منائح الكرم في أخبار مكة والبيت وولاة الحرم - ج ٢

علي بن تاج الدين بن تقي الدين السنجاري

منائح الكرم في أخبار مكة والبيت وولاة الحرم - ج ٢

المؤلف:

علي بن تاج الدين بن تقي الدين السنجاري


المحقق: الدكتور جميل عبدالله محمد المصري
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: جامعة أم القرى
الطبعة: ٠
ISBN الدورة:
9960-03-366-X

الصفحات: ٤٨٠

«خرجت من بيتي في الثلث الأخير من الليل ، قاصدا المئذنة (١) للتسبيح على جري (٢) العادة. فرأيت شخصا يمشي أمامي ، فتعجبت منه ، لكون ذلك الوقت لا يخرج فيه أحد خوف العسس /. فلم يزل يمشي أمامي حتى وصل المجزرة ، فتحول كلبا ، ودخل بين (٣) الكلاب التي في المجزرة.

فهالني ذلك ، حتى كدت أن يغمى علي. فسمعته يقول للكلاب : هل عندكم شيء أشمه؟!. فقالوا : لم يبق عندنا شيء ، ولكن من أين جئت الآن؟!. قال : من عرفة. قالوا : ما الخبر؟!. قال : ان الملك المجاهد قبض عليه جماعة صاحب مصر ، ومرادي الآن إلى عدن ، أخبر أصحابنا من الجن.

قال الجلال : فصعدت المأذنة وأنشدت :

يا راقد الليل مسرورا بأوّله

إن الحوادث قد يطرقن أسحارا

لا تأمننّ بليل طاب أوّله

فربّ آخر ليل أجّج النارا

ثم شرعت بالتسبيح على جري العادة.

فلما نزلت من المنارة ، إذا أنا بشخصين (٤) واقفين على بابها ، فقالا لي : أجب مولاتنا ، أم الملك. فقلت : ما الخبر؟!. فقال : لا ندري. فذهبت معهما إليها ، فأدخلتني مكانا خاليا ، وسألتني عن سبب إنشاد البيتين. فقلت : لا سبب لهما. فقالت : لا بد وأن تخبرني!!.

__________________

(١) الصفحة مطموسة تماما. وكتب فيها : «بياض» ـ صحيح.

(٢) في (ب) ، (ج) «حسب». وذكر ناسخ (ج) في نسخة أخرى «جرى».

(٣) في (أ) ، (ج) «بيت الكلاب الذي». والاثبات من (ب) ، (د).

(٤) في (د) يتكلم بضمير المفرد لا المثنى (أي عن رجل واحد).

٣٦١

وألّحت عليّ ، فأخبرتها بما رأيت. فقالت : أكتم هذا الأمر ، نتحقق الخبر.

فلما رجع الحاج من مكة ، أخبروا بأن صاحب مكة قال للمصريين : ان الملك المجاهد مراده أن ينزع كسوة الكعبة التي باسمكم ، ويكسوها كسوة من عنده تكون باسمه. فهجم المصريون على المجاهد ، وأخذوه معهم إلى مصر» ـ انتهى المقصود منه.

[استمرار المنافسة بين ثقبة وعجلان]

وفي هذه السنة ـ أعني سنة سبعمائة وإحدى وخمسين (١) : ولي مكة الشريف ثقبة مع عجلان بموافقة منهما.

وكان ثقبة قد وليها بمفرده في هذه السنة. فلم يمكنه عجلان.

فأقام بخليص إلى أن دخل مع أمير الحاج (٢) ، فأصلح الأمير بينه وبين أخيه على المشاركة.

ثم استقل بها ثقبة أثناء سنة سبعمائة وثلاث وخمسين بعد قبضه على أخيه عجلان (٣).

__________________

(١) الفاسي ـ شفاء الغرام ٢ / ٣٢٥. والواقع أن ذلك سنة ٧٥٢ ه‍ بعد موسم حج ٧٥١ ه‍. انظر : المقريزي ـ السلوك ٢ / ٣ / ٨٥٥ ، الجزيري ـ درر الفرائد ٣٠٩ ، ابن فهد ـ اتحاف الورى ٣ / ٢٥٦ ، ابن حجر العسقلاني ـ الدرر الكامنة ١ / ٥٣٠.

(٢) الأمير طيبغا المجدي. انظر : المقريزي ـ السلوك ٢ / ٣ / ٨٥٥ ، ابن تغري بردي ـ النجوم الزاهرة ١٠ / ٢٦٥ ، ابن فهد ـ اتحاف الورى ٣ / ٢٥٦.

(٣) بأن قيده ، ولكنه تمكن من الهرب الى بني شعبة باليمن. انظر : الفاسي ـ العقد الثمين ٦ / ٦٣ ، ٦٤ ، ابن فهد ـ اتحاف الورى ٣ / ٢٥٨ ، ابن فهد ـ غاية المرام ٢ / ١٤٤ ، ابن حجر العسقلاني ـ الدرر الكامنة ٢ / ٥٣١.

٣٦٢

واستمر ثقبة إلى أن قبض عليه وعلى أخويه سند ومغامس وابن عمه محمد بن عطيفة ، وفرّ عنه القواد والعبيد. وذلك في موسم سبعمائة وأربع وخمسين (١).

