تاريخ مدينة دمشق - ج ٤٨

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]

تاريخ مدينة دمشق - ج ٤٨

المؤلف:

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]


الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ٠
الصفحات: ٤٧٢
الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٢ الجزء ٣٣ الجزء ٣٤ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١ الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠

أحمد بن محمّد بن بكر الهزّاني ، حدّثنا أبو حاتم سهل بن محمّد السّجستاني ، قال : وزعم العمري عن عطاء بن مصعب ، حدّثني عبيد بن أبان النّميري قال :

قدم فضالة بن زيد العدواني على معاوية فقال له معاوية : كيف أنت والنساء يا فضالة؟ قال : يا أمير المؤمنين :

لا باه لي إلّا المني وأخو المني

جدير بأن يلحى ابن حرب ويشتما

والرواية : لا قمط لي ، والقمط : الجماع ، ومن قال : لا باه لي ، فقد أخطأ ، لأن الباه ممدود وهي ماء في الأوداج :

وفيم تصابى الشيخ والدهر دائب

بميراثه تلحو عروقا وأعظما

رمتني صروف الدهر حتى رأيتني

أجبّ السنام بعد ما كنت أيهما (١)

فحلت سهول الأرض وعثا ووعثها

سهولا وقد أحرزت أن أتكلّما

وكان سليطا مقولي متبادرا

شباه فصرت اليوم مثل العيّ أبكما

كذلك ريب الدهر ينزل سهمه

والاداء الذليل المذمما

ألا ذو الأيدي القوة (٢)

وحرب يجيد القوم عن لهباتها

شهدت فكتبت المستشار المقدما

توسطتها بالسيف اذهاب جينها

الكماة فلم يعثوا من الحرث معظما

فلما رأيت الموت ألقى بعاعه

علي تعمدت أمرا كان معلما

فيممت سيفي رأسه فتركه

يهر عليه الذئب أنضح (٣) قشعما

نفدت فما لي حيلة غير أنني

أجود إذا سئل البخيل فهمهما

وأبذل عفوا ما ملكت تكرما

وأجبر في اليلا وأكلا ومعدما

فقال له معاوية : كم أتت لك سنة يا فضالة؟ قال : عشرون ومائة سنة ، قال : فأي الأشياء حلت بك مذ كنت كنت بها أسر وأي شيء كنت بوقوعه أشد اكتئابا؟ قال : يا أمير المؤمنين لم يقطع الظهر قطع الولد شيء ، ولا دفع البلايا والمصائب مثل إفادة المال ، والله يا أمير المؤمنين إن المال ليقع من المرء موقعا ما يفقه شيء وإن الولد الصالح ليمثل منزلة المال ، ولكن للمال فضيلة عليه ، وإن كان طالب المال يجمعه لولده فإنه آثر عنده منه لأنه قد

__________________

(١) الأيهم : الشجاع ، والجبل الصعب. والحجر الأملس (القاموس المحيط).

(٢) كذا.

(٣) على هامش الأصل : والأنضح الأبيض وليس بخالص.

٢٨١

يمنعه المال إذا طلبه منه إن كان يثمره له فهو أحلى متاع الدنيا عند أهل الدنيا ، فقال معاوية : ليس كل أحد على رأيك للمال حال والولد حبة القلب ووتد النفس ، يريد ان الرجل إذا أصيب بأولاده هزّه ذلك وضعضعه ونفضه العيش لا خير في المال لمن لا ولد له إلّا أن يكون مال ينفقه الرجل في سبيل الله ، فقال فضالة : يا أمير المؤمنين :

وما العيش إلّا المال فاحفظ فضوله

ولا تهلكنه في الضلال فتندم

فإني رأيت المال عزا إذا التفت

عليك ظلال الحرب ترمم بالدم

إذا جل خطب صلت بالمال حيثما

توجهت من أرضي فصيح وأعجم

وهابك أقوام وإن لم تصبهم

بنفع ومن يستعن يحمد ويكرم

ويعطى الذي يبغي وإن كان باخلا

بما في يديه من متاع ودرهم

وفي الفقر ذل للرقاب وطالما

رأيت فقيرا غير نكس مدمم

يلام وإن كان الصواب بكفه

وتحمد الا البخيل المدرهم

كذلك هذا الدهر يرفع ذا الغنى

بلا كرم منه ولا يتحلم

ولكن بما حازت يداه من الغنى

يصير أمير اللئيم الملطم

فقال معاوية : قاتل الله أخا بني أسيد حيث يقول :

بني أم ذي المال الكثير يرونه

وإن كان عبدا سيدا لامر جحفلا

وهم لمقل المال أو لا علة

وإن كان محضا في العمومة مخولا

٥٦٠٢ ـ فضالة بن أبي سعيد المهري (١) المصري (٢)

سمع عمر بن عبد العزيز بدمشق.

روى عنه الليث بن سعد ، ورشدين بن سعد.

أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن أحمد بن علي ، أنبأنا أبو سعيد محمّد بن علي بن محمّد الخشّاب ، أنبأنا أبو الحسن محمّد بن أحمد بن شبيب ، أنبأنا أبو يعلى عبد المؤمن بن خلف بن طفيل بن زيد التميمي ، حدّثنا هاشم بن يونس ، حدّثنا يحيى بن بكير ، حدّثني الليث ابن سعد ، حدّثني فضالة بن أبي سعيد قال :

__________________

(١) المهري بفتح الميم وسكون الهاء وآخرها راء ، وهذه النسبة إلى مهرة بن حيدان بن عمرو بن الحاف بن قضاعة ، قبيلة كبيرة (كما في اللباب : المهري) وقال ياقوت : والصحيح مهرة بالتحريك (معجم البلدان : مهرة).

(٢) ترجمته في الجرح والتعديل ٧ / ٧٧ والتاريخ الكبير ٧ / ١٢٦.

٢٨٢

سمعت عمر بن عبد العزيز على منبر دمشق يقول : يا أهل الشام قد بلغني عنكم أحاديث ما أنا بالراجي لخيركم ، ولا بالآمن من شرّكم ، ولقد مللتموني ومللتكم فأراحني الله منكم وأراحكم مني فما علاه حتى مات.

أخبرنا أبو الغنائم محمّد بن علي في كتابه ، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر ، أنبأنا أحمد ابن الحسن ، والمبارك بن عبد الجبّار ، ومحمّد بن علي ـ واللفظ له ـ قالوا : أنبأنا أبو أحمد ـ زاد أحمد : ومحمّد بن الحسن قالا : ـ أنبأنا أحمد بن عبدان ، أنبأنا محمّد بن سهل ، أنبأنا محمّد بن إسماعيل البخاري (١) قال :

فضالة بن أبي سعيد سمع عمر بن عبد العزيز ، روى عنه الليث.

كتب إليّ أبو محمّد حمزة بن العباس بن علي ، وأبو الفضل أحمد بن محمّد بن الحسن ابن سليم ، وحدّثني أبو بكر اللفتواني عنهما ، قالا : أنبأنا أبو بكر الباطرقاني ، أنبأنا أبو عبد الله بن مندة ، قال : قال لنا أبو سعيد بن يونس :

فضالة بن أبي سعيد المهري يروي عن عمر بن عبد العزيز ، روى عنه الليث بن سعد ، ورشدين بن سعد.

