تاريخ مدينة دمشق - ج ٥٧

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]

تاريخ مدينة دمشق - ج ٥٧

المؤلف:

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]


المحقق: علي شيري
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ١
الصفحات: ٤٥٥
الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٢ الجزء ٣٣ الجزء ٣٤ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١ الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠

٧٣٠٩ ـ مروان بن جناح ، أخو روح ، مولى الوليد بن عبد الملك (١)

روى عن : أبيه ، وبسر (٢) بن عبيد الله ، ويونس بن ميسرة بن حلبس ، وعطاء بن أبي رباح ، وبشر بن العلاء ، وعمرو بن مهاجر ، والمطعم بن المقدام ، والأعمش ، وعمر بن عبد العزيز ، وعبد الواحد بن قيس ، ومجاهد بن جبر.

روى عنه : الوليد بن مسلم ، ومحمّد بن شعيب ، وصدقة بن خالد ، والوليد بن سليمان ابن أبي السائب ، وهو من أقرانه.

أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن عبد الملك ، أنا إبراهيم بن منصور ، أنا أبو بكر بن المقرئ ، نا محمّد بن بركة ، نا العباس بن مزيد ، أنا محمّد بن شعيب بن شابور.

ح وأخبرنا أبو محمّد بن حمزة ، نا عبد العزيز بن أحمد ، أنا تمام بن محمّد.

أخبرنا أبو علي الحسن بن حبيب بن عبد الملك ـ قراءة عليه ـ أنا العباس بن الوليد بن مزيد (٣) البيروتي ، أنا محمّد بن شعيب ، أخبرني مروان بن جناح أن عطاء بن أبي رباح كان يحدّث عن أبي هريرة أنه كان يقول :

كلّ صلاة بقراءة ، فما أسمعنا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أسمعناكم ، وما أخفاه علينا أحبسناه عليكم.

أخبرنا أبو الغنائم في كتابه ، ثم حدّثنا أبو الفضل ، أنا أبو الفضل ، وأبو الحسين ، وأبو الغنائم ـ واللفظ له ـ قالوا : أنا أبو أحمد ـ زاد أبو الفضل ومحمّد بن الحسن قالا : ـ أنا أحمد ابن عبدان ، أنا محمّد بن سهل ، أنا البخاري قال (٤) :

مروان بن جناح عن أبيه ، وبسر (٥) بن عبيد الله ، روى عنه الوليد بن مسلم.

أنبأنا أبو الحسين ، وأبو عبيد الله ، قالا : أنا ابن مندة ، أنا حمد ـ إجازة ـ.

ح قال : وأنا أبو طاهر ، أنا علي.

__________________

(١) ترجمته وأخباره في تهذيب الكمال ١٨ / ١٣ وتهذيب التهذيب ٥ / ٤٠٤ والجرح والتعديل ٨ / ٢٧٤ وميزان الاعتدال ٤ / ٩٠ والتاريخ الكبير ٧ / ٣٧١.

(٢) تحرفت بالأصل و «ز» ، وم ، ود ، إلى : بشر ، والمثبت عن تهذيب الكمال.

(٣) تحرفت في «ز» إلى : يزيد.

(٤) التاريخ الكبير للبخاري ٧ / ٣٧١.

(٥) تحرفت بالأصل وم ، و «ز» ، ود ، إلى : بشر ، والتصويب عن البخاري.

٢٢١

قالا : أنا ابن أبي حاتم ، قال (١) :

مروان بن جناح روى عن أبيه ، ويونس بن ميسرة بن حلبس ، وبسر (٢) بن عبيد الله ، روى عنه الوليد بن مسلم ، سمعت أبي يقول ذلك.

قال أبو محمّد : روى عنه محمّد بن شعيب بن شابور ، سألت أبي عنه فقال : مروان بن جناح أحبّ إليّ من أخيه روح بن جناح ، وهما شيخان ، يكتب حديثهما ، ولا يحتجّ بهما.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ، حدّثنا أبو محمّد الكتّاني ، أنا أبو القاسم تمام بن محمّد ، نا أبو عبد الله الكندي ، نا أبو زرعة قال في تسمية نفر يحدّثون عن عمر بن عبد العزيز : مروان بن جناح ، وأخوه روح.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا ، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي ، أنا أبو القاسم بن عتاب (٣) ، أنا أحمد بن عمير ـ إجازة ـ.

ح وأخبرنا أبو القاسم بن السّوسي ، أنا عبد الله بن أبي الحديد ، أنا أبو الحسن الربعي ، أنا عبد الوهّاب الكلابي ، أنا ابن عمير ـ قراءة.

قال : سمعت ابن سميع يقول في الطبقة الخامسة : مروان بن جناح مولى الوليد بن عبد الملك.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو القاسم بن مسعدة ، أنا حمزة بن يوسف ، أنا أبو أحمد بن عدي ، أنا أحمد بن عمير بن يوسف ، حدّثني صالح بن حكيم قال : سمعت محمّد بن أسد يقول : سمعت الوليد بن مسلم يقول : مروان بن جناح أثبت من أبي بكر بن أبي مريم.

قال : وأنا أبو أحمد ، نا عبد الله بن محمّد بن مسلم ، نا صالح بن شعيب ، نا محمّد بن أسد قال الوليد : ومروان أثبت من أبي بكر بن أبي مريم.

وقال أبو عبد الله محمّد بن إبراهيم الكتاني الأصبهاني : قلت لأبي حاتم : ما تقول في روح بن جناح؟ قال : ليس بالقوي ، وأخوه مروان بن جناح أحبّ إليّ منه ، وجميع الناس.

__________________

(١) الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ٨ / ٢٧٤.

(٢) بالأصل وم ود ، و «ز» : بشر ، خطأ.

(٣) تحرفت بالأصل و «ز» ، وم ، ود إلى غياث.

٢٢٢

كتب إليّ أبو نصر بن القشيري ، أنا أبو طاهر المخلّص ، أنا أبو عبد الله الحافظ ، قال : سمعت أبا علي الحسين بن علي الحافظ يقول : مروان بن جناح ثقة.

أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن محمّد ، أنا محمّد بن الحسين بن عبد الله ، أنا أبو بكر البرقاني قال : قلت له ـ يعني ـ الدارقطني : روى الوليد بن مسلم عن مروان بن جناح؟ قال : لا بأس به ، شامي ، أصله كوفي.

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم ، نا عبد العزيز الكتاني ، أنا أبو محمّد بن أبي نصر ، نا أبو علي الحسن بن أبي حبيب ، نا يزيد بن عبد الصّمد ، نا أبو مسهر ، نا سعيد بن عبد العزيز قال :

قال رجل لمروان بن جناح : أدام الله فرحكم ، قال : (إِنَّ اللهَ لا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ)(١).

أخبرنا أبو محمّد المزكي ، أنا أبو محمّد التميمي ، أنا أبو الميمون ، نا أبو زرعة قال (٢) : حدّثت (٣) عن أبي مسهر ، قال : قال سعيد بن عبد العزيز ـ يعني ـ يوم مات مروان بن جناح إن كان من أعيان أهل المسجد.

قال أبو زرعة : فمروان وروح أخوان ، ابنا جناح مولى الوليد ، والله أعلم.

٧٣١٠ ـ مروان بن جهم بن خليفة بن بحر (٤) بن ضبع (٥) بن أبة بن يحمد

ابن موهشل بن عقب بن الليسرح بن سعد بن زيد بن شرحبيل بن حجر

ابن زيد بن مالك بن زيد بن رعين الرّعينيّ المصريّ (٦)

شاعر ، وفد على بعض خلفاء بني أمية.

