تاريخ مدينة دمشق - ج ٥٧

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]

تاريخ مدينة دمشق - ج ٥٧

المؤلف:

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]


المحقق: علي شيري
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ١
الصفحات: ٤٥٥
الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٢ الجزء ٣٣ الجزء ٣٤ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١ الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠

قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «من ولد له ـ زاد ابن المقرئ : مولود وقالا : ـ فأذّن في أذنه اليمنى ، وأقام في أذنه اليسرى لم تضره أم الصبيان» [١٢٠٠١].

قالا : وأنا أبو يعلى ، نا جبارة ، نا يحيى بن العلاء ، عن مروان بن سالم ، عن طلحة بن عبيد الله ، عن الحسين بن علي رضي‌الله‌عنهما ، قال :

قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «أمان أمّتي من الغرق إذا ركبوا ـ زاد ابن المقرئ : البحر ـ أن يقولوا : (بِسْمِ اللهِ مَجْراها وَمُرْساها ، إِنَّ رَبِّي لَغَفُورٌ رَحِيمٌ)(١) و (ما قَدَرُوا اللهَ حَقَّ قَدْرِهِ)(٢)» الآية.

وأخبرنا (٣) أبو عبد الله الفراوي ، وأبو محمّد السيدي (٤) والقاري وفاطمة بنت علي البغدادية ، قالوا : أنا عبد الغافر بن محمّد الفارسي ، نا إسماعيل بن عبد الله الميكالي ، أنا عبدان الأهوازي ، نا زيد بن الحريش ، نا أبو همام ، عن مروان بن سالم ، عن الحجّاج بن دينار ، عن الحكم بن جحل (٥) قال :

مرّ بنا علي أمير المؤمنين بعد صلاة الغداة ، فقال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «من صلّى صلاة الغداة ، ثم لم يتكلم حتى يقرأ (قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ) عشر مرّات لم يدركه ذلك اليوم ذنب وأجير من الشيطان» [١٢٠٠٢].

أخبرنا أبو العزّ بن كادش ، أنا أبو الحسين محمّد بن محمّد بن علي بن عبد الله.

ح وأخبرنا أبو عبد الله الحسين بن أحمد بن علي البيهقي ، أنا أبو علي محمّد بن إسماعيل العراقي.

ح وأخبرنا أبو عبد الله يحيى بن الحسن ، وأبو القاسم بن السّمرقندي ، وأبو القاسم عبيد الله بن أحمد بن محمّد ، وأبو البركات عبد الوهّاب بن المبارك ، وأبو الدر ياقوت (٦) بن

__________________

(١) سورة هود ، الآية : ٤١.

(٢) سورة الأنعام ، الآية : ٩١ وسورة الحج ، الآية : ٧٤.

(٣) كتب فوقها في «ز» ، ود : ملحق.

(٤) كذا بالأصل وم ، ود ، و «ز» : السيدي ، وفي «ز» : شطبت النقطتان من تحت ، وكتب نقطة من فوق فصارت : السندي.

(٥) بدون إعجام بالأصل وم و «ز» ود. ترجمته في تهذيب الكمال ٥ / ٨١.

(٦) بالأصل : «وأبو الوقت بن عبد الله» تحريف ، والتصويب عن م ، ود ، و «ز».

٢٨١

عبد الله ، قالوا : أنا أبو محمّد الصريفيني ، قالوا : أنا محمّد بن العبّاس المخلّص ـ إملاء ـ أنا القاضي أبو العبّاس أحمد بن نصر بن يحيى ـ قراءة عليه ـ نا حاجب بن سلمان المنبجي ، نا ابن أبي رواد ، نا مروان بن سالم ، عن عبد الملك بن أبي سليمان ، عن عطاء ، عن ابن عبّاس قال :

قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إنّ أول ما يجازى به المؤمن بعد ـ وقال البيهقي : من بعد ـ موته أن يغفر لجميع من يتبع جنازته ـ وقال البيهقي : تبع ـ» [١٢٠٠٣].

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو القاسم بن مسعدة ، أنا حمزة بن يوسف ، أنا أبو أحمد بن عدي (١) ، نا الجنيدي.

ح وأخبرنا أبو القاسم هبة الله بن عبد الله ، أنا أبو بكر الخطيب.

ح وحدّثني أبو عبد الله البلخي ، أنا محمّد بن الحسين ، قالا : أنا أبو بكر البرقاني ، أنا حمزة بن محمّد ، نا محمّد بن إبراهيم بن شعيب.

ح وأخبرنا أبو الغنائم بن النرسي الحافظ ـ إذنا ـ وحدّثنا أبو الفضل بن ناصر ، أنا أحمد ابن الحسن ، والمبارك بن عبد الجبّار ، وابن النرسي ، قالوا : أنا أبو أحمد ـ زاد أحمد وأبو الحسن الأصبهاني قالا : ـ أنا أحمد بن عبدان ، أنا محمّد بن سهل ، قالوا :

أنا البخاري قال (٢) :

مروان بن سالم عن عبد الملك بن أبي سليمان ، وأبي بكر بن أبي مريم ـ زاد الجنيدي وابن سهل : وصفوان بن عمرو ، وقالوا : ـ روى عنه عبد المجيد بن عبد العزيز ، [كان](٣) بقرقيسيا بالشام ، منكر الحديث ـ زاد الجنيدي : يقال : الجزري (٤) ـ.

أنبأنا أبو الحسين القاضي ، وأبو عبد الله الخلّال ، قالا : أنا أبو القاسم بن مندة ، أنا أبو علي ـ إجازة ـ.

ح قال : وأنا أبو طاهر ، أنا علي.

قالا : أنا ابن أبي حاتم قال (٥) :

__________________

(١) رواه ابن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال ٦ / ٣٨٤.

(٢) التاريخ الكبير للبخاري ٧ / ٣٧٣.

(٣) زيادة عن «ز» ، وم ، ود ، والمصدرين.

(٤) في الكامل لابن عدي : يقال له الجزري.

(٥) الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ٨ / ٢٧٤ ـ ٢٧٥.

٢٨٢

مروان بن سالم الغفاري سكن قرقيسيا من الجزيرة ، روى عن الأعمش ، وعبد الله بن عون ، وعبد الملك بن أبي سليمان ، والأحوص بن حكيم ، وخالد بن معدان ، وصفوان بن عمرو ، وأبي بكر بن أبي مريم ، روى عنه الوليد بن مسلم ، وعبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي رواد ، سمعت أبي يقول ذلك.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن العبّاس ، أنا أحمد بن منصور بن خلف ، أنا أبو سعيد بن حمدون ، أنا مكي بن عبدان (١) قال : سمعت مسلما يقول : أبو عبد الله مروان بن سالم البريري (٢) ، كان منكر الحديث.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر ، عن جعفر بن يحيى ، أنا أبو نصر الوائلي ، أنا الخصيب بن عبد الله ، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن ، أخبرني أبي قال : أبو عبد الله مروان بن سالم البريري ، كان بمكة ، عن مسعدة (٣).

أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي ، أنا أبو بكر الصفّار ، أنا أحمد بن علي بن منجويه ، أنا أبو أحمد الحاكم قال :

أبو عبد الله مروان بن سالم البريري ، سكن مكة ، ويقال : كان بقرقيسيا ، سمع مسعدة ابن أليسع الباهلي ، وعبد الملك بن أبي سليمان ، وأبا بكر بن أبي مريم ، روى عنه عبد المجيد بن أبي رواد ، حديثه ليس بالقائم ، كنّاه البخاري.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو القاسم بن مسعدة ، أنا حمزة بن يوسف ، أنا أبو أحمد بن عدي (٤) ، نا ابن حمّاد ، حدّثني عبد الله ـ يعني ـ ابن أحمد قال : سمعت أبي يقول : مروان بن سالم الذي يحدّث عن صفوان بن عمرو ، ليس بثقة.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنا أبو بكر السامي ، أنا أبو الحسن العتيقي ، أنا يوسف ابن أحمد ، أنا أبو جعفر العقيلي (٥) ، نا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال : سمعت أبي يقول : مروان بن سالم ليس بثقة.

__________________

(١) تحرفت بالأصل إلى : «حمدان» والمثبت عن م ، و «ز» ، ود.

(٢) في «ز» : البربري.

(٣) قوله : «عن مسعدة» ليس في م.

(٤) الكامل في ضعفاء الرجال لابن عدي ٦ / ٣٨٤.

(٥) رواه العقيلي في الضعفاء الكبير ٤ / ٢٠٥.

٢٨٣

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ، نا أبو محمّد الكتّاني ، أنا أبو نصر بن الجبّان (١) ـ إجازة ـ أنا أحمد بن القاسم ـ إجازة ـ حدّثني أحمد بن طاهر بن النجم ، أنا سعيد بن عمرو البردعي ـ فيما نسخه من كتاب أبي زرعة الرازي بخطه في أسامي الضعفاء ومن تكلّم فيهم من المحدّثين : مروان بن سالم.

أخبرنا أبو الحسين الأبرقوهي ، أنا أبو عبد الله الخلّال ، قالا : أنا أبو القاسم بن مندة ، أنا علي ـ إجازة ـ.

ح قال : وأنا أبو طاهر ، أنا علي.

قالا : أنا ابن أبي حاتم قال (٢) :

سألت أبي عن مروان بن سالم فقال : منكر الحديث جدا ، ضعيف الحديث ، ليس له حديث قائم ، قلت : يترك حديثه؟ قال : لا ، بل يكتب حديثه.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو بكر بن الطبري ، أنا أبو الحسين بن الفضل ، أنا عبد الله ، نا يعقوب (٣) قال :

مروان بن سالم من أهل قرقيسياء ، روى عنه عبد المجيد ، منكر الحديث ، لا يحتج بروايته ، ولا يكتب أهل العلم حديثه إلّا للمعرفة.

أخبرنا أبو الحسن الفرضي ، وأبو يعلي بن الحبوبي ، قالا : أنا أبو الفرج الإسفرايني ، أنا أبو الحسن علي بن منير بن أحمد ، أنا الحسن بن رشيق ، نا أبو عبد الرّحمن النسائي قال :

مروان بن سالم متروك الحديث.

قرئ (٤) على أبي القاسم بن عبدان ، عن محمّد بن علي بن المبارك الفرّاء ، أنا رشأ بن نظيف ، أنا أبو الفتح محمّد بن إبراهيم الطرسوسي ، أنا محمّد بن محمّد بن داود الكرخي ، نا عبد الرّحمن بن يوسف بن سعيد بن خراش قال : مروان بن مسلم (٥) متروك الحديث.

__________________

(١) بدون إعجام بالأصل ، وفي «ز» : «الحباب» وفي م : «الجبار» تحريف ، والتصويب عن م.

(٢) الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ٨ / ٢٧٥.

(٣) المعرفة والتاريخ ليعقوب بن سفيان ٣ / ٤٢.

(٤) كتب فوقها في «ز» : ملحق.

(٥) كذا في جميع النسخ : ابن مسلم ، وسينبه المصنف إلى الصواب.

٢٨٤

قال ابن عساكر :] كذا وقع في الأصل ، وإنما هو ابن سالم.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنا أبو بكر الشامي ، أنا أبو الحسن العتيقي ، أنا يوسف ابن أحمد ، أنا أبو جعفر العقيلي قال (١) :

مروان بن سالم الجزري عن عبد الملك بن أبي سليمان ، والأعمش ، وغيرهما. أحاديثه مناكير ، لا يتابع عليها إلّا من طريق يقاربه.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو القاسم بن مسعدة ، أنا حمزة بن يوسف ، أنا أبو أحمد بن عدي قال (٢) :

مروان بن سالم الجزري القرقساني عامة حديثه مما لا يتابعه الثقات عليه ، والله تعالى أعلم.

٧٣١٥ ـ مروان بن سعيد بن هشام بن عبد الملك بن مروان بن الحكم الأموي

أسره مروان بن محمّد مع أبيه حين خلعوه ، له ذكر.

٧٣١٦ ـ مروان بن سليمان بن هشام بن عبد الملك بن مروان بن الحكم الأموي

له ذكر.

٧٣١٧ ـ مروان بن سليمان بن يحيى بن أبي حفصة (٣)

أبو السمط ، ويقال : أبو الهيذام الشاعر (٤)

وأبو حفصة مولى مروان بن الحكم ، مدح جماعة من الخلفاء والأمراء ، فأجاد.

حكى عنه الأصمعي ، وخلف الأحمر.

ووفد مع عمومته على الوليد بن يزيد ، وسيأتي ذكر وفوده في ترجمة الوليد إن شاء الله.

أنبأنا أبو علي بن نبهان ، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر ، أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن ، وأبو الحسن محمّد بن إسحاق ، وأبو علي بن نبهان.

__________________

(١) الضعفاء الكبير للعقيلي ٤ / ٢٠٤.

(٢) الكامل في ضعفاء الرجال لابن عدي ٦ / ٢٨٤.

(٣) كتب بعدها في جميع النسخ : واسم أبي حفصة يزيد.

(٤) ترجمته في الأغاني ١٠ / ٧١ ووفيات الأعيان ٥ / ١٨٩ وتاريخ بغداد ١٣ / ١٤٢ وسير أعلام النبلاء ٨ / ٤٧٩ والشعر والشعراء ص ٤٨١ ومعجم الشعراء ص ٣٩٦ وأمالي المرتضى (الفهارس) ، والكامل لابن الأثير (الفهارس).