٥٦٠٣ ـ فضالة بن شريك بن سلمان بن خويلد بن سلمة بن عامر

موقد (٢) النار بن الحريش بن نمير بن والبة بن الحارث بن ثعلبة

ابن دودان بن أسد بن خزيمة بن مدركة الأسدي (٣)

كان مخضرما ، أدرك الجاهلية والإسلام ، وكان شاعرا فاتكا ، صعلوكا.

وفد على يزيد بن معاوية ومدحه.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم ، أنبأنا رشأ بن نظيف ، أنبأنا الحسن بن إسماعيل ، أنبأنا أحمد بن مروان ، أنشدنا أحمد بن داود ، أنشدني أبو زيد لفضالة بن شريك في نساء بني حرب (٤) :

__________________

(١) رواه البخاري في التاريخ الكبير ٧ / ١٢٦.

(٢) بالأصل : «متوقد النار» والمثبت عن ت ، والأغاني.

(٣) ترجمته في الإصابة ٣ / ٢١٤ رقم ٧٠٢٧ والأغاني ١٢ / ٧١ (مصورة عن طبعة دار الكتب) ، معجم الشعراء ص ٣٠٨ والأعلام للزركلي ٥ / ١٤٦.

(٤) البيتان في تاج العروس ـ مادة سمد ، ونسبهما إلى عبد الله بن الزبير الأسدي.

٢٨٣

رمى الحدثان نسوة آل حرب (١)

بمقدار سمدن له سمودا (٢)

فردّ شعورهنّ السود بيضا

وردّ وجوههنّ البيض سودا

أخبرنا أبو الحسين محمّد بن كامل بن مجاهد ، أنبأنا محمّد بن أحمد بن عمر المعدل في كتابه ، أنبأنا أبو عبيد الله محمّد بن عمران بن موسى ـ إجازة ـ أنشدنا علي بن سليمان الأخفش ، عن أبي العباس ثعلب لفضالة بن شريك الأسدي يرثي معاوية رضي‌الله‌عنه (٣) :

إنّك (٤) لو شهدت بكاء هند

ورملة إذ تصكّان (٥) الخدودا

رأيت (٦) بكاء معولة ثكول

أبان الدهر واحدها الفقيدا

رمى الحدثان (٧) نسوة آل حرب

بمقدار سمدن له سمودا

فردّ شعورهن السّود بيضا

وردّ وجوههنّ (٨) البيض سودا

سمدن لهن : ذهب بقلوبهن إليه.

أنبأنا أبو علي بن نبهان.

ح وأخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنبأنا أبو طاهر أحمد بن الحسن ، وحدّثنا أبو

__________________

(١) في التاج : «آل سعد» وبهامشه عن تهذيب اللغة : آل حرب.

(٢) السامد : اللاهي ، والسامد : الساهي (تاج العروس).

(٣) الأبيات في معجم الشعراء للمرزباني ص ٣٠٨ ـ ٣٠٩ قالها لما مات يزيد بن معاوية ، وقال المرزباني بعد روايتها :

وقد رويت لغيره.

والأبيات في البداية والنهاية ٨ / ١٥٤ منسوبة لأيمن بن خريم يرثي معاوية ، وفي ذيل الأمالي ص ١١٥ منسوبة للكميت بن معروف الأسدي وفتوح بن الأعثم ٥ / ٦ من عشرة أبيات منسوبة لأيمن بن خريم الأسدي.

(٤) في معجم الشعراء : «وإنك» وفي المصدرين الآخرين : فإنك.

(٥) عن معجم الشعراء وذيل الأمالي ، وبالأصل وت : يصكان ، وتصكان الخدودا : تلطمانها.

وفي البداية والنهاية : «يصفقن» وعند ابن الأعثم : يلطمن.

(٦) روايته في معجم الشعراء :

رأمت بكل معولة ثكول

أباد الدهر واحدها الفقيدا

وروايته في ذيل الأمالي :

بكيت بكاء معولة حزين

أصاب الدهر واحدها الفقيدا

ومثله في البداية والنهاية وفيها : «قريح» بدل حزين وفي ابن الأعثم : بكيت بكاء موجعة بحزن.

(٧) في ذيل الأمالي : رمى المقدار.

(٨) في ذيل الأمالي : خدودهن.

٢٨٤

الفضل بن ناصر ، أنبأنا أحمد بن الحسن بن أحمد ، ومحمّد بن إسحاق بن إبراهيم ، وأبو علي ابن نبهان.

قالوا : أنبأنا أبو علي بن شاذان ، أنبأنا محمّد بن الحسن بن مقسم ، حدّثنا ثعلب قال : وأنشد :

رمى الحدثان نسوة آل صخر

بمقدار سمدن له سمودا

أي لهون عنه ، السامد اللاهي.

أخبرنا أبو العزّ أحمد بن عبيد الله السلمي ـ إذنا ومناولة وقرأ عليّ إسناده ـ أنبأنا محمّد ابن الحسين ، أنبأنا المعافى بن زكريا القاضي (١) ، حدّثنا محمّد بن القاسم الأنباري ، حدّثني أبي ، حدّثني أحمد بن الحارث ، قال : قال أبو الحسن : [قال (٢) أبي].

أتى ابن فضالة بن شريك الكاهلي الأسدي ـ أسد بن خزيمة ـ عبد الله بن الزبير فقال له : قد نفدت نفقتي ونقبت (٣) راحلتي فاحملني ، فقال له : أحضر راحلتك ، فأحضرها ، فقال له : أقبل بها ، أدبر بها ، ففعل فقال : ارقعها بسبت (٤) واخصفها بهلب (٥) وأنجد بها يبرد خفها ، وسر عليها البردين تصحّ ، فقال ابن (٦) فضالة : إنّما أتيتك مستحملا ولم آتك مستوصفا ، لعن الله ناقة حملتني إليك ، فقال ابن الزبير : إنّ وراكبها ، يريد : نعم وراكبها ، فانصرف ابن فضالة وهو يقول :

أقول لغلمتي شدّوا ركابي

أفارق (٧) بطن مكة في سواد

فما لي حين أقطع ذات عرق (٨)

إلى ابن الكاهلية (٩) من معاد

__________________

(١) الخبر رواه المعافى بن زكريا في الجليس الصالح الكافي ٢ / ٣٩٧ وما بعدها. ورواه أبو الفرج الأصبهاني في الأغاني ١٢ / ٧١ وما بعدها ، وعيون الأخبار ٣ / ١٤٠ وغرر الخصائص الواضحة ص ٢٩١.

(٢) بالأصل : «أي ابن فضالة» والزيادة : [قال أبي] : أتى ابن عن الجليس الصالح وفيه : أتى فضالة.

(٣) يقال نقب البعير إذا حفى ورقت أخفافه.

(٤) السبت بكسر السين : جلد البقر المدبوغ بالقرظ.

(٥) الهلب : بضم الهاء : شعر الخنزير الذي تخرز به النعال.

(٦) وهو عبد الله بن فضالة الوافد على ابن الزبير ، كما يفهم من عبارة الأغاني ، وجاء في أول القصة بالأصل والجليس الصالح أن الوافد على ابن الزبير هو فضالة نفسه ، وقيل إن القصة كانت بين معن بن أوس وابن الزبير كما يفهم من عبارة الإصابة ٣ / ٢١٤.

(٧) في الأغاني : أجاوز.

