المغرب في ترتيب المعرب - ج ١

أبي الفتح ناصر الدين المطرّزي

المغرب في ترتيب المعرب - ج ١

المؤلف:

أبي الفتح ناصر الدين المطرّزي


المحقق: محمود فاخوري و عبد الحميد مختار
الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: مكتبة اسامة بن زيد
الطبعة: ١
الصفحات: ٤٩٥
الجزء ١ الجزء ٢

أبي يوسف ومحمدٍ رحمهما‌الله. وقولهم : «ولو قال أحْلَلْتك منه فهو بَراءةٌ (١)» مَبنيّ على لغة العجَم.

و (حَلّ) عليه الدَيْنُ : وجَب ولزِم (حُلولاً). ومنه : «الدَيْن الحالُ» خلافُ المؤَجَّل.

و (الحُلَّة) إزارٌ ورداء ، هذا هو المختار ، وهي من الحُلول أو الحَلّ ، لما بينهما من الفُرجة.

«فاحتلّ» في (جل) (٢).

حلم : (الحَلَمة) واحدة (الحَلَم) وهو (٣) القُراد الضخْم العظيم. ويقال لرأس الثدي (حَلَمة) على التشبيه. ويشهد له بيت الحماسة :

كأن قُرادَيْ زَوْرِه طبَعتْهما

بِطِينٍ من الجَوْلان كُتَّاب أعجَمِ (٤)

(٧٠ / ب) و (حلَم) الغلام : احتلم (حُلْماً) من باب طلب. و (الحالم) المحتَلِم في الأصل ، ثم عمَّ فقيل لمن بلَغ مبلغ الرجال (حالِم) وهو المراد به في الحديث : «خذ من كل حالم وحالمةٍ ديناراً» (٥).

و (الحليم) ذو الحِلْم ، وبمؤنثه سميت (حَليمةُ) بنت أبي ذؤيب عبد الله بن الحارث بن سعد بن بكر ، ظئرُ رسول الله عليه‌السلام.

وقد (حلُمَ حِلْماً) من باب قرُب. و (حلَّمه) نسبَه إلى الحِلْم ، وباسم الفاعل منه (٦) سمي (محلِّم بن جَثّامة) وهو الذي قتل رجلاً بذَحْل (٧) الجاهليّة بعدَ ما قال لا اله إلا الله ، فقال عليه‌السلام :

__________________

(١) ع : براء.

(٢) لم تذكر في الجيم واللام.

(٣) ع ، ط : وهي.

(٤) العجز ساقط من ع. والبيت في الحماسة «٤ / ١٧٤٩». لملحة الجرمي. ونسبه صاحب اللسان «قرد» إلى عدي بن الرقاع يمدح عمر بن هبيرة ، ثم قال : «وقيل هو لملحة الجرمي». ونسبه الأزهري (٩ / ٢٧) لابن ميادة وروايته : «أعجما». كتاب : فاعل طبع بمعنى ختم.

(٥) قوله : «وحالمة ديناراً» ساقط من ع.

(٦) ع : وباسم فاعله.

(٧) الذحل «بفتح فسكون» : الثأر.

٢٢١

«اللهم لا ترحَم محلِّماً» فلما مات ودُفن لفظَتْه الأرض ثلاث مرّات.

حلقم : (الحُلْقوم) : مجرى النفَس ، وعن الحسن أنه بلغه أن الحجاج وضَع الجمعة بالأهواز ، فقال : «لعن الله الحجاج ، يتركُ الجمعة بالأمصار ويُقيمها في حَلاقيم البلاد» أي في مضائقها لأن الأهواز بالنسبة إلى غيرها من الأمصار بلد ضيّق.

حلو : (الحَلواء) بالمدّ والقصر ، والجمع (الحلاوَى).

و (حُلْوان الكاهن) أُجْرته (١) ، فُعْلان ، من (الحَلاوة).

و (الحُلِيّ) : على فُعول : جمع (حَلْي) ، كَثُدِيّ ، في جمع ثَدْيٍ ، وهي (٢) ما تتحلّى به المرأة من ذهَبٍ أو فِضّة ، وقيل : أو جوهرٍ.

و (الحِلْية) : الزينة من ذهب أو فضة ، يقال : (حِلْية السيف) أو السَرْج وغيره. وفي التَنْزيل : «وَتَسْتَخْرِجُونَ حِلْيَةً تَلْبَسُونَها (٣)» : اللؤلؤُ والمَرْجان.

و (حِلْية الإنسان) : صِفته وما يُرى منه من لون وغيره ، والجمع (حُلىً) ) بالكسر والضم.

[الحاء مع الميم]

حمد : (الحَمْد) مصدر (حَمِد) وبتصغيره سمي (حُمَيْد بن هانىء) ، وكُني (أبو حُمَيْد الساعدي) ، (٧١ / ا) ونُسِب إليه (الحُمَيْدِيّ) وهو نوع مع الأشربة لأنه محمودٌ عندهم.

و (المَحْمِدة) بفتح العيْن (٥) وكسرها : ما يُحْمَد بهِ.

__________________

(١) في الحديث : نهى عن حلوان الكاهن «المختار».

(٢) ع : وهو

(٣) فاطر «١٢» : «وَمِنْ كُلٍّ تَأْكُلُونَ لَحْماً طَرِيًّا وَتَسْتَخْرِجُونَ الخ».

(٤) لحلية السيف وحلية الانسان.

(٥) يريد عين الكلمة وهي الميم الثانية في «المحمدة».

٢٢٢

حمر : فرَسٌ (مِحْمَرٌ) إذا كان هجيناً. و (اليَحْمور) في ذبائح مختصر الكرخي : ضرْب من الوحش ، وقيل : الحمار الوحْشي.