فإن عجلان خرج إلى الأمراء (٢) واشتكى (٣) عليهم أمره. فدخلوا مكة ، وقبضوا على الأشراف ، ثم أحضروا الشريف عجلان ، وألبسوه الخلعة من الزاهر ، ودخلوا به مكة ، وذهبوا بالأشراف إلى مصر ، فوليها عجلان.

[القبض على إمام الزيدية وتوبته]

وفي هذه السنة (٤) / قبض على إمام الزيدية أبي القاسم محمد بن أحمد اليمني ، وكان يصلي بالحرم الشريف بجماعته (٥) ، ويتجاهر بمذهبه ، ونصب له منبرا في الحرم الشريف ، يخطب عليه يوم العيد (٦) وغيره على مقتضى مذهبه. فضرب بالمقارع ضربا مبرحا ليرجع عن مذهبه ، فلم يرجع. وسجن ، ففر إلى وادي نخلة.

وضرب مؤذن الزيدية (٧) ، إلى أن مات تحت الضرب ، فحضر

__________________

(١) الفاسي ـ العقد الثمين ٦ / ٦٤ ، ابن فهد ـ اتحاف الورى ٣ / ٢٦٠.

(٢) وعلى رأسهم أمير الحاج زين الدين عمر شاه الحاجب. ابن فهد ـ اتحاف الورى ٣ / ٢٦٠.

(٣) في (د) «الأمير واشتكى». وفي بقية النسخ «الأمراء وشكى».

(٤) أي سنة ٧٥٤ ه‍. وانظر في ذلك : ابن فهد ـ اتحاف الورى ٣ / ٢٦١ ـ ٢٦٦ ، الفاسي ـ العقد الثمين ٨ / ٨٩ ، الجزيري ـ درر الفرائد ٣٠٩ ، المقريزي ـ السلوك ٢ / ٣ / ٩٠٤.

(٥) في (ب) «بجماعة».

(٦) في (ج) «الجمعة».

(٧) وهو علي مؤذن الزيدية ، ضربه الأمير عمر شاه زين الدين أمير الحاج.

٣٦٣

إمام الزيدية في العام الذي بعده إلى القاضي عز الدين بن جماعة (١) ، وتاب عما كان عليه من مذهب الزيدية ، وتبرأ إلى الله عزوجل من إباحة دم الشافعية وأموالهم ، وأنه يواظب على الصلوات (٢). وكتب بذلك خطه. ـ انتهى ـ.

[استمرار الصراع بين عجلان ورميثة]

رجع لذكر عجلان :

فإنه انفرد (٣) بالولاية إلى أن اصطلح مع أخيه ثقبة ، على المشاركة تاسع عشر المحرم سنة سبعمائة وسبع وخمسين (٤).

ثم انفرد بها ثقبة في ثالث عشر جمادى الآخرة من السنة المذكورة (٥).

ثم وليها عجلان بمفرده في [موسم](٦) هذه السنة.

ثم اشتركا في موسم سنة سبعمائة وثمان وخمسين (٧) ، ودامت

__________________

الجزيري ـ درر الفرائد ٣٠٩ ، ابن فهد ـ اتحاف الورى ٣ / ٢٦٢.

(١) القاضي عز الدين ابن جماعة : عبد العزيز بن محمد بن إبراهيم بن جماعة الكناني. حموي الأصل. ولي قضاء الديار المصرية وجاور بالحجاز. فمات بمكة سنة ٧٦٧ ه‍. من كتبه : هداية السالك الى المذاهب الأربعة في المناسك ، وغيره. ابن حجر العسقلاني ـ الدرر الكامنة ٢ / ٣٧٨ ، الزركلي ـ الاعلام ٤ / ٢٦.

(٢) في (ج) «الصلاة». وفي الفاسي ـ العقد الثمين ٨ / ٨٩ ، وابن فهد ـ اتحاف الورى ٣ / ٢٦٦ «الجمعة والجماعة».

(٣) في (ج) «تفرد».

(٤) الفاسي ـ شفاء الغرام ٢ / ٣٢٥ ، ابن فهد ـ اتحاف الورى ٣ / ٢٦٩.

(٥) ابن فهد ـ اتحاف الورى ٣ / ٢٦٩.

(٦) من (د).

(٧) الفاسي ـ شفاء الغرام ٢ / ٣٢٥ ، الفاسي ـ العقد الثمين ٦ / ٦٦ ، ابن فهد

٣٦٤

ولايتهما إلى أن عزلا سنة سبعمائة وستين (١).

[ولاية سند بن رميثة ومحمد بن عطيفة]

قال في النشأة (٢) :

«بعد أن استدعيا للحضور إلى سلطان مصر (٣) ، فاعتذرا ، فوليها الشريف سند بن رميثة ومحمد بن عطيفة بن أبي نميّ. (بعهد من صاحب مصر الناصر حسن) (٤). وجهز الناصر جيشا كثيفا فيه أربعة أمراء ، مقدمهم جوكتمر المارديني (٥) ، ودخلوا مكة في جمادى الآخرة من السنة المذكورة. وقيل في شهر رجب الأصم.

وكان سند باليمن مع أخويه ، فوصل إلى مكة ، ولايم العسكر والأمراء ، وأسقط المكوس المأخوذة من المأكول ، وارتفع الجور. إلى أن سافر عسكر الناصر سنة سبعمائة وإحدى وستين.