٢٨٥

وأخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو طاهر قالوا : أنا ابن شاذان ، أنا أبو بكر محمّد بن الحسن بن مقسم قال : قال أبو العباس أحمد بن يحيى النحوي ، وزعم عثمان بن حفص الثقفي أن خلفا الأحمر أخبره أن هذا الشعر لابن الدثنة الثقفي عن مروان بن أبي حفصة :

وما (١) بال من أسعى لأجبر عظمه

حفاظا وينوي من سفاهته كسري

أعود على ذي الذنب والجهل منهم

بحلمي ولو عاقبت غرقهم بحري

أناة وحلما وانتظارا بهم غدا

فما أنا بالفاني ولا الضرع الغمر

أظن صروف الدهر والجهل منهم

سيحملهم مني على مركب وعر

ألم يعلموا أني يخاف غرامتي

وإن قناتي لا تلين على القسر

وإني وإياهم كمن نبه القطا

ولو لم ينبه باتت الطير لا تسري

قرأت بخط أبي الحسن الميداني ـ في سماعه من أبي سليمان بن زبر ـ أنا أبي عن من ذكره من شيوخه قال : وقال ابن أبي حفصة في الوليد :

إن بالشام بالموقّر (٢) عزا

وملوكا مباركين شهودا

سادة من بني يزيد كراما

سبقوا الناس مكرمات وجودا

هان يا ناقتي عليّ فسيري

أن تموتي إذا لقيت الوليدا

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس ، وأبو منصور بن خيرون ، قالا : قال لنا أبو بكر الخطيب (٣) :

مروان بن سليمان بن يحيى بن أبي حفصة ، أبو الهيذام ، وقيل : أبو السمط ، وكان أبو حفصة مولى مروان بن الحكم أعتقه يوم [الدار](٤) لأنه أبلى يومئذ بلاء حسنا واسمه يزيد ، وقيل إن أبا حفصة : كان يهوديا طبيبا ، أسلم على يدي عثمان بن عفّان ، وقيل : على يد مروان ابن الحكم ، ويزعم أهل المدينة أنه كان من موالي السموأل بن عاديا ، وإنه سبي من

__________________

(١) في «ز» : «فما» وفي «م» و «د» : «ما».

(٢) الموقر : موضع بنواحي البلقاء من نواحي دمشق (معجم البلدان).

(٣) تاريخ بغداد ١٣ / ١٤٢.

(٤) سقطت من الأصل واستدركت للإيضاح عن م ، و «ز» ، ود ، وتاريخ بغداد.

يريد يوم حوصر الخليفة عثمان بن عفان في داره ، ثم قام محاصروه بقتله. فسمي ذلك اليوم بيوم الدار.

٢٨٦

إصطخر (١) ، وهو غلام ، فاشتراه عثمان ، ووهبه لمروان بن الحكم ، ومروان بن سليمان شاعر مجوّد ، محكك للشعر ، وهو من أهل اليمامة ، وقدم بغداد ، ومدح المهدي والرشيد ، وكان يتقرّب إلى الرشيد بهجاء العلوية في شعره ، وله في معن بن زائدة مدائح ومراث عجيبة ، وقيل إنه قال الشعر وهو غلام لم يبلغ سنه العشرين.

أنبأنا أبو القاسم بن السّمرقندي وغيره عن أبي طاهر الأنباري ، أنا محمّد بن المغلس ، نا الحسن بن رشيق ، نا يموت بن المزرّع ، حدّثني عطية البرساني قال : قال مصعب الزبيري :

كان أبو حفصة طبيبا يهوديا ، أسلم على يدي مروان بن الحكم ، وكان معه يوم الدار ، يوم قتل عثمان وحمله إلى العالية (٢) حين ضرب يوم الدار ، وكان يداويه حتى برأ ، قال : والذي عند أهل المدينة لا اختلاف بينهم في ذلك أن أبا حفصة كان مولى السموأل بن عاديا.

قال مصعب : وأنا أفرق أن أقول لهم ذلك.

أنبأنا أبو محمّد هبة الله بن سهل بن عمر ، وحدّثنا أبو الحسن علي بن سليمان المرادي عنه ، أنا أبو بكر أحمد بن الحسين بن علي ، أنا أبو عبد الرّحمن السلمي ، أنا علي بن عمر بن أحمد بن مهدي الحافظ ـ ببغداد ـ حدّثني إبراهيم بن محمّد المعدّل ، نا عبد الوهّاب ابن سعد ، نا علي بن الحسن بن خلف ، نا أبو نصر أحمد بن علي ، نا علي بن عبد الرّحمن ، نا محمّد بن سعيد بن أبي مريم قال : سمعت الشافعي يقول :

ليس لقريش كلها شعر جيد ، أو قال حيد ، وأشعرها ابن مخرمة ، ثم مروان بن أبي حفصة.

[قال ابن عساكر :](٣) كذا قال ، وصوابه : ابن هرمة.

أخبرنا أبو الحسن الغسّاني ، نا ـ وأبو منصور بن خيرون ، أنا ـ أبو بكر الخطيب ، قال (٤) :

قرأت على الحسن بن علي الجوهري ، عن أبي عبيد الله محمّد بن عمران المرزباني ، أخبرني يوسف بن يحيى عن أبيه يحيى بن علي ، أخبرني متوج بن محمود بن أبي الجنوب ، أخبرني أبي عن أبيه أن الكسائي كان يقول :

__________________

(١) إصطخر : من مشاهير مدن فارس (راجع معجم البلدان).

(٢) العالية : اسم لكل ما كان من جهة نجد من المدينة من قراها وعمائرها إلى تهامة فهي العالية (معجم البلدان).

(٣) زيادة منا.

(٤) تاريخ بغداد ١٣ / ١٤٥.

٢٨٧

إنما الشعر سقاء تمخض ، فدفعت الزبدة إلى مروان بن أبي حفصة ، وقال المرزباني : أخبرني محمّد بن يحيى الصولي : نا محمّد بن سعيد ، نا عمر بن شبّة ، حدّثني محمّد بن بشار ، قال : رأيت مروان يعرض على أبي أشعاره ، فقال له أبي : إن وفيت قيم أشعارك استغنيت.

قال الخطيب (١) : وأخبرني علي بن أيوب ، نا محمّد بن عمران بن موسى ، أخبرني يوسف بن يحيى بن علي المنجم ، عن أبيه ، حدّثني علي بن مهدي ، حدّثني أبو حاتم قال :

قلت لأبي عبيدة : مروان أشعر أم بشّار ، قال : حكم بشّار لنفسه بالاستظهار ، لأنه قال : ثلاثة عشر ألف بيت جيد ولا يكون عدد [شعر](٢) شعراء الجاهلية والإسلام هذا العدد ، وما أحسبهم برزوا في مثلها ، ومروان أمدح للملوك.

