المغرب في ترتيب المعرب - ج ١

أبي الفتح ناصر الدين المطرّزي

المغرب في ترتيب المعرب - ج ١

المؤلف:

أبي الفتح ناصر الدين المطرّزي


المحقق: محمود فاخوري و عبد الحميد مختار
الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: مكتبة اسامة بن زيد
الطبعة: ١
الصفحات: ٤٩٥
الجزء ١ الجزء ٢

المَناقب والفضائل له. وعن شِمْر : (الحسَب) الفَعَالُ الحسَن له ولآبائه. ومنه : «من فاتَه حسَبُ نفسِه لم ينتفع بحسَب أبيه». قال الأزهري (١) : ويقال للسخيّ الجَواد (حَسيبٌ) ، وللذي يكثُر عَدد أهلِ (٦٣ / ب) بيته (حَسيبٌ). قال (٢) : وللحسيب معنى آخر ؛ وهو عددُ ذوي قَرابة الرجل من أولاده وغيرهم ، ويُفسّر ذلك حديثُ الزُهْريّ عن عروة أن هَوازن أتوْا النبيّ عليه‌السلام فقالوا : أنت أبَرُّ الناس وأوْصَلُهم ، وقد سُبي أبناؤنا ونساؤُنا وأُخِذت أموالنا. فقال عليه‌السلام : «اختاروا إحدى الطائفتين : إما المالَ وإما السَبْي» (٣) فقالوا : أمّا إذْ خيّرتَنا بين المال وبين الحسَب فإنّا نختار الحسَب.

فاختاروا أبناءَهم ونساءَهم ، فقال عليه‌السلام : «إنّا خيّرناهم بين المال والأحساب فلم يَعْدِلوا بالأحساب شيئاً». فأطلق لهم السبْيَ.

قال (٤) : فبيَّن هذا الحديث أنَّ عدد أهل بيت الرجل يسمى (حسَباً).

قلت (٥) : وعلى ذلك مسألة الزيادات : «أوصى بثُلث ماله لأهل بيته أو لحسبَه» وهو من الأول (٦) على حذف المضاف لأن الأبناء ذَوُو الحسَب والعدد من المآثر والمناقب ، أو على أن الآباء يكثرُ عددهم بالبنين ، أو لأن الذبّ عن حريم الأهل من المآثر ، فَسُمّوا حسباً لهذه الملابسة. وأما من رَوى : «لحسيبه» فله وجْه.

وقوله (٧) عليه‌السلام : «الحسَب المالُ ، والكرَم التقْوى» : هَدْم لقاعدة العرب ، ومعناه أن الغنيّ يعظَّم كما يعظَّم الحَسيب ، وأن التقيّ (٨)

__________________

(١) التهذيب ٤ / ٣٢٩ وقد تصرف المطرزي في نص الأزهري.

(٢) أي الأزهري

(٣) في التهذيب : البنين.

(٤) أي الأزهري.

(٥) في الأصل : «قال» وفي هامشه : «أي المصنف رحمه‌الله». والمثبت من ع ، ط.

(٦) أي من المآثر.

(٧) ع : «وأما قوله ... فهدم».

(٨) ط : وأن من له التقوى.

٢٠١

هو الكريم لا من يجود بماله ويبذّره ويُخْطِر بنفسه ليُعَدّ جواداً شجاعاً.

و (احتسَب بالشيء) : اعتدَّ به وجعله في الحساب ، ومنه : احتسَب عند الله خيراً إذا قدّمه ، ومعناه اعتدّه فيما يُدّخَر عند الله.

وعليه حديث أبي بكر رضي‌الله‌عنه : «إنى أحتَسِب خُطايَ (٦٤ / أ) هذه» أي أعْتدُّها في سبيل الله. و «من صام رمضان إيماناً واحتساباً» أي صام وهو مؤمن (١) بالله ورسوله ويَحتَسِب صومَه عند الله.

و (احتسَب ولدَه) إذا مات كبيراً ، ومعناه (٢) : اعتدَّ أجْرَ مُصابه فيما يُدَّخَر. ومنه : «أريد أن أحتَسِب ابني وأُوجَر فيه».

و (الحِسْبان) بالكسر : الظن. و (الحُسْبان) بالضم : سهامٌ صغارٌ يُرمَى بها عن القِسيّ الفارسية ، الواحدة (حُسْبانة). وإنما قال محمد رحمه‌الله : «يُرمَى به» اعتباراً لِلّفظ (٣).

حسر : (حسَره فانْحسَر) أي (٤) كشَفه فانكشَف ، من باب ضرب. ومنه (الحاسر) : خلافُ الدارع ، وخلاف المقَنَّع أيضاً.

و (حسَر) الماءُ : نضَب وغارَ ، وحقيقته : انكشف عن الساحل. ومنه حديث ابن عباس : «كُلْ ما حسَر عنه البحْر ودَعْ ما طفا عليه».

و (حَسَّره) : أوقعه في الحسْرة. وباسم فاعله (٥) سمي والِدُ (قيس بن المحسِّر) ، و (وادي مُحسِّر) وهوَ بين مكة وعرفات.

حسس : (الحِسّ) و (الحَسِيس) : الصوتُ الخفِيّ.

__________________

(١) ع ، ط : يؤمن.

(٢) ع : «معناه» بلا واو.

(٣) ط : باعتبار اللفظ.

(٤) كلمة «أي» ليست في ع.

(٥) ع ، ط : وباسم الفاعل منه.

٢٠٢

حسك : (الحسَك) عُشْبةٌ شوْكُها مدَحْرج (١) ، الواحدة (حَسَكة) وبها كُنيت أمُ حَسكة وهي التي أعطاها رسول الله عليه‌السلام السُدُسَ.