(٨) ذات عرق : موضع ، وهو الحد بين نجد وتهامة.

(٩) يريد ابن الزبير ، وعنى بها : الزهرة بنت حنثر امرأة من بني كاهل بن أسد ، وهي أم خويلد بن أسد بن عبد العزى قاله في الأغاني ١٢ / ٧٩.

٢٨٥

سيبعد بيننا نصّ المطايا

وتعليق الأداوى والمزاد (١)

وكل معبّد قد أعلمته

منا سمهنّ طلّاع النّجاد (٢)

أرى الحاجات عند أبي خبيب (٣)

نكدن ولا أميّة بالبلاد

من الأعياص أو من آل حرب

أغرّ كغرّة الفرس الجواد

قال القاضي : والكاهلية إحدى جدّات ابن الزبير ، فقال : علم أنها ألأم أمهاتي فسبّني بها (٤).

قال القاضي : إنّ في قول [ابن](٥) الزبير : إنّ وراكبها : معناها نعم ، وهي لغة مشهورة يمانية ، وقد حمل قوم عليها إن في قول الله عزوجل : (إِنْ هذانِ لَساحِرانِ)(٦) فقالوا : المعنى نعم ، وجاء في بعض فصيح الخطب : إنّ الحمد لله ، برفع الحمد ، بمعنى نعم الحمد لله ، ومن ذلك قول الشاعر (٧) :

بكرت عليّ عواذلي

يلحينني (٨) وألومهنّه

ويقلن شيب قد علا

ك وقد كبرت فقلت إنّه

يعني بقوله : إنّه ، نعم ، والهاء للسكت والوقف ، كقولهم : تعاله ، والقول مستقصى على شرحه في إن هذه وفيما أتى من القراءات والتلاوات في قوله (إِنْ هذانِ) [وفي] مواضعه من تآليفنا وإملائنا.

وقول ابن فضالة في شعره هذا : «نصّ المطايا» ضرب من السير فيه ظهور وارتفاع ، ومن هذا اشتق اسم المنصة أعني الارتفاع والظهور.

وروي عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم في قصّة ذكرت (٩) أنه كان يسير العنق فإذا وجد فجوة نصّ ، ومنه نصصت الحديث إلى صاحبه أي رفعته إليه.

__________________

(١) نص المطايا : سيرها الشديد ، أو هو ضرب من المشي فيه ظهور وارتفاع والأداوى جمع إداوة وهي المطهرة.

(٢) المناسم : أطراف أخفاف الإبل.

(٣) أبو خبيب ، كنية عبد الله بن الزبير.

(٤) بالأصل : فنسبني ، تصحيف ، والتصويب عن ت ، والجليس الصالح.

(٥) سقطت من الأصل وت ، والزيادة عن الجليس الصالح.

(٦) سورة طه ، الآية : ٦٣.

(٧) البيتان لعبيد الله بن قيس الرقيات ، ديوانه ط بيروت ص ٦٦.

(٨) كذا بالأصل وت والديوان ، وفي الجليس الصالح : «يلحونني» ولحاه : عاتبه ولامه.

(٩) وهذه القصة التي ذكرت هي حجة الوداع ، وقد وردت هذه العبارة بحرفيتها ، راجع سيرة ابن هشام.

٢٨٦

وقال امرؤ القيس (١) :

وجيد كجيد الرّيم ليس بفاحش

إذا هي نصّته ولا بمعطّل

وقوله : وكل معبّد ، المعبّد المذلل ، قال طرفة بن العبد (٢) :

إلى أن تحامتني العشيرة كلها

وأفردت إفراد البعير المعبّد (٣)

وأبو خبيب عبد الله بن الزبير ، كان يكنى أبا خبيب ، وأبا بكر ، وقال الشاعر فيه ، وفي أخيه مصعب :

قدني من نصر الخبيبين قدي

ليس اميري بالشحيح الملحد (٤)

يروى الخبيبين مثنى ، يراد هو وأخوه ، ويروى الخبيبين على الجمع من باب الأشاعثة والمسامعة والمهالبة يراد هو وذووه.

وقوله : ولا أمية في البلاد فنصب بلا النافية ، وإنما تعمل في النكرة دون المعرفة لأنه أراد ولا مثل أمية ، كما قال الآخر :

لا (٥) هيثم الليلة للمطيّ

أي لا مثل هيثم.

وقوله : من الأعياص : نسب بني أمية مقسوم على إضافتين : الأعياص والعنايس ، والأعياص أعلاهما.

[قال القاضي رحمه‌الله](٦) وابن الزبير حين ذكر الكاهليّة. وذكره ابن فضالة إياه إليها معنى لطيف ، وتعريض بنسبه أبلغ من التصريح إذا علم أنّ الكاهلية ألأم أمهات ابن الزبير فسبّه بها ، فالسّبّ راجع عليه ، فأعظم من سبّه من هجاه. إذ بنو كاهل رهط ابن فضالة وعصبته.

وقول ابن الزبير : وارقعها بسبت : السّبت : جلود يؤتى بها من اليمن ، يتخذ منها

__________________

(١) ديوانه ط بيروت ص ٤٤ (من المعلقة).

(٢) بالأصل : «قال بن معبد» والتصويب عن ت ، وفيها : قال طرفة.

(٣) من معلقة طرفة ، وديوانه ط بيروت ص ٣١.

(٤) الشطر الأول في تاج العروس : خبب ، ونسبه لحميد الأرقط.

(٥) الأصل : «ألا» والمثبت عن ت ، والكتاب لسيبويه ٢ / ٢٩٦ ولم ينسبه.

(٦) الزيادة عن الجليس الصالح للإيضاح.

٢٨٧

النّعال ، وهي من جلود البقر ، وكانت من ملابس الملوك. وروي أنّ النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال لرجل رآه يمشي في المقبرة لابس شيئا منها : «يا صاحب السبتيتين ، اخلع سبتيتك» (١).

وقال عنترة يصف رجلا بالنبل وتمام الخلق :

بطل كأن ثيابه في سرحة

يحذى نعال السّبت ليس بتوأم

وقوله : أخصفها بهلب بمعنى ما أخذ من شعر الذنب.

وقوله : وأنجد بها : يريد آت بها نجدا ، يقال : أنجد الرجل إذا أتى نجدا ، وأغار إذا أتى الغور ، ومن كلام العرب : «أنجد من رأى حصنا» أي شارف نجدا أو حصن جبل ، قال الأعشى (٢) :

نبيّ يرى ما لا ترون وذكره

أغار لعمري في البلاد وأنجدا

وقوله : وسر عليها البردين ، البردان أول النهار وآخره ، وروي عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم أنه قال : «من صلّى البردين دخل الجنّة» [١٠٤٢٧] قال الله عزوجل : (أَقِمِ الصَّلاةَ طَرَفَيِ النَّهارِ وَزُلَفاً مِنَ اللَّيْلِ)(٣).

ومن الدليل على ما قلناه في معنى البردين قول حميد بن ثور الهلالي :

فلا الظلّ من برد الضّحى تستطيعه

ولا الفيء من برد العشيّ نذوق

كذا قال : ابن فضالة ، وإنما هو فضالة.

