أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ٠
الصفحات: ٤٧٢
وإذا افتقرت إلى الذخائر لم تجد |
|
ذخرا يكون كصالح الأعمال (١) |
أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم ، حدّثنا أبو بكر الخطيب ، أنبأنا أبو القاسم الأزهري ، وأبو يعلى أحمد بن عبد الواحد الوكيل ، قالا : أنبأنا أبو الحسن محمّد بن جعفر التميمي النحوي ، أنشدنا أبو عبد الله اليزيدي ـ واسمه الحسن بن عبد الله بن أحمد كوفي ـ أنشدنا عيسى بن إسماعيل المعروف بقينة للأخطل (٢) :
ليس القذى بالعود يسقط في الخمر |
|
ولا بذباب (٣) خطبه أيسر الأمر |
ولكن ثقيل زارنا في رحالنا |
|
ترامت (٤) به الغيطان من حيث لا ندري |
فذاك القذى وابن القذى وأخو القذى |
|
فأفّ له من زائر آخر الدهر |
أنبأنا أبو طالب الحسين بن محمّد الزينبي ، أنبأنا أبو القاسم عبيد الله بن أحمد بن عثمان الصيرفي الأزهري.
ح وأنبأنا أبو الغنائم محمّد بن محمّد (٥) بن أحمد بن المهتدي بالله ، وأبو منصور علي ابن محمّد بن الأنباري الواعظ ، وأبو محمّد بن الآبنوسي ، قالوا : أنبأنا أبو محمّد الجوهري.
قالا : أنبأنا أبو عمر بن حيّوية ، حدّثنا أبو مزاحم موسى بن عبيد الله بن خاقان (٦) ، حدّثني ابن فرح قال : وقال بعض أصحابنا عن الأصمعي :
[إن العرب](٧) كان الرجل منهم إذا أراد أن يشرب (٨) جلست إليه امرأة تحادثه من غير ريبة بينهما ، فبينا الأخطل ذات يوم يشرب وعنده امرأة تحدّثه ، إذ طلع عليه رجل غريب ، فوقف عليه ، فاستجلسه فجلس ، فأطال ، فثقل ذلك على الأخطل ، فرفع عقيرته وأنشأ يقول :
__________________
(١) البيت في ديوانه ط بيروت ص ٢٥٧ من قصيدة يمدح عكرمة الفياض.
(٢) البيتان الأول والثاني في الأغاني ٨ / ٣١٣ ، و ٣١٤.
بالأصل : ولا يذاب ، والمثبت عن الأغاني ، وفيها في رواية :.
(٣) يسقط في الإنا ولا بذباب.
وفي أخرى كالأصل : في الخمر. ولا بذباب نزعه.
(٤) في الأغاني : ولكن شخصا لا نسرّ بقربه رمتنا به.
وفي رواية : ولكن قذاها زائر لا نحبه.
(٥) بالأصل : «محمد بن محمد بن محمد بن أحمد» راجع ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٩ / ٤٦٩.
(٦) ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٥ / ٩٣.
(٧) «إن العرب» استدركت اللفظتان عن هامش الأصل ، وبعدهما صح.
(٨) بنحوه الخبر في الأغاني ٨ / ٣١٣.
ألا فاسقياني وانفيا عنّي القذى |
|
فليس القذى بالعود يسقط في الخمر |
وليس قذا ها بالذي لا يريبها |
|
ولا بتعويذ (١) نزعه أيسر الأمر |
ولكن قذاها كلّ أسود فاحش |
|
رمتنا به الغيطان من حيث لا ندري |
قال : فقام الرجل.
قال ابن فرح : والغيطان في كلام العرب بطان الأرض ، وهو جمع غائط ، وغيطان مثل حائط وحيطان ، وربما قالوا : أغوط وغوط مثل أحمر وحمر (٢).
أخبرنا أبو العزّ بن كادش ـ إذنا ومناولة وقرأ عليّ إسناده ـ أنبأنا أبو علي محمّد بن الحسين الجازري ، أنبأنا أبو الفرج القاضي (٣) ، حدّثنا المظفر بن يحيى بن أحمد السوائي (٤) ، حدّثنا أبو العباس المرثدي (٥) ، أخبرني طلحة بن عبد الله الطلحيّ ، أخبرني إبراهيم بن سعدان ، حدّثنا ابن بشير (٦) المديني قال :
وفدت إلى بعض ملوك بني أمية فمررت بقرية ، فإذا رجل مرنّح من الشراب قائم يبول ، فسألته عن الطريق فقال : أمامك ، ثم لحقني فقال : انزل ، فنزلت ، فقال : ادن دونك ، وعليك الحانة ، فدخلت ، فأحضر سفرة ، واستلّ سلّة فأخرج منها رغفا ووذرا من لحم فقال : أصب ، فأصبت ، ثم سقاني خمرا ، فإذا أبو مالك ، ثم قال لي : كيف علمك بالشعر؟ قلت : قد رويت ، فأنشدني قصيدته :
صرمت حبالك زينب ورعوم (٧)
فلما انتهى إلى قوله :
__________________
(١) رسمها بالأصل : «ولا تعويد» ولعل الصواب ما أثبت ، وفي الأغاني : ولا بذباب.
(٢) راجع تاج العروس بتحقيقنا : غوط.
(٣) روى الخبر أبو الفرج المعافى بن زكريا الجريري في الجليس الصالح الكافي ٣ / ١١١ وما بعدها ، وفي الموشح ص ٢٢١ ـ ٢٢٢.
(٤) كذا رسمها بالأصل ، وفي الجليس الصالح : الشرابي.
(٥) الأصل : المريدي ، والمثبت عن الجليس الصالح.
(٦) كذا بالأصل والمختصر والجليس الصالح هنا والموشح ، وفي الجليس الصالح ١ / ١٢١ ورد : «ابن يسير المديني» ولم تقف عليه.
(٧) مطلع قصيدة ، في ديوانه ط بيروت ص ٣٠٤ ، وعجزه :
وبدا المجمجم منهما المكتوم
.
حتى (١)إذا أخذ الزجاج أكفنا |
|
نفخت فأدرك ريحها المزكوم |
قال : ألست تزعم أنك تبصر الشعر؟ قلت : بلى ، قال : فكيف لم تشقق بطنك فضلا عن ثوبك عند هذا البيت ، قال : قلت : عند البيت الذي سرقت هذا منه ، قال : وما هو؟ قلت : بيت الأعشى :
من خمر عانة قد أتى لختامها |
|
حول ، يفض غمامة المزكوم (٢) |
قال : أنت تبصر الشعر ، فلما صرت إلى سليمان سهرت معه بهذا أول بدأتي.
قال القاضي : للأعشى في هذا المعنى بيت أبلغ من هذا البيت في كلمة له أخرى وهو (٣) :
من اللائي حملن على الروايا |
|
كريح المسك يستلّ الزّكاما |
واستلال الزكام أبلغ من فضّه لأن استلاله نزعه وإخراجه ، وفضّه نشره وتفريقه وكسره كفضّ الخاتم ، وفي فضّه مع هذا إزالته وتنحيته كما يزول الختام عند فضّه ويفارق ما كان حالا فيه ولازما له.