ولجده بحر بن ضبع وفادة على النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

كتب إليّ أبو محمّد بن حمزة بن العبّاس ، وأبو الفضل أحمد بن محمّد ، وحدّثني أبو

__________________

(١) سورة القصص ، الآية : ٧٦.

(٢) تاريخ أبي زرعة الدمشقي ١ / ٣٥٦.

(٣) بالأصل وم : «حدث» وفي د : «حديث» والتصويب عن «ز» ، وتاريخ أبي زرعة.

(٤) بحر بضم أوله وضم المهملة أيضا ، كما في الإصابة وأسد الغابة.

(٥) ضبع بضمتين ، كما في الإصابة وأسد الغابة ، راجع ترجمة بحر بن ضبع فيها ١ / ١٣٩ رقم ٥٩٧ وأسد الغابة ١ / ١٩٩.

(٦) له ذكر في أسد الغابة والإصابة واسم أبيه فيهما : جعفر.

٢٢٣

بكر اللفتواني عنهما ، قالا : أنا أبو بكر الباطرقاني ، أنا أبو عبد الله بن مندة.

ح قال : وأنبأني أبو عمرو بن مندة ، عن أبيه قال : قال : أنا أبو سعيد بن يونس :

مروان بن جهم بن خليفة بن بحر بن ضبع الشاعر ، كان بمصر شريفا في أيامه ، وكان بليغا فصيحا ، وله وفادة على خلفاء بني أمية ، وأخباره بمصر معروفة عند أهل العلم بالأخبار.

قال مروان بن جهم في شعر له يذكر فخره وفخر جدّه بحر بن ضبع (١) :

فجدي الذي أعطى الرسول يمينه

وحنّت (٢) إليه من بعيد رواحله

ببدر بنى (٣) بيتا أقامت أصوله

على المجد بيتا علوه وأسافله

يعني ببدر : قرية من قرى رعين ، كان وجيها بمصر ، له وفادة على خلفاء بني أمية وكان شاعرا.

٧٣١١ ـ مروان بن أبي حفصة

هو مروان بن سليمان ، يأتي بعد إن شاء الله تعالى.

٧٣١٢ ـ مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أميّة بن عبد شمس بن عبد مناف

أبو عبد الملك ، ويقال : أبو القاسم ، ويقال : أبو الحكم الأموي (٤)

ولد في عهد النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

روى عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وابن عمر ، وعثمان ، وعلي بن أبي طالب ، وزيد بن ثابت ، وبسرة (٥) بنت صفوان.

روى عنه : سهل بن سعد ، وابنه عبد الملك بن مروان ، وعروة بن الزبير ، وعلي بن الحسين ، وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود ، ويزيد بن أبي كبشة (٦) ، وسعيد بن

__________________

(١) البيتان في أسد الغابة ١ / ١٩٩ والأول في الإصابة ١ / ١٣٩.

(٢) في أسد الغابة : وخبّت.

(٣) في أسد الغابة : ببدر لنا بيت.

(٤) ترجمته في طبقات ابن سعد ٥ / ٣٥ ونسب قريش للمصعب ص ١٥٩ وتهذيب الكمال ١٨ / ١٣ وتهذيب التهذيب ٥ / ٤٠٤ وفوات الوفيات ٤ / ١٢٥ وسير أعلام النبلاء ٣ / ٤٧٦ والتاريخ الكبير ٧ / ٣٦٨ وتاريخ الطبري (الفهارس العامة) ، والإمامة والسياسة (الفهارس) الكامل لابن الأثير (الفهارس) ، والبداية والنهاية : (الفهارس) ، والمحبر (الفهارس).

(٥) كذا بالأصل ، وم ، ود ، و «ز» : «بسرة» وفي تهذيب الكمال هنا : «يسرة» وفي ترجمتها في تهذيب الكمال : بسرة ٢٢ / ٣٠١.

(٦) رسمها في «ز» : كبئه وفوقها ضبة.

٢٢٤

المسيّب ، وأبو بكر بن عبد الرّحمن بن الحارث بن هشام ، ومجاهد بن جبير (١).

وكان كاتبا لعثمان بن عفّان في خلافته ، وولي إمرة المدينة غير مرة لمعاوية ، ثم بويع له بالخلافة بعد موت معاوية بن يزيد بن معاوية بالجابية ، وكان الضحّاك بن قيس قد غلب على دمشق وبايع بها ابن الزبير ، ثم دعا إلى نفسه ، فقصده مروان ، ووافقه بمرج راهط ، فقتل الضحّاك وغلب مروان على دمشق ، وأمّه أم عثمان ، وأسمها آمنة (٢) بنت علقمة بن صفوان.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر ، أنا أبو حامد الأزهري ، أنا أبو سعيد بن حمدون ، أنا أبو حامد أحمد بن محمّد بن الحسن.

ح وأخبرنا أبو عبد الله الفراوي ـ واللفظ لحديثه ـ أنا أبو بكر المغربي ، أنا أبو بكر الجوزقي ، أنا أبو حامد بن الشرقي ، ومكي بن عبدان قالا : نا محمّد بن يحيى ، نا عبد الرزّاق ابن همّام قال : قال معمر : قال الزهري : أخبرني عروة بن الزبير ، عن المسور بن مخرمة ، ومروان بن الحكم يصدق كل واحد منهما حديث صاحبه ، قالا (٣) :

خرج رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم زمن الحديبية في بضع عشرة مائة من الصحابة حتى إذا كان بذي الحليفة قلّد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم الهدي ، وأشعره ، وأحرم بالعمرة ، وبعث بين يديه عينا (٤) من خزاعة يخبره عن قريش ، وسار رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم حتى إذا كان بغدير (٥) الأشطاط قريبا من عسفان (٦) أتاه عينه الخزاعي فقال له : إني تركت كعب بن لؤي وعامر بن لؤي قد جمعوا لك الأحابيش ، وجمعوا لك جموعا هم قاتلوك أو مقاتلوك ، وصادّوك عن البيت ، فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «أشيروا عليّ ، أترون أن نميل إلى ذراري هؤلاء الذين أعانوهم ونسبيهم ، فإن قعدوا قعدوا موتورين محروبين ، وإن ينجوا يكن عنقا قطعها الله ، أم ترون أن نؤم البيت فمن صدّنا عنه قاتلناه؟» ، قال أبو بكر : الله ورسوله أعلم ، يا رسول الله ، إنّما جئنا معتمرين ولم نجئ لقتال أحد ، ولكن من حال بيننا وبين البيت قاتلناه ، فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «فروحوا إذا» [١١٩٧٦].

__________________

(١) في «ز» : «حسين» وفي د : حزم ، وفي م : جبر ، وقيل فيه : ابن جبر ، وقيل : ابن جبير.

(٢) بدون إعجام بالأصل ، وفي م ود ، و «ز» : «أمية» والمثبت عن تهذيب الكمال ، واسمها في جمهرة أنساب العرب : أرنب.

(٣) راجع مغازي الواقدي ٢ / ٥٧١ وما بعدها ، وسيرة ابن هشام ٣ / ٣٢١ وما بعدها.

(٤) بالأصل و «ز» وم : سبيا ، والمثبت عن د.

(٥) غدير الأشطاط : قريب من عسفان (معجم البلدان).

(٦) عسفان : قرية على بعد مرحلتين من مكة على طريق المدينة وقيل منهلة من مناهل الطريق بين الجحفة ومكة.

٢٢٥

قال الزهري : وكان أبو هريرة يقول : ما رأيت أحدا قط كان أكثر مشاورة لأصحابه من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

قال الزهري في بعض حديثه :

حتى إذا كان ببعض الطريق قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إن خالد بن الوليد بالغميم (١) في خيل لقريش طليعة فخذوا ذات اليمين» ، فو الله ما شعر بهم خالد حتى إذا كان بقترة الجيش ـ قال عبد الرزّاق : القترة الغبار ـ فانطلق يرتكض (٢) نذيرا لقريش.