__________________

اتحاف الورى ٣ / ٢٧٢ ، ابن فهد ـ غاية المرام ٢ / ١٤٧.

(١) ابن فهد ـ غاية المرام ٢ / ١٤٧.

(٢) نشأة السلافة. وانظر : الفاسي ـ العقد الثمين ٢ / ١١٤٠ ـ ١٤١ ، ٣ / ٣٩٨ ، ابن فهد ـ غاية المرام ٢ / ١٤٧ وما بعد ، ابن فهد ـ اتحاف الورى ٣ / ٢٧٦.

(٣) سلطان مصر : الملك الناصر حسن في سلطنته الثانية على مصر ٧٥٥ ـ ٧٦٢ ه‍. انظر : ابن دقماق العلائي ـ الجوهر الثمين ٣٩٧ ـ ٤٠٢.

(٤) ما بين قوسين سقط من (ب) ، (ج).

(٥) في (ب) ، (د) «بكرتمر المارداني». وفي ابن فهد ـ اتحاف الورى «كتمر المارديني». وهو سيف الدين مقدم العسكر وحاجب الحجاب بالقاهرة. انظر : الفاسي ـ شفاء الغرام ٢ / ٣٢٥ ، ابن تغري بردي ـ النجوم الزاهرة ١١ / ٤ ، ابن حجر العسقلاني ـ الدرر الكامنة ١ / ٥٣٤.

٣٦٥

[فتنة سنة ٧٦١ ه‍ والفتك بالأتراك]

وسبب خروجهم (١) : أنه في موسم هذه السنة ، جرح بعض الأشراف من بني حسن بعض الأتراك. فغضب للحين (٢) بنو حسن للحسني (٣) ، وتخلى عطيفة عن الفريقين ، وكانت فتنة. فكسرت الأتراك ، وحصروا في المسجد / ، ثم أنهم خرجوا إلى مصر.

وقيل : إن هذه الواقعة مع عسكر وصلوا من مصر للإقامة بمكة عوض العسكر الذين جاءوا مع عطيفة ـ والله أعلم.

وذكرها في الوقائع بأبسط (٤) من هذا قال (٥) :

«وسبب ذلك : أنه وصل صحبة أمير الحاج (٦) عسكر من مصر ليقيموا بمكة ، فأشيع أن نيتهم مسك الشريف سند صاحب مكة. ففر سند ، فإن السيد عجلان بن رميثة كان معتقلا بمصر.

فلما وصل الترك مكة ، أرادوا بيتا للكرى. فنزلوا بيتا بالصّفا لبعض الأشراف. فطالبهم الشريف صاحب البيت بالكرى ، (فضربه

__________________

(١) انظر : الفاسي ـ شفاء الغرام ٢ / ٣٢٦ ، ابن فهد ـ اتحاف الورى ٣ / ٢٨٢ ـ ٢٨٥.

(٢) في (د) «للحسين». وهو خطأ.

(٣) سقطت من (ب) ، (ج).

(٤) بأبسط : أي أكثر تفصيلا.

(٥) الوقائع الحكمية للسيد البهنسي. وانظر : الفاسي ـ شفاء الغرام ٢ / ٣٩٦ ـ ٣٩٧ ، ابن فهد ـ غاية المرام ٢ / ١٧٧ ، ابن فهد ـ اتحاف الورى ٣ / ١٨٢ ، الفاسي ـ العقد الثمين ٢ / ١٤٢ ـ ١٤٣.

(٦) أمير الحاج الشامي كان : ناصر الدين بن قراسنقر. وأمير الحاج المصري : الأمير أرغون التركي. ومقدم العسكر الأمير قندس. ابن فهد ـ اتحاف الورى ٣ / ٢٨١.

٣٦٦

التركي ، فقتل الشريف ذلك التركي) (١) ، فتراكمت الأتراك على الشريف ، فنادى في قومه ، فاجتمع إليه جماعة [الأشراف](٢) ، وقصدوا جيادا ، فأخذوا خيلا للترك هناك ، وجدوها عند باب الصفا ، كانوا اعتمروا ، ودخلوا الطواف ، فركبها جماعة الأشراف.

فبلغ أمير العسكر (٣) الخبر في الطواف ، فقطع الطواف ، وتحصن بالمدرسة [المجاهدية](٤) ، وقفلوا أبواب الحرم ، وأمروا بهدم ظلة لباب أجياد ليروا من يقبل عليهم.

وعلت الأتراك سطح الحرم بالنشاب ، وسدوا طريق أجياد [بالخشب ، لئلا يخرج عليهم أحد من الأشراف هناك ـ هذا خبر الترك.

وأما الأشراف ، فإنهم استولوا على خيول لبعض الأتراك ، وركبوها ، وقصدوا الأمير قندس (٥) ، وكان نازلا بأجياد](٦) ، فدخلوا عليه الدار (٧) ، [فقتلوا جماعته ، ونهبوا جميع ما عنده ، واستجار](٨) هو وابنه ببنت السيد مبارك بن رميثة ، فأجارته.

وجاء السيد مغامس (٩) من أجياد فازعا ، فعثرت به فرسه ، فسقط ، فقتلته الأتراك ، وبقي مطروحا إلى المغرب ، ودفنوه في المعلاة.

__________________

(١) ما بين قوسين سقط من (ب).

(٢) من (د).

