تاريخ مدينة دمشق - ج ٤٨

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]

تاريخ مدينة دمشق - ج ٤٨

المؤلف:

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]


الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ٠
الصفحات: ٤٧٢
الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٢ الجزء ٣٣ الجزء ٣٤ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١ الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠

قال : وحدّثنا أبو سعيد ، حدّثني عاصم بن مراوح (١) ، حدّثنا ياسين بن عبد الأحد قال : سمعت أبي يقول : سمعت غوث بن سليمان يقول :

بعث إليّ أمير المؤمنين أبو جعفر المنصور فحملت إليه ، فقال لي : يا غوث إنّ صاحبتكم الحميرية خاصمتني إليك في شروطها ، قلت : أفيرضى أمير المؤمنين أن يحكمني عليه؟ قال : نعم ، قلت : فالحكم له شروط ، فيحملها أمير المؤمنين؟ قال : نعم ، قلت : يأمرها أمير المؤمنين فتوكّل وكيلا وتشهد على وكالته خادمين حرّين يعدّلهما أمير المؤمنين على نفسه ، ففعل ، فوكّلت خادما وبعثت معه بكتاب صداقها ، وشهد الخادمان على توكيلها ، فقلت له : تمّت الوكالة ، فإن رأى أمير المؤمنين أن يساوي الخصم في مجلسه فليفعل ، فانحطّ عن فرشه وجلس مع الخصم ، ودفع إليّ الوكيل كتاب الصّداق فقرأته عليه فقلت : أيقرّ أمير المؤمنين بما فيه؟ قال : نعم ، قلت : أرى في الكتاب شروطا مؤكدة بها تمّ النكاح بينكما ، أرأيت يا أمير المؤمنين لو أنك خطبت إليها ولم تشترط لها هذا الشرط كانت تزوجك؟ قال : لا ، قلت : فبهذا الشرط تمّ النكاح ، وأنت أحقّ من وفّى لها بشرطها ، قال : قد علمت إذ أجلستني هذا المجلس أنك ستحكم عليّ ، قلت : أعظم جائزتي وأطلق سبيلي يا أمير المؤمنين قال : بل جائزتك على من قضيت له وأمر لي بجائزة وخلعة ، وأمرني أن أحكم بين أهل الكوفة ، فقلت : يا أمير المؤمنين ليس البلد بلدي ولا معرفة لي بأهله ، قال : لا بدّ من ذلك ، قلت : يا أمير المؤمنين فأنا أحكم بينهم ، فإذا أنا ناديت : من له حاجة بخصومة ، ولم يأت أحد فائذن لي بالرجوع إلى بلدي ، قال : نعم ، قال غوث : فجلست فحكمت بينهم ثم انقطع الخصوم ، فناديت بالخصوم فلم يأت أحد ، فرحلت من وقتي إلى مصر.

أنبأنا أبو محمّد بن حمزة ، عن أبي القاسم الحرفي ، أنبأنا أبو محمّد بن النحاس ، أنبأنا أبو عمرو الكندي ، حدّثني يحيى بن أبي معاوية ، حدّثني خلف ـ يعني ابن ربيعة ـ حدّثني زياد ابن يونس قال :

سمعت غوث بن سليمان يقول : قال لي أبو جعفر : أقم هاهنا ، فقلت : البلد ليس بلدي ، وليس لي معرفة بأهله ، فإن رأيت أن تعفيني ، فأعفاني.

أخبرني أبو البركات بن المبارك ، أنبأنا أبو الفضل بن خيرون ، أنبأنا أبو القاسم بن

__________________

(١) كذا رسمها بالأصل.

١٠١

بشران ، أنبأنا أبو علي بن الصواف ، حدّثنا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة ، حدّثنا هاشم بن محمّد ، حدّثنا الهيثم بن عدي قال : ومات غوث بن سليمان الحضرمي زمن المهدي.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنبأنا أبو بكر بن الطبري ، أنبأنا أبو الحسين بن الفضل ، أنبأنا عبد الله ، حدّثنا يعقوب قال (١) : سمعت يحيى بن بكير المخزومي يقول : توفي غوث بن سليمان بن زياد الحضرمي سنة ثمان وستين ومائة.

__________________

(١) رواه يعقوب بن سفيان في المعرفة والتاريخ ١ / ١٥٦.

١٠٢

[ذكر من اسمه](١) غياث

٥٥٦٠ ـ غياث بن جميل

 أبو الخضر المقبري

حكى عنه علي الحنّائي.

قرأت بخط أبي (٢) الحسن علي بن محمّد الحنّائي ، أخبرني أبو الخضر غياث بن جميل المقبري قال :

حفرت في مقابر باب توما وأنا صبي ـ وكان من أبناء ثمانين سنة أو دونها ـ قال : فلمّا وصلت إلى اللحد رأيت مثل النطع ، فكشفت فإذا فخذ عظيمة فهالني ما رأيت ، وكنت أحفر بين يدي شيخ مقبريّ مسنّ ـ وكان أطروشا (٣) ـ ، فقلت له : ما هذا؟ وأوقفته على الحال؟ فقال : يا بني هذا من الصحابة ممن كان مع خالد بن الوليد لأن كان لباسهم الفراء ، وكان الحفر من نحو القبلة من المقابر ، عند السور في باب توما.

__________________

(١) زيادة منا للإيضاح.

(٢) بالأصل : «أبو» والمثبت عن ت.

(٣) بالأصل وت : أطروش.

١٠٣

٥٥٦١ ـ غياث بن غوث ،

 ويقال بن غويث بن الصلت بن طارقة بن سيحان

 ابن عمرو بن الفدوكس بن عمرو بن مالك بن جشم

 ابن بكر بن حبيب بن عمرو بن غنم بن تغلب

 ويقال : ابن غوث بن سلمة بن طارقة

 أبو مالك التغلبي النّصراني

 المعروف بالأخطل الشاعر (١)

قدم دمشق غير مرة على غير واحد من الخلفاء.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد ، أنبأنا عبد الوهّاب بن علي بن عبد الوهّاب ، أنبأنا علي بن عبد العزيز الظاهري قال : قرئ على أبي بكر أحمد بن جعفر بن محمّد بن سلم ، أنبأنا الفضل بن الحباب ، حدّثنا محمّد بن سلّام قال :

الأخطل ، وهو غياث بن الصلت بن طارقة بن السّيحان بن عمرو بن فدوكس بن عمرو ابن مالك بن جشم بن بكر بن حبيب بن عمرو بن غنم بن تغلب ، خطلة ، قول كعب بن جعيل له : إنك لأخطل (٢) يا غلام.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع اللفتواني ، أنبأنا أبو صادق محمّد بن أحمد بن جعفر ، أنبأنا أحمد بن محمّد بن زنجويه ، أنبأنا الحسن بن عبد الله بن سعيد قال : والأخطل الشاعر اسمه غياث بن غوث (٣) ، ويكنى أبا مالك.

أخبرنا أبو الحسين محمّد بن كامل بن ديسم قال : كتب إليّ أبو جعفر محمّد بن أحمد ابن الحسن ، أنبأنا أبو عبيد الله محمّد بن عمران بن موسى ـ إجازة ـ قال :

الأخطل التغلبي : اسمه اياس (٤) غياث بن غوث ، ويقال : غياث بن غويث بن الصلت

__________________

(١) انظر أخباره في : الأغاني ٨ / ٢٨٠ (مصورة دار الكتب) الشعر والشعراء ص ٣٠١ خزانة الأدب ١ / ٤٥٩ (ت.

هارون) ، طبقات الشعراء للجمحي ص ١٥٧ ، سير أعلام النبلاء ٤ / ٥٨٩ شعراء النصرانية ٢ / ١٧٠ ديوانه ط بيروت.

(٢) راجع الأغاني ٨ / ٢٨٠ ـ ٢٨١. والأخطل : السفيه.

(٣) في الأصل تقرأ : عوف.

(٤) كذا بالأصل : «اسمه إياس غياث» وليس له ترجمة في معجم الشعراء للمرزباني ، وفي المؤتلف والمختلف للآمدي ص ٢١ : الأخطل التغلبي واسمه غياث بن غوث.

١٠٤

ابن طارقة بن عمرو بن السّيحان بن الفدوكس بن عمرو بن مالك بن جشم بن بكر بن حبيب ابن عمرو بن غنم بن تغلب.

وقال الجاحظ : الأخطل اسمه غوث بن مغيث ، وتفرد الجاحظ بهذا القول ، والأول هو الصحيح.

وسمي الأخطل ببيت قاله ، ويقال خطّله قول كعب بن جعيل التغلبي له : إنك لأخطل يا غلام ، وقيل : سمي بخطل لسانه ، وقيل بطول أذنيه ، ويكنى أبا مالك ، ويلقب دوبل بن حمار ، ويعرف بذي الصليب ، وكان نصرانيا.

وكان مقدّما عند خلفاء بني أمية وولاتهم وعمّالهم لمدحه لهم وانقطاعه إليهم ، مدح يزيد بن معاوية في أيام أبيه ، وهجا الأنصار بسببه ، وعمّر عمرا طويلا.

وكان أبو عمرو بن العلاء ويونس النحوي يقدمانه على جرير والفرزدق في الشعر ، واحتج له يونس في ذلك بجماعة من علماء أهل البصرة ، وكان حمّاد الراوية يقدّمه أيضا عليهما.

قرأت على أبي غالب بن البنّا ، عن أبي الفتح بن المحاملي ، أنبأنا أبو الحسن الدارقطني قال :

وأما سيجان بالياء ـ يعني والجيم ـ فقال ابن الكلبي في نسب الأخطل الشاعر النصراني : هو الأخطل اسمه غياث بن غوث بن الصلت بن طارق بن السّيجان. [سمي ب](١) الأخطل لأنه تعرض لكعب بن جعيل الشاعر ، فأقبل عليه ، فقال أبو الأخطل لكعب بن جعيل : إنه غلام خطل ، فسمّي لذلك الأخطل.

كذا قال الأول : بالحاء ، والثاني : بالجيم.

قرأت على أبي محمّد السّلمي ، عن أبي نصر بن هبة الله قال (٢) :

غياث بن غوث بن الصلت بن طارق بن عمرو بن سيحان بن قدوكس بن عمرو بن مالك بن جشم بن بكر بن حبيب بن عمرو بن غنم بن تغلب الأخطل الشاعر النصراني مشهور ، كذلك ذكره ابن سلّام الجمحي ، وابن الكلبي في الجمهرة ، فقالا (٣) : سيحان ، غير

__________________

(١) زيادة منا للإيضاح.

(٢) الاكمال لابن ماكولا ٦ / ١٣٢ و ١٣٣.

(٣) الأصل : «فقال» وفي الاكمال : وقالا.

١٠٥

أن ابن سلّام قال في الطبقات : [قال :](١) سيحان بن عمرو بن فدوكس (٢) بن عمرو ، والله أعلم بالصواب.

كذا ذكره في باب عتّاب وغياث وما معهما.

وقال في باب سبحان وسيحان (٣) وما معهما وأما سيجان مثل الذي قبله سواء ، يعني سيجان بالنون إلّا أنه بياء معجمة باثنتين من تحتها ، فهو سيجان بن فدوكس بن عمرو بن مالك ابن جشم ، والله أعلم.

ذكر أبو الحسين [أحمد] بن فارس : أن الدّوبل حمار صغير مجتمع الخلق (٤) ، وبه لقّب الأخطل.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنبأنا أبو محمّد عبد الوهّاب بن علي بن عبد الوهّاب ، أنبأنا علي بن عبد العزيز الظاهري قال : قرئ على أحمد بن جعفر بن محمّد بن سلم ، أنبأنا الفضل بن الحباب ، حدّثنا محمّد بن سلام (٥) ، حدّثني محمّد بن عائشة قال : قال إسحاق بن عبد الله بن الحارث بن نوفل :

خرجت مع أبي إلى الشام ، فخرجت إلى دمشق أنظر إلى بنائها ، فإذا كنيسة ، وإذا الأخطل ناحيتها ، فلما رآني أنكرني فسأل عني ، فأخبر ، فقال : يا فتى إنّ لك موضعا وشرفا ، وإنّ الأسقف قد حبسني وأنا أحبّ أن تأتيه وتكلّمه في إطلاقي ، قال : فقلت : نعم ، فانتهيت إلى الأسقف فانتسبت له وكلّمته وطلبت إليه في تخليته ، فقال : مهلا : أعيذك بالله أن تكلّم في مثل هذا ، فإنّ لك موضعا وشرفا وهذا ظالم يشتم أعراض الناس ويهجوهم ، فلم أزل به حتى قام معي فدخل عليه الكنيسة ، فجعل يوعده ويرفع عليه العصا ، والأخطل يتضرع إليه وهو يقول له : أتعود أتعود ، فيقول : لا ، قال إسحاق : فقلت له : يا أبا مالك تهابك الملوك وتكرّمك الخلفاء وذكرك في الناس ، وعظّم أمره ، فقال : إنه الدّين إنه الدّين.

وحدّثنا ابن سلّام ، حدّثني أبو الغراف قال : أنشد الأخطل قصيدته التي يقول فيها (٦) :

__________________

(١) زيادة لازمة عن الاكمال.

(٢) الأصل : فدوس ، والمثبت عن الاكمال.

(٣) الاكمال لابن ماكولا ٤ / ٣٨١ و ٣٨٢.

(٤) راجع معجم مقاييس اللغة : «دبل» طبعة دار الفكر.

(٥) الخبر في طبقات الشعراء لابن سلام الجمحي ص ١٥٦.

(٦) البيت في ديوان الأخطل ط بيروت ٢٥٧ من قصيدة طويلة يمدح عكرمة الفياض ، والأغاني ٨ / ٣١٠ وطبقات الشعراء للجمحي ص ١٥٧.

١٠٦

وإذا افتقرت إلى الذّخائر لم تجد

ذخرا يكون كصالح الأعمال

فقال له هشام بن عبد الملك : هنيئا لك أبا مالك الإسلام (١) ، ـ أو قال : أسلمت ، قال : ما زلت مسلما ـ يقول في ديني ، وقال لعبد الملك :

شمس العداوة حتى يستقاد لهم

وأعظم الناس أحلاما ، إذا قدروا (٢)

مثّل الناس بينه ، وبين بيت جرير :

ألستم خير من ركب المطايا

وأندى العالمين بطون راح (٣)

وقال الأخطل فيها (٤) :

حشد على الحقّ عن قول الخنا (٥) خرس

وإن ألمّت بهم مكروهة صبروا

بني أميّة إنّي ناصح لكم

فلا يبيتنّ فيكم آمنا زفر

فإنّ مشهده كفر وغائلة (٦)

وما تغيّب من أخلاقه دعر

إنّ العداوة تلقاها وإن قدمت

كالعرّ تكمن أحيانا وتنتشر

بني أميّة ، قد ناضلت دونكم

أبناء قوم هم آووا وهم نصروا

أفحمت عنكم بني النجار قد علمت

عليا معدّ ، وكانوا طال ما هدروا

يعني : هجاه عبد الرّحمن بن حسان بن ثابت.

وقيس عيلان حتى أقبلوا رقصا

فما بغوك (٧) جهارا بعد ما كفروا

ضجوا من الحرب إذ عضّت (٨) غواربهم

وقيس عيلان من أخلاقها الضّجر

أخبرنا أبو العزّ بن كادش ، أنبأنا أبو يعلى بن الفراء ، أنبأنا أبو القاسم إسماعيل بن

__________________

(١) الأصل : سلام ، والتصويب عن طبقات الشعراء والأغاني.

(٢) البيت في ديوانه ط بيروت ص ١٠٦ من قصيدة يمدح عبد الملك بن مروان وطبقات الشعراء لابن سلام الجمحي ص ١٥٧.

(٣) البيت في ديوان جرير ط بيروت ص ٧٤ من قصيدة يمدح عبد الملك بن مروان ، وطبقات الشعراء لابن سلام ص ١٥٧.

(٤) ديوانه ص ١٠٥ وما بعدها ، وطبقات ابن سلام ص ١٥٧.

(٥) الديوان : عيافو الخنى أنف.

(٦) صدره في الديوان :

واتخذوه عدوّا إن شاهده

.

(٧) في الديوان وابن سلام : فبايعوك.

(٨) الأصل : غضت ، والتصويب عن الديوان وابن سلام.

وغواربهم مفردها غارب ، وهو أعلى الكتف.

١٠٧

سعيد بن إسماعيل ، حدّثنا أبو علي الحسين بن القاسم بن جعفر ، حدّثنا محمّد بن عجلان قال : قال ابن الأعرابي : قال الكلابي :

قال عبد الملك بن مروان للأخطل : من أشعر الناس؟ قال : أنا ، ثم المغدف القناع ، القبيح السماع ، الضيق الذراع ـ يعني القطامي ـ.

قرأت بخط أبي الحسن رشأ بن نظيف ، وأنبأنيه أبو القاسم علي بن إبراهيم ، وأبو الوحش سبيع بن المسلّم عنه ، أنبأنا أبو الفتح إبراهيم بن علي بن إبراهيم بن الحسين ، حدّثنا أبو بكر محمّد بن يحيى الصّولي ، حدّثنا أبو العيناء ، حدّثنا الأصمعي عن أبي عمرو بن العلاء قال :

قلت لجرير : أخبرني ما عندكم من الشعراء؟ قال : أما أنا فمدينة الشعر ، والفرزدق يروم مني ما لا ينال ، وابن النصرانية أرمانا للفرائض ، وأمدحنا للملوك ، وأقلّنا اجتزاء بالقليل ، وأوصفنا للخمر ، والحمر ـ قال أبو عمرو : والحمر النساء البيض ، والحمرة عند العرب البياض ، فقلت : ذو الرمة؟ قال : ليس بشيء أبعار ظباء ونقط عروس.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد ، أنبأنا عبد الوهّاب بن علي بن عبد الوهّاب ، أنبأنا أبو الحسن بن الطاهري قال : قرئ علي أبي بكر الختّلي ، أنبأنا أبو خليفة الجمحي (١) ، حدّثنا أبو عبد الله الجمحي قال : وسمعت سلمة بن عياش قال :

تذاكرنا جريرا والفرزدق ، والأخطل فقال قائل : من مثل الأخطل إنّ في كلّ بيت له بيتين يقول (٢) :

ولقد علمت إذا الرياح (٣) تروّحت

هدج الرّئال تكبّهنّ شمالا

أنّا نعجّل بالعبيط لضيفنا

قبل العيال ونقتل (٤) الأبطالا

قال : يقول : لو شاء لقال :

ولقد علمت إذا الرياح

تروّحت هدج الرّئال

أنّا نعجّل بالعبيط

لضيفنا قبل العيال

وكان هذا شعرا ، وكان على غير ذلك الوزن.

__________________

(١) من طريقه الخبر والشعر في الأغاني ٨ / ٢٨٤.

(٢) البيتان في ديوانه ط بيروت ص ٢٤٦.

(٣) الديوان والأغاني : العشار.

(٤) الأغاني : ونضرب.

١٠٨

أخبرنا أبو العزّ بن كادش ـ إذنا ومناولة وقرأ علي إسناده ـ أنبأنا محمّد بن الحسين ، أنبأنا ابن زكريا (١) ، حدّثنا عبيد الله بن محمّد بن جعفر الأزدي ، حدّثنا أبو العباس أحمد بن يحيى ، حدّثنا ابن الأعرابي قال : قيل لجرير : أيما أشعر أنت في قولك (٢) :

حيّ الغداة برامة الأطلالا

رسما تحمّل أهله فأحالا

أم الأخطل في جوابها (٣) :

كذبتك عينك أم رأيت بواسط

غلس الظّلام من الرباب خيالا

قال : هو أشعر مني ، إلّا أنّي قد قلت في قصيدتي بيتا لو أن الأفاعي نهشتهم في أستاههم ما حكّوها حيث أقول (٤) :

والتغلبي إذا تنحنح للقرى

حكّ استه وتمثّل الأمثالا

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنبأنا أبو محمّد السكري ، أنبأنا علي بن عبد العزيز قال : قرئ على أحمد بن جعفر بن محمّد ، أنبأنا الفضل بن الحباب (٥) ، حدّثنا محمّد بن سلّام ، قال : سألت بشّارا العقيلي عن الثلاثة فقال : لم يكن الأخطل مثلهما ، ولكن ربيعة تعصبت له وأفرطت فيه.

أنبأنا أبو علي الحداد ، أنبأنا أبو نعيم الحافظ ، حدّثنا أبو حامد بن جبلة ، حدّثنا أبو عبد الله القاضي ، حدّثنا عمر بن شبّة ، حدّثنا الأصمعي قال :

اجتمع الشعبي والأخطل عند عبد الملك ، فلما خرجا ، قال الأخطل للشعبي : يا شعبي ارفق بي ، فإنّك تغرف من آنية شتّى ، وأنا أغرف من إناء واحد.

قرأنا على أبي عبد الله بن البنّا ، عن أبي الحسن بن مخلد ، أنبأنا علي بن محمّد بن خزفة.

ح وعن أبي الحسين بن الآبنوسي ، أنبأنا أحمد بن عبيد ـ قراءة ـ.

قالا : أنبأنا محمّد بن الحسين بن محمّد ، حدّثنا ابن أبي خيثمة ، حدّثنا سليمان بن أبي

__________________

(١) رواه المعافى بن زكريا الجريري في الجليس الصالح الكافي ٣ / ١٠٧ ـ ١٠٨.

(٢) البيت في ديوان جرير ط بيروت ص ٣٣٨ من قصيدة يهجو الأخطل والجليس الصالح ٣ / ١٠٧.

(٣) البيت في ديوان الأخطل ط بيروت ص ٢٤٥ من قصيدة يهجو جرير والجليس الصالح ٣ / ١٠٧.

(٤) ديوان جرير ص ٣٣٩ والجليس الصالح الكافي ٣ / ١٠٨.

(٥) رواه ابن سلام الجمحي في طبقات الشعراء ص ١٢٢.

١٠٩

شيخ ، حدّثنا يحيى بن سعيد الأموي ، عن السّري بن إسماعيل ، عن الشعبي قال :

كان الأخطل ينشد عبد الملك شعره فأنشده عروضة (١) من أشعار العرب ، فغممته ولا أشعر ، فجلس لي يوما على باب عبد الملك ، فلما مررت قام إليّ فقال : يا هذا إنّي آخذ من وعاء واحد ، وإنّك تأخذ من أوعية شتى ، قال : فكففت.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه ، أنبأنا أبو عبد الله محمّد بن أبي نعيم النّسوي ، أنبأنا أبو محمّد بن أبي نصر ، أنبأنا عمّي أبو علي محمّد بن القاسم بن معروف قال : فحدّثني علي بن بكر ، حدّثنا محمود بن محمّد ، حدّثنا عبيد الله ، حدّثنا محمّد بن حسان ، حدّثنا هشام بن الكلبي ، عن أبيه قال :

كتب عبد الملك إلى الحجاج : إنه لم يبق عليّ لذة من لذّات الدنيا إلّا وقد بلغتها ، إلّا محادثة الرجال ، فوجّه إليّ بعامر الشعبي مكرّما ، فأمره الحجاج بالتجهّز ، ثم خرج ، قال : فقدمت على أمير المؤمنين فوافيت بابه ، فلقيت حرسيّا ، فقلت : استأذن لي على أمير المؤمنين ، قال الحرسيّ : من تكون (٢) يرحمك الله؟ قلت : عامر الشعبي ، فدخل وما أبطأ حتى خرج ، فقال : ادخل ، فدخلت فإذا عبد الملك في صحن الدار على كرسيّ في يده خيزرانة وبين يديه شيخ جالس لا أعرفه ، فسلّمت فردّ عليّ وقال : كيف حالك يا شعبي؟ قلت : بخير يا أمير المؤمنين ، ما زلت صالحا ، ثم أومى إليّ فجلست بين يديه ، ثم أقبل على الشيخ فقال : ويحك ، من أشعر الناس؟ قال : الذي بينك وبين الحائط ، قال الشعبي : فأظلم عليّ ما بين السماء (٣) والأرض فقلت : من هذا يا أمير المؤمنين؟ أشعر منه شاب كان عندنا قصير الباع يقول (٤) :

قد يدرك المتأنّي بعض حاجته

وقد يكون مع المستعجل الزلل

والناس من يلق خيرا قائلون له

ما يشتهي ، ولأمّ المخطئ الهبل

فقال عبد الملك : أحسن والله من يقوله؟ قلت : القطامي ، قال : لله أبوه ، وإذا الشيخ الأخطل قال : يا شعبي إنّ لك فنونا تفتن فيها ، وإنّما لي فن واحد ، وهو هذا الشعر ، فإن رأيت أن لا تعرض عليّ فيه ولا تكلّفني أن أحمل قومك على كاهل فاجعلهم غرضا للعرب ،

__________________

(١) كذا بالأصل.

(٢) بالأصل : تكن.

(٣) «بين السماء» اللفظتان طمستا بالأصل ، وغير مقروءتين في ت لسوء التصوير ، والمثبت عن المختصر.

(٤) البيتان للقطامي ، وهي في ديوانه ص ٢٥ والأغاني ٢٤ / ٤٧.

١١٠

فافعل ، قال الشعبي : فقلت : لا أعود لك في مساءة ، ثم أقبل عليه عبد الملك فقال : ويلك ، من أشعر الناس؟ فقال : قد أعلمتك مرة ، فو الله ما صبرت أن قلت : أشعر منه يا أمير المؤمنين الذي قدّمه عمر ؛ خرج عمر يوما على أسد وغطفان فقال : من الذي يقول :

أتيتك عاريا خلقا ثيابي

على خوف تظنّ بي الظّنون؟ (١)

قالوا : النابغة قال عمر : هذا أشعر الشعراء ، فلمّا كان الغد خرج فقال : من الذي يقول (٢) :

ولست بمستبق أخا لا تلمّه

على شعث أيّ الرّجال المهذّب؟

فقالوا : النابغة ، فقال : هاذ والله أشعر الشعراء ، فغضب الأخطل ، فقال : يا شعبي ما أسرع ما رجعت ، فقلت : ما أعود لك في مساءة ، ثم أقبل عليه فقال : من أشعر النساء؟ قال : ليلى الأخيلية ، فما صبرت أن قلت : أشعر النساء والله من قدّمها عمر قال : ومن هي؟ قلت : خنساء ، قال عمر : من الذي تقول (٣) :

وقائلة والنّفس تقدم خطوها

لتدركه : يا لهف نفسي على عمرو (٤)

ألا ثكلت أمّ الذين عدوا به

إلى القبر ما ذا يحملون إلى القبر

فقالوا : هذه خنساء ، فقال عمر : هذه أشعر النساء ، فقال عبد الملك : صدق أمير المؤمنين.

قال : وحدّثنا علي بن بكر ، عن ابن خليل قال ابن عبيدة (٥) :

دخل الأخطل على عبد الملك بن مروان فاستنشده (٦) فقال : قد يبس حلقي فمن يسقيني؟ قال : اسقوه ماء ، قال : شراب الحمار هو عندنا كثير ، قال : فاسقوه لبنا ، قال : عن اللبن فطمت ، قال : فاسقوه عسلا قال : شراب المريض وأنا صحيح ، قال : فتريد ما ذا؟ قال : خمرا يا أمير المؤمنين ، قال : وعهدتني أسقي الخمر ، لا أمّ لك؟ لو لا حرمتك بنا لفعلت بك وفعلت ، فخرج فلقي فرّاشا كان لعبد الملك قال : ويلك! إن أمير المؤمنين استنشدني وقد

__________________

(١) البيت للنابغة الذبياني ، ديوانه صنعة ابن السكيت ـ طبعة دار الفكر ص ٢٦٤ وفي الديوان : فجئتك.

(٢) البيت للنابغة ، ديوانه صنعة ابن السكيت ـ طبعة دار الفكر ص ٧٨ وفي الديوان : فلست.

(٣) البيتان للخنساء ـ ديوانها ط بيروت ص ٥٢.

(٤) في الديوان : على صخر.

(٥) الخبر في الأغاني ٨ / ٢٩٤.

(٦) بالأصل : «فاستنشد» ، والمثبت عن الأغاني.

١١١

صحل (١) صوتي ، فاسقني شربة خمر ، فسقاه رطلا ، فقال : أعدله بآخر ، فسقاه آخر ، فقال : تركتهما يعتركان في بطني ، اسقني ثالثا ، فسقاه ثالثا ، فقال : تركت اثنين (٢) على واحد ، اعدل بينهما برابع ، فسقاه رابعا ، فدخل على عبد الملك فأنشده :

خفّ القطين فراحوا منك أو بكروا (٣)

فقال عبد الملك : لا ، بل منك ، وتطير عبد الملك من قوله ، فعاد فقال :

فراحوا اليوم أو بكروا

فأنشده حتى بلغ :

شمس العداوة حتى يستقاد لهم

وأعظم الاس أحلاما إذا قدروا

فقال عبد الملك : خذ بيده يا غلام ، فأخرجه ثم ألق عليه من الخلع ما يغمره ، ثم ناد (٤) : إنّ لكل قوم شاعرا ، وأنّ شاعر بني أمية الأخطل ، فمرّ به جرير فقال : كيف تركت خنازير أمك؟ قال : كثيرا ، وإن أتيتنا قريناك منها ، فكيف تركت أعيار أمّك؟ قال : كثير (٥) ، وإن أتيتنا حملناك على بعضها.

كتب إليّ أبو القاسم يحيى بن أبي المعالي ثابت بن بندار بن إبراهيم (٦) ، أنبأنا أبي ، أنبأنا أبو العباس أحمد بن عمر بن أحمد البرمكي الحنبلي ، أنبأنا أبو محمّد عبد الله بن محمّد ابن علي بن الجرادي ، حدّثنا أبو بكر محمّد بن القاسم بن الأنباري ، حدّثنا محمّد بن المديني ، وهو محمّد بن علي ، حدّثنا أبو الفضل الربعي ، عن أبي عثمان ، عن الأصمعي قال :

دخل الأخطل على عبد الملك بن مروان يوما فحادثه وأنشده من شعره ، فأعجب به (٧) عبد الملك وقال له : يا أخطل أسلم تسلم ، قال : نعم يا أمير المؤمنين ، إن أنت أحللت لي الخمرة ، ولم تكلفني حجّ البيت ، ولم تأخذني بصيام شهر رمضان ، قال له عبد الملك : إن

__________________

(١) صحل صوتي : بح.

(٢) في الأغاني : تركتني أمشي على واحدة ، اعدل ميلي برابع.

(٣) مطلع قصيدة للأخطل مدح بها عبد الملك بن مروان ، ديوانه ص ١٠٠ وعجزه في الديوان : وأزعجتهم نوى في صرفها غير.

(٤) بالأصل : نادى.

(٥) كذا بالأصل.

(٦) ترجمته في سير أعلام النبلاء ٢٠ / ٥٠٥.

(٧) كتبت «به» فوق الكلام بين السطرين بالأصل.

١١٢

أنت أسلمت وقصّرت في شيء من شرائع الإسلام ضربت الذي فيه عيناك ، فقال له : ضع عنّي صوم شهر رمضان ، فقال له عبد الملك : ليس إلى ذلك سبيل ، فقال الأخطل (١) :

ولست بصائم رمضان طوعا

ولست بآكل لحم الأضاحي

ولست (٢) براحل عيسا بكارا

إلى بطحاء مكة للنجاحي

ولست بقائم أبدا أنادي

كمثل العير ، حيّ على الفلاح

ولكني سأشربها شمولا

وأسجد عند مبتلج الصّباح

قال أبو بكر : يروى منبلج ومبتلج.

فبلغ ذلك عبد الملك بن مروان فلما دخل عليه قال له : ويحك يا أخطل ، صف لي السّكر ، قال : أوّله لذة وآخره صداع ، وبين ذلك ساعة لا أصف لك مبلغها ، فقال له : ما مبلغها؟ فقال : لملكك يا أمير المؤمنين أهون علي من شسع نعلي ، فقال له عبد الملك : صف لي ، فأنشأ يقول (٣) :

إذا ما نديمي علّني ثم علّني

ثلاث زجاجات لهنّ هدير

خرجت (٤) أجرّ الذّيل مني كأنّني

عليك أمير المؤمنين أمير

فقال له عبد الملك : يا أخطل قلّ من شربها ـ وهذه صفتها ـ أن تسخو نفسه بترك لذتها إلّا ما أحب أن يبتغي (٥) إلى ذي العرش سبيلا.

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم ، وأبو الوحش سبيع بن المسلّم ، عن رشأ بن نظيف ، ونقلته من خطه ، أنبأنا أبو الفتح إبراهيم بن علي بن إبراهيم ، حدّثنا أبو بكر محمّد بن يحيى الصولي ، حدّثنا ابن فهم ، عن أبيه ، حدّثنا محمّد بن داود اليماني قال : قال عوانة :

دخل الأخطل على عبد العزيز بن مروان وهو مريض يعوده فقال (٦) :

ونعود سيّدنا وسيّد غيرنا

ليت التّشكّي كان بالعوّاد

__________________

(١) الأبيات في ديوانه ط بيروت ص ٧٢.

(٢) هذا البيت ليس في الديوان.

(٣) ديوانه ص ١٨٩.

(٤) في الديوان : جعلت.

(٥) تقرأ بالأصل : «يتبعني» والمثبت عن المختصر.

(٦) البيتان ليسا في ديوان الأخطل ط بيروت ، والبيتان لكثير ، وهما في ديوانه ط بيروت ص ٩٢.

والخبر من طريق آخر رواه المصنف في ترجمة عبد العزيز بن مروان ٣٦ / ٣٥٥ ـ ٣٥٦ والذي دخل عليه يعوده كثير ، وذكر البيتين ونسبهما لكثير.

١١٣

لو كان يقبل فدية لفديته

بالمصطفى من طارفي وتلادي

فقال عبد العزيز : يا غلام عليّ بعشرة آلاف درهم ، إنّ هؤلاء والله ما يعطونا صافي ما عندهم إلّا ليصيبوا خالص ما عندنا ، قال : فدفع المال إليه.

وقد روي هذان البيتان لكثير عزّة في طلحة الطلحات (١).

أخبرنا أبو القاسم بن أبي الأشعث ، أنبأنا أبو محمّد السكري ، أنبأنا أحمد بن جعفر بن محمّد بن سلم ، أنبأنا الفضل بن الحباب ، حدّثنا محمّد بن سلّام (٢) ، حدّثني أبو يحيى الضّبّي قال :

كان عبد الرّحمن بن حسان ويزيد بن معاوية يتقاولان (٣) ، فاستعلاه ابن حسان فقال يزيد لكعب بن جعيل التغلبي (٤) : أجبه عني وأهجه ، فقال : والله ما تلتقي شفتاي بهجاء الأنصار ، ولكن أدلك على الشاعر الفاجر الماهر ، فتى منا ، يقال له : الغوث (٥) ، نصرانيّ وكان كعب سمّاه الأخطل ، سمعه ينشد هجاء فقال : يا غلام إنّه لأخطل اللسان.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع اللفتواني ، أنبأنا أبو عمرو بن مندة ، أنبأنا أبو محمّد بن يوة ، أنبأنا أبو الحسن اللّنباني (٦) ، حدّثنا أبو بكر محمّد بن أبي الدنيا ، حدّثني محمّد بن صالح القرشي ، حدّثنا عون بن كهمس ، حدّثنا هشام بن حسّان ، عن محمّد بن سيرين قال :

دخل أناس من الأنصار فيهم النعمان بن بشير على معاوية ، فلما صاروا بين السماطين حسروا عمائمهم عن رءوسهم قال : ثم جعل النعمان يضرب صلعته براحته ويقول : يا أمير المؤمنين هل ترى بها من لؤم؟ قال : وما ذلك؟ قال : هذا النّصراني الذي قال (٧) :

ذهبت قريش بالسماحة والنّدى

واللّؤم تحت عمائم الأنصار

قال : لكم لسانه يعني الأخطل.

__________________

(١) تقدم الخبر ، في ترجمة طلحة الطلحات في تاريخ مدينة دمشق : ٢٥ / ٣٤ رقم ٢٩٨١ وذكر ثلاثة أبيات ، منسوبة لكثير والثالث منها : لنعود سيدنا وسيد غيرنا ...

(٢) الخبر في طبقات الشعراء للجمحي ص ١٤٨.

(٣) بالأصل : يتناولان ، وفي المختصر : يتناقلان ، والمثبت عن طبقات ابن سلام.

(٤) بالأصل : الثعلبي ، تصحيف ، والصواب ما أثبت.

(٥) كذا بالأصل وطبقات ابن سلام؟! ، واسمه : غياث بن الغوث.

(٦) بالأصل : اللبناني ، بتقديم الباء على النون ، تصحيف.

(٧) البيت ليس في الديوان الموجود بين يدي (ط. بيروت) ، وهو مع بيت آخر في الشعر والشعراء ص ٣٠٢.

١١٤

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنبأنا عبد الوهّاب بن علي ، أنبأنا علي بن عبد العزيز قال : قرئ على أبي بكر الحنبلي ، أنبأنا الفضل بن الحباب ، حدّثنا محمّد بن سلام الجمحي أبو عبد الله (١) قال :

قال يحيى : أرسل إليه يزيد فقال : اهجهم ، فقال : كيف أصنع بمكانهم ، أخاف على نفسي ، قال : لك ذمة أمير المؤمنين وذمّتي ، فذاك حين يقول :

ذهبت قريش بالسماحة والندى

واللؤم تحت عمائم الأنصار (٢)

فجاء النعمان بن بشير إلى معاوية فقال : بلغ منا أمر ما بلغ منا مثله في جاهلية ولا إسلام ، قال : ومن بلغ ذلك منكم؟ قال : غلام نصراني من بني تغلب ، قال : ما حاجتك؟ قال : لسانه ، قال : ذلك لك ، وكان النعمان ذا منزلة من معاوية ، كان معاوية يقول : يا معشر الأنصار تسبطئوني وما صحبني منكم إلّا النعمان ، وقد رأيتم ما صنعت به [وكان](٣) ولّاه الكوفة وأكرمه ، فأخبر (٤) الأخطل فطار [إلى يزيد](٥) ، فدخل يزيد على أبيه معاوية فقال : يا أمير المؤمنين هجوني وذكروك ، فجعلت له ذمتك على أن يردّ عني. فقال معاوية للنعمان : لا سبيل إلى ذمة أبي خالد ، فذاك حين يقول الأخطل (٦) :

أبا خالد دافعت عنّي عظيمة

وأدركت لحمي قبل أن يتبدّدا

وأطفأت عني نار نعمان بعد ما

أغذّ لأمر فاجر (٧) وتجرّدا

ولما رأى النّعمان دوي ابن حرّة

طوى الكشح إذ لم يستطعني وعرّدا

وما مفعم (٨) يعلو جزاير حامز (٩)

يشقّ (١٠) إليها خيزرانا وغرقدا

__________________

(١) الخبر والشعر في طبقات الشعراء لابن سلام الجمحي ص ١٤٩ ـ ١٥٠.

(٢) عجزه ليس في طبقات الشعراء.

(٣) زيادة عن طبقات الشعراء للإيضاح.

(٤) بالأصل : فبلغ ، ثم شطبت ، وكتب فوقها «فأخبر» واللفظة توافق ما جاء في طبقات ابن سلام ، وفيها : وأخبر.

(٥) الزيادة عن طبقات الشعراء.

(٦) ديوانه ط. بيروت ص ٧٣ من قصيدة يمدح يزيد بن معاوية وطبقات الشعراء لابن سلام ص ١٤٩.

(٧) في الديوان : لأمر عاجز.

(٨) كذا بالأصل وابن سلام ، وفي الديوان : مزبد.

(٩) غير واضحة بالأصل ، وفي ابن سلام : حامر ، والمثبت عن الديوان. وبهامشه : حامز : موقع قريب من حلب.

(١٠) الأصل : يسق ، والمثبت عن ابن سلام والديوان.

١١٥

تحرز منه أهل عانة (١) بعد ما

كسا سورها الأدنى (٢) غثاء منضّدا (٣)

كأنّ بنات الماء في حجراتها

أباريق أهدتها دياف لصرخدا

بمطّرد الآذيّ جون كأنّما زقا

بالقراقير (٤) النّعام المطرّدا

بأجود سيبا من يزيد إذا غدت

نجائبه (٥) يحملن ملكا وسؤددا

تقلّص بالسيف الطويل نجاده

خميص إذا السّربال عنه تقدّدا

قال : وحدّثنا ابن سلّام (٦) : حدثني عامر بن عبد الملك المسمعي قال : لما بلغ الأخطل تهاجي جرير والفرزدق قال لابنه مالك : انحدر إلى العراق حتى تسمع منهما ، وتأتيني بخبرهما ، فلقيهما ، فاستمع ، ثم أتى أباه فقال : جرير يغرف عن بحر ، والفرزدق ينحت في صخر ، فقال الأخطل : فجرير أشعرهما ، فقال :

إني [قضيت](٧) قضاء غير ذي جنف

لما سمعت ولما جاءني الخبر

إن الفرزدق قد شالت نعامته

وعضه حية من قومه ذكر

ثم قدم الأخطل الكوفة على بشر بن مروان ، فبعث إليه محمد بن عمير بن عطارد بدراهم وحملان وكسوة وخمر ، وبلغني أن الذي بعث إليه بهذا شبة بن عقال المجاشعي وقال للأخطل ، فضّل شاعرنا [عليه] وسبّه فقال الأخطل (٨) :

اخسأ (٩) إليك كليب إنّ مجاشعا

وأبا الفوارس نهشلا أخوان

قوم إذا خطرت عليك قرومهم (١٠)

جعلوك بين كلاكل وجران

وإذا وضعت أباك في ميزانهم

رجحوا وشال أبوك في الميزان

فقال جرير (١١) :

يا ذا العباية إنّ بشرا قد قضى

أن لا تجوز حكومة النشوان

_________________

(١) الأصل : غابات ، وفي ابن سلام : غابات ، والمثبت عن الديوان وفيه : عانة.

(٢) كذا بالأصل وابن سلام ، وفي الديوان : الأعلى.

(٣) الأصل : متضددا ، والمثبت عن الديوان وابن سلام.

(٤) الأصل : القراقر ، والمثبت عن الديوان وابن سلام. والقراقير مفردها قرقور ، وهي السفينة الكبيرة.

(٥) كذا بالأصل وابن سلام. وفي الديوان : به بخته.

(٦) الخبر والشعر في طبقات ابن سلام الجمحي ص ١٤٧ ـ ١٤٨.

(٧) زيادة لتقويم الوزن عن ابن سلام.

(٨) الأبيات في ديوانه ط بيروت ص ٣٤٣.

(٩) الديوان : فاخسأ.

(١٠) كذا بالأصل وابن سلام ، وفي الديوان : فحولهم.

(١١) ديوان جرير ط بيروت ص ٤٣٤.

١١٦

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيمي وأبو الوحش ، المقرئ عن رشأ بن نظيف ، أنبأنا أبو أحمد عبيد الله بن محمد بن أبي مسلم المقرئ ، أنبأنا أبو طاهر عبد الواحد بن عمر بن أبي هاشم ، حدّثنا إسماعيل بن يونس ، حدثنا عمر (١) بن شبة حدثنا الأصمعي ، حدثنا عيسى بن عمر قال :

قال الأخطل ما رأيت أعجب من قصتى وقصة جرير ، هجوته بأجود هجاء يكون ، وهجاني بأرذل شعر ، فنفق فصار علما ، قلت فيه (٢) :

ما زال فينا رباط الخيل معلمة (٣)

وفي كليب رباط الذل والعار

النازلون (٤) بدار الهون مذ خلقوا

والماكثين على رغم وإصغار

قوم إذا استنبح الأضياف كلبهم

قالوا لأمهم : بولي على النار

وهجاني جرير ، قال (٥) :

والتغلبي إذا تنحنح للقرى

حك استه وتمثل الأمثالا

فانظر كم بين الشعرين!.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد ، أنبأنا أبو محمّد السكري ، أنبأنا أبو الحسين الطاهري ، قال : قرئ على أحمد بن جعفر بن محمّد ، أنبأنا أبو خليفة ، حدّثنا محمّد بن سلام (٦) ، حدّثني رجل من بني مروان (٧) شامي ، قال : اجتمع جرير والأخطل عند عبد الملك ابن مروان فقال له الأخطل : أين تركت أتن أمك يا جرير؟ قال : ترعى مع خنازير أبيك.

قال : وحدّثنا محمّد (٨) ، حدّثني أبو الغرّاف قال : تناشدا عند الوليد بن عبد الملك فأنشد الأخطل كلمة عمرو بن كلثوم :

__________________

(١) الأصل : عمرو ، تصحيف.

(٢) ديوانه ط بيروت ص ١٦٦.

(٣) الأصل : يعلمه ، والمثبت عن الديوان.

(٤) روايته في الديوان :

النازلين بدار الذل إن نزلوا

وتستبيح كليب حرمة الجار

(٥) ديوان جرير ، ط بيروت ص ٣٣٩ ، من قصيدة يهجو الأخطل.

(٦) رواه ابن سلام الجمحي في طبقات الشعراء ص ١٥٢.

(٧) في طبقات ابن سلام : بني أمية.

(٨) يعني محمد بن سلام الجمحي ، والخبر والشعر في طبقات الشعراء ص ١٥٢.

١١٧

ألا هبّي بصحنك فاصبيحنا (١)

قال : فتحرك الوليد فقال : مغّر يا جرير ، يريد قصيدة أوس بن مغراء السّعدي ثم المربعي :

ما ذا يهيجك من دار بفيحان

قفر توهّمت منها (٢) اليوم عرفانا

منّا النبي الذي قد عاش مؤتمنا

وصاحباه وعثمان بن عفّانا

تحالف الناس مما يعلمون لنا

ولا تحالف إلّا الله مولانا

محمّد خير من يمشي على قدم

وكان صافية لله خلصانا

فقال له الأخطل : أعليّ تعصّب (٣) يا أمير المؤمنين؟ وعليّ تعين؟ وأنا صاحب عبد الرّحمن بن حسّان ، وصاحب قيس ، وصاحب كذا ، وكان الأخطل مستعليا قيسا في حربهم وقال (٤) :

إنّ السّيوف غدوّها ورواحها

تركت هوازن مثل قرن الأعضب

وكان يونس ينشد هذا البيت : غدوّها ورواحها جعله ظرفا.

وقال الأخطل :

لقد خبّرت والأنباء تنمي

لقد نجاك يا زفر الفرار

إلى أن قال (٥) :

ألا أبلغ الجحّاف هل هو ثائر

بقتلى أصيبت من سليم (٦) وعامر

فجمع لهم الجحّاف السّلمي ، وهو أحد بني فالج بن ذكوان وولد بالبصرة ، وزفر بن الحارث وكانا عثمانيين ، فلما ظهر علي بن أبي طالب على أهل البصرة خرجا إلى الشام فسادا أهلها ، وزفر من بني نفيل بن عمرو بن كلاب من ولد يزيد بن الصعق ، وهو سيد شريف له

__________________

(١) مطلع معلقة عمرو بن كلثوم ، وعجزه :

ولا تبقي خمور الأندرينا

مختار الشعر الجاهلي ٢ / ٣٦٠.

(٢) كتبت «منها» فوق الكلام بين السطرين بالأصل.

(٣) إعجامها مضطرب بالأصل ، والمثبت عن طبقات ابن سلام.

(٤) ديوان الأخطل ط بيروت ص ٤٤.

(٥) البيت التالي في الشعر والشعراء ص ٣٠٣ وديوان الأخطل ص ١٣٠ ومعجم البلدان (البشر).

(٦) الأصل : سليمى ، والمثبت عن طبقات الشعراء لابن سلام والشعر والشعراء ص ٣٠٣.

١١٨

يقول القطامي حين أسره فمنّ عليه (١) :

من البيض الوجوه بني نفيل

أبت أخلاقهم إلّا ارتفاعا (٢)

فجمع لهم الجحّاف جمعا ، فأغار على البشر ، وهي منازل بني تغلب ، فأسرف في القتل فاستخذى [الأخطل](٣) فقال (٤) :

لقد أوقع الجحّاف بالبشر (٥) وقعة

إلى الله فيها المشتكى والمعوّل

فإن لا تغيّرها قريش بملكها

يكن (٦) ، عن قريش مستماز ومزحل

فقال له : إلى أين لا أم لك؟ قال : إلى النار ، فوثب عليه جرير عند استخذائه فقال (٧) :

فإنّك والجحّاف حين تحضّه

أردتّ بذاك المكث والورد أعجل

سما لكم ليلا كأن نجومه (٨)

قناديل فيهن الذبال المفتّل

فما ذرّ قرن الشمس حين تبيّنوا (٩)

كراديس يهديهنّ ورد محجّل

وما زالت القتلى تمجّ (١٠) دماؤها

مع المدّ حتى ماء دجلة أشكل

فإن لا تعلّق من قريش بذمّة

فليس على أسياف قيس معوّل

بكى دوبل لا يرقئ الله دمعه

ألا إنّما يبكي من الذلّ دوبل

قال أبو عبد الله (١١) : قال أبو الغرّاف : قال الأخطل : والله ما سمتني أمّي دوبلا إلّا يوما واحدا ، فمن أين سقط إلى الخبيث وقال الجحّاف يجيب الأخطل (١٢) :

__________________

(١) ديوان القطامي ص ٤٢ من قصيدة يمدح زفر بن الحارث ، وقد خلّى سبيله وطبقات الشعراء لابن سلام ص ١٥٢ والأغاني ٢٤ / ٤١.

(٢) الأصل وابن سلام ، وفي الديوان والأغاني : اتساعا.

(٣) زيادة عن طبقات ابن سلام.

(٤) ديوان الأخطل ط بيروت ص ٢٣٠ والبيتان في طبقات الشعراء لابن سلام ص ١٥٣ والشعر والشعراء ص ٣٠٣ ومعجم البلدان (البشر).

(٥) البشر : بكسر أوله ثم السكون ، جبل يمتد من عرض إلى الفرات من أرض الشام من جهة البادية (معجم البلدان).

(٦) الأصل : «ما لا يعيرها ... تكن» والمثبت عن الديوان وطبقات الشعراء.

(٧) ديوان جرير ط : بيروت ص ٣٤٣.

(٨) صدره في الديوان : سرى نحوكم ليل كأن نجومه.

(٩) صدره في الديوان : فما انشق ضوء الصبح حتى تعرفوا.

(١٠) الديوان : «تمور دماؤها» ، وفي طبقات الشعراء : تمج دماءها

(١١) يعني محمد بن سلام ، والخبر في طبقات الشعراء ص ١٥٣.

(١٢) البيت في طبقات الشعراء ص ١٥٤ والشعر والشعراء ص ٣٠٣.

١١٩

أبا مالك هل لمتني مذ حضضتني

على القتل أم هل لامني لك لائم

ولقي الجحّاف الأخطل ، فقال : أبا مالك كيف رأيت؟ قال : رأيتك شيخا فاجرا.

قال أبو عبد الله : وقال لي أبان الأعرج : أدرك الجحّاف الجاهلية ، فقلت له : لم تقول ذلك؟ قال : لقوله :

شهدت مع النبي مسوّمات

حنينا وهي دامية الكلام

تعرضن للطعان إذا التقينا

وجوها لا تعرّض للطام

فقلت : إنّما عنى خيل قومه بني سليم.

قال أبو عبد الله : وذكرت ذلك لعبد القاهر بن السّري فقال : جد أبي (١) قيس بن الهيثم أعطى حكيم بن أمية جارية ولدت له الجحّاف في غرفة في دارنا لا أحسبه إلّا قد قال رأيتها.

وروى سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار قال : رأيت الجحّاف يطوف بالبيت في أنفه خزام وهو يقول : اللهم اغفر لي ولا أراك تفعل ، فقلت : من هذا؟ قالوا : الجحّاف ، وكان بعد ذلك يتأله له ويظهر التوبة.

قال : وحدّثنا ابن سلام (٢) ، حدّثني شيخ من بني ضبيعة قال : خرج جرير إلى الشام ، فنزل منزلا لبني تغلب ، فخرج متلثما عليه ثياب سفره ، فلقيه رجل لا يعرفه فقال : ممن الرجل؟ قال : من بني تميم ، قال : أما سمعت ما قلت لغاوي تميم (٣)؟ وأنشده مما قال لجرير ، قال : فقال : أما سمعت ما قال لك غاوي تميم ، فأنشده ، ثم عاد الأخطل وعاد جرير في نقضه حتى كثر ذلك بينهما ، فقال له التغلبي : ممن أنت؟ لا حيّاك الله ، والله لكأنك جرير؟! قال : فأنا جرير ، قال : وأنا الأخطل.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر ، أنبأنا أحمد بن عبد الملك المؤذن ، أنبأنا علي بن محمّد بن علي بن الحسين.

ح وأخبرنا أبو محمّد بن طاوس ، حدّثنا سليمان بن إبراهيم بن محمّد ، حدّثنا محمّد ابن إبراهيم بن جعفر ، قالا : حدّثنا أبو العباس محمّد بن يعقوب ، حدّثنا أبو الفضل العباس قال : قال يحيى بن معين : هذا البيت للأخطل :

__________________

(١) في طبقات الشعراء : جدي قيس.

(٢) من طريقه رواه أبو الفرج في الأغاني ٨ / ٣١٧.

(٣) في الأغاني : لغاوي بني تميم.

١٢٠