و (حُمْر النَعَم) كَرائمها ، وهي مثَلٌ في كل نفيس. وقيل : «الحسنُ أحمر» ).

و (حُمْرانُ) مولى عثمانَ ، مرتجَل أو منقول من جمع (أحْمر) كعُمْيان في جمع أعمى.

(حُمَيِّراتٌ) في الذَيْل (٢).

حمز : «أفضلُ الأعمال (أحْمَزُها)» أي أمَضُّها وأشَقُّها ، من قولهم : لبَنٌ ونَبيذٌ (حامِزٌ يَحْمِز) اللسانَ : أي يَحرِقه بشدّته وحِدّته.

ومنه : (الحَمْزة) بقلةٌ في ذَوْقها لذْعٌ للّسان ، وبها سمي : (حمزةُ بن مالكٍ) أبي أُسَيْدٍ الساعديُ (٣) ، لا مالكُ بن حمزة ، راوي (٤) قوله عليه‌السلام : «إذا كَثَبوكم».

(٥) وتقريره في «المُعرِب».

حمس : (الحُمْسُ) : قُريشٌ ومَن دان بدِينهم ، الواحد (أحْمَسُ) وسمّوا بذلك لأنهم (تحمَّسوا في دينهم) أي

__________________

(١) مجمع الأمثال ١ / ١٩٩ وجمهرة الأمثال للعسكري ١ / ٣٦٦ وقد اختلف في تفسيره فقيل هو من قولهم : «موت أحمر» أي شديد والمراد : من طلب الجمال احتمل المشقة. وقيل : الحسن في الحمرة ، أي لدى المرأة ، كالخضاب ونحوه.

(٢) أي في ذيل المغرب.

(٣) سبق ذكره في مادة «أسد».

(٤) قوله «راوي» : صفة حمزة الأول ،

(٥) ع : «إذ كثبوكم» فالفعل في كلا الأصلين ثلاثي ، وضبطت الثاء في النسخة الأم بالفتح والكسر معاً. وفي ط : «إذا أكثبوكم» وهو الصواب ، وتكاد المعجمات تجمع على الرباعي ، ما خلا القاموس المحيط حيث جاء فيه : «وكثبك الصيد فارمه : أمكنك» وقد خطأه الزبيدي في التاج. وانظر النهاية «٤ / ١٥١» واللسان «كثب» والجمهرة «١ / ٢٠٣».

٢٢٣

تَشدَّدوا فكانوا لا يَستظِلّون أيام مِنىً ولا يدخُلون البيوت من أبوابها ، ولا يَخرجون أيام الموسِم إلى عرفات وإنما يقِفون بالمزدلفة ، ولهذا قال جُبَير [بنُ مطعِم](١) حين رأى رسول الله بعرفَة : «هذا من الحُمْسِ فما بالُه خرج من الحَرم»؟

حمش : (حمش) في (صه). [صهب].

حمض : (الحَمْضَة) واحدةُ (الحَمْض) خِلاف الخُلّة (٢) ، وبها كُني والد المنذر بن أبي حَمْضة. وفي السِيَر على لفظ التصغير.

حمق : (الحُمْق) نقصانُ العقل ، عن ابن فارس. وعن الأزهري (٣) : فسادٌ فيه وكسادٌ. ومنه (انْحَمق) الثوبُ إذا بَلي ، وانْحمَقت السوقُ : كسَدَت.

وقد (حَمِقَ) فهو (حَمِقٌ) و (حَمُقَ) فهو (أحمَق).

وإنما قيل لصوْتَي النِّياحة (٧١ / ب) والتَرنّم في اللعب : (أحْمقان) لحُمْقِ صاحبهما.

وأما قول عمر رضي‌الله‌عنه لعُبادة بن الصامت : «يا أحمق» فإنما خاطبه بهذا اللفظ الخِشن لاعتراضه على إمامٍ مثلهِ في شيء مجتَهَدٍ فيه ، وقد قيل فيه تأويل آخر إلَّا أنه باردٌ [مستبعد](٤).

و (استَحْمقَه) عدَّه أحمقَ. وعن الليث : (استحمَق الرجلُ) فعَل فِعْل الحمقى ، حكاه الأزهري (٥) ، وعليه حديث ابن عمر : «أرأيت إن عَجَز واستَحمَق»؟ هكذا قرأته في «الفائق» (٦).

__________________

(١) من ط.

(٢) الخلة والخل : عشب حلو.

(٣) مقاييس اللغة «٢ / ١٠٦» والتهذيب «٤ / ٨٥».

(٤) من ط.

(٥) التهذيب ٤ / ٨٤.

(٦) الفائق ٣ / ٢٩٥.

٢٢٤

ويُروى : «ومالي لا أحتسِب بها وإن استحمقْتُ (١)» ونظيره وزناً ومعنىً : «استَنْوَك» إذا فَعل فعْل الأنْوَك (٢).

و (الأُحْموقة) : من أفاعيل الحَمقى.

حمل (الحَمْل) بالفتح : مصدر (حَمَلَ) الشيءَ.

ومنه : «ما له حَمْل وَمؤُونة» يعنون : ما لهِ ثِقَل يُحتاج في حَمْله إلى ظهرٍ أو أجرة حمّال ، وبيانه في لفظ الأصل (٣) : «ما له مؤونة في الحمل» ، وقيل في قوله [تعالى](٤) «وَحَمْلُهُ وَفِصالُهُ» : أريدَ الحملُ على اليد دون البطن ، وليس بشيء.

وباسم فاعله على المبالغة سمي والد (أبيض بن حمّال) ، والدال تصحيف (٥).

الحَمْل) أيضاً ما كان في بطنٍ أو على رأس شجرة. وامرأةٌ وناقة (حامل) والجمع (حَوامل).

