المغرب في ترتيب المعرب - ج ١

أبي الفتح ناصر الدين المطرّزي

المغرب في ترتيب المعرب - ج ١

المؤلف:

أبي الفتح ناصر الدين المطرّزي


المحقق: محمود فاخوري و عبد الحميد مختار
الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: مكتبة اسامة بن زيد
الطبعة: ١
الصفحات: ٤٩٥
الجزء ١ الجزء ٢

إذْ هو الأكثرَ بينهم تَداولاً ، والأسْهَل عندهم تَناولاً ، فقدَّمت ما فاؤه همزةٌ ثم ما فاؤه باءٌ حتى أتيتُ على الحروف كلِّها ، وراعيتُ بعد الفاء العينَ ثم اللامَ ولم أراع فيما عدا الثلاثيَّ بعد الحرفين إلا الحرفَ الأخير الأصليّ ، ولم أعتدَّ في أوائلِ الكَلِم بالهمزة الزائدة للقطع أو للوصْل (١) ولا بالمبدَلة في أواخرها وإن كانت من حرفٍ (٢) أصلٍ ، ولا بنونِ فَنعْلٍ (٣) ، ولا بالواو وأُختها في فَوْعلٍ وفَعْوَل ، وربما فسَّرت الشيءَ مع لِفْقه (٤) ، في موضع ليس بوَفْقه. لئلا ينقطع الكلام ويتضلَّع (٥) النظام. ثم إذا انتهيتُ إلى موضعه الذي يقتضيه أثبتُّه غير مفسّر فيه ، كل ذلك تقريباً للبعيد ، وتسهيلاً على المستفيد.

ثم ذيَّلْت الكتاب بذكْر ما وقع في أصل «المُعْرب» من حروف المعاني ، وتصريفِ كلماتٍ متفاوتةِ المباني ، وشيءٍ من مسائل الإعراب بلا إسهابٍ ولا إغرابٍ في عدّة فصول ، محكمة الأصول ، كثيرةِ المحصول. وأما ما اتَّفق لي من بسْط التأويل ، فيما تضمَّن الكتابُ من آي التنزيل ، وغير ذلك من بثّ (٣ / ١) الأسرار ، وما يختصّ بعلم التاريخ والأخبار ، فباقيةٌ على سَكِناتها (٦) ، متروكَةٌ على مَكِناتها (٧) ، لم يُرفع عنها الحجابُ ، ولم يَحْلَ بها [هذا](٨) الكتاب. ولقد تلطَّفت في الإدماج والوصل ، بين الألفاظ المتَّحدة الأصل ، حتى عادت بعد تباينها ملتئمة ، وعلى تبدّدها منتظِمة. وأعرَضتْ (٩) لطالبها مُصحَبةً في قِران ، لا كما يَسْتَعصي على قائِدِه في حِرَانٍ ، وترجمتُه بكتاب «المُغْرِب في ترتيب المُعْرِب» لغرابة تصنيفه ، ورصانة ترصيفه ، ولقرابةٍ بين الفرع والمَنْمَى ، والنتيجة والمُنْتَمى. وإلى الله سبحانه وتعالى أبتهل في أن ينفعني به وأئمةَ الاسلام ، ويجمعني وإياهم ببركات جمعه في دار السلام.

__________________

(١) ط : الوصل.

(٢) ط : حروف.

(٣) ط : في فنعل.

(٤) اللفق : شقة الثوب.

(٥) أي يعوج.

(٦) جمع سكنة وهي في الأصل مقر الرأس من العنق.

(٧) مكنات الطير : بيضها.

(٨) زيادة من ع ، ط.

(٩) أي ظهرت.

٢١

باب الهمزة

[الهمزة مع الباء]

أبب : (الإبّان) وقتُ تهيئة الشيء واستعدادِه ، يُقال : كُلِ الفواكِهَ في إبَّانها ، وهو «فِعْلانٌ» من (أبَ) له كذا : إذا تهيَّأ له ، أو فِعّالٌ من (أَبَّنَ) الشيء (تأبيناً) إذا رقَبَه ، والأول أصح.

أبد : (الأبد) الدهرُ الطويلُ. قال خلف بن خليفة (١) :

[لا يُبعِدِ اللهُ إخواناً لنا سلَفوا](٢).

أفناهم حَدَثانُ الدّهرِ سالفُ الأبدِ

وقال النابغَةُ (٣) :

يا دارَ مَيَّةَ بالعلياء فالسَنَدِ

أَقوَتْ وطال عليها سالفُ الأبدِ

قال (٤) عليه‌السلامُ «لا صامَ من صامَ الأبدَ» يعني صومَ الدهرِ ، وهو أَن لا يُفطرَ في الأيامِ المنهيِّ عنها.