وسار النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم حتى إذا كان بالثنية التي يهبط عليهم منها ، بركت به راحلته ، فقال الناس : حل حل (٣) ، فألحت ، فقالوا : خلأت (٤) القصواء خلأت القصواء ، فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «ما خلأت القصواء ، وما ذلك لها بخلق ، ولكن حبسها حابس الفيل» ، ثم قال : «والذي نفسي بيده لا يسألوني حطّة (٥) يعظّمون فيها حرمات الله إلّا أعطيتهم إيّاها» ثم زجرها ، فوثبت به.

قال : فعدل حتى نزل بأقصى الحديبية على ثمد (٦) قليل الماء ، إنما يتبرّضه (٧) الناس تبرّضا ، فلم يلبث الناس أن نزحوه ، فشكوا إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم العطش ، فنزع سهما من كنانته ثم أمرهم أن يجعلوه فيه ، قال : فو الله ما زال يجيش لهم بالريّ حتى صدروا عنه ، فبينما هم كذلك إذ جاءه بديل بن ورقاء الخزاعي في نفر من قومه بني خزاعة ، وكانوا عيبة نصح رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم من أهل تهامة ، فقال : إني تركت (٨) كعب بن لؤي ، وعامر بن لؤي نزلوا بحذاء مياه الحديبية ، معهم العوذ (٩) المطافيل وهم مقاتلوك وصادّوك عن البيت ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إنّا لم نجئ لقتال أحد ، ولكنّا جئنا معتمرين ، وإنّ قريشا قد نهكتهم الحرب وأضرت بهم فإن شاءوا ماددتهم مدة ويخلوا بيني وبين البيت ، فإن أظهر فإن شاءوا أن يدخلوا فيما دخل فيه

__________________

(١) الغميم : موضع بناحية الحجاز بين مكة والمدينة (معجم البلدان).

(٢) بالأصل وم و «ز» : يرتخص ، والمثبت عن د.

(٣) حل حل تقال للإبل لإزالتها عن مواضعها (القاموس).

(٤) خلأت أي بركت ، والخلاء في الإبل بمنزلة الحران في الدواب (راجع شرح السيرة لأبي ذر ص ٣٤٠).

(٥) يريد قول الله تعالى لبني إسرائيل : (وَادْخُلُوا الْبابَ سُجَّداً وَقُولُوا حِطَّةٌ) والمعنى اللهمّ حط عنا ذنوبنا.

(٦) الثمد : الماء القليل الذي لا مادة له.

(٧) برض الماء من العين إذا خرج وهو قليل.

(٨) بالأصل و «ز» ، وم : «فقال أبيّ بن كعب» صوبنا الجملة عن د.

(٩) العوذ المطافيل : ذوات الأولاد من الإبل.

٢٢٦

الناس فعلوا ، وإلّا وقد جمّوا ، وإن هم أبوا فو الذي نفسي بيده لأقاتلنهم على أمري هذا حتى تنفرد سالفتي (١) أو لينفذنّ الله أمره» ، فقال بديل : سأبلغهم ما تقول.

فانطلق حتى أتى قريشا ، فقال : إنا قد جئناكم من عند هذا الرجل فسمعناه يقول قولا ، فإن شئتم أن نعرضه عليكم فعلنا ، فقال سفهاؤهم : لا حاجة لنا في أن تحدّثنا عنه بشيء ، وقال ذوو الرأي منهم : هات ما سمعته يقول ، قال : سمعته يقول كذا وكذا ، فحدّثهم ما قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فقام عروة بن مسعود الثقفي فقال : ألستم بالوالد؟ قالوا : بلى ، قال : أولست بالولد؟ قالوا : بلى ، قال : هل تتهموني؟ قالوا : لا ، قال : تعلمون أني استنفرت أهل عكاظ ، فلما يلجّوا (٢) عليّ جئتكم بأهلي وولدي ومن أطاعني؟ قالوا : بلى ، قال : فإنّ هذا قد عرض عليكم خطّة رشد فاقبلوها ودعوني آته ، فقالوا : ائته.

فأتاه ، فجعل يكلّم النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم نحوا من قوله لبديل ، فقال عروة : أي محمّد ، أرأيت إن استأصلت قومك ، هل سمعت بأحد من العرب احتاج أصله قبلك ، وإن يكن الأخرى ، فو الله إني لأرى وجوها ، وأرى أوباشا من الناس خلقا أن يفروا ويدعوك ، فقال أبو بكر : امصص بظر اللات ، أنحن نفر عنه وندعه؟ فقال : من ذا؟ قال : أبو بكر ، قال : أما والذي نفسي بيده لو لا يد كانت لك عندي لم أجزك بها لأجبتك (٣).

قال : فجعل يكلم النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم فكلما كلمه بكلمة أخذ بلحيته ، والمغيرة بن شعبة قائم على رأس النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ومعه السيف وعليه المغفر ، فكلما أهوى عروة بيده إلى لحية النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ضرب يده بنعل السيف ، فقال : أخر يدك عن لحية النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم. فرفع عروة رأسه فقال : من هذا؟ قال : المغيرة بن شعبة. قال : أي غدر ، أولست أسعى في غدرتك.

فقال : وكان المغيرة صحب قوما في الجاهلية فقتلهم وأخذ أموالهم ، ثم جاء فأسلم ، فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «أما الإسلام فأقبل ، وأما المال فلست منه في شيء.»

ثم إن عروة جعل برمق صحابة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم بعينيه. قال : فو الله ما تنخم رسول الله

__________________

(١) السالفة صفحة العنق ، وهما سالفتان من جانبيه ، وكنى بانفرادهما عن الموت ، وقيل إنه أراد : حتى يفرق بين رأسي وجسدي (النهاية لابن الأثير).

(٢) بلحوا : امتنعوا عن الإجابة (شرح الزرقاني على المواهب اللدنية).

(٣) كان عروة بن مسعود قد استعان في حمل دية ، فأعانه الرجل بالفريضتين والثلاث وأعانه أبو بكر بعشر فرائض ، فكانت هذه يد أبي بكر عند عروة بن مسعود.

٢٢٧

صلى‌الله‌عليه‌وسلم نخامة إلّا وقعت في كف رجل منهم فذلك بها وجهه وجلده. وإذا أمرهم ابتدروا أمره ، وإذا توضأ كادوا يقتتلون على وضوئه ، وإذا تكلموا خفضوا أصواتهم عنده ، وما يحدون إليه النظر تعظيما له.

فرجع عروة إلى أصحابه ، فقال : أي قوم ، والله لقد وفدت على الملوك ، ووفدت على قيصر وكسرى والنجاشي ، والله ما رأيت ملكا قط يعظمه أصحابه ما يعظم أصحاب محمد محمدا ، والله إن يتنخم نخامة إلّا وقعت في كف رجل منهم فدلك بها وجهه وجلده ، فإذا أمرهم ابتدروا أمره ، وإذا توضأ كادوا يقتتلون على وضوئه. وإذا تكلموا خفضوا أصواتهم عنده ، وما يحدون إليه النظر تعظيما له ، وإنه قد عرض عليكم خطة رشد فاقبلوها.

فقال رجل من كنانة : دعوني آته ، فقالوا : ائته ، فلما أشرف على النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم وأصحابه ، قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «هذا فلان وهو من قوم يعظمون البدن ، فابعثوها إليه» واستقبله القوم بلبون ، فلما رأى ذلك قال : سبحان الله ، ما ينبغي لهؤلاء أن يصدوا عن البيت. فرجع إلى أصحابه فقال : رأيت البدن قد قلّدت وأشعرت ، فما أرى أن يصدوا عن البيت.

