أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]
المحقق: علي شيري
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ١
الصفحات: ٤٥٥
رسول الله صلىاللهعليهوسلم ولا أبو بكر ولا عمر ، قالوا : فما حملك على أن دخلت فيه؟ قال : لم يدعني زياد ولا شريح ولا الشيطان حتى دخلت فيه.
قال : ونا عباد بن عباد ، عن عاصم الأحول ، عن الشعبي قال : استعمل زياد مسروقا على السلسلة ، فانطلق فمات بها ، فقيل له : كيف خرج من عمله؟ قال : ألم تروا إلى الثوب يبعث به إلى القصّار (١) فيجيد غسله فكذلك خرج من عمله.
أخبرنا (٢) أبو محمّد بن الإسفرايني ، نا عبيد الله بن إبراهيم بن كبيبة ، أنا أبو مسلم الأصبهاني ، أنا أبو بكر محمّد بن الحارث بن أبيض ، أنا أبو عثمان سعيد بن هاشم بن مرثد الطبراني ، نا دحيم ، نا سعيد بن منصور ، أنا هشيم ، أنا مغيرة ، عن الشعبي قال :
لما بعث زياد مسروقا إلى السلسلة شيّعه أصحابه ، فلمّا انصرفوا قال له شاب : يا مسروق ، إنك قد أصبحت قريع القراء ، وإنّ زينك لهم زين ، وإنّ شينك لهم شين ، فلا تحدّث نفسك بفقر ولا بطول أمل.
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن محمّد بن الفضل ، أنا أبو منصور بن شكرويه ، أنا أبو بكر بن مردويه ، أنا أبو بكر الشّحّامي (٣) ، نا معاذ بن المثنّى ، نا مسدّد ، نا أبو عوانة ، عن المغيرة ، عن الشعبي.
أن رجلا كان يجلس إلى مسروق (٤) ، فكان في آخر من ودّعه ، فقال : يا أبا عائشة ، إنك قريع القرّاء وسيّدهم ، وإن زينك لهم زين ، وإن شينك لهم شين ، فلا تحدّثن نفسك بفقر ، ولا بطول عمر.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن الحسين بن علي ، وأبو العباس أحمد بن محمّد بن أبي سعيد ، قالا : نا أبو الحسين بن [المهتدي](٥) ، أنا أبو بكر محمّد بن يوسف بن محمّد العلّاف ، نا أبو القاسم البغوي ، نا عبد الله بن عون الخراز (٦) ، نا المبارك بن سعيد ، عن (٧) مسروق ، عن أبيه.
__________________
(١) في «ز» : القضاء.
(٢) كتب فوقها في «ز» ود : ملحق.
(٣) مكانها بياض في «ز» ، وم.
(٤) قوله : «يجلس إلى مسروق» مكانه بياض في «ز».
(٥) بياض بالأصل وم ، والمثبت عن د ، وفي «ز» : القاضي.
(٦) كذا بالأصل وم و «ز» ، وفي د : الخزاز.
(٧) قوله : «نا المبارك بن سعيد ، عن» مكانه بياض في «ز».
أن مسروقا حين خرج نحو السلسلة فشيّعه من قراء الكوفة (١) أربعة آلاف أو نحو ذلك ، قال : فلقيه رجل منا على فرس ، قال : فدنا منه فقال : إنك قريع قراء أهل هذه القرية ، وإن ما زانك زانهم ، وإن ما شانك شانهم ، وإني أعيذك بالله أن تحدّث نفسك (٢) بفقر أو بطول أمل ، ثم ثنى عنان فرسه راجعا ، قال : فجعل مسروق ينظر لي ويعجب (٣) من كلامه.
أخبرنا أبو عبد الله الفراوي ، أنا أبو الحسين الفارسي ، أنا أبو سليمان الخطابي قال :
في حديث مسروق أنه خرج إلى سفر ، فكان آخر من ودّعه رجل من جلسائه ، فقال له : إنك قريع القرّاء ، وإن زينك زين لهم ، وشينك لهم شين ، فلا تحدّثنّ نفسك بفقر ، ولا بطول (٤) عمر (٥).
حدّثناه أحمد بن إبراهيم بن مالك ، نا الحسن بن سفيان ، نا أبو بكر بن أبي شيبة ، نا عفّان ، نا أبو عوانة ، عن مغيرة ، عن عامر :
القريع فحل الإبل ، ضرب به المثل ، يريد : أنك رئيس القرّاء (٦) ، وإمامهم ، والقريع أيضا : المختار والمنتخب ، وقرعة الشيء خياره ، قال الأصمعي : اقترعت الشيء إذا اخترته ، وسمي قريعا لأنه اقترع أي اختير.
أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ، نا أبو محمّد الكتّاني ، أنا أبو محمّد بن أبي نصر ، أنا أبو الميمون ، نا أبو زرعة (٧) ، نا عمر بن حفص ، نا أبي ، نا الأعمش ، عن مسلم قال :
قدم مسروق من السلسلة (٨) ، فكنت أمشي معه ، فلقيه قوم فأثنوا عليه وقالوا : جزاك الله خيرا ، كنت عفيفا ، فقال مسروق : (أَفَمَنْ وَعَدْناهُ وَعْداً حَسَناً فَهُوَ لاقِيهِ)(٩).
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو بكر بن الطبري ، أنا أبو الحسين بن الفضل ،
__________________
(١) بالأصل : «قرى الكور» والمثبت عن م ، ود ، وقوله : الكوفة أربعة آلاف. ومكانه بياض في «ز».
(٢) قوله : «أن تحدث نفسك» مكانه بياض في «ز».
(٣) قوله : «ينظر لي ويعجب» مكانه بياض في «ز».
(٤) بالأصل وم طول ، والمثبت عن «ز» ، ود.
(٥) في «ز» : أمل.
(٦) في «ز» : رئيس القوم.
(٧) رواه أبو زرعة الدمشقي في تاريخه ١ / ٦٥٣.
(٨) في معجم البلدان ورد سلسل ، قال ياقوت إنها جبل من جبال الدهناء ، وسلسل أيضا : نهر في سواد العراق ، في طريق خراسان.
(٩) سورة القصص ، الآية : ٦١.
أنا عبد الله ، نا يعقوب (١) ، حدّثني إسماعيل بن الخليل ، نا علي بن مسهر ، عن الأعمش ، عن مسلم قال :
وكان ـ يعني مسروقا ـ على السلسلة ، فقدم إلى الكوفة ، فاشترى كبشا باثنين وعشرين درهما ، فلم يكن عنده نقد ، فاستقرضها من بعض جيرته ، فدخل القصر وأنا معه ، فلقيه قوم ، فأثنوا عليه ، فقالوا : جزاك الله خيرا ، فقد عدلت وأحسنت ، فلم يزد على (٢) أن قرأ هذه الآية : (أَفَمَنْ وَعَدْناهُ وَعْداً حَسَناً) حتى بلغ : (هُوَ يَوْمَ الْقِيامَةِ مِنَ الْمُحْضَرِينَ).
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم ، أنا رشأ بن نظيف ، أنا الحسن بن إسماعيل ، أنا أحمد بن مروان ، نا إبراهيم بن نصر النهاوندي ، نا عبيد بن يعيش قال :
دعا أعرابي لمسروق فقال : وقاك الله خشية الفقر وطول الأمل ، ولا جعلك دريئة (٣) للسفهاء ولا شينا على الفقهاء.