قرأت في كتاب أبي الفرج علي بن الحسين (٤) ، أخبرني علي بن سليمان الأخفش ، حدّثني أبو سعيد السكري عن محمّد بن حبيب قال : (٥)

مر فضالة بن شريك بعاصم بن عمر بن الخطّاب وهو متبدّ (٦) بناحية المدينة ، فنزل به فلم يقره شيئا ، ولم يبعث إليه ولا إلى أصحابه بشيء ، وقد عرّفوه مكانهم ، فارتحلوا عنه ، والتفت فضالة إلى مولى لعاصم فقال : قل له : أم والله لأطوّقنّك طوقا لا يبلى ، فقال يهجوه :

ألا أيها الباغي القرى لست واجدا

قراك إذا ما بت في دار عاصم

__________________

(١) كذا بالأصل وت ، وفي الجليس الصالح : يا صاحب السبتين اخلع سبتيك.

(٢) ديوان عنترة ط بيروت ص ٢٢٠.

(٣) ديوانه ط بيروت ص ٤٦ من قصيدة يمدح النبي محمدا صلى‌الله‌عليه‌وسلم مطلعها :

ألم تغتمص عيناك ليلة أرمدا

وعادك ما عاد السليم المسهّدا

(٤) سورة هود ، الآية : ١١٤.

(٥) رواه أبو الفرج في الأغاني ١٢ / ٧٣ ـ ٧٤.

(٦) أي مقيم بالبادية.

٢٨٨

إذا جئته تبغي القرى بات نائما

بطينا وأمسى ضيفه غير طاعم (١)

فدع عاصما أفّ لأفعال عاصم

إذا حصّل الأقوام أهل المكارم

فتى من قريش لا يجود لسائل (٢)

ويحسب أنّ البخل ضربة لازم

ولو لا يد الفاروق قلّدت عاصما

مطوّقة يحدى بها في المواسم

فليتك من جرم بن زبّان أو بني

فقيم أو النّوكى أبان بن دارم

أناس إذا ما الضيف حلّ بيوتهم

غدا جائعا عيمان ليس بغانم

قال : فلما بلغت أبياته عاصما استعدى عليه عمرو بن سعيد بن العاص وهو يومئذ بالمدينة [أمير](٣) ، فهرب فضالة بن شريك وعاذ بيزيد (٤) بن معاوية وعرّفه ذنبه وما تخوّف من عاصم ، فأعاذه ، وكتب إلى عاصم يخبره أن فضالة أتاه مستجيرا به ، وأنه يحبّ أن يهبه له ، ولا يذكر لمعاوية شيئا من أمره ، ويضمن له ألّا يعود لهجائه ، فقبل ذلك عاصم وشفّع يزيد بن معاوية فقال فضالة يمدح يزيد (٥) :

إذا ما قريش فاخرت بقديمها

فخرت بمجد يا يزيد تليد

بمجد أمير المؤمنين ولم يزل

أبوك أمين الله غير بليد

به عصم الله الإمام من الردى

وأدرك تبلا من معاشر صيد (٦)

ومجد أبي سفيان ذي الجود (٧) والندى

وحرب وما حرب العلا بزهيد

فمن ذا الذي إن عدّد الناس مجدهم

يجيء بمجد مثل مجد يزيد

وبلغني : أن فضالة مات قبل أن يلي عبد الملك بن مروان الخلافة.

٥٦٠٤ ـ فضالة بن الصّقر بن فضالة بن سالم

ابن جميل بن عمرو بن ثوابة بن الأخنس بن مالك

ابن النعمان بن امرئ القيس اللخمي الدمشقي

حدّث عن أبيه الصقر.

__________________

(١) كذا بالأصل وت ، وفي الأغاني : غير نائم.

(٢) كذا بالأصل وت ، وفي الأغاني : بنائل.

(٣) زيادة للإيضاح عن الأغاني.

(٤) بالأصل : «وعاد يزيد» والمثبت عن ت والأغاني.

(٥) الأبيات في الأغاني ١٢ / ٧٤.

(٦) الصيد : جمع أصيد ، وهو الذي لا يلتفت من زهوه وكبره يمينا ولا شمالا.

(٧) في الأغاني : ذي الباع والندى.

٢٨٩

روى عنه ابنه محمّد بن فضالة ، وقد تقدم حديثه في ترجمة بشر بن أحمد (١).

٥٦٠٥ ـ فضالة بن عبيد بن نافد (٢)

ابن قيس بن صهيب بن الأصرم بن جحجبى بن كلفة

ابن عوف بن عمرو بن عوف بن مالك

 أبو محمّد الأنصاري (٣)

من أصحاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم الذين بايعوه تحت الشجرة ، ولاه معاوية على الغزاة ، ثم ولّاه قضاء دمشق ، وكان خليفة معاوية على دمشق إذا غاب عنها.

روى عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وعن عمر بن الخطّاب ، وأبي الدرداء.

روى عنه : عبد الرّحمن بن جبير بن نفير ، وحنش بن عبد الله الصّنعاني ، وعبد الله بن محيريز الجمحي ، وأبو علي عمرو بن مالك الجنبي ، وعبد العزيز بن أبي الصّعبة ، والقاسم أبو عبد الرّحمن ، وأبو علي ثمامة بن شفيّ الهمداني ، ويقال الأصبحي ، وميسرة مولى فضالة ، وعليّ بن رباح ، وربيعة بن يورا.

وداره بدمشق بنواحي سوق القمح.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنبأنا أبو الحسين بن النّقّور ، أنبأنا أبو القاسم عيسى ابن علي ، أنبأنا أبو القاسم البغوي ، حدّثنا عيسى بن سالم الشاشي ، حدّثنا ابن المبارك ، عن حيوة بن شريح ، أخبرني أبو هانئ أن عمرو بن مالك أخبره أنه سمع فضالة بن عبيد يحدّث عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال :

«من مات على مرتبة من هذه المراتب بعث عليها يوم القيامة».

قال حيوة : رباط حجّ ونحو ذلك [١٠٤٢٨].

أخبرنا أبو القاسم الواسطي ، أنبأنا أبو بكر الخطيب ، أنبأنا أبو بكر أحمد بن علي بن

__________________

(١) ترجمة بشر بن أحمد في تاريخ مدينة دمشق : (١٠ / ١٦٩ رقم ٨٧٨).

(٢) بالأصل وت : نافد ، والمثبت عن تهذيب الكمال والإصابة.

(٣) ترجمته في الإصابة ٣ / ٢٠٦ والاستيعاب ٣ / ١٩٧ (هامش الإصابة) وتهذيب الكمال ١٥ / ٥٧ وتهذيب التهذيب ٤ / ٤٨٦ وأسد الغابة ٤ / ٦٣ وسير أعلام النبلاء ٣ / ١١٣ حلية الأولياء ٢ / ١٧ والعبر ١ / ٥٨ وأخبار القضاة لوكيع ٣ / ٢٠٠ وتاريخ الإسلام (حوادث سنة ٤١ ـ ٦٠ ص ٢٨٥) وانظر بحاشيته أسماء مصادر أخرى ترجمته.

٢٩٠

يزداد القارئ ، أنبأنا أبو محمّد عبد الله بن محمّد بن جعفر بن حيّان (١) الأصبهاني ، حدّثنا محمّد بن يحيى هو ابن مندة ، حدّثنا محمّد ـ يعني ابن عصام بن يزيد المعروف بجبّر (٢) ـ حدّثنا أبي ، حدّثنا سفيان ، عن منصور ، عن هلال بن يساف ، عن نعيم ذي جناب.