فقام رجل منهم يقال له مكرز بن حفص ، فقال : دعوني آته ، فقالوا : ائته ، فلما أشرف عليهم قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «هذا مكرز ، وهذا رجل فاجر» (١) فجاءه ، فجعل يكلم النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فبينما هو يكلمه إذا جاء سهيل بن عمرو.

قال معمر : فأخبرني أيوب عن عكرمة أنه لما جاء سهيل قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم «قد سهل لكم من أمركم».

قال الزهري في حديثه :

فجاء سهيل بن عمرو ، فقال : هات اكتب بيننا وبينك كتابا ، فدعي الكاتب ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «اكتب بسم الله الرحمن الرحيم» فقال سهيل : أما الرحمن فو الله ما أدري ما هو ، ولكن اكتب : باسمك اللهم ، كما كنت تكتب ، فقال المسلمون : والله لا نكتبها إلا بسم الله الرحمن الرحيم ، فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «اكتب باسمك اللهم» ثم قال : «هذا ما قاضى عليه محمد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم» فقال سهيل [بن عمرو] : والله لو كنا نعلم أنك رسول الله ما صددناك عن البيت ، ولا قاتلناك ، ولكن اكتب : محمد بن عبد الله ، فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «والله إني لرسول الله وإن كذبتموني ، اكتب : محمد بن عبد الله»

__________________

(١) في مغازي الواقدي : إن هذا رجل غادر.

٢٢٨

قال الزهري : وذلك لقوله : لا يسألوني خطة يعظمون فيها حرمات الله إلّا أعطيتهم إياها.

فقال له النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «على أن تخلّوا بيننا وبين البيت فنطوف به» فقال سهيل : والله لا تتحدث العرب أنا أخذنا ضغطة ، ولكن لك من العام المقبل ، فكتب. فقال سهيل : وعلى أن يأتيك منا رجل وإن كان على دينك إلّا رددته إلينا ، فقال المسلمون : سبحان الله ، كيف يرد إلى المشركين وقد جاء مسلما؟ فبينما هم كذلك إذ جاء أبو جندل بن سهيل بن عمرو يرسف في قيوده ، وقد خرج من أسفل مكة حتى رمى بنفسه بين أظهر المسلمين. فقال سهيل : هذا ـ يا محمد ـ أول ما أقاضيك عليه أن ترده إليّ. فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إنا لم نقض الكتاب بعد» قال : فو الله إنا لا نصالحك إذا على شيء أبدا. قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «فأجره لي» قال : ما أنا بمجيره لك. قال : «بلى فافعل» قال : ما أنا بفاعل. قال مكرز : بلى قد أجرناه لك ، قال أبو جندل : يا معشر المسلمين ، أأرد إلى المشركين وقد جئت مسلما؟ ألا ترون ما قد لقيت؟ ـ وقد عذب عذابا شديدا في الله ـ فقال عمر بن الخطاب : والله ما شككت منذ أسلمت إلّا يومئذ ، فأتيت النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فقلت : يا رسول الله ، ألست نبي الله؟ قال : «بلى» قلت : ألسنا على الحق وعدونا على الباطل؟ قال : «بلى» قال : قلت : فلم نعطي الدنية في ديننا إذا؟ قال : «إني رسول الله ولست أعصيه وهو ناصري» قلت : ألست كنت تحدثنا أنا سنأتي البيت فنطوف به؟ قال : «بلى» قال : «أوأخبرتك أنك تأتيه العام؟» قلت : لا ، قال : «فإنك آتيه ومطوف به» قال : فأتيت أبا بكر ، فقلت : يا أبا بكر أليس هذا نبي الله؟ قال بلى. قلت : ألسنا على الحق وعدونا على الباطل؟ قال : بلى. قلت : فلم نعطي الدنية في ديننا إذا؟ قال : أيها الرجل ، إنه رسول الله ، وليس يعصي ربه ، وهو ناصره. فاستمسك بغرزه حتى تموت ، فو الله إنه لعلى الحق ، قلت : أوليس كان يحدثنا أنا نأتي البيت ونطوف به؟. قال : بلى ، أفأخبرك أنا نأتيه العام؟ قلت : لا ، قال : فإنّك آتيه ومعطوف به. قال الزهري : قال عمر : فعملت لذلك أعمالا.

قال : فلما فرغ من قضية الكتاب قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «قوموا فانحروا ، ثم احلقوا» قال : فوا الله ما قام منهم رجل حتى قال ذلك ثلاث مرات ، فلما لم يقم منهم أحد قام فدخل على أم سلمة ، فذكر لها ما لقي من الناس. قالت أم سلمة : يا نبي الله أتحب ذلك؟ اخرج ، ثم لا تكلم أحدا منهم [كلمة حتى تنحر بدنك ، وتدعو حالقك فيحلقك ، فقام ، فخرج ، فلم يكلم أحدا منهم](١) حتى فعل ذلك ، فنحر بدنه ، ودعا حالقه ، فحلق ، فلما رأوا ذلك قاموا

__________________

(١) الزيادة لازمة للإيضاح عن د.

٢٢٩

فنحروا ، وجعل بعضهم يحلق بعضا ، حتى كاد بعضهم يقتل بعضا غمّا ، ثم جاءه نسوة مؤمنات فأنزل الله تعالى : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا جاءَكُمُ الْمُؤْمِناتُ مُهاجِراتٍ) حتى بلغ (بِعِصَمِ الْكَوافِرِ)(١) فطلق عمر يومئذ امرأتين كانتا له في الشرك ، فتزوج إحداهما معاوية بن أبي سفيان ، والأخرى صفوان بن أمية ثم رجع [إلى](٢) المدينة فجاءه أبو بصير (٣) ، رجل من قريش وهو مسلم ، فأرسلوا في طلبه رجلين ، فقالوا : العهد الذي جعلت لنا. فدفعه إلى الرجلين ، فخرجا به حتى بلغا به ذا الحليفة (٤) ، فجعلا يأكلان من تمر لهم. فقال أبو بصير لأحد الرجلين : والله إنى لأرى سيفك يا فلان هذا جيدا ، فاستله الآخر ، فقال : أجل ، إنه لجيد. والله جربت به ثم جربت به ، فقال أبو بصير : أرني أنظر إليه ، فأمكنه منه : فضربه به حتى برد ، وفرّ الآخر حتى بلغ المدينة ، فدخل المسجد يعدو ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم حين رآه «لقد رأى هذا أمرا» فلما انتهى إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : قتل والله صاحبي وإني لمقتول.

قال : فجاءه أبو بصير فقال : يا نبي الله ، قد والله أوفى الله ذمتك ، قد رددتني إليهم ، ثم أنجاني الله منهم ، قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «ويل أمه مسعر حرب لو كان له أحد» فلما سمع ذلك عرف أنه سيرده إليهم ، فخرج حتى أتى سيف البحر (٥).

قال : وتفلت منهم أبو جندل بن سهيل [بن عمرو] فلحق بأبي بصير ، فجعل لا يخرج من قريش رجل إلّا قد أسلم إلّا لحق بأبي بصير حتى تجمعت منهم عصابة.

قال : فو الله ما يسمعون بعير يخرج لقريش إلى الشام إلّا اعترضوها فقتلوهم وأخذوا أموالهم ، فأرسلت قريس إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم تسأل بالله وبالرحم لما أرسل إليهم ، فمن أتاه منهم فهو آمن. فأرسل النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم إليهم ، فأنزل الله عزوجل : (وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُمْ) حتى بلغ (حَمِيَّةَ الْجاهِلِيَّةِ)(٦) وكانت حميتهم أنهم لم يقروا أنه نبي الله ، ولم يقروا ببسم الله الرحمن الرحيم ، وحالوا بينه وبين البيت.