وقولهم : كان هذا في آباد الدهرِ ، أي فيما تقادمَ منه وتطاول ، ومنه قولهُ في السِيَر : «قد دُعُوا في آبادِ الدهرِ» ، ورُوي : «في بادىءِ الدهر» أي في أوّله. وأَما «آبادي» فتحريف.

__________________

(١) شاعر أموي معاصر لجرير والفرزدق. وبيته في الجماسة (٢ / ٨٩٢) بلا نسبة.

(٢) زيادة من ط.

(٣) مطلع معلقته (د : ٢ تحقيق فيصل) ولم يذكر صدره في ع وهو في طلبة الطلبة (٦٩).

(٤) ع ، ط : وقوله.

٢٢

و (أوابدُ) الوحش نُفَّرُها ، الواحدةُ (آبدةٌ) من (أبدَ أُبُوداً) إذا نَفَر ، من بابَيْ ضَرب وطلَب ، لنفورها من الإنْسِ (٣ / ب) أو لأنها تعيشُ طويلاً. و (تأَبَّد) توحَّش.

أبر : (أبَرَ) النخلَ : ألْقحهُ وأصْلَحه (إباراً) ، و (تأبَّرَ) : قَبِل الإبار.

نافع مولى ابنِ عمر كان من (أبْرَ شَهْرَ) : هو اسم موضع.

أبط : (الإبْط) بسكون الباء معروفةٌ ، وهي مونثةٌ ، و (تأَبَّطَ) الشيءَ : جعله تحت إبْطِه ، ومنه (التأبُّط) في الصلاة أو في الإحرام وهو أن يُدخِلَ الثوب تحتَ يدِه اليُمنى فيلقيَه على منكبِه الأيسرِ.

أبق : (أبَقَ) العبدُ : هَرَب ، من بابَيْ ضرَب وطلَب (إباقاً) فهو (آبق) وهم (أُبَّاق) ، و (إباقُ السمكِ) مجازٌ.

أبل : (أبُلَّةُ البصرةِ) موضعٌ بها ، وهي فيما يقال إحدى جِنانِ الأرضِ.

أبن : (أبَانُ) ابنُ عثمانَ (١) وهو مصروفٌ و (أَبانُ) أيضاً جبلٌ ، ويقال : هما أبانانِ ، ومنه «عارَ (٢) فرسُ ابن عَمر يوم أبانَيْن» وهو من أيّام الإسلام.

__________________

(١) ع : أبو عثمان. وقوله (ابن) خبر لا وصف فلزم إثبات الألف.

(٢) عار الفرس يعير عياراً : ذهب على وجهه وتباعد عن صاحبه.

٢٣

أُبنى) بوزن حُبْلى : موضعٌ بالشام.

أبه : (لا يُؤْبَه) له : في (طعم). [طمر].

(أبي): (أبى) الأمرَ : لم (١) يَرضه ، وأبى عليه وتأبى ) : امتنعَ وقد يُقال : أبى عليه الأمرَ. ومنه قول محمد رحمه‌الله فى السِيَر : «لم يسعِ المسلمينَ أن يأبوا على أهلِ الحصنِ ما طلبوا». والمصدر (الإباءُ) عَلى فِعال ، والإيباء في معناه : خطأ.

وباسم الفاعلِ [منه](٣) لُقِّب (آبي اللحمِ) الغِفاريّ لأنه كان يَأبي أكلَ اللحمِ. وعن ابنِ الكلبيِّ : كان لا يأكلُ ما ذُبحَ للأصنام واسمه خلف بن مالكِ بن عبد الله ، وقيل : عبدُ الله بن عبد الملك ، له صحبةٌ ورِوايَةٌ ، قُتِل يوم حُنين ، رضي‌الله‌عنه.

[الهمزة (٤) مع التاء]

أتب : (ابن الأتَبِيَّةِ) ) هو عبدُ الله عامل النبيّ عليه‌السلام. على الصدقاتِ ، ويُروَى ابن اللُتَبِيَّةِ (٦) باللامِ ، وهو (٤ / ١) الصحيحُ.

__________________

(١) ع : أي لم.

(٢) وتأبى : ساقط من ع ، ط

(٣) زيادة من ع ، ط.

(٤) قوله : «الهمزة» غير مثبت في المخطوطتين ، وقد جرى المطرزي على حذفه وما يماثله في أجزاء الأبواب الأخرى من مواد المغرب. وقد آثرنا إثبات ذلك متابعةً لطبعة حيدر آباد.

(٥) كذا في الأصل بضمٍ ففتح. وفي ع بفتح فسكون.

(٦) كذا في الاصل بضم ففتح : وفي ع والقاموس (لتب) وأسد الغابة (ت ٣١٥٤) بسكون التاء.

