المغرب في ترتيب المعرب - ج ١

أبي الفتح ناصر الدين المطرّزي

المغرب في ترتيب المعرب - ج ١

المؤلف:

أبي الفتح ناصر الدين المطرّزي


المحقق: محمود فاخوري و عبد الحميد مختار
الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: مكتبة اسامة بن زيد
الطبعة: ١
الصفحات: ٤٩٥
الجزء ١ الجزء ٢

سبل : (السَبيل) يذكّر ويؤنث ، والمراد به في حديث عُبادة : «خذوا عنّي ، خُذوا عني فقد جعل الله لهن سبيلاً» (١٢٤ / ا) ما في قوله تعالى (١) : (حَتَّى يَتَوَفَّاهُنَّ الْمَوْتُ أَوْ يَجْعَلَ اللهُ لَهُنَّ سَبِيلاً) ، وذلك أن تَخْليدهنّ في الحبْس كان عُقوبتَهنّ في بدء الإسلام ثم نُسخ بالجَلْد والرَجْم.

ويقال للمسافر : (ابن السبيل) لملازمته إياه ، والمراد به في الآية (٢) المسافرُ المنقطعُ عن ماله. و (السابِلةُ) ) المختلِفة في الطُرقات في حَوائجهم ، عن علي بن عيسى ، وإنما أُنِّثَتْ على تأويل الجماعة بطريق النَسب.

و (سَبَّل) الثمرةَ جَعلها في سُبل الخير. و (السَبَل) بفتحتين : غِشاءٌ يغطّي البصَر ، وكأنه من (إسبال السِتْر) وهو إرساله.

و (السُنْبُل) معروف ، وبجمعه كُني ابن بَعْكَكٍ (أبو السَنابِل). و (سَنْبَل الزَرْعُ) خرج سُنبلُه. وأما (تَسَنْبلَ) فلم أجده.

و (سُنْبُلُ) بلَدٌ بالرّوم. وأما (سُنْبُلانٌ) فبلَدٌ آخَر بها أيضاً ، وبينهما عشرون فرسخاً ، عن صاحب الأَشْكال ، ومنها الحديث : «وعليَّ شُقَيْقَةٌ سُنبُلانيّة».

[السين مع التاء]

ستر : (السُتْرة) السِتْر ، وقد غلَبت على ما يَنْصِبُه

__________________

(١) في الأصل : «وقوله» والمثبت من ع ، ط. والآية من سورة النساء «١٥».

(٢) في سورة البقرة «١٧٧ ، ٢١٥» أو النساء «٣٦».

(٣) من قوله : «والسابلة» إلى قوله : «بطريق النسب» ساقط من ع.

٣٨١

المصلّي قُدّامَه من سَوْط أو عُكّازة.

و (سُتْرة السطح) ما يُبنى حوله ، ومنها قوله : «استأجَر حائطاً ليَبني عليه سُتْرةً». ومثله : «حائط بين اثنين ، لأحدهما عليه خشَبٌ ، ولِآخر عليه حائطُ سُترةٍ» ، وعن الحلوائي : أراد بها الظُلّة ، وهي شيء خفيف لا يمكِن الحملُ عليها.

ستق : (السَتُّوق) بالفتح : أردأُ من البَهْرج. وعن الكَرْخي : السَتّوق عندهم ما كان الصُفْرُ أو النحاسُ هو الغالبَ الأكثرَ.

وفي الرسالة اليوسفية : البَهْرَجة إذا غلبها النُحاس لم تُؤخذ ، وأما (السَتّوقة) فحرامٌ أخْذُها لأنها فلوس. وقيل : هي تعريب «سَهْ تُو» (١).

سته (١٢٤ / ب) «العَينانِ وِكاءُ (السَّهِ)» : المثْبَتُ في الأصول «العَينُ» على الإفراد ، و (السَّهُ) بتخفيف الهاء الاسْتُ ، وأصلها سَتَهٌ بدليل (أستاهٍ) في الجمع.

ورجل (أَسْتَهُ) و (سُتاهيٌ) عظيمُ الاسْت. ويُروى : «وكاءُ السَّتِ» على حذْف لامِ الكلمة. والأول على حذْف عينها.

ويقال «بِاسْتِ فلان» إذا استخفّوا به ومعناه : لَصِق العارُ بذلك الموضع. ومنه قول عصماءَ (٢) :

__________________

(١) بفتح السين ، كما في الأصل ، وفي ع بكسرها. وقوله «هي» : في ع ، ط : هو

(٢) في هامش الأصل : «اسم امرأة يهودية». وفي الحيوان «٥ / ٩٨» أنها امرأة من الكفار حرضت الأوس والخزرج حين نزل فيهم النبي (ص). وفي اللسان «أتى» أنها امرأة هجت الأنصار. وذكر محقق الحيوان أنها عصماء بنت مروان ، من بني أمية ابن زيد ، وكانت إحدى المنافقات في عهد الرسول (ص) وقالت الأبيات تعيب فيها الاسلام وأهله. وقد قتلها عمير بن عدي الخطمي في بيتها. وانظر الاستيعاب ٣ / ١٢١٨ ترجمة «عمير». والأبيات في السيرة ١ / ٦٣٧.

٣٨٢

فبِاسْتِ أبي مالكِ والنَّبيتِ (١)

وعَوفٍ وبِاسْتِ بني خَزرجِ

أطعْتُم أَتاويَّ من غيرِكم

فَلا مِنْ مُرادٍ ولا مَذْحِج

وتَرجُونه بسد قتل الرُءوسِ

كما يُرتَجى مَرَقُ المُنْضِج

ألا إنما نَبتغي غِرَّةً (٢)

فنَقطع عن أمَل المُرتجي

وهمزُتها للوصل وإثباتها في الخط هو الصواب. ولمّا وقع في النُسخ «فَبِسْتِ» بإسقاط الهمزة على لفظ الواصِل (٣) صُحِّفتْ إلى «فَبُسَّتْ» و «فَبِئْسَتْ» (٤) ثم فُسَّرت بتفسيرات (٥) عجيبة.