__________________

(١) سورة الممتحنة ، الآية : ١٠.

(٢) استدركت عن هامش الأصل.

(٣) هو عتبة بن أسيد بن جارية ، وقيل اسمه : عبيد ، وقيل : حارثة بدل : جارية (راجع الاستيعاب ، وأنساب الأشراف ١ / ٢١١ وسيرة ابن هشام ٣ / ٣٣٧).

(٤) ذو الحليفة : قرية بينها وبين المدينة ستة أميال أو سبعة ، ومنها ميقات أهل المدينة.

(٥) في سيرة ابن هشام : نزل العيص ، من ناحية ذي المروة ، على ساحل البحر.

(٦) سورة الفتح ، الآيات من ٢٤ إلى ٢٦.

٢٣٠

أخبرنا أبو عبد الله محمّد بن الفضل ، وأبو محمّد هبة الله بن سهل ، قالا : أنا أبو عثمان البحيري (١) ، أنا أبو عمرو بن حمدان.

ح وأخبرتنا أم المجتبى العلوية قالت : قرئ على إبراهيم بن منصور ، أنا أبو بكر بن المقرئ ، قالا : أنا أبو يعلى ، نا عمرو بن حصين ، نا ابن علاثة ، عن ثور بن يزيد عن (٢) خالد بن معدان قال : سمعت عبد الملك بن مروان يحدّث عن أبيه مروان بن الحكم عن (٣) زيد بن ثابت قال :

شكوت إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم أرقا أصابني ، فقال : «قل : اللهم غارت النجوم وهدأت العيون ، وأنت حيّ قيوم لا تأخذه سنة ولا نوم ، يا حيّ يا قيّوم أهدئ لي ليلى ، وأنم عيني» [١١٩٧٧] فقلتها ، فأذهب الله عني ما كنت أجد.

أخبرنا أبو القاسم الواسطي ، أنا أبو بكر الخطيب ، أنا علي بن أحمد عمّ المقرئ ، أنا محمّد بن عبد الله الشافعي ، نا معاذ بن المثنّى ، نا مسدّد ، نا بشر بن المفضل ، نا عبد الرّحمن ابن إسحاق ، عن الزهري عن سهل بن سعد قال :

رأيت مروان بن الحكم في المسجد جالسا ، فأقبلت حتى جلست إليه ، فأخبرنا أن زيد ابن ثابت أخبره أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أملى عليه : (لا يَسْتَوِي الْقاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ وَالْمُجاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ)(٤) ، فجاء ابن أم مكتوم وهو يمليها عليه فقال : والله يا رسول الله لو أستطيع أجاهد لجاهدت ، فأنزل الله ـ وفخذه على فخذه فثقلت حتى هبت أن ترضّ فخذي ، ثم سرّي عنه ـ (غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ)(٥).

قال : وأنا أبو بكر البرقاني قال : قرأت على أبي بكر أحمد بن إبراهيم الإسماعيلي ، أخبرك أبو جعفر محمّد بن نصر بن منصور المقرئ ، نا إبراهيم (٦) بن حمزة الزبيري ، نا إبراهيم بن سعد بن صالح بن كيسان ، عن الزهري ، حدّثني سهل بن سعد.

أنه رأى مروان بن الحكم جالسا في المسجد ، فجئت حتى جلست إلى جنبه ، فأخبرنا

__________________

(١) تحرفت في «ز» إلى : البختري.

(٢) تحرفت بالأصل و «ز» ، وم إلى «بن» والتصويب عن د. راجع ترجمة ثور بن يزيد في تهذيب الكمال ٣ / ٢٧٤.

(٣) تحرفت بالأصل و «ز» ، وم إلى : بن ، والتصويب عن د.

(٤) سورة النساء ، الآية : ٩٥.

(٥) سورة النساء ، الآية : ٩٥.

(٦) من قوله : الإسماعيلي .. إلى هنا استدرك على هامش «ز» ، وبعدها صح.

٢٣١

أن زيد بن ثابت أخبره أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أملا عليه : (لا يَسْتَوِي الْقاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ وَالْمُجاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ) ، قال : فجاءه ابن أم مكتوم وهو يملها عليّ ، فقال : يا رسول الله لو أستطيع الجهاد لجاهدت ، وكان رجلا أعمى ، فأنزل الله تعالى على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وفخذه على فخذه حتى هممت أن ترضّ فخذي ، ثم سرّي عنه ، وأنزل عليه (غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ).

مضبوط غير ، صوابه : هبت ، كما في الحديث قبله.

أخبرنا أبو الأعزّ قراتكين بن الأسعد ، أنا أبو محمّد الجوهري ، أنا أبو الحسن بن لؤلؤ ، أنا محمّد بن الحسين بن شهريار ، نا أبو حفص .... (١) قال :

ولد مروان في تلك السنة ـ يعني ـ بعد الهجرة بسنتين ومائة ، وهو ابن ثلاث وستين.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، وأبو العزّ ثابت بن منصور ، قالا : أنا أحمد بن الحسن ابن أحمد ـ زاد الأنماطي : وأحمد بن الحسن بن خيرون قالا : ـ أنا محمّد بن الحسن ، أنا محمّد بن أحمد بن إسحاق ، نا عمر بن أحمد بن إسحاق ، نا خليفة بن خيّاط قال (٢) :

مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أميّة بن عبد شمس ، يكنّى أبا عبد الملك ، أمّه أمية (٣) بنت علقمة بن صفوان بن أميّة بن الحارث بن مخدّج بن عامر بن ثعلبة بن الحارث بن كنانة بن خزيمة ، توفي سنة خمس وستين.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع ، أنا أبو عمرو بن مندة ، وأنا أبو محمّد بن يوة ، أنا اللّنباني (٤) ، نا ابن أبي الدنيا ، نا محمّد بن سعد قال (٥).

فيمن أدرك رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ورآه ولم يحفظ عنه شيئا : مروان بن الحكم بن أبي العاص ابن أميّة بن عبد شمس ، يكنّى أبا عبد الملك ، توفي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وهو ابن ثمان سنين ، ومات بدمشق سنة خمس وستين ، وهو ابن ثلاث وستين سنة ، روى عن عمر ، وعثمان.

قرأت على أبي غالب بن البنّا ، عن أبي محمّد الجوهري ، أنا أبو عمر بن حيّوية ، أنا

__________________

(١) اضطربت بالأصل وم ود و «ز» وصورتها : «العلايين» وفوقها في «ز» ضبة.

(٢) طبقات خليفة بن خيّاط ص ٤٠٥ رقم ١٩٨٤.

(٣) كذا بالأصل وم و «ز» ، وفي د آمنة ، وفي طبقات خليفة : أمينة.

(٤) تحرفت بالأصل وم و «ز» ود إلى : اللبناني ، بتقديم الباء.

(٥) الخبر برواية ابن أبي الدنيا ليس في الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد.

٢٣٢

أحمد بن معروف ، نا الحسين بن فهم ، نا محمّد بن سعد (١) قال.

في الطبقة الأولى من أهل المدينة : مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أميّة بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي ، وأمّه أم عثمان ، وهي آمنة (٢) بنت علقمة بن صفوان بن أمية بن محرّث بن خمل بن شقّ بن رقبة بن مخدّج بن الحارث بن ثعلبة بن مالك بن كنانة ، وأمّها الصعبة بنت أبي طلحة بن عبد العزى بن عثمان بن عبد الدار بن قصي.

أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمّد قالت : أنا أبو طاهر بن محمّد ، أنا أبو بكر بن المقرئ ، نا محمّد بن جعفر ، نا عبد الله بن سعد ، عن عمّه يعقوب بن إبراهيم قال :

أم مروان بن الحكم أم عثمان ـ يعني ـ واسمها آمنة بنت علقمة بن صفوان الكناني (٣) ، وأمّها الصعبة بنت طلحة بن عبد العزى بن عبد الدار ، وأمّها أرنبة بنت موهب بن عمران بن عمر بن وهب بن نعمان بن كندة.

كذا قال ، والمحفوظ أن أم ثويب (٤) أم ولد أبي طلحة بن عبد العزى بن عثمان بن عبد الدار بن قصي ، وهي الزرقاء ، التي يعيّر بها بنو مروان.

أخبرنا أبو غالب ، وأبو عبد الله ابنا أبي علي ، قالا : أنا أبو جعفر بن المسلمة ، أنا أبو طاهر المخلّص ، نا أحمد بن سليمان ، نا الزبير بن بكّار ، فذكر أسماء ولد أبي طلحة ثم قال : أمّهم أرنبة ، وهي الزرقاء بنت موهب بن النمران بن عمرو بن نعمان بن موهب بن الحارث الولّادة بن عمرو بن معاوية ، من كندة.

قال الزبير : وذكر أم مروان وأخوته لأبويه ، فقال : أمّهم آمنة بنت علقمة بن صفوان بن محرّث بن خمل بن شقّ (٥) بن رقبة بن مخدج بن الحارث بن ثعلبة بن كنانة.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي ، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر ، أنا أحمد بن الحسن ، والمبارك بن عبد الجبّار ، ومحمّد بن علي ـ واللفظ له ـ قالوا : أنا أبو أحمد ـ زاد أحمد : وأبو

__________________

(١) طبقات ابن سعد ٥ / ٣٥.

(٢) بدون إعجام بالأصل و «ز» ، والمثبت عن د ، وم ، وابن سعد.

(٣) تحرفت بالأصل و «ز» ، وم ، ود إلى : الكتاني.

(٤) بدون إعجام بالأصل و «ز» والإعجام عن م ، وفي د : أم أرنب.

(٥) بالأصل وم و «ز» : رشق ، والمثبت عن نسب قريش للمصعب ص ١٥٩ ود.

٢٣٣

الحسين الأصبهاني قالا : ـ أنا أحمد بن عبدان ، أنا محمّد بن سهل ، أنا محمّد بن إسماعيل قال (١) :

مروان بن الحكم بن أبي العاص أبو عبد الملك الأموي القرشي ، سمع بسرة بنت صفوان يعد في أهل المدينة.

وقال محمّد بن سعيد : أنا علي بن مسهر ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه قال : أخبره عن مروان بن الحكم ، ولا أخاله يتهم علينا ، قال : أصاب عثمان رعافا شديدا (٢) ، الحديث.

أخبرنا أبو الحسين الأبرقوهي ، وأبو عبد الله الأديب ، قالا : أنا ابن مندة ، أنا أبو علي ـ إجازة ـ.

ح قال : وأنا أبو طاهر ، أنا علي.

قالا : أنا ابن أبي حاتم قال (٣) :

مروان بن الحكم بن أبي العاص أبو عبد الملك القرشي الأموي ، مديني ، روى عن عمر ، وعثمان ، وعلي ، روى عنه سهل بن سعد ، وعلي بن الحسين ، وعروة بن الزبير ، وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة ، سمعت أبي يقول ذلك.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ، حدّثنا أبو محمّد الكتّاني ، أنا أبو القاسم تمام بن محمّد ، أنا أبو عبد الله الكندي ، نا أبو زرعة قال :

في الطبقة التي تلي أصحاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وهي العليا : مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أميّة.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا ، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي ، أنا أبو القاسم بن عتّاب ، أنا أحمد بن عمير ـ إجازة ـ.

ح وأخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد ، أنا الحسن بن أحمد ، أنا علي بن الحسن ، أخبرنا عبد الوهّاب بن الحسن ، أنا أحمد بن عمير ـ قراءة.

قال : سمعت ابن سميع يقول في الطبقة الأولى من التابعين : مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية.

__________________

(١) التاريخ الكبير للبخاري ٧ / ٣٦٨.

(٢) كذا بالأصل وم ، ود ، و «ز» : «رعافا شديدا» وفي التاريخ الكبير : رعاف شديد ، وهو أظهر.

(٣) الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ٨ / ٢٧١.

٢٣٤

أخبرنا أبو السعود بن المجلي ، نا أبو الحسين بن المهتدي.

ح وأخبرنا أبو الحسين بن الفرّاء ، أنا أبي أبو يعلى.

قالا : أنا عبيد الله بن أحمد بن علي ، أنا محمّد بن مخلد بن حفص قال : قرأت على علي بن عمرو ، حدّثكم الهيثم بن عدي قال : مروان بن الحكم ، أبو عبد الملك.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنا أحمد بن الحسن بن خيرون ، أنا أبو القاسم بن بشران ، أنا أبو علي بن الصوّاف ، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة قال : مروان بن الحكم ، أبو عبد الملك.

أخبرنا أبو الفتح الفقيه ، أنا أبو الفتح ، الفقيه ، أنا (١) طاهر بن محمّد بن سليمان ، نا علي بن إبراهيم بن أحمد ، نا يزيد بن محمّد بن إياس قال : سمعت أبا عبد الله المقدمي يقول : مروان بن الحكم ، يكنى أبا عبد الملك.

كتب إليّ أبو زكريا بن مندة ، وحدّثني أبو بكر اللفتواني عنه ، أنا عمّي أبو القاسم ، عن أبيه ، أنا عبد الله قال : قال : أنا أبو سعيد بن يونس (٢) :

مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أميّة بن عبد شمس بن عبد مناف ، يكنّى أبا عبد الملك ، قدم مصر سنة سبع وثلاثين لغزو المغرب مع معاوية بن خديج ، وقدمها أيضا بعد ما بويع له بالخلافة في الشام في جمادى الأولى سنة خمس وستين ، وخرج منها في رجب سنة خمس وستين أيضا ، وتوفي بعد ذلك بالشام في شهر رمضان سنة خمس وستين.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا ، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي ، أنا عبيد الله بن عثمان بن يحيى ، نا إسماعيل بن علي بن إسماعيل الخطبي ، قال : مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أميّة بن عبد شمس ، أبو عبد الملك الأموي القرشي ، بن عبد مناف ، وكنيته أبو عبد الملك ، وأمّه آمنة بنت علقمة (٣) بن صفوان الكنانية.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد ، أنا شجاع بن علي ، أنا أبو عبد الله (٤) بن مندة

__________________

(١) بالأصل وم و «ز» : «أنا أبو الفتح الفقيه ، أنا محمد بن سليمان» والمثبت عن د.

(٢) تحرفت بالأصل وم و «ز» إلى : يوسف ، والمثبت عن د.

(٣) بالأصل : بنت عبد الملك علقمة ، ثم شطبت لفظة «الملك».

(٤) تحرفت في «ز» إلى : «عبيد الله» ، وفي م : أسد الله.

٢٣٥

قال : مروان بن الحكم بن أبي العاص ، ولد في زمن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنا محمّد بن طاهر ، أنا مسعود بن ناصر ، أنا عبد الملك ابن الحسن ، أنا أبو نصر البخاري قال :

مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أميّة بن عبد شمس ، أبو عبد الملك القرشي الأموي ، المدني ، قال الواقدي : رأى النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ولم يحفظ عنه شيئا ، وتوفي النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم وهو ابن ثمان سنين.

