المغرب في ترتيب المعرب - ج ١

أبي الفتح ناصر الدين المطرّزي

المغرب في ترتيب المعرب - ج ١

المؤلف:

أبي الفتح ناصر الدين المطرّزي


المحقق: محمود فاخوري و عبد الحميد مختار
الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: مكتبة اسامة بن زيد
الطبعة: ١
الصفحات: ٤٩٥
الجزء ١ الجزء ٢

(مشتَرَكٌ). ومنه : (الأجير المشتَرك). وهو الذي يعمل (١٤٤ / ب) لمن شاء ، وأما (أجيرُ المشتَرِك) على الإضافة : فلا يصحّ إلا على تأويل المصدر (١). و (التَشريك) بيعُ [بعض](٢) ما اشترى بما اشتراه به.

و (الشِّرك) النصيبُ ، تسميةً بالمصدر. ومنه : (بِيْعَ شِرْكٌ من دار». وأما في قوله تعالى : «إِنَ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ (٣)» فاسمٌ من (أَشْرَك) بالله : إذا جَعَل له شَريكاً. وفُسّر بالرياء في قوله عليه‌السلام : «إنّ أخْوَف ما أخافُ على أمّتي الشِرْكُ والشهوةُ الخفيّة» ، وهي أن تَعرِض للصائم شَهوةٌ فيُواقِعَها ويَدَع صَوْمه.

و (شَرَّك النعْلَ) : وضَع عليها (الشِّراكَ) وهو سَيْرها الذي على ظهر القدم وهو مَثل في القلّة. وأما حديث أبي أُمامة : «صلّى بي النبيّ عليه‌السلام الظُهر حين صار الفيءُ مثل (الشِّراك)» فإنه عَنى به الفيء الذي يصيرُ في أصل الحائط من الجانب الشرقيّ إذا زالت الشمسُ ، وهذا أقلّ ما يُستَبان به الزوالُ لا أنه تحديدٌ له.

شرم : (الشَّريمُ) المرأة المُفْضاة ، و (الشّرْماء) في معناها غيرُ مسموع ، إلا أن صاحب التكملة (٤) ذكر أنه يقال : ناقةٌ شَرْماء ، وأتانٌ شَرْماءُ ، أي مشقوقةُ القُبُل ، فإن صحّ كان مجازاً من (شرَمه) قطعه.

شره : (شَرِهَ) على الطعام (شَرَهاً) اشتدّ حِرصُه عليه.

__________________

(١) أي الاشتراك.

(٢) من ق ، ط.

(٣) لقمان «١٣».

(٤) في الأصل : التكلمة ، تحريف.

٤٤١

شري : (شَراه) باعه. و (اشتَراه شِرىَ) ، و (شِراءً).

و (الشُراة) جمع (الشاري) بمعنى البائع كالغازي والهادي في الغُزاة والهُداة ، وهي الخوارجُ كأنهم باعوا (١) أنفسهم لأجل ما اعتقدوه ، وقيل : لأنهم يقولون إن الله تعالى اشترى أنفُسَنا وأموالَنا.

و (شَاراه) : لاجَّهُ (١٤٥ / ا) من (استَشْرى) الفَرسُ في عَدْوه : إذا لَجَّ. ومنه حديث السائب : «كان عليه‌السلام شريكي فكان خيرَ شريكٍ لا يُشاري ولا يماري ولا يُداري».

والمماراة : المُجادلة ، والمُدارأة : المُشاغَبة [والمخالفة (٢)] وتخفيف الهمز فيها (٣) لغةٌ.

[الشين مع الزاي]

شزر : نظَر إليه (شَزْراً) وهو نَظرٌ في إعراضٍ كنظَر المُبْغِض.

شزن : في الحديث : «فتَشزَّن الناسُ للسجود» أي : استَوْفَزُوا (٤) وتَهيَّؤوا ، من (الشَزَن) : القَلَقِ (٥).

[الشين مع الصاد]

شصص : (الشَصِ) بالفتح والكسر : حديدة معقَّفة يُصاد بها السَمكُ.

__________________

(١) إلى قوله : «باعوا» ينتهي الناقص من ع.

(٢) من ع ، ط.

(٣) أي في المدارأة.

(٤) في ط : «استعدوا» وأشير في الحاشية إلى رواية الأصلين.

(٥) سقطت كلمة القلق من ع.

٤٤٢

[الشين مع الطاء]

شطب : رجل (مشطَّبٌ) في وجهه أثَرُ السيف.

شطر : (شَطْر) كلّ شيءٍ : نصْفُه. وقوله في الحائض : «تَقعُد شَطْرَ عُمْرها» ، على تسمية البعض شطْراً ، توسُّعاً في الكلام واستِكثاراً للقليل. ومنه (١) في التوسع : «تَعلّموا الفرائض فإنها نِصفُ العلم». وتخريج الجُنَيْدي في الأول تمحُّل.

و (شَطِرَت) الدارُ وشَطنتْ : بَعُدتْ. ومنزل (شَطيرٌ) بعيد (٢). ومنه قول قَتادة في شَهادة القريب : «إذا كان معه شطير جازت شَهادتة» أي غريب أجني.

شطط : (الشَّطط) مُجاوزَة القَدْر والحدّ ، وقول عائشة : «لقد كلَّفهُنّ شَططاً» ، أي أمْراً ذا شَطَطٍ.