(٣) الأمير ناصر الدين بن قراسنقر. ابن فهد ـ اتحاف الورى ٣ / ٢٨٢.

(٤) زيادة من ابن فهد ـ اتحاف الورى ٣ / ٢٨٢.

(٥) مقدم الجيش الذي قدم من مصر. ابن فهد ـ اتحاف الورى ٣ / ٢٨٢.

(٦) ما بين حاصرتين من (د) فقط.

(٧) بيت الزباع بأجياد. ابن فهد ـ اتحاف الورى ٣ / ٢٨٣.

(٨) ما بين حاصرتين من (د).

(٩) مغامس بن رميثة. اتحاف الورى ٣ / ٢٨٣ ، الفاسي ـ العقد الثمين ٢ / ١٤٤.

٣٦٧

وأراد محمد بن عطيفة (أن يتعصب للأتراك ، وأراد الاجتماع ، فلم يمكنه الأشراف ، وانقطع الدعاء لعطيفة) (١).

وأخرجت الأشراف ما [أسرته](٢) من الأتراك إلى البيع (٣) ، وصار ينادي (٤) عليهم الدلالون.

وقيل لم يبق بمكة إلا أمير واحد وأولاده (٥) ، فاستلف ما يترحّل به إلى مصر.

فلما بلغ صاحب مصر (٦) هذه الفتنة ، أرسل الشريف عجلان وولده (٧) إلى الاسكندرية بالبرج. وأمر بتجهيز عسكر للحجاز ، وأمر باستئصال (٨) الأشراف. وقال : لا حاجة لنا (٩) بهم. فلم يقم بعد هذه الفتنة (١٠) إلا أياما ، حتى عزلته الأتراك (١١) ، وولوا مصر الملك المنصور

__________________

(١) ما بين قوسين سقط من (د). حيث ولي الامارة ثقبة وسند. الفاسي ـ العقد الثمين ٢ / ٣٨٩ ، ٤ / ٦١٨ ، ابن فهد ـ اتحاف الورى ٣ / ٨٤.

(٢) زيادة من (ب) ، (د) يقتضيها السياق.

(٣) في (ب) «للينبع». وفي (ج) «الى ينبع». والاثبات من (أ) ، (د) ، والمصادر السابقة.

(٤) في (ب) «ينادو». وفي (د) «ينادون».

(٥) وهو الأمير قندس مقدم الجيش المصري. انظر : ابن فهد ـ اتحاف الورى ٣ / ٢٨٤ ، ٢٨٥ ، المقريزي ـ السلوك ٣ / ١ / ٥٤.

(٦) صاحب مصر / السلطان الملك الناصر حسن.

(٧) ولده كبيش ومعه أيضا ولده الآخر أحمد. انظر : ابن فهد ـ اتحاف الورى ٣ / ٢٨٧.

(٨) في (ج) «أن يستأصلوا». والاثبات من (ب) ، (د) وكلاهما صحيح ، وفي (أ) مطموس في أحد الهوامش الكثيرة.

(٩) في (ب) ، (ج) «بنا». والاثبات من (د).

(١٠) في (ب) «النية».

(١١) تزعم عزل الناصر حسن مملوكه يلبغا العمري

٣٦٨

محمد بن المظفر (١).

فأطلق السيد عجلان ، وولاه مكة ، وأشرك معه أخوه ثقبة بسؤال منه» ـ انتهى ـ.

[وفاة محمد بن عطيفة]

ولما خرجوا (٢) من مكة لحق بهم [محمد بن](٣) عطيفة لتخوفه من بني عمه [في](٤) المقام بعدهم.

واستمر بمصر إلى أن توفي سنة سبعمائة وثلاث وستين (٥) أو بعدها بقليل.

[استمرار الصراع بين أبناء رميثة ، عجلان وثقبة وسند]

فشارك سند في إمرة مكة ثقبة.

فلما بلغ السلطان (٦) ذلك ، ولى الشريف عجلان مكة. وكان

__________________

الخاصكي. في جمادى سنة ٧٦٢ ه‍. انظر : ابن دقماق العلائي ـ الجوهر الثمين ٤٠٢ ـ ٤٠٣.

(١) الملك المنصور محمد بن المظفر حاجّي بن الناصر محمد بن قلاوون الصالحي. تولى السلطنة بعد عمه الناصر حسن في جمادى الأولى سنة ٧٦٢ ه‍. وخلع في شعبان سنة ٧٦٤ ه‍. انظر : ابن دقماق العلائي ـ الجوهر الثمين ٤٠٥ ـ ٤٠٩.

(٢) أي العسكر المصري من الأتراك عن مكة.

(٣) ما بين حاصرتين زيادة من المحقق من المصادر. انظر : ابن فهد ـ اتحاف الورى ٣ / ٢٨٥.

(٤) زيادة من (د).

(٥) الفاسي ـ شفاء الغرام ٢ / ٣٢٦ ، الفاسي ـ العقد الثمين ٢ / ١٤٤ ، ابن فهد ـ غاية المرام ٢ / ١٧٩ ، ابن فهد ـ اتحاف الورى ٣ / ٢٩٢.

(٦) أي السلطان الناصر حسن.

٣٦٩

معتقلا (بمصر ، فأطلقه (١) ، وأمر بإرسال عسكر معه إلى مكة. ومات السلطان بعد أيام.