كذا رواه لنا ابن [يزداد القارئ أنا أبو محمد عبد الله](٣) وهو (٤) نعيم بن ذي جناب عن فضالة بن عبيد ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم :

«ثلاث هن الفواقر : إمام إن أحسنت لم يشكر ، وإن أسأت لم يغفر ، وجار إن رأى خيرا دفنه ، وإن رأى شرّا أشاعه (٥) ، وامرأة إن حضرتك آذتك ، وإن غبت خانتك» [١٠٤٢٩].

قال أبو محمّد : هذا تفرّد به جبّر عن سفيان.

ورواه وكيع عن سفيان عن منصور مثله ولم يرفعه.

أخبرنا أبو القاسم زاهر ، وأبو بكر وجيه ابنا (٦) طاهر بن محمّد ، قالا : أنبأنا أبو نصر عبد الرّحمن بن علي بن محمّد ، أنبأنا أبو زكريا يحيى بن إسماعيل بن يحيى الحربي ، أنبأنا عبد الله (٧) بن محمّد بن الحسن الشّرقي ، حدّثنا عبد الله بن هاشم ، حدّثنا وكيع ، حدّثنا سفيان ، عن منصور ، عن هلال بن يساف ، عن نعيم بن ذي جناب ، عن فضالة بن عبيد الأنصاري قال :

ثلاث من الفواقر : إمام إن أحسنت لم يشكر ، وإن أسأت لم يغفر ، وجار إن رأى حسنة دفنها وإن رأى سيئة أفشاها ، وزوجة إن حضرت آذتك وإن غبت عنها خانتك في مالك ونفسها.

وهكذا رواه هنّاد عن وكيع.

أخبرناه أبو القاسم هبة الله بن عبد الله ، أنبأنا أبو بكر الخطيب ، أنبأنا إبراهيم بن عمر

__________________

(١) إعجامها مضطرب بالأصل ، والمثبت عن ت.

(٢) جبّر ضبطت بفتح الموحدة وتثقيلها عن تبصير المنتبه ٢ / ٥٤٣.

(٣) بياض بالأصل مقدار كلمة ، والمستدرك بين معكوفتين عن ت. ويبدو السياق مضطربا.

(٤) كذا بالأصل وت.

(٥) بالأصل : «شر أشاعه» تصحيف ، والتصويب عن ت.

(٦) بالأصل : «أنبأنا» تصحيف ، والتصويب عن ت.

(٧) بالأصل : «أنبأنا أبو عبد الله» تصحيف ، والتصويب عن ت.

٢٩١

ابن أحمد البرمكي ، أنبأنا محمّد بن عبد الله بن خلف بن بخيت الدقاق (١) ، حدّثنا محمّد بن صالح بن ذريح (٢) العكبري ، حدّثنا هنّاد بن السري ، حدّثنا وكيع ، عن سفيان ، عن منصور ، عن هلال بن يساف ، عن نعيم بن ذي جناب ، عن فضالة بن عبيد الأنصاري ، فذكر مثله موقوفا.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، وأبو العزّ الكيلي ، قالا : أنبأنا أبو طاهر الباقلّاني ـ زاد الأنماطي : وأحمد بن الحسن بن خيرون ـ قالا : أنبأنا أبو الحسين الأصبهاني ، أنبأنا أبو الحسين الأهوازي ، أنبأنا عمر بن أحمد بن إسحاق ، حدّثنا خليفة بن خياط ، قال (٣) :

ومن كلفة ابن عوف بن عمرو بن عوف بن مالك : فضالة بن عبيد بن نافذ (٤) بن قيس ابن صهيبة بن الأصرم بن جحجبا بن كلفة ، يكنى أبا محمّد ، أمّه سحيمة ابنة محمّد بن عقبة بن أحيحة من ساكني الشام ، مات سنة تسع وخمسين.

أخبرنا (٥) أبو البركات الأنماطي ، أنبأنا أبو المعالي ثابت بن بندار ، أنبأنا أبو العلاء محمّد بن علي الواسطي ، أنبأنا أبو بكر محمّد بن أحمد البابسيري ، أنبأنا أبو أمية الأحوص بن المفضّل بن غسان ، حدّثنا أبي ، حدّثنا يحيى بن معين قال : فضالة بن عبيد أنصاري له صحبة (٦).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنبأنا أبو الفضل بن البقّال ، أنبأنا أبو الحسن بن الحمّامي ، أنبأنا إبراهيم بن أحمد بن الحسن ، أنبأنا إبراهيم بن أبي أمية قال : سمعت نوح بن حبيب يقول :

فضالة بن عبيد بن نافد (٧) بن جحجبا بن كلدة (٨) بن عوف بن عمرو بن عوف ، وأمه كلفة.

قرأنا على أبي عبد الله يحيى بن الحسن ، عن أبي تمّام علي بن محمّد ، أنبأنا أحمد بن

__________________

(١) ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٦ / ٣٣٤.

(٢) إعجامها مضطرب بالأصل وت ، والصواب ما أثبت ، ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٤ / ٢٥٩.

(٣) رواه خليفة بن خيّاط في الطبقات ص ١٥٣ رقم ٥٤٤.

(٤) بالأصل وت : نافد ، والمثبت عن طبقات خليفة.

(٥) كتب فوقها بالأصل : ملحق.

(٦) كتب فوقها بالأصل : إلى.

(٧) بالأصل : نافد.

(٨) كذا بالأصل هنا : كلدة.

٢٩٢

عبيد ، حدّثنا محمّد بن الحسين ، حدّثنا ابن أبي خيثمة ، أنبأنا المدائني ، قال : فضالة بن عبيد أبو محمّد.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع ، أنبأنا أبو عمرو بن مندة ، أنبأنا الحسن بن محمّد بن أحمد ، أنبأنا أحمد بن محمّد بن عمر ، حدّثنا أبو بكر بن أبي الدنيا (١) ، حدّثنا محمّد بن سعد قال :

فضالة بن عبيد بن نافد (٢) الأنصاري ، أحد بني جحجبا بن كلفة من بني عمرو بن عوف من الأوس وكان قد نزل دمشق ، وبنى بها دارا ، ومات بها في وسط من خلافة معاوية ، وله عقب.

أنبأنا أبو نصر محمّد بن الحسن ، وأبو طالب عبد القادر بن محمّد ، قالا : أنبأنا أبو محمّد الجوهري ـ قراءة عن أبي (٣) عمر ـ (٤) ابن حيّوية ، أنبأنا أحمد بن معروف ، أنبأنا الحسين بن فهم ، حدّثنا محمّد بن سعد قال (٥) :

فضالة بن عبيد بن نافد (٦) بن قيس بن صهيبة بن الأصرم بن جحجبا ، وأمه عفرة بنت محمّد بن عقبة بن أحيحة بن الحلّاج بن الحريش بن جحجبا ، فولد فضالة بن عبيد حميدا ، وأمه أم صفوان بنت خداش بن عبد الله بن أبي قيس بن عبد ودّ بن نصر بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي ، ومحمّد وأمه أمامة بنت ثابت من بني أنيف بن بليّ بن عمرو بن الحاف بن قضاعة ، وعبد الله ، وعبيد الله ، وأم جميل ، وأمّهم مريم بنت عوف بن قيس بن حارثة بن سيّار بن أبي حارثة بن مرة بن نحبة بن غيظ بن مرة بن عوف ، وعمرا ، وعيشة لأم ولد ، وكان عبيد بن نافد شاعرا.