و (الحِمْل) بالكسر : ما يُحمَل على ظهرٍ أو على رأس والجمع (أحمال) ، وعن الكرخي : هو ثلاثمائة بالعراقيّ.

و (والحَمَل) : ولد الضائنة (٦) في السنة الأولى. ـ وبتصغيره سمي أبو بصْرة (حُمَيْل بن بصْرة) الغِفاري (٧) ـ ، والجمعُ (حُمْلان).

__________________

(١) في ع بفتح القاف مع تاء التأنيث الساكنة.

(٢) أي الأحمق.

(٣) أي لفظ محمد رحمه‌الله. «كذا كتب تحتها في الأصل».

(٤) من ع ، ط. والآية رقمها «١٥» من سورة الأحقاف : (حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهاً وَوَضَعَتْهُ كُرْهاً وَحَمْلُهُ وَفِصالُهُ ثَلاثُونَ شَهْراً).

(٥) أي حماد.

(٦) الضائنة : أنثى الضأن ج ضوائن ، والضأن مفرده ضائن مثل ركب وراكب «المختار».

(٧) قوله : «وبتصغيره ... الغفاري» ساقط من ع.

٢٢٥

ويقال لما يُحمل عليه من الدوابّ في الهبة خاصةً (حُمْلان).

ويكون مصدراً بمعنى الحَمْل ، واسماً لأُجرةِ ما يُحمل ، وقوله : «ليس للامام أن يُعطِيَهُما نفقةً ولا (حُملاناً)» يحتمل الوجهين : الدابةَ المحمولَ عليها ، وأجرةَ (٧٢ / ا) الحَمْل. وكذا قوله (١) «ما أنفق عليها وفي كسوة الرقيق و (حملانهم)». وأما قوله في باب الاستئجار : «ولا أجْر له في (حُملانهم)» فالمراد به المصدر. وكذا قوله : «استأجر إبلاً بأعيانها فكفَل له رجل (بالحُمْلان)» يعني بالحَمْل.

و (حُمْلان الدّراهم) في اصطلاحهم : ما يُحمل عليها من الغِشّ.

تسميةٌ بالمصدر.

و (المَحْمِل) بفتح الميم الأولى وكسر الثاني ، أو على العكس : الهَوْدَج الكبير الحجّاجيّ. وأما تسمية بَعير المحْمل به فَمجاز وإن لم نسمعه. ومنه قوله في الإيضاح ، في استطاعة السبيل : ما يُكترى به (٢) شِقُ مَحْمِلٍ ، أي نصفُه أو رأسُ زامِلة.

و (الحَمولة) بالفتح : ما يُحمل عليه من بعيرٍ أو فرس أو بغلٍ أو حمارٍ. منها : وفضْلُ (الحَمولة) : أي ما فضَلَ من حاجته.

ومنها قوله : «فيعطَى أجرةً للذَهاب دون الحَمولة والرَجْعة» يعني دون إعماله الحَمُولة.

و (الحُمولة) بالضم الأحْمال ، منها قوله : «وقد عقَرها الرُكوبُ والحُمولةُ» ، ولفظ الرواية أسلم وأظهرُ. ومنها ما في مختصر الكرخي : «ولو تَقبّلا حُمولةً بأجْرٍ ولم يُؤجِرا البغلَ والبعير

__________________

(١) في المضاربة «عن هامش الأصل».

(٢) كذا في الأصل وفي ط. وهو في ع بفتح الياء وكسر الراء ، ونصب «شق» و «رأس» بعده.

٢٢٦

فحمَلا الحُمولة على ذلك فالأجر بينهما نصفان».

وأما قوله في إجارة الفسطاط «فإنْ خَلّفه بالكوفة فالحُمولة على المستأجر» فمعناه : فمؤونةُ الحمولة ، أو فحَمْلُ الحُمولة ، على حذف المضاف.

و (الحَمِيل) في حديث عمر رضي‌الله‌عنه : الذي يُحمل من بلده إلى بلاد الإسلام ، وتفسيره في الكتاب : أنه صبيٌّ مع امرأةٍ تَحمله وتقول : هذا ابني. وفي كتاب الدعوى : (الحَميل) عندنا كلُّ نَسبٍ كان في أهل الحرب.

و (التَحامُل) في المشي : أن يتكلّفه (١) (٧٢ / ب) على مشقّة وإعياء. يقال (تحاملتُ) في المشي. ومنه : «ربّما يتَحامل الصيدُ ويطير» أي يتكلّف الطيرانَ. و (التَحامُل) أيضاً ، الظُلْم ، يقال : (تحاملَ) على فلانٍ : إذا لم يَعْدِل.

وكلاهما من الحَمْل ، إلا أن الأول يَحمل نفسه على تكلّف المشي ، والثاني يَحمل الظُلْمَ على الآخر.

حمم : (الحَميم) الماء الحارّ. ومنه (المِحَمّ) : القُمْقْمة.

و «مثَلُ العالِم كمثَل (الحَمَّة)» : وهي العين الحارّةُ الماءِ. و (الحَمّام) : تذكّره العرب (٢) وتؤنثه ، والجمع (الحمّامات).

و (الحَمّاميّ) صاحبه.

و (استَحمّ) : دخل الحمّام. وفي الحديث : «لا يَبولنّ أحدكم في (مستَحَمّه) ثم يتوضأُ فيه». ويروى «في مغتَسله».

و (تحمَّم) غيرُ ثَبَتٍ.

__________________

(١) ع : تتكلفه.

(٢) ع : «والحمام ، يعنى ومنه الحمام أيضاً وتذكره العرب».

٢٢٧

و (حمّامُ أعْيَنَ) : بستان قريب من الكوفة.