و «النَبيت» اسم قبيلة ، والثاء المثلّثة خطأٌ. «والآتيُّ» (٦) و «الأتاوِيّ» : الغَريبُ ، وإنما لم ينوِّنه ضرورةً ، وعنَتِ الملعونةُ به رسول الله عليه‌السلام ، وبالنَبِيت ومَذحِج قبائلَ الأنصار.

ويُروى : «تُرَجُّونه» بالتشديد ، تقول : تَرْجُون منه خيراً بعد ما قتَل رؤَساءكم؟

[السين مع الجيم]

سجسج : (يومٌ سَجْسَجٌ) إذا لم يكن فيه حَرٌّ مُؤْذٍ ولا قُرٌّ ، وكذا الليلُ.

سجد : (السُجود) وضْع الجبهة بالأرض. وعن أبي عمروٍ : (أَسْجَد) الرجلُ ، إذا طأْطأَ رأْسَه وانحنى. و (سَجد) وضَع جبهتَه بالأرض. ومنه (سجد البعيرُ) إذا خفض رأسه ليُركَب.

و (سجدت النخلةُ) مالَت من كثرة حَمْلها.

__________________

(١) حي في اليمن.

(٢) أي غفلة. وللبيت رواية أخرى.

(٣) كذا في النسخ. وفي هامش الأصل «الوصل» وكتب تحتها : «أصح».

(٤) ع : فبيست.

(٥) ع : تفسيرات.

(٦) بالمد كما في الأصل وفي ع «الأتي».

٣٨٣

وكل هذا مجاز ، بدليل التشبيه في قول حُميد بن ثور :

فُضولَ أزِمَّتها أَسْجَدتْ

سُجود النصارى لأربابِها (١)

وفي قول الأخْزَر الحِمّاني :

وكلتاهما خَرَّتْ وأسْجَد رأْسُها

كما سَجدت نَصْرانةٌ لم تَحنَّف (٢)

و (المسجد) بيت الصلاة ، و (المسجدان) مسجِدا مكّة والمدينة ، والجمع (المساجد).

وأما في قوله : «ويُجعل الكافورُ في (مَساجده)» فهي مواضع السجود من بدَن الانسان ، جمع (مَسْجَد) بفتح الجيم لا غير ، قال السَرَخْسي في شرح الكافي : «يعني بها (٣) جبهتَه وأنفه ويدَيه ورُكْبتيه وقَدميه» ، ولم يذكر القُدوريُّ الأنفَ والقدَمين.

و (السَجّادة) الخُمْرة (٤) وأثَرُ السجود في الجبهة أيضاً ، وبها سمي «سَجّادة» صاحبُ أبي حنيفة رحمه‌الله (٥).

سجر : (سجَر) التنّورَ : ملأَه (سُجوراً) وهو وَقُوده. و (سَجَره) أيضاً : أوقده بالمِسْجر (٦) وهي المِسْعَر ، من باب طلب. ومنه الحديث : «فإنها تُسْجَر فيها جهنّمُ (٧)» أي تُوقَد.

__________________

(١) ديوان حميد «٩٦» يصف نساءً والضمير في «أزمتها» للابل. وصواب رواية كلمة القافية : «لأحبارها». وانظر اللسان «سجد». وفضول : مفعول «لوين» في البيت قبله وهو :

فلما لوين على معصمٍ

وكف خضيب وأسوارها

(٢) أي لم تكن مسلمة. والبيت في اللسان «سجد» وروايته : «كما أسجدت». وأبو الأخزر أحد بنى عبد العزى بن كعب ، وهو راجز محسن مشهور. «المؤتلف ٦٦ واللسان : نصر» وهو يصف في البيت ناقتين طأطأتا رؤوسهما من الاعياء.

(٣) سقطت «بها» من ع.

(٤) الخمرة : سجادة صغيرة تعمل من سعف النخل.

(٥) من قوله : «والسجادة» إلى هنا ساقط من ع.

(٦) ع ، ط «بالمسجرة».

(٧) ط : نار جهنم.

٣٨٤

وقوله في الغَصْب : «جاء إلى تنُّورٍ رَأْسٍ وقد سُجّرتْ» بالتشديد للمبالغة ، والصواب ترك التاء لأن التنّور مذكر (١).

سجل : (السِجلّ) كتاب الحُكْم ، وقد (سَجَّل) عليه القاضي.

سجن : (السجن) واحد السُّجون. وفي حديث عمر رضي‌الله‌عنه أن رجلاً قال له : أَجِرْني (٢) من دمٍ عَمْدٍ. فقال : السِجْن ، رُوي بالنصب والرفع على تقدير : أُدخِلُك ، (١٢٥ / ب) أَوْلَكَ (٣).

وفي حديث المَقْبُريّ عن جدّه قال : «شهدت علِيّاً رضي‌الله‌عنه بالكوفة يَعرِض السُجونَ» أي : يَعرِض مَن فيها من المسجونين ، يعني يُشاهدهم ويُفحّص (٤) عن أحوالهم.

(٥) سجو ) : (سَجَّى) الميّتَ بثوبٍ : ستَره (تَسجِيةً).

[السين مع الحاء]

سحب : (السحاب) معروف ، وبه سُمّي عِمامتُه عليه‌السلام.

سحر : (السَحْر) الرِئة (٧) ، بفتح السين وسكون الحاء

__________________

(١) في هامش الأصل : «وللتاء وجه على إرادة النار للملازمة ، كقولهم : جرى النهر».