قال محمّد بن عمر : شهد فضالة بن عبيد أحدا والخندق والمشاهد كلها مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، خرج إلى الشام فلم يزل بها حتى مات هناك ، وكان فضالة بن عبيد قاضيا بالشام في زمن معاوية ، ونزل دمشق وبنى بها دارا في خلافة معاوية بن أبي سفيان ، وله عقب.

__________________

(١) الخبر برواية ابن أبي الدنيا ليس في الطبقات الكبرى لابن سعد.

(٢) بالأصل : نافد.

(٣) بالأصل : «ابن» تصحيف.

(٤) كذا بياض بالأصل ، ونرى أنه لا سقط هنا ، لأن أبا عمر بن حيوية ، وهو محمد بن العباس الخزاز من مشايخ أبي محمد الجوهري ، وهذا السند معروف.

(٥) رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى ٧ / ٤٠١ مختصرا عما ورد هنا.

(٦) بالأصل : نافد.

٢٩٣

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنبأنا أبو الحسين بن النّقّور ، أنبأنا عيسى بن علي ، أنبأنا عبد الله بن محمّد قال : قال محمّد بن سعد :

فضالة بن عبيد بن نافد بن قيس بن صهيبة بن الأصرم بن جحجبا ، وأمه عفرة بنت محمّد بن عقبة بن أحيحة بن الجلّاح بن الحريش بن جحجبا ، شهد فضالة أحدا والخندق والمشاهد مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، ثم خرج إلى الشام فنزل دمشق ، وبنى بها دارا ، وكان قاضيا بها في خلافة معاوية ، ومات بها في خلافة معاوية ، وله عقب.

وقال أبو موسى هارون بن عبد الله : فضالة بن عبيد بن نافذ أحد بني عمرو بن عوف أنصاري ، مات بدمشق في خلافة معاوية بن أبي سفيان.

أخبرنا أبو محمّد بن الآبنوسي في كتابه ، وأخبرنا أبو الفضل بن ناصر عنه ، أنبأنا أبو محمّد الجوهري ، أنبأنا أبو الحسين بن المظفر ، أنبأنا أبو علي المدائني ، أنبأنا أبو بكر بن البرقي قال :

ومن بني كلفة بن عمرو بن عوف بن مالك بن الأوس : فضالة (١) بن عبيد بن الناقد (٢) ابن صهيبة بن الأصرم بن جحجبا بن كلفة بن عوف ، أمه بنت محمّد بن عقبة بن أحيحة بن الجلّاح ، توفي سنة ثلاث وخمسين ، ويقال : إنه توفي بدمشق في خلافة معاوية ، ودفن في باب الصغير.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي ، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر ، أنبأنا أحمد بن الحسن ، والمبارك بن عبد الجبّار ، ومحمّد بن علي ـ واللفظ له ـ قالوا : أنبأنا أبو أحمد ـ زاد أحمد : ومحمّد بن الحسن قالا : ـ أنبأنا أحمد بن عبدان ، أنبأنا محمّد بن سهل ، أنبأنا محمّد ابن إسماعيل قال (٣) :

فضالة بن عبيد الأنصاري من بني عمرو بن عوف ، له صحبة.

أخبرنا أبو الحسين القاضي ، وأبو عبد الله الأديب ـ إذنا ـ قالا : أنبأنا أبو القاسم بن مندة ، أنبأنا أبو علي ـ إجازة ـ.

__________________

(١) بالأصل : ابن فضالة.

(٢) كذا بالأصل : «الناقد» هنا ، ومثله في أسد الغابة. ومرّ : نافذ.

(٣) رواه البخاري في التاريخ الكبير ٧ / ١٢٤.

٢٩٤

ح قال : وأنبأنا أبو طاهر بن سلمة ، أنبأنا علي بن محمّد.

قالا : أنبأنا ابن أبي حاتم قال (١) :

فضالة بن عبيد ، هو عبيد بن نافذ (٢) بن جحجبا بن كلفة الأنصاري ، من الأوس من بني عمرو بن عوف ، نزل الشام ، نزل دمشق وبنى بها دارا ، ومات بها في وسط إمرة معاوية ، وله عقب ، وله صحبة ، روى عنه أبو علي الجنبي (٣) عمرو بن مالك ، وحنش الصّنعاني ، وميسرة مولى فضالة ، وأبو علي الهمداني ثمامة بن شفي ، وعبد الله بن محيريز ، سمعت أبي يقول ذلك.

قال أبو محمّد : روى عنه عبد العزيز [بن](٤) أبي الصعبة ، وعليّ بن رباح ، وأبو مرزوق ، وربيعة بن بورا (٥).

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ، حدّثنا أبو محمّد الكتّاني (٦) ، أنبأنا أبو القاسم تمام بن محمّد ، أنبأنا أبو عبد الله الكندي ، حدّثنا أبو زرعة قال : فضالة بن عبيد ، دار فضالة بدمشق ، توفي في إمارة معاوية كما حدّثنا أبو مسهر عن سعيد.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا ، أنبأنا أبو الحسين بن الآبنوسي ، أنبأنا أبو القاسم عبد الله بن عتّاب ، أنبأنا أحمد بن عمير ـ إجازة ـ.

ح وأخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد ، أنبأنا أبو عبد الله الحسن بن أحمد ، أنبأنا علي ابن الحسن ، أنبأنا عبد الوهّاب بن الحسن ، أنبأنا أحمد ـ قراءة ـ قال : سمعت ابن سميع يقول :

فضالة بن عبيد بن نافد الأنصاري كان قاضيا على دمشق في خلافة معاوية ، هلك بدمشق في خلافته ، وصلّى عليه معاوية وقال لابنه ـ زاد عبد الوهّاب : عبد الله ـ أعنّي (٧) فإنك لا تحمل (٨) بعده مثله.

__________________

(١) رواه ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل ٧ / ٧٧.

(٢) بالأصل : «ابن عبيد نافد» والتصويب عن الجرح والتعديل.

(٣) إعجامها مضطرب بالأصل ، وتقرأ : الجبني ، تصحيف ، والتصويب عن الجرح والتعديل وتهذيب الكمال وسير أعلام النبلاء.

(٤) زيادة لازمة.

(٥) كذا بالأصل والجرح والتعديل ، وتقدم : يورا.

(٦) بالأصل : الكناني ، تصحيف.

(٧) بالأصل : «المغني» تصحيف ، والتصويب عن الاستيعاب وأسد الغابة ، وفي سير أعلام النبلاء : أعقبني.

(٨) بالأصل : «تتحمل» تصحيف ، والتصويب عن الاستيعاب وأسد الغابة.

٢٩٥

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنبأنا أبو الحسين بن النّقّور ، أنبأنا عيسى بن علي ، أنبأنا عبد الله بن محمّد قال :

فضالة بن عبيد بن نافذ (١) الأنصاري ، سكن مصر ، ومات بها ، وروى عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم أحاديث.