وولي مصر الملك المنصور ـ صلاح الدين (٢) ـ محمد بن المظفر.

فبعث السيد عجلان ، وأشرك معه أخاه) (٣) ، بإشارة من المتولي.

[وفاة ثقبة سنة ٧٦٢ ه‍]

فأقبل الشريف إلى مكة ، ولما وصل وادي مرّ ، اجتمع فيه بالسيد ثقبة وهو عليل. فاستمر هناك إلى أن توفي ثقبة في شوال سنة سبعمائة واثنتين وستين (٤).

وكان ثقبة موصوفا بالكرم والشجاعة ، وفيه يقول ابن غنائم (٥) :

ما خفقت فوق منكب عذبه

على فتى كابن منجد ثقبه

ولا اعتزى بالفخار منتسب (٦)

إلا وفاقت علاه منتسبه

منتخب من سليل منتخب

منتخب من سليل منتخبه

__________________

(١) الذي أطلقه الأمير يلبغا الخاصكي مدبر السلطنة للمنصور محمد بن المظفر. انظر : ابن فهد ـ اتحاف الورى ٣ / ٢٨٧ ، الفاسي ـ شفاء الغرام ٢ / ٣٢٦. وانظر ترجمة يلبغا الخاصكي في : ابن حجر العسقلاني ـ الدرر الكامنة ٤ / ٤٣٨ ـ ٤٤٠.

(٢) ما بين شرطتين سقط من (ب).

(٣) ما بين قوسين سقط من (د).

(٤) الفاسي ـ شفاء الغرام ٢ / ٣٢٦ ، الفاسي ـ العقد الثمين ٣ / ٣٩٨ ، ابن فهد ـ اتحاف الورى ٣ / ٢٩١ ، ابن فهد ـ غاية المرام ٢ / ١٣٦.

(٥) أحمد بن غنائم الشهاب المكي. توفي سنة ٧٤١ ه‍. انظر : الفاسي ـ العقد الثمين ٣ / ١١٥ ، ابن فهد ـ غاية المرام ٢ / ١٣٦ ، العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٢٤٣.

(٦) في (ج) «منقب».

٣٧٠

كم جبرت راحتاه منكسرا

وفكّ من أسر (١) غيره رقبه

وهي طويلة.

قال الفاسي (٢) : «وفيها (٣) : غزا الشريف ثقبة أهل نخلة (٤) وأخذ منهم غلتهم ، وجباهم. وقطع لهم بعض نخل.

ومرض هناك هو وولده. وأقام بها نصف شهر. فدخل مكة وهو مريض.

وانقطع بمكة في رباط الشرابي (٥) ، يحمل كل ليلة إلى تجاه مقام إبراهيم عليه‌السلام. فضرب له خباء هناك ، وجعل له سرير يرقد فيه كل ليلة ، وكان قد عرض له زمانة في رجليه ، وكان يحمل في كساء ، وقد يمشي بين اثنين.

فسافر بعد ذلك إلى الخبت (٦) والوادي ، فتوفي هناك. وحمل إلى

__________________

(١) في (د) «السر».

(٢) الفاسي ـ العقد الثمين ٣ / ٣٩٨ ، ٦ / ٦٨. وانظر : ابن فهد ـ اتحاف الورى ٣ / ٢٨٩ ـ ٢٩١.

(٣) أي في سنة ٧٦٢ ه‍.

(٤) أهل نخلة : لعله المقصود أهل وادي نخلة ، حيث أن بعضه يعرف بنخلة الشامية ، وبعضه يعرف بنخلة اليمانية. ويقال لنخلة بستان ابن عامر. ووادي نخلة من مكة على ليلة. انظر : الفاسي ـ شفاء الغرام ١ / ٣٨ ـ ٣٩.

(٥) رباط الشرابي : كان على باب بني شيبة المعروف بباب السلام. انظر : الفاسي ـ شفاء الغرام ١ / ٣٨ ـ ٣٩. وقد سبق ذكره. انظر : الطبري ـ الأرج المسكي ص ٧٧.

(٦) الخبت : المطمئن من الأرض فيه رمل. والمقصود به خبت الجميش بين مكة والمدينة. انظر : ياقوت ـ معجم البلدان ٢ / ٣٤٣ ، البلادي ـ معجم معالم الحجاز ٣ / ١٠١ ـ ١٠٢.

٣٧١

مكة ، ودفن يوم الثلاثاء تاسع عشري شهر رمضان ، بحذاء قبر أبيه السيد رميثة ، داخل القبة عند القبة المعروفة بقبر أم المؤمنين خديجة الكبرى ابنة خويلد رضي‌الله‌عنها. وذلك بعد صلاة الصبح عند طلوع الشمس» ـ انتهى ـ /.

[مشاركة أحمد بن عجلان في ولاية مكة سنة ٧٦٢ ه‍]

فدخل عجلان مكة ، وأشرك معه ابنه السيد أحمد بن عجلان ، وذلك في شوال من السنة المذكورة (١).

وجعل له ربع المتحصّل يصرفه في خاصة نفسه ، وعلى الشريف عجلان كفاية العسكر. وقطع الدعاء لسند على المنبر ، وأمر بالدعاء لولده أحمد ـ كذا ذكره الفاسي (٢).