أنبأنا خالي أبو المعالي القاضي ، أنا أبو محمّد عبد الله بن عبد الرزّاق بن عبد الله ـ قراءة عليه ـ أنا أبو طاهر محمّد بن أحمد بن أبي الصقر ، أنا محمّد بن مغلس ، أنا الحسن بن رشيق ، نا يموت بن المزرّع ، نا الرياشي قال :

سألت الأصمعي عن مروان بن أبي حفصة ، فقال لي : كان مولّدا ولم يكن له علم باللغة (٣).

أخبرنا أبو العزّ أحمد بن عبيد الله ـ إذنا ومناولة وقرأ عليّ إسناده ـ أنا محمّد بن الحسين.

ح وأخبرنا أبو الحسن بن قبيس ، نا ـ وأبو منصور بن خيرون ، أنا ـ أبو بكر الخطيب (٤) ، أنا أبو علي محمّد بن الحسين (٥) الجازري ، نا المعافى بن زكريا ، نا أحمد بن العباس العسكري ، نا عبد الله بن أبي سعد ، نا عبد الله بن محمّد بن موسى بن حمزة ـ مولى بني هاشم ـ حدّثني أحمد بن موسى بن حمزة ، أخبرني الفضل بن بزيع قال :

رأيت مروان بن أبي حفصة قد دخل على المهدي بعد موت معن بن زائدة في جماعة الشعراء فيهم : سلم الخاسر وغيره ، فأنشده مديحا له ، فقال له : من؟ قال : شاعرك مروان بن أبي حفصة ، فقال المهدي : ألست القائل :

__________________

(١) تاريخ بغداد ٧ / ١١٦ ضمن ترجمة بشار بن رد.

(٢) سقطت من الأصل وباقي النسخ ، واستدركت للإيضاح عن تاريخ بغداد.

(٣) الأغاني ١٠ / ٨٣.

(٤) رواه الخطيب في تاريخ بغداد ١٣ / ١٤٤.

(٥) تحرفت بالأصل ود وم إلى : «الحسن» والمثبت عن «ز» ، وتاريخ بغداد.

٢٨٨

أقمنا باليمامة بعد معن

مقاما ما نريد به زيالا

وقلنا أين نرحل بعد معن

وقد ذهب النوال فلا نوالا؟

قد جئت تطلب نوالنا وقد ذهب النوال ، لا شيء لك عندنا ، جروا برجله ، فجرّ برجله حتى أخرج ، فلما كان من العام المقبل تلطف حتى دخل مع الشعراء ، وإنما كانت الشعراء تدخل على الخلفاء في ذلك [الحين](١) في كل عام مرة ، قال : فمثل بين يديه وأنشده قصيدته التي يقول فيها :

طرقتك زائرة فحيّ خيالها

بيضاء تخلط بالحياء دلالها

قادت فؤادك فاستقاد وقبلها

قاد القلوب إلى الصبي فأمالها

قال : فأنصت لها حتى بلغ إلى قوله :

هل تطمسون من السماء نجومها

بأكفكم أو تسترون هلالها

أو تدفعون مقاله عن ربكم

جبريل بلّغها النبي ، فقالها

شهدت من الأنفال آخر آية

بتراثهم فأردتم إبطالها

يعني بني علي وبني العباس ، قال : فرأيت المهدي وقد تزاحف من صدر مصلّاه حتى صار على البساط إعجابا بما سمع ، ثم قال له : كم هي بيتا؟ قال : مائة بيت ، فأمر له بمائة ألف درهم ، قال : فإنّها لأوّل مائة ألف أعطيها شاعر في أيام بني العباس.

قال : فلم تلبث الأيام أن أفضت الخلافة إلى هارون الرشيد ، قال : فرأيت مروان ماثلا مع الشعراء بين يدي الرشيد وقد أنشده شعرا ، فقال له : من؟ قال : شاعرك مروان بن أبي حفصة ، فقال : ألست القائل البيتين اللذين له في معن اللذين أنشدهما المهدي؟ خذوا بيده فأخرجوه ، فإنه لا شيء له عندنا ، فأخرج ، فلمّا كان بعد ذلك بيومين ، تلطّف حتى دخل ، فأنشده قصيدته التي يقول فيها :

لعمرك لا أنسى غداة المحصّب

إشارة سلمى بالبنّان المخضب

وقد صدر (٢) الحجّاج إلّا أقلهم

مصادر شتى موكبا بعد موكب

قال : فأعجبته ، فقال له : كم قصيدتك بيتا؟ قال له : ستون أو سبعون ، فأمر له بعدد أبياتها ألوفا ، فكان ذلك رسم مروان حتى مات.

__________________

(١) استدركت عن هامش الأصل ، وبعدها صح.

(٢) كذا بالأصل وبقية النسخ ، وفي تاريخ بغداد : هدر.

٢٨٩

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم ، وأبو الحسن بن قبيس ، قالا : نا ـ وأبو منصور بن خيرون ، أنا ـ أبو بكر الخطيب (١) ، أنا عبيد الله بن أبي الفتح الفارسي ، نا محمّد بن العباس الخزاز ، نا محمّد بن خلف بن المرزبان ، حدّثني أبو الحسن عبد الله بن محمّد ، نا محمّد بن زياد قال : دخل مروان بن أبي حفصة على المهدي وعنده جماعة فأنشده :

صحا بعد جهل واستراحت عواذله

قال : فقال لي : ويحك ، كم هي بيتا؟ قلت : يا أمير المؤمنين ، سبعون بيتا ، قال : فإن لك عندي سبعين ألفا ، قال : فقلت في نفسي بالنسيئة : إنا لله وإنا إليه راجعون ، ثم قلت : يا أمير المؤمنين ، اسمع مني أبياتا حضرت ، فما في الأصل أنبل من كفيلي ، قال : هات ، فاندفعت فأنشدته :

[كفاكم (٢) بعباس أبي الفضل والدا

فما من أب إلّا أبو الفضل فاضله

كأن أمير المؤمنين محمدا

أبو جعفر في كل أمر يحاوله

إليك قصرنا النصف من صلواتنا

مسيرة شهر بعد شهر نواصله

فلا نحن نخشى أن يخيب مسيرنا

إليك ، ولكن أهنأ الخير عاجله

قال : فتبسم ، وقال (٣) : عجلوها [له](٤) ، فحملت إليّ من وقتها.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس نا ـ وأبو منصور بن خيرون أنا ـ أبو بكر الخطيب (٥) ، أخبرني الأزهري ، أنا أحمد بن إبراهيم ، نا إبراهيم بن محمد بن عرفة ، نا أحمد بن يحيى عن الرياشي قال :

قال رجل لمروان بن أبي حفصة : ما حملك على أن تناولت ولد علي في شعرك؟ قال : والله ما حملني على ذلك بغضا لهم ، ولقد مدحت أمير المؤمنين المهدي بشعري الذي أقول فيه :

__________________

(١) الخبر والشعر في تاريخ بغداد ٥ / ٣٩٥ ضمن ترجمة الخليفة المهدي.

(٢) نقص في الأصل المخطوط ورقتان ، والمستدرك بين معكوفتين عن بقية النسخ م ، و «ز» ، ود ، وسنشير إلى نهاية السقط في موضعه.

(٣) تحرفت في «ز» إلى : وكان.

(٤) سقطت من م و «ز» ، ود ، واستدركت عن تاريخ بغداد.

(٥) رواه الخطيب في تاريخ بغداد ١٣ / ١٤٢.

٢٩٠

طرقتك زائرة فحيّا خيالها

بيضاء تخلط بالحياء دلالها

حتى بلغت إلى قولي :

هل تطمسون من السماء نجومها

بأكفكم أم تسترون هلالها

أم تدفعون مقالة عن ربه

جبريل بلّغها النبي فقالها

شهدت من الأنفال آخر آية

بتراثهم فأردتم إبطالها

فذروا الأسود خوادرا في غيلها

لا تولغن دماءكم أشبالها

فقال المهدي : وجب حقك (١) على هؤلاء القوم ، ثم أمر لي بخمسين ألف درهم وأمر أولاده أن يبروني ، فبروني بثلاثين ألف درهم.

قال ابن عرفة : عبد الله (٢) بن إسحاق بن سلام قال :

خرج مروان من دار المهدي ومعه ثمانون ألف درهم فمرّ بزمن فسأله فأعطاه ثلثي درهم ، فقيل له : هلا أعطيته درهما؟ فقال : لو أعطيت مائة ألف درهم لأتممت له درهما.

قال : وكان مروان يبخل فلا يسرج له في داره ، فإذا أراد أن ينام أضاءت له الجارية بقصبة إلى أن ينام.

قال الخطيب (٣) : وأنا أبو الحسن محمد بن عبد الواحد بن علي البزاز. أنا أبو سعيد الحسن (٤) بن عبد الله السيرافي ، أنا محمد بن أبي الأزهر النحوي ، نا الزبير بن بكار قال : حدثني عمي مصعب بن عبد الله عن جدي عبد الله بن مصعب قال :

دخل مروان بن أبي حفصة على أمير المؤمنين الهادي ، فأنشده مديحا له ، حتى إذا بلغ قوله :

تشابه يوما بأسه ونواله

فما أحد يدري لأيهما الفضل

فقال له الهادي : أيما أحب إليك ثلاثون ألفا معجلة ، أو مائة ألف تدون (٥) في

__________________

(١) تحرفت في «ز» إلى : حفظك.

(٢) تحرفت في «ز» إلى : «عبد الله ، والمثبت عن م ، ود ، وتاريخ بغداد.

(٣) رواه الخطيب في تاريخ بغداد ١٣ / ٢٣ ـ ٢٤ ضمن أخبار الخليفة موسى الهادي. والأغاني ١٠ / ٨٠.

(٤) كذا في م و «ز» ود : أبو الحسن ، وفي تاريخ بغداد : الحسين.

(٥) كذا في م و «ز» ، ود ، وتاريخ بغداد : «تدور» والمثبت عن الأغاني.

٢٩١

الدواوين؟ فقال : يا أمير المؤمنين أنت تحسن ما هو أحسن من هذا ، ولكنك أنسيته ، أفتأذن لي أن أذكرك؟ قال : نعم ، قال : تعجل الثلاثون الألف وتدوّن (١) المائة الألف. قال : بل يعجلان لك جميعا فحمل إليه ذلك إليه.

قال (٢) : ونا الحسين (٣) بن الحسن النعالي ، أنا أبو الفرج علي بن الحسين الأصبهاني ، أنا الحسن بن علي ، نا يزيد بن محمد المهلبي ، حدثني عبد الصمد بن المعدل قال :

دخل مروان بن أبي حفصة وسلم (٤) الخاسر ، ومنصور النمري (٥) على الرشيد ، فأنشده قصيدته التي يقول فيها :

أنى يكون وليس ذاك بكائن

لبني البنات وراثة الأعمام

وأنشد سلم :

حضر الرحيل وشدت الأحداج

وأنشده النمري (٦) قصيدته التي يقول فيها :

إن المكارم والمعروف أودية

أحلك الله منها حيث تجتمع

فأمر لكل واحد منهم بمائة ألف درهم ، فقال له يحيى بن خالد : يا أمير المؤمنين ، مروان شاعركم خاصة ، قد ألحقتهم به؟ قال : فليزد مروان عشرة آلاف.

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن الحسن ، وأبو غالب أحمد وأبو عبد الله يحيى ابنا الحسن بن البنا ، قالوا : أنا أبو الحسن بن الآبنوسي ، أنا أبو الحسن الدارقطني.

ح وأخبرنا أبو سعد بن البغدادي ، أنا أبو منصور بن شكرويه ، أنا إبراهيم بن عبد الله ابن محمد قالا : أنا المحاملي ، نا عبد الله بن أبي سعد ، حدثني أحمد بن القاسم بن علي ـ وفي حديث الدارقطني : العجلي بدل ابن علي ـ حدثني أبي قال :

قال لي مروان بن أبي حفصة خرجت إلى معن زائدة فأنشدته :

__________________

(١) راجع الحاشية السابقة.

(٢) القائل : أبو بكر الخطيب ، والخبر في تاريخ بغداد ١٣ / ١٤٣.

(٣) كذا في م ، و «ز» ، ود ، وفي تاريخ بغداد : الحسن بن الحسين النعالي.

(٤) تحرفت في «ز» إلى : سالم.

(٥) تحرفت في «ز» إلى : الميموني.

(٦) تحرفت في «ز» إلى : السري.

٢٩٢

هاجت هواك بواكر الأظعان

يوم اللوى فظللت ذا أحزان

فلما صرت إلى قولي (١) :

لو لا رجاؤك ما تخطت ناقتي

عرض الدبيل (٢) ولا قرى نجران

وفي حديث الدارقطني : أرض الدبيل.

قال : صدقت والله ،

قال : فلما بلغت إلى قولي :

مطر أبوك أبو الفوارس والذي

بالخير حاز هجائن النعمان

وقال الدارقطني : بالخيل جاز.

قال : وأنى وقع إليك هذا اليوم؟ فقلت : أصلح الله الأمير ، لهو أشهر من ذلك ، وفي حديث الدارقطني : من كذا لشيء ذكره ، قال : فسرّ بذلك. وأنشدته قصيدتي التي أقول فيها :

مسحت قطيعة وجه معن سابقا

لما جدا وجزى ذوو الأحساب

وفي حديث الدارقطني : ربيعة بدل قطيعة.

قال : فأعجب به ، وأقبل يقول في كل أيام ـ زاد الدارقطني : إذا ، وقالا : ـ دخلت عليه ، قم يا مروان ـ زاد الدارقطني : بأمسح ، وقالا : ـ فأنشده هذا الشعر.

أخبرنا أبو العز بن كادش مناولة وإذنا وقرأ عليّ إسناده ، أنا محمد بن الحسين الجازري.

ح وأخبرنا أبو الحسن بن قبيس نا ـ وأبو منصور بن خيرون ، أنا ـ أبو بكر الخطيب (٣) ، أنا أحمد بن روح النهرواني ، أنا المعافى بن زكريا ، نا يزداد بن عبد الرحمن الكاتب ، نا أبو موسى يعني عيسى بن إسماعيل البصري ، حدثني العتبي قال :

قدم معن بن زائدة بغداد ، فأتاه الناس ، وأتاه ابن أبي حفصة فإذا المجلس غاصّ بأهله ، فأخذ بعضادتي الباب ثم قال :

وما أحجم الأعداء عنك (٤) بقية

عليك ولكن لم يروا فيك مطمعا

__________________

(١) البيت في معجم البلدان (دبيل).

(٢) دبيل : موضع يتاخم أعراض اليمامة ، وقيل : هو رمل بين اليمامة واليمن (معجم البلدان).

(٣) الخبر والشعر في تاريخ بغداد ١٣ / ٢٣٨ ضمن أخبار معن بن زائدة الشيباني.

(٤) في د : عنكم.

٢٩٣

له راحتان الجود والحتف فيهما

أبى الله إلّا أن تضر وتنفعا (١)

فقال معن : احتكم يا أبا السمط ، فقال عشرة آلاف ، فقال معن : ـ زاد ابن كادش ، أنا أبو الوليد ، وقالوا ـ أربحت والله عليك بسبعين ألفا (٢).

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم ، أنا أبو الحسن رشأ بن نظيف ، أنا الحسن بن إسماعيل ، أنا أحمد بن مروان ، أنشدنا ابن قتيبة لمروان بن أبي حفصة في بني مطر (٣).

هم (٤) القوم إن قالوا أصابوا وإن دعوا

أجابوا وإن أعطوا أطابوا وأجزلوا

هم يمنعون الجار حتى كأنما

لجارهم بين السماكين منزل

قال : وأنا أحمد ، نا عبد الله بن عمرو الوراق ، نا أبي عن يحيى بن خليفة المجاشعي ، نا إدريس بن مروان بن أبي حفصة يعني عن أبيه قال : أنشدت معن بن زائدة أربعة أبيات ، فأعطاني بها أربعة آلاف دينار ، فبلغت أبا جعفر ، فقال : ويلي على الأعرابي الجلف ، فاعتذر إليه ، فقال له أمير المؤمنين : إنما أعطيته على جودك ، فسوغه ، إياها ، فلما مات معن رثاه مروان فقال (٥) :

ألمّا على معن فقولا لقبره

سقيت الغوادي مربعا ثم مربعا

فيا قبر معن كنت أول حفرة

من الأرض خطت للمكارم مضجعا

يا قبر معن كيف واريت جوده

وقد كان منه البر والبحر مترعا

ولكن ضممت الجود والجود ميّت

ولو كان حيا ضقت حتى تصدّعا

ولمّا مضى معن مضى الجود والندى

وأصبح عرنين المكارم أجدعا

وما كان إلّا الجود صورة خلقه

فعاش زمانا ثم مات فودّعا

فتى عيش من معروفه بعد موته

كما كان بعد السيل مجراه مربعا

تعزّى أبا العباس عنه ولا يكن

ثوابك من معن بأن تتضعضعا

تمنى رجال شأوه من ضلالهم

فأضحوا على الأذقان صرعى وظلّعا

__________________

(١) قدم هذا البيت في «ز» ، وكتب فيها بعده : هذا البيت مؤخر على الذي بعد ، وهو قوله.

(٢) كذا في م ، و «ز» ، ود ، وفي تاريخ بغداد : تسعين ألفا.

(٣) البيتان في الشعر والشعراء ص ٤٨٢.

(٤) البيت التالي سقط من «ز» ، ومكانه فيها بياض.

(٥) بعض الأبيات في تاريخ بغداد ١٣ / ٢٤٠ ونسبها إلى الحسين بن مطير الأسدي ، والتعازي والمرائي ص ١٦٩ قالها رجل من بني شيبان ، ومعجم الأدباء ١٠ / ١٦٨.

٢٩٤

أخبرنا أبو بكر محمّد بن الحسين المقرئ (١) ، أنا محمّد بن محمّد بن أحمد بن الحسين بن عبد العزيز بن مهران ، أنا أبو الحسن أحمد بن محمّد بن الصلت ، نا أبو الفرج علي بن الحسين بن محمّد الأصفهاني (٢) ، أخبرني أحمد بن عبد العزيز ، نا عمر بن شبّة ، حدّثني أحمد بن معاوية قال :

سمعت مروان بن أبي حفصة يقول : لقيني الناطفي فدعاني إلى عنان ، فانطلقت معه ، فدخل إليها قبلي فقال لها : قد جئتك بأشعر الناس مروان بن أبي حفصة ، وكانت عليلة ، فقالت : إنّي عن مروان لفي شغل ، فأهوى بسوطه فضربها به ، فقال لي : ادخل ، فدخلت وهي تبكي ، فرأيت الدموع تنحدر من عينيها فقلت :

بكت عنان مسبل دمعها

كالدرّ إذ يسبق من خيطه

فقالت مسرعة :

فليت من يضربها ظالما

تيبس يمناه على سوطه

فقلت للنطاف : أعتق مروان ما يملك إن كان في الجن والإنس أشعر منها.

أخبرنا أبو السعادات أحمد بن أحمد المتوكلي ، نا أبو بكر الخطيب قال : قرأت على الجوهري عن أبي عبيد الله المرزباني ، أخبرني يوسف بن يحيى بن علي المنجم ، عن أبيه ، حدّثني ابن مهرويه ، حدّثني علي بن محمّد النوفلي قال : سمعت أبي يقول (٣) :

كان مروان بن أبي حفصة لا يأكل اللحم بخلا حتى يقرم (٤) إليه ، فإذا قدّم إليه أرسل غلامه فاشترى له رأسا فأكله ، فقيل له : نراك لا تأكل إلّا الرءوس في الصيف والشتاء ، فلم تختار ذلك؟ قال : نعم ، الرأس أعرف سعره ، فآمن خيانة الغلام ، ولا يستطيع أن يغبنني فيه ، وليس بلحم يطبخه الغلام فيقدر أن يأكل منه ، وإن مس عينا أو أذنا أو خدّا وقفت على ذلك ، وآكل منه ألوانا ، آكل عينه لونا وأذنه لونا ، وغلصمته (٥) لونا ، ودماغه لونا ، وأكفى مؤونة طبخه ، فقد اجتمعت لي فيه مرافق.

__________________

(١) تحرفت في م إلى : النفري.

(٢) رواه أبو الفرج في الأغاني ٢٣ / ٨٦ ـ ٨٧ ضمن أخبار عنان.

(٣) الخبر في الأغاني ١٩ / ٧٧.

(٤) الكلمة غير واضحة بالأصل ، تقرأ : «يقدم» وتقرأ «يقرم» والصواب ما أثبت : «يقرم» عن م ، و «ز» ، ود. يقال : قرم إلى اللحم اشتدت شهوته إليه.

(٥) الغلصمة : اللحم بين الرأس والعنق.

٢٩٥

قال المرزباني : وأخبرني يوسف بن يحيى عن أبيه ، عن أبي غسّان عن أبي عبيدة عن جهم بن خلف قال (١) :

أتينا اليمامة ، فنزلنا على مروان بن أبي حفصة ، فأطعمنا تمرا ، وأرسل غلامه بفلس وسكرّجة (٢) يشتري به زيتا ، فلمّا جاء بالزيت قال : خنتني ، قال : من فلس كيف أخونك؟ قال : أخذت الفلس لنفسك واستوهبت زيتا.

قال الخطيب : وقرأت على الجوهري عن المرزباني ، حدّثني أحمد بن عيسى الكرخي ، أنا أبو العيناء محمّد بن القاسم اليمامي قال (٣) :

كان مروان بن أبي حفصة من أبخل الناس ، خرج يريد الخليفة المهدي ، فقالت له امرأة من أهله : ما لي عليك إن رجعت بالجائزة ، قال : إن أعطيت مائة ألف درهم أعطيتك درهما ، فأعطي ستين ألفا ، فدفع إليها أربعة دوانيق.

وكان قد اشترى يوما لحما بدرهم فدعاه صديق له ، فردّ اللحم إلى القصّاب بنقصان دانق ، وقال : أكره الإسراف ، وهجاه بعض الشعراء فقال :

وليس لمروان على العرس غيرة

ولكنّ مروانا يغار على القدر

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس ، نا ـ وأبو منصور بن خيرون ، أنا ـ أبو بكر الخطيب (٤) ، أنا أبو الحسين بن المهتدي.

ثم أخبرنا أبو السعود بن المجلي ، نا أبو الحسين بن المهتدي بالله الهاشمي الخطيب.

أنا أبو الفضل محمّد بن الحسن بن الفضل بن المأمون ، أنشدنا محمّد بن القاسم الأنباري ، أنشدني أبي عن غير واحد من شيوخه لمروان بن أبي حفصة يرثي معن بن زائدة الشيباني :

مضى لسبيله معن وأبقى

محامد لن تبيد ولن تنالا

كأن الشمس يوم أصيب معن

من الإظلام ملبسة جلالا

هو الجبل الذي كانت نزار

تهد (٥) من العدو به الحمالا

وعطلت الثغور لفقد معن

وقد يروى بها الأسل النهالا

__________________

(١) الخبر في الأغاني ١٠ / ٧٨.

(٢) السكرجة : الصحفة.

(٣) الأغاني ١٠ / ٧٩.

(٤) الخبر والشعر في تاريخ بغداد ١٣ / ٢٤١ ـ ٢٤٢.

(٥) بالأصل : «من العدو به تهد الحمالا» وفوق لفظتي «العدو» و «تهد» علامتا تقديم وتأخير.

٢٩٦

وأظلمت العراق وألبستها

مصائبه المجلّلة اختلالا

وظل الشام يرجف جانباه

لركن العز حين وهى فمالا

وكادت من تهامة كلّ أرض

ومن نجد تزول غداة زالا

فإن يعل البلاد له خشوع

فقد كانت تطيل به اختيالا

أصاب الموت يوم أصاب معنا

من الأخيار أكرمهم فعالا

وكان الناس كلهم لمعن

إلى أن زار حفرته عيالا

ولم يكن طالب المعروف ينوي

إلى غير ابن زائدة ارتحالا

ثوى من كان يحمل كلّ ثقل

ويسبق فيض راحته السؤالا

وما نزل الوفود بمثل معن

ولا حطّوا بساحته الرحالا

وما بلغت أكفّ ذوي العطايا

يمينا من يديه ولا شمالا

وما كانت تجفّ له حياض

من المعروف مترعة سجالا

لأبيض لا يعد المال حتى

يعم به بغاة الخير مالا

فليت الشامتين له فدوه

وليت العمر مد له فطالا

ولم يكن كنزه ذهبا ولكن

سيوف الهند والحلق المدالا

ومادته من الخطى سمرا

ترى فيهن لينا واعتدالا

وذخرا من مكارم باقيات

ومثل بقائه التّفضيل نالا

لئن أمست زوائد قد أذيلت (١)

جياد كان يكره أن تدالا (٢)

لقد كانت تصان به وتسمو

بها عقبا وترجعها خيالا (٣)

وقد حوت النهاب فأحرزته

وقد غشيت من الموت الطلالا

زاد الخطيب :

مضى لسبيله من كنت ترجو

به عثرات دهرك أن تقالا

فلست بمالك عبرات عيني (٤)

أبت بدموعها إلّا انهمالا

وفي الأحشاء منك غليل حزن

كحر النار يشتعل اشتعالا

__________________

(١) في تاريخ بغداد : أزيلت.

(٢) كذا بالأصل ود ، وم ، وفي «ز» : «تذالا» وفي تاريخ بغداد : تزالا.

(٣) في «ز» : حبالا.

(٤) في تاريخ بغداد : عين.

٢٩٧

كأن الليل واصل بعد معن

ليالي قد قرنّ به طوالا

لقد أورثتني وبنيّ همّا

وأحزانا نطيل بها اشتعالا

وقائلة رأت جسدي ولوني

معا عن عهدها قلبا فحالا

رأت رجلا براه الحزن حتى

أضرّ به وأورثه خبالا

أرى مروان عاد كذي نحول

من الهندي فقد فقد الصقالا

فقلت لها الذي أنكرت مني

لفجع مصيبة أبكي وغالا

وأيام المنون لها صروف

تقلب بالفتى حالا فحالا

يرانا الناس بعدك فلّ دهر (١)

أبى لجدودنا إلّا اغتيالا

فنحن كأسهم لم يبق ريشا

لها ريب الزمان ولا نصالا

وقد كنا بحوض نداك نروي

ولا نرد المصرّدة السمالا

فلهف أبي عليك إذا العطايا

جعلن مني كواذب واعتلالا

ولهف أبي عليك إذا الأسارى

شكوا حلقا بأعنقهم (٢) ثقالا

ولهف أبي عليك إذا اليتامى

غدوا شعثا كأنّ بهم (٣) سلالا

ولهف أبي عليك إذا المواشي

فرت جدبا (٤) تمات به هزالا

ولهف أبي عليك لكلّ هيجا

لها تلقى حواملها السخالا

ولهف أبي عليك إذا القوافي

لممتدح بها ذهبت ضلالا

ولهف أبي عليك لكل أمر

يقول له النجي : لا احتيالا

أقمنا باليمامة بعد معن

مقاما ما نريد [به](٥) زيالا

وقلنا أين نذهب بعد معن

وقد ذهب النوال فلا نوالا

فإن يذهب فرب رعال خيل

عوابس قد لقيت (٦) به رعالا

وقوم قد جعلت لهم ربيعا

وقوم قد جعلت لهم نكالا

__________________

(١) في تاريخ بغداد : قبل دهر.

(٢) الأصل و «ز» ، وم : «باسوفهم» والمثبت عن تاريخ بغداد.

(٣) الأصل وم و «ز» ، ود : «بها» والمثبت عن تاريخ بغداد.

(٤) عجزه في تاريخ بغداد : رعت جدبا تموت به هزالا.

(٥) سقطت من الأصل واستدركت عن م ، و «ز» ، ود.

(٦) تقرأ بالأصل ود وم : لففت ، وفي «ز» : كففت ، والمثبت عن تاريخ بغداد.

٢٩٨

فما شهد الوقائع منك أمضى

وأكرم محتدا وأشد آلا

سيذكرك الخليفة غير قال

إذا هو في الأمور بلا الرجالا

ولا ينسى وقائعك اللواتي

على أعدائه جعلت وبالا

ومعترك شهدن (١) به حفاظا

وقد كرهت فوارسه النزالا

حباك أخو أمية بالمراثي

مع المدح اللواتي كان قالا

أقام وكان نحوك كل عام

يطيل الواسط الرحل اعتقالا

فألقى رحله أسفا وآلى

يمينا لا يشد له حبالا

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس ، نا ـ وأبو منصور بن خيرون ، أنا ـ أبو بكر الخطيب قال (٢) :

وذكر إدريس بن سليمان بن أبي حفصة أن مروان توفي سنة إحدى وثمانين ومائة ، ودفن ببغداد في مقبرة نصر بن مالك ، وقال غيره : كان مولده سنة خمس ومائة.

قال (٣) : وأنا الأزهري ، أنا أحمد بن إبراهيم ، نا إبراهيم بن محمّد بن عرفة قال : ومروان يكنى أبا الهيذام ، وعاش إلى سنة اثنتين وثمانين ومائة ، فمات فيها.

أخبرنا أبو الحسن أيضا ، نا ـ وأبو منصور ، أنا ـ أبو منصور ، أنا ـ أبو بكر الخطيب (٤).

ح وأخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو بكر بن الطبري.

قالا : أنا ابن الفضل ، أنا عبد الله بن جعفر ، نا يعقوب بن سفيان قال (٥) : سنة ثنتين وثمانين ومائة فيها مات مروان بن أبي حفصة الشاعر النبيل (٦) ، رحمه‌الله تعالى.

٧٣١٨ ـ مروان بن شجاع أبو عمرو الحرّاني الجزري (٧)

مولى محمّد بن مروان بن الحكم ، يعرف بالخصيفي (٨).

__________________

(١) تاريخ بغداد : شهدت.

(٢) رواه الخطيب في تاريخ بغداد ١٣ / ١٤٥.

(٣) القائل أبو بكر الخطيب ، تاريخ بغداد ١٣ / ١٤٥.

(٤) تاريخ بغداد ١٣ / ١٤٥.

(٥) المعرفة والتاريخ ١ / ١٧٣.

(٦) كلمة «النبيل» ليست في تاريخ بغداد ولا في المعرفة والتاريخ.

(٧) ترجمته في تهذيب الكمال ١٨ / ١٧ وتهذيب التهذيب ٥ / ٤٠٦ والجرح والتعديل ٨ / ٢٧٣ وميزان الاعتدال ٤ / ٩١ والمغني في الضعفاء ٢ / ٦٥١ وتذكرة الحفاظ ١ / ٢٩٦ وسير أعلام النبلاء ٩ / ٣٤ وتاريخ بغداد ١٣ / ١٤٧.

(٨) قيل له الخصيفي لكثرة روايته عن خصيف بن عبد الرحمن الجزري كما في تهذيب الكمال.

٢٩٩

حدّث عن إبراهيم بن أبي عبلة ، وخصيف بن عبد الرّحمن ، وسالم الأفطس ، ومغيرة ابن مقسم.

روى عنه : حسين بن علي الجعفي ، وسعيد بن سليمان سعدوية ، وهارون بن معروف ، ومحمّد بن الصباح الجرجاني ، وأحمد بن حنبل ، ويحيى بن معين ، وأبو عبيد القاسم بن سلّام ، وسريج بن يونس ، وأحمد بن منيع ، ويعقوب الدورقي ، وعمرو بن رافع ، ومحمّد بن القاسم ، سحيم ، الحرّاني ، والحسن بن عرفة ، وأحمد بن الخليل البغدادي.

وكان يكون مع خلفاء بني أمية بالشام ، ثم انتقل إلى بغداد فسكنها ، ومات بها.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين ، أنا أبو القاسم التنوخي.

ح وأخبرنا أبو الأعزّ قراتكين بن الأسعد ، أنا أبو محمّد الجوهري ، أنا أبو حفص عمر ابن محمّد بن علي الصيرفي ، نا قاسم بن زكريا المطرّز المقرئ.

ح وأخبرنا أبو العزّ بن كادش ، أنا أبو الحسين محمّد بن محمّد بن علي بن عبد الله بن محمّد الورّاق الشروطي ، نا أبو الحسن الدارقطني ـ إملاء ـ نا أبو محمّد يحيى بن محمّد بن صاعد ، ومحمّد بن هارون الحضرمي.

ح وأخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، وأبو عبد الله الحسين بن طفر بن الحسين ، قالا : أنا أبو الحسين بن النّقّور.

ح وأخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنا أبو القاسم عبد العزيز بن علي بن أحمد بن الحسين السكري ، قالا : أنا أبو طاهر المخلّص ، نا أبو محمّد بن صاعد ـ إملاء ـ قالوا : أنا أحمد بن منيع ، نا مروان بن شجاع ، نا سالم الأفطس ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عبّاس قال : الشفاء في ثلاث : شربة عسل ، وشرطة محجم ، وكيّة نار ، وأنهى أمتي عن الكي [١٢٠٠٤].

رفع الحديث.

وفي الحديث ابن النقور : وأنا أنهى عن الكي ، وفي حديث عبد العزيز والدارقطني : وأنا أنهى أمتي.

رواه البخاري عن حسين عن أحمد بن منيع (١).

__________________

(١) صحيح البخاري ٧٦ كتاب الطب ، ٣ باب الشفاء في ثلاث رقم ٥٦٨٠ (٤ / ١٥).

٣٠٠