كتب إليّ أبو (٢) محمّد حمزة بن العباس بن علي ، وأبو الفضل أحمد بن محمّد بن الحسن ، وحدّثني أبو بكر اللفتواني عنهما ، قالا : أنبأنا أبو بكر الباطرقاني ، أنبأنا أبو عبد الله ابن مندة ، قال : قال لنا أبو سعيد بن يونس :

فضالة بن عبيد بن نافذ (٣) بن صهيبة (٤) بن أصرم بن جحجبا بن كلفة بن عوف بن عمرو ابن عوف بن مالك بن الأوس ، يكنى أبا محمّد ، صاحب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وشهد فتح مصر (٥) ، وولي بها القضاء والبحر لمعاوية بن أبي سفيان وروى عنه أهل مصر ، أبو خراش الهذلي وكلاهما صحابي ، وروى عنه الهيثم بن شفيّ الرعيني ، وعليّ بن رباح اللّخمي ، وعبد الرّحمن بن جحدم (٦) الخولاني ، وحنش بن عبد الله الصّنعاني ، وثمامة بن شفي الهمداني ، وسلمة بن صالح اللخمي ، وعمرو بن مالك الجنبي وغيرهم ، يقال : توفي بدمشق سنة ثلاث وخمسين ، ويقال : إنّ بها ولده اليوم ، وقد كان غزا المغرب مع رويفع بن ثابت (٧).

أخبرنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي الهمذاني (٨) في كتابه ، أنبأنا أبو بكر الصفار ، أنبأنا أبو بكر الحافظ ، أنبأنا محمّد بن محمّد الحاكم قال :

أبو محمّد فضالة بن عبيد بن قيس بن صهيب بن الأصرم بن جحجبا بن كلفة بن عوف ابن عمرو بن عوف بن مالك بن أوس الأنصاري من بني عمرو بن عوف ، وأمه سحيمة بنت محمّد بن عقبة بن أحيحة ، له صحبة من النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، سكن الشام ، يقال : قاضي معاوية ، مات في عهد معاوية بدمشق ، ويقال مات سنة سبع وستين.

__________________

(١) بالأصل هنا : نافد.

(٢) بالأصل : أبي.

(٣) بالأصل هنا : نافد.

(٤) كذا ، ومرّ : «صهيب» وفي طبقات ابن سعد : صهيبة.

(٥) راجع سير أعلام النبلاء ٣ / ١١٤.

(٦) بالأصل وت : جحدب ، تصحيف ، والتصويب عن تهذيب الكمال ، وراجع ترجمته في الجرح والتعديل ٥ / ٢٢١.

(٧) وهو أحد أجداد ابن منظور صاحب كتاب لسان العرب ، وصاحب المختصر.

(٨) بالأصل وت : الهمداني ، بالدال المهملة.

٢٩٦

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد ، أنبأنا شجاع بن علي ، أنبأنا أبو عبد الله بن مندة قال :

فضالة بن عبيد بن نافذ (١) بن صهيبة بن أصرم بن جحجبا بن كلفة بن عوف ، وكان ممن بايع تحت الشجرة ، شهد فتح مصر والشام ، ومات بدمشق سنة ثلاث وخمسين ، ويقال : إنّ عقبه بها ، وكان ولي القضاء لمعاوية.

أنبأنا أبو [علي](٢) الحسن بن أحمد قال : قال لنا أبو نعيم :

فضالة بن عبيد الأنصاري ، وهو ابن نافد (٣) بن قيس بن صهيبة بن أصرم بن جحجبا بن كلفة بن عوف ، قيل : إنه كان فيمن بايع تحت الشجرة ، وقيل : إنه شهد أحدا والخندق ، شهد فتح مصر ، وتوفي بدمشق سنة ثلاث وخمسين ، ولي القضاء بها لمعاوية ، وعقبه بالشام ، أمّه عفرة بنت محمّد بن عقبة بن أحيحة بن الجلّاح بن الحريش بن جحجبا ، روى عنه حنش بن عبد الله الصّنعاني ، وعمرو بن مالك أبو علي الجنبي ، وعبد الرّحمن بن جبير بن نفير ، وربيعة ابن بوري (٤) ، وعبد الله بن محيريز ، وثمامة بن علي الهمداني ، وميسرة مولاه.

أنبأنا أبو عبد الله البلخي ، أنبأنا أبو الحسين بن الطّيّوري ، أنبأنا أبو الحسن العتيقي ، أنبأنا أبو الحسن الدارقطني ـ إجازة ـ أنبأنا عمر بن الحسن بن مالك الشيباني ، حدّثنا الحارث ابن محمّد بن أبي أسامة ، حدّثني محمّد بن سعد.

أنبأنا الواقدي (٥) قال : وفضالة بن عبيد بن نافذ (٦) قدم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم المدينة وهو يحتطب نفر بن صرطة وهو يومئذ ابن ست سنين ، ومات رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وهو ابن سبع عشرة سنة.

وقد ذكر الواقدي في موضع آخر : أنه شهد أحدا والخندق وهو الصواب (٧).

أخبرنا أبو طالب بن يوسف ، وأبو نصر بن البنّا في كتابيهما ، قالا : أنبأنا أبو محمّد الجوهري ـ قراءة ـ عن أبي عمر بن حيّوية ، أنبأنا أحمد بن معروف ، حدّثنا الحسين بن الفهم ، حدّثنا محمّد بن سعد ، أنبأنا محمّد بن عمر ، حدّثنا أفلح بن سعيد المري ، عن سهل بن يزيد

__________________

(١) الأصل : نافد.

(٢) الزيادة عن ت.

(٣) الأصل : نافد.

(٤) كذا بالأصل وت هنا ، ومرّ : يورا.

(٥) راجع تهذيب الكمال ١٥ / ٥٨.

(٦) بالأصل وت : نافد.

(٧) راجع أسد الغابة ٤ / ٦٣ والاستيعاب ٣ / ١٩٧ وسير أعلام النبلاء ٣ / ١١٤ وتهذيب الكمال ١٥ / ٥٨.

٢٩٧

ابن أبي جندب ، عن فضالة بن عبيد بن نافذ (١) قال :

لما كان اليوم الذي قدم فيه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قباء لقيناه نفر بن ضرطة (٢) ونحن غلمان نحتطب ، فأرسلنا إلى أهلنا ، وقال : «قولوا : قد جاء صاحبكم الذي تنتظرون» ، قال : فخرجنا إلى أهلنا فأخبرناهم ، وأقبل القوم [١٠٤٣٠].

أخبرنا أبو سعد محمّد بن أحمد بن محمّد بن الخليل (٣) ، وأبو محمّد أحمد (٤) بن محمّد ابن أحمد بن علي بن بشر ـ بنوقان (٥) ـ قالا : أنبأنا القاضي أبو سعيد محمّد بن سعيد بن محمّد بن فرخ ـ زاد حدّثنا أبو محمّد عبد الله بن يوسف بن بامويه الأصبهاني ـ إملاء ـ أنبأنا أبو محمّد عبد الرّحمن بن يحيى الزهري ، حدّثنا علي بن عبد العزيز ، حدّثنا عفان بن مسلم ، حدّثنا عمر بن علي قال : سمعت الحجّاج بن أرطاة عن مكحول ، عن عبد الرّحمن بن جبير قال :

سألت فضالة بن عبيد وكان ممن بايع تحت الشجرة ، فذكر حديثا.