[الشين مع الظاء]

شظي : (الشَّظى) عُظَيْمٌ لاصق بعظْم الذِراع ، فإذا زال عن موضعه قيل : (شَظِيَ) الفَرسُ. وقيل : (الشَّظى) انشقاقُ العصَب. و (الشَّظِيّة) شِقّةٌ (٣) من عُودٍ أو قصبةٍ أو عظَم. ومنها قولُه : «ما أفْرَى الأَوْداجَ من شَظِيّة حَجر».

وشُطْبَةُ : تصحيف ، إنما هي واحدةُ شُطَب السَنام وهي أن تُقطِّعه قِدداً ولا تَفصِلَها (٤).

__________________

(١) ع ، ط : ومثله.

(٢) ع : أي بعيد.

(٣) أي قطعة.

(٤) بفتح التاء وكسر الصاد المخففة كما في ع. وهي في الأصل بتشديد الصاد وضم التاء ، ولكن صوبت تحتها.

٤٤٣

[الشين مع العين]

شعب : (١٤٥ / ب) (الشُّعْبة) واحدة (شُعَب) الشجرة. وبها سمي (شعبة بن الحجَّاج) بن الورد.

ومنها (شُعْبتا الرَّحْل) : شَرْخاه ، وهما قادِمَتُه وآخِرَتُه (١).

وقولُه عليه‌السلام : «إذا قَعد الرجلُ بين شُعَبها الأربع اغتَسل» ، يعني بين يدَيها ورجلَيها. وقيل : بين رجلَيها وشُفْرَيْ فَرْجها (٢) ، وهو كناية عن الإيلاج.

شعث : (الشَّعَث) انتشارُ الشعر وتغيُّره لقلّة التعهُّد.

ورجلٌ (أشْعَثُ) ، وبه سمي (أشعثُ بن سَوّار) في الشفعة ، عن شُرَيحٍ القاضي والشَّعبي ، وعنه الثوريُّ. و (أشعثُ بن سعيدٍ) السَمّانُ عن عاصم. وهكذا في الجَرْح. وفي الكُنى : أبو الربيع السمّان ، واسمه أشعث بن سعيدٍ (٣) عن عاصم. وفي أوّل المختصر (٤) : أشعب بن الربيع السمّان عن عاصم ، وهو تصحيف مع تحريف.

وبمؤنثه كُني (أبو الشعثاء) المحاربيّ الكوفي ، واسمه سُلَيم بن أسْود ، يَروي عن ابن مسعود وابن عباس ، وعنه ابنه أشعث ) وأبو سنانٍ الشَيباني في زلَّة القارئ.

و (الشَّعِثُ) مثل الأشْعث ، وإلى مصغَّره نُسِب محمد بنُ عُبيد الله الشُّعَيْثيُّ ، يَروي عن خالد بن مَعْدان ، وعنه وكيعٌ.

شعر : (الشعار) خلاف الدِّثار ، و (الشعار)

__________________

(١) قوله : «ومنها شعبتا ... وآخرته» ساقط من ع.

(٢) ع : رحمها

(٣) ع : بن سعيد النمان.

(٤) ع : وفي المختصر.

(٥) ع : وعنه أبو أشعث.

٤٤٤

و (الشَعِيرة) العلامة. ومنه : (أشعر البَدَنة) أعلَمه (١) أنه هَدْيٌ. و (شِعار الدم) : الخِرْقة أو الفَرْج ، على الكناية ، لأن كلاً منهما علَمٌ (٢) للدم.

و (الشِعار) في الحرب : نداء يُعرف أهلُها به. ومنه أنه عليه‌السلام جعل (شِعارَ المهاجرين) يوم بدرٍ : يا بَني عبد الرحمن ، و (شِعارَ الخزرج) : يا بني عبد الله ، و (شِعارَ (١٤٦ / ا) الأوْس) : يا بَني عُبيد الله ، و (شِعارَهم يومَ الأحزاب) : حم ... لا يُنْصَرُونَ (٣) ، وهما الحرفان اللذان في أوائل السور السبع ، ولشرف منزلتها عند الله نبَّه النبيُّ عليه‌السلام أن ذكرها مما يُستَظهر (٤) بهِ على استنزال الرحمة في نصرة المسلمين (٥).

و (المَشْعَر الحَرام) : جبَل بالمزدَلِفة واسمه قُزَحُ ، يقفُ عليه الإمام ، وعليه المِيقَدةُ. (٦).

شعل : في العيوب من خزانة الفقه : (الإشعال) بياضُ الأشفار ، وإنّما المذكور فيما عندي : فرسٌ (أشْعلُ) بيّن (الشَعَل) وهو بياضٌ في طرَف الذنَب ، وقد (اشعالَ اشِعيلالاً (٧)). وعن الليث : هو بياضٌ في الناصية والذنَب. وقيل : في الرأس والناصية.

والاسم (الشُعْلة).

وعن أبي عُبيدة (٨) : غُرّةٌ (شعلاء) تأخُذ إحدى العينَين

__________________

(١) ع : أعلم.

(٢) أي علامة.

(٣) انظر في شرح ذلك مادة «حمم». وقد شكلت الميم في «حم» بالكسر في الأصل.

(٤) ط : «منزلتهما عند الله تعالى ، نبه عليه‌السلام أن ذكرها يستظهر».

(٥) من قوله «وهما الحرفان اللذان» إلى هنا : ساقط من ع وهو مثبت في هامش الأصل.

(٦) انظر في كل ذلك طلبة الطلبة «٣١ ـ ٣٢» والمغرب «مادة : وقد».

(٧) ع : اشعلالاً.