و (حُمّ) من (الحُمّى). ومنه حديث بلال : «أمحمومٌ بيتكُم أو تحوّلتِ الكعبة في كِنْدة» : كأنه رأي فيهم بيتاً مزيّناً بالثياب من خارجٍ فكرِهَه وقال استهزاءً : أصابتهُ حُمّى حيث أُلقي عليه الثياب أم انتقَلتِ الكعبة إليكم؟ وذلك لأن مثل هذا التزيين مختصٌّ بالكعبة.

و (الحُمَم) : الفحْم ، وبالقطعه منه سمي والد (جَبَلة بن حُمَمَة) ، [يروي](١) عن علي رضي‌الله‌عنه ، وحُمَيْدٌ : تصحيف.

ومنه : «حُمِّمَ وجْهُ الزاني وسُخِّمَ» أي سُوِّدَ ، من الحُمَم والسُخَام (٢). ومنه الحديث : «رأى يهوديّيْن مُحمَّمَي الوجه».

وعن أنس أنه كان بمكة فكان إذا حُمّم رأْسُه خرج فاعتمر ، أي أسودَّ بعد الحلْق ، وهو من الحُمَم أيضاً.

وأما (التّحميم) في متعة الطلاق خاصةً فمن الحَمّة أو الحَميم لأن التمتيع نفْعٌ وفيه (٣) حرارةُ شفقةٍ.

قوله عليه‌السلام في شعارهم (٤) ليلة الأحزاب : «إنْ بُيِّتُّمْ فقولوا (حم) ) لا يُنْصَرُونَ» (٧٣ / ا) : عن ابن عباس رضي‌الله‌عنه أنه من أسماء الله تعالى وقال أبو عبيدٍ : معناه اللهم لا يُنصَرون. وعن ثعلب : واللهِ لا ينصَرون ، وهو كالأول.

وفي هذا كلّه نظرٌ لأن (حم) ليس بمذكورٍ في أسماء الله تعالى المعدودة ، ولأنه لو كان اسماً كسائر الأسماء لأُعرِب لخلُوّه من عِلل البناء.

__________________

(١) من ع.

(٢) السخام : سواد القدر.

(٣) أي في الحميم.

(٤) الشعار : العلامة.

(٥) كذا شكلت في الأصل ، أي بكسر الحاء وسكون الميم. ولم تشكل في ع ولا في النهاية لابن الأثير «١ / ٤٤٦». وفي الفائق «١ / ٣١٤» شكلت الميم وحدها بالفتح ، وكلام المطرزي كله بعد ذلك تجده في الفائق والنهاية.

٢٢٨

قال شيخنا : والذي يؤدي إليه النظر أن السُوَر السبعَ التي في أوائلها حم سُوَرٌ لها شأن فنبّه النبي عليه‌السلام على أنّ ذكْرها لشَرف مَنزلتها وفخامةِ شأنها عند الله مما يُستَظهر به على استِنزال رحمةِ الله في نُصْرة المسلمين وفَلِّ شَوكة الكفّار. وقوله (لا يُنْصَرُونَ) كلام مستأنَف ، كأنه حين قال : «قولوا : حِمْ» قال له قائل : ماذا يكون إذا قِيلت هذه الكلمة؟ فقال : (لا يُنْصَرُونَ).

حمي : (حَماه حِمايةً) منَعه ودفَع عنه. و (حامية القوم) : الذي يَحميهم ويذُبّ عنهم ، والهاء للمبالغة.

و (الحامي) في القرآن (١) : الفحْل إذا أَلْقَحَ (٢) ولَدُ ولَدِه ، لا يُركَب ولا يُمنَع من مَرعًى.

و (الحِمَى) موضع الكلأ يُحْمَى من الناس فلا يُرعى ولا يُقْرَب ، وكان ذلك من عادات الجاهلية فنفاه عليه‌السلام فقال : «لا حِمى إلّا لله ولرسوله» أي إلا ما يُحمَى لخيل الجهاد ونَعَم الصدَقة.

ولقّب عاصم بن أبي الأقلَح (بحَمِيِّ الدَبْر) وهو جماعة النحل لأنها حَمْت لَحْمه ، فهو فَعيل بمعنى مفعول.

و (الحَمِيّة) : الأنَفة لأنها سبب الحِماية. وقوله : «لئلا تحمله حميّة الشيطان» إنما أضافها إليه لأنها منه. و (المَحْميَة) مثلُها ، وبها سمّي (محمِيّةُ بن جَزٍ) أو جَزْءٍ ، وهو صحابي (٣).

و (أحمى) المِيسَم و (أحْمى عليه) : أوقد النار عليه.

__________________

(١) في قوله تعالى : (ما جَعَلَ اللهُ مِنْ بَحِيرَةٍ وَلا سائِبَةٍ وَلا وَصِيلَةٍ وَلا حامٍ). «المائدة ١٠٣».

(٢) كذا في الأصلين وط. والذي في اللسان والمختار : لقح ، بفتح فكسر ، ثلاثي مجرد.

(٣) من مهاجرة الحبشة ، شهد بدراً وفتح مصر. توفى نحو سنة «٢٥» ه.

٢٢٩

و (أحماءُ المرأة) : ذوو قَرابة زوجها. (٧٣ / ب) ومنه : «كانت فاطمة بنت قيس تَبْذو على (أحماء) زوجها» أي على قومه ، وهو إما من الأوّل لأنهم الحامُون والذابّون ، أو من الثاني لحرارة شفَقتهم ، والواحد (حَماً) كعصاً ، و (حَمٌ) كأخ ، و (حَمْمءٌ) كَخَبْءٍ.

فعَلى الأول : تثنيته (حمَوان) و (حمَويْن) ومنه : «أجَرْتُ حمَويْن» في حديث أمّ هاني. وعلى الثاني : كذلك ، وعلى الثالث : ظاهر.

وأما قوله :

... فإني حَمُها وجارُها )

فبترك الهمزة كما قرىء : «يُخْرج الخَبَ» (٢).

[الحاء مع النون]

حنس : (يُحَنَّسُ) بضم الياء وفتح النون المشددة عتيقُ عمرَ رضي‌الله‌عنه ، وهو أعجمي ، أو يُفَعَّلُ ، من (الحَنَس) وهو لزوم وسَط المعركة.

حنش : (الحَنَش) واحِد (الأحناش) وهو كل ما أشبهَ رأسُه رأسَ الحيّات (٣) كالحَرَابيّ وسَوامِّ أبرصَ ، وقد يقال للحيّة (حنَش) ، ولما يُصاد من الطير أيضاً ، وبه سمي (حنَشُ بن الحارث)

__________________

(١) في قول الشاعر :

قلت لبواب لديه دارها

نئذنَ فاني حمها وجارها

ويروى «حمؤها». والبيث لمنظور بن مرثد الأسدي كما في العيني «٤ / ٤٤٤» وهو في اللسان والصحاح «حمو» بلا نسبة.

(٢) النمل «٢٥» : (أَلَّا يَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ).

(٣) ع : الحية. وقوله «الحرابي» جمع حرباء.

٢٣٠

ابن لقيطٍ الكوفيُّ. و (حنَش بن المعتَمِرَ) الكناني ، والحَسنُ : تصحيف.

حنط : (الحَنّاط) بائع الحِنطة ، وبه لقّب (أبو ثمامة الحَنّاط) ، عن كعب بن عُجْرة في تَشبيك اليدين في الصلاة.

و (والحنّاطين) في (نق). [نقل].

حنف : (الأحنَف) : الذي أقبلتْ إحدى إبهامَيْ رجليه على الأخرى. وعن ابن دريد (١) : «(الحَنفُ) انقلاب ظهْر القدم حتى يصير بطناً» ، وأصله المَيَلُ.

وبتصغيره سمي والدُ سَهْلٍ وعثمانَ ابنيْ حُنيف. وحَنيفةُ : تحريف.

ومنه (الحنيف) المائل من (٢) كل دِين باطل الى دين الحق.

وقولهم : «الحَنيفُ : المسْلم المستقِيم» تَدريسٌ (٣) ، وقد غلَب هذا الوصف على إبراهيم عليه‌السلام حتى نُسب إليه مَن هو على دينه.

ومنه حديث عمر رضي‌الله‌عنه للنَّصْراني : «وأنا الشيخ الحَنِيفيّ». حنق : (بالحنِق) وصوابه بالخَنِق (٤) : في (غو) (٥) [غول].

حنك : (تحنيك) الميت : (١٤ / ا) ادارة الخِرْقة تحت الحنَك ، وهو ما تحت الذقَن ، عن الجوهري. وعن ثعلب ، عن ابن

__________________

(١) جمهرة اللغة ٢ / ١٧٨ وعبارته : «الحنف : انقلاب القدم حتى يصير ظهرها بطنها»

(٢) ع ، ط : عن.

(٣) أي تعليم.

(٤) كذا ضبطت في الأصل بكسر النون في كلمتي «الحنق» و «الخنق» وكتب ذلك في الهامش أيضاً ، ولكن الذي سيرد في مادة «غول» إنما هو بفتح النون في قوله : «والذي يقتل غيلةً بالحنق» أي الغيظ.

(٥) في الأصلين «غي» وكتب تحتها في النسخة الأم «غو» وهو الصواب الذي أثبتناه.

٢٣١

الأعرابي : (الحنَك) : الأسفل. والفُقْم (١) : الأعلى من الفم ، وعن الغوري : الحنَك : سقْفُ أعلى الفم. ومنه (تحنيك الصبي) وهو أن تمضَغَ تمراً أو غيره ثم تَدلكَه بحنكِه داخل فمه. وفي الحديث : «كان عليه‌السلام يُحنّك أولاد الأنصار».

حنتم : (الحَنْتَم) الخَزف الأخضر ، أو كلّ خزف.

وعن أبي عُبيدٍ : هي جِرارٌ حُمْر تُحمل فيها الخمر إلى المدينة ، الواحدة (حَنْتَمة).

حنن : (حُنين) : وادٍ قِبَلَ الطائف قريبٌ من مكة ، كانت بها وقعةٌ. و (عامُ حُنين) أو (يومُ حُنين) : في حديث سَهْلة وهو (٢) الصواب. وخَيْبَر تصحيف.

حنو : (حِنْوُ السَرْج) اسم لكِلا القرَبُوسَيْن المقدَّم والمؤَخَّر ، والجمع (أحناء). وحِناءٌ : خطأ.

و (الحانوت) يذكّر ويؤنّث وهو فَعَلُوت على طريقة طاغوت (٣).

وقيل : هو من تركيب حانة الخمّار والأصل (حانُوَةٌ) كترقُوَةٍ فلما سُكّنت الواوُ (٤) انقلبت الهاء تاءً ، والأوّل هو الصحيح.

[الحاء مع الواو]

حوج : (المَحاويج) المُحتاجون ، عامّي.

__________________

(١) الفقم : اللحي. وقوله : «الأسفل» أي من الفم.

(٢) ع ، ط : هو. وقوله : «سهلة» جاء في ط : «سلمة» وأشير في الحاشية إلى ما يوافق رواية الأصلين أي «سهلة».

(٣) في هامش الأصل : «أصل الحانوت حنووت على وزن فعلوت كملكوت ، ثم قلبت إلى حونوت على وزن فلعوت ثم صارت الواو ألفاً لفتحة ما قبلها فصار حانوتاً».

