنب ولا سبب

وتزعمون بأنّ الناس قد قالوا

لا خفّف (٥) الله عنهم إن هم (٦) سكتوا

ما لذة العيش إلّا القيل (٧) والقال

عشقتكم وجلابيب الصّبا قشب

فكيف أرحل عنكم وهي أسمال

إن متّ شوقا ولم أظفر بوصلكم

كم تحت هذي القبور الدّرس آمال

واحيرتي مات حظّي من جمالهم (٨)

وللحظوظ (٩) كما للنّاس آجال

والله لو لا قيود في قوائمنا

من الجميل وفي الأعناق أغلال

لكان لي في بلاد الله متّسع

وللملوك ولايات وإعزال

__________________

(١) في (ب) «النظر».

(٢) في (د) «تذكرن».

(٣) في (د) «وأدخلني».

(٤) في (د) «أهيل».

(٥) في (ب) «حقق».

(٦) في (ب) ، (ج) «انهم».

(٧) في (د) «القليل». وهو خطأ.

(٨) في (د) «حماهم».

(٩) في (ب) «والحظوظ».

٣٩٨

[بناء مقام الحنفية سنة ٨٠١ ه‍]

قال التقي (١) : «وفي سنة ثمانمائة وواحد ، بني مقام السادة الحنفية ، على أربعة أساطين من حجارة منحوتة ، عليها سقف مدهون من خزف ، وأعلى السقف مما يلي السماء مدكوك / بالآجر (٢) ، مطلي بالنورة ، وبين الأسطوانتين المتقدمتين محراب مرخّم.

وكان ابتداء عمله على هذه الصفة في شوال ، أو في ذي القعدة من السنة المذكورة. وفرغ منه في أوائل سنة اثنتين وثمانمائة.

وقد أنكر عمله جماعة من العلماء (٣)». وأطال في ذلك الكلام (٤). فراجعه إن شئت في تواريخه.

__________________

(١) الفاسي ـ شفاء الغرام ١ / ٣٩٢. وانظر : ابن فهد ـ اتحاف الورى ٧ / ٤١٢ ـ ٤١٣.

(٢) في (د) «بالآجور».

(٣) منهم العلامة زين الدين الفارسكوري الشافعي. وهو عبد الرحمن بن علي بن خلف أبو المعالي. ولي قضاء المدينة المنورة ولكنه لم يباشره وجاور بمكة ، وتوفي سنة ٨٠٨ ه‍. وقد ألف في شأن المقام تأليفا حسنا.

والشيخ سراج الدين البلقيني عمر بن رسلان بن نصير. توفي سنة ٨٠٥ ه‍. وابنه قاضي القضاة بالديار المصرية جلال الدين عبد الرحمن بن عمر بن رسلان. توفي سنة ٨٢٤ ه‍.

وقضاة القضاء بالديار المصرية في هذه السنة أفتوا بهدم هذا المقام ، وتعزير من أفتى بجواز بنائه على هذه الصفة وأنّ ذلك حجة فيه. وأن ولي الأمر يحضر رسم في ذلك فعارض بعض ذوي الهوى فتوقف في ذلك. انظر : الفاسي ـ شفاء الغرام ١ / ٣٩٢ ، السخاوي ـ الضوء اللامع ٤ / ٩٦ ، ٦ / ٨٥ ـ ٩٠ ، ٤ / ١٠٦ ـ ١١٣ وقد أزيلت جميع المقامات بعد دخول الملك عبد العزيز ـ طيب الله ثراه ـ مكة ..

(٤) أي التقي الفاسي.

٣٩٩

[تجديد العقد الذي في المروة سنة ٨٠١ ه‍]

قال الفاسي (١) : «والعقد الذي في المروة (٢) ، جدّد بعد سقوطه سنة ثمانمائة وواحد ، أو في أوائل التي بعدها.

وعمارته هذه من قبل (٣) الملك الظاهر برقوق صاحب مصر.

واسمه مكتوب في أعلى هذا العقد».

ونقل عن المحب الطبري ما نصه : «والمروة في وجهها عقد كبير مشرف ، والظاهر أنه جعل علما لحدّ المروة ، وإلّا كان وضعه عبثا. وقد تواتر كونه حدّا بنقل الخلف عن السلف. وتطابق الناسكون عليه. فينبغي للساعي أن يمرّ [ويرقى](٤) على البناء المرتفع عن الأرض» ـ انتهى ـ.

قلت : ولم يذكر من عقده ـ والله أعلم بذلك ـ.

وفي أيامه (٥) :

[حريق سنة ٨٠٢ ه‍ وعمارة بيسق الظاهري]

سنة ثمانمائة واثنتين : وقع الحريق بالمسجد الحرام ، من [جهة

__________________

(١) الفاسي ـ شفاء الغرام ١ / ٥٠٤.

(٢) والمروة : الموضع الذي هو منتهى السعي ، وهو في أصل جبل قعيقعان. وسميت المروة باسم المرأة ، وهي الصخرة الملساء ، أو الحجر الأبيض البراق ، أو الذي يقدح منه البناء. انظر : الفاسي ـ شفاء الغرام ١ / ٥٠٣.

(٣) في (ب) ، (د) «جهة».

(٤) زيادة من (د).

(٥) أي أيام الشريف حسن في عهد السلطان فرج بن برقوق (٨٠١ ـ ٨١٥ ه‍). وانظر : الفاسي ـ شفاء الغرام ٢ / ٣٦٥ ، الفاسي ـ العقد الثمين ١ / ٢٠٨ ، ابن فهد ـ اتحاف الورى ٣ / ٤١٩.

٤٠٠