أخبرنا أبو الفتح الماهاني ، أنبأنا شجاع المصقلي ، أنبأنا محمّد بن إسحاق العبدي ، أنبأنا محمّد بن يعقوب ، حدّثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، حدّثنا أبي ، حدّثنا عمر بن علي المقدّمي قال : قال حجاج بن أرطاة :

كان فضالة بن عبيد ممن بايع تحت الشجرة.

أخبرنا أبو محمّد بن حمزة ، حدّثنا أبو بكر أحمد بن علي.

ح وأخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنبأنا أبو بكر بن الطبري (٦).

قالا : أنبأنا أبو الحسين بن الفضل ، أنبأنا عبد الله بن جعفر ، حدّثنا يعقوب بن سفيان ، حدّثني علي بن عثمان بن نفيل الحرّاني.

ح وأخبرناه عاليا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنبأنا أبو الحسين بن النّقّور ، وأبو القاسم ابن البسري ، قالا : أنبأنا أبو طاهر المخلّص ، حدّثنا أحمد بن نصر بن بحير ، حدّثنا علي بن عثمان بن نفيل.

__________________

(١) الأصل : نافد.

(٢) كذا.

(٣) قارن مع مشيخة ابن عساكر ١٧٣ / ب.

(٤) قارن مع مشيخة ابن عساكر ١٣ / ب.

(٥) نوقان مدينة بطوس ، قاله ابن عساكر في المشيخة ١٣ / ب.

(٦) بالأصل : الطيوري ، تصحيف ، والتصويب عن ت.

٢٩٨

حدّثنا أبو مسهر ، حدّثنا سعيد ـ زاد يعقوب : بن عبد العزيز.

أن فضالة بن عبيد الأنصاري ممن شهد بيعة الرضوان قال سعيد : كان أصغر من شهدها (١).

وقال معاوية حين هلك فضالة بن عبيد وهو يحمل نعشه لابنه عبد الله بن معاوية : تعال أعقبني فإنّك لن تحمل مثله أبدا (٢).

أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن أحمد بن عمر ، أنبأنا أبو طالب العشاري ، حدّثنا محمّد ابن أحمد بن إسماعيل بن سمعون ـ إملاء ـ أحمد بن محمّد بن أحمد بن سلم ، حدّثنا يحيى بن محمّد بن أعين ، حدّثنا أزهر بن سعد السّمّان أبو بكر ، حدّثنا سليمان التيمي عن خداش (٣) عن أبي الزّبير عن جابر.

أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «ليدخلنّ الجنة من بايع تحت الشجرة» [١٠٤٣١].

أخبرنا أبو غالب بن الحسن البصري ، أنبأنا أبو الحسن السّيرافي ، أنبأنا أحمد بن إسحاق ، حدّثنا أحمد بن عمران ، حدّثنا موسى ، حدّثنا خليفة (٤) قال :

وقال ابن الكلبي : وفيها ـ يعني ـ سنة تسع وأربعين شتّى مالك بن هبيرة بأرض (٥) الروم ، ويقال : بل شتّى بها فضالة بن عبيد الأنصاري.

أخبرنا أبو محمّد بن حمزة ، حدّثنا أبو بكر [أحمد] بن [علي] الحافظ.

ح وأخبرنا أبو القاسم بن أبي الأشعث ، أنبأنا محمّد بن هبة الله.

قالا : أنبأنا أبو الحسين بن الفضل ، أنبأنا عبد الله بن جعفر ، حدّثنا يعقوب قال : قال ابن بكير : قال الليث :

__________________

(١) راجع سير أعلام النبلاء ٣ / ١١٤ وعقب الذهبي على قول سعيد بن عبد العزيز قال : قلت : إن ثبت شهوده أحدا فما كان يوم الشجرة صغيرا.

(٢) سير أعلام النبلاء ٣ / ١١٤ وأسد الغابة وفيه : أعنّي بدل أعقبني.

(٣) خداش بكسر أوله وتخفيف المهملة وآخره معجمة (كما في تقريب التهذيب). وهو خداش بن عياش العبدي البصري ، ترجمته في تهذيب الكمال ٥ / ٤٤٩.

(٤) تاريخ خليفة بن خيّاط ص ٢٠٩ (ت. العمري).

(٥) بالأصل وت : أرض الروم ، تصحيف ، والتصويب عن تاريخ خليفة.

٢٩٩

وفي سنة خمسين غزوة ابن قحذم ، وفضالة بن عبيد ، وابن شجرة ، والحصين بن نمير ، خرقات (١) الأولى.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ـ بقراءتي عليه ـ حدّثنا أبو محمّد الكتّاني (٢) ، أنبأنا أبو محمّد بن أبي نصر ، أنبأنا أبو القاسم بن أبي العقب ، أنبأنا أحمد بن إبراهيم القرشي ، حدّثنا محمّد بن عائذ قال : قال الوليد :

قال زيد بن ..... (٣) وفي سنة إحدى وخمسين غزا فضالة بن عبيد الأنصاري الشاتية (٤).

أخبرتنا (٥) أم البهاء فاطمة بنت محمّد قالت : أنبأنا أحمد بن محمود الثقفي ، أنبأنا محمّد بن إبراهيم بن المقرئ ، أنبأنا محمّد بن جعفر المنبجي ، حدّثنا عبيد الله بن سعد الزهري قال : قال أبي : وشتى فيها ـ يعني ـ سنة إحدى وخمسين فضالة بن عبيد الأنصاري (٦) بأرض الروم (٧).

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر ، أنبأنا أبو بكر البيهقي ، أنبأنا أبو عبد الله الحافظ ، ومحمّد بن موسى ، قالا : حدّثنا أبو العباس ـ هو الأصم ـ حدّثنا الربيع بن سليمان ، حدّثنا أيوب بن سويد (٨) ، عن عبد الرّحمن بن يزيد بن جابر ، حدّثني القاسم أبو عبد الرّحمن قال :

غزونا مع فضالة بن عبيد ، ولم يغز فضالة في البر غيرها ، فبينا نحن نسير ـ أو نسرع في السير ـ وهو أمير الجيش ـ وكانت الولاة إذ ذاك يستمعون (٩) ممن استرعاهم الله عليه ، فقال قائل : أيها الأمير ، إنّ الناس قد تقطّعوا ، قف حتى يلحقوك (١٠) ، فوقف في مرج عليه قلعة ، فيها حصن فمنّا الواقف ومنّا النازل ، إذا نحن برجل ذي شوارب أحمر بين أظهرنا ، فأتينا به

__________________

(١) كذا رسمها بالأصل ، وفي ت : «خرفه» ولم أجدها.

(٢) بالأصل : الكناني ، تصحيف ، والتصويب عن ت.

(٣) رسمها غير واضح بالأصل وت وصورتها : «دعكنةة ـ».

(٤) سير أعلام النبلاء ٣ / ١١٤ عن الوليد.

(٥) كتب فوقها بالأصل وت : ملحق.

(٦) استدركت اللفظة على هامش ت ، وبعدها : صح.

(٧) كتب فوقها بالأصل وت : إلى.

(٨) الخبر رواه الذهبي في سير أعلام النبلاء ٣ / ١١٥ من طريقه.

(٩) كذا بالأصل وت ، وفي سير أعلام النبلاء ٣ / ١١٥ : يسمعون.

(١٠) كذا بالأصل وت ، وفي سير أعلام النبلاء : يلحقوا بك.

٣٠٠