٢٤

أتم : (المأتَمُ) عندَ العربِ : النساءُ يجتمعْنَ في فَرحٍ أو أو حزنٍ ، والجَمع المآتم ، وعند العامةِ المصيبةُ والنِّياحَةُ ، يقال : كنا في مأتم بَني فلانٍ. قال ابن الأنباريّ : هذا غَلط وإنما الصوابُ في مَناحة بني فلانٍ ، وأنشَد لأبي عطاءٍ السِّندي (١) في الحزنِ :

عَشيّةَ قام النائحاتُ وشُقّقتْ

جُيوبٌ بأيدي مأتمٍ وخدودُ

ولابنِ مُقْبلٍ (٢) في الفرحِ :

ومأتمٍ كالدُّمى حُورٍ مدامعُها

لم تَبأس العيشَ أبكاراً ولا عُونا

أتن : (الأتُون) مقصورٌ مخفَّف على فَعُول : مَوْقِدُ النارِ ، ويقال له بالفارسية كُلْخَنْ (٣) ، وهو للحَمّام ، ويُستعارُ لما يُطبخُ فيه الآجُرُّ. ويقال له بالفارسية تُونَق (٤) وداشُوزَنْ (٥) ، والجمعُ (أتانينُ) بتاءين بإجماعِ العَربِ ، عن الفَرَّاءِ.

أتي : (أتى) المكان : جاءه (٦) وحضره إتياناً ، وفي حديثه عليه‌السلامُ : «أتاني آتٍ» أي مَلكٌ. وفي حديث علي رضي‌الله‌عنه : «أُتِيَ في شيءٍ» : أي خُوصم عنده في معنى شَيءٍ.

و (أتى المرأة) جامعها ؛ كنايةٌ. (وأتى) عليهم الدهرُ :

__________________

(١) هو أفلح بن يسار من مخضرمي الدولتين الاموية والعباسية. والبيت في الصحاح واللسان (أتم).

(٢) هو تميم بن أبي بن مقبل ، شاعر مخضرم توفي نحو (٢٥) ه. والبيت في ديوانه (٣٢٥).

(٣) في المعجم الذهبي : كلخن : أتون الحمام.

(٤) ط : خمدان وتونق

(٥) في إحدى نسخ ط : (داء شون).

(٦) ع ، ط : مثل جاءه.

٢٥

[أي](١) أهلَكهم وأفناهم ، وأصلُه من إتيانِ العدوِّ. ومنه قولُه (٢) في القتِيل : عنيتُ أن آتي على نفسِه بالقتلِ ، يعني قَتْلة بمرّةٍ (٣).

وطريقٌ (مِيْتاءٌ) يأتيه الناسُ كثيراً ، وهو مِفعالٌ من الإتيان ونظيرُه : دارٌ مِحلالٌ لِلتي تُحَلُّ كثيراً. وقولهم : من هاهنا أتِيتَ ، أي من هاهنا دخلَ عليك البلاءُ. ومنه قولُ الأعرابيِّ ، [هو (٤) سلمة بن صخر البياضيُ] «وهل أُتِيتُ إلا من الصومِ؟» ومن روى : «وهل أُوْتِيتُ : ما أُوتِيتُ إلا من الصومِ». فقد أخطأ (٤ / ب) من غير وجهٍ ، على أن روايةَ الحديثِ عن ابن مَندةَ وأبي نُعيمٍ : «وهل أصابني ما أصابني إلا في الصيام؟».

و (تأتّى) له الأمر أي تهيّأ ، ومنه : «هذا مما يَتأتى فيه المضغُ» : أي يمكنُ ويَسهلُ.

و (الأتِيُ) و (الأَتاويُ) الغريب ، ومنه : «إنما هو أتيُ فينا».

و «أطعتم أتاوِيَ» : في (ست). [سته].

[الهمزة مع الثاء]

أثث : (مِسْطح بن أُثاثَةَ) ) بضم الهمزةِ. وفي الكَرْخي : «ما يُتأثَّثُ بهِ» يُتَفَعَّلُ ، من أثاثِ البيت. وهذا مما لم أَجدهُ.

__________________

(١) من ط ، ع.

(٢) ع : وقوله.

(٣) ط : القتيل أتى على نفسه بالقتل يعني قتله بمرة واحدة.

(٤) ط : وهو. وما بين مربعين ساقط من ع.

(٥) شهد بدراً ، وهو ممن خاض في حديث الافك. توفي ٣٤ ه‍.

٢٦

أثر : (أثر) الحديثَ رواهُ ، ومنه : ما حلفتُ بها ذاكراً ولا آثراً» أيْ ما تلفّظتُ بالكلمة التي هي «بأبي» لا ذاكراً بلساني ذِكراً مجرَّداً عن النيةِ ولا مُخبِراً عن غيري أنه تكلم بها (١).