أخبرنا أبو محمّد عبد الرّحمن بن أبي الحسن ، أنا نصر بن أحمد ، أنا الخليل بن هبة الله ، أنا الحسن بن محمّد بن درستويه ، نا أبو الدحداح ، نا إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني ، نا أبو نعيم.
ح وأخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنا أبو الفضل بن خيرون ، أنا أبو القاسم بن بشران ، أنا أبو علي بن الصوّاف ، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة ، نا علي بن المديني ، نا يحيى بن سعيد (٤) قالا : نا سفيان عن أبي إسحاق عن سعيد بن جبير قال :
لقيني مسروق فقال : يا سعيد ، ما بقي شيء يرغب فيه إلّا أن نعفّر وجوهنا في هذا التراب.
أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ، نا أبو محمّد الكتّاني ، أنا أبو محمّد بن أبي نصر ، أنا أبو الميمون ، نا أبو زرعة (٥) ، حدّثني أبو نعيم ، نا سفيان ، عن أبي إسحاق ، عن سعيد بن جبير قال :
__________________
(١) رواه يعقوب بن سفيان في المعرفة والتاريخ ٢ / ٥٦١ ـ ٥٦٢.
(٢) بالأصل : «أن علي» وفوقهما علامتا تقديم وتأخير.
(٣) في «ز» : «درية» وفوقها ضبة.
(٤) في «ز» : «شعبة الو» ثم بياض ، وفي م : «والمعلى» وفي د : «القطان» وهو أشبه ، وقد سقطت اللفظة من الأصل.
(٥) تاريخ أبي زرعة الدمشقي ١ / ٦٥٤.
لقيني مسروق فقال : يا سعيد ، ما بقي شيء يرغب فيه إلّا أن نعفّر وجوهنا في التراب.
أخبرنا أبو محمّد الحسن بن أبي بكر ، أنا أبو عاصم الفضيل (١) بن يحيى ، أنا عبد الرّحمن بن أحمد بن محمّد بن أبي شريح ، أنا أبو عبد الله محمّد بن عقيل بن الأزهر ، نا أبو عبيدة ـ يعني السري بن يحيى ـ نا قبيصة ، نا يونس ، عن أبي إسحاق قال :
لقي مسروق سعيد بن جبير ، فقال : يا سعيد ، ما بقي من الدنيا شيء يرغب فيه إلّا أن نعفّر هذه الوجوه في التراب للرّحمن (٢).
أخبرنا أبو غالب بن البنّا ، أنا أبو محمّد الجوهري ، أنا أبو عمر بن حيّوية ، أنا أبو محمّد بن صاعد ، نا الحسين بن الحسن ، نا محمّد بن أبي عدي ، وعبد الرّحمن بن مهدي ، قالا : نا شعبة (٣) ، عن إسماعيل بن أبي خالد ، عن سعيد بن جبير قال :
قال مسروق : ما آسى من الدنيا على شيء إلّا السجود لله (٤).
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر ، أنا أبو بكر البيهقي ، أنا أبو عبد الله الحافظ ، أنا أبو العباس محمّد بن يعقوب ، نا محمّد بن إسحاق الصغاني ، نا أبو النضر ، نا شعبة ، عن إسماعيل ، عن سعيد بن جبير قال :
قال مسروق : ما أصبحنا وأمسينا نأسى على شيء من الدنيا إلّا على السجود لله تبارك وتعالى.
أخبرنا أبو الحسن المالكي ، نا ـ وأبو منصور بن خيرون ، أنا ـ أبو بكر الخطيب (٥) ، أنا علي بن محمّد بن عبد الله المعدّل ، نا دعلج بن أحمد ، نا إبراهيم بن أبي طالب (٦) ، نا أبو كريب ، نا حجّاج بن محمّد ، عن شعبة ، عن أبي إسحاق قال : حجّ مسروق فلم ينم إلّا ساجدا على وجهه حتى رجع.
أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمّد قالت : أنا أبو الفضل الرّازي ، أنا جعفر بن عبد الله ، نا محمّد بن هارون ، نا أبو كريب ، نا حجّاج بن محمّد ، عن شعبة ، عن أبي إسحاق قال : حج مسروق فلم ينم إلّا ساجدا على وجهه حتى رجع.
__________________
(١) تحرفت في «ز» إلى : الفضل.
(٢) سقطت اللفظة من «ز».
(٣) بالأصل : سفيان ، والمثبت عن د ، و «ز» ، وم.
(٤) سير أعلام النبلاء ٤ / ٦٦.
(٥) تاريخ بغداد ١٣ / ٢٣٤.
(٦) غير واضحة بالأصل ، والمثبت عن م ، و «ز» ، ود ، وتاريخ بغداد.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، وأبو الحسن بن عبد السّلام ، قالا : أنا أبو محمّد الصريفيني ، أنا ابن حبابة ، نا البغوي ، نا علي بن الجعد ، أنا شعبة ، عن أبي إسحاق قال : حج مسروق ، فما بات إلّا ساجدا.
أخبرنا أبو غالب بن البنّا ، [أنا] أبو محمّد الجوهري ، أنا أبو عمر بن حيّوية ، نا يحيى ابن محمّد بن صاعد ، نا الحسين بن الحسن ، أنا محمّد بن أبي عدي ، وعبد الرّحمن بن مهدي.
ح وأخبرنا أبو المعالي محمّد بن إسماعيل ، أنا أبو بكر البيهقي الحافظ.
ح وأخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو بكر بن الطبري ، قالا : أنا أبو الحسين ابن الفضل ، أنا عبد الله بن جعفر ، نا يعقوب (١) ، حدّثني أبو الوليد هشام بن عبد الملك ، وسليمان بن حرب ، قالوا : نا شعبة عن أبي إسحاق قال : حجّ مسروق فما نام إلّا ساجدا على وجهه.
أنبأنا أبو علي الحدّاد ، أنا أبو نعيم (٢) ، نا أبو حامد بن جبلة ، نا محمّد بن إسحاق ، نا أبو همام ، نا ضمرة ، عن العلاء بن هارون قال : سمعه يقول : حجّ مسروق فما افترش إلّا جبهته حتى انصرف.
أخبرنا أبو المعالي الفارسي ، أنا البيهقي ، أنا أبو عبد الله الحافظ قال : سمعت أبا سعد أحمد بن محمّد بن إبراهيم الفقيه يقول : سمعت إبراهيم بن محمّد بن سفيان يقول : سمعت أبا عصمة عاصم بن عاصم البيهقي يقول :
بتّ ليلة عند أحمد بن حنبل ، فجاء بالماء فوضعه ، فلما أصبح نظر إلى الماء فإذا هو كما كان ، فقال : سبحان الله ، رجل يطلب العلم لا يكون له ورد بالليل ، قال : قلت : مسافر ، قال : وإن كنت مسافرا ، حجّ مسروق فما نام إلّا ساجدا.
أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري ، وأبو القاسم زاهر بن طاهر ، قالا : أنا أبو بكر البيهقي.
__________________
(١) رواه يعقوب بن سفيان في المعرفة والتاريخ ٢ / ٥٦٠.
(٢) رواه أبو نعيم الحافظ في حلية الأولياء ٢ / ٩٥.