(٨) كذا في الأصل وط. وفي ع : أبي عبيد «بغير تاء».

٤٤٥

حتى تدخُل فيها. وكأنّ ما ذكَر أبو الليث مأخوذ من هذا إلا أن اللفظ لم يُضبَط فوُضِع الإشعالُ موضع الاشْعيلال.

[الشين مع الغين]

شغر : (الشِغار) أن (يشاغر) الرجلُ الرجلَ ، وهو أن يزوّجه حَرِيمتَه (١) على أن يزوّجه الآخرُ حَرِيمتَه ، ولا مَهْرَ إلّا هذا ، وتحقيقه في المُعْرِب.

[الشين مع الفاء]

شفر : (شُفْرٌ) كلِّ شيءٍ : حَرْفُه. والتركيب يدلّ على ذلك. ومنه (٢) (شَفْرَةُ) السّيفِ : حَدُّه. و (شَفير) البئر أو النهر حَرْفُه. و (مِشْفَر) البعير : شفَتُه.

وأما قولهم : «أصغر القوم شَفرتُهم» ، أي خادِمُهم ، فمستعار من (الشَفْرة) وهي السكّين العريضة ، لأنهُ يمتهن في الأعمال كما تُمَتهن هذه في قطْع اللحم وغيره.

وعن أبي الهيثم : يقال لناحيَتيْ فَرْج المرأة : الإسكتان ، ولطرفَيهما (الشُفْران).

و (شُفْر العين) بالضمّ أيضاً : مَنبِت الأهداب. ومنه قول الناصحيّ : «وفي أشفار العين الديةُ إذا ذَهب الشَّعْر ولم يَنْبُت» ، وهذا ظاهر.

وأما لفظُ رواية المبسوط : «وفي أشفار العينين الدِيَة (١٤٦ / ب) كاملةً إذا لم تَنْبُت» ، فالصواب فيه ضمُّ حرف

__________________

(١) وذلك كالبنت أو الأخت. وانظر اللسان والمختار «شغر». وفي الحديث : «لاشغار في الاسلام».

(٢) ع : منه.

٤٤٦

المضارَعة ، من الإنبات ، أي إذا لم تُنْبِت الأهدابَ أو الشعرَ ، وإن صحّ الفتحُ فعلى معنى : إذا لم تَنبُت أهدابُها ، ثم حُذِف المضاف وأُسنِد الفعل إلى ضمير المضاف إليه.

وإنما بسطتُ الكلام فيه ليُعلَم أن أحداً من الثِقات لم يَذكُر أن الأشفار الأهدابُ. والعَجبُ من القُتَبي أنه بالغَ في ذلك حتى قال (١) : «تَذهبُ العامّة في أشفار العين [إلى](٢) أنها الشَعْر ، وذلك غلَط ، إنما (الأشفار) حروف العين التي يَنبُت عليها الشعرُ ، والشعرُ هو الهُدْبُ». ثم لمّا انتهي إلى حديث أم مَعبد (٣) في صفة النبي عليه‌السلام : «في عينيه دَعَجٌ ـ أي سَوادٌ ـ وفي أشفاره غَطَفٌ» أو : «عطفٌ» أو : «وطَفٌ» ، فَسَّر الألفاظ الثلاثة بالطُول ، ولم يتعرّض للأشفار أنها حقيقةٌ هنا (٤) أو مجاز.

قلت : والوجه أن (٥) يكون على حذف المضاف ، كأنه قيل : وفي شَعر أشفاره وَطَفٌ ، وإنما حُذف لأمْن الإلباس ، وأن المدح إنما يكون في الأهداب لا في الأشفار نفسِها ، أو سمّي النّابِتُ باسم المنَابِت لملابَسةٍ بينهما ، وذلك غيرُ عزيزٍ (٦) في كلامهم.

شفع : «يُكْرَهُ (٧) الصلاةُ بين (الأشْفاع)» يعني التَراويح ، كأنه جمْعُ (الشَفْع) خِلاف الوِتْر. ومنه : (شاة شافِعٌ) : معها ولدُها. و (ناقة شافع) : في بطنها ولدُها ويَتْلوها آخرُ ، عن شِمْر عن الفراء.

__________________

(١) أدب الكاتب لابن قتيبة ٢١ «ط. ليدن» وصدر العبارة فيه : «باب معرفة ما يضعه الناس غير موضعه : من ذلك أشفار العين ، يذهب الناس إلى أنها الشعر النابت على حروف العين وذلك غلط ...».

(٢) من ط ، ع.

(٣) لم يرد هذا الحديث في ذلك الباب من أدب الكاتب.

(٤) ع ، ط : هاهنا.

(٥) ع : على أن.

(٦) أى غير قليل.

(٧) ع : تكره.

٤٤٧

و (الشُّفعة) اسمٌ للمِلْك المشفوع بمِلْككَ (١) ، من قولهم : كان وِتْراً (فشَفعْتُه) بآخر ، أي جعلتُه زوجاً له. ومنه (١٤٧ / ا) الحديث : «لتَشْفَعَنَّها».

ونظيرها : الأُكْلة واللُقْمة في أن كلَّا منهما فُعْلةُ بمعنى مفعولٍ ، هذا أصلُها ثم جُعلت عبارةً عن تملّكٍ مخصوص ، وقد جمعهُما الشعبيّ في قوله : «مَن بِيعت شُفعتُه ) وهو حاضِرٌ فلم يَطلُب ذلك فلا شُفْعة له».