وقال السيد الميركي في التحفة (٣) بعد ذكر عجلان : «وجعل على مكة أحمد بن أحمد بن عجلان. وسمي أحمد باسم أبيه ، لأن عجلان كان له ابن يسمى أحمد ، خرج إلى العراق للقاء السلطان محمد بن خدابنده (٤) فلاقاه بالإعزاز والإكرام ، وحج زمن أبيه بالمحمل العراقي ، ورفعه بالموقف الشريف بعرفات على المحمل المصري ، وأتى بسكة عليها اسم السلطان أبي سعيد بن بنده خدا ، وأمر الناس بالمعاملة بها. فسارت بها المعاملة خوفا منه.

__________________

(١) أي سنة ٧٦٢ ه‍. انظر : الفاسي ـ شفاء الغرام ٢ / ٣٢٧ ، الفاسي ـ العقد الثمين ٣ / ٨٨ ، ابن فهد ـ اتحاف الورى ٣ / ٢٩١ ، ٢٩٢ ، العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٢٤٣ ـ ٢٤٤ ، ابن فهد ـ غاية المرام ٢ / ١٤٩ ـ ١٥٠.

(٢) في الفاسي ـ العقد الثمين ٣ / ٨٨.

(٣) التحفة السنية للسيد الميركي.

(٤) سبق أن بينا صحته مرارا وهو «خربندا».

٣٧٢

ورجع بالمحمل العراقي إلى العراق ، وقد توفي السلطان ، فاستولى أحمد على الحلة (١) من أرض العراق.

فدعاه الأمير حسن (٢) صاحب بغداد ، وغدر به فقتله. ولم يأت من العراق محمل بعد ذلك خوفا من أبيه.

فولد لأحمد بمكة ابنه هذا ، فسمي باسم أبيه. ونشأ في حجر جده ، وشاركه جده ، فصار حاكما عوض ثقبة. وله أخ يسمى محمودا ، وفيهما يقول بعض الشعراء يفضل أحمد هذا على أخيه :

وأحمد أحمد الرجلين عندي

ولست أنا لمحمود بذامّ

وأعرف للكبير السنّ حقّا

ولكنّ الشهامة في الغلام

ـ انتهى كلامه».

قلت : وفي الوسيلة لابن الفضل (٣) : «أن أحمد المتغلّب على الحلة هو أحمد بن رميثة ، لا أحمد بن عجلان»

ـ وهذا يؤيد قول التقي (٤) ـ والله أعلم.

[وفاة سند بن رميثة سنة ٧٦٣ ه‍]

ثم ان سند بن رميثة استولى على جدة ، ونازع في الأمر ، فلم

__________________

(١) الحلة : مدينة كبيرة بين الكوفة وبغداد. وكانت تسمى الجامعين. وهي حلة بني مزيد. وهناك أكثر من مدينة بهذا الاسم ، وكلها بالعراق ما عدا واحدة بين ضرية واليمامة. انظر : ياقوت ـ معجم البلدان ٢ / ٢٩٤ ـ ٢٩٥.

(٢) الأمير حسن أمير بغداد : حسن بن آقبغا المغلي ثم التبريزي. انظر : ابن حجر ـ أنباء الغمر ١ / ١١١.

(٣) ابن الفضل أحمد باكثير. صاحب وسيلة المآل.

(٤) التقي الفاسي في شفاء الغرام ٢ / ٣٢٧ «ان أحمد هذا هو أحمد بن عجلان».

٣٧٣

يتم (١) له ذلك (٢). ومات بالجديد ، سنة سبعمائة وثلاث وستين (٣).

وفيه يقول حمزة بن أبي بكر (٤) أبياتا منها :

وفي سند أسندت مدحا منضّدا

غريب القوافي كالجمان المنضّد

هو القيل (٥) وابن القيل سلطان مكة

وحامي حماها بالحسام المهنّد

وصفوة آل المصطفى طود فخرهم

وباني علاهم فوق هام (٦) وفرقد

بنى ما بنى قدما أبوه رميثة

وشاد الذي قد شاد من كلّ سؤدد

وهي طويلة مذكورة في النشأة للطبري (٧).

[إنفراد أحمد بن عجلان في الولاية سنة ٧٦٤ ـ ٧٧٨ ه‍]

واستمر عجلان وابنه أحمد (٨) إلى سنة سبعمائة وأربع وستين. ثم انفرد بها أحمد بن عجلان بسؤال أبيه له ذلك ، على شروط (٩) شرطها ،

__________________

(١) في (د) «يقم».

(٢) سقطت من (ب). وانظر عن محاولاته هذه في ابن فهد ـ غاية المرام ٢ / ١٦٨ ـ ١٧٢.

(٣) الفاسي ـ شفاء الغرام ٢ / ٣٢٧.

(٤) حمزة بن أبي بكر شاعر. انظر : الفاسي ـ العقد الثمين ٤ / ٢٦٠ ، الفاسي ـ شفاء الغرام ٢ / ٣٢٧ ، ابن فهد ـ غاية المرام ٢ / ١٧٢ ـ ١٧٤ ، العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٢٤٤ ـ ٢٤٥.

(٥) القيل : الملك أطلق على ملوك حمير. وتطلق على الملوك عامة كما هو هنا. انظر : ابن منظور ـ لسان العرب ١١ / ٥٨٠.

(٦) في ابن فهد ـ غاية المرام ، وسمط النجوم «نسر».