(٤) ع : الياء.

٢٣٢

حور : (الحَوَرُ) نوع من الشجر ، وأهلُ الشام يسمّون الدُلْبَ حَوَراً. وهو بفتحتين ومنه قول (١) الراعي ، أنشده صاحب التكملة :

كالجَوْز نُطِّقَ بالصفصاف والحَوَرِ )

ومنه ما في الهبة : «فلو كانت الشجرة شجرةً لا يُقصَد منها إلّا الخشب كشَجر الحَور )».

وفي مفردات القانون (٤) : «(الحَوَر) شجرة يقال (٥) إن الرّوميّ منها صَمْغُها الكَهرباء» والجَوز والحَوز (٦) : كلاهما تصحيف.

و (حاورتُ) فلاناً (محاورةً) و (حِواراً) راجعتُه الكلام.

وفي شرح القُدوري عن طاوس : «أنه كان يرفع يديه حتى يعْلُوَ بهما (محارةً) الرأس» ، الصواب : «مَحارةَ الأذن» وهي جوفها ومتَّسعها حول الصِماخ ، وأصلها صَدَفة اللؤلؤ ، وإن صحّ ما في الشرح فعلى المجاز والسَعَة.

حوز : (الحيّزُ) : كلّ مكان ، فيَعْلِ ، من (الحَوْز) : الجمعِ (٧). ومُراد الفقهاءِ به بعض النواحي كالبيت من الدار مثلاً.

وقوله : وإذا أحيا مَواتاً ، اعتُبِر الحيّزُ عند أبي يوسف ، (٧٤ / ب) والماءُ عند محمد رحمه‌الله. وقولهم : «في حيّز التّواتُر» أي في جِهته ومكانه وهو مَجاز.

__________________

(١) ع : «بفتحتين قال» ط : «بفتحتين بدليل قول».

(٢) لم يرد في «شعر الراعي النميري» الذي طبع بتحقيق ناصر الحاني. وقد ذكر صدره في ط بتحريف شديد. وقوله : «كالجوز» أي كشجر الجوز. و «نطق» : شد بالمنطقة ، أي استدار الصفصاف والحور حول الجوز.

(٣) من قوله : «ومنه ما في الهبة» إلى هنا : ساقط من ع.

(٤) هو كتاب القانون ، في الطب ، لأبي علي بن سينا ، المتوفى سنة ٤٢٨ ه‍.

(٥) ع : ويقال.

(٦) ع : والجور والجوز.

(٧) ع : أي الجمع.

٢٣٣

و (تحيَّز) : مالَّ إلى الحيّز ). وفي التّنزيل : «أَوْ مُتَحَيِّزاً إِلى فِئَةٍ (٢)» أي مائلاً إلى جماعةِ المسلمين سوى التي فَرّ منها.

حوص : (الحَوْصُ) الخِياطة. وبتصغير لفظ المرّة منه سمّي والد (إبراهيم بن حُوَيْصة) عن (٣) خاله معنٍ. وفي السيَر : حُوَيصة أخو مُحَيْصة ابنا أبي مسعودٍ الأنصاري.

و (الحَوَص) بفتحتين : ضِيقُ إحدى (٤) العينَين دون الأخرى ، عن الليث. وقال الأزهري : «هو عندهم جميعَهم ضيقٌ في (٥) العينين معاً». فأما (٦) ما في الايضاح أنّ الحوصَ اتّساع إحدى العيتين فسهْو.

ويقال : رجل (أحْوَص). وبه سمّي (أحوص بن حكيم) يَروي عن أبيه حَكِيم بن عُمير ، وأبوه يَروي عن عُمر وَجابر والعِرْباض بن سارية.

وما وقَع في شرح القُدوري في تجصيص القبور «أحْوص بن حكيم عن أبيه عن النبي عليه‌السلام» سهْو.

حوط : (الحائِط) البستان ، وأصله ما (٧) أحاط به. وهو في حديث رافع ، وحديث كشْف الفخِذ ، واختصام أُبَيّ بن كعب إلى زيد حيث قال أُبَيٌّ : «حائِطي» أي أدّعي حائطي ، أو حائطي الذي تَعرفه مِلْكي.

وقولهم : هذا (أحْوَطُ) ـ أي أدخَلُ في الاحتياط ـ شاذّ.

ونظيره «أخصَر» من الاختصار.

__________________

(١) ع : حيز.

(٢) الأنفال ١٦(وَمَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلَّا مُتَحَرِّفاً لِقِتالٍ أَوْ مُتَحَيِّزاً إِلى فِئَةٍ فَقَدْ باءَ بِغَضَبٍ مِنَ اللهِ).

(٣) أي يروي عن خاله.

(٤) في التهذيب (٥ / ١٦١): «ضيق في إحدى» عن الليث.

(٥) ع : «ضيق العينين» وعبارة التهذيب (٥ / ١٦١): «قلت : الحوص عند جميعهم ضيق في العينين معاً».

(٦) ع ، ط : وأما.

(٧) ع : «من» بدل «ما».

٢٣٤

حوك : (الحاكَة والحوَكة) جمع (حائك).

حول : (حال) الحَوْلُ : دارَ ومعنى. و (تحوّل) في هذا المعنى : غيرُ مسموع.

و (حالَت النَخْلةُ) حَملتْ عاماً ، وعاماً له. و (أحالت) لغةٌ.

ومنه قول محمد رحمه‌الله : «فإن أحال فلم يُخرِج شيئاً».

و (حال) بينهما حائل (حُؤولاً). و (الحيْلولة) في مصدره قياسٌ كالكَيْنونة (١) في كان.