(٢) أي خلصني.

(٣) أي : لك السجن.

(٤) بتشديد الحاء كما في الأصل. وفي ع بفتح الياء والحاء وسكون الفاء.

(٥) ع : «سجى» والصواب ما أثبت لأن الفعل واوي اللام.

(٥) ع : «سجى» والصواب ما أثبت لأن الفعل واوي اللام.

(٦) أخرت كلمة «الرئة» في ع إلى ما بعد قوله : «وفتحها».

٣٨٥

وفتحها ، والمراد به في قول عائشة الموضعُ المحاذي للسَحْر من جَسدها.

و (سَحَره) خدَعه ، وحقيقتُه أصاب سَحْرَهُ. وهو (ساحرٌ) وهم (سَحَرة) وقول عمر رضي‌الله‌عنه : «أسَحَرةٌ أنتم؟ سألتمونى عن ثلاثٍ ما سألتُ عنه (١) رسول الله عليه‌السلام» الصواب : «ما سُئِلْتُ عنها منذُ سَألتْ عنها رسول الله عليه‌السلام» أو «سأَلتُموني عما سأَلتُ عنه رسول الله عليه‌السلام». وإنما جعلَهم سَحَرةً لحِذْقهم في السؤال وأنهم (٢) سأَلوه على الوجه الذي سأل هو عليه (٣) رسولَ الله عليه‌السلام.

و (السَحَر) آخر الليل ، عن الليث ، قالوا هو السُدس الآخِر ، وهما سَحَران : السَحَرُ الأعلى قبل انصداع الفجْر والآخرُ عند انصِداعه.

و (السَحُور) ما يؤكل في ذلك الوقت. و (تسحَّر) أكَل السَحور ، و (سَحَّرهُم) غيرُهم : أعطاهم السَحُورَ أوْ أطعمهم ، ومثْله : عَدّاهم وعَشّاهم ، من الغداء والعَشاء.

سحق : (سحَق) الدواءَ : دقَّه (٤). ومسْكٌ (سَحيق).

ومنه : «المجبوب (٥) يُسْحَقُ فيُنزِل».

ولعن الله (السحّاقات) (٦) وقيل : (مساحَقة) النساء لفظٌ مولّد.

وثوبٌ (سَحْقٌ) : بَالٍ ، ويضاف للبيان فيقال (سَحْقُ بُرْدٍ) و (سَحْقُ عمامةٍ) وعليه قوله : «اشترى سَحْقَ ثوبٍ» ، وقولُه : «من كان له سَحْقُ درهمٍ» (١٢٦ / أ) أي زائفٍ ، على الاستعارة.

__________________

(١) ط : «عنها». و «ما» اسم موصول : على هذه الرواية ، ونافية على الرواية الصحيحة التي تليها.

(٢) ط : أو أنهم.

(٣) أي على ذلك الوجه.

(٤) في ع جعل «سحق» و «دق» مصدرين مرفوعين أضيف أولهما إلى الدواء.

(٥) المجبوب : المقطوع الذكر.

(٦) في الأصل وحده «الساحقات» وكتب في الهامش : «السحاقات».

٣٨٦

سحل : «كُفّن رسول الله عليه‌السلام في ثلاثة أثواب بِيضٍ (سَحُوليّة) : هي منسوبة إلى (سَحُولَ) قريةٍ باليمن ، والفتحُ هو المشهور (١). وعن الأزهري بالضم (٢). وعن القُتَبيّ بالضم أيضاً إلا أنه قال : هو جمع (٣) (سَحْلٍ) وهو الثوب الأبيض ، وفيه نظر.

سحم : (الأسْحَم) الأسْود ، وبتأنيثه سمّيتْ أمّ شريك ابن (سحماء) في حديث المُلاعنة.

سحن : (سَحْنُون) بنونَين ، عن ابن ماكُولا ، قال : هو أبو (٤) سعيد التنوخيُّ قاضي إفِريقِيَةَ وفَقِيهُها. توفي سنة أربعين ومائتين (٥).

[السين مع الخاء]

سخب : (السَخّاب) والصَخّاب : الصَيَّاح ، من (السخَب) والصَخَب ، وهما اختلاط الأصوات ، والأصلُ السين.

سخت : في الأكمل : «عن سفيان بن (سَخْتان) ، من قال : إن المعوّذتين ليستا من القرآن لم يَكْفُر لتأويل ابن مسعودٍ رضي‌الله‌عنه» ، صحّ على «فَعْلان» بفتح الفاءِ على لفظ جمع (سَخْتٍ) وهو الصُلْب بالفارسية. كذا أُثبِت في النفي عن المستَغفريّ ولم أَجده في غيره.

__________________

(١) قوله : «والفتح هو المشهور» ساقط من ع.

(٢) التهذيب «٤ / ٣٠٥» وكذا ضبطها ياقوت بالضم فحسب.

(٣) ع : «بالضم أيضاً جمع سحل».

(٤) ط : «ابن» وانظر الاكمال ٤ / ٢٦٥. وهو عبد السلام بن سعيد الملقب بسحنون والمكني بأبي سعيد ، كان قاضي القيروان وانتهت إليه رياسة العلم في المغرب.

(٥) سقطت مادتا «سحم ، سحن» برمتهما من ع.

٣٨٧

سخخ : (السُّخّ) في (غو). [غور].

سخر : (السُخْرِيُ) من (السُخْرة) وهو (١) ما يُتَسَخَّر ، أي يُستعمل بغير أَجْرٍ.

سخبر : (عبد الله بن سَخبَرة) أبو مَعْمَرٍ الرازيُّ.

هكذا صحّ. وصَخْبَرةُ وشَجَرةُ : خطأ.