وفي قول الأخطل :
وأدرك ريحها المزكوم
من البلاغة أنه إنّما يفوته إدراك المشموم لحلول الزكام به ، وغلبته إياه ، فإذا أدرك ريح الخمر التي كان الزكام حائلا بينه وبينها عند نفحتها فإنّما ذلك لزوال الزكام المانع الحائل بينه وبين إدراكها ، وقد تدرك الرائحة بعد خفّة الزكام ، وزوال بعضه وإن لم يزل بكليته ، من هاهنا كان الفضّ والاستلال أبلغ وأبين في المعنى.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنبأنا أبو محمّد السكري ، أنبأنا علي بن عبد العزيز ، أنبأنا أحمد بن جعفر بن محمّد ، أنبأنا أبو خليفة الجمحي ، حدّثنا محمّد بن سلّام ، قال (٤) : وقيل للأخطل عند الموت : أتوصي أبا مالك؟ فقال :
أوصي الفرزدق عند الممات |
|
بأمّ جرير وأعيارها |
وزار القبور أبو مالك |
|
برغم العداة وأوتارها |
__________________
(١) رويته في الديوان :
وإذا تعاورت الأكف زجاجها |
|
نفحت فنال رياحها المزكوم |
(٢) البيت في الجليس الصالح الكافي ٣ / ١١٢ والأغاني ٩ / ١٢٤ وليس في ديوان الأعشى ط. بيروت.
(٣) البيت في ديوان الأعشى ط بيروت ص ١٩١ والجليس الصالح الكافي ٣ / ١١٢ والموشح ص ٢٢٣ والأغاني ٩ / ١٢٣.
(٤) الخبر والشعر في طبقات الشعراء ص ١٥٥ والأغاني ٨ / ٣٠٥.
[ذكر من اسمه](١) غيث
٥٥٦٢ ـ غيث بن علي بن عبد السّلام بن محمّد بن جعفر
أبو الفرج بن أبي الحسين الصوري
المعروف بابن الأرمنازي الكاتب (٢)
خطيب صور.
قدم دمشق قديما في طلب الحديث ، فسمع بها أبا الحسن أحمد ، وأبا محمّد عبيد الله ابني أبي الحديد ، وأبا نصر بن طلّاب ، وأبا عبد الله بن أبي الرضا ، وأبا العباس بن قبيس ، وأبا إسحاق إبراهيم بن عقيل بن المكبّري ، وأبا الحسين الأكفاني ، ونجا بن أحمد العطار ، وأبا عبد الله بن أبي الحديد ، وأبا القاسم بن أبي العلاء.
وسمع بصور : أبا بكر الخطيب ، وأبا الحسن علي بن عبيد الله الهاشمي ، ونصر بن إبراهيم المقدسي ، وسهل بن بشر الإسفرايني ، وجماعة ، ورمضان بن علي وغيره بتنّيس ، وسمع بمصر والاسكندرية وغيرها من البلاد ، وسمع الكثير.
وكتب الكثير بخط حسن ، وجمع تاريخا لصور إلّا أنه لم يتمه ، وكان ثقة ثبتا.
روى عنه شيخه أبو بكر الخطيب بيتين من شعر ، وقدم علينا ناصرة (٣) ، فأقام عندنا إلى أن مات.
__________________
(١) ما بين معكوفتين زيادة منا.
(٢) ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٩ / ٣٨٩ والعبر ٤ / ١٨ والأنساب (الأرمنازي) ، وشذرات الذهب ٤ / ٢٤. والأرمنازي نسبة إلى أرمناز ، قرية من قرى بلدة صور من بلاد ساحل الشام (الأنساب) ، وفي معجم البلدان : بلدة قديمة من نواحي حلب.
(٣) ناصرة : وفي معجم البلدان : الناصرة. قرية بينها وبين طبرية ثلاثة عشر ميلا.
سمعت منه نحو خمسة أجزاء.
أخبرنا أبو الفرج غيث بن علي ـ قراءة عليه في شعبان سنة سبع وخمسمائة بدمشق ، أنبأنا أبو القاسم رمضان بن علي بن عبد الساتر بن أحمد بن رمضان ـ بقراءتي عليه بتنّيس سنة تسع وستين ـ حدّثنا أبو بكر محمّد بن علي بن يحيى بن السّري ، حدّثنا جعفر بن محمّد بن الحسن بن عبد العزيز الجروي ، حدّثنا أبو الأشعث ، حدّثنا زياد بن عبد الله ، عن الحجاج ، عن عطية بن سعد ، عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم :
«من توضّأ يوم الجمعة فأحسن الوضوء ، وأتى المسجد ولم يلغ ولم يجهل كانت كفّارة لما بينها وبين الجمعة الأخرى ، والصلاة تكفّر ما بينها وبين صاحبتها» [١٠٣٨٦].
أنشدني أبو إسحاق إبراهيم بن طاهر بن بركات الخشوعي ، أنشدني الشيخ الخطيب أبو الفرج غيث لنفسه :
عجبت وقد حان توديعنا |
|
وحادي الركائب في أثرها |
ونار توقّد في أضلعي |
|
ودمع تصعّد من فقرها |
فلا النّار تطفئها أدمعي |
|
ولا الدمع ينشف من حرّها |
قرأت بخط أبي الفرج غيث بن علي يوم الأربعاء وقت أذان العصر التاسع عشر من شعبان سنة ثلاث وأربعين وأربعمائة ولدت ، وكذلك قرأته بخط والدي ، وحدّثني به.
وذكر أبو محمّد بن صابر أنه ثقة حسن الضبط ، مليح الخط.
توفي أبو الفرج غيث بن علي يوم الأحد ، ودفن يوم الاثنين الرابع والعشرين من صفر من سنة تسع وخمسمائة ، ودفن بباب الصغير.
ذكر من اسمه غيلان
٥٥٦٣ ـ غيلان بن أنس
أبو يزيد الكلبي مولاهم (١)
من أهل دمشق.
روى عن عمر بن عبد العزيز ، والقاسم أبي عبد الرّحمن ، وأبي سلمة بن عبد الرّحمن ، والوليد بن عبد الرّحمن ، وأبي سلّام الحبشي.
روى عنه : الأوزاعي ، وشعيب بن أبي حمزة ، وعبد الله بن العلاء بن زبر (٢) على ما قيل ، وعيسى بن موسى القرشي ، ومنصور الخولاني.
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر ، أنبأنا أبو عثمان البحيري ـ وأنا حاضر ـ أنبأنا جدي أبو الحسين ، أنبأنا محمّد بن حمدون بن خالد ، حدّثني أبو بكر عبد الله بن محمّد بن سعيد ابن أبي مريم ، حدّثنا عمرو ـ يعني ابن أبي سلمة ـ حدّثنا ابن زبر قال :
سمعت غيلان بن أنس قال : سمعت القاسم أبا عبد الرّحمن يحدّث عن أبي أمامة عن النبي صلىاللهعليهوسلم أنه قال : «إنّ اسم الله الأعظم لفي سور من القرآن : البقرة ، وآل عمران ، وطه» [١٠٣٨٧].