حسل : (الحِسْل) ولَد الضبّ. وبه سمي (حِسْل بن خارجة) الأشجعيّ. وقيل (حُسَيْل) على التصغير.

حسم : (الحَسْم) قطْع الشيء استئصالاً. ومنه قوله عليه‌السلام في السارق : «اقطعوه ثم (احسِمُوه)» أي اكْوُوه لينقطع الدّمُ.

و (حِسْمَى) بالكسر : ماءٌ لكلبٍ ، قيل : هو بقية ماءِ الطوفان ، وقيل : بلدُ جُذامَ.

حسن : (حَسُن) الشيءُ ، فهو (حسَنٌ) ، وبه سمّي (الحسن بن المعتَمِر). وبمؤنّثه سُمّيت أم شُرَحْبيل بن (حَسَنة).

[الحاء مع الشين]

حشر : في حديث عمر (٦٤ / ب) : «لا يُعطَى من الغنائم إلا راعٍ أو سائقٌ أو حارسٌ».

وفي الحلوائي : (حاشِرٌ) ، قال : وهو الذي يجمع الغنائم ، من (الحَشْر) : الجمع.

و (الحَشرات) صغار دوابّ الأرض ، وقيل : هي الفأر واليَرابِيع والضِّباب.

حشش : (الحَشيش) من الكلأ : اليابسُ ، ويستعار للولَد إذا يَبِس في بطن أمّه. ومنه الحديث : «فألقَتْ حشيشاً» أي ولداً يابساً.

__________________

(١) أي مدور.

٢٠٣

و (حشَشْت الحشيشَ) قطعتُه ، و (احتَشَشْتُه) جمعتُه ، عن الجوهري. وفيه نظر ، وعليه قول القُدوري في الكلأ : «ليس له أن يمنعه ولا أن يبيعه حتى يَحْتَشَّه فيُحْرِزه».

و (الحُشّ) البستان ، ويكنى به عن المُسْتَراح ؛ لأنهم كانوا يتغوّطون في البساتين. ومنه الحديث : «إن هذه الحُشوش محتَضَرة ، فإذا أتى أحدكم الخلاءَ فلْيقُل : أعوذ بالله من الخُبْثُ والخَبائث» ، وهما جَمْعا خَبيثٍ وَخبيثة ، والمراد شياطينُ الجن والإنس ، ذُكْرانهُم وإناثهم.

و (المَحَشّة) كناية عن الدُبْرُ. ومنها الحديث : أن النبي عليه‌السلام «نَهى أن تُؤتَى النساء في مَحاشِّهن» ورُوي بالسين. وعن ابن مسعود : «مَحاشُ النساء عليكم حرام» ، يعني أدبارَهنّ.

حشف : (الحَشَفة) ما فوق (١) الخِتان من رأس الذكَر.

و (أحْشَفَتِ النخْلةُ) صارت ذات (حشَفٍ) وهو أردأُ التمر.

و (استَحْشفَت الأُذن) يَبِست فهي (مستحشِفة). و (أنفٌ مستحشِف) : صار بحيث لا يتحرّك غُضْروفه.

حشم : (الحِشمَة) : الانقباض من أخيك في المَطْعم (٢) وطلَبِ الحاجة ، اسمٌ من (الاحتشام). يقال : (احتَشمه) و (احتَشم منه) إذا انقبَض منه أو استحيا. وقيل : هي عاميَّة لأن الحِشمة عند العرب الغضَبُ لا غير.

ومنها (حَشَمُ (٦٥ / أ) الرجل) : لقَرابته وعياله ومن يَغضب له إذا أصابه أمْر ، عن ابن السكيت ، وهي كلمة في معنى الجمع لا واحد لها من لفظها. وقيل : جُمعت على (أحشام) ، وهكذا في جامع النوري.

__________________

(١) ع : الحشفة فوق.

(٢) ع : «الطعم» بضم فسكون.

٢٠٤

حشو : (الحشْو) : مصدر (حَشا) الوسادةَ ، فسمّي به الثوبُ المحشوّ. ومنه قولهم : «ويُنْزَع عنه الحشْوُ».

و (احْتَشَت) الحائضُ بالكُرْسُف (١) : إذا أدخلتْه في الفرْج.

وقوله : «احتَشى كُرْسفاً» : على حذف الباء أو على التضمين.

وقوله : «خذ من (حَواشي) أموالهم» أي من عُرْضها ، يعني من جانبٍ من جوانبها من غير اختيار ، وهي في الأصل جمعُ (حاشيةِ) الثوب وغيره ، لجانبِه.

[الحاء مع الصاد]

حصب : (المحصَّب) موضع الجِمار بِمِنىً. وأما (التَحْصيب) فهو النوم بالشِعْب ساعة من الليل ، ثم يَخرُج إلى مكة. ومنه قول عائشة رضي‌الله‌عنها : «ليس التحصيب بشيء». وعن ابن عباس كذلك.

وعن نافع أن ابن عمر كان يرى التحصيب سُنّةً ، وكان يصلّي الظُهر يوم النَفْر (٢) (بالحَصْبة) وهو (٣) موضعٌ ثَمّةَ.

حصد : (حصَد) الزرعَ : جزّه (حَصْداً) و (حصاداً) من بابي طلب وضرب. وفي الواقعات : «أُشعِل في (حصائد) الزرْع» : جمْع (حَصيدٍ) و (حَصيدة) وهما الزرع المحصود ، وأريدَ ههنا ما يبقى في الأرض (٤) من أصول القصب المحصود. ومثله في شرح الجامع الصغير : «استأجر أرضاً فأحرقَ الحصائدَ فاحترَق شيء في أرض غيره لا يَضمَن».

وأما ما ذكر في شرح القُدوري أن ابنَ سَماعة قال : «ولو أن

__________________

(١) هو القطن.