سخف : رجلٌ (سَخيف) وفيه (سُخْفٌ) وهو رقّة العقل ، من قولهم : «ثوب سَخيف» إذا كان قليلَ الغَزْل.

وقد (سُخفَ سَخافةً) و (سَخَّفْتهُ) نسبتُه (٢) إلى السُخْف ، قياساً على جَهَّلْتُه وفسَّقْتُه وسرَّقْتُه. ومنه قول المتكلمين في أن النبي عليه‌السلام مُنَزّهٌ عن الصغائر المسخِّفة كما عن الكبائر.

وعليه ما في المختصر : «لا تَجوز شهادة من يفعل الأفعال المُسَخِّفة» وهكذا بخط شيخنا وتصحيحه ، ويدل على صحة ذلك ما ذكره النضرويُّ في شرحه : لا يجوز مَن ومن ، أي من يأكل الربا ويقامر ولا من يفعل أفعالَ السُخف ). ويشهد له قول مشرِّحٍ (٤) آخر : لأن هذه أمور تدلّ على قُصور عقلِه. وأما (المسخَّفة) ـ بكسر الخاء وفتحها ـ ففي كلِّ منهما تمحُّلٌ (٥).

سخل : (السَخْلة) قيل : البَهْمَة.

سخم : (يُسخَّم) وجهُه : أي يُسوَّد ، من (السُخام) وهو سَواد القِدر ، وأما بالحاء من الأسْحَم الأسْودِ فقد جاءَ.

__________________

(١) ع ، ط : وهي.

(٢) ط : وسخفه نسبه.

(٣) بعدها في ط : يعني أهل السخف

(٤) ط : شارح.

(٥) من قوله : «وسخفته نسبته إلى السخف» إلى هنا : ساقط من ع وهو مثبت في ط وهامش الأصل وفي ذيله رمز «صح صح».

٣٨٨

سخن : (ماءٌ سُخْنٌ) ، بضم السين وسكون الخاء : أي حارٌّ ، و (سَخِينٌ) مثْله. وأما (السَخِينة) بالهاءِ فالحَسَاء.

و (التَساخينُ) الخِفافُ واحدها (تَسْخانٌ) و (تَسْخَنٌ) عن المبرّد ، والتاء فيهما مفتوحة ، وعن ثعلب : لا واحِدَ لها.

[السين مع الدال]

سدد : (سَدَّ) الثُلْمة (سَدّاً) ، ومنه (سِداد) (١٢٦ / ب) القارورة ، بالكسر.

و (السُدّة) البابُ أو الظُلّة فوقَه. ومنها قول أبي الدرداء (١) : «من يأتِ سُدَد السلطان يَقُم ويَقعُد».

وعن شُريح : «ما سدَدْتُ على (٢) لهَوات خصْمٍ قطّ» أي لم أَسْدُد عليه طريق الكلام ، وما منعْتُه أن يتكلم بما في ضميره. وفي الفائق (٣) عن الشعبى : «ما سَددْتُ على خصمٍ قطّ أي ما قطَعْتُ عليه».

ورُوي الأول بالشين المعجَمة وفُسّر بالتَقْوية (٤) ، وهو خطأ ، إلا أن يُقام مُقامَ لهَوات «عَضُدٌ» كما في قول محمد رحمه‌الله : «وليس ينبغي أن يَشُدّ (٥) على عضُده ولا يُلقِّنَه حُجَّته.

سدر : (السِدْر) شجر النَبِق ، والمراد به في باب الجنازة ورَقُه.

__________________

(١) وذلك حين أتى باب معاوية فلم يأذن له «الفائق ٢ / ١٦٧».

(٢) ع : عن.

(٣) الفائق ٢ / ١٧١.

(٤) قوله : «وفسر بالتقوية» ساقط من ع.

(٥) ع : يشد «ببنائه للمجهول».

٣٨٩

سدس : (السَّدَس) و (السَّدِيس) البعير في السنة الثامنة ، وأصلهما السِنُ (١).

سدل : (سَدل) الثوبَ (سَدْلاً) ، من باب طلب ، إذا أرسلَه من غير أن يَضُمّ جانبيْه. وقيل : هو أن يُلقيه على رأسه ويُرْخيَه على مَنكِبيه.

و (أَسْدَل) خطأٌ وإن كنتُ قرأْته في نهج البلاغة لأنّي كنت استقريتُ الكتُب فلم أجِده ، وإنما الاعتماد على الشائع المستفيض المحفوظ من الثقات ، من ذلك حديث ابن عمر أنه كان إذا اعَتَّم (سَدَل) عِمامتَه بين كَتِفيه. هكذا رُوي بطُرق كثيرة (٢).

سدن : (سِدانة) الكعبة : خِدْمتها. وهو (سادنٌ) من (السَدَنة) ، وهو في أولاد عثمان بن طلْحة بن أبي طلحة (٣).

[السين مع الراء]

سرب : (سَربَ) في الأرض : مضى ، و (سَربَ الماءُ) جرى (سُروباً). ومنه (السَّرْب) بالفتح في قولهم : «خَلّ سَرْيَهُ» أي (١٢٧ / ا) طريقَه. ومنه قوله [في السِير](٤) : «إذا كان مُخلَّى السَّرْب» أي موسَّعاً عليه غير مضيَّقٍ عليه. وقبله (٥) : «فإذا جاءَ مع المسلم وهو مكتوفٌ» أي مَشدود.

__________________

(١) أي أن الأصل فيهما ما بلغت سنه السادسة. وانظر طلبة الطلبة «١٦٦».

(٢) أي بروايات مختلفة.

(٣) ع : «وهي في أولاد عثمان ابن طلحة» وفي الأصل : «عثمان بن أبي طلحة». والمثبت من الاصابة.