وعن القتبيّ : كان الرجل في الجاهلية إذا أراد بيْعَ منزلٍ أتاه جارُهُ فشَفع إليه ، أي طَلب فيما باع فشفَّعه ) وجعله أولى بالمبيع ممَّن بَعُد سَببُه.

قلت : وكأنه أخَذه من (الشَفاعة) لأن فيها طلباً ، والأول هو الأصل ، ولم نَسمع مِنها فِعلاً.

وأما قوله : «ولو باع الشفيعُ دارَه التي يَشفع بها أو نَصببَه الذي يَشفَع به» فمن لغة الفقهاء. وعلى ذا قولُه : «إذا أراد الشفيع أخَذ بعضَ الدار المشفوعة دون بعضٍ» ، والصواب (٤) : المشفوع بها كما في الموضع الآخر ، يعني الدار التي أُخذت بالشفعة.

شفف : (شَفّ) الثوبُ : رَقّ حتى رأيتَ ما وراءه ، من باب ضَرب. ومنه : «إذا كانا ثَخينيْن لا يَشِفّان» ، ونَفْيُ الشُّفوفِ تأكيد للثَّخانة. وأما «يَنْشَفان» فخطأ (٥). وثوبٌ (شَفٌ) رقيقٌ.

__________________

(١) ط : بملك.

(٢) أي مشفوعه.

(٣) بعدها في ط : أي قبل شفاعته.

(٤) ع ، ط : «الصواب». وهذه الجملة مؤخرة في ط عن تاليتها.

(٥) في هامش الأصل : «أي روايةً لا لغة. أما لغةً فصواب بخط المصنف رحمه‌الله. قاله المؤلف وكتب بخطه.

٤٤٨

و (الشِفّ) بالكسر : الفضْلُ والزيادة. ومنه : «نهَى عن شِفٍ ما لم يُضْمَن» أراد الربْح. وفي حديث رافعٍ : «فكان الخلخالُ أشفَ منها قليلاً» ، أي أفضلَ من الدراهم وأزْيدَ منها. وفي حديثه عليه‌السلام : «[لا تبيعوا الذهب بالذهب إلا مثْلاً بمثْلٍ](١) ، ولا تُشِفّوا بعضَها على بعض» أي لا تُفضِّلوا.

شفق : (الشفق) الحُمْرة ، عن جماعة من الصحابة والتابعين وهو عمرو بن عُمر ، وابن عباس ، وعُبادة بن الصامت ، وشدّاد ابن أَوْسٍ. ومن التابعين : مكحول وطاوس ومالك والثوري وابن أبي ليلى (٢). وهو قول أبي يوسف ومحمد.

وعن أبي هريرة رضي‌الله‌عنه أنه البياض وإليه ذهب أبو حنيفة ، والأول قولُ أهل اللغة. وفي جمع التفاريق : «قولُ أبي حنيفة (٣) آخراً : الشفَق الحمرةُ».

و (الشفَق) في معنى الرَديّ (٤) : في (خر). [خرث].

شفه : رجلٌ (أشْفَهُ) و (شُفاهيٌ) : عظيم الشفتين. ويقال : «هم أهل الشَفه» أي الذين لهم حقُّ الشُربْ بشفاهِهم وأن يَسقُوا دَوابَّهم.

وصاحبُ (المُشافَهات) هو علي بن إسحاقَ الحَنْظَليّ ، لأنه زعم أن ما ذَكَر من التفسير كلَّه (٥) مُسْنَدٌ إلى رسول الله عليه‌السلام فكأنه شافَهه به.

__________________

(١) ما بين مربعين من ع وهو مذكور في هامش الأصل أيضاً.

(٢) من قوله : «وهو عمرو» إلى قوله : «أبي ليلى» ساقط من ع ، ط.

(٣) ع : التفاريق أبو حنيفة». ط : التفاريق قال ابو حنيفة. ويفيد هذا القول رجوع أبي حنيفة عن رأيه الأول.

(٤) ع : الرديء.

(٥) بالنصب على التوكيد كما في الأصل ، وبالرفع على الابتداء كما في ع.

٤٤٩

شفي : (الأَشافي) جمع (الإشْفَى) وهو المِخْرَزُ

[الشين مع القاف]

شقح : (أَشْقَحَ) النخلُ و (شَقَّح) إذا تغيَّر البُسْرُ للاصفرار بعد الاخْضِرار.

شقر : (الشُّقور) الأمورُ المُهِمَّة ، جمع (شَقْرٍ) ومنه المثَل : «أفضَيتُ إليه بشُقُوري )». والعين تصحيف ، ومعناه أَبثثتُه سرّي وأخبرتُه بجميع أموري.

شقص : (الشِّقْص) الجزء من الشيء والنصيبُ.

و (الشَّقِيص) مثلُه. ومنه : (التَّشقيص) التَجزِيَةُ.

وفي (٢) الحديث : «مَن لعبَ بالنَرْدِ فَلْيُشقِّصِ الخنازيرَ» أي فلْيجعَلْها أجزاءً وأعضاءً للأكل والبيْع. والمعنى أنّ من فَعل هذا كان كمن فعَل ذلك (٣) لأنهما سَواء في التحريم.

شقق : (الشُّقاق) بالضم : تشقُّق الجِلْد. ومنه : طَلى (شُقاق رِجْله) وهو خاصّ. وأما (الشَقّ) لواحد (الشقوق) فعامٌّ. ومنه : (شقُ القَبْرِ) لضَرِيحه (٤).

وفي التهذيب : «قال الليث : الشُّقاق تشقُّق الجلد من (١٤٨ / ا) بَرْدٍ أو غيره في اليدَين والوجه. وقال الأصمعي : الشُّقاق في اليد والرجْل من بدَن الإنسان والحيوان. وأما (الشُقوق) فهي صُدوع في الجبال والأرض (٥)».

__________________

(١) مجمع الأمثال ٢ / ٧١.

(٢) ع : «التجزئة ومنه».

(٣) ع : ذاك.

(٤) الضريح : الشق المستقيم في وسط القبر.

(٥) تهذيب اللغة «٨ / ٢٤٧».

٤٥٠

في التكملة ، عن يعقوب ، يقال : بيد فُلانٍ شُقوق ، ولا يقال شُقاقٌ ، لأن الشُقاق في الدَوابّ ، وهي صُدوع في حوافرها وأرساغها. وهكذا في المقاييس (١). وما في خزانة الفقه مُوافِق لقول الليث.

و (ذات الشُقوق) موضع بقرب فَيْدٍ (٢) وراء الحرَم.

و (الشِّقّ) بالكسر : الجَنْبُ في قوله : «فجُحِشَ شِقُّه الأيسر». والنِصفُ والجانب في قوله : «ولها شِقٌ مائل» أي هي مفْلوجَة. وكذا في قوله : «تَكارَى شِقَ مَحْملٍ» ومنه : (شاقَّه مُشاقّةً) إذا خالفَه ، كأنه صار بشِقٍ منه.

و (الشِقّ) أيضاً من حصون خَيْبَرٍ ، ورُوي بالفتح.

و (الشِقّة) القِطعة من كل خشبَةٍ ، ومنها حديث عَديّ : «فذَبحه بشِقّة العَصا».

وبالضم : القطْعة من الثوب. وبتصغيرها جاء الحديثُ : «وعليه (٣) شُقَيْقةٌ سُنْبُلانيّة».

وجمعها (شُقَقٌ) و (شِقاق) بالكسر ، يقال : فلان يَبيع شِقاقَ الكتّان. ومنه قوله في الزيادات : «اشترى مُلاءً فوجدها شِقاقاً».

و (الشُقّة) بالضم أيضاً : الطريق يَشقُ على سالِكه قطْعُه ، أي يشتدّ عليه. وقوله : «يُستَسعَى العبدُ غيرَ مشقوقٍ» ، على حذف الصلة (٤) كما في المندوب ، والصوابُ إثباتُها.

__________________

(١) مقاييس اللغة «٣ / ١٧٠».

(٢) ط : «بقرب مكة» وكتب ذلك في هامش الأصل أيضاً. وجاءت العبارة في ع كما يلي : «بقرب فيد بين الثعلبية وزبالة وهي المنزل العاشر من الكوفة نزلنا بها فوجدنا ماءها كثيراً. والشق بالكسر ... الخ»

(٣) ع : «وعلي». وقوله «سنبلانية» أي سابغة الطول ، أو منسوبة إلى بلدٍ بالروم.

(٤) لأن التقدير : مشقوق عليه.

٤٥١

[الشين مع الكاف]

شكر : (شكَرهُ) لغة في (شَكَر لهُ). وفي دعاء القنوت : «نشكرك» كما يجري على ألسنة العامّة ليس بِمُثْبَتٍ في الرواية أصلاً (١).

شكك : قوله : «(فشَكَ) رجْلَه مع رِكابه» أي شَقّها (١٤٨ / ب) وانتظمها.

شكل : (الشَّكْل) بالفتح : المِثْل والشِّبْه. والجمع (أشكال). ومنه (أَشْكَل) الأمرُ : إذا اشْتَبه. ورجلٌ (أشْكَلُ) العَينِ وأشْهل العين. وفيها (شُكْلَةٌ) وهي حُمرةٌ في بياضها وشُهْلة في سَوادها.

وفَرس (مَشْكول) : به (شِكالٌ) وهو أن يكون البَياضُ في يَدٍ ورجْلٍ من خلاف.

شكو : (الإشكاء) إزالة الشِكاية. ومنه : «شكونا إلى رسول الله عليه‌السلام حَرَّ الرَّمْضاء فلم يُشكِنا».

[الشين مع اللام]

شلل : (شَلَّت) يدُه (شَللاً) من باب لَبِس ، وهي شَلّاء. ومن قال : شَلَ المارنُ (٢) وشلَّتِ الأُذنُ فهو عَجميٌّ.

شلي : (أشلَيتُ) الكلبَ للصَيد : دعوتُه (إشْلاءً).

__________________

(١) أي في رواية الحديث. وفي ع : «أيضاً» بدل «اصلا».

(٢) المارن من الأنف : ما لان منه.

٤٥٢

وأما (أشليتُه بالصَّيد) وعلى الصَّيد ، بمعنى أغريتُه ، فقد أنكَره ثعلبٌ وأجازه غيرُه ، وعليه ما في الإيضاح : «مُسلم أرسلَ كلْبَه فزجَره مَجوسيّ وأشلاه على الصيد».

[الشين مع الميم]

شمرخ : (الشِمْراخ) في (عث). [عثكل].

شمس : السنة (الشَمسيّة) ثلاثمائة وخمسةٌ وستّون يوماً وربعُ يومٍ إلّا جُزءاً من ثلاثمائة جُزءٍ من يوم. والقَمريّة : ثلاثمائةٍ وأربعةٌ وخمسون يوماً وخُمْسُ يومٍ وسُدْسُه (١). وفَضْلُ ما بينهما عشرةُ أيام وثُلْثٌ (٢) ورُبْعُ عُشْرِ يومٍ بالتقريب ، على رأي بَطْلَمْيُوسَ [وهو اسم](٣) حكيمٍ.

وخيلٌ (شُمُسٌ) بضمتين جمعُ (شَمُوسٍ) وهو الذي يمنع ظَهْرَه ولا يكاد يَستقرّ.

و (الشَمّاس) بتشديد الميم : من رؤساء النصارى الذي يَحْلِقُ وَسَطَ رأسه ويكون لازِماً للبِيعة (٤). وبه سمِّي جدُّ (ثابتِ بن قيس بن شَمّاسٍ) (١٤٩ / ا) في حديث الخُلْع ، والجمع (الشَمامِسَةُ).

شمط : رجلٌ (أشْمَطُ) خالَط شعرَه بياضٌ.

وبالفارسية : دُومُوي (٥).

__________________

(١) ع : وسدس يوم.

(٢) بالتنوين كما في الأصل وكتب فوقها : «صح». وفي ع : ثلث يومٍ.

(٣) زيادة من هامش الأصل. وفي ع ، ط : «بطليموس» بكسر اللام. وسقطت منهما عبارة «وهو اسم حكيم».

(٤) بكسر الباء أي الكنيسة. وفي ط : ملازماً للبيعة.

(٥) ع : درموي.

٤٥٣

وفي «أجناس» الناطفيّ : (الشَمَطُ) عَيْب. قال : وهو (١) بياضُ شَعر رأْسه في مكانٍ واحدٍ والباقي أسْود.

قال ابن فارس (٢) : «(الشَمَطُ) اختلاطُ الشيب بسَواد الشباب ، وكلُّ خِلْطَين (٣) خلَطْتَهما فقد (شَمطْتهما). ومنه قيل للصَباح (شَمِيط) لاختلاط بياضِه بباقِي ظُلمة الليل».

وعن الليث : (الشَمَط) في الرجُل شَيبٌ اللَّحية. وقيل : (الشَمَطُ) بياض شعْر الرأس يُخالِط سَوادَه. ولا يقال للمرأة شَيباء ، ولكنْ (شَمْطاء).

وتَفصيلُ الناطفيّ لبيان أن الشَمَط متى يكون عيباً؟ لا أنه تحديدٌ لُغَويٌّ.

شمل : (الشَمْلة) كِساء يُشتمل به. وقولهم : جمع الله (شَمْله) : أي ما تشتَّت من أمره.

شمم : (شَمُ) الرائحةِ : معروف ، من باب لبِس. وقد جاء من باب طلَب. وفي الواقعات : «رجلٌ دخل المُخاطُ أنفَه فاستشَمَّه فأدخلَه في حَلْقه» ، أراد : استنشَقه ، فاستعار ذلك كما استُعير الاستنشاقُ للشَمّ.

[الشين مع النون]

شنأ : (شَنأَه) أَبغضَه ، وهو (شانىءٌ) وهي (شانِئة).

__________________

(١) ع : وقال هو.

(٢) مقاييس اللغة ٣ / ٢١٤ بتصرف في اللفظ.

(٣) ع ، ط : خليطين.

٤٥٤

شنج : (شَنِجَ) جِلْدُه (شَنَجاً) تقبَّض وانزوَى من مسّ النار. و (تشنَّج) مثْله. وقَباءٌ (مُشنَّجٌ).

وفي المنتقَى : من استَنْجى ولم يُدخِل إصبَعه فليس بتَنْظيف (١) ، قال : يعني الشَّنَج الظاهرَ وهو ما حولَ المَخْرج من غَضْنٍ نحو تشنُّج ) القَباء.

شنر : (الشَّنار) : العَيب.

شنز : (الشُّونيز) نَوع من الحَبّ ، قيل هو الحَبّة السَّوداء.

شنع : (الشَّناعة) : القُبْحُ. وعن الهُنْدُوانيّ : «الصُفرة المشنَّعة تَفوِيتٌ (١٤٩ / ب) للجَمال» أي : القَبيحةُ ، من (شَنَّعتُ) عليه الأمرَ : إذا قبّحتَه عليه.

شنق : (الشَنَقُ) ما بين الفَريضتين في الزكاة.

وتمامه في (وق). [وقص].

ومنه : «ولا شِناقَ» ، أي لا يؤخذْ (٣) شيءٌ مما زاد على الخَمْس إلى التِسْع مثَلاً. وعن أبي سعيد الضرير : هو مثل الخِلاط ، وفيه نظَر.

وأما الحديث الآخر : «فقام إلى قِرْبة فأطلَق شِناقها ثم توضأ» فالمراد به الوِكاءُ.

شنن : (الشَنُ) السِقاء البالي ، والماءُ يكون فيه أبْرَد. وجمْعُه (شِنانٌ).

__________________

(١) ع ، ط : «بنظيف» وتحتمل أن تقرأ كذلك في الأصل.

(٢) في ع : تشنيج ، وهي كذلك في متن الأصل لكنها صوبت في الهامش.

(٣) ع : لا يوجد.

٤٥٥

و (الشَنّ) مصدر (شَنَ) الماءَ : إذا صبَّه متفرقاً ، من باب طلَب. ومنه : «وشَنّوا الغارةَ» أي فرَّقوها. والغارة هنا : الخيل المُغيرةُ.