قال أبو حفص عمرو : فنظرت أنا في السور الثلاثة (٣) فرأيت فيها شيئا ليس في القرآن
__________________
(١) ترجمته في تهذيب الكمال ٥ / ٢٦ وتهذيب التهذيب ٤ / ٤٧٦ والتاريخ الكبير ٧ / ١٠٤ والجرح والتعديل ٧ / ٥٤.
(٢) بالأصل : زيد ، تصحيف ، والتصويب عن تهذيب الكمال.
(٣) كذا بالأصل والمختصر : الثلاثة.
مثله : آية الكرسي : (اللهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ)(١) ، وفي آل عمران : (الم ، اللهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ)(٢) وفي طه : (وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ)(٣).
كذا رواه ابن حمدون ، ورواه غيره عن ابن أبي مريم عن عمرو ، عن ابن زبر (٤) ، ورواه ابن زبر (٥) عن القاسم من قوله.
ورواه جليس له عن غيلان بن أنس عن القاسم مرفوعا.
أخبرناه أبو عبد الله محمّد بن الفضل ، وأبو الحسن عبيد الله بن محمّد بن أحمد ، قالا : أنبأنا أبو بكر البيهقي ، أنبأنا أبو الحسين علي بن محمّد بن عبد الله بن بشران ـ ببغداد ـ أنبأنا أبو الحسن علي بن محمّد بن أحمد المصري ، حدّثنا عبد الله بن أبي مريم ، حدّثنا عمرو بن أبي سلمة ، حدّثنا عبد الله بن العلاء بن زبر (٦) قال : سمعت القاسم أبا عبد الرّحمن يقول : إنّ اسم الله الأعظم لفي سور من القرآن ثلاث : البقرة ، وآل عمران ، وطه ، فقال رجل يقال له : عيسى بن موسى لابن زبر وأنا أسمع : يا أبا زبر (٧) ، سمعت غيلان بن أنس حدّث قال : سمعت القاسم أبا عبد الرّحمن يحدّث عن أبي أمامة الباهلي عن النبي صلىاللهعليهوسلم أنه قال : «اسم الله الأعظم في سور من القرآن ثلاث : البقرة ، وآل عمران ، وطه»؟ قال أبو حفص عمرو ابن أبي سلمة : فنظرت أنا في هذه السور فرأيت فيها شيئا ليس في شيء من القرآن مثله ، آية الكرسي : (اللهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ) وفي آل عمران : (الم ، اللهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ) ، وفي طه : (وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ).
رواه يحيى بن معين عن خزيمة بن زرعة الخراساني عن عمرو بن أبي سلمة ، عن ابن زبر عن القاسم مرسلا.
أخبرناه أبو بكر وجيه بن طاهر ، أنبأنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك ، أنبأنا أبو الحسن بن السّقّا ، حدّثنا محمّد بن يعقوب ، حدّثنا عباس بن محمّد ، حدّثنا يحيى ، حدّثني خزيمة بن زرعة الخراساني عن أبي حفص التّنّيسي ، عن عبد الله [بن](٨) العلاء أبي زبر ، عن القاسم أبي عبد الرّحمن.
__________________
(١) سورة البقرة ، الآية : ٢٥٥.
(٢) سورة آل عمران ، الآيتان ١ و ٢.
(٣) سورة طه ، الآية : ١١١.
(٤) بالأصل : «ابن زيد» تصحيف.
(٥) بالأصل : «ابن زيد» تصحيف.
(٦) بالأصل : زيد ، تصحيف.
(٧) هو أبو زبر الدمشقي الربعي عبد الله بن العلاء بن زبر ، ترجمته في سير أعلام النبلاء ٧ / ٣٥٠.
(٨) زيادة للإيضاح.
أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : «اسم الله الأعظم في البقرة ، وآل عمران ، وطه» ، قال : وعنده عيسى بن موسى فقال : حدّثني غيلان بن أنس عن أبي القاسم أبي عبد الرّحمن عن أبي أمامة عن النبي صلىاللهعليهوسلم قال : «اسم الله الأعظم في ثلاث سور : البقرة ، وآل عمران ، وطه» [١٠٣٨٨].
وقد رواه الوليد مرفوعا.
أخبرناه أبو الحسن علي بن المسلّم الفرضي ، أنبأنا أبو عبد الله بن أبي الحديد ، أنبأنا أبو الحسن بن السّمسار [أنبأنا](١) أبو عبد الله بن مروان (٢) ، حدّثنا عثمان بن الحسن بن نصر ، حدّثنا عبد الرّحمن بن عبيد الله ، حدّثنا الوليد بن مسلم ، عن عبد الله (٣) بن العلاء بن زبر قال : سمعت القاسم أبا عبد الرّحمن يخبر عن أبي أمامة عن النبي صلىاللهعليهوسلم قال :
«اسم الله الأعظم في سور ثلاث من القرآن : في البقرة ، وآل عمران ، وطه» قال القاسم أبو عبد الرّحمن : فالتمست في البقرة فإذا هو في آية الكرسي ، فإذا هو (اللهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ) ، وفي آل عمران فاتحتها : (اللهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ) ، وفي طه : (وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ).
تابعه أبو ياسر عمار بن نصر المستملي ، وعمرو بن حفص بن سليلة (٤) الدمشقي عن الوليد مطولا ، وداود بن رشيد ، وهشام بن عمّار عن الوليد.
وأمّا حديث عمار بن نصر :
فأخبرناه أبو منصور عبد الخالق ، وأبو سعيد طاهر ، ابنا (٥) زاهر بن طاهر ، قالا : أنبأنا أبو سعد عبيد الله بن عبد الله بن محمّد بن حسكويه (٦) ، وأبو عثمان إسماعيل بن عمر الابريسمي ، زاد عبد الخالق : وأبو العباس الفضل بن عبد الواحد بن عبد الصّمد التاجر ، قالوا : أنبأنا أبو سعيد الصّيرفي ، أنبأنا أبو عبد الله محمّد بن عبد الله بن أحمد الصفار ، حدّثنا
__________________
(١) زيادة منا لتقويم السند. راجع ترجمة أبي الحسن علي بن موسى بن الحسين بن السمسار الدمشقي في سير أعلام النبلاء ١٧ / ٥٠٦.
(٢) هو محمد بن إبراهيم بن مروان أبو عبد الله. راجع الحاشية السابقة.
(٣) بالأصل هنا : عبيد الله ، تصحيف.
(٤) كذا بالأصل ، وفي ت : شليلة.
(٥) بالأصل : «انبانا» تصحيف ، والتصويب عن ت.
راجع ترجمة أبي منصور عبد الخالق بن زاهر بن طاهر في سير أعلام النبلاء ٢٠ / ٢٥٤.
وترجمة أخيه طاهر بن زاهر بن طاهر في مشيخة ابن عساكر ٨٤ / ب.
(٦) ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٨ / ٢٦٩.