(٧) نشأة السلافة بمنشآت الخلافة لعبد القادر بن محمد الطبري المكي. توفي سنة ١٠٣٣ ه‍.

(٨) سقطت من (ب) ، (د).

(٩) انظر هذه الشروط في : الفاسي ـ العقد الثمين ٣ / ٨٩ ، ابن فهد ـ غاية

٣٧٤

منها : ـ أنه لا يقطع اسمه في الخطبة ، والدعاء على زمزم.

فوفى له ابنه ذلك.

وكان شجاعا ، جمع من الأموال والخيول (١) ما لم يجمع لأحد من قبله من هذا الفرع (٢).

وفي سنة سبعمائة وست وستين : أسقط المكس المأخوذ بمكة ، وعوض عنه صاحب مكة مائة (٣) وستين ألف درهم من بيت المال ، وألف أردب قمح.

وكان ذلك بهمة الأمير تبغا (٤) مدبر السلطنة بمصر. وقرر ذلك في ديوان السلطان شعبان (٥) صاحب مصر. ونقر ذلك في دعائم بالمسجد الحرام باقية إلى الآن ، جهة باب الصفا ، [وباب الزيادة](٦) ،

__________________

المرام ٢ / ١٨٥ ، العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٢٤٥.

(١) في (ج) ، (د) «والخيل».

(٢) أي الفرع الحسني. انظر : ابن فهد ـ غاية المرام ٢ / ١٩٤.

(٣) في (ج) «مائتين وستين ألف درهم». وفي الفاسي ـ شفاء الغرام «ثمان وستون ألف درهم» ٢ / ٣٩٨. وفي ابن فهد ـ اتحاف الورى «مائة وسبعون ألف درهم» ٣ / ٣٠٣.

(٤) الصحيح : الأمير يلبغا الخاصكي العمري ، سبق ذكره. مدبر السلطنة بمصر للسلطان المنصور محمد. وقتل سنة ٧٦٨ ه‍. انظر : ابن دقماق العلائي ـ الجوهر الثمين ٤٠٦ ، ٤١٩ ، ابن فهد ـ اتحاف الورى ٣ / ٣٠٣. وانظر : المقريزي ـ السلوك ٣ / ١ / ٩٨.

(٥) السلطان شعبان : الملك الأشرف شعبان بن الملك الأمجد حسين بن السلطان الملك الناصر محمد بن قلاوون. ولي السلطنة بعد ابن عمه المنصور سنة ٧٦٤ ه‍ ، وله من العمر عشر سنين. وقتل خنقا سنة ٧٧٨ ه‍. انظر : ابن دقماق العلائي ـ الجوهر الثمين ٤٠٩ ، ٤٣٥.

(٦) ما بين حاصرتين من (د).

٣٧٥

وباب الباسطية (١).

وفي سنة سبعمائة وخمس وثمانين :

وقعت فتنة بمكة في زمن الحج ، بين حجاج التكرور والمغاربة ، وبين حجاج العراق واليمن ، وقتل فيها نحوا من ألف انسان (٢).

رجع [وفاة عجلان سنة ٧٧٧ ه‍]

واستمر يدعى بمكة للشريف عجلان على المنبر ، ثم لابنه أحمد إلى سنة سبعمائة وسبع وسبعين (٣). فانتقل الشريف عجلان بالجديد من وادي مرّ من أعمال مكة. [وتوفي](٤) ، وحمل على أعناق الرجال إلى مكة ، وصلّي عليه تجاه الكعبة المعظمة ، وطيف به أسبوعا على عادة أشراف مكة. ودفن بالمعلاة ، وبني عليه قبة (٥). وقد بلغ السبعين

__________________

(١) أضاف ناسخ (ج) في المتن ما نصه : قال كاتبه أبو الفيض والإسعاد : وتلك الكتابة باقية على الدعائم بالمسجد الحرام بالجهتين المذكورتين ـ والله أعلم.

(٢) انظر : المقريزي ـ السلوك ٣ / ٢ / ٥٠٨ ـ ٥٠٩ ، ابن اياس ـ بدائع الزهور ١ / ٢ / ٣٤١ ، الجزيري ـ درر الفرائد ٣١٣ ، ابن فهد ـ اتحاف الورى ٣ / ٣٤٢. وذكر ابن حجر في تلك السنة : «خرج سعد الدين بن أبي الغيث صاحب ينبع على ركب المغاربة بوادي العقيق ، وطلب منهم مالا ، فتكاثروا عليه فقتلوه. فقام العرب الذين كانوا معه فقاتلوهم. فقتلت بينهم مقتلة عظيمة. ثم جاء التكرور فساعدوا المغاربة ، فكثرت القتلى. ونهبت من المغاربة والتكرور أموال عظيمة.» ابن حجر ـ أنباء الغمر ٢ / ١٣٧.

(٣) في الأصول «سبع وثمانين». والتصحيح من : الفاسي ـ شفاء الغرام ٢ / ٣٢٧ ، ابن فهد ـ غاية المرام ٢ / ١٥٢ ، الفاسي ـ العقد الثمين ٦ / ٥٨ ، ابن تغري بردي ـ النجوم الزاهرة ١١ / ١٣٩ ، سمط النجوم ٤ / ٢٤٥.

(٤) زيادة من المحقق يقتضيها السياق.