(٤) من ط.

(٥) أي قبل هذا الكلام.

٣٩٠

و (السِرْب) بالكسر : الجماعة من الظِباء والبقر. و (السُّرْبة) بالضم : القطعة منها. ومنها : (سَرَّب عليَّ الخيلَ) إذا أرسلها (سُرَباً).

و (السَّرَب) بفتحتين : بيتٌ في الأرض ، فإذا كان له مَنْفَذٌ سمي نَفَقاً.

و (المَسْرُبة) بضم الراء : الشعر السائل من الصدر إلى العانة. ومنها الحديث : «كان عليه‌السلام دَقيقَ المَسْرُبة».

و (المَسْرَبة) بالفتح : مَجرى الغائط ومَخرجه. ومنها أنه عليه‌السلام سُئل عن الاستِطابة (١) فقال : أوَلا يَجِد أحدُكم ثلاثة أحجارٍ ، حجريْن للصَفْحتين ، وحَجراً للمَسْرَبة؟» الصفحتان : جانِبا المخرَج.

سرج : قوله : «الصُوَرُ على المسَارِج» جمع (مِسْرَجة) أو (مَسرجة) بالفتح : ما فيه الفَتيلة والدُهْن ، وبالكسر : التي تُوضَع عليها. وقيل على العكس.

و (السَرْج) واحد (السُروج) وبتصغيره سمي والِد أبي العباس أحمد بن (سُرَيْجٍ). وهو إمام أصحاب الشافعي في وقته.

و (سُرَيج) بن النعمان أبو الحسين البغدادي صاحبُ اللُّؤْلُؤ (٢) ، يَروي عن حمّاد بن سلمَة ، وعنه : (٣) سعيد بن أَشْوَع.

وفي المنتقَى : سُريج ) بن النعمان عن أبي يوسف ، وأما شُريح ابن النعمان ، بالشين المعجمَة والحاء ، فهو يَروي عن علي بن أبي طالب ، هكذا في الجَرْح والتعديل (٥).

__________________

(١) كتب تحتها في الأصل «استنجاء».

(٢) هو سريج بن النعمان بن مروان الجوهري اللؤلؤي مات سنة ٢١٧ ه‍ «خلاصة تذهيب الكمال ١ / ٣٦٥».

(٣) ع : وعن ، تحريف.

(٤) «الأصل : «شريح» والتصويب من ع ، ط.

(٥) قوله : «والتعديل» ساقط من ع ، ط. وشريح المذكور كوفي صدوق مات بعد سنة ١٠٠ ه‍.

٣٩١

و (سَرُوج) بلد (١).

سرح : (السَرْح) المال الراعي. ومنه : «أغار المشركون على سَرْحٍ بالمدينة (٢) وفيها ناقة رسول الله عليه‌السلام العَضْباء» وهو تسميةٌ بالمصدر ، يقال : (سَرَحَتِ) الإبلُ (١٢٧ / ب) إذا رعَتْ ، و (سَرَحَها) صاحبُها (سَرْحاً) فيهما ، و (سَرَّحها) أيضاً (٣) (تسريحاً) إذا أرسلها في المرعى. ومنه : «وسَرَّحوا الماءَ في الخندق».

و (تَسريح) الشعر : تخليص بعضِه من بعض ، وقيل : تَخليلُه بالمشط ، وقيل : مَشْطُه.

و (السِرْحان) الذئب ، ويقال للفجر الكاذب : (ذَنَبُ السِرحانْ) على التشبيه.

سرر : (السِرّ) واحد (الأسرار) وهو ما يُكْتم.

ومنه : (السِرّ) : الجِماعُ. وفي التنزيل : «وَلكِنْ لا تُواعِدُوهُنَ سِرًّا» (٤).

و (أسَرّ) الحديثَ : أخفاه ، وقوله : «ويُسِرُّهما» يعني الاستعاذة والتسمية. وأما «يُسِرُّ بهما» بزيادة الباءِ فسهْو.

و (سارَّهُ مُسارَّةً) و (سِراراً). وفي المنتقَى : «بَيْعُ السِرارِ أن يقول : أُخرِجُ يدي ويدَك (٥) فإن أخرجتُ خاتمي قبْلك فهو بَيع بكذا ، وإن أخرجت خاتمَك قبْلي فبكذا ، فإن أخرَجا معاً ، أو لم يُخرِجا جميعاً عادَا في الإخراج».

و (السُرّيّة) واحدة (السَراري) فُعْليّة ، من السرِّ :

__________________

(١) ذكر ياقوت أنه قريب من حران ، من ديار مضر.

(٢) ع : المدينة.

(٣) سقطت «أيضاً» من ع.

(٤) البقرة «٢٣٥».

(٥) ع : وتخرج يدك.

٣٩٢

الجِماعِ (١) ، أو فُعُّولة من السَرْوِ : السِيادةِ. و (التَسرّي) كالتَظنّي على الأول ، وعلى الثاني ظاهر ، والأول أشهَر.

وفي حديث عائشة «أنه عليه‌السلام دخل عليها تَبْرُق (أسارير) وجهِه» جمْع (أسرارٍ) جمْع (سِرَرٍ) أو (سِرٍّ) وهو ما في الجبهة من الخُطوط ، والمعنى أن وجهه يلمع ويُضيءُ سروراً.

سرط : (سَرِطَ) الشيءَ و (استَرطَه) ابتلَعه.

سرع : (الإسراع) : من السرعة. وفي حديث الزُهْري : «كان رجلٌ (٢) مِنّا نازلاً وقومٌ يَرْعَون حوله فطردَهم فنهاه رجلٌ من (١٢٨ / ا) المهاجرين فأسرع إليه» أي الرجلُ النازلُ غَضِبَ على المهاجريّ حين نهاه ، يعني أسرع في الغضب أو اللَوْم أو الشَتْم.