أبو بكر بن أبي الدنيا ، حدّثني عمّار بن نصر ، حدّثنا الوليد بن مسلم ، أنبأنا عبد الله بن العلاء ابن زبر ، حدّثني القاسم بن عبد الرّحمن ، عن أبي أمامة عن النبي صلىاللهعليهوسلم قال :
«إنّ اسم الله الأعظم لفي ثلاث سور من القرآن : في سورة البقرة ، وفي آل عمران ، وفي طه».
فالتمستها فوجدت آية الكرسي : (اللهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ)(١) ، وفي آل عمران : (الم ، اللهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ)(٢) ، وفي طه : (وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ)(٣).
وأمّا حديث عمرو [بن حفص]
فأخبرناه أبو الحسن علي بن المسلّم ، أنبأنا أبو عبد الله بن أبي الحديد ، أنبأنا أبو الحسن بن السمسار ، أنبأنا أبو عبد الله بن مروان ، حدّثنا أبو بكر أحمد بن العلاء ، حدّثنا عمرو بن حفص ، حدّثنا الوليد ، حدّثنا عبد الله بن العلاء ، حدّثني القاسم أبو عبد الرّحمن ، عن أبي أمامة عن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال :
«اسم الله الأعظم في ثلاث سور من القرآن : في سورة البقرة ، وآل عمران ، وسورة طه».
قال : فالتمستها فوجدت في البقرة آية الكرسي : (اللهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ) ، وفي فاتحة آل عمران : (الم ، اللهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ) وفي طه : (وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ) [١٠٣٨٩].
وأمّا حديث داود [بن رشيد]
فأخبرتنا به أم المجتبى بنت ناصر ، قالت : أنبأنا إبراهيم بن منصور ، أنبأنا أبو بكر بن المقرئ ، أنبأنا أبو يعلى ، حدّثنا داود بن رشيد ، حدّثنا الوليد ، عن عبد الله بن العلاء ، عن القاسم ، عن أبي أمامة عن النبي صلىاللهعليهوسلم قال :
«اسم الله الأعظم في ثلاث سور من القرآن : البقرة ، وآل عمران ، وطه» [١٠٣٩٠].
وأمّا حديث هشام [بن عمار]
فأخبرناه أبو علي الحداد في كتابه ، وحدّثني أبو مسعود الأصبهاني عنه ، أنبأنا أبو نعيم
__________________
(١) سورة البقرة ، الآية : ٢٥٥.
(٢) سورة آل عمران ، الآيتان ١ و ٢.
(٣) سورة طه ، الآية : ١١١.
الحافظ ، حدّثنا سليمان بن أحمد (١) ، حدّثنا محمّد بن يزيد بن عبد الصمد الدمشقي ، حدّثنا هشام بن عمّار ، حدّثنا الوليد بن مسلم ، حدّثنا عبد الله بن العلاء بن زبر ، عن القاسم أبي عبد الرّحمن ، عن أبي أمامة رفعه قال : «اسم الله الأعظم إذا دعي به أجاب في ثلاث سور : في البقرة ، وآل عمران ، وطه» [١٠٣٩١].
أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي ، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر ، أنبأنا أحمد بن الحسن ، والمبارك بن عبد الجبّار ، ومحمّد بن علي ـ واللفظ له ـ قالوا : أنبأنا أبو أحمد ـ زاد أحمد : ومحمّد بن الحسن قالا : أنبأنا أحمد بن عبدان ، أنبأنا محمّد بن سهل ، أنبأنا محمّد بن إسماعيل قال (٢) :
غيلان بن أنس الدمشقي نسبه شعيب بن أبي حمزة.
قال محمّد بن المثنى : حدّثنا الوليد سمع الأوزاعي عن غيلان بن أنس أنه رأى عمر بن عبد العزيز يرفع يديه مع كلّ تكبيرة مع الجنازة.
وتابعه ابن المبارك عن الأوزاعي.
أخبرنا أبو الحسين القاضي ، وأبو عبد الله الأديب ـ شفاها ـ قالا : أنبأنا أبو القاسم بن مندة ، أنبأنا أبو علي ـ إجازة ـ.
ح قال : وأنبأنا أبو طاهر ، أنبأنا علي.
قالا : أنبأنا ابن أبي حاتم قال (٣) :
غيلان بن أنس الدّمشقي روى عن عمر بن عبد العزيز ، روى عنه الأوزاعي ، وشعيب ابن أبي حمزة ، سمعت أبي يقول ذلك.
أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ، حدّثنا أبو محمّد الكتاني ، أنبأنا أبو القاسم البجلي ، أنبأنا أبو عبد الله الكندي ، حدّثنا أبو زرعة قال في الطبقة الثالثة : غيلان بن أنس الكلبي.
قرأت في كتاب أبي طاهر شرف بن علي بن الخضر ، وأنبأني أبو الفرج الخطيب عنه ،
__________________
(١) رواه الطبراني في المعجم الكبير ٨ / ٢٣٧ رقم ٧٩٢٥ بسند : حدثنا الحسين بن إسحاق التستري وثنا موسى بن سهل أبو عمران الجوني قالا ثنا هشام بن عمار ... والباقي مثله. وانظر تخريجه فيه.
(٢) رواه البخاري في التاريخ الكبير ٧ / ١٠٤.
(٣) رواه ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل ٧ / ٥٤.
أنبأنا يحيى بن الحسن بن جعفر بن أحمد المصّيصي ، أنبأنا أحمد بن محمّد بن إسماعيل بن الفرج ، أنبأنا أبو الحسن علي بن أحمد بن سليمان ، حدّثنا أحمد بن سعد (١) بن أبي مريم قال : سمعت يحيى بن معين يقول : غيلان بن أنس ليس يروي عنه غير الأوزاعي (٢).
كذا قال.
قرأت على أبي محمّد عبد الكريم بن حمزة ، عن عبد الرحيم بن أحمد بن نصر ، أنبأنا عبد الغني بن سعيد قال :
غيلان بن أنس مولى بني كنانة عن أبي سلّام الحبشي ، وهو غيلان بن أنس.
حدّثني أبو همّام الكرخي ، قال : قال لنا أبو علي بن سعيد ، قال لنا أبو بكر بن صدقة : أبو يزيد غيلان الذي حدّث عنه منصور ـ يعني : الخولاني ـ هو غيلان بن أنس وقوله إنه من كنانة. أراد كنانة كلب.
قرأت على أبي القاسم الخضر بن الحسين بن عبدان ، عن عبد العزيز بن أحمد ، أنبأنا محمّد بن عبد الرّحمن القطّان ، حدّثنا أحمد بن سليمان بن حذلم ، حدّثنا يزيد بن محمّد ، حدّثنا هشام بن إسماعيل ، حدّثنا إسماعيل بن سماعة (٣) ، عن الأوزاعي ، حدّثني غيلان بن أنس قال : ما ازداد عبد فهما إلّا ازداد قصدا ، وما قلّد (٤) الله عبدا قلادة خيرا من سكينة.
٥٥٦٤ ـ غيلان بن خرشة (٥) بن عمرو
ابن ضرار الضّبّي البصري
وفد على معاوية ، له ذكر.
أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم ، حدّثنا عبد العزيز بن أحمد ، أنبأنا تمام بن محمّد ، أنبأنا أبو الحسن مزاحم بن عبد الوارث بن إسماعيل بن عبّاد البصري العطار.