(٢) هو اليوم الثالث من أيام النحر ، لأنهم ينفرون من منى.

(٣) تحتها في الأصل : «وهي». وجاءت في ع : وهي.

(٤) قوله : «في الأرض» ساقط من ع.

٢٠٥

رجلاً زرَع في أرضه ثم حصدَه وبقي من حصاده وجِلّه مَرعىً (١) فله أن يمنع هذا ويَبيعه لأن الحصاد نبَت بزرعِه» ففيه توسُّع ؛ وذلك أن الحصاد مصْدر في الأصل كما ذكرتُ ، وقد نطق به التنزيل (٦٥ / ب) في قوله [سبحانه](٢) : «وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصادِهِ» ثم سمي به الزرع المحصود. قال الأعشى :

له زَجَلٌ كحفيفِ الحصَا

دِ صادَف بالليل ريحاً دَبُوراً (٣)

ثم سمّي به ههنا (٤) ما بقي في الأرض. وأما الأول فمَتوجِّه كالجِلّ.

و (أحْصَد) الزرعُ و (استحصَد) حان له أن يُحصَد ، فهو (مُحْصِد) و (مستحصِد) بالكسر ، والفتحُ خطأٌ.

حصر : (الحَصْر) : المنْع ، من باب طلب ، ومنه (الحُصْر) بالضم ، من الغائط ، كالأُسْر من البول ؛ وهو الاحتباس.

و (الحَصَر) بفتحتين : العِيُّ وضيق الصدر.

والفعل من الأول : (حُصِر) مبنياً للمفعول فهو (محصور) ومن الثاني : (حَصِرَ) مثل لبِس ، فهو (حَصِرٌ). ومنه : «إمامٌ حَصِرَ فلم يَستطع أن يقرأ» وضمُّ الحاء فيه خطأٌ.

ويقال : (أُحصِر الحاجُّ) إذا منَعه خوف أو مرض من الوصول لإتمام حجّه أو عُمرته. وإذا منعه سلطان أو مانعٌ قاهرٌ في حَبْسٍ أو مَدِينةٍ ، قيل (حُصِر) ، هذا هو المشهور ، وقول ابن عباس :

__________________

(١) الجل «بالكسر» : قصب الزرع إذا حصد. وفي ع «رعي» بكسر فسكون بدل «مرعى».

(٢) من ع. والآية من سورة الأنعام ١٤١ : (كُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ إِذا أَثْمَرَ وَآتُوا ...).

(٣) ديوانه ٩٩ وفيه «لها جرس».

(٤) سقطت «ههنا» من ع.

٢٠٦

«لا حَصْرَ إلا حَصْرُ العدوّ».

قال الأزهري (١) : فَجَعَله (٢) بغير ألف جائزاً بمعنى قوله تعالى : «فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ» (٣).

و (الحَصير) المَحْبِس ، ورجل (حَصور) : لا يأتي النساء ، كأنه حُبس عما يكون من الرجال.

حصص : (حَصَّني) من المال الثُلثُ أو الرُبع : أي أصابني وصار في حِصَّتي. وأخذتُ ما (يَحُصُّني) ويخُصّني.

و (تحَاصَ) الغَريمان أو الغُرَماء : أي اقتسموا المالَ بينهم حِصصاً.

ورجل (أحَصُ) : لا شَعْر له. و (حُصاص) الحمار : شدّة عَدْوِه. وقيل : ضُراطُه (٤).

حصرم : في جمع التفاريق : «الكِشْمِش : زَبيبٌ لا حِصْرم له» أي لا عَجَم له (٥) ، وفيه نظر لأن (الحِصْرِم) أول العنب النِيءُ الحامضُ باتفّاق (٦٦ / أ) أهل اللغة.

حصن : (الحُصْن) بالضم : العِفّة ، وكذا (الإحصان).

وأصل التركيب يدل على معى المنْع.

ومنه (٦) (الحِصْن) بالكسر ، وهو كل مكان مَحْميٍّ مُحْرَزٍ لا يُتوصَّل إلى ما في جَوفه ، وبه سمي والد (عُيينةَ بنِ حِصنٍ) الفَزاريّ ، و (كَنّازٍ بن حِصنٍ) الغنَويّ.

__________________

(١) التهذيب ٤ / ٢٣٣.

(٢) في ع بسكون العين مصدراً ، ورفع «جائز» بعده. وما في الأصل هو المرافق للتهذيب.

(٣) البقرة ١٩٦.

(٤) انظر المختار «حصص» في تفسير الحصاص.

(٥) سقطت «له» من ع ، ط.

(٦) في الأصل «مه» وأثبت ما في ع ، ط.

٢٠٧

وبتصغيره سمّي (حُصَين بن عبد الله) في حديث القَرْطَا (١).

وحُضَير تصحيف.

وأما (سفيان بن حُصين) كما ذكر خُواهَرْزاده في حديث صوم التطوع وقال : ضعّفه الشافعي ، فالصواب : سفيان بن حسين ، بالسين ، كما في تاريخ البخاري ، وهو مؤدِّب المَهْديّ. وقال صاحب الجَرْح عن يحيى بن مَعِين : هو ثقة (٢) ، وعن والده : هو صالح الحديث يُكْتَب حديثُه ولا يُحتجّ به.

وقد (حَصُن) المكان (حَصانةً) فهو (حَصِين). وبه كُني (أبو حَصِين) عثمان بن عاصم بن حَصِين الأسديُّ ، [يروي](٣) عن ابن عباس وابن الزبير والنخَعي ، وعنه الثوريُّ وشُعبة وشَريكٌ. وضم الحاء تحريف ، عن ابن ماكولا وغيره (٤). وفي نسخةِ سَماعي من السِيَر ومتْن الأحاديث : أبو الحُصَيْن عن الشَعْبي ، وعنه الثوريُّ ، وهو (٥) من باب مَبْعث السرايا.

و (حصَّنه) صاحبه و (أحْصنه). ومنه : «لنُحصنكم من باسكم» أي لِنَمْنعكم ونحرّركم (٦).

وإنما قيل للعفَّة (حُصْنٌ) لأنها تُحصِن من الريبة. وامرأَة (حاصِنٌ) و (حَصانٌ) بالفتح ، وقد (أحْصَنت) إذا عَفَّت ، و (أحْصَنها) زوجُها : أعفَّها ، فهي (مُحصَنة) بالفتح. و (أحْصَنت) فرْجها فهي (مُحصِنة) بالكسر.

__________________

(١) كتب تحتها في الأصل : «موضع». ولم يذكره ياقوت والبكري. ط : القرطاس.

(٢) ع : إنه ثقة.

(٣) من ع.

(٤) من قوله : «وضم الحاء إلى قوله : «وغيره» مؤخر في ع إلى ما بعد قوله : «مبعث السرايا» ...

(٥) ع : وهي.

(٦) ع : «ليحصنكم ... ليمنعكم ويحرركم» ، للغائب المفرد. وتحرير الرقبة : عنقها.

٢٠٨

وأريد (بالمحصَنات) ذواتُ الأزواج في قوله تعالى : «وَالْمُحْصَناتُ مِنَ النِّساءِ إِلَّا ما مَلَكَتْ أَيْمانُكُمْ» (١). والحرائرُ في قوله : «وَمَنْ (٢) لَمْ يَسْتَطِعْ مِنْكُمْ طَوْلاً أَنْ يَنْكِحَ الْمُحْصَناتِ». والعَفائفُ في قوله : «وَالْمُحْصَناتُ مِنَ الْمُؤْمِناتِ ، وَالْمُحْصَناتُ (٦٦ / ب) (مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ)(٣) ، يعني الكِتابيّات.

و (شرائط الإحصان) في باب الرَجْم عند أبي حنيفة ستّ : الإسلام ، والحرّية ، والعقل ، والبلوغ ، والتزوّج بنكاح صحيح ، والدخول. وفي باب القذف : الأربَعُ الأُوَل والعفّة.

و (الحِصان) بالكسر : الذكَر من الخيل ، إمّا لأن ظهره كالحِصْن لراكبه ، ومنه :

أنّ الحُصونَ الخيلُ لا مَدَرُ القُرى )

وإمّا لأن ماءه مُحْصَن مُحْرزٌ يُضَنّ به فلا يُنزَى إلّا على حِجْر كريمةٍ (٥) ، والجمع (حُصُنٌ) بضمَّتين.

حصي : في الحديث «من أحصاها دخل الجنة» أي من ضَبطها علماً وإيماناً.

«بيعُ الحصاة )» في (نب). [نبذ].

__________________

(١) النساء ٢٥.

(٢) في الأصل وحده : «فمن» والصواب ما أثبت ، والآية من سورة النساء «٢٥».

(٣) المائدة «٥».

(٤) هذا عجز بيت للأسعر الجعفي ، من شعراء الجاهلية ؛ وصدره : «ولقد علمت على توقي الردى». وله خبر انظره في الأساس «حصن».

(٥) ع : «كريم». والحجر : الأنثى من الخيل.

(٦) ع : الحصا ،

٢٠٩

[الحاء مع الضاد]

حضر : (حضَر) المكانَ و (احتضَره) شهِده. و (الحاضِر) و (الحاضِرة) الذين حضروا الدارَ التي بها مجتَمعهم. ومنه (حضيرة التمر) للجَرِين (١) ، عن الأزهري ، عن ابن السكّيت ، عن الباهلي ، لأنه (يُحْضَرُ) كثيراً. وهكذا في زكاة «التجريد» [لأبي الفضل الكرماني](٢) وحصولهِ في (الحَضائر) ، وفي الكرخي بالظاء. وهو تصحيف. وفي الصحاح وجامع الغُوري بالصاد غيرَ معْجمة من الحَصْر : الحَبْس ، وله وجْه ، إلا أن الأوّل أصح (٣).

و (احتُضِر) : مات ، لأن الوفاة حضرتْه أو ملائِكة الموت.

ويقال : فلان (مُحْتَضَر) أي قريب من الموت. ومنه : «إذا احتُضر الإنسان وُجِّه كما يوجَّه في القبر».

و (حَضُورُ) : من قُرى اليمن (٤).

حضرم : (الحَضْرَميّ) منسوب إلى حضْرَموت ، وهي بُلَيدة صغيرة في شَرقيّ عدَنَ.

حضن : (الحِضْن) : ما دون الإبط. ومنه حديث أُسَيْد ابن حُضَيْر : «لولا رسول الله عليه‌السلام لأنفَذْتُ حِضْنَيك» أي لخرَّقت جَنبيْك ، و «خُصْيَيْك» (٥) تصحيف.

__________________

(١) الموضع الذي يجفف فيه التمر.

(٢) من ع. وهو عبد الرحمن بن محمد ، انتهت إليه رياسة المذهب الحنفي بخراسان. توفي سنة ٥٤٣ ه‍. وانظر كشف الظنون ١ / ٣٤٥.

(٣) وردت هنا في ط عبارة لا مكان لها ، وسترد في النسخ جميعاً في مادة «خصر» ، من عند : «وقوله نهى عن احتضار» إلى قوله : «وهذا يكون الأصح».

(٤) وهي من أعمال زبيد «ياقوت».

(٥) ع : وخصيتك.

٢١٠

و (الحاضنة) : المرأة توكَّل بالصبي فترفعه وتُربّيه. وقد (حضَنَت) ولدَها (٦٧ / ا) (حضَانةً) من باب طلب.

و (حضَن) الطائر (بيضَه حَضْناً) إذا جَثم عليه يكْنفُه (بحضْنَيه). وحمامةٌ (حاضِنٌ). وفي بُرْجِ الحمام (مَحاضِنُ) : وهي مواضعها التي تَبيض فيها ، جمع (مَحْضَنٍ) قياساً.

و «احتَضَنت الدجاجةُ» : غيرُ مسموع. وأما قوله : «ولو غَصب بَيْضةً وحضَنَها تحت دجاجة له (١) حتى أفرخَت» أي وضَعها تحتها وأجلسها عليها (٢) ، فإن كان محفوظاً فعلى الإسناد المجازي (٣) كما في : بنى الأمير المدينة ، وإلا فالصواب التشديد.

[الحاء مع الطاء]

حطب : (الحطَب) معروف ، وقوله : «ما زرع وغَرس فهو بينهما نِصفان كذا وكذا وأصولُ الكرم وعِيدانُه وحطَبُه» أي ما يَبِسَ منه ، أوْ مالا يُنتفَع به إلا في النار.

و (حَطَبه) جمَعه ، من باب ضرَب. وباسم فاعله سمّي (حاطب ابن أبي بَلْتَعة) وكان حازماً ، وفيه جرى المثَل : «صَفْقةٌ لم يَشْهَدها حاطب )». وقوله : «رُخِّص في دخول مكّة (للحطّابة)» أي للجماعة الذين يَحطِبون.

و (حطَب) بفلان : سعَى به ووشَى ، من (الحَطَب) بمعنى النميمة في قوله تعالى : «حَمَّالَةَ الْحَطَبِ )» ، على أحد القولين.

و (حطَب) عليه بخَيْر : أوْردَ عليه خيراً. وعلى ذا قولُه في

__________________

(١) سقطت «له» من ع.

(٢) قوله : «عليها» ليس في ع.

(٣) في قوله : «حضنها».

(٤) مجمع الأمثال ١ / ٣٩٤.

(٥) المسد : ٤(وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ ، فِي جِيدِها حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ).

٢١١

كتاب أمان السلطان : «بِسَعْي واشٍ وحاطبٍ عليك» إمّا تضمين أو سهْو (١).

حطط : (حَطَّ) من الثمن كذا : أسْقَط. واسمُ المحطوط : (الحَطيطةُ).

[الحاء مع الظاء]

حظر : (الحَظْر) المنْع والحَوْز. ومنه (حظيرة) الإبل.

و (المحظُور) خِلاف المُباح لأنه ممنوع منه ، ويقال (احتظَر) إذا اتّخذ حظيرةً لنفسه ، و (حَظرَ) لغيره. وقولهم (٢) «كان هذا زمانَ التحظير» إشارةٌ (٦٧ / ب) إلى ما فعل عمر رضي‌الله‌عنه من قسمة وادي القُرى بين المسلمين وبين بني عُذرة وذلك بعد إجلاء اليهود ، وهو كالتاريخ عندهم.

[الحاء مع الفاء]

حفد : (الحَفْدُ) الإسراع في الخدمة ، ومنه «تسعى ونَحفِد» ). أي نعمل لله بطاعته.

و (الحفَدة) الخدَم والأعوان. ومنه قيل لأولاد الابن أوْ لولد الولد (حَفّدة).

حفر : (الحَفْر) : مصدر (حفَر) النهرَ. ومنه : [فم](٤) فلانٍ (محفورٌ) حفَره الأُكالُ.

__________________

(١) فحق الكلام : «حاطبٍ به» أو أنه ضمنه معنى «عدا» أو «ظلم».

(٢) أي قول الفقهاء.

(٣) في دعاء القنوت.

(٤) في الأصل وط : «ومنه فلان» والتكملة من الأساس. وفي ع : «ومنه سن محفور» وإنما السن مؤنثة.

٢١٢

و (حَفَرتْ) أسنانُه فسَدتْ وتأكلَّت. و (حَفِرت (١) حفَراً) لغةٌ.

و (الحَفِيرة) الحُفْرة. وقوله : «حفَر موضعاً من المعدِن ثم باع (الحَفِيرة)» أي ما حُفِر منه.

و (حَفِيرٌ) و (حَفِيرةُ) موضعان ، عن الأزهري (٢). وقيل : بين الحفير وبين البصرة ثمانيةَ عشر ميلاً. وعن شيخنا : (الحُفَيْرة) بالضم موضع بالعراق في قولهم : «خَرج من القادسية إلى الحُفَيْرة».

و (المحْفُوريّ) منسوب إلى (محفور) بلَيدةٍ على شطّ بحر الروم يُنسج (٣) فيها البُسُط. و «العَين» تصحيف.

«أو حافرٍ» ) في (خف). [خفف]

حفز : في الحديث : «اذا صلّت المرأة (فلتَحْتَفِز)» أي فلتَتضامَّ كتَضامّ (المحتفِز) وهو المستوفِز ، افتعال ، من (حفَزه) إذا حرّكه وأزعجه.

حفش : (الحِفْش) البيت الصغير ، وهو في حديث المتوفَّى عنها زوجُها : «دخلتْ (حِفْشاً)».

وفي حديث عامل الصدقة : «هلّا جلَس في حِفش أمّه» وهو مستعار من (حِفْش المرأَة) وهو دُرْجها.

حفظ : (حَفِظَ) الشيءَ (حِفظاً) : منعَه من الضياع.

وقولهم : «الحِفظ خلافُ النسيان» من هذا.

وقد يُجعل عبارةً عن الصَوْن وتركِ الابتذال ، يقال : فلان يحفظ

__________________

(١) ع : وحفر.

(٢) تهذيب اللغة ٥ / ١٦ ، ويطلق هذان الاسمان على مواضع كثيرة ، انظرها في معجم البلدان.

(٣) ع : تنسج.

(٤) وذلك قوله : «لا سبق إلا في خف أو حافر».

٢١٣

نفسَه (٦٨ / ا) ولسانه ، أي لا يبتَذِله (١) فيما لا يَعنيه. وعليه قوله تعالى : «ذلِكَ كَفَّارَةُ أَيْمانِكُمْ إِذا حَلَفْتُمْ وَاحْفَظُوا أَيْمانَكُمْ (٢)» ، في أحد الأوجُه أي صُونوها ولا تبتذِلوها ، والغَرض صَونُ المُقْسَم به (٣) عن الابتذال. وبيانُه في قوله [تعالى](٤) : (وَلا تَجْعَلُوا اللهَ عُرْضَةً لِأَيْمانِكُمْ) (٥) أي معرَّضاً لها فتبتذِلوه (٦) بكثرة الحلِف به لأنه أمرٌ مذموم [ولذا قال الله تعالى : (وَلا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَهِينٍ) (٧).

فجعل الحَلّاف عُنوانَ الأوصاف المذمومةِ](٨) ويعضُد هذا الوجهَ مجيئه بالواو (٩) دون الفاء ، وعليه بيت كُثيّر :

قليلُ الألايَا ، حافظٌ ليمينِه

وإن بدَرتْ منه الأليّة بَرَّتِ (١٠)

أي لا يُولِي أصلاً بل يتحفّظ ويَتصوَّن ، ألا تَرى كيف قرّرَ بذلك أن القِلّة فيه بمعنى العدَم كما في بيت الحماسة :

قليلُ التشكّي للمُهِمّ يُصيبه

كَثيرُ الهوى شَتَّى النوى والمسَالِك (١١)

وبهذا دخل البيتان في باب المدح ، على أنك لو حَملْت القلّة على الإثبات ، والحِفظَ على مراعاة اليَمين لأداء الكفَّارة كما زعموا لم تَحْلَ بطائل قطّ من قوله : «وإن بدَرتْ» ، وهذا ظاهر لمن تأمل.

و «بدرت» ، بالباء ، من قولهم : بدَر منه كلام ، أي سبَق ، والبادرة : البديهة.

__________________

(١) في هامش الأصل : «لا يبتذلهما».

(٢) المائدة ٨٩.

(٣) وهو الله سبحانه.

(٤) من ع. وفي ط : قول الله تعالى.

(٥) البقرة ٢٢٤.

(٦) قوله : فتبتذلوه» ليس في ع.

(٧) القلم ١٠.

(٨) ما بين مربعين من هامش الأصل عن نسخة أخرى. وهو مثبت في ط وأوله : «ومنه قوله تعالى ...».

(٩) يعني قوله : واحفظوا.

(١٠) العجز ساقط من ع. والبيت في ديوان كثير ٢ / ٢٢٠ «ط : ١٩٣٠» واللسان «ألو» وطلبة الطلبة «٦١».

(١١) عجزه ليس في ع. والبيت لتأبط شراً من قصيدة في الحماسة «١ / ٩٤ «مرزوقي».

٢١٤

حفف : (حفَّت) المرأة وجهَها : نَتفتْ شعْرَها (١) (حَفّاً) ومنه حديث عائشة أنّه (٢) سألتها امرأةٌ عن (الحَفّ) فقالت (٣) : أميطي الأذى عن وجهِك.

حفل : (المحفَّلة) الناقة أو البقرة أو الشاة التي حُفّل اللَبنُ في ضرعها أي جُمع بتَرك حَلْبها ليغترّ بها المشتري فيزيدَ في الثمن.

حفن : (الحَفْنة) ملء الكفّ.

حفي : (حَفِيَ) مشى بلا خُفّ ولا نعْل (حَفاءً) بالمدّ.

وأما (الاحتفاءُ) في معناه (٤) كما جاء في حديث عمر رضي‌الله‌عنه فلم أجده أنا. و (الحافي) خلاف الناعل والجمع (حُفاةٌ). و (حَفِيَ) قَدمُه : رقَّت من كثرة المشي (حَفاً) بالقصر فهو (حَفٍ).

و (حَفِيَ به (٦٨ / ب) حَفاوةً) أشفق عليه وبالَغ في إكرامه ، وهو (حَفِيٌ به). ومنه حديث عمر رضي‌الله‌عنه في الحجر الأسود : «رأيت أبا القاسم بك حَفِيًّا».

و (أحفَى) شاربه : بالَغ في جَزّه. ومنه (احتَفى البقْلَ) إذا أخذه من وجه الأرض بأطراف أصابعه من قِصَره وقلَّته.

وعليه حديث المضطر الذي سأل رسول الله عليه‌السلام : متى تَحِلّ لنا الميْتة؟ فقال : «ما لم تَحْتَفُوا بها بقْلاً فشأنَكُم بها».

وروي «تَحتَفِئوا» بالهمز من الحَفأ (٥) وهو أصل البَرْدِيّ أي (٦)

__________________

(١) ع : شعره.

(٢) في ط «أنها» بدل «أنه».

(٣) ع : «سألته امرأة عن الحف فقال عليه‌السلام».

(٤) قوله : «في معناه» ساقط من ع.

(٥) في الأصل : الحفاء ، «ممدوداً» والتصويب من ع واللسان «حفأ» ، فهو مهموز مقصور.

(٦) سقطت «أى» من ع.

٢١٥

تقْتلعوه بعينه فتأكلوه. وروي «تَحْتَفوا» من حفّ الشعرَ ، وروي «تَجتفِئوا» بالجيم مهموزاً من اجتفأتُ الشيءَ ، إذا قلعتَه ورميتَ به ، ومنه الجُفاء. وروي «تَخْتَفُوا» من اختفى الشيءَ إذا استخرجه ، ومنه المختَفي : النَبّاش.