وقال الواقدي أيضا : الحكم بن أبي العاص أسلم في الفتح ، وقدم على النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم فطرده من المدينة ، فنزل الطائف حتى قبض النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فرجع إلى المدينة فمات بها في خلافة عثمان رضي‌الله‌عنه ، [فصلى عليه](١) وضرب على قبره فسطاطا ، وسمع عثمان رضي‌الله‌عنه ، وعلي بن أبي طالب ، وزيد بن ثابت ، وعبد الرّحمن بن الأسود بن عبد يغوث ، وروى عنه سهل بن سعد الساعدي ، وعلي بن الحسين بن علي ، وعروة بن الزبير ، وأبو بكر بن عبد الرّحمن في الصلاة ، والحجّ.

قال الذهلي : قال يحيى بن بكير : ولد مروان ـ يعني ـ مع المسور بن مخرمة في تلك السنة ـ يعني ـ بعد الهجرة بسنتين ، وقال : سنّ مروان (٢) ثلاث وستين ، ومات سنة خمس وستين.

وقال خليفة : مات مروان بدمشق لثلاث (٣) خلون من شهر رمضان سنة خمس وستين ، وهو ابن ثلاث وستين سنة (٤) ، وهو أصغر من الزبير بأربعة أشهر (٥).

وقال الواقدي : مات بدمشق لهلال شهر رمضان سنة خمس وستين ، وهو ابن ثلاث وستين.

أنبأنا أبو علي الحدّاد قال : قال لنا أبو نعيم في معرفة الصحابة : مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أميّة بن عبد شمس.

__________________

(١) الزيادة استدركت عن هامش الأصل ، وبعدها صح.

(٢) أقحم بعدها بالأصل وم : «سنة» والمثبت يوافق «ز» ، ود.

(٣) تقرأ بالأصل و «ز» : «لليلات» والمثبت عن م ود.

(٤) تاريخ خليفة بن خيّاط ص ٢٦٢ (ت. العمري).

(٥) سير أعلام النبلاء ٣ / ٤٧٦.

٢٣٦

أخبرنا أبو بكر محمّد بن العباس ، أنا أحمد بن منصور بن خلف ، أنا أبو سعيد بن حمدون ، أنا مكي بن عبدان قال : سمعت مسلما يقول : أبو عبد الملك مروان بن الحكم ، سمع عثمان ، وعليا ، روى عنه عروة بن الزبير ، وعلي بن الحسين.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر ، عن جعفر بن يحيى ، أنا أبو نصر الوائلي ، أنا الخصيب بن عبد الله ، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن ، أخبرني أبي قال :

أبو عبد الملك مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أميّة بن عبد شمس.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو طاهر بن أبي الصقر ، أنا هبة الله بن إبراهيم ابن عمر ، نا أبو بكر المهندس ، نا أبو بشر الدولابي قال :

أبو عبد الملك مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أميّة بن عبد شمس بن عبد مناف.

أنبأنا أبو جعفر محمّد بن [أبي](١) علي ، قال (٢) : أنا أبو بكر الصفّار ، أنا أحمد بن علي بن منجويه (٣) ، أنا أبو أحمد الحاكم قال :

أبو عبد الملك مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أميّة بن عبد شمس بن عبد مناف القرشي الأموي ، يعد في أهل المدينة ، وأمّه آمنة بنت علقمة بن صفوان بن أمية بن الحارث ابن مخدّج بن عامر بن ثعلبة بن الحارث بن كنانة بن خزيمة ، توفي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وهو ابن ثمان سنين ، وسمع عمر ، وعثمان بن عفّان ، وبسرة بن صفوان الأسدية ، وهي خالة مروان ، روى عنه عروة بن الزبير ، وعلي بن الحسين بن أبي طالب ، رأى (٤) غير واحد من الأئمة ، ترك الاحتجاج بحديثه لما روي عنه في شأن طلحة بن عبيد الله ، وذكر سعيد بن كثير بن عفير أنه كان قصيرا ، أحمر ، أوقص (٥).

أخبرنا أبو محمّد بن طاوس ، وأبو (٦) المجد معالي بن هبة الله بن الحسن ، قالا : أنا سهل بن بشر ، أنا علي بن منير الخلّال ، أنا أبو محمّد الحسن بن رشيق ، أنا أحمد بن حمّاد ابن مسلم ، نا سعيد بن أبي مريم ، أنا يحيى بن إبراهيم ، حدّثني عبيد الله بن المغيرة أنه سمع

__________________

(١) زيادة عن د ، سقطت من الأصل وم و «ز».

(٢) بالأصل و «ز» وم : «قالا» وليست في د.

(٣) تحرفت بالأصل و «ز» ، وم إلى : زنجويه ، والمثبت عن د ، والسند معروف.

(٤) بالأصل : «غير رأى» وفوقهما علامتا تقديم وتأخير.

(٥) الأوقص : القصير العنق خلقة.

(٦) بالأصل : «أخبرنا أبو المجد» ومثله في م و «ز» ، والمثبت عن د. راجع مشيخة ابن عساكر ٢٤٣ / ب.

٢٣٧

الحارث بن سفيان يحدّث عن شيخ من الأنصار يقال له : الحارث بن سعد بن أبي ذياب.

أن عمر بن الخطّاب خطب امرأة على جرير البجلي وعلى مروان بن الحكم ، وعلى عبد الله بن عمر ، فدخل على أم المرأة وابنتها في قبّتها عليها ستر ، فقال : إن جرير البجلي يخطب إليكم أسلم ، وهو سيد أهل المشرق ، ومروان بن الحكم ، وهو سيّد شباب قريش ، وعبد الله بن عمر وهو من قد علمتهم ، وعمر ، فسكتت المرأة وقالت : أجادّ أمير المؤمنين؟ قال : نعم ، قال : قد أنكحناك يا أمير المؤمنين ، أنكحوه.

قال : ونا سعد ، أنا يحيى والليث بن سعد عن (١) عياش بن عباس ، عن بكير بن عبد الله مثله.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ، أنا أبو محمّد الحسن بن علي بن عبد الصمد الكلاعي ، أنا تمام بن محمّد ، أخبرني أبو الحسين ، أخبرني أبو بكر محمّد بن يحيى بن آدم ، وأبو علي أحمد بن أبي الحسين الصفّار المصريّان ، قالا : نا محمّد بن عبد الله بن عبد الحكم قال :

سمعت الشافعي يقول لما انهزم الناس بالبصرة يوم الجمل كان علي بن أبي طالب يسأل عن مروان بن الحكم ، فقال رجل : يا أمير المؤمنين ، إنك لتكثر السؤال عن مروان بن الحكم ، فقال : تعطفني عليه رحم ماسّة وهو مع ذلك سيّد من شباب قريش (٢).

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ، حدّثنا أبو محمّد الكتّاني ، أنا أبو محمّد بن أبي نصر ، أنا أبو الميمون ، نا أبو زرعة (٣) ، حدّثني أحمد بن شبويه ، نا سليمان بن صالح ، حدّثني عبد الله بن المبارك ، عن جرير بن حازم ، عن عبد الملك بن عمير ، عن قبيصة بن جابر ، عن معاوية أنه قال لما سأله من ترى لهذا الأمر بعدك؟ وأما القارئ لكتاب الله ، الفقيه في دين الله ، الشديد في حدود الله مروان بن الحكم.

أنبأنا أبو محمّد عبد الله بن منصور بن هبة الله بن الموصلي ، أنا أبو الحسين بن الطّيّوري ، أنا عبد العزيز بن علي الأزجي ، أنا عبد الرّحمن بن عمر بن أحمد بن جمّة الخلّال ، أنا محمّد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة ، نا جدي ، نا أبو سلمة التبوذكي ، نا جرير بن

__________________

(١) تحرفت بالأصل وم و «ز» إلى «بن» والمثبت عن د.

(٢) سير أعلام النبلاء ٣ / ٤٧٧.

(٣) تاريخ أبي زرعة الدمشقي ١ / ٥٩٢ و ٥٩٣.