__________________
(١) بالأصل : سعيد ، تصحيف ، راجع ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٢ / ٣١١.
(٢) الخبر من طريق ابن أبي مريم في تهذيب الكمال ١٥ / ٢٧.
(٣) من طريق إسماعيل بن عبد الله بن سماعة رواه المزي في تهذيب الكمال ١٥ / ٢٧.
(٤) في تهذيب الكمال : قلّد عبد قلادة.
(٥) بالأصل وت : حرشة ، بالحاء المهملة. والصواب ما أثبت ، راجع الأغاني ١٣ / ٣١٠ وله ذكر في تاريخ الطبري ط بيروت ٢ / ٢٧١ و ٦٠٤ و ٦٠٥.
ـ قدم دمشق ـ حدّثنا محمّد بن زكريا الغلّابي ، حدّثنا العباس بن بكّار ، حدّثنا جرير عن مغيرة قال :
كتب معاوية : أن يبعثوا إليه برجل من أهل الكوفة ، وإلى أهل البصرة أن يبعثوا إليه برجل من أهل البصرة ، فبعث إليه أهل الكوفة المنذر بن حسان بن ضرار ، وبعث إليه أهل البصرة بغيلان بن خرشة بن عمرو بن ضرار ، وكان طفيل بن حسان ، ومالك بن حسان ، وجرير بن حسان ، وشيبان بن حريث ، والضحاك بن المنذر بن حسان ، وشبرمة بن طفيل بن حسان ، وعبد الله بن شبرمة بن طفيل (١) كلّ هؤلاء من أشراف أهل الكوفة وفرسانهم وأجوادهم وشعرائهم ، فكان عبد الله بن شبرمة قاضيا لأبي جعفر على سواد الكوفة ، وكان فقيها عالما جوادا مطعاما للطعام ، وولي عبد الله بن شبرمة قضاء الكوفة ليوسف بن عمر ، ثم ولّاه إمارة سجستان ، وكان يكنى بأبي شبرمة ، وله يقول رؤبة بن العجاج (٢) :
لما سألت الناس أين المكرمة |
|
والعز والجرثومة المقدمة |
وأين فاروق الأمور المحكمة (٣) |
|
تتابع الناس على ابن شبرمة |
وله يقول يحيى بن نوفل (٤) ، وبلغه أنه سقط عن دابته فوثيت (٥) رجله :
أقول غداة أتاني الخبير |
|
يدس أخباره هينمه |
لك الويل من مخبر ما تقول |
|
أين لي وعد عن الجمجمه |
فقال : خرجت وقاضي القضاة (٦) |
|
منفكة رجله مؤلمه |
فقلت : لقد جئت جهد البلاء (٧) |
|
وخفت المجللة المعظمة |
فغزوان حرّ وأم الوليد |
|
إن الله عافى أبا شبرمه |
__________________
(١) ترجمته في سير أعلام النبلاء ٦ / ٣٤٧.
(٢) الرجز في أخبار القضاة لوكيع ٣ / ٩٨.
(٣) في أخبار القضاة : الأمور المبهمة.
(٤) الأبيات في أخبار القضاة لوكيع ٣ / ٩٩ ونسبها لرجل من بني سليط يكنى أبا المثنى ، وقال في آخرها وزعم لي ابن أبي سعد عن محمد بن عمران الضبي أن يحيى بن نوفل ، قائل هذه الأبيات.
(٥) الوثي : بالفتح مقصور شبه فسخ في المفصل ، وهو في اللحم كالكسر في العظم والأفصح فيه الوثء بالهمز ، ووثيت يده.
(٦) كذا بالأصل وت ، وفي أخبار القضاة : وقاضي العراق.
(٧) صدره في أخبار القضاة :
فقلت وضاقت عليّ البلاد
جزاء لمعروفه عندنا |
|
وما عتق عبد له أو أمه |
فقال له ابن شبرمة : جزاك الله خيرا يا بن نوفل ، وأمر له بجائزة ودراهم كثيرة ، فقال بعض جيرانه : فقلت : يا بن نوفل ، من غزوان وأم الوليد؟ وأنا جارك جديد الدار ، ما أعرف لك جارية ولا غلاما ، قال : فدتك نفسي ، اكتم علي سنوران عندي في البيت.
«من» (١) في الموضعين مصحفة بخط تمام وهي مزيدة.
وصوابه : برجل أهل الكوفة ورجل أهل البصرة.
٥٥٦٥ ـ غيلان بن سلمة بن معتّب بن مالك
ابن كعب بن عمرو بن سعد بن عوف بن قصي
ـ وهو ثقيف ـ بن منبّه بن بكر بن هوازن بن منصور
ابن عكرمة بن خصفة بن قيس عيلان الثقفي (٢)
له صحبة.
روى عن النبي صلىاللهعليهوسلم حديثين.
روى عنه بشر بن عاصم الثقفي ، وعروة بن غيلان ابنه.
ذكر أنه كان بدمشق حين توفي عبد الملك بن مروان ، فعزّى الوليد بن عبد الملك.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنبأنا أبو الحسين بن النقور ، أنبأنا عيسى بن علي ، أنبأنا عبد الله بن محمّد ، حدّثنا الوليد أحمد بن عبد الرّحمن القرشي ، حدّثنا الوليد بن مسلم ، حدّثنا ابن لهيعة ، عن يزيد (٣) ، عن عروة ، عن (٤) غيلان بن سلمة.
أن نافعا كان عبدا لغيلان بن سلمة ففرّ إلى النبي صلىاللهعليهوسلم فأسلم ، وغيلان مشرك ، ثم أسلم غيلان فردّ رسول الله صلىاللهعليهوسلم ولاءه.
__________________
(١) يريد «من» في الجملة : برجل من أهل الكوفة ... برجل من أهل البصرة.
(٢) ترجمته في الإصابة ٣ / ١٨٩ وأسد الغابة ٤ / ٤٣ والاستيعاب ٣ / ١٨٩ (هامش الإصابة) والأغاني ١٣ / ٢٠٠ (مصورة عن دار الكتب).
(٣) من طريقه : يزيد بن أبي حبيب ، رواه ابن الأثير في أسد الغابة ٤ / ٥٢٦ في ترجمة نافع أبي السائب ، وفي الإصابة ٣ / ٥٤٨ في ترجمة نافع مولى غيلان.
(٤) كذا بالأصل وفي الإصابة : «يزيد بن عروة عن غيلان بن سلمة» وفي أسد الغابة : يزيد بن أبي حبيب عن عروة بن غيلان بن سلمة.
أخبرنا (١) أبو الحسن علي بن أحمد ، ثم حدّثني أبو مسعود عنه ، أنبأنا أبو نعيم الحافظ ، حدّثنا سليمان بن أحمد اللّخمي ، حدّثنا محمّد بن يزيد بن عبد الصمد الدمشقي ، حدّثنا هشام بن عمّار ، حدّثنا صدقة بن خالد ، حدّثنا يزيد بن أبي مريم ، عن أبي عبيد الله مسلم بن مشكم عن غيلان بن سلمة الثقفي قال :
قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «من آمن بي وصدّقني وعلم أنّ ما جئت به الحقّ من عندك فأقلل ماله وولده ، وحبّب إليه لقاءك ، ومن لم يؤمن بي ولم يصدّقني ولم يعلم إنّما جئت به الحق من عندك فأكثر ماله وولده ، وأطل عمره» (٢) [١٠٣٩٢].
أخبرنا أبو منصور محمود بن أحمد بن عبد المنعم (٣) ، أنبأنا الحسن بن عمر بن الحسن (٤) ، أنبأنا القاسم بن جعفر الهاشمي ، أنبأنا أبو (٥) العباس الأثرم ، حدّثنا حميد بن الربيع ، حدّثنا معلّى بن منصور الرازي من كتابه ، أخبرني شبيب بن شبّة ، حدّثني بشر بن عاصم ، عن غيلان بن سلمة الثقفي قال :
خرجنا مع نبي الله صلىاللهعليهوسلم فرأينا منه عجبا ، مررنا بأرض فيها أشاء (٦) متفرق ، فقال نبي الله صلىاللهعليهوسلم : «يا غيلان ائت هاتين الأشاءتين فمرّ إحداهما (٧) تنضم إلى صاحبتها حتى أستتر بهما فأتوضأ» قال : فانطلقت ، فقمت بينها ، فقلت : إنّ نبي الله صلىاللهعليهوسلم يأمر إحديكما أن تنضم إلى صاحبتها ، قال : فمادت إحداهما ثم انقلعت تخدّ في الأرض [حتى انضمت إلى صاحبتها ، فنزل نبي الله صلىاللهعليهوسلم فتوضأ خلفهما ثم ركب ، وعادت تخدّ في الأرض](٨) إلى موضعها ، قال : ثم نزلنا معه منزلا ، فأقبلت امرأة بابن لها كأنه الدينار ، فقالت : يا نبي الله ، ما كان في الحي غلام أحبّ إلي بابني هذا ، فأصابته الموتة (٩) فأنا أتمنى موته ، فادع الله له يا نبي الله ، قال : فأدناه نبي الله صلىاللهعليهوسلم ثم قال : «بسم الله ، أنا رسول الله ، اخرج عدوّ الله ـ ثلاثا ـ قال : اذهبي
__________________
(١) كتب فوقها في الأصل : ملحق.
(٢) كتب فوقها بالأصل : إلى.
(٣) قارن مع مشيخة ابن عساكر ٢٣٥ / أ.
(٤) أقحم بعدها بالأصل : «بن عمر بن الحسن» راجع ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٨ / ٣٣٧.
(٥) كتبت «أبو» فوق الكلام بين السطرين بالأصل.
(٦) أشاء واحدتها أشاءة ، وهي صغار النخل (اللسان : أشأ).
(٧) الأصل : أحدهما.
(٨) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك عن المختصر للإيضاح.
(٩) الموتة : جنس من الجنون والصرع يعتري الإنسان (اللسان).
بابنك ، لن تري بأسا إن شاء الله» ، قال : ثم مضينا ، فنزلنا منزلا ، فجاء رجل فقال : يا نبي الله إنه كان لي حائط فيه عيشي وعيش عيالي ، ولي فيه ناضحان ، فاغتلما (١) ومنعا لي أنفسهما ، وحائطي وما فيه ، ولا يقدر أحد على الدنوّ منهما ، قال : فنهض النبي صلىاللهعليهوسلم بأصحابه حتى أتى الحائط ، فقال لصاحبه : «افتح» ، فقال : يا نبي الله أمرهما أعظم من ذاك ، قال : «فافتح» ، فلمّا حرّك الباب بالمفتاح أقبلا لهما جلبة كحفيف الريح ، فلمّا أفرج الباب فنظرا إلى النبي صلىاللهعليهوسلم بركا ثم سجدا ، فأخذ النبي صلىاللهعليهوسلم رءوسهما ثم دفعهما إلى صاحبهما ، فقال : «استعملهما وأحسن علفهما» ، فقال القوم : يا نبي الله تسجد لك البهائم ، فما لله عندنا بك أحسن من هذا ، أجرتنا» من الضّلالة ، واستنقذتنا من الهلكة ، أفلا تأذن لنا بالسجود لك؟ قال : «كيف كنتم صانعين بأخيكم إذا مات؟ أتسجدون لقبره؟» قالوا : يا نبي الله نتبع أمرك ، فقال نبي الله صلىاللهعليهوسلم : «إنّ السجود ليس إلّا للحي الذي لا يموت ، لو كنت آمرا أحدا بالسجود من هذا الأمة لأمرت المرأة بالسجود لبعلها» ، قال : ثم رجعنا ، فجاءت المرأة أمّ الغلام فقالت : يا نبي الله ، والذي بعثك بالحق ما زال من غلمان الحيّ ، وجاءت بسمن ولبن وجزر ، فردّ عليها السمن والجزر وأمرهم بشرب اللبن. [١٠٣٩٣]
ذكر عوانة بن الحكم فيما حكاه أبو محمّد عبد الله بن سعد القطربلي عنه.
وقرأت بخط أبو محمّد القطربلي ، قال : قال الوليد (٢) يعني حين مات أبوه : انهضوا على اسم الله ، فبايعوا ، فبايع له أعلام الناس ثم جهّز أباه فبينما هو في دفنه إذ أقبل غيلان بن سلمة الثقفي ، والناس لا يدرون يعزونه قبل أو يهنئونه ، فقال : أصبحت يا أمير المؤمنين رزئت خير الآباء ، وسمّيت خير الأسماء ، وأعطيت أفضل الأشياء ، فعزم الله لك في الرزية على الصبر ، وأصابك في ذلك نوافل الأجر ، وأعانك في حسن ثوابه إياك على الشكر ، وقضى لعبد الملك خير القضية ، وأنزله المنزلة الرضية ، وأعانك على أمر الرعية ، فقال له الوليد : من أنت؟ قال : من ثقيف ، قال : في كم أنت؟ قال : في مائة دينار ، فأمر به أن يلحق بالشرف ، فكان أول من قضى له الوليد حاجة حين استخلف.
كذا قال ، وغيلان بن سلمة له صحبة ، ولا أراه بقي إلى أيام الوليد بن عبد الملك ، فإنه [مات](٣) في خلافة عمر بن الخطّاب ، ولعله ابن غيلان بن سلمة ، والله أعلم ، وغيلان هو
__________________
(١) أي تمردا.
(٢) يعني الوليد بن عبد الملك.
(٣) سقطت من الأصل واستدركت على هامشه وبعدها صح.