وفي حديث ذي اليدَيْن : «فخرج سَرَعانُ الناس» أي أوائلهم ، فَعَلانُ ، بفتحتين ، من السرعة.

سرف : قوله تعالى : «فَلا (يُسْرِفْ) فِي الْقَتْلِ» (٣) أي الوَلِيُّ لا يَقْتُلْ غيرَ القاتل ولا اثنيْن والقاتلُ واحدٌ. وقيل : (الإسْراف) المُثْلة (٤).

و (سَرِفٌ) بوزن كَتِفٍ : جبلٌ بطريق المدينة (٥).

سرق : (سَرَق) منه مالاً ، و (سرَقَه) مالاً (سَرِقاً) و (سَرِقةً) إذا أخذه في خفاءٍ وحِيلةٍ (٦) ، وفتْح

__________________

(١) ط : من السر والسر والجماع.

(٢) غ : رجلاً ، خطأ.

(٣) الاسراء «٣٣».

(٤) المثلة : تقطيع بعض الأعضاء أو تسويد الوجه.

(٥) في معجم البلدان : «وهو موضع على ستة أميالٍ من مكة ... تزوج به رسول الله «ص» ميمونة بنت الحارث وهناك بنى بها وهناك توفيت».

(٦) ع : أو حيلة.

٣٩٣

الراء في «السَّرِق) ) لغةٌ. وأما السكون فلم نسمعه. ويسمّى الشيءُ المسروق (سَرِقةً) مَجازاً. ومنه قول محمد : «وإذا كانت السَرِقةُ صُحفاً» (٢).

و (سُرَّقٌ) على لفظ جمْع سارق : اسم رجل ، وهو الذي باعه رسولُ الله عليه‌السلام (٣) في دَيْنه وهو حُرّ.

سردق : (السُرادِق) ما يُدار حول الخَيْمة من شُقَقٍ بلا سَقْف.

سرول : حَمامٌ (مُسَرْوَلٌ) : في رجلَيه رِيش كأنه سَراوِيلُ.

سرو : (السَرْوُ) سَخاءٌ في مُروءة. وقد (سَرُوَ) فهو (سَرِيّ) وهم (سَراة) و (سَروَاتٌ) أي ساداتٌ. ويُنشَد :

وهانَ على سَراة بني لُؤَيّ

حَريقٌ بالبُوَيْرة مُستطيرُ (٤)

عنَى ببني لؤَيّ قريشاً. و «والبُوَيرة» موضع ، وحريق مستطير : مرتَفِع أو منتشِر (٥).

و (سَراة) الطريق : مُعظَمه ووسَطُه. ومنها الحديث : «ليس للنساء سَرواتُ الطريق».

و (سَرَوْت) عنه الثوبَ : كشفتُه ، من باب طلَب. ومنه الحديث : «فلما سُرِيَ عنه [عليه‌السلام](٦) بُرَحاءُ الوَحْي وثِقَلُه»

__________________

(١) بفتح فكسر كما في الأصل. وفي ع شكلت بفتحتين.

(٢) جمع صحيفة.

(٣) ع : صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

(٤) طلبة الطلبة «٨٧» وهو لحسان بن ثابت «ديوانه : ١٩٤» من أبيات في هجاء بني قريظة وما فعله المسلمون بهم بعد غزوة الخندق. والبويرة : موضعهم.

(٥) ع : مرتفع منتشر.

(٦) من ع ، ط.

٣٩٤

و (سَرى) بالليل (سُرىً) من باب ضربَ ، بمعنى سار ليلاً ، و (أسْرى) مثلُه. ومنه (السَرِيّة) لواحدة (السَرايا) لأنها (١) (١٢٨ / ب) تَسري في خُفْية. ويجوز أن تكون من (الاستِراء) الاختيارِ ، لأنها جماعة (مُسْتَراةٌ) من الجيش ، أي : مختارةٌ ـ يقال استراه إذا اختاره (٢) ـ ولم يَرِد في تحديدِها نصُّ. ومحصولُ ما ذكَر محمد رحمه‌الله في السِيَر أن التِسعة فما فوقَها سَريّةٌ ، والثلاثةُ والأربعة ونحوُ ذلك : طَليعةٌ لا سَريّة. وما روي أن رسول الله عليه‌السلام «بعث أُنَيْساً وحدَه سَرِيّة» يخالف ذلك.

وقوله : «إذا تَسرَّت السَّرِيَّة» : تفَعُّل من السُرَى. ورُوي «سُرِّب» (٣) من التَسْريبِ : الإرسالِ ، وله وجه. والأول أشْبَهُ وإن لم يُذكر في اللغة (٤). وقولهم : العفو عن القطع لا يكون عفواً عن السِراية.

و «سَرى الجرْحُ إلى النفس» : أي أثّر فيها حتى هَلكتْ ، لفظةٌ (٥) جارية على ألسِنة الفقهاء إلا أن كُتب اللغة لم تَنطق بها.

[السين مع الطاء]

سطح : (المِسْطَح) عَمود الفُسِطاط ، وفي حديث المغيرة : «فضربتْ إحداهما الأخرى بعمودِ مِسْطَحٍ» إن صحّ فالإضافة للبيان.

و (السَطِيحة) : المزَادة (٦) تكون من جِلْدَين لا غيرُ.

__________________

(١) ع : لأنه.

(٢) العبارة المعترضة من ع وحدها.

(٣) ع : تسرب «بتشديد الراء المفتوحة وضم الباء».

(٤) قوله : «في اللغة» ساقط من ع.

(٥) أي العبارة السابقة لفظة ...

(٦) أي القربة.

٣٩٥

ومنها : «اختلَفا في الدابّة وأحدُهما راكبُها وللآخَر عليها سَطيحةٌ».

سطع : (يَسْطَع) منه ريحُ الطِّيبِ : أي يرتفع ويَنتشِر.

[السين مع العين]

سعد : (السّعْد) مصدر (سُعِدَ) خلاف نُحِسَ (١).

وبه سمي (سَعد بن الربيع) الذي قُتل يوم أُحد ، ويوم بدر سَهْو.

و (السَّعْدانِ) في كتاب الصرف : سعدُ بن مالك ، وابن أبي وقّاص. وفي الموادَعة يوم الخنْدق : سعدُ بن عُبادة وابنُ معاذ ، وهما المُرادان في اصطلاح المحدِّثين إذا أُطلِقا.

وباسم المفعول منه (١٢٩ / ا) كُني (أبو مسعود) البَدْريُّ ، واسمه عُقْبة بن عَمْرو (٢) الأنصاريُّ.

و (سَعْدَيك) في «لب» (٣).

و (السَّواعد) جمعُ (ساعد) وهو من اليد ما بين المرفق والكفّ ، ثم سمي بها ما يُلْبَس عليها من حديد أو صُفْر أو ذهب.

سعتر : (السَّعْتَر) من البقُول. ويقال لحبّه سَعتَرٌ أيضاً. قال الجوهري : وبعضهم يكتُبه في كِتاب (٤) الطب بالصّاد لئلا يَلْتبِس بالشعير.

__________________

(١) جاء كل من «نحس» و «سعد» في ع مبنياً للمعلوم.

(٢) ع : «عامر» وهو غلط. وترجمة عقبة في خلاصة تذهيب الكمال ٢ / ٢٣٧ وتقريب التهذيب ٢ / ٢٧. وقد مات سنة ٤٠ ه‍. وقيل غير ذلك.

(٣) كذا ، والمراد مادة «لبي» إلا أنه ذكر هناك «لبيك» فقط.

(٤) ع ، ط : كتب. وكذا في مختار الصحاح.

٣٩٦

قلتُ : أما صاحب «القانون» (١) فلم يُثْبِته إلا في باب السين من الأدوية المُفْردة. وفي التهذيب بالصاد (٢) ، عن أبي عمرو ، لا غير. وهكذا في كتاب الليث. وفي جامع الغُوري بالسين والصاد.

سعط : (السَّعُوط) الدواء الذي يُصبّ في الأنف.

و (أسْعَطتُه) إياه ، و (اسْتَعَط) هو بنفسه. ولا تقلْ (استُعِط) مبنياً للمفعول.

سعف ) : (السَّعَف) وَرَقُ جَريد النَخل الذي يُسَفُ (٤) منه الزُبُل والمَراوِح. وعن الليث : أكثَرُ ما يقال له : (السَّعفُ) إذا يَبِس وإذا كانت رطبة فهي الشَطْبة. وقد يقال للجَريد نفسِه : (سَعَفٌ) الواحدةُ (سَعفةٌ).

سعي : (السَّعي) الإسراع في المشي ، وبالمرّة منه سمّي والدُ ثعلبةَ وأَسِيدٍ ابَنْي (سَعْيَةً). وبالنون : «زيدُ بن سَعْنة» والياء فيه تصحيف ، كان من الأَحبار فحِسُن إسلامُه.

[السين مع الفاء]

سفتج : (السُّفْتَجة) بضم السين وفتح التاء : واحِدة (السَّفاتج) وتفسيرها عندهم معروف (٥).

سفر : (السَّفْر) المسافرون ، جمع (سافِر كرَكْب وصَحْب في راكِب وصاحِب ، وقد (سافر سفَراً) بعيداً.

__________________

(١) كتاب القانون ، في الطب ، لابن سينا.

(٢) تهذيب اللغة ٣ / ٣٣٠.

(٣) سقطت مادة «سعف» برمتها من ع.

(٤) أي ينسج. وفي ط : يسوى. والزبل : جمع زبيل وهو القفة.

(٥) اختلفت عبارات الفقهاء في تفسيرها وأقربها أن تعطي مالاً لرجل فيعطيك وثيقة تمكنك من قبضه من عميل له في مكان آخر ، فتستفيد أمن الطريق ويسقط عنك الخطر «انظر المصباح والتاج : سفتج ، وشفاء الغليل ١٥٦ وحاشية ابن عابدين ٤ / ٣٠٨».

٣٩٧

و (السَفِير) الرسول المصْلِح بين القوم. ومنه : «الوكيل سَفير ومُعبّر» يعني إذا لم يكن العقدُ معاوضةً ، كالنكاح (١٢٩ / ب) والخلع والعتق ونحوها ، فلا (١) يتعلّق به شيء ولا يُطالَب بشيء (٢) وجمْعه (سُفَراء) ، وقد (سفَر) بينهم (سِفارةً).

و (سفَرت) المرأةُ قِناعها عن وجهها : كشفْته (سُفوراً) فهي (سافِر). وقول الحَلْوائي : «المُحْرِمة تَسفِر وجهَها» ضعيف.

وأما ضم تاء المضارَعة فلم يَصِحّ.

و (أسفَر) الصبحُ : أضاء (إسفاراً) ومنه : «أسفَر بالصلاة» إذا صلّاها في الإسفار ، والباء للتعدية.

سفط : (السَفَط) واحد (الأسْفاط) وهو ما يُعبّأ فيه الطِيبُ وما أشبَهه من آلات النساء ، ويستعار للتابوت الصغير.

ومنه : «ولو (٣) أن صبيّاً حُمِل في سَفَطٍ».

سفع : عمر رضي‌الله‌عنه : «ألا إن (الأُسَيْفِعَ) أُسيفعَ جُهَيْنة قد رضي من دِينه وأمانته بأن يقال : سبَق الحاجَّ فادّان مُعرِضاً فأصبح قَدْ رِينَ به» ، الحديث : (الأُسَيْفعُ) تصغير (الأَسْفَع) صفةً أو علَماً من (السُفْعة) وهي السواد ، وتأنيثه (السَفْعاء). وقوله عليه‌السلام : «أنا وسَفْعاء الخدَّين الحانِيةُ على ولدها كهاتَيْن» أراد شُحوبها وتغيُّر لونها مما تُقاسي (٤) من المَشاقّ.

و «جُهَينة» بطْن من قضاعة. و (ادّان) (٥) بمعنى استدان ،

__________________

(١) في الأصل : «لا» والتصويب من ط.

(٢) من قوله : «يعني إذا لم يكن» إلى «بشيء» : ساقط من ع.

(٣) ع : لو.

(٤) في الأصل : «يقاسي» والمثبت من ع ، ط.

(٥) في الأصل : «قضاعة ، فادان» واثبتنا ما في ع ، ط.

٣٩٨

افتعل ، من الدَيْن. و «مُعْرِضاً» من قولهم «: طَأْ مُعْرِضاً» ، أي ضَع رجلَيكْ (١) حيث وقعَتْ ولا تتّقِ شيئاً.

و «رِينَ به» : غُلِب ، فُعِل ، من رانَ الذنْبُ على قلبه إذا غلَبه. وعن أبي عُبيد : «كلُّ ما غَلبك فقد رانَ بك ، [ورانك](٢) ورانَ عليك». وعن أبي زيد : «يقال رِينَ بالرجل إذا وقَع فيما لا يستَطيع الخُروجَ منه».

والمعنى أنه استَدان ما وَجد ممن وجد غيرَ (١٣٠ / ا) مبالٍ بذلك حتى أحاط الدينُ بماله فلا يَدري ماذا يَصنَع.

سفف : (سَفّ) الدواءَ والسَوِيق (٣) وكلَّ شيءٍ يابس : أكلَه ، من باب لَبِس. ومنه : «لأَن أَسَفَ التُرابَ». وقولُ عمْرو بن كلثوم :

(تَسَفُ الجِلّةُ الخُورُ الدَرِينا) (٤)

أي تأكل المَسانُّ من الإبل الغِزارُ الحشيشَ البالي.

وفي الحديث : «إن الله يحبّ معاليَ الأمور ويُبغض سَفْسافَها» أي ما دَقَّ منها ولَؤمُ ، من (سَفْساف التُراب) وهو دُقاقهُ.

ومنه سَفْساف الشِّعر (٥).

سفل : (السُفِلْ) خلاف العُلِوْ ، بالكسر والضمّ فيهما. وقوله : «قلْبُ الرداء أن يُجعل سُفْلاه أعلاه» ، الصواب : «أسْفَلهُ».

__________________

(١) ع : رجلك.

(٢) من ع ، ط.

(٣) ط : والسفيف.

(٤) من معلقته ... وصدره : «ونحن الحابسون بذي أراطى». أراطى : موضع. والجلة الخور : الابل العظام الكثيرة الألبان. والدرين : الحشيش اليابس.

(٥) شكلت الشين في الأصل بالفتح. وكتب في الهامش : أي رديئه. وفي ع كسرت الشين ، وهو الوجه.

٣٩٩

و (سَفَل سُفولاً) خلافُ عَلا ، من باب طلب ، ومنه : «بنتُ بنتِ بنتٍ وإن سَفَلت». وضمّ الفاءُ خطأٌ لأنه من (السَفالة) : الخَساسةِ. ومنه (السَفِلة) لخِساس الناس وأَراذِلهم (١).

وقيل : استُعيرت من (سَفِلة البعير) وهي قَوائمه.

ومن قال : (السِفْلة) بكسر السين وسكون الفاء فهو على وجهين : أن يكون (٢) تخفيفَ السَفِلة كالِلبْنة في اللَّبِنة ، وجمْعَ (سَفيل) كعِلْية في جمع عليّ. والعامة تقول : هو سِفْلةٌ من قوم سِفَل. وقد أُنكِر.

وقوله : «ووجهِ الله وأمانةِ الله : من أَيْمان السَفِلة» يعني الجَهَلة (٣) الذين يذكُرونه. قال أبو حنيفة : يَعني الخارجة [أي الجماعة الخارجة](٤). وفي المنتقَى : إن كنتُ (٥) سَفِلةً فأنتِ طالق ، قال : هو النَذْل في عَقْله ودِينه. وأما الساقط فيكون على الحسَب وعلى ما وصفْتُ لك من النَذالة في العقل والدِين.

سفن : (السَفَن) بفتحتين : جلْدُ الأَطُومِ (١٣٠ / ب) وهي سمكة في البَحْر ، وهو جِلْدٌ أخْشَنُ يُحَكُّ به السِّهام والسِّياط ويكون على قوائم السُّيوف.

سفو : (السَفَا) خِفَّةُ الناصِية ، وهو محمودٌ في البِغال والحمير ، مَذموم في الخيل. يقال : فرَسٌ (أسْفَى) وبغْلةٌ (سَفْواء).

__________________

(١) ع : وأرذلهم.

(٢) في الأصل : «إما أن يكون» والمثبت من ع ، ط ، وأساس البلاغة «سفل».

(٣) ع : «من ايمان الجهلة» وسقط منها قوله : «السفلة يعني».

(٤) ما بين مربعين زيادة من ع وحدها. وجاء في هامش الأصل تعليقاً على قوله : «يعني الخارجة» : «يعني الجماعة الخارجة ، أي الخوارج».

(٥) بضم التاء كما في الأصل. وكسرت في ع.

٤٠٠