٢٣٨

حازم قال : سمعت عبد الملك ـ يعني ـ ابن عمير ، عن قبيصة بن جابر قال :

بعثني (١) زياد إلى معاوية في حوائج فلمّا قضاها وفرغ منها قلت : يا أمير المؤمنين ، كل (٢) ما جئت له قد قضيته له وقد بقيت لي حاجة ، فاحذرها (٣) مصدرها ، قال : ما هي؟ قلت : لمن هذا الأمر من بعدك؟ قال : فيم أنت من ذاك؟ قلت : ولم ، فو الله إنّي لقريب القرابة ، عظيم الشرف ، وادّ الصدر ، فسكت ساعة ثم والى بين أربعة رهط من بني عبد مناف ، فقال : كريمة (٤) قريش : سعيد بن العاص ، وفتى قريش حياء ودماثة وسخاء فابن عامر ، وأما الحسن (٥) بن علي فرجل سخي رقيق كريم ، وأما القارئ لكتاب الله الفقيه في دين الله ، الشديد في حدود الله فمروان بن الحكم ، وأمّا رجل نفسه فعبد الله بن عمر ، وأما الذي برد الشريعة مع الدواهي السباع ويروغ روغان الثعلب ، فابن الزبير.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو الفضل بن البقّال ، أنا أبو الحسين بن بشران ، أنا عثمان بن أحمد ، نا حنبل بن إسحاق قال : سمعت أبا عبد الله أحمد بن حنبل يقول : مروان بن الحكم كان عنده قضاء ، وكان يتبع قضاء عمر.

أخبرنا أبو القاسم زاهر ، وأبو بكر وجيه بن طاهر قالا : أنا أبو حامد أحمد بن الحسن ، أنا أبو محمّد الحسن بن أحمد بن محمّد ، أنا أبو بكر عبد الله بن محمّد بن مسلم الإسفرايني ، نا محمّد بن غالب الأنطاكي ، نا أبو الجواب ، نا يونس بن أبي إسحاق ، عن أبو إسحاق بن أبي بردة قال :

قال لي مروان بن الحكم ولقيني فقال : يا بن أبي موسى ، أيثبت أن الجد لا ينزل عندكم بمنزلة الأب ، إذا لم يكن أب ، قال : قلت : نعم ، قال : لم لا تغيّرون؟ قال : قلت : لو كنت أنت لم تقدر تغير قال : فقال : أشهد على عثمان أنه شهد على أبي بكر أنه جعل الجد بمنزلة الأب إذا لم يكن أب (٦).

__________________

(١) تحرفت بالأصل وم و «ز» إلى : «يعني» ، والمثبت عن د.

(٢) بالأصل وم و «ز» : قل ، تصحيف ، والمثبت عن د.

(٣) كذا بالأصل وبقية النسخ ، وفي تاريخ أبي زرعة : فأصدرها مصدرها.

(٤) كذا بالأصل وبقية النسخ ، وفي تاريخ أبي زرعة : كرمة قريش.

(٥) وكذا بالأصل ، وم ، و «ز» ، ود : «الحسن بن علي» يريد الحسن بن علي بن أبي طالب ، والمعروف أن الحسن تنازل عن الخلافة وأقام الصلح مع معاوية سنة ٤٠ ، والمراد بدون أي شك «الحسين بن علي».

(٦) الخبر التالي سقط من الأصل وم و «ز» ، وموجود في د ، نثبته هنا تعميما للفائدة وبدون تدخل في نصه :

٢٣٩

أخبرنا أبو محمّد بن طاوس ، أنا أبو القاسم بن [أبي](١) العلاء ، أنا عبد الرّحمن بن عبيد الله بن عبد [الله](٢) الحرقي ، أنا أحمد بن سليمان النجاد ، نا ابن أبي الدنيا ، حدّثني إبراهيم بن عبد الله ، حدّثني محمّد بن إسماعيل بن عيّاش ، حدّثني أبي ، حدّثني صفوان بن عمر ، عن شريح بن عبيد وغيره قال : كان مروان بن الحكم إذا ذكر الإسلام قال :

بنعمة ربي لا بما قدّمت يدي

ولا ببراءتي إنّني كنت خاطئا

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة السلمي ، وأبو محمّد طاهر بن سهل ، قالا : أنا أبو الحسين بن مكي ، أنا الميمون بن حمزة ، أنا أحمد بن عبد الوارث العسّال ، نا عيسى بن حمّاد ، أنا الليث بن يزيد ، عن سالم ـ وهو [أبو](٣) النضر ـ أن مروان شهد جنازة ، فلما انصرف قال أبو هريرة : أصاب قيراطا وحرم قيراطا ، فأخبر بذلك ، فأقبل يجري قد بدت ركبتاه ، فقعد حتى أذن له.

أخبرنا أبو غالب الماوردي ، أنا أبو الحسن السيرافي ، أنا أحمد بن إسحاق ، نا أحمد ابن عمران ، نا موسى ، نا خليفة (٤) قال :

__________________

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر المقرى ، أنا أبو حامد أحمد بن الحسن الأزهري ، أنا أبو سعيد محمّد بن كثير ... ابن حمدون ، أنا أبو حامد أحمد بن محمّد بن الحسن نا أبو عبد الله محمّد بن يحيى الذهلي نا سعيد بن كثير بن عفير الأنصاري ، أنا عبد الله بن وهب عن يونس عن ابن شهاب قال : أخبرني قبيصة بن ذؤيب : أن امرأة نذرت أن تنحر ابنها عند الكعبة في أمر إن فعلته ، ففعلت ذلك الأمر ، فقدمت المدينة تستفتي عن نذرها ، فجاءت عبد الله بن عمر ، فقال لها عبد الله : لا أعلم الله أمر في النذر إلا الوفاء قالت المرأة : فأنحر ابني ، فقال عبد الله بن عمر : قد نهاكم الله أن تقتلوا أنفسكم ، ثم لم يزدها ابن عمر على ذلك ، فجاءت عبد الله بن عباس فاستفتته في ذلك ، فقال : أمر الله بوفاء النذر ، ونهاكم أن تقتلوا أنفسكم وقد كان عبد المطلب بن هاشم نذر إن توافى له عشرة رهط أن ينحر أحدهم ، فلما توافى له عشرة أقرع بينهم أيهم ينجو ، فصارعت القرعة على عبد الله بن عبد المطلب ، وكان أحب الناس إلى عبد المطلب ، فقال عبد المطلب : اللهم أهذا ومائة من الإبل؟ ثم أقرع بينه وبين مائة من الإبل الجاهلية ، فصارت القرعة على نحر مائة من الإبل ، فقال ابن عباس للمرأة فإني أرى أن تنحري مائة من الإبل وكان ذاك ، فبلغ الحديث مروان بن الحكم وهو أمير المؤمنين ، فقال : ما أدنى ابن عمر وابن عباس ، أصابا الفتيا ، إنه لا نذر في معصية الله ، استغفري الله وتوبي إليه واعملي ... من الخير ، فأما أن تنحري ابنك فإن الله قد نهاك عن ذلك ، فسرّ الناس بذلك ، وأعجبهم قول مروان بن الحكم ورأوا أن قد أصاب الفتوى ، فلم تزل الناس يفتون بأن لا نذر في معصية الله.

(١) زيادة عن د.

(٢) زيادة عن م و «ز» ، ود.

(٣) سقطت من الأصل ، واستدركت عن م ، ود ، و «ز» ، وهو سالم بن أبي أمية القرشي ، أبو النضر المدني ، ترجمته في تهذيب الكمال ٧ / ٤.

(٤) تاريخ خليفة بن خيّاط ص ١٧٨ و ١٧٩ (ت. العمري).

٢٤٠