و (المأثُرَة) : واحدةُ (المآثرِ) وهي المكارمُ لأنها (تُؤثَر) أي تُروَى.

و (الايثارُ) الاختيارُ ، مصدرُ آثرَ ، على «أفعلَ». ومنه قوله في الطلاق : «على أن تُؤْثِرَ العذابَ على صُحْبَتِه» أي تختارَهُ.

أثل : (الأثْل) : شجرٌ يُشبه الطَّرفاءَ. وبتصغيرِه سُمِّي الموضع الذي قُتل فيه النضرُ صبرا (٢).

و (تأثَّل) : المالَ : جَمعَه واتّخذه لنفسه (أثْلَهً) أي أصلاً.

ومنه الحديث : «غير مُتأثّلٍ مالاً». وفي صحيح البخاري : «غيرَ مُتموّل» والأوّل أصحُّ لغةً. و (الأثال) بالضم : المالُ والمجدُ ، وبه سُمّيَ والد ثُمامةَ بن أُثالٍ الحنفيّ ، و «إيالٌ» تصحيف.

أثم : (المأثَمُ) الإثْم.

أثي : (أثى) به (يأثي) و (يأثو) أثْياً و (أثْوا) إذا سعَى به وَوَشى. ومنه الحديث : «لأثِيَنَ بك عليّاً» وإنما عدَّاه (٥ / ١) إلى المفعول الصحيح بعد تعدّيه بالباء على معنى أُخبِرُ وأُعلِمُ.

__________________

(١) انظر النهاية (أثر) ١ / ٢٢ والفائق ١ / ٢٣.

(٢) ط : النضر بن الحارث أخو قتيلة صبراً.

٢٧

[الهمزة مع الجيم]

أجر : (الإجارةُ) تمليكُ المنافع بعِوَضٍ. وفي اللغةِ : اسمٌ للأجرةِ وهي كِراءُ الأجيرِ. وقد (أَجرَهُ) ) إذا أعطاه أُجرَته مِن بابي طلَبَ وضرَبَ فهو (آجِرٌ) وذلك (٢) مأجورٌ. وفي كتاب «العين» : (آجرتُ) مملوكي (أُوجرُه إيجاراً) فهو (مُؤجَر).

وفي الأساس : «آجرني دارَه فاستأجرتُها وهو مُؤجرٌ ) ولا تقل مُؤاجِر فإنه خطأٌ وقبيحٌ» ، قال : (٤) «وليس (آجَرَ) هذا «فاعَلَ» ولكن «أفْعَلَ» (٥) وإنما الذي هو «فاعَلَ» قولك : آجَرَ الأجيرَ مؤاجرَةً ، كقولك : شاهرَهُ وعاوَمهُ».

وفي «المُجْمَل» : (آجرْتُ) الرجلَ (مؤاجرةً) إذا جعلتَ له على فِعْلِه (أُجرةً). وفي باب «أفعل» من «جامعِ الغوري» : آجره الله : لغةٌ في أجره. وآجرَه من الإجارة. وفي باب «فاعَلَ» آجره الدار. وهكذا في ديوانِ الأدب والمصادر.

قُلْتُ (٦) : وفيه نظرٌ وإنما الصوابُ ما أُثْبِتَ في «العين» ، و «التهذيب» و «الأساسِ» على أن ما كان من «فاعَل» (٧) في معنى المعاملةِ كالمزَارعة والمشارَكة لا يتعدّى إلا إلى مفعولٍ واحدٍ ومُؤاجرةُ

__________________

(١) ع : (آجره) وهو جائز.

(٢) ط ، ع : وذاك.

(٣) في الاصل : مؤجر (بتشديد الجيم). والتصويب من ع وأساس البلاغة (أجر).

(٤) أي الزمخشري في الاساس.

(٥) قوله «ولكن أفعل» ساقط من ع وفي ط : بل هو من أفعل.

(٦) في الاصل : قال : والتصويب من ع ، ط.

(٧) ع : فهو.

٢٨

الأجيرِ من ذلك ، فكان حُكمها حُكمه ، وما تعاونَ فيه القياسُ والسماعُ أقوى من غيره.

فالحاصلُ أنك إذا قلت : آجره الدارَ والمملوكَ فهو من «أفْعل» لا غير ، وإذا قلت : آجَر الأجيرَ كان موجَّهاً. وأما قولهم : آجرتُ منك هذا الحانوتَ شهراً : فزيادةُ «من» فيه عامّيةٌ.

واسمُ الفاعلِ من نحو آجَره الدارَ : (مُؤجِرٌ) ، والآجِرُ في (٥ / ب) معناه غَلطٌ [إلا إذا صحَّتْ روايتُه عن السلَفِ فحينئذٍ يكونُ نظيرَ قولِهم : مