تاريخ مدينة دمشق - ج ٥٧

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]

تاريخ مدينة دمشق - ج ٥٧

المؤلف:

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]


المحقق: علي شيري
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ١
الصفحات: ٤٥٥
الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٢ الجزء ٣٣ الجزء ٣٤ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١ الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠

أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم اصطنع خاتما من ذهب وكان يلبسه فيجعل فصّه في باطن كفه ، فصنع الناس [مثله](١) ، ثم إنه جلس على المنبر فنزعه وقال : «إني كنت ألبس هذا الخاتم وأجعل فصّه من داخل» فرمى به وقال : «والله لا ألبسه أبدا» فنبذ الناس خواتيمهم [١١٩٤٢].

مات أبو الوفاء في رجب سنة تسع وأربعين وخمسمائة.

٧٢٤٧ ـ محفوظ بن يعلى

حدّث عن أبي الجماهر.

روى عنه : محمّد بن العباس بن الدرفس.

أنبأنا أبو القاسم (٢) علي بن إبراهيم ، وحدّثنا عنه أبو منصور عبد الباقي بن محمّد ، أنا رشأ ـ إجازة ـ أنا عبد الوهّاب الميداني ، حدّثني الفضل بن جعفر التميمي ، نا أبو عبد الرّحمن محمّد بن العباس بن الدرفس سنة تسع وتسعين ومائتين ، نا محفوظ بن يعلى ، نا أبو الجماهر ، نا سعيد ، عن قتادة قال :

قال موسى : ربّ ، أي عبادك أحبّ إليك؟ قال : عبد مؤمن في صورة حسنة ، قال : فأيهم أبغض إليك؟ قال : عبد فاجر في صورة حسنة.

ذكر من اسمه محمود

٧٢٤٨ ـ محمود بن إبراهيم بن محمّد بن عيسى بن القاسم بن سميع

أبو الحسن القرشي الحافظ (٣)

صاحب الطبقات.

روى عن : صفوان بن صالح ، وعبد الرّحمن بن يحيى المخزومي ، وهشام بن عمّار ، وسليمان بن عبد الرّحمن ، وإسماعيل بن أبي أويس ، ويحيى بن [عبد الله](٤) بكير ، ومحبوب بن موسى أبي صالح الفرّاء ، وعامر بن سعيد القرشي ، ودحيم ، وجنادة بن محمّد

__________________

(١) سقطت من الأصل ود ، وم ، وأضيفت عن «ز».

(٢) تحرفت في «ز» إلى : الغنائم.

(٣) ترجمته في الجرح والتعديل ٨ / ٢٩٢ وتذكرة الحفاظ ٢ / ٦١٤ وسير أعلام النبلاء ١٣ / ٥٥ والعبر ٢ / ١٩. وكنيته في السير : أبو القاسم.

(٤) زيادة عن سير الأعلام.

١٠١

المرّي (١) ، وأحمد بن صالح ، والوليد بن عبد الملك بن مسرح ، وأحمد بن أبي الحواري ، والعباس بن عثمان المعلّم ، ومحمود بن خالد السلمي ، وأبي جعفر محمّد بن زاهر بن حرب ابن أخي زهير بن حرب ، وعبد الله بن محمّد بن نفيل.

روى عنه : أبو زرعة الدمشقي ، وأبو الحسن بن جوصا ، وأبو حاتم الرّازي.

أخبرنا أبو طاهر بن الحنائي ، أنا أبو القاسم السميساطي ، وابن الفرات ، قالا : أنا عبد الوهّاب الكلابي ، نا أبو الحسن بن جوصا ، حدّثني محمود بن إبراهيم ، نا أبو صالح الفراء ، أنا أبو إسحاق الفزاري ، عن الأوزاعي ، عن قرة ، عن الزهري ، عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال :

قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «حذف السلام سنّة» [١١٩٤٣].

أخبرناه عاليا أبو القاسم بن الحصين ، أنا أبو علي بن المذهب ، أنا أحمد بن جعفر ، نا عبد الله بن أحمد (٢) ، حدّثني أبي ، نا محمّد بن يوسف ـ يعني ـ الفريابي ـ بمكة ـ نا الأوزاعي ، عن قرة بن عبد الرّحمن ، عن الزهري ، عن أبي سلمة ، عن أبي هريرة قال :

قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «حذف السلام سنّة» [١١٩٤٤].

كذا رواه أحمد بن حنبل ، ورواه الذهلي عن الفريابي فوقفه.

أخبرناه أبو بكر وجيه بن طاهر ، أنا أبو حامد الأزهري ، أنا أبو سعيد بن حمدون ، أنا أبو حامد بن الشرقي ، نا محمّد بن يحيى الذهلي ، نا محمّد بن يوسف ، نا الأوزاعي ، نا قرّة ابن عبد الرّحمن قال : سمعت الزهري يحدّث عن أبي سلمة ، عن أبي هريرة قال : حذف السلام سنة.

[قال ابن عساكر :](٣) والصحيح أنه مرفوع.

فقد رواه ابن المبارك ، والهقل (٤) بن زياد عن الأوزاعي مرفوعا.

أخبرنا أبو الحسين القاضي ، وأبو عبد الله الأديب ، قالا : أنا أبو القاسم بن مندة ، أنا أبو علي ـ إجازة ـ.

__________________

(١) بالأصل : «المزي» وفي د ، وم ، و «ز» : «المزي» جميعه تصحيف ، ترجمته في سير الأعلام ١١ / ٣٩.

(٢) رواه أحمد بن حنبل في المسند ٣ / رقم ١٠٨٨٧ طبعة دار الفكر.

(٣) زيادة منا للإيضاح.

(٤) تحرفت في «ز» وم إلى : الهذلي.

١٠٢

ح قال : وأنا أبو طاهر ، أنا علي.

قالا : أنا ابن أبي حاتم قال (١) :

محمود بن إبراهيم بن سميع ، وهو ابن إبراهيم بن محمّد بن عيسى بن القاسم بن سميع القرشي ، أبو الحسن الدمشقي ، روى عن إسماعيل بن أبي أويس ، ويحيى بن عبد الله بن بكير ، وأبي صالح محبوب بن موسى الفرّاء ، وسليمان بن شرحبيل ، وعامر بن سعيد القرشي (٢) ، سمع منه أبي وروى [عنه](٣) ، سمعت أبي يقول : ما رأيت بدمشق أكيس منه ، وسئل أبي عنه فقال : صدوق.

قرأت [على أبي محمد](٤) السلمي ، عن أبي نصر بن ماكولا قال (٥) :

وأما سميع مثل الذي قبله سواء إلّا أن عوض الباء [المعجمة بواحدة ميم](٦) فهو محمود بن إبراهيم بن محمّد بن عيسى بن القاسم بن سميع أبو الحسن صاحب الطبقات.

[ذكر أبو الفضل](٧) المقدسي فيما أخبره به [أبو عمرو بن منده](٨) محمّد بن إبراهيم ابن مروان [قال : قال عمرو بن دحيم](٩) مات بدمشق يوم الجمعة انسلاخ [جمادى الآخرة سنة تسع وخمسين ومائتين](١٠).

٧٢٤٩ ـ محمود (١١) بن [بوري بن طغتكين أتابك

أبو القاسم بن أبي سعيد الملقب بشهاب [الدين](١٢)

ولي أمرة دمشق بعد قتل [أخيه إسماعيل الملقب] بشمس الملوك ، وكانت أمه المعروفة

__________________

(١) الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ٨ / ٢٩٢.