الذي أسلم وتحته عشر نسوة ، فأمره النبي صلىاللهعليهوسلم أن يختار منهن أربعا وذلك فيما :
أخبرنا أبو الفتح نصر الله بن محمّد ، أنبأنا علي بن محمّد ، أنبأنا عبد الواحد بن محمّد بن عبد الله ، أنبأنا إسماعيل بن محمّد الصفار ، حدّثنا محمّد بن عبد الملك بن مروان ، حدّثنا يزيد بن هارون ، أنبأنا سعيد بن أبي عروبة ، عن معمر ، عن الزهري ، عن سالم ، عن أبيه قال :
أسلم غيلان بن سلمة الثقفي وتحته عشر نسوة كنّ تحته في الجاهلية أسلمن معه ، فأمره النبي صلىاللهعليهوسلم أن يختار منهن أربعا (١).
وأخبرناه أبو العزّ أحمد بن عبيد الله ، أنبأنا أبو محمّد الجوهري ، أنبأنا أبو الحسين بن المظفر ، حدّثنا محمّد بن محمّد الباغندي ، حدّثنا علي بن المديني ، حدّثنا إسماعيل بن إبراهيم ، حدّثنا معمر ، عن الزهري ، عن سالم ، عن ابن عمر.
أن غيلان بن سلمة الثقفي أسلم وعنده عشر نسوة ، فأمره رسول الله صلىاللهعليهوسلم أن يمسك منهن أربعا.
أخبرنا أبو عبد الله محمّد بن الفضل ، وأبو المظفر بن القشيري ، قالا : أنبأنا أبو سعد محمّد بن عبد الرّحمن ، أنبأنا أبو عمرو بن حمدان.
ح وأخبرنا أبو عبد الله الخلال ، أنبأنا إبراهيم بن منصور ، أنبأنا أبو بكر بن المقرئ.
قالا : أنبأنا أبو يعلى ، حدّثنا أبو خيثمة ، حدّثنا إسماعيل بن إبراهيم ، عن معمر ، عن الزهري ، عن سالم عن أبيه.
أن غيلان بن سلمة الثقفي أسلم وتحته عشر نسوة ، فقال له رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «اختر منهن أربعا» (٢).
فلمّا كان في عهد عمر طلّق نساءه ، وقسم ماله بين بنيه فبلغ ذلك عمر ، فلقيه فقال : إنّي أظن الشيطان فيما يسترق من السمع ، سمع بموتك ، فقذفه في نفسك ، ولعلك أن لا تمكث إلّا قليلا ، وأيم الله لترجعن نساءك ، ولترجعن في مالك أو لأورثهن ولآمرن بقبرك فيرجم ، كما رجم قبر أبي رغال (٣).
__________________
(١) من هذا الطريق في الاستيعاب ٣ / ١٨٩ ـ ١٩٠ (هامش الإصابة) وأسد الغابة ٤ / ٤٤.
(٢) الإصابة ٣ / ١٩٠.
(٣) راجع الإصابة ٣ / ١٩١.
أخبرنا (١) أبو بكر وجيه بن طاهر الشّحّامي ، أنبأنا أبو حامد أحمد بن الحسن الأزهري ، أنبأنا أبو سعيد محمّد بن عبد الله بن حمدون التاجر ، أنبأنا أبو حامد أحمد بن محمّد بن الحسن بن الشّرقي ، حدّثنا محمّد بن يحيى الذهلي ، حدّثنا عبد الرّزّاق ، أنبأنا معمر ، عن الزهري ، عن سالم بن عبد الله ، عن ابن عمر قال :
طلّق غيلان بن سلمة الثقفي نساءه ، وقسم ماله بين بنيه في خلافة عمر ، فبلغ ذلك عمر ، فقال له : أطلّقت نساءك وقسمت مالك بين بنيك؟ قال : نعم ، قال : والله إنّي لأرى الشيطان فيما يسترق السمع سمع بموتك ، فألقاه في نفسك ، فلعلك لا تمكث إلّا قليلا ، وأيم الله لئن لم تراجع نساءك ، وترجع في مالك لأورثهنّ منك إذا متّ ، ثم لآمرن بقبرك فليرجمنّ كما رجم قبر أبي رغال.
قال الزهري : وأبو رغال أبو ثقيف.
قال : فراجع نساءه ورجع في ماله ، قال نافع : فما مكث إلّا سبعا حتى مات.
قال : وحدّثنا محمّد بن يحيى ، حدّثنا أبو صالح ، حدّثني الليث ، حدّثني عقيل ، عن ابن شهاب ، أخبرني سالم بن عبد الله أن عبد الله بن عمر أخبره أن عمر بن الخطّاب أخبره أن غيلان بن سلمة الثقفي طلّق نساءه وهو صحيح ، وقسم ماله بين بنيه ، وساق الحديث بنحو من هذه القصة (٢).
ولهذا الحديث عندنا طرق كثيرة.
وكذا رواه معمر وعقيل عن الزهري ، والمحفوظ عن الزهري حديث يونس بن يزيد.
أخبرناه أبو بكر وجيه بن طاهر ، أنبأنا أبو حامد الأزهري ، أنبأنا أبو محمّد المخلدي ، أنبأنا عبد الله بن محمّد بن مسلم الإسفرايني ، حدّثنا محمّد بن عبد الله بن عبد الحكم ، حدّثنا ابن وهب ، عن يونس بن يزيد الأيلي ، عن ابن شهاب ، عن عثمان بن محمّد بن أبي سويد أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال لغيلان بن سلمة الثقفي حين أسلم وتحته عشر نسوة : «خذ منهن أربعا وفارق سائرهن» (٣) [١٠٣٩٤].
وقد روي حديث سالم عن ابن عمر من وجه آخر :
__________________
(١) كتب فوقها في الأصل وت : ملحق.
(٢) كتب فوقها بالأصل وت : إلى.
(٣) راجع الإصابة ٣ / ١٩١.
أخبرناه أبو القاسم الشّحّامي ، أنبأنا أبو بكر البيهقي ، أنبأنا أبو عبد الله الحافظ ، أنبأنا أبو علي الحافظ ، وأبو محمّد جعفر بن محمّد بن الحارث ، قالا : أنبأنا أبو عبد الرّحمن بن شعيب النّسائي ـ بمصر ـ حدّثنا أبو بريد (١) عمرو بن يزيد الجرمي.
ح قال : وأنبأنا أبو نصر بن قتادة ، أنبأنا أبو الحسن علي بن الفضل بن محمّد بن عقيل ، أنبأنا عبد الله بن محمّد بن ناجية ، حدّثنا أبو بريد (٢) عمرو بن يزيد ، حدّثنا سيف بن عبد الله (٣) الجرمي ، حدّثنا شرار (٤) أبو عبيدة العنزي (٥) ، عن أيوب ، عن نافع ، وسالم عن ابن عمر.
أن غيلان بن سلمة الثقفي أسلم وعنده تسع نسوة ، فأمره رسول الله صلىاللهعليهوسلم أن يختار منهن أربعا.
لفظ حديث ابن ناجية.
وفي رواية النّسائي : سرّار بن مجشّر (٦) ، وقال :
إنّ غيلان بن سلمة كان عنده عشر نسوة فأسلم وأسلمن معه ـ زاد ابن ناجية في روايته قال : فلمّا كان زمان طلّق نساءه ، وقسم ماله ، فقال له عمر : لترجعن في مالك وفي نسائك أو لأرجمن قبرك كما رجم قبر أبي رغال.