(٧٥ / ا) و (حال الشيءُ) تغيّر عن حاله. ومنه : «حال مُحُّها دماً».

و (أحَلْتُ) زيداً بما كان له عليّ وهو مائة درهمٍ على رجل فاحتال زيدٌ بِه على الرجل ، فأنا (مُحيل) وزيدٌ (مُحَال) والمالُ (مُحالٌ به) والرجل (مُحالٌ عليه) و (مُحتالٌ عليه). وقول الفقهاء للمُحال (المحتال له) لغوٌ لأنه لا حاجة إلى هذه الصلة.

ويقال للمحتال (حَوِيلٌ) قياساً على كفيل وضمين. ومنه قول شيخنا البقالي : «الحوالة تصحّ بالمحيل والحَويل».

وأصل التركيب دالّ على الزوال والنقل. ومنه (٢) (التحويل) : وهو نقل شيءٍ من مَحلٍّ إلى آخر. وإنما سمي هذا العَقدُ حَوالةً لأن فيه نقْلَ المطالبة أو نقْل الدّين من ذمّةٍ إلى ذمّة ، بخلاف الكفالة فإنّ فيها ضمَّ ذمَّة إلى ذمَّة.

وقولهم في المُزارَعة : «الحوالة زيادةُ شرطٍ على العامل» يَعنون

__________________

(١) ع : كالبينونة في بان ، والكينونة.

(٢) في الأصل : «منه» بلا واو ، والمثبت من ع ، ط.

٢٣٥

بها التحويلَ المعتاد في بعض النبات كالأرُزّ والبَاذنجان والغَرْس.

و (تحويل الرداء) أن يَجعل (١) اليمينَ على الشمال. و (الحَوَل) أن تميل إحدى الحدقتين إلى الأنف والأخرى إلى الصُدْغ ، وصاحبه (أحْوَلُ).

[الحاء مع الياء]

حير : (الحَيْرة) التحيّر. وفعلُها من باب لبِس ، وقوله : «بحيثُ (لا تَحارُ) فيه العينُ» أي ذهَب ضوءُها فلا يتحيّر فيه البصَر.

و (الحِيرة) بالكسر : مدينة كان يسكنها النعمان بن المنذر.

وهي على رأس مِيلٍ من الكوفة.

حيس : (الحَيْس) تمرٌ يُخلط بسمن وأَقِطٍ ثم يُدْلكُ حتى يَختلِط.

حيض : (حاضت) المرأة (حَيْضاً) و (مَحيضاً) : خرج الدّم من رَحمِها وهي (حائض) و (حائضة). وهن (حَوائضُ) و (حُيَّضٌ). وقوله [صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم (٢)] : «لا يقْبَل الله تعالى (٧٥ / ب) صلاة حائضٍ إلّا بخِمار» ، أراد البالغة مبْلغَ النساء كما قلنا في الحالِم.

و (استُحيضت) بضم التاء استمرّ بها الدم. و (تحيَّضتْ) قعَدت وفعَلت ما تفعل (٣) الحُيَّضُ ومنه : «تَحيَّضِي في علم الله (٤)».

__________________

(١) الفعل في ع مبني للمجهول.

(٢) الجملة الدعائية من ط.

(٣) ع : ما يفعل

(٤) جزء من حديث ذكر في المختار ، وبعده : «ستاً أو سبعاً».

٢٣٦

و (الحَيْضة) : المرّة ، وهي الدُفعة الواحدة من دُفَعات دم المَحيض. وعند الفقهاء اسم للأيّام المعتادة. منها : «طَلاق (١) الأمَة تَطليقتان وعِدّتُها حَيْضتان».

و (الحِيضة) بالكسر : الحالة من تجنُّب الصلاة والصوم ونحوه.

ومنه : «ليست حِيضَتُكِ في يدِك». ويقال للخِرْقة (حِيضَةٌ) أيضاً. ومنها

قول عائشة رضي‌الله‌عنها : «ليتني كنتُ حِيضةً مُلقاة».

وقوله في بئرِ بِضُاعة : «يُلقَى فيها الجِيَف والمَحِيض» ويروى : «والمَحائض» ) أي الخِرَق أو الدماء. وروي «والحَيْض» وطريقُه طريقُ المَحيض.

ومنه (حَيْض السَمُر) وهو شيءٌ يَسيل منه كدم الغزال (٣).

وقيل في [قوله تعالى](٤) : «وَيَسْئَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ» (٥) هو موضع الحَيْض وهو الفرْج ، وقيل : هو مصدر ، وهو الصحيح.

حيف : (الحَيْف) : الظُلْم.

حيل : (حِيالَه) أي قُبالته. «وأَعْطى كلّ واحد على حِياله» أي بانْفِراده.

حين : (الحِين) كالوقت في أنه مُبهم يقع على القليل والكثير. ومنه قول النابغة يصف حيّةً (٦) :

تَناذَرها الرّاقُون من سُوء سَمّها

تُطلِّقه حيناً وحيناً تُراجِعُ

__________________

(١) ع : ومنها تطليق.

(٢) ع : والمحايض.

(٣) في الأساس «حيض» : «ومن المجاز : حاضت السمرة إذا خرج منها شبه الدم ، ويعرف بالدودم ويضمد به رأس المولود لينفر عنه الجان».

(٤) ما بين مربعين غير واضح في الأصل. والمثبت من ع ، ط.

(٥) البقرة ٢٢٢(وَيَسْئَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذىً فَاعْتَزِلُوا النِّساءَ فِي الْمَحِيضِ).

(٦) ديوانه ٤٧ (تحقيق فيصل).

٢٣٧

يعني أن السمّ يَخِفّ ألمه وقتاً ويعود وقتاً.