ح وأخبرنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن علي (١) القطّان ، أنا أبو الغنائم بن أبي عثمان (٢) ، قالا : أنا أبو الحسين بن بشران ، أنا دعلج بن أحمد ، نا محمّد بن نعيم ، نا عبد الصّمد بن سليمان بن أبي مطر قال :
بت ـ وقال ابن أبي عثمان : نمت (٣) ـ عند أحمد بن حنبل ، فوضع لي صاغرة ماء ، قال : فلمّا أصبحت وجدني لم أستعمله ، فقال : صاحب حديث لا يكون له ورد بالليل ، قال : قلت : مسافر ، قال : وإن كنت مسافرا ، حجّ مسروق فما نام إلّا ساجدا.
أخبرنا أبو الحسن (٤) المالكي ، نا ـ وأبو منصور بن خيرون ، أنا ـ أبو بكر الخطيب (٥) ، أنا ابن رزق ، أنا أحمد بن سليمان النجّاد ، نا أبو بكر عبد الله بن محمّد بن أبي الدنيا ، حدّثني أزهر بن مروان ، نا حمّاد بن زيد ، عن [أنس](٦) ابن سيرين (٧) ، عن امرأة مسروق قالت : كان مسروقا يصلي حتى تورم قدماه ، فربما جلست نهاري أبكي [خلفه](٨) مما أراه يصنع بنفسه.
أخبرنا أبو محمّد الدّاراني ، أنا نصر بن أحمد الهمداني ، أنا الحسن بن محمّد ، نا أبو الدحداح ، نا إبراهيم بن يعقوب ، نا نعيم ـ هو ابن حمّاد ـ نا عبد الله ـ هو (٩) ابن المبارك ـ أنا زائدة ، عن هشام ، عن محمّد ، عن امرأة مسروق قالت : ما كان مسروق يوجد إلّا وساقاه قد انتفختا من طول القيام ، قالت : والله إن كنت لأجلس خلفه فأبكي رحمة له.
أخبرنا أبو غالب بن البنّا ، أنا أبو محمّد الجوهري ، أنا أبو بكر بن إسماعيل ، وأبو عمر ابن حيّوية ، قالا : نا يحيى بن محمّد ، نا الحسين بن الحسن ، أنا عبد الله بن المبارك (١٠) ، أنا زائدة بن قدامة ، عن هشام بن حسّان ، عن محمّد ، عن امرأة مسروق ، قالت :
__________________
(١) كذا بالأصل ود ، وفي «ز» : «محمد» ومكان «بن علي» في م بياض قارن مع مشيخة ابن عساكر ١٧١ / ب.
(٢) بعدها في م أقحم : قالا : أنا أبو بكر محمد ثم بياض.
(٣) تحرفت بالأصل إلى : «بت» والمثبت عن ...
(٤) قوله : «أبو الحسن» مكانه بياض في «ز» ، وكتب على هامشه : مطموس بالأصل.
(٥) تاريخ بغداد ١٣ / ٢٣٤ وسير الأعلام ٤ / ٦٥.
(٦) زيادة عن تاريخ بغداد ، ود.
(٧) قوله : «عن أنس بن سيرين» مكانه بياض في «ز» ، وم وكتب على هامش «ز» : مطموس بالأصل.
(٨) زيادة عن م ، و «ز» ، ود ، وتاريخ بغداد.
(٩) قوله : «هو ابن المبارك ، أنا زائدة» مكانه بياض في «ز» ، وكتب على هامشها : مطموس بالأصل ، وبياض في م.
(١٠) رواه ابن المبارك في كتاب الزهد والرقائق ص ٣٢ رقم ٩٥.
ما كان مسروق يوجد إلّا وساقاه قد انتفختا من طول الصلاة ، قالت : والله إن كنت لأجلس خلفه فأبكي رحمة له.
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر ، وأخوه أبو بكر ، قالا : أنا عبد الرّحمن بن علي بن محمّد ، أنا يحيى بن إسماعيل بن يحيى ، أنا عبد الله بن محمّد بن الحسن ، نا عبد الله بن هاشم الطوسي ، نا وكيع ، نا حمّاد بن زيد ، عن أنس بن سيرين ، عن امرأة مسروق ، أن مسروقا كان يصلي حتى ترم قدماه ، وتجلس امرأته خلفه فتبكي مما يصنع بنفسه (١).
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد ، أنا أبو بكر محمّد بن هبة الله ، أنا محمّد بن الحسين ، أنا عبد الله بن جعفر ، نا يعقوب بن سفيان (٢) ، نا أبو النعمان ، نا حمّاد بن زيد ، عن أنس بن سيرين قال :
بلغنا بالكوفة أن مسروقا كان يفر من الطاعون ، فأنكر ذاك محمّد قال : وقال : انطلق بنا إلى امرأته نسألها ، قال : فدخلنا عليها ، فسألناها عن ذلك ، فقالت : كلا والله ، ما كان يفر ، ولكنه كان يقول : أيام تشاغل فأحبّ أن أخلو للعبادة ، وكان شيخا (٣) يخلو للعبادة ، قالت : فربما جلست خلفه أبكي مما أراه يصنع بنفسه ، وكان يصلي حتى تورمت قدماه ، قالت : وسمعته يقول : الطاعون ، والبطن ، والنّفساء ، والغرق ، من مات فيهن مسلما فهي له شهادة.
أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد الفقيه ، نا ـ وأبو منصور بن عبد الملك ، أنا ـ أبو بكر الخطيب (٤) ، أنا عبيد الله بن عمر الواعظ ، حدّثني أبي ، نا يعقوب بن أحمد بن ثوابة ـ بحمص ـ نا سعيد بن عثمان التنوخي ، نا علي بن الحسن السامي ، نا سفيان الثوري ، عن فطر ابن خليفة ، عن الشعبي قال :
غشي على مسروق بن الأجدع في يوم صائف ، وهو صائم ، وكانت عائشة زوج النبي صلىاللهعليهوسلم قد تبنته ، فسمى ابنته عائشة ، وكان لا يعصي ابنته شيئا ، قال : فنزلت إليه فقالت : يا أبتاه أفطر واشرب ، قال : ما أردت بي يا بنية؟ قالت : الرفق ، قال : يا بنية ، إنّما طلبت الرفق لنفسي في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة.
__________________
(١) كتب بعدها في «ز» ، ود :
آخر الجزء الخامس والستين بعد الأربعمائة من الأصل.
(٢) رواه يعقوب بن سفيان في المعرفة والتاريخ ٢ / ٥٦٠ ـ ٥٦١.
(٣) بالأصل ، وم ، و «ز» ، ود : «يتنحى» والمثبت عن المعرفة والتاريخ.
(٤) رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد ١٣ / ٢٣٤ وسير أعلام النبلاء ٤ / ٦٧ ـ ٦٨ وتهذيب الكمال ١٨ / ٤٧.
أخبرنا أبو الحسن السلمي الفقيه ، أنا أبو القاسم بن أبي العلاء السلمي.
ح وأخبرنا أبو المعالي الحسين بن حمزة السلمي (١) ، أنا أبو السرايا نجيب بن عمّار الغنوي.
قالا : أنا عبد الرّحمن بن عثمان التميمي ، أنا (٢) خيثمة بن سليمان القرشي ، نا الحسن ابن مكرم البزار البغدادي ، نا أبو بدر شجاع بن الوليد ، نا عبد الملك بن سعيد بن أبجر ، عن مسروق قال : كفى من العلم الخشية ، وكفى من الجهل أن يعجب رجل بعمله.
أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر ، أنا أبو بكر يعقوب بن أحمد بن محمّد الصيرفي ، نا أبو نعيم أحمد بن محمّد بن إبراهيم بن عيسى الأزهري ، نا أبو محمّد الحسين بن محمّد بن إسحاق الأزهري ، نا أبو بكر الجارودي ، نا محمّد بن رافع ، نا مصعب ، نا داود الطائي ، عن الأعمش ، عن مسروق قال :
بحسب المرء من العلم أن يخشى الله ، وكفى بالرجل جهلا أن يعجب بعمله.
قال : وأنا الأزهري ، نا إبراهيم بن عبد الله البصري ، نا بدل بن المحبر ، أنبأنا شعبة ، عن سليمان ، عن عبد الله بن مرّة ، عن مسروق قال :
كفى بالرجل علما أن يخشى الله ، وكفى بالرجل جهلا أن يعجب بعمله.
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد ، وأبو عبد الله يحيى بن الحسن ، قالا : أنا أبو محمّد الصريفيني ، أنا عمر بن إبراهيم بن أحمد بن كثير ، نا أبو القاسم البغوي ، نا أبو خيثمة ، نا جرير ، عن الأعمش ، عن أبي الضحى.
ح وأخبرنا أبو الحسن بن قبيس ، [نا أبي](٣) أنا أبو محمّد بن (٤) أبي نصر ، أنا علي بن يعقوب بن أبي العقب ، نا أبو عبد الرّحمن أحمد بن شعيب النسائي ، أنا محمّد بن رافع ، نا مصعب بن المقدام ، نا داود ـ هو ابن نصير الطائي ـ عن الأعمش ، عن مسلم ، عن مسروق قال :
بحسب المرء من العلم أن يخشى الله ، وبحسبه جهلا ـ وفي حديث داود : وبحسب المؤمن من الجهل وقالا : ـ أن يعجب بعمله.
__________________
(١) استدركت على هامش م.
(٢) من هنا إلى : الوليد ، استدرك على هامش م.
(٣) زيادة عن د ، وم.
(٤) من قوله : الصريفيني ... إلى هنا سقط من «ز».
قال : ونا أبو خيثمة ، نا عبد الرّحمن بن مهدي ، نا سفيان ، عن الأعمش ، عن عبد الله ابن مرّة ، عن مسروق قال :
بحسب المرء من العلم أن يخشى الله ، وبحسب الرجل من الجهل أن يعجب بعمله.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو محمّد الصريفيني ، أنا عمر بن إبراهيم بن أحمد ، نا أبو القاسم البغوي ، نا أبو خيثمة ، نا عبد الرّحمن بن مهدي ، نا شعبة ، عن الأعمش ، عن عبد الله بن مرّة ، عن مسروق قال :
كفى بالرجل علما أن يخشى الله ، وكفى بالرجل جهلا أن يعجب بعمله.
أخبرنا أبو الفضل محمّد بن إسماعيل ، وأبو المحاسن أسعد بن علي ، وأبو بكر أحمد ابن يحيى ، وأبو الوقت عبد الأول بن عيسى ، قالوا :
أنا عبد الرحمن بن محمد بن المظفر ، أنا عبد الله بن أحمد بن حمويه (١) أنا عيسى بن عمر بن العباس (٢) أنا عبد الله بن عبد الرّحمن الدارمي ، أنا أحمد بن عبد الله ، نا زائدة ، عن الأعمش ، عن مسلم ، عن مسروق قال :
كفى بالمرء علما أن يخشى الله ، وكفى بالمرء جهلا أن يعجب بعمله.
قال : وقال مسروق : المرء حقيق أن يكون له مجالس يخلو فيها فيذكر ذنوبه فيستغفر الله.
أخبرنا أبو غالب بن البنّا ، أنا أبو محمّد الجوهري ، أنا أبو عبد الله الحسين بن عمر (٣) ابن عمران بن حبيش الضراب ، نا محمّد بن سليمان ، نا محمّد بن عبد الله بن نمير الهمداني ، نا حفص بن غياث ، عن الأعمش ، عن أبي الضحى ، عن مسروق قال (٤) :
إن المرء لحقيق أن يكون له مجالس يخلو فيها فيذكر ذنبه ، فيستغفر الله تعالى منه.
أنبأنا (٥) أبو علي الحدّاد ، أنا أبو نعيم الحافظ (٦) ، نا أحمد بن محمّد بن الحسين (٧)
__________________
(١) بالأصل و «ز» ، وم : حيويه ، تصحيف ، والمثبت عن د.
(٢) من قوله : قالوا ... إلى هنا موجود بالأصل ثم شطبت كل الكلمات بخط أفقي.
(٣) قوله : «بن عمر» سقط من «ز» ، وم.
(٤) من آخر السند في الخبر السابق ، وسند هذا الخبر سقط كله من م.
(٥) الخبر التالي سقط من م.
(٦) رواه أبو نعيم الحافظ في حلية الأولياء ٢ / ٩٧.
(٧) كذا بالأصل ، وم ، و «ز» ، ود ، وفي حلية الأولياء : الحسن.
الصائغ ، نا أبو العباس السراج ، نا هنّاد بن السري ، نا أبو معاوية ، نا الأعمش ، عن مسلم ، عن مسروق قال : إن (١) المرء لحقيق أن يكون له مجالس يخلو فيها يتذكر ذنوبه ويستغفر منها.
قال (٢) : ونا أبو حامد بن جبلة ، نا محمّد بن إسحاق ، نا يوسف بن موسى ، نا عبد الرّحمن بن مغراء حدّثنا الأعمش ، عن أبي الضحى قال :
كان مسروق يقوم يصلي كأنه راهب ، وكان يقول لأهله : هاتوا كل حاجة لكم ، فاذكروها قبل أن أقوم إلى الصلاة.
أنبأنا أبو الفرج غيث بن علي ، أنا أبو العباس أحمد بن إبراهيم بن أحمد الرازي ـ بإسكندرية ـ أنا أبو القاسم هبة الله بن إبراهيم بن عمر بن الحسن ، أنا أبو بكر أحمد بن محمّد ابن إسماعيل ، أنا أبو الحسن محمّد بن محمّد بن عبد الله الباهلي ، نا أبو عبد الله أحمد بن إبراهيم بن كثير الدورقي ، نا أحمد بن يونس قال : سمعت نعيم بن يحيى التميمي قال :
كان مسروق يدخل منزله فكان بينه وبين أهله سترة فيتفرغ بما يريد ويقول : عليكم دنياكم.
أنبأنا أبو طالب بن يوسف ، وأبو نصر بن البنّا ، قالا : قرئ على أبي محمّد الجوهري ـ ونحن نسمع ـ عن أبي عمر بن حيّوية ، أنا أحمد بن معروف ، أنا الحسين بن الفهم ، نا محمّد ابن سعد (٣).
ح وأنبأنا أبو علي الحدّاد ، أنا أبو نعيم (٤) ، أنا القاضي أبو أحمد محمّد بن أحمد بن إبراهيم (٥) ـ في كتابه (٦) ـ نا محمّد بن أيوب.
قالا : أنا سعيد بن منصور ، نا يعقوب بن عبد الرّحمن ، حدّثني حمزة بن عبد الله بن عتبة بن مسعود قال : بلغني أن مسروقا ـ وفي حديث ابن سعد : أن مسروق بن الأجدع ـ أخذ
__________________
(١) من قوله السراج إلى هنا سقط من حلية الأولياء ، وكتب محققه في الهامش : بياض بالأصل.
(٢) القائل أبو نعيم الحافظ ، والخبر في حلية الأولياء ٢ / ٩٦.
(٣) رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى ٦ / ٨٢.
(٤) رواه أبو نعيم الحافظ في حلية الأولياء ٢ / ٩٦ ـ ٩٧.
(٥) من قوله : الفهم ... إلى هنا سقط من «ز».
(٦) زيد بعدها في حلية الأولياء : «قال : ثنا محمد بن كنانة قال».
بيد ابن أخ له ، فارتقى به على كناسة بالكوفة فقال : ألا أريك ـ وقال ابن سعد : أريكم ـ الدنيا ، هذه الدنيا ، أكلوها فأفنوها ، لبسوها فأبلوها ، ركبوها فأنضوها ، سفكوا فيها دماءهم ، واستحلوا فيها محارمهم ، وقطعوا فيها أرحامهم.
قرأت على أبي الفتح نصر الله بن محمّد ، عن أبي الحسين بن الطّيّوري ، أنا أبو الفضل عبيد الله بن أحمد بن علي الكوفي ، أنا أبو الحسين عبد الرّحمن بن عمر بن أحمد بن حمّة ، أنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة ، حدّثني جدي ، حدّثني محمّد بن عبد الله بن نمير ، أنا وكيع ، نا الأعمش ، عن أبي الضحى ، عن مسروق.
أنه أنشد مرة بيتا من شعر ، فسكت عن آخره ، فقيل له ، فقال : إني أكره أن يكتب في صحيفتي بيت شعر.
أخبرنا أبو غالب بن البنّا ، أنا أبو محمّد الجوهري ، أنا أبو عمر بن حيّوية ، وأبو بكر ابن إسماعيل ، قالا : نا ابن صاعد ، نا الحسين بن الحسن ، أنا عبد الله بن المبارك ، أنا سفيان ، عن الأعمش ، عن أبي الضحى ، عن مسروق أنه سئل عن بيت من شعر فكرهه ، فقيل له ، فقال : إني أكره أن أجد في صحيفتي شعرا (١).
أخبرنا أبو طالب بن يوسف ، وأبو نصر بن البنّا ـ في كتابيهما ـ قالا : قرئ على أبي محمّد الجوهري ونحن نسمع ، عن أبي عمر بن حيّوية ، أنا أحمد بن معروف ، أنا الحسين بن فهم ، نا محمّد بن سعد (٢) ، أنا هشام بن محمّد بن السائب الكلبي ، عن أبيه قال :
كان مسروق بن الأجدع قد شهد القادسية هو وثلاثة إخوة له : عبد الله ، وأبو بكر ، والمنتشر بنو الأجدع ، فقتلوا يومئذ بالقادسية ، وجرح مسروق ، فشلت يده وأصابته آمّة (٣).
قال : وأنا ابن سعد (٤) ، أنا أحمد بن عبد الله بن يونس ، أنا أبو شهاب ، عن الأعمش ، عن مسلم ، عن مسروق أنه كانت به آمّة فقال : ما أحب أنها ليست بي لعلها لو لم تكن بي كنت في بعض هذه.
قال أبو شهاب : أظنه يعني الجيوش.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا محمّد بن هبة الله ، أنا محمّد بن الحسين ، أنا
__________________
(١) سير أعلام النبلاء ٤ / ٦٩.
(٢) رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى ٦ / ٧٧.
(٣) الآمة : الشجة التي بلغت أم الرأس.
(٤) طبقات ابن سعد ٦ / ٧٧.
عبد الله ، نا يعقوب (١) ، حدّثني إسماعيل بن الخليل ، نا علي بن مسهر ، نا الأعمش ، عن مسلم (٢) قال :
كان مسروق بن الأجدع رجلا مأموما (٣) ، فكان يقول : ما يسرني أن لي بها كذا وكذا من الدنيا ، ولو لا هي ما أمنت أن يفجعني (٤) بعض هذه الفتن.
قرأت على أبي محمّد بن حمزة ، عن أبي بكر الخطيب ، أنا أبو بكر البرقاني ، أنا محمّد ابن عبد الله بن خميرويه ، نا الحسين بن إدريس ، أنا محمّد بن عبد الله بن عمّار الموصلي قال : سمعت وكيع بن الجرّاح يقول :
لم يتخلف عن عليّ من التابعين إلّا مسروق ، والربيع بن خيثم (٥) ، والأسود ، وأبو عبد الرّحمن السلمي ، ومن الصحابة : محمّد بن مسلمة (٦) ، وسعد بن أبي وقّاص ، وأسامة بن زيد (٧) ، وعبد الله بن عمر.
أخبرنا أبو عبد الله بن البنّا ، وأبو الفضل بن ناصر ـ قراءة ـ عن أبي المعالي محمّد بن عبد السّلام ، عن أبي الحسن بن خزفة ، أنا محمّد بن الحسين الزعفراني ، نا ابن أبي خيثمة ، أنا عبد الله بن جعفر ، نا عبيد الله بن عمرو ، عن زيد بن أبي أنيسة ، عن عمرو بن [مرة](٨) ، عن الشعبي قال :
كان مسروق إذا قيل له أبطأت عن علي وعن مشاهده ولم يكن شهد معه شيئا من مشاهده ، فأراد أن يناصحهم الحديث قال : أذكركم بالله ، أرأيتم لو أنه حين صف بعضكم لبعض ، وأخذ بعضكم على بعض السلاح يقتل بعضكم بعضا ، فتح باب من السماء وأنتم تنظرون ، ثم نزل منه ملك حتى إذا كان بين الصفين قال : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَأْكُلُوا
__________________
(١) رواه يعقوب بن سفيان في المعرفة والتاريخ ٢ / ٥٦١.
(٢) هو مسلم بن صبيح أبو الضحى الهمداني.
(٣) الرجل المأموم هو الذي أصابته شجة في أم رأسه.
(٤) كذا بالأصل ، وفي م : «تشجعني» وبدون إعجام في د ، ومكانها بياض في «ز» ، وفي المعرفة والتاريخ : «يستخفني».
(٥) في «ز» : «جشم» وفي د : «خيثم».
(٦) تحرفت بالأصل إلى : سلمة ، والمثبت عن م ، و «ز» ، ود.
(٧) تحرفت في «ز» إلى : ربيعة.
(٨) سقطت من الأصل واستدركت عن م ، و «ز» ، ود.
أَمْوالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْباطِلِ إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجارَةً عَنْ تَراضٍ مِنْكُمْ وَلا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللهَ كانَ بِكُمْ رَحِيماً)(١) ، أكان ذلك حاجزا بعضكم عن بعض؟ قالوا : نعم ، قال : فو الله لقد فتح الله لها بابا من السماء ، ولقد نزل بها ملك كريم على لسان نبيكم صلىاللهعليهوسلم ، وإنها لمحكمة في المصاحف ، ما نسخها شيء (٢).
أنبأنا أبو طالب بن يوسف ، وأبو نصر بن البنّا ، قالا : أنا الجوهري ـ قراءة ـ عن أبي عمر بن حيّوية ، أنا أحمد بن معروف ، أنا الحسين بن فهم ، نا محمّد بن سعد (٣) ، أنا عبد الله ابن إدريس قال : سمعت مطرّفا يذكر عن عامر قال : قال لي مسروق :
أرأيت لو أن صفّين من المؤمنين اصطفا للقتال ، ففرج (٤) من السماء ملك ، فنادى : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَأْكُلُوا أَمْوالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْباطِلِ إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجارَةً عَنْ تَراضٍ مِنْكُمْ وَلا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللهَ كانَ بِكُمْ رَحِيماً) أتراهم كانوا ينتهون؟ قال : قلت : نعم ، إلّا أن يكونوا حجارة صمّا (٥) ، قال : فقد نزل به صفيّه من أهل السماء على صفيّه من أهل الأرض فلم ينتهوا ، ولأن يؤمنوا به غيبا خير من أن يؤمنوا به معاينة
قال : وأنا ابن سعد (٦) ، أنا عارم بن الفضل ، نا حمّاد بن زيد ، عن عاصم قال :
ذكر أن مسروق بن الأجدع أتى صفّين ، فوقف بين الصفّين ، ثم قال : يا أيها الناس أنصتوا ، ثم قال : أرأيتم لو أن مناديا ناداكم من السماء فسمعتم كلامه ورأيتموه ، فقال : إن الله نهاكم عن ما أنتم فيه ، أكنتم مطيعيه؟ قالوا : نعم ، قال : فو الله لقد نزل بذلك جبريل على محمّد صلىاللهعليهوسلم ، فما زال يأتي من هذا ، ثم تلا : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَأْكُلُوا أَمْوالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْباطِلِ إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجارَةً عَنْ تَراضٍ مِنْكُمْ وَلا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللهَ كانَ بِكُمْ رَحِيماً) ثم انساب في الناس ، فذهب (٧).
__________________
(١) سورة النساء ، الآية : ٢٩.
(٢) رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى ٦ / ٧٨.
(٣) رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى ٦ / ٧٧ ـ ٧٨.
(٤) في «ز» : فعرج ، وفوقها ضبة.
(٥) تقرأ بالأصل : ضبا ، والمثبت عن م ، و «ز» ، ود ، وابن سعد.
(٦) طبقات ابن سعد ٦ / ٧٨.
(٧) كتب بعدها في د ، و «ز» :
آخر الجزء الثاني والستين بعد الستمائة من الفرع.
أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ، نا أبو محمّد الكتّاني ، أنا أبو محمّد بن أبي نصر ، أنا أبو الميمون ، نا أبو زرعة (١) ، حدّثني عبد الله بن جعفر الرقّي ، نا عبيد الله بن عمرو ، عن زيد بن أبي أنيسة ، عن عمرو بن مرّة ، عن الشعبي قال : لم يكن مسروق شهد مع علي من مشاهده شيئا.
أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن محمّد بن خسرو ، أنا أبو الفضل أحمد بن الحسن بن خيرون ، أنا محمّد بن عمر بن بكير ، قال : قرئ على عثمان بن أحمد بن سمعان ، أنا الهيثم ابن خلف ، نا محمود بن غيلان ، نا سليمان بن حرب ، عن حمّاد بن زيد ، عن عاصم.
أن مسروقا شهد صفّين مع علي ، ولم يقاتل ، وقد روي أنه شهد معه النهروان وذلك فيما :
أخبرنا أبو الحسن بن قبس ، نا ـ وأبو منصور بن خيرون ، أنا ـ أبو بكر الخطيب (٢) ، أنا إبراهيم بن عمر البرمكي ، أنا أحمد بن إبراهيم ، نا محمّد بن أحمد بن يوسف الجريري ، نا أحمد بن الحارث الخراز (٣) ، نا أبو الحسن المدائني ، عن عبد ربّه بن نافع ، وبشير بن عاصم ، عن ابن أبي ليلى قال :
شهد مسروق النهر مع علي ، فلما قتلهم قام علي وفي يده قدوم فضرب بابا وقال : صدق الله ورسوله ، فقلت : أسمعت من النبي صلىاللهعليهوسلم في هذا شيئا؟ قال : لا ، ولكن الحرب خدعة.
قرأنا على أبي الفضل بن ناصر ، وأبي عبد الله بن البنّا ، عن أبي المعالي محمّد بن عبد السّلام ، أنا أبو الحسن بن خزفة ، أنا محمّد بن الحسين الزعفراني ، نا ابن أبي خيثمة ، نا ابن الأصبهاني محمّد بن سعيد ، نا شريك ، عن أبي إسحاق عن عامر قال : ما مات مسروق حتى استغفر الله من تخلفه عن علي.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو بكر بن الطبري ، أنا أبو الحسين ، أنا عبد الله ، نا يعقوب (٤) ، حدّثني عبد الأعلى بن واصل بن عبد الأعلى ، نا أبو نعيم الفضل بن دكين ، عن عمرو بن أبي المقدام ، عن أبي إسحاق قال :
__________________
(١) تاريخ أبي زرعة الدمشقي ١ / ٦٥٣.
(٢) رواه الخطيب في تاريخ بغداد ١٣ / ٢٣٢.
(٣) اضطرب إعجامها بالأصل و «ز» ، ود ، وم وفيها : الخرار ، والمثبت عن تاريخ بغداد.
(٤) رواه يعقوب بن سفيان الفسوي في المعرفة والتاريخ ٣ / ١٨٣.
ثلاثة لم يكونوا يؤمنون على علي ـ عليهالسلام ـ : شريح ، ومرّة ، ومسروق ، ومرّة هذا الذي يقال له مرّة الطيّب ، وهو مرّة بن شراحيل (١).
أخبرنا أبو سعد (٢) بن البغدادي ، أنا أبو نصر محمّد بن أحمد بن محمّد بن عمر ، أنا محمّد بن موسى بن الفضل ، أنا محمّد بن عبد الله بن أحمد الصفّار ، نا أبو بكر بن أبي الدنيا ، حدّثني محمّد بن إدريس ، حدّثني علي بن محمّد الطنافسي ، نا وكيع ، عن مسعر ، عن إبراهيم بن محمّد بن المنتشر قال : قال مسروق :
ما من بيت خير للمؤمن من لحد قد استراح من هموم الدنيا ، وأمن عذاب الله.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع ، أنا أبو عمرو بن مندة ، أنا الحسن بن محمّد بن أحمد ابن عمر ، نا أبو بكر بن أبي الدنيا ، نا إسحاق بن إسماعيل ، نا سفيان ، عن وائل بن داود قال : قال مسروق :
ما غبطت أحدا ما غبطت مؤمنا في لحده ، قد استراح من نصب الدنيا ، وأمن عذاب الله.
وائل لم يسمعه من مسروق ، بينهما رجل.
أخبرناه أبو غالب بن البنّا ، أنا أبو محمّد الجوهري ، أنا أبو عمر بن حيّوية ، وأبو بكر ابن إسماعيل ، قالا : نا يحيى بن محمّد بن صاعد ، نا الحسين بن الحسن ، أنا ابن المبارك ، عن رجل ، عن وائل بن داود ، عن رجل ، عن مسروق قال :
ما غبطت شيئا بشيء كمؤمن في لحده قد أمن عذاب الله ، واستراح من الدنيا.
وهذا الرجل هو خفاف بن أبي سريحة.
كذلك أخبرنا أبو بكر محمّد بن أبي نصر ، أنا عبد الرّحمن بن محمّد ، أنا أبو محمّد بن يوة ، أنا أبو الحسن اللنباني (٣) ، نا أبو بكر بن أبي الدنيا ، نا داود بن عمرو الضبّي ، نا مروان ابن معاوية الفزاري ، نا وائل بن داود ، عن خفاف بن أبي سريحة ، عن مسروق بن الأجدع قال :
__________________
(١) هو مرة بن شراحيل الهمداني السكسكي ، يقال له مرة الطيب ، ومرة الخير ترجمته في تهذيب التهذيب ١٠ / ٨٨.
(٢) تحرفت في «ز» إلى : سعيد.
(٣) تحرفت بالأصل وم و «ز» ، ود إلى : اللبناني بتقديم الباء.
ما غبط شيء بشيء كمؤمن في لحد ، قد أمن عذاب الله ، واستراح من أذى الدنيا.
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن محمّد بن الفضل ، أنا أبو منصور بن شكرويه ، أنا أبو بكر بن مردويه ، أنا أبو بكر الشافعي ، أنا معاذ بن المثنّى العنبري ، نا مسدد بن مسرهد ، نا هشيم ، عن حصين ، عن أبي وائل قال :
لما احتضر مسروق بن الأجدع قال : أموت على أمر لم يسنّه رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، ولا أبو بكر ، ولا عمر ، أما إنّي لست أدع صفراء ولا بيضاء إلّا ما في سيفي هذا ، فبيعوه وكفّنوني به.
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس ، أنا أبو الحسن بن أبي الحديد ، أنا [جدي](١) أبو بكر (٢) ، أنا أبو بكر الخرائطي ، نا عمر بن شبّة ، نا يحيى بن سعيد ، عن مطيع ، نا عامر قال :
لما حضرت مسروقا الوفاة قال : استقرضوا في ثمن كفن ولا تستقرضوا من زراع ولا متقبل ، ولكن من صاحب ماشية ، أو رجل يتبع ماشية.
أخبرنا أبو غالب بن البنّا ، أنا أبو يعلى بن الفرّاء ، أنا أبو الحسين ابن أخي ميمي.
وأخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو الحسين بن النّقّور ، أنا أبو طاهر المخلّص ، قالا : نا أبو القاسم البغوي : نا أبو فروة محمّد بن زياد بن فروة البلدي ، نا أبو شهاب ، عن ليث ـ زاد المخلّص : بن أبي سليم ـ عن يزيد ، عن مسروق قال : ـ وفي رواية ابن أخي ميمي : أنه قال : ـ
ما ظلمت مسلما ولا معاهدا ، ولا أصبت دينارا ولا درهما ، ولا أدع ذهبا ولا فضة إلّا حلقة خاتم ، فإذا أنا متّ فاستقرضوا ثمن كفني ولا تستقرضوه من زراع (٣) ولا متقبل.
قرأنا على أبي عبد الله يحيى بن الحسن ، عن أبي الحسين بن الآبنوسي ، أنا أحمد بن عبيد ـ قراءة.
ح وقرأنا على أبي عبد الله أيضا ، عن أبي نعيم محمّد بن عبد الواحد ، أنا أبو الحسن علي بن محمّد بن خزفة ، قالا : أنا محمّد بن الحسين ، نا ابن أبي خيثمة ، نا المدائني قال : قال شريح :
__________________
(١) سقطت من الأصل واستدركت عن «ز» ، وم ، ود.
(٢) قوله : «أبو بكر» استدرك على هامش «ز» ، وبعدهما صح.
(٣) في «ز» : زارع.
قدمنا بطعام فاجتمع التجّار عند السلسلة ، فاجتمعت خمسون ومائة سفينة ، ونزل بمسروق الموت ، فقال : من يكفّني؟ (١) فتنافسوا [في كفنه](٢) فقال مسروق : لا يكفّني مضارب ، ولا من مال يتيم ، فكفنه شريح ، وليس بشريح القاضي.
قال : ونا ابن أبي خيثمة ، نا محمّد بن يزيد ، نا يوسف أبو حيوة ، أو أبو حنزة (٣) ، عن أبيه وكانت قد أتت عليه تسعون سنة قال :
قال مسروق : ادفنوني في النواويس ، قلت : توصي بمثل هذا؟ قال : نعم ، يبعثون يدعون [أصنامهم](٤) وأبعث أنا أشهد أن لا إله إلّا الله.
أخبرنا أبو الحسن المالكي ، نا ـ وأبو منصور بن خيرون ، أنا ـ أبو بكر الخطيب (٥).
ح وأخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنا أبو الحسين بن الطّيّوري ، وأبو طاهر أحمد بن علي بن سوار.
قالوا : أنا أبو الفرج الحسين بن علي الطناجيري.
ح وأخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا نصر بن أحمد بن نصر ، أنا محمّد بن أحمد الجواليقي.
قالا : أنا محمّد بن زيد بن علي بن مروان الكوفي ، أنا محمّد بن محمّد بن عقبة الشيباني ، نا هارون بن حاتم ، نا الفضل بن عمرو قال : مات مسروق وله ثلاث وستون.
أخبرنا أبو غالب الماوردي ، أنا أبو الحسن السيرافي ، أنا أحمد بن إسحاق ، نا أحمد ابن عمران ، نا موسى ، نا خليفة قال (٦) : وفي ولاية ابن زياد العراق مات مسروق بن الأجدع.
أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنا أبو الفضل بن خيرون ، أنا أبو القاسم بن بشران ، أنا أبو علي بن الصوّاف ، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة ، نا هاشم بن محمّد ، نا الهيثم بن عدي ، نا.
ح وأخبرنا أبو السعود بن المجلي ، نا أبو الحسين بن المهتدي.
__________________
(١) في م : يكفنني.
(٢) زيادة عن «ز» ، وم ، ود.
(٣) في م : حمزة.
(٤) الزيادة لازمة للإيضاح عن م ، ود ، و «ز».
(٥) رواه الخطيب في تاريخ بغداد ١٣ / ٢٣٥.
(٦) تاريخ خليفة بن خيّاط ص ٢٥١ (ت. العمري).
ح وأخبرنا أبو الحسين بن الفرّاء [أنا](١) أبو يعلى ، قالا : أنا أبو القاسم الصيدلاني ، أنا محمّد بن مخلد بن حفص قال : فرأت على علي بن عمرو ، حدّثكم الهيثم بن عدي قال : مسروق بن الأجدع في ولاية عبيد الله بن زياد ـ يعني مات ـ.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو الفضل بن البقّال ، أنا أبو الحسين بن بشران ، أنا عثمان بن أحمد ، نا حنبل بن إسحاق قال : قال أبو نعيم.
ح وأخبرنا أبو الحسن المالكي ، وأبو محمّد بن حمزة ، قالا : نا ـ وأبو منصور بن خيرون ، أنا ـ أبو بكر الخطيب (٢).
ح وأخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا محمّد بن هبة الله ، قالا : أنا ابن الفضل ، أنا عبد الله بن جعفر ، نا يعقوب بن سفيان قال : قال أبو نعيم.
ح وأخبرنا أبو سعد إسماعيل بن أبي صالح الكرماني ، وأبو الحسن مكي بن أبي طالب ، قالا : أنا أبو بكر أحمد بن علي بن خلف ، أنا أبو عبد الله الحافظ ، أنا أبو عبد الله محمّد بن عبد الله الصفّار ، نا أبو إسماعيل محمّد بن إسماعيل الترمذي قال : سمعت أبا نعيم الفضل بن دكين يقول.
ح وأخبرنا أبو يعلى حمزة بن الحسن بن المفرج ، أنا سهل بن بشر ، وأبو نصر أحمد ابن محمّد بن سعيد ، قالا : أنا أبو الفضل محمّد بن أحمد بن عيسى ، أنا منير بن أحمد بن الحسن ، أنا جعفر بن أحمد بن إبراهيم ، أنا أحمد بن الهيثم قال : قال أبو نعيم.
ح وأخبرنا أبو الفضل بن ناصر ، أنا أبو الفضل بن خيرون.
ح وأخبرنا أبو الحسن بن قبيس ، نا ـ وأبو منصور بن خيرون ، أنا ـ أبو بكر الخطيب.
قالا : أنا الحسن بن الحسين بن العبّاس ، أنا جدي إسحاق بن محمّد النعالي ، أنا عبد الله بن إسحاق المدائني ، أنا قعنب بن المحرّر (٣) الباهلي قال : قال أبو نعيم : ومات مسروق ابن الأجدع سنة اثنتين وستين.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا علي بن أحمد بن محمّد ، أنا أبو طاهر المخلّص ـ إجازة ـ نا عبيد الله بن عبد الرّحمن ، أخبرني عبد الرّحمن بن محمّد بن المغيرة ، أخبرني
__________________
(١) زيادة عن م ، و «ز» ، ود.
(٢) تاريخ بغداد ١٣ / ٢٣٤ ـ ٢٣٥٠.
(٣) تحرفت بالأصل ، و «ز» إلى : «المحرز» وفي م : «المحرز» والمثبت عن د ، وتاريخ بغداد.
أبي ، حدّثني أبو عبيد قال : سنة اثنتين وستين فيها توفي مسروق بن الأجدع الهمداني.
أخبرنا أبو الحسن المالكي ، نا ـ وأبو منصور المقرئ ، أنا ـ أبو بكر الخطيب (١) ، أنا ابن الفضل ، أنا جعفر بن محمّد بن نصير الخلدي.
ح وأخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو علي بن المسلمة ، وأبو القاسم عبد الواحد ابن علي بن محمّد ، قالا : أنا أبو الحسن بن الحمّامي ، أنا الحسن بن محمّد بن الحسن.
قالا : نا محمّد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي ، نا ابن نمير قال : مات مسروق بن الأجدع سنة ثلاث وستين.
أخبرنا أبو الأعزّ قراتكين بن الأسعد ، أنا أبو محمّد الجوهري ، أنا أبو الحسن علي بن محمّد بن أحمد بن نصير ، أنا محمّد بن الحسين ، نا أبو حفص الفلّاس قال : قال : مات مسروق بن الأجدع الهمداني سنة ثلاث وستين ، ويكنى أبا عائشة.
قرأنا على أبي عبد الله يحيى بن الحسن ، عن أبي نعيم محمّد بن عبد الواحد بن ..... (٢) ، وعن أبي المعالي محمّد بن عبد السّلام ، قالا : أنا أبو الحسن بن خزفة ـ زاد الزعفراني : نا ابن أبي خيثمة قال : قال المدائني : توفي مسروق سنة ثلاث وستين.
أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني ، نا عبد العزيز الكتّاني ، أنا أبو بكر محمّد بن عبيد الله ، نا ابن أبي عمرو ، أنا أبو عبد الله بن مروان ، أنا أبو عبد الملك البسري ، نا سليمان بن عبد الرّحمن ، نا علي بن عبد الله التميمي قال : مسروق بن الأجدع ، يكنى أبا هاشم ، مات سنة ثلاث وستين ، ولم يتابع على كنيته.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو القاسم بن البسري ، أنا أبو طاهر المخلّص ـ إجازة ـ أنا عبيد الله السكري ، أخبرني عبد الرّحمن بن محمّد بن المغيرة ، أخبرني أبي ، حدّثني أبو عبيد قال : سنة ثلاث وستين يقال : إن ميمونة ماتت فيها ، وكذلك مسروق.
أخبرنا أبو الحسن المالكي ، نا ـ وأبو منصور المقرئ ، أنا ـ أبو بكر الخطيب (٣) ، أنا علي بن عبد الله المعدّل ، أنا الحسين بن صفوان البردعي ، نا عبد الله بن محمّد بن أبي الدنيا ، نا محمّد بن سعد قال :
__________________
(١) تاريخ خليفة بن خيّاط ١٣ / ٢٣٥.
(٢) رسمها بالأصل وم ود ، و «ز» : «حصن».
(٣) تاريخ بغداد ١٣ / ٢٣٥.
مسروق بن الأجدع بن مالك الهمداني ، ثم الوادعي ، ويكنى أبا عائشة ، توفي سنة ثلاث وستين بالكوفة.
أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنا ثابت بن بندار ، أنا أبو العلاء الواسطي ـ القاضي ـ أنا أبو بكر البابسيري ، أنا أبو أمية الأحوص بن المفضّل ، نا أبي قال : سنة ثلاث وستين مسروق ـ يعني مات ـ.
قرأت (١) على أبي محمّد بن حمزة ، عن عبد العزيز بن أحمد ، أنا مكي بن محمّد ، أنا أبو سليمان بن زبر ، نا الهروي ، نا محمّد بن صالح ، نا سعيد بن أسيد قال : توفي مسروق سنة ثلاث وستين.
أخبرنا أبو الفرج غيث بن علي ـ في كتابه ـ أنا أحمد بن إبراهيم بن أحمد الرّازي ، أنا هبة الله بن إبراهيم بن عمر ، أنا أحمد بن محمّد بن إسماعيل ، أنا محمّد بن عبد الله الباهلي ، نا أحمد بن إبراهيم بن كثير الدورقي ، حدّثني أحمد بن عبد الله بن يونس قال (٢) : سمعت أبا شهاب يذكر.
حدثتني ملّاحة ـ قال أحمد : ـ نبطية مشركة كانت تحمل له الملح ـ قالت : كنا إذا قحط المطر نأتي قبر مسروق ـ وكان منزلها بالسلسلة ـ فنستسقي ـ فنسقى ، قالت : فننضح قبره بخمر ، قالت : فأتانا في النوم ، فقال : إن كنتم لا بدّ فاعلين فبنضوح.
ومات مسروق بالسلسلة بواسط ، رحمة الله تعالى عليه.
٧٣٧١ ـ مسروق العكّي (٣)
أدرك النبي صلىاللهعليهوسلم ، ولا أعلم له رؤية ولا رواية.
وشهد وقعة اليرموك أميرا على بعض الكراديس.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو الحسين بن النّقّور ، أنا أبو طاهر المخلّص ، أنا أحمد بن عبد الله بن سعيد ، نا السري بن يحيى ، نا شعيب بن إبراهيم ، نا سيف بن عمر ، قال (٤) :
__________________
(١) كتب فوقها في «ز» ، ود : ملحق.
(٢) من طريقه رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى ٦ / ٨٣ ـ ٨٤.
(٣) ترجمته في الإصابة ٣ / ٤٠٨ رقم ٧٩٣٤ من طريق ابن عساكر وله ذكر في تاريخ الطبري (الفهارس).
(٤) تاريخ الطبري ٣ / ٣٩٧.