قال أبو علي : تفرّد به سرّار بن مجشّر (٧) ، وهو بصري ثقة ، وقد روي من رواية ابن عبّاس أيضا.
أخبرناه أبو القاسم المستملي ، أنبأنا أبو بكر الحافظ ، أنبأنا أبو الحسين بن بشران ـ
__________________
(١) بالأصل : زيد ، وفي ت : «بريد» والصواب ما أثبت ، راجع ترجمته في تهذيب الكمال ١٤ / ٣٧٠.
(٢) بالأصل هنا : يزيد ، وفي ت : «بريد» كلاهما تصحيف ، تقدم التعريف به.
(٣) كذا بالأصل وت ، وذكر المزي في شيوخ عمرو بن يزيد سيف بن عبيد الله. وجاء : سيف بن عبيد الله الجرمي في تهذيب الكمال في ترجمة سرار بن مجشر ، انظر الحاشية التالية.
(٤) كذا بالأصل هنا شرار ، وهو تصحيف وصوابه : سرار ، بالسين وسينبه المصنف إلى أنه في رواية النسائي ورد :
«سرار» وهو سرّار بن مجشر بن قبيصة أبو عبيدة البصري العنزي راجع ترجمته في تهذيب الكمال ٧ / ٥٤.
(٥) رسمها بالأصل : «العنوى» والصواب ما أثبت عن تهذيب الكمال ، وفيه : العنزي ويقال : العنبري.
(٦) الأصل : محشر ، تصحيف والصواب ما أثبت ، وضبطت بفتح الميم وفتح الجيم وتشديد المعجمة المكسورة عن تقريب التهذيب.
(٧) بالأصل هنا : «شرار بن محشر» تصحيف.
ببغداد ـ أنبأنا أبو جعفر محمّد بن عمرو الرّزّاز ، حدّثنا أحمد بن الخليل ، حدّثنا الواقدي ، حدّثنا عبد الله بن جعفر الزهري ، عن عبد الله بن أبي سفيان ، عن أبيه ، عن ابن عبّاس قال :
أسلم غيلان بن سلمة وتحته عشر نسوة ، فأمره رسول الله صلىاللهعليهوسلم أن يمسك أربعا ويفارق سائرهن.
قال : وأسلم صفوان بن أمية وعنده ثمان نسوة ، فأمره رسول الله صلىاللهعليهوسلم أن يمسك أربعا ويفارق سائرهن.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنبأنا أبو محمّد عبد الوهّاب بن علي السكري ، أنبأنا أبو الحسن علي بن عبد العزيز الظاهري ، أنبأنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن محمّد بن سلم ، أنبأنا أبو خليفة ، حدّثنا محمّد بن سلّام قال في ذكر شعراء الطائف الجاهليين : غيلان ابن سلمة بن معتّب بن مالك بن كعب بن عمرو بن سعد بن عوف (١).
أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع ، أنبأنا أبو عمرو عبد الوهّاب بن محمّد ، أنبأنا أبو محمّد بن يوة ، أنبأنا أبو الحسن اللّنباني (٢) ، أنبأنا أبو بكر بن أبي الدنيا ، حدّثنا محمّد بن سعد (٣) قال :
في تسمية من كان بالطائف من أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوسلم : غيلان بن سلمة الثقفي ، أسلم في الفتح ، ومات في آخر خلافة عمر بن الخطّاب.
أنبأنا أبو طالب عبد القادر بن محمّد بن يوسف ، وأبو نصر محمّد بن الحسن بن البنّا ، قالا : أبو محمّد الجوهري قراءة عن أبي عمر بن حيّوية ، أنبأنا أحمد بن معروف ، أنبأنا الحسين بن محمّد ، حدّثنا محمّد بن سعد (٤) قال :
في تسمية من نزل الطائف من أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوسلم : غيلان بن سلمة بن معتّب بن مالك بن كعب بن عمرو بن سعد بن عوف بن ثقيف ، وأمّ سلمة بن (٥) معتّب كنّة بنت
__________________
(١) راجع طبقات الشعراء لابن سلام الجمحي ص ١٠١.
(٢) الأصل : اللبناني ، بتقديم الباء تصحيف ، والصواب ما أثبت.
(٣) الخبر برواية ابن أبي الدنيا ليس في الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد.
(٤) رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى ٥ / ٥٠٥ ـ ٥٠٦.
(٥) الأصل : بنت ، تصحيف ، والتصويب عن ابن سعد.
كسيرة (١) بن ثمالة من الأزد ، وأخوه لأمه أوس بن ربيعة بن معتّب (٢) ، فهما ابنا كنّة إليها ينسبون ، وكان غيلان بن سلمة شاعرا ، وفد على كسرى فسأله أن يبني له حصنا بالطائف ، فبنى له حصنا بالطائف ، ثم جاء الإسلام ، فأسلم غيلان وعنده عشر نسوة ، فقال له رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «اختر منهن أربعا وفارق بقيتهن» فقال : قد كن ولا يعلمن أيتهن آثر عندي ، وسيعلمن ذلك اليوم ، فاختار منهن أربعا ، وجعل يقول لمن أراد منهن : اقبلي ، ومن لم يرد يقول لها : أدبري حتى اختار منهن أربعا وفارق بقيتهن.
وقال الوليد بن مسلم عن ابن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب ، عن عروة بن غيلان بن سلمة عن أبيه.
أن نافعا كان لغيلان بن سلمة ففرّ إلى النبي صلىاللهعليهوسلم وغيلان مشرك ، ثم أسلم غيلان فردّ رسول الله صلىاللهعليهوسلم ولاءه.
وابنه شرحبيل بن غيلان بن سلمة بن معتّب ، وكان في الوفد الذين قدموا على رسول الله صلىاللهعليهوسلم ولّاه (٣) ومات شرحبيل سنة ستين.
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد ، أنبأنا أبو الحسين بن النّقّور ، أنبأنا عيسى بن علي ، أنبأنا عبد الله بن محمّد قال :
غيلان بن سلمة الثقفي سكن الطائف ، وروى عن النبي صلىاللهعليهوسلم حديثا (٤).
أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد ، أنبأنا شجاع بن علي ، أنبأنا عبد الله بن مندة قال :
غيلان بن سلمة الثقفي عداده في أهل الحجاز ، روى عنه عبد الله بن عمر بن الخطّاب ، وعروة بن غيلان ، وبشر بن عاصم ، ونافع أبو السائب مولاه ، وكان أسلم قبله ، فلمّا أسلم غيلان ردّ عليه ولاءه.
أنبأنا أبو علي الحداد قال : قال لنا أبو نعيم :
__________________
(١) اللفظة غير واضحة بالأصل ، والصواب ما أثبت عن ابن سعد.
(٢) أقحم بعدها بالأصل : «فهما ابنا كنه بنت كسيرة بن ثمالة من الأز ، وأخوه لأمه أوس بن ربيعة بن معتب». والمثبت يوافق العبارة في ابن سعد.
(٣) اللفظة ليست في ابن سعد ٥ / ٥٠٦.
(٤) الإصابة ٣ / ١٨٩.