وفي مثلٍ :

«شِنْشِنةٌ أعرِفها من أَخْزَمَ )»

: وهي الطَبيعةُ والعادة ، يُضرب في قُرْب الشَّبَه. وقد تمثّل به عُمر لابن عباس يشبِّهُه بأبيه. لأنه ، فيما يُقال ، لم يكن لقرشيّ مثلُ رأْي العباس.

وأول من قال هذا جَدُّ جَدِّ حاتِمٍ (٢) لأنه ابنُ عبد الله بن سَعْد بن الحَشْرَج بن امرىء القيس بنَ عديّ بن أخزَمَ بن أبي أخزَم الطائي. كذا أُثبت نَسبه في النفْي (٣) وذلك أن حاتماً حين نشأَ وتقبَّل أخلاق جدّه (٤) أخزَم في الجُود ، قال جَدّه : «شِنْشِنةٌ أعرفها من أخزَم». وقد تمثَّل به عَقيل بن عُلَّفةَ المُرّيُّ ، حينَ جرحه بنوه ، فقال :

إن بَنيَّ ضرَّجوني بالدم

مَن يلْقَ آسادَ الرجال يُكْلَم

شِنشِنةٌ أعرفها من أخزمِ )

قال الحريريّ : من ادّعى أن المثَل له (٦) فقدْ سها فيه.

[الشين مع الواو]

شوذ : (المَشاوِذ) جمع (مِشْوَذٍ) وهو العِمامة.

__________________

(١) مجمع الأمثال ١ / ٣٦١ واللسان «شنن».

(٢) ع : هذا جد حاتم.

(٣) قوله «في النفي» ساقط من ع.

(٤) ع : أخلاق أخزم.

(٥) الرجز في اللسان «شنن» لأبي أخزم الطائي بتقديم الثالث على الثاني ، وفيه : «زملوني بالدم». أما عقيل فهو شاعر أموي مجيد من المقلين.

(٦) أي لعقيل ابن علفه.

٤٥٦

شور : (شارَ) الدابّةَ في (المِشْوار) : عرضها للبيع. ومنه : «فحمل عليه رجلاً يشُوره» أي يُقبِل به ويُدْبِر لينظُر كيف يَجري. وبمصدره سمّي والد (القَعقاع بن شَوْرٍ) المضروبُ به المثَلُ في حُسن الجِوار.

و (شاورتُ) فلاناً في كذا ، و (تَشاوروا) و (اشْتَورُوا).

و (الشُورَى) التشاوُر. وقولهم : تَرك عُمر رضي‌الله‌عنه الخلافةَ (شُورى) : أي مُتَشاوَراً فيها ، لأنه رضي‌الله‌عنه جعلَها في ستّة ولم يُعيِّن لها واحداً ، وهم عثمانُ وعليّ وطَلْحة والزُبير وعبدُ الرحمن ابنُ عَوف وسعدُ بن أبي وقاص.

شوس : (الشَّوَسُ) مصدر (الأَشْوَس) وهو أن ينظُر بمؤْخِر عيَنَيْه تكبّراً أو تغيُّظاً. وبتصغيره مرخّماً (١) سمي (شُوَيْسٌ) ـ في حديث مَيْسان ـ (٢) وكنيته أبو الرُقاد.

شوص : (الشَّوْص) الغَسْل. ومنه الحديث : «كان يَشُوص فاهُ» أي يُنقّي أسنانَه ويَغسِلها.

وفي قوله [عليه الصلاة والسلام (٣)] : «مَن شَمَّت العاطِسَ أمِنَ مِنَ الشَّوْصِ ) واللوْص والعِلَّوْص».

(الشَّوْصُ )) : وَجَعُ الضِرس. واللَّوْص : وَجَعُ الأذن. والعِلَّوْص : اللَّوَى ، وهو التُخَمَة.

شوط : (الأَشْواط) جمْعُ (شَوْطٍ) وهو جَرْيُ مرّةٍ إلى الغاية.

__________________

(١) قوله : «مرخماً» ليس في ع ، ط.

(٢) المعترض زيادة من ع وحدها.

(٣) ما بين مربعين من ط.

(٤) ط : «العاطس بالحمد لله فقد أمن الشوص».

(٥) قوله : «أمن من الشوص واللوص والعلوص. الشوص» ساقط من ع.

٤٥٧

شوع : سعيد بن (أَشْوَعَ) : قاضي الكوفة من قِبل خالد بن عبدِ الله القَسْريّ.

شوف : «المطلّقةُ طلاقاً رجعيّاً (تتشوَّف) لزوجها» أي تتزيّن ، بأن تَجْلُوَ وجههَا وتَصقُل خدَّيها ، من (شاف) الحَلْيَ : إذا جَلاه.

شوه : امرأةٌ (شَوْهاءُ) : قبيحة الوجه. وقد (شَوِهَتُ شَوَهاً). و (الشِياهُ) جمع (شاهٍ).

[الشين مع الهاء]

شهب : (الشَّهَبُ) أن يَغلب البَياضُ السوادَ. وبغلةٌ (شهباءُ).

شهبن : (شَهْبانُو) : وفي أنساب الطالبية : (شَهْرَبَانُو) (١٥٠ / ب) بنتُ يَزْدَجِرْدَ بن كَسِرى (١) أُمُّ زين العابدين ، زَوْجُ الحُسين بن علي ، ويقال لها (شَهْرَبَانُويَهْ) ) وَجيْداءُ ، وَغزالةُ.

شهدج : (الشَّهْدانَجُ) بَزْرُ شجَر القِنَّب.