(٢) كذا بالأصل ود ، و «م» ، و «ز» ، وفي الجرح والتعديل : الدمشقي.

(٣) مطموسة بالأصل ، والمثبت عن د ، و «ز» ، وم.

(٤) مطموس بالأصل ، والمستدرك عن م ، و «ز» ، ود.

(٥) الاكمال لابن ماكولا ٤ / ٢٥٤.

(٦) مطموس بالأصل ، والمستدرك عن الاكمال ، ود ، وم ، و «ز».

(٧) مطموس بالأصل ، والمستدرك عن د ، و «ز» ، وم.

(٨) مطموس بالأصل ، والمستدرك عن د ، و «ز» ، وم.

(٩) مطموس بالأصل ، والمستدرك عن بقية النسخ.

(١٠) مطموس بالأصل والمستدرك عن بقية النسخ.

(١١) في هذه الترجمة طمس كثير من الكلمات ، فاستدرك جميعه بين معكوفتين عن بقية النسخ ومصادر ترجمته.

(١٢) ترجمته في سير الأعلام ٢٠ / ٥٠ ووفيات الأعيان ١ / ٢٩٦ وشذرات الذهب ٤ / ١٠٣.

١٠٣

[بزمرد خاتون] الغالبة على أمره والمدبرة له إلى أن [تزوجها] أتابك زنكي بن قسيم الدولة ، وخرجت إلى حلب فكان [المدبر له بعد خروجها ابن المعروف] بمعين الدين أحد مماليك [جده طغتكين.

وابتداء ولايته في شهر ربيع الآخر سنة تسع وعشرين خمسمائة] ، وكانت [الأمور] في أيامه [تجري على استقامة إلى أن وثب عليه جماعة من خدمته في ليلة الجمعة ثالث وعشرين] ـ أو أربع وعشرين ـ من شوال سنة ثلاث وثلاثين [وخمسمائة ، فقتلوه] وكتب إلى أخيه محمد ابن بوري صاحب بعلبك ، فقدم آخر نهار يوم الجمعة [وتسلم القلعة والبلد ولم] ينازعه أحد.

٧٢٥٠ ـ محمود بن الحارث السرّاج

حدّث عن أبي الحسين عثمان بن محمّد بن علّان الذهبي ، وأبي النصر محمّد بن عبيد الله بن مروان بن محمّد بن هشام بن محمّد بن محمّد بن سليمان بن عبد الله بن مروان بن الحكم السليماني الضرير.

روى عنه تمام بن محمّد الرّازي.

٧٢٥١ ـ محمود بن الحسن بن محمّد أبو الحسن التركي

روى عن الأمير حازم الكلبي شعرا ، قاله في ابن له استشهد في سرية من كلب بمرج الديباج (١) بأنطاكية.

روى عنه : الفقيه نصر المقدسي.

٧٢٥٢ ـ محمود بن الحسين (٢) بن نصر الشاعر المعروف بكشاجم (٣)

دخل دمشق وساحلها ، وذكر دير مرّان (٤) في شعره.

ذكر أبو الحسن علي بن محمّد بن المظفر السميساطي قال : أنشدني أبو الحسن الحراني المعروف بالكندي ، أنشدني أبو الفتح كشاجم لنفسه ، قال السميساطي : وأنشدنا الصولي للحسين بن الضحاك ويروى لكشاجم :

__________________

(١) مرج الديباج واد بينه وبين المصيصة عشرة أميال (معجم البلدان).

(٢) تحرفت بالأصل إلى : «الحسن» والتصويب عن د ، وم ، و «ز». ومصادر ترجمته.

(٣) ترجمته في فوات الوفيات ٤ / ٩٩ وشذرات الذهب ٣ / ٣٧ ومروج الذهب (الفهارس) ، وسير أعلام النبلاء ١٦ / ٢٨٥.

(٤) تحرفت في م و «ز» ، إلى : دير مروان. ودير مران : بالقرب من دمشق على تل مشرف على مزارع الزعفران ورياض حسنة (معجم البلدان).

١٠٤

داو (١) خماري بكأس خمر

وأحي (٢) سكر الهوى بسكر

وروّق المزج ثوب درّ

وشعشع الراح ثوب تبر

مدامة عتّقت فجاءت

كلمع برق وضوء فجر

رقّت فكانت كمثل ديني

ومثل دمعي ومثل شعري

لا تفن عمر الزمان إلا

ما بين قلّاية (٣) وعمر

يا دير مرّان كم غزال

فيك وكم جنّة ونهر

وكم تطرّبت مستهاما

إليك إذ عيل عنك صبري

وفي يميني شمول شمس

وفي شمالي يمين بدر

جلت (٤) أكفّ الرياح ليلا

بروضة خيط كلّ قطر

ثم تجلّت ضحى فأبدت

عرائسا في حليّ زهر

فالورد والطلّ في رباه

ما بين نظم وبين نثر

كالدمع قد حار في خدود

حمر ووردية وصفر

أحسن من يوم مهرجان

ويوم أضحى ويوم فطر

[أتبعت إثم الهوى](٥) باثم

فيه ووزر الصبي بوزر

[بين شقيق](٦) صقيل خدّ

وأقحوان نقيّ ثغر

[ومن دلال إذ](٧) تثنّى

رأيت عذرا ببنت خدر

[يدير ألحانه](٨) بحذق

لنا [وألحاظه بسحر](٩)

فلست آبي ولو سقوني

على أغانيه [نيل مصر](١٠)

فاترك عليّ المدام غمّا

يضيق منه وسيع صدري

إن هي إلّا نجوم سعد

على بروج الأكفّ تجري

__________________

(١) وبالأصل ود ، و «ز» ، وم : داوي.

(٢) في م و «ز» : وأجر.

(٣) القلاية : الصومعة التي ينفرد فيها الراهب.

(٤) بالأصل : رحلت ، والمثبت عن م ، و «ز».

(٥) مطموس بالأصل ، والزيادة المستدركة عن م و «ز».

(٦) مطموس بالأصل ، والمستدرك عن د ، وم ، و «ز».

(٧) مطموس بالأصل ، والمستدرك عن م ، و «ز».

(٨) مطموس بالأصل ، والمستدرك عن بقية النسخ.

(٩) مطموس بالأصل.

(١٠) مطموس بالأصل والمستدرك عن مو وز.

١٠٥

كتب إليّ أبو عبد الله (١) بن الحطّاب (٢) يخبرني (٣) عن القاضي أبي الحسن علي بن عبيد الله (٤) الكسائي الهمذاني (٥).

وأنبأنا أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن جعفر المقرئ ، أنا سهل بن بشر الإسفرايني ، أنا القاضي أبو الحسن علي بن عبيد الله بن محمّد ـ بمصر ـ أنشدنا أبو القاسم عبد الواحد بن الحسين الصيمري ، أنشدنا .... (٦) الدباس لمحمود بن الحسين كشاجم :

يا كامل الأدوات فردا في العلا

والمكرمات [ويا كثير](٧) الحاسد

شخص الأنام إلى جمالك فاستعذ

من شرّ أعينهم بعيب واحد

أنبأنا أبو السعادات أحمد بن أحمد المتوكلي ، وأبو الحسن محمّد بن مرزوق الزعفراني ، وأبو غالب شجاع بن فارس الذهلي ـ ونقلته من خطه ـ قالوا : أنا أبو بكر الخطيب ، أنشدني التنوخي.

ح أنبأنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي وغيره عن أبي القاسم التنوخي ، أنشدني أبو عبد الله الحسين بن عثمان الحرفي ، أنشدنا أبو نصر بن كشاجم لأبيه :

يقولون : تب والكأس في يد أغيد

وصوت المثاني والمثالث عالي

فقلت لهم : لو كنت أضمرت توبة

وأبصرت هذا كله لبدا لي

٧٢٥٣ ـ محمود بن خالد بن يزيد أبو علي السلمي (٨)

حدّث عن أبيه خالد ، وعمر بن عبد الواحد ، ومحمّد بن شعيب ، والوليد بن مسلم ، ومروان بن محمّد ، وعبد الله بن كثير القاري ، ومروان بن معاوية ، وعيسى بن خالد اليمامي ، ومحمّد بن يوسف الفريابي ، ومحمّد بن إسماعيل بن أبي فديك ، وأبي مسهر الغساني ، وخالد بن عبد الرّحمن الخراساني ، وأبي حفص عامر بن سعيد القرشي ، ويزيد بن عبد ربه الجرجسي ، ويحيى بن معين ، ومحمّد بن عائذ ، وعبد الله بن جعفر الرقّي.

روى عنه : أبو داود ، والنسائي في سننهما ، وأحمد بن أبي الحواري ، وأبو حاتم

__________________

(١) غير مقروءة بالأصل ، والمثبت عن م ، و «ز».

(٢) تحرفت في «ز» ، وم إلى : الخطاب.

(٣) في «ز» : بحيري ، وفوقها ضبة.

(٤) تحرفت في م و «ز» إلى : «عبد الله».

(٥) غير مقروءة بالأصل ، وفي م و «ز» : الهمداني ، تصحيف ، ترجمته في سير الأعلام ١٧ / ٦٥٢.

(٦) غير مقروءة بالأصل وم و «ز» ، ود.

(٧) مطموس بالأصل ، والمستدرك عن م ، و «ز» ، ود.

(٨) ترجمته في تهذيب الكمال ١٧ / ٤٧٣ وتهذيب التهذيب ٥ / ٣٨٥ والجرح والتعديل ٨ / ٢٩٢.

١٠٦

الرازي ، وأبو زرعة الدمشقي ، ومحمود بن إبراهيم بن محمّد بن سميع ، وأبو العباس أحمد ابن سهل بن بحر النسائي ، وأبو يوسف يعقوب بن يوسف بن يعقوب الأخرم النيسابوري ، وأبو العباس بن الزفتي (١) ، وأحمد بن محمّد بن يحيى بن حمزة ، وأحمد بن المعلى القاضي ، وأحمد بن محمّد المزّي ، وجعفر بن أحمد بن عاصم بن الروّاس ، وعبد الرّحمن ابن إسحاق بن إبراهيم بن الغامدي ، وسليمان بن أيوب بن حذلم ، وإبراهيم بن دحيم ، وعبد الصّمد بن عبد الله بن عبد الصّمد ، وأبو بكر بن أبي داود ، وأبو معاوية عبيد الله بن محمّد العربي ، ومحمّد بن أحمد بن فياض ، وأبو الدحداح التميمي ، وأبو عبد الله ، ومحمّد بن شيبة ابن الوليد ، ومحمّد بن الفيض ، ومحمّد بن المعافى الصيداوي ، ومحمّد بن الحسن بن قتيبة ، وأبو الجهم بن طلّاب ، ومحمّد بن خريم (٢) ، وأبو عبد الرّحمن محمّد بن أمية الأسيدي (٣) ، ومحمّد بن صالح بن عبد الرّحمن بن أبي عصمة ، وأحمد بن إبراهيم بن فيل (٤) ، وجماهر بن محمّد الزملكاني ، والحسن بن سفيان (٥).

أخبرنا أبو محمّد هبة الله بن سهل ، وأبو المظفّر بن القشيري ، قالا : أنا أبو عثمان البحيري ، أنا أبو عمرو بن حمدان ، أنا الحسن بن سفيان ، نا محمود بن خالد ، نا الوليد ، نا [الأوزاعي ، عن نمير بن](٦) هانئ ، حدّثني جنادة بن أبي أمية ، حدّثني عبادة قال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول :

[«من استيقظ](٧) من الليل فقال حين يستيقظ : لا إله إلّا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد ، وهو على كل شيء قدير ، سبحان الله ، والحمد لله ، والله أكبر ، ولا حول ولا قوة إلّا بالله (٨) ، ثم قال : ربّ اغفر لي ، غفر له ، أو قال دعاء فاستجيب له» ، انتهى (٩) [١١٩٤٥].

__________________

(١) تحرفت بالأصل ود إلى : الرقي ، وفي «ز» ، وم إلى : «الروى» جميعه تصحيف والصواب ما أثبت ، واسمه عبد الله بن عتاب بن أحمد بن كثير ، أبو العباس ابن الزفتي ، ترجمته في سير الأعلام ١٥ / ٦٤.

(٢) كذا بالأصل ود ، وم ، وتحرفت في «ز» إلى : خزيم.

(٣) كذا بالأصل ود ، وفي م و «ز» : الإشبيلي.

(٤) بدون إعجام في «ز» ، وفوقها ضبة.

(٥) قوله : «والحسن بن سفيان» سقط من م و «ز».

(٦) مطموس بالأصل ، والزيادة المستدركة عن م ، ود ، و «ز».

(٧) مطموس بالأصل ، والمستدرك عن م ، ود ، و «ز».

(٨) كذا بالأصل ود ، وزيد في م و «ز» : العلي العظيم.

(٩) ليست اللفظة في م و «ز».

١٠٧

أخبرنا أبو الحسين القاضي ، وأبو عبد الله الأديب ـ إذنا ـ قالا : أبو القاسم بن مندة ، أنا حمد (١) ـ إجازة ـ.

ح قال : وأنا أبو طاهر ، أنا علي بن محمّد.

قالا : أنا ابن أبي حاتم قال (٢) :

محمود بن خالد الدمشقي أبو علي ، روى عن عمر بن عبد الواحد ، والوليد بن مسلم ، ومروان بن محمّد ، سمعت أبي يقول ذلك.

قال أبو محمّد : روى عنه أبي ، وأبو زرعة ، وروى عنه أحمد بن أبي الحواري.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ، نا أبو محمّد الكتّاني ، أنا أبو القاسم تمام بن محمّد ، أنا أبو عبد الله الكندي ، نا أبو زرعة قال في تسمية أصحاب الوليد وابن شعيب وغيرهم : محمود ابن خالد.

أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي ، أنا أبو بكر الصفّار ، أنا أحمد بن علي بن منجويه ، أنا أبو أحمد الحاكم قال :

أبو علي محمود بن خالد بن يزيد السلمي ، سمع عبد الله بن كثير القاري ، والوليد بن مسلم ، سمع منه أبو داود السجستاني ، كنّاه (٣) لنا أبو العبّاس الزفتي (٤).

أنبأنا أبو الحسين (٥) ، وأبو عبد الله قالا : أنا ابن مندة ، أنا حمد (٦) ـ إجازة ـ.

ح قال : وأنا أبو طاهر ، أنا علي.

قالا : أنا ابن أبي حاتم (٧) نا أبي ، نا أحمد بن أبي الحواري ، حدّثني محمود بن خالد الثقة الأمين قال : وسمعت أبي يقول : نا محمود بن خالد ، وكان ثقة ، رضا.

دفع إلي أبو الحسن سعد الخير بن محمّد بن سهل جزءا (٨) عن محمّد بن أحمد بن شاكر ، أنا أبو عيسى عبد الرّحمن بن إسماعيل بن عبد الله الخولاني قال : أملى علينا أبو عبد

__________________

(١) تحرفت في «ز» ، وم إلى : أحمد.

(٢) الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ٨ / ٢٩٢.

(٣) في م و «ز» : «دعاه أنا» تحريف.

(٤) تحرفت بالأصل ود إلى : «الرقي» وفي م و «ز» إلى : «الرقبي».

(٥) تحرفت بالأصل وم ود إلى : «الحسن» وفي م : «الخير».

(٦) تحرفت في «ز» ، وم : أحمد ، تصحيف.

(٧) الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ٨ / ٢٩٢.

(٨) تحرفت في «ز» إلى : «حرامى» وفوقها ضبة ، وفي م : «خزامي» بدلا من : «جزءا عن».

١٠٨

الرّحمن أحمد بن شعيب بن علي النسائي في أسماء شيوخه الذين روى عنهم فقال : محمود ابن خالد دمشقي ، ثقة ، زاد غيره : مأمون.

قرأت على أبي القاسم زاهر بن طاهر ، عن أبي بكر البيهقي ، أنا أبو عبد الله الحافظ قال : قرأت بخط أبي عمرو المستملي قال : سئل محمّد بن يحيى عن محمود بن خالد فقال : من أهل دمشق ، ولم يبلغنا موته بعد ، وذلك سنة سبع وأربعين ومائتين.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا إسماعيل بن مسعدة ، أنا حمزة بن يوسف ، أنا أبو أحمد بن عدي قال : سمعت إبراهيم بن دحيم يقول : كان أبي إذا سئل عن مسائل عمر بن عبد الواحد ، عن الأوزاعي يقول : هذا مما وهبناه لمحمود بن خالد.

قال لنا إبراهيم بن دحيم : ولم يحدّث به أبي بدمشق ، وحدّث به بطبرية.

أخبرنا أبو سعد محمّد بن محمّد بن الفضل الشرابي ، نا أبو محمّد عبد الله بن محمّد ابن علي بن أبي الرجاء [ـ إملاء (١) ـ] أنا أحمد بن محمّد بن علي المدني (٢) ، أنا أبو أحمد بن عدي الجرجاني ، أنا أبو محمّد عبد الله بن أحمد بن أبي الحواري ، واسم أبي الحواري عبد الله بن ميمون بن عيّاش بن الحارث التّغلبي الغطفاني ، قال : سمعت أبا مسعود بن أبي حنبل يقول : سمعت أبا سليمان الداراني سأل عن محمود بن خالد فقالوا له : هو في الضيعة ، فقال لهم : قولوا له : اترك (٣) صغير الدنيا ، فإنه يجرّ إلى كثيرها.

أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني ، نا عبد العزيز الكتاني ، أنا تمام بن محمّد قال : قال محمد بن الفيض : أدركت من شيوخنا من شيوخ دمشق ممن يربع (٤) بعلي بن أبي طالب : محمود بن خالد بن يزيد ، وذكر غيره.

أخبرنا أبو محمّد المزكي ـ قراءة ـ أنا أبو محمّد التميمي ، أنا أبو محمّد (٥) العدل ، أنا أبو الميمون ، نا أبو زرعة (٦) ، حدّثني محمود بن خالد قال : ولدت في شهر رمضان سنة ست وسبعين ـ يعني ومائة ، ومات في شوال سنة تسع وأربعين ومائتين.

__________________

(١) استدركت على هامش الأصل.

(٢) في م و «ز» : المديني.

(٣) في م و «ز» : «ألا ترى صغير الدنيا».

(٤) كذا بالأصل ، وفي «ز» : «تربع» وفي م : «يرتع».

(٥) بالأصل : «أنا محمد أبو العدل» وفوق : «محمد أبو» علامتا تقديم وتأخير.

(٦) تاريخ أبي زرعة الدمشقي ٢ / ٧١٠.

١٠٩

وهكذا قال عمرو بن دحيم ، وقال : توفي يوم الأربعاء النصف من شوال.

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة ـ قراءة ـ عن عبد العزيز بن أحمد ، أنا تمام بن محمّد ، أخبرني أبي ، نا محمّد بن جعفر بن ملّاس ، نا الحسن بن محمّد بن علي ، قال : وتوفي أبو علي محمود بن خالد بن يزيد في سنة سبع وأربعين ومائتين.

قرأت على أبي محمّد أيضا ، عن عبد العزيز بن أحمد ، أنا مكي بن محمّد بن الغمر ، أنا أبو سليمان بن زبر قال : سمعت أبا الدحداح يقول :

مات محمود بن خالد سنة تسع وأربعين في آخرها ، قال أبو سليمان : وهو ابن ثلاث وسبعين سنة ، والله تعالى أعلم.

٧٢٥٤ ـ محمود بن الرّبيع بن سراقة بن عمرو بن زيد بن عبدة بن عامرة

ابن عدي بن كعب بن الخزرج بن الحارث بن الخزرج الحارثي ،

ويقال (١) : أبو محمّد ، وأبو نعيم الأنصاري الخزرجي (٢)

وأمّه جميلة بنت أبي صعصعة بن زيد بن عوف بن مبذول من بني مازن بن النجار.

رأى النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

وروى عن غسّان بن مالك ، وعبادة بن الصامت.

روى عنه : الزهري ، ومكحول ، ورجاء بن حيوة (٣) ، وعبد الله بن عمرو بن الحارث.

واجتاز بدمشق غازيا إلى القسطنطينة (٤).

أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن محمّد ، أنا أبو علي الحسن بن علي ، أنا أحمد بن جعفر ، نا عبد الله بن أحمد ، حدّثني أبي ، نا إبراهيم بن خالد ، نا رباح ، عن معمر ، عن الزهري قال : أخبرني محمود بن الرّبيع.

__________________

(١) في م و «ز» : «أبو محمد ، ويقال : أبو نعيم» وفي د كالأصل.

(٢) ترجمته في تهذيب الكمال ١٧ / ٤٧٦ وتهذيب التهذيب ٥ / ٣٨٦ والإصابة ٣ / ٣٨٦ رقم ٧٨١٨ وأسد الغابة ٤ / ٣٤٠ والجرح والتعديل ٨ / ٢٨٩ والعبر ١ / ١١٧ وسير أعلام النبلاء ٣ / ٥١٩ والتاريخ الكبير ٧ / ٤٠٢ وشذرات الذهب ١ / ١١٦.

(٣) بالأصل وم ، ود ، و «ز» : حيوية.

(٤) كذا بالأصل ود ، وفي م و «ز» : القسطنطينية.

١١٠

أنه عقل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وعقل مجّة مجّها من دلو كان في دارهم.

قال : وحدّثني أبي (١) ، نا عبد الرزّاق ، نا معمر.

ح وأخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد ، أنا شجاع بن علي ، أنا أبو عبد الله محمّد ابن إسحاق ، أنا محمّد بن الحسين ، نا أحمد بن يوسف السلمي ، نا عبد الرزّاق ، عن معمر ، عن الزهري قال : حدّثني محمود بن الرّبيع.

أنه عقل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وعقل مجّة مجّها من دلو كان في دارهم.

أخبرنا أبو محمّد إسماعيل بن أبي القاسم بن أبي بكر ، أنا أبو حفص عمر بن أحمد بن عمر ، نا الحاكم أبو محمّد الحافظ ، أنا أبو الحسن أحمد بن عمير بن يوسف الدمشقي ، نا أبو التقي ـ يعني ـ هشام بن عبد الملك ، وسلمة بن الخليل ، يعني الكلاعي ، قالا : نا محمّد بن حرب ، عن الزبيدي ، عن الزهري ، عن محمود بن الرّبيع الأنصاري.

وكان يزعم أنه عقل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وهو ابن خمس سنين (٢) ، وزعم أنه قد عقل مجّة مجّها رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم في وجهه من دلو معلقة في دارهم (٣).

أخبرنا أبو علي الحدّاد ـ في كتابه ـ وحدّثني أبو مسعود عبد الرحيم بن علي بن حمد (٤) عنه ، أنا أبو نعيم الأصبهاني ، نا سليمان بن أحمد ، نا أبو عامر محمّد بن إبراهيم النحوي ، نا سليمان بن عبد الرّحمن ، نا الوليد بن مسلم ، حدّثني عبد الرّحمن بن نمر ، عن الزهري ، أخبرني محمود بن الرّبيع الأنصاري.

وزعم أنه قد عقل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وزعم أنه قد عقل مجّة مجّها رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم من دلو معلّق في دارهم.

قال : وتوفي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وهو ابن خمس سنين.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ، نا أبو محمّد الكتّاني ، أنا أبو محمّد الشاهد ، أنا أبو الميمون البجلي ، نا أبو زرعة (٥) ، نا عبد الأعلى بن مسهر ، نا محمّد بن حرب ، عن الزبيدي ،

__________________

(١) رواه أحمد بن حنبل في المسند ٩ / ١٦٢ رقم ٢٣٦٩٩ من طريق محمود بن لبيد.

(٢) كذا ، وفي رواية في سير الأعلام ٣ / ٥١٩ «ابن أربع سنين». وفي الاستيعاب أنه عقل المجة وهو ابن أربع سنين أو خمس.

(٣) أخرجه البخاري في كتاب العلم ، باب متى يصح سماع الصغير ، وأخرجه مسلم في المساجد ، باب الرخصة في التخلف عن الجماعة لعذر.

(٤) تحرفت في «ز» إلى : أحمد.

(٥) تاريخ أبي زرعة ١ / ٥٦٤.

١١١

عن الزهري عن محمود بن الرّبيع الأنصاري ، وكان يزعم أنه أدرك النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وذكر أنه [ابن](١) خمس سنين.

أخبرنا أبو علي الحداد ـ إذنا ـ ثم أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا يوسف بن الحسن الزنجاني ، قالا : أنا أبو نعيم الحافظ ، نا عبد الله بن جعفر ، نا يونس بن حبيب ، نا أبو داود الطيالسي ، نا إبراهيم بن سعد قال : سمعت الزهري يحدّث عن محمود بن الرّبيع عن عتبان بن مالك السالمي قال :

كنت أؤم قومي بني سالم ، فذكر الحديث ، قال محمود : فحدّثت هذا الحديث في مجلس (٢) فيه : أبو أيوب الأنصاري بأرض [الروم](٣) في غزوة يزيد بن معاوية ، فأنكر ذلك عليّ أبو أيوب فقال : ما أرى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال هذا قط ، قال محمود : فآليت إن الله ردّني صالحا أن أسأل عتبان بن مالك عن هذا الحديث في مسجد قومه إن كان حيا ، فأهللت من إيليا بعمرة ، ثم قدمت المدينة فوجدت عتبان شيخا كبيرا أعمى يؤم قومه ، فانتسبت له ، فعرفني ، أو قال : سألته عن الحديث قال : فحدّثني كما حدّثني أول مرة.

أخبرنا أبو البركات بن المبارك ، وأبو العزّ ثابت بن منصور ، قالا : أنا أبو طاهر أحمد ابن الحسن ـ زاد ابن المبارك : وأبو الفضل بن خيرون قالا : أنا أبو الحسين بن الأصبهاني ، أنا أبو الحسين الأهوازي ، أنا أبو حفص ، نا خليفة قال (٤) :

في تسمية أصحاب النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : محمود بن الرّبيع من بني سالم بن عوف ، عقل مجّة مجّها رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم في وجهه من دلو.

ثم ذكره خليفة (٥) في الطبقة الأولى من تابعي أهل المدينة فقال : مات سنة ست وتسعين.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع ، أنا أبو عمرو بن مندة ، أنا أبو محمّد بن يوة ، أنا أبو الحسن اللنباني (٦) ، نا أبو بكر بن أبي الدنيا ، نا محمّد بن سعد (٧) قال :

__________________

(١) زيادة عن م ، و «ز» ، وتاريخ أبي زرعة.

(٢) في م و «ز» : في مجلس أبي أيوب.

(٣) زيادة عن «ز» ، وم.

(٤) طبقات خليفة بن خيّاط ص ١٧٧ رقم ٦٤٦.

(٥) طبقات خليفة ص ٤١٥ رقم ٢٠٣٨.

(٦) تحرفت بالأصل وم و «ز» إلى : اللبناني ، بتقديم الباء.

(٧) الخبر برواية ابن أبي الدنيا ليس في الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد.

١١٢

في الطبقة السابعة ممن حفظ عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم من الصغار : محمود بن الرّبيع [بن الحارث بن الخزرج ، يكنى أبا محمّد ، نا الواقدي ، أنا معمر بن راشد ، عن الزهري ، عن محمود](١) أنه عقل مجّة مجّها رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم في بئرهم ، مات سنة تسع وتسعين وهو ابن ثلاث وتسعين.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي ، أنا أبو محمّد الجوهري ، أنا أبو عمر بن حيوية ، أنا أحمد بن معروف ، نا الحسين بن محمّد ، نا محمّد بن سعد قال (٢) :

في الطبقة الخامسة ممن قبض رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وهم أحداث الأسنان ، ومنهم من أدركه ورآه ولم يحدّث عنه شيئا : محمود بن الرّبيع بن سراقة بن عمرو بن زيد بن عبدة بن عامرة بن عدي بن كعب بن الخزرج بن الحارث بن الخزرج ، ويكنى أبا نعيم ، وأمه جميلة بنت أبي صعصعة بن زيد بن عوف بن مبذول من بني مازن بن النجّار ، فولد محمود بن الرّبيع : إبراهيم ومحمّدا ، ولم يسم لنا أيهما.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي ، ثم ثنا أبو الفضل ، أنا أحمد بن الحسن ، والمبارك بن عبد الجبّار ، ومحمّد بن علي ـ واللفظ له ـ قالوا : أنا أبو أحمد ـ زاد أحمد وأبو الحسين الأصبهاني قالا : ـ أنا أحمد بن عبدان ، أنا محمّد بن سهل ، أنا محمّد بن إسماعيل قال (٣) : محمود بن الرّبيع الخزرجي الأنصاري ، أدرك النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

قال محمّد بن يوسف ، عن عبد الأعلى بن مسهر ، عن محمّد بن حرب ، عن الزبيدي عن الزهري عن محمود بن الرّبيع قال : عقلت من النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم مجّة مجّها في وجهي من دلو ، وأنا ابن خمس (٤).

وقال ابن أبي أويس : نا إبراهيم بن سعد ، عن صالح ، عن ابن شهاب ، عن محمود بن الرّبيع سمع عبادة بن الصامت قال : أخوف ما أخاف على هذه الأمة الشرك ، [والرئاء](٥) والشهوة الخفية.

وقال محمّد بن المثنّى : نا عبد الوهّاب سمع برد عن حزام بن حكيم ، عن محمود بن

__________________

(١) ما بين معكوفتين استدرك على هامش الأصل ، وبعده صح صح.

(٢) ليس له ترجمة في الطبقات المطبوع ، فهو ضمن تراجم أهل المدينة الضائعة من طبقات ابن سعد.

(٣) التاريخ الكبير للبخاري ٧ / ٤٠٢.

(٤) قوله : «وأنا ابن خمس» ليس في التاريخ الكبير.

(٥) زيادة عن التاريخ الكبير.

١١٣

رافع سمع شدادا. وقال ابن المثنى : نا عبد الأعلى سمع برد عن حزام بن حكيم عن محمّد ابن رافع سمع شدادا نحوه ، والأول أصح.

أنبأنا أبو الحسين ، وأبو عبد الله ، قالا : أنا عبد الرّحمن ، أنا حمد (١) ـ إجازة ـ.

ح قال : وأنا أبو طاهر ، أنا علي.

قالا : أنا ابن أبي حاتم قال (٢) :

محمود بن الرّبيع ، ـ ويقال (٣) : ابن ربيعة ـ الخزرجي الأنصاري ، مدني ، أدرك النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم وهو صبي ، وليست له صحبة ، وله رؤية ، روى عنه الزهري ، ومكحول ، ورجاء بن حيوة ، وعبد الله بن عمرو بن الحارث ، سمعت أبي يقول ذلك.

قرأت على أبي عبد الله يحيى بن الحسن ، عن أبي تمام علي بن محمّد ، أنا أحمد بن عبيد ، نا محمّد بن الحسين ، نا ابن أبي خيثمة قال : أبو محمّد محمود بن الرّبيع.

أخبرنا أبو محمّد المزكي ، نا عبد العزيز الصوفي ، أنا تمام ، أنا جعفر بن محمّد ، أنا أبو زرعة قال في تسمية [من نزل](٤) الشام من أصحاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم من الأنصار محمود بن الرّبيع ، ختن عبادة ، نزل بيت المقدس ، عقل مجّة مجّها رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وهو ابن خمس سنين.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا ، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي ، أنا أبو القاسم بن عتّاب ، أنا أحمد بن عمير ـ إجازة ـ.

ح وأخبرنا أبو القاسم بن السّوسي ، أنا أبو عبد الله بن أبي الحديد ، أنا أبو الحسن الربعي ، أنا عبد الوهّاب الكلابي ، أنا أحمد بن عمير قال :

سمعت ابن سميع يقول في الطبقة الأولى من أصحاب النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم :

محمود بن الرّبيع الأنصاري ، ختن عبادة ، رأى النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، نزل بيت المقدس ، وليس في رواية ابن عتّاب : نزل.

أنبأنا أبو جعفر محمّد بن [أبي](٥) علي ، أنا أبو بكر الصفّار ، أنا أحمد بن علي بن منجويه ، أنا أبو أحمد الحاكم قال :

__________________

(١) في م و «ز» : أحمد ، تحريف.

(٢) الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ٨ / ٢٨٩.

(٣) من هنا إلى آخر الخبر استدرك على هامش م.

(٤) زيادة عن م و «ز» ، للإيضاح.

(٥) زيادة لازمة عن م ، و «ز» ، ود.

١١٤

أبو محمّد ـ ويقال : أبو نعيم ـ محمود بن الرّبيع بن الحارث بن الخزرج الأنصاري ، من بني سالم بن عوف ، رأى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وعقل مجّة مجّها في وجهه من دلو معلقة في دارهم وهو ابن خمس سنين ، وسمع عبادة بن الصامت ، وعتبان بن مالك بن ثعلبة السالمي ، روى عنه الزهري ، وأبو المقدام رجاء بن حيوة الكندي ، مات سنة تسع وتسعين ، وهو ابن ثلاث وتسعين (١).

أخبرنا أبو الفتح (٢) يوسف بن عبد الواحد ، أنا شجاع بن علي ، أنا أبو (٣) عبد الله بن مندة قال :

محمود بن الرّبيع الأنصاري الخزرجي ، عقل مجّة مجّها رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم من دلو في بئر كانت في دارهم.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنا محمّد بن طاهر ، أنا مسعود بن ناصر ، أنا عبد الملك ابن الحسن ، أنا أبو نصر الكلاباذي قال :

محمود بن الرّبيع أبو محمّد الأنصاري الحارثي الخزرجي ، المدني ، أدرك النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم وهو صغير ، وسمع عتبان بن مالك ، وعبادة بن الصامت ، روى عنه الزهري في العلم.

قال الذهلي : قال يحيى بن بكير : مات سنة تسع وسبعين (٤) ، وقال الواقدي : مات سنة تسع وتسعين وهو ابن ثلاث وتسعين ، وقال في الطبقات : يكنى أبا محمّد ، وقال في التاريخ : يكنى أبا القاسم.

[قال ابن عساكر :](٥) كذا قال ، وصوابه أبو نعيم.

كتب إليّ أبو علي الحدّاد قال : قال لنا أبو نعيم الحافظ :

محمود بن الرّبيع الخزرجي ، عقل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، سكن المدينة ، توفي سنة تسع وتسعين ، وهو ابن ثلاث وتسعين [سنة](٦).

__________________

(١) في م و «ز» : ابن ثلاث وتسعين سنة والله أعلم.

(٢) في «ز» ، وم : أبو القاسم.

(٣) سقطت من الأصل ، واستدركت عن م ، و «ز».

(٤) زيد في «ز» : وهو ابن ثلاث وتسعين.

(٥) زيادة منا للإيضاح.

(٦) زيادة عن م ، و «ز».

١١٥

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر ، أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك ، نا أبو الحسن السقا ، وأبو محمّد بن بالويه ، قالا : نا محمّد بن يعقوب ، نا عبّاس بن محمّد قال : سمعت يحيى بن معين يقول :

محمود بن الرّبيع له صحبة ، وهو الذي حدّث أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم بصق في بئر لهم [١١٩٤٦].

أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنا ثابت بن بندار ، أنا أبو العلاء الواسطي ، أنا أبو بكر البابسيري ، أنا أبو أمية الأحوص بن المفضل ، أنا أبي قال : قال أبو زكريا :

ومحمود بن الرّبيع له صحبة ، وهو الذي حدّث أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم بسق في بئر لهم ، وليست لمحمود بن لبيد (١) صحبة.

أنبأنا (٢) أبو الحسين الأبرقوهي ، وأبو عبد الله الأديب ، قالا : أنا أبو القاسم العبدي ، أنا حمد (٣) ـ إجازة ـ.

ح قال : وأنا أبو طاهر ، أنا علي.

قالا : أنا ابن أبي حاتم قال (٤) :

ذكره أبي عن إسحاق بن منصور ، عن يحيى بن معين أنه قال : محمود بن الرّبيع ثقة.

قرأنا على أبي عبد الله يحيى بن الحسن ، عن أبي تمام علي بن محمّد ، عن أبي عمر ابن حيوية ، أنا محمّد بن القاسم ، نا ابن أبي خيثمة ، أخبرني أبو محمّد صاحب لي من بني تميم ثقة قال : قال أبو مسهر : وكان بها ـ يعني ـ فلسطين من التابعين : محمود بن الرّبيع ، وكان ختن شداد بن أوس ، وكان رأس (٥) من بها من التابعين.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنا أبو الحسين بن الطّيّوري ، أنا الحسين بن جعفر ، ومحمّد بن الحسن (٦) ، وأحمد بن محمّد العتيقي.

__________________

(١) كذا بالأصل وم ود ، وفي «ز» : شطبت «لبيد» وكتب على هامشها : «الربيع» وبعدها صح.

(٢) قدم الخبر التالي في م و «ز» إلى ما قبل الخبرين السابقين ، وهنا موضعه في د.

(٣) في «ز» : أحمد ، تحريف.

(٤) الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ٨ / ٢٨٩.

(٥) في «ز» : وكان من كبار من بها من التابعين ، وفي م ود فكالأصل.

(٦) كذا بالأصل ود ، وفي م و «ز» : محمد بن الحسين.

١١٦

ح وأخبرنا أبو عبد الله البلخي ، أنا ثابت بن بندار ، أنا الحسين قالوا : أنا الوليد بن بكر ، أنا علي بن أحمد ، أنا صالح بن أحمد العجلي ، حدّثني أبي قال (١) :

محمود بن الرّبيع مدني ، تابعي ، ثقة ، من كبار التابعين.

قرأت (٢) على أبي القاسم بن عبدان ، عن أبي عبد الله محمّد بن علي بن المبارك ، أنا رشأ بن نظيف ، أنا محمّد بن إبراهيم (٣) ، أنا محمّد بن محمّد بن داود ، أنا عبد الرّحمن بن يوسف بن سعيد قال : محمود بن الرّبيع من أصحاب النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

أخبرنا (٤) أبو غالب الماوردي ، أنا أبو الحسن محمّد بن علي ، أنا أحمد بن إسحاق بن خربان ، أنا أحمد بن عمران ، نا موسى بن زكريا التستري ، نا خليفة بن خياط قال (٥) :

سنة ست وتسعين مات محمود بن الرّبيع الخزرجي.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي ، أنا الحسن بن علي ، أنا أبو عمر (٦) بن حيوية ، أنا أحمد بن معروف ، أنا الحسين بن فهم ، نا محمّد بن سعد قال :

قال محمّد بن عمر : مات محمود بن الرّبيع سنة تسع وتسعين وهو ابن ثلاث وتسعين ، ويكنى أبا نعيم.

أنبأنا (٧) أبو محمّد بن الأكفاني ، نا عبد العزيز بن أحمد الكتّاني ، أنا أبو بكر محمّد بن عبد الله بن أبي عمرو ... (٨) قال : قرئ على أبي عبد الله محمّد بن إبراهيم بن مروان القرشي ، نا سليمان بن عبد الرّحمن ، أنا علي بن عبد الله التميمي قال :

محمود بن الرّبيع الخزرجي ، مات سنة تسع وتسعين ، وهو ابن ثلاث وتسعين.

أنبأنا أبو جعفر الهمذاني ، أنا أبو بكر الصفّار ، أنا أحمد بن علي بن منجويه ، أنا أبو

__________________

(١) تاريخ الثقات للعجلي ص ٤٢١ رقم ١٥٤١.

(٢) قدم الخبر التالي في م و «ز» إلى ما قبل الخبرين السابقين.

(٣) قوله : «أنا محمد بن إبراهيم» ليس في م و «ز».

(٤) الخبر التالي سقط من م و «ز».

(٥) تاريخ خليفة بن خيّاط ص ٣١٣ (ت. العمري).

(٦) تحرفت في الأصل إلى : «عمرو» والتصويب عن م ، و «ز» ، ود.

(٧) الخبر التالي سقط من م و «ز» ، وهو موجود في د.

(٨) كلمة غير واضحة بالأصل ود.

١١٧

أحمد الحاكم ، أنا أبو العباس الثقفي ، أخبرني أبو يونس ـ يعني ـ محمّد بن أحمد الجمحي ، أنا إبراهيم بن المنذر قال :

محمود بن الرّبيع مات سنة تسع وتسعين ، وهو ابن ثلاث وتسعين ، يكنى أبا محمّد.

قرأت على أبي محمّد السلمي ، عن عبد العزيز بن أحمد ، أنا مكي بن محمّد بن الغمر ، أنا أبو سليمان بن زبر قال :

سنة تسع وتسعين فيها مات محمود بن الرّبيع الأنصاري ، يكنى أبا نعيم.

٧٢٥٥ ـ محمود بن زنكي بن آق سنقر أبو القاسم بن أبي سعيد قسيم الدّولة التركي ،

الملك العادل نور الدين ، وناصر أمير المؤمنين (١)

كان جده آق سنقر قد ولّاه السلطان أبو الفتح ملك شاه بن ألب أرسلان حلب ، وولي غيرها من بلاد الشام ، ونشأ أبوه قسيم الدّولة بعده بالعراق ، وندبه السلطان محمود بن محمّد ابن ملك شاه بن ألب أرسلان برأي الخليفة المسترشد بالله أمير المؤمنين لولاية ديار الموصل ، والبلاد الشامية بعد قتل آق سنقر البرسقي ، وموت ابنه مسعود ، فظهرت كفايته وظهرت شهامته في مقاتلة العدو ـ خذله الله ـ وثبوته عند ظهور متملك الروم ، ونزوله على شيزر (٢) حتى رجع إلى بلاده خائبا.

وحاصر أبوه قسيم الدّولة دمشق مرتين فلم يتيسر له فتحها ، وفتح الرّها ، والمعرّة (٣) ، وكفرطاب (٤) وغيرها من الحصون الشامية ، واستنقذها من أيدي الكفّار ، فلما انقضى أجله ـ رحمه‌الله ـ قام ابنه نور الدين أعزّه الله مقامه في ولاية الإسلام.

ومولده على ما ذكر لي كاتبه أبو اليسر شاكر بن عبد الله التنوخي المعري وقت طلوع الشمس من يوم الأحد سابع عشر شوال سنة إحدى عشرة وخمسمائة ، ولما راهق لزم خدمة والده إلى أن انتهت مدته ليلة الأحد السادس من شهر ربيع الآخر سنة إحدى وأربعين وخمسمائة على قلعة جعبر (٥) ، وكان محاصرا لها ، ونقل تابوته إلى مشهد الرقّة ، فدفن بها.

__________________

(١) ترجمته في سير أعلام النبلاء ٢٠ / ٥٣١ ووفيات الأعيان ٥ / ١٨٤ والكامل لابن الأثير (الفهارس) ، وتاريخ ابن القلانسي (الفهرس) والمنتظم ١٠ / ٢٤٨ وشذرات الذهب ٤ / ٢٢٨.

(٢) شيزر : بتقديم الزاي على الراء ، قلعة تشتمل على كورة بالشام قرب المعرة ، بينها وبين حماة يوم (معجم البلدان).

(٣) المعرة يعني معرة النعمان مدينة مشهورة بين حلب وحماه (معجم البلدان).

(٤) كفرطاب : بلدة بين المعرة وحلب (معجم البلدان).

(٥) قلعة جعبر : على الفرات بين بالس والرقة قرب صفّين (معجم البلدان).

١١٨

وسيّر صبيحة الأحد الملك ألب رسلان ابن السلطان محمود بن محمّد إلى الموصل مع جماعة من أكابر دولة أبيه ، وقال لهم : إن وصل أخي سيف الدين غازي (١) إلى الموصل فهي له وأنتم في خدمته ، وإن تأخّر فأنا أقرّر أمور الشام وأتوجه إليكم.

ثم قصد حلب ، ودخل قلعتها المحروسة على أسعد طائر وأيمن بركة يوم الاثنين سابع ربيع الآخر ورتب في القلعة والمدينة النوّاب ، وأنعم على الأمراء وخلع عليهم ، وكان ابن جوسلين (٢) قد عمل على أخذ الرها وحصل في البلد ، فوجّه إليه أمراء دولته حتى استنقذها منه ، وخرج منها هاربا.

ولما استتب له الأمر ظهر منه بدل الاجتهاد في القيام بأمر الجهاد ، والقمع لأهل الكفر والعناد ، والقيام بمصالح العباد ، وخرج غازيا في أعمال تل باشر (٣) فافتتح حصونا كثيرة ، وافتتح قلعة أفامية (٤) ، وقلعة عزاز (٥) وتل باشر ، ودلوك (٦) ومرعش ، وقلعة عينتاب (٧) ، ونهر الجوز وغير ذلك ، وحصن البارة (٨) ، وقلعة الراوندان (٩) ، وقلعة تل خالد (١٠) ، وحصن كفرلاثا (١١) ، وحصن بسرفوث (١٢) بجبل بني عليم (١٣) ، وغزا حصن إنب (١٤) فقصده الإبرنس متملك أنطاكية ، وكان من أبطال العدو وشياطينهم ، فرحل عنها ، ولقيهم دونها فكسره وقتله

__________________

(١) ترجمته في سير أعلام النبلاء ٢٠ / ١٩٢.

(٢) رسمها مضطرب وغير واضح بالأصل وصورتها : «حمرسس» والمثبت عن م و «ز».

(٣) تل باشر : قلعة حصينة وكورة واسعة في شمالي حلب (معجم البلدان).

(٤) رسمها بالأصل : «عليم» والمثبت عن م و «ز». وأفامية : مدينة حصينة من سواحل الشام ، وكورة من كور حمص (معجم البلدان).

(٥) عزاز : بفتح أوله. وهي بليدة وفيها قلعة ولها رستاق شمالي حلب (معجم البلدان).

(٦) دلوك : بضم أوله ، بليدة من نواحي حلب بالعواصم (معجم البلدان).

(٧) عينتاب : وفي معجم البلدان : عين تاب : قلعة حصينة ، ورستاق بين حلب وأنطاكية.

(٨) البارة : بليدة وكورة من نواحي حلب وبها حصن (معجم البلدان).

(٩) تحرفت بالأصل إلى : «الدلوندان» وفي م : «الراوندي» والمثبت عن معجم البلدان ، وهي قلعة حصينة وكورة طيبة معشبة مشجرة من نواحي حلب.

(١٠) تل خالد : قلعة من نواحي حلب (معجم البلدان).

(١١) كفرلاثا بلدة ذات جامع ومنبر في سفح جبل عاملة من نواحي حلب (معجم البلدان).

(١٢) بدون إعجام بالأصل ، وفي م : «بشر قوت» والمثبت عن معجم البلدان : وبسرفوث حصن من أعمال حلب في جبال بني عليم.

(١٣) تحرفت بالأصل إلى : أفامية والمثبت عن م.

(١٤) إنب : حصن من أعمال عزاز من نواحي حلب (معجم البلدان).

١١٩

وثلاثة آلاف فرنجي كانوا معه ، وبقي ابنه صغيرا مع أمه بأنطاكية ، وتزوجت بابرنس آخر فخرج نور الدين في بعض غزواته فأسر الإبرنس الثاني وتملك أنطاكية ابن الأبرنس الأول وهو بيمنت ووقع في أسره في نوبة حارم (١) وباعه نفسه بمال عظيم أنفقه في الجهاد.

وأظهر بحلب السنة حتى أقام شعار الدين ، وغيّر البدعة التي كانت لهم في التأذين ، وقمع بها الرافضة المبتدعة ، ونشر فيها مذاهب أهل السنّة الأربعة ، وأسقط عنهم جميع المؤن ، ومنعهم من التوثب في الفتن ، وبنى بها المدارس ووقف الأوقاف ، وأظهر فيها العدل والإنصاف.

وقد كان صالح المعين الذي كان بدمشق وصاهره ، واجتمعت كلمتهما على العدو لمّا وازره ، وحاصر دمشق مرتين ، فلم يتيسر له فتحها ، ثم قصدها الثالثة فتمّ له صلحها ، وسلّم أهلها إليه البلد لغلاء الأسعار والخوف من استعلاء كلمة الكفار ، فضبط أمورها ، وحصّن سورها ، وبنى بها المدارس والمساجد ، وأفاض على أهلها الفوائد ، وأصلح طرقها ، ووسع أسواقها ، وأدرّ الله على رعيته ببركته أرزاقها ، وبطل منها الأنزال ، ورفع (٢) عن أهلها الأثقال ، ومنع ما كان يؤخذ منهم من المغارم كدار بطّيخ وسوق البقل ، وضمان النهر ، والكيالة ، وسوق الغنم ، وغير ذلك من المظالم ، وأمر بترك ما كان يؤخذ على الخمر من المكس ، ونهى عن شربه ، وعاقب عليه بإقامة الحدّ والحبس واستنقذ من العدو ـ خذلهم الله ـ ثغر بانياس وغيره من المعاقل المنيعة كالمنيطرة (٣) وغيرها بعد الإياس.

وبلغني أنه في الحرب رابط الجأش ، ثابت القدم ، شديد الانكماش ، حسن الرمي بالسهام ، صليب الضرب عند ضيق المقام ، يقدم أصحابه عند الكره ، ويحمي منهزمهم عند الفرّة ، ويتعرض بجهده للشهادة لما نرجو بها من كمال السعادة.

ولقد حكى عنه بعض من خدمه مدة ، ووازره على فعل الخير ، أنه سمعه يسأل الله أن يحشره من بطون السباع وحواصل الطير ، فالله يقي مهجته من الأسواء ويحسن له الظفر بجميع الأعداء ، فلقد أحسن إلى العلماء وأكرمهم ، وقرّب المتدينين واحترمهم ، وتوخّى العدل في الأحكام والقضايا ، وألان كنفه ، وأظهر رأفته بالرعاية ، وبنى في أكثر مملكته آدر العدل

__________________

(١) حارم : حصن تجاه أنطاكية من أعمال حلب (معجم البلدان).

(٢) بالأصل : دفع ، والمثبت عن م و «ز».

(٣) المنيطرة : حصن بالشام قريب من طرابلس (معجم البلدان).

١٢٠