(٥) على العادات البدعية آنذاك والطواف بالميت لم يرد به أثر عن السلف الصالح رضى الله عنهم ، بل هو مبتدع.

٣٧٦

من عمره (١).

وهو أول من ملك حلي من أرض اليمن / ، وأخذها ، وبنى الحصون بأجياد ، وأرض حسان (٢) ، وملك الخيول والعبيد ، والسيوف والدروع. وأنشأ بمكة مدرسة وسبيلا للماء بالمروة ، وقصده الشعراء والعلماء (٣).

وأعقب جملة من الأولاد منهم : أحمد ، ومحمد ، وعلي ، وحسن ، وكبيش.

[مشاركة محمد بن أحمد بن عجلان لأبيه في الولاية ٧٧٨ ـ ٧٨٨ ه‍]

واستمر أحمد بن عجلان إلى سنة سبعمائة وثمان وسبعين (٤).

فأشرك معه ابنه محمد بن أحمد بن عجلان ، بسؤال من أبيه له ذلك.

ولم (٥) يظهر لمحمد هذا أمر (٦) لاستبداد أبيه بالأمور.

__________________

(١) ابن فهد ـ غاية المرام ٢ / ١٥٢ ـ ١٥٣.

(٢) في (ج) «حالي». وهو خطأ. انظر : سمط النجوم ٤ / ٢٤٥ ، ابن فهد ـ غاية المرام ٢ / ١٥٣.

(٣) ذكر ابن حجر : «أنه كان يحترم أهل السنة مع اعتقاده في الزيدية». ابن حجر العسقلاني ـ أنباء الغمر ١ / ١٧٢.

(٤) الصحيح ٧٨٠ ه‍. وفي (د) ٧٧٠ ه‍ وهو خطأ. انظر : الفاسي ـ العقد الثمين ١ / ٣١٧ ـ ٣١٨ ، الفاسي ـ شفاء الغرام ٢ / ٣٢٧ ، ابن فهد ـ غاية المرام ٢ / ١٨٥ ، ابن فهد ـ اتحاف الورى ٣ / ٣٣١.

(٥) في (د) «ولكن لم».

(٦) وذلك لصغر سنه كما ذكر ابن فهد. ابن فهد ـ اتحاف الورى ٣ / ٣٣١.

٣٧٧

[وفاة أحمد بن عجلان سنة ٧٨٨ ه‍]

واستمرت ولايتهما إلى أن توفي الشريف أحمد بن عجلان في الحادي والعشرين من شعبان سنة سبعمائة وثمان وثمانين ـ كذا قاله الفاسي (١).

وقال ابن الضياء (٢) : «وفي سنة سبعمائة وثمان وثمانين (٣) مات في جوف الكعبة من الزحام أربعة وثلاثون رجلا». ـ انتهى (٤) ـ.

وقال ابن فهد (٥) ، في كتابه الزهر الباسم في أخبار الحج وأمراء المواسم :

«وفي سنة سبعمائة وإحدى وثمانين : أرسل الأمير زين الدين العثماني (٦) رأس نوبة النوبة (٧) بالقاهرة مملوكه سودون باشا (٨) لعمارة المسجد الحرام ، وحلى الباب والميزاب ، وبيض سطح الكعبة».

__________________

(١) الفاسي ـ العقد الثمين ٣ / ٩٥. وانظر : ابن فهد ـ غاية المرام ٢ / ١٩٣.

(٢) ابن الضياء الحنفي / محمد بن محمد بن أحمد.

(٣) وهذا وهم وخلط مع الحادثة السابقة. وذكر ابن حجر : «أنه مات سنة ٧٨٤ ه‍ من الزحام بباب السلام أربعون نفسا». العسقلاني ـ أنباء الغمر ٢ / ٩٩.

(٤) من النسخة (د).

(٥) لعله محمد بن محمد بن محمد بن فهد الشامي المكي ـ أبو الفضل تقي الدين. توفي سنة ٨٧١ ه‍. ولعل الكتاب الذي أشار إليه كتابه وسيلة الناسك في المناسك. ذكره النجم بن فهد في الدر الكمين. انظر : الحبيب الهيلة ـ التاريخ والمؤرخون ١٤٦. وعلى كل فالخبر بتفاصيله عند ابن فهد ـ النجم عمر بن فهد ـ اتحاف الورى ٣ / ٣٣١.

(٦) زين الدين بركة العثماني. قتل سنة ٧٨٢ ه‍ بسجن الاسكندرية. وفي ابن دقماق العلائي ـ الجوهر الثمين «الزيني بركة». انظر : الجوهر الثمين ٤٤٦ ـ ٤٥١ ، ابن حجر العسقلاني ـ أنباء الغمر ٢ / ٩ ـ ١٠ ، ابن فهد ـ اتحاف الورى ٣ / ٣٣٤.

(٧) نوبة النوبة : وظيفة من وظائف الدولة المملوكية.

(٨) انظر : ابن حجر العسقلاني ـ أنباء الغمر ١ / ٣٠١ ، المقريزي ـ السلوك ـ ٣ / ١ / ٣٥٧ ، ٣١٢ ، ابن فهد ـ اتحاف الورى ٣ / ٣٣٤.

٣٧٨

أخبار مكة وولاتها زمن المماليك

الجراكسة

٧٨٤ ـ ٩٢٣ ه

٣٧٩
٣٨٠