شهد : (شَهِد) المكانَ : حضَره (شُهوداً). ومنه : «شَهِدَ الجمعةَ» إذا أدركها. وقول عائشة لأخيها عبد الرحمن : «لو شَهدتُك ما زُرْتُك» أي لو شاهدتك حالةَ (٣) الحياة لمَا زُرتك بعد الوفاة.

__________________

(١) بفتح الكاف وكسرها ، كما في الأصل ، وكتب فوقها : «معاً».

(٢) بضم النون وفتح الياء كما في الأصل. وفي ع بفتح النون وسكون الياء.

(٣) ع ، ط : «حال» وفي ع : «شهدتك» بدل «شاهدتك».

٤٥٨

وأما قوله [تعالى](١) «فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ» : فانتِصابُه بالظرف (٢) على معنى : فمن كان حاضراً مقيماً غير مُسافر في الشهر فَلْيَصُمْهُ ، أي فَلْيَصُم فيه.

و (الشهادة) : الإخبار بصحّة الشيء عن مُشاهدةٍ وعِيان.

يقال : (شَهِدَ) عند الحاكم لفلان على فلان بكذا (شهادةً) فهو (شاهِدٌ) وهم (شُهودٌ) و (أشْهادٌ) وهو (شَهيدٌ) وهم (شُهَداء). وأما (الشَهيد) ، بمعنى المُسْتَشْهَد المقتول ، فقيل : لأنه مشهودٌ له بالجنة ، أو لأنه حيٌّ عند الله حاضرٌ.

وقد تَجْري الشَهادة مُجرى الحَلِف فيما يُراد به من معنى التوكيد (٣) ، يقول الرجل : أَشهَدُ وأَشْهَدُ بالله ، بفتح الألِف ، وأَعزِمُ وأَعزِم بالله ، في موضع : أُقسِم. وعليه قوله [تعالى (٤)] «قالُوا : نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللهِ» ، في أحد الوجهين. وبه استدَلّ أبو حنيفة أن «أشهدُ» يمين.

و (أَشْهَده) على كذا : جَعله شاهِداً له ، و (استَشْهدَه) طلَب منه الشهادة.

و (الإشهاد) في الجنايات : أن يقال لصاحب الدار : «إنّ حائطك هذا مائلٌ فاهْدِمْه ، أو مَخُوف فأصلِحْه».

و (التَشهُّد) : قراءة التَحيّات لاشتمالِها على الشهادتَين.

شهر : (شَهَره) بكذا : شهَّره به (٥) ، وهو (مشْهورٌ) و (مشهَّر). و (أشْهَره) ، بمعنى شهَّره : غيرُ ثَبتٍ.

__________________

(١) من ع ، ط والآية رقمها «٣» من سورة البقرة. وقوله تعالى : (فَلْيَصُمْهُ) لم يرد في ع.

(٢) ع : على الظرف.

(٣) ع : من التوكيد.

(٤) من ع ، ط. والآية من سورة المنافقين «١» : (إِذا جاءَكَ الْمُنافِقُونَ قالُوا نَشْهَدُ ...).

(٥) أي أذاع عنه السوء ، والثاني يفيد المبالغة. وفي ع ، ط : «وشهره به» بالواو.

٤٥٩

وقوله تعالى : «الْحَجُ أَشْهُرٌ مَعْلُوماتٌ» (١) أي وقتُ الحجّ أشهُر معروفات عند الناس ، وهي شَوّالٌ وذو القَعدة وعَشرُ ذي الحِجّة عند أبي حَنيفة. وعند الشافعي : تسعُ ذي (٢) الحجة وليلةُ يومِ النَّحْر.

وعند مالكٍ : ذو الحجّة كلُّه. وأصلُ (الشهر) الهلالُ. يقال : رأيتُ الشهر أي هلاله. قال ذو الرمّة :

فأصبح أجلَى الطَّرْفِ ما يَستزيده

يرى الشهرَ قبل الناس وهو نحيل (٣)

وسُمي بذلك لِمالَه من (الشُّهْرة) وهي اسم من (الاشتِهار).

ومنه (٤) : «نَهى عن الشُّهْرتَين» : وهما الفاخرُ من اللباس ، المرتَفِعُ في غايةٍ ، أو الرَذْلُ الدَنيُ (٥) في غايةٍ.

و (الشِهْريّة) البَراذين. و (الشَّهَارَى) جمعُها.

شهرز : (الشَّهْرِيزُ) ) : نوع من التمر ، جيّدٌ ، والسين غير المعجَمة أعرَفُ ، عن الأزهري وغيره (٧).

شهل : (الشَّهْليليُ) من الدَّراهم : مقدارُ عَرْض الكفّ.

شهن : (الشّاهين) طائرٌ معروف. وأما (الشاهين) في قوله : «ولو أوصى له بشاهينٍ» فهو عَمود الميزان ، وكلاهما معرَّب.

__________________

(١) البقرة «١٩٧».

(٢) ع : تسع من ذي.

(٣) البيت في ديوان ذي الرمة ٦٧١ والفائق ٢ / ٢٧٠ والأساس «شهر» ، وصدره ساقط من ع ، ط. وقوله : «وهو» أي الهلال والواو للحال.

(٤) ع ، ط وهامش الأصل : ومنها.

(٥) ع : الدنيء.

(٦) سقطت ترجمة هذه المادة كلها من ع وأثبتت في هامش الأصل.

(٧) التهذيب ٦ / ٥٢١ وفيه «أعرب» بدل «أعرف».

٤٦٠