وأنكر أبو سعيد الهمزةَ مع الجيم والحاءِ وقال : الاجتفاء كَبُّكَ الآنية (١). وأما الاحتفاء من الحَفأ فالبَرديّ ليس من البقول وهو لا يكون ببلاد العرب أصلاً (٢).

وتمام الحديث بتفسيره في (صب) (٣).

[الحاء مع القاف]

حقف : (الحِقْف) الرمْل المعوجّ. ومنه ظَبْيٌ (حاقفٌ) أي مُنْطَوٍ منعَطِفٌ ، وقيل في أصل الحِقف ).

حقق : هو (حقيق) بكذا ، وأنت حقيق بأن تفعل كذا ، و (محقوق به) أي خَليق. وقوله : «إنّ ديناً يكون العدل فيه بهذه المنزلة لحقيق أن يكون حقاً» على حذف الباء.

و (الحِقّ) من الإبل : ما استَكْمَل ثلاث سنين ودخل في الرابعة و (الحقة) الأنثى ، والجمع (حِقاق). وفي الحديث : «وشرُّ السَيْر (الحَقْحَقةُ)» ، وهي أرفع السير وأتعبه للظَهر.

__________________

(١) الذي في اللسان : «جفأ البرمة (أي القدر) في القصعة جفئاً : أكفأها أو أمالها فصب ما فيها ، ولا تقل أجفأتها» ثم ذكر أن الثانية لغة قليلة

(٢) كلمة «أصلاً» ليست في ع.

(٣) لم يرد الحديث ولا تفسيره في حرف الصاد ، وهو يريد مادة «صبح» لأن نص الحديث : «ما لم تصطبحوا أو تغتبقوا أو تحتفوا .. الخ». انظر الفائق «١ / ٢٩٤» والنهاية واللسان «جفأ».

(٤) أي إنما يقال : «ظبي حاقف» إذا كان في أسفل الحقف.

٢١٦

حقل : (٦٩ / ا) (المحاقَلة) بيع الطعام في سُنبله بالبُرّ ، وقيل : اشتراء الزرع بالحنطة. وقيل : بيعُ الزرع قبل بُدُوِّ صلاحه (١) ، من (الحَقْل) وهو الزرع ، وقد (أحْقَل) إذا طلع رأْسُه ونَبتَ ، وقيل : المُزارَعة بالثُلث والربع وغيرهما ، وقيل : كراءُ الأرض بالحنطة.

حقن : (حَقن) اللبنَ جمَعه في السِقاء. ومنه : (حقن دمه) : إذا منعه أن يُسفَك ، وذلك إذا حلّ به القتْلُ فأنقْذه.

و (حقَنْ بَولَه) حَبسه وجمعه ، ومنه الحديث : «لا رأْيَ (لحاقنٍ) ولا حاقبٍ ولا حازق» هكذا في غريب القُتَبي ، (فالحاقن) الذي به بَول كثير ، والحاقب : المحصور ، والحازق : الذي ضاق خُفّه فحزَق قدَمه ، أي ضغظها. وأما «الحاقِز» ـ كما في الأكمل ـ فليس بشيء.

و (حقن) المريضَ : داواه بالحُقْنة ، وهي دواء يُجعل في خريطةٍ من أَدَمٍ يقال لها : (الْمِحْقَنة). وقوله في الواقعات : «رجل أدخل الحُقْنة ثم أخرجها لا وُضوء عليه» : أراد أنبوب المِحْقَنة فتوسَّع في الكلام (٢).

و (احتقَن) بنفسه : تَداوى بها. وقوله : «لا بأس أن (٣) يُبدي ذلك الموضع للمحتقِن» صوابه «للحاقِن». وقولهم : «احتقَن الصبيُّ بلَبن أمه» بعيدٌ ، و (احتُقِن) بالضم غيرُ جائز ، وإنما الصواب (حُقِنَ) أو عُولِجَ بالحُقْنة.

[الحاء مع الكاف]

حكر : (الاحتكار) حَبْس الطعام للغلاء ، والاسم (الحُكْرة).

__________________

(١) ع : قبل صلاحه.

(٢) أي توسع حين حذف المضاف وأقام المضاف إليه مقامه.

(٣) ع ، ط : بأن.

٢١٧

حكك : (الحَكّ) القَشْر ، ومنه (الحِكّة) بالكسر وهي كل (ما تحُكُّه) كالجرب ونحوه ، وقد جُعلت في باب الطهارة عبارةً عن القَمَل (١) أو كنايةً عن القمْل ، وقولهم (٢) : «الإثم ما حَكَ في صدرك» أي أثّر فيه وأوْهَم أنه ذنْب لعدم انشراح الصدر به.

ومن روى «صَدْرَكَ» (٣) فقدْ سَها.

حكم : حكم له عليه بكذا (حُكْماً). وقوله في الدار يرتدّ أهلها (٦٩ / ب) فتصير «محكومةً» بأنها دار الشِرك : الصواب : «محكوماً عليها» ، و (الحَكَم) بفتحتين : الحاكم ، وبه سمي الحَكَم بن زهيرٍ خليفةُ أبي يوسف.

و (حكَّمه) : فوّض الحكْم إليه. ومنه (المحكَّم في نفسه) وهو الذي خُيّر بين الكفر بالله والقتْل فاختارَ القتْلَ. و (حَكَّمَتِ) الخَوارجُ : قالوا إن الحُكْمُ إلّا لله ، وهو من الأول.

و (الحِكْمة) ما يمنَعُ من الجهْل ، وأريدَ بها الزَبور في قوله [تعالى](٤) : «وَآتَيْناهُ الْحِكْمَةَ». وقيل : كلُّ كلامٍ وافق الحقّ.

و (أحْكَمَ) الشيءَ (فاستحكَم) وهو (مستحكِم) بالكسر لا غير. ومنه : «النوم في الركوع لا يَسْتَحْكِمُ».

[الحاء مع اللام]

حلب : (حلَب) الناقة (حَلْباً). و (أحْلَبه) أعانه

__________________

(١) القمل «بفتحتين» : مصدر قمل رأسه ، من باب طرب «المختار».

(٢) ع : «وقوله» وهو الأحسن ، لأن ذلك القول حديث كما في النهاية ١ / ٤٧٠ وروايته : «الاثم ما حك في نفسك».

(٣) أي بحذف حرف الجر «في» وجعل الفعل متعدياً.

(٤) من ع ، ط. والآية رقمها «٢٠» من سورة ص : (وَشَدَدْنا مُلْكَهُ وَآتَيْناهُ الْحِكْمَةَ وَفَصْلَ الْخِطابِ) وقد أكملت الآية في ع.

٢١٨

في (١) الحَلْب ، ثم عَمّ. و (الحَلَبُ) محرَّكاً لا غير : اللبَنُ المَحْلوب ، و (الحلوبة) ما يُحلَب ). وناقة (حَلُوبٌ).

و (الحُلْبة) ) هذا الحَبّ المعروف.

و (الحَلْبة) في (جل). [جلب].

حلس : (الحِلْس) : كساءٌ يكون على ظهر البعير تحت البَرْذعة ويُبسَط في البيت تحت حُرّ المتاع ، ومنه : (استحلَس الخوفَ) : لزِمه.

حلف : (ذو الحُلَيفة) : ميقات أهل المدينة.

(حِلْفُ أبينا) في (نش). [نشد].

حلق : (الحَلْقة): حَلْقة الدِرع وغيرها. وفي حديث الزُهْرِي : «وعلى ما حمَلتِ الإبلُ إلا الحلقة» : السلاحُ كلّه ، وقيل : الدروع خاصةً. وقوله :

نُقْسم بالله نُسْلِمُ الحَلَقَة )

فالتحريك ضرورة وقيل لغة.

(حَلْقَى) في عق : [عَقر].

حلل : (حلَ) المنزلَ (حُلولاً) و (حالَ) صاحبَه : حلَ معه. ومنه (الحَليلةُ) الزوجةُ ، لأنها تُحالُّ زوجَها في فراش.

__________________

(١) ع : على.

(٢) ع : ما تحلب.

(٣) بضم الحاء ، واللام تضم وتسكن للتخفيف ، وهو حب يؤكل «المصباح».

(٤) أي لا نسلم ، وحذف «لا» بعد القسم قياسي كقوله تعالى ؛ (تَاللهِ تَفْتَؤُا تَذْكُرُ يُوسُفَ) وتمام البيت كما في الأساس : «ولا حريقاً وأخته حرقه» والبيت في اللسان أيضاً «حلق» ، وفيه : «الحرقة».

٢١٩

و (حلَ) العُقْدة (حَلًّا) من باب طلَب. وقوله : «الشفعة كحَلّ العِقال» مَثَلٌ في قِصَر المدّة لأنه سهل الانحلال ، ومعناه أنها تَحْصُل في أدنى مدّة كمقدار حَلّ العقال. وقد أبْعَد (٧٠ / ا) مَن قال إنها تذهب سريعاً كالبعير إذا حُلّ عِقالُه.

و (حلَّل) يمينه (تحليلاً) و (تَحِلّة) إذا حَلّها بالاستثناء أو بالكفّارة. و (تَحِلّةُ) القَسَم واليمين مَثلٌ في القِلّة ، ومنها «فتمسُّه النار إلّا تَحِلَّة القَسَم» (١) أي مَسّةً يسيرةً.

و (تحلّ) من يمينه خرج منها بكفّارة. و (تحلّل) فيها : استثْنى. وقول الأشعري : «ما تحَلَّلَ يميني على خَدْعة الجار» : إن كان الحديث محفوظاً فعلى تضمين : «ما انحلّ».

و (حَلَ) له الشيء (حِلًّا) (٢) فهو (حِلٌ) و (حَلالٌ) من باب ضرب. ومنه : «الزوج أحقّ برجعتها ما لم تَحِلَ لها الصلاةُ».

و (الحَلالُ) مما يَستوي فيه المذكر والمؤنث والواحدُ والجمع.

وأما قوله في الحجّ : «على أهل المدينة : إن صادُوا وهم مُحْرِمون فحكْمهم كذا وإن صادوا وهم (أحِلّةٌ) فحكمهم كذا» فكأنه قاسه على زمانٍ وأزمنةٍ ، ومكانٍ وأمكِنةٍ (٣).

و (أحَلّه) غيرُه و (حلَّله). ومنه «لعَن الله المحلِّلَ والمحلَّل له». وروي «المُحِلَ والمُحَلَ له». وفي الكرخي : «الحالَ» وهو مِن : حَلَ العقْدةَ. وإنما سمي مُحلِّلاً لقصده التحليلَ وإن كان لا يحصُل به ، وذلك (٤) إذا شَرطا الحلَ للأول بالقول على قول

__________________

(١) هذا جزء من حديث شريف وأوله : «لا يموت للمؤمن ثلاثة أولادٍ فتمه ....» (المختار : حلل).

(٢) ط : «حلالاً» ، وهو صحيح أيضاً ، يقال : حل له الشيء يحل «بالكسر» حلاً ـ بكسر الحاء ـ وحلالاً.

(٣) من قوله : «والحلال مما يستوي» إلى قوله : «وأمكنة» : ساقط من ع.

(٤) ع : ذلك «بلا واو».

٢٢٠