وقوله [تعالى](١) : «وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِينٍ» (٢) أي بعد قيام الساعة. وقولُه : «تُؤْتِي أُكُلَها كُلَ حِينٍ» (٣) مختلَف فيه.

حيي : (حَيِيَ حياةً) فهو حَيٌ. وبه سمي جَدُّ جَدٍّ الحسن بن [صالح بن صالح بن مسلم بن (٤)] حَيّ ، وبتصغيره سمي (حُيَيّ بن عبد الله) المعَافِريُّ. وبتأنيثه على قلب الياء واواً (حَيْوة) بن شُريح (٧٦ / ا).

و (استحياه) : تركه حيّاً ومنه : «واستحيُوا شَرْخهم» (٥) و (حياة الشمس) بقاء ضوئها وبياضها. وقيل : بقاء حرّها وقوّتها.

والأوّل أظْهر ، يدلّ عليه العرفُ. وقول ذي الرمّة يصف حمار وحشٍ :

فلما استبان الليلُ والشمس حيّةٌ

حياةً التي تَقضي حُشاشةَ نازعِ (٦)

ألا ترى كيف شبّه حالةً (٧) الشمس بعد ما دنت للمغيب بحال نفسٍ شارفتْ أن تموت فهي كأنها تقضي دَينَ الحياة وتؤدي ما عندها من وديعة الرَمَق بعد أن ذكر مُشافَهة طلائع الليل ومُشاهدَة أوائله؟ فأين هذه الحالة من بقاء قوّتها وحرارتها.

و (حَييَ) منه (حياءً) بمعنى استحيا فهو (حَيِيٌ). وقول

__________________

(١) من ع ، ط.

(٢) سورة ص «٨٨».

(٣) إيراهيم ٢٥.

(٤) في الأصل : «الحسن بن حي» في ط : «الجسن بن صالح بن صالح بن حي» وفي ع «الحسن بن صالح بن مسلم بن حي». والمثبت من خلاصة تذهيب الكمال ١ / ٢١٤ وفيه أن الحسن توفي سنة ١٦٩ ه‍ وفي (التقريب) ١٩٩ ه‍.

(٥) جزء من حديث : «اقتلوا المشركين واستحيوا شرخهم» (الأساس : شرخ). والشرخ : الشباب.

(٦) ديوان ذي الرمة ٣٦٤ والفائق ٢ / ٢٣٢.

(٧) ع : حال.

٢٣٨

ابن عباس رضي‌الله‌عنه : «اللهُ حَيِيٌ» أي يعامِل مُعاملة مَن له حياء لأن حقيقة الحياء انكسار وآفةٌ تُصيب الحَياة ، وذلك لا يصح فيه تعالى.

و (حيّاه) بمعنى أحْياه (تحيّةً) كبقّاه بمعنى أبقاه تَبقِيةً ، هذا أصلها ثم سمّي ما يُحيّا به من سَلام ونحوه تحيّةً. قال تعالى : (تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلامٌ)(١). ولذا جُمعت فقيل (٢) (تحيّاتٌ) و (تَحايا) ، وحقيقة (حيَّيتُ) فلاناً : قلتُ له حيّاك الله أي عمّرك وأحياك وأطال (٣) حياتك ، كقولهم صلّى على النبيّ عليه‌السلام إذا دعا له ، معناه قال له : صلى الله عليكَ.

ومن فسر التحيّة في قوله تعالى : «وَإِذا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ» (٤) بالعطية فقدْ سها. وكذا من ادّعى أن حقيقتها المُلك ، وإنما هي مجاز ، وذلك (٥) أن أهل الجاهلية يحيّون الملوك بقولهم : «أبَيْتَ اللعْنَ» ولا يخاطِبون به غيرَهم حتى إن أحدهم إذا تولّى الإمارة والملك قيل له :

فلان قال التحيّة ، ومنه بيت (٧٦ / ب) الإصلاح (٦) :

ولكُلُّ ما نال الفتى

قد نِلْتُه إلّا التحيّهْ

أي إلا المُلْك.

وأما «التحيّات لله» فمعناها أن كلمات التّحايا والأدعية لله تعالى وفي مَلكَتِه ، لا أن هذا تحيّة له وتَسليم عليه ، فإن ذلك مَنهيّ عنه على ما قرأتُ أن ابن مسعود قال : «كنَّا إذا صلَّينا خلف رسول الله

__________________

(١) الأحزاب ٤٤.

(٢) ع : وإذا جمعت قلت.

(٣) ع : أطال.

(٤) النساء ٨٦ : (وَإِذا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْها أَوْ رُدُّوها).

(٥) ع ، ط : وذاك.

(٦) هو كتاب إصلاح المنطق لابن السكيت. والبيت فيه ص «٣١٦» منسوباً إلى زهير بن جناب الكلبي ونسب إليه أيضاً في هامش الأصل. وعجزه في اللسان (حيا) وفسر التحية بأنها السلامة من المنية.

٢٣٩

عليه‌السلام قلنا : السلام على الله من عباده ، السلام على فلان السلام على فلان ، فقال عليه‌السلام : «لا تقولوا : السلام على الله ولكنْ قولوا : التحيات لله والصلوات والطيبات» إلى آخره (١) و (حَيَ) من أسماء الأفعال (٢) ، ومنه : «حيَ على الفلاح» أي هلُمّ وعجّلْ الى الفوز (٣).

__________________

(١) ع ، ط : إلى آخر الحديث.

(٢) في هامش الأصل : «وفتحت الياء لسكونها وسكون ما قبلها ، كما قيل (ليت) و (لعل). والعرب تقول : حي على الثريد ، وهو اسم لفعل الأمر».

(٣) ع : على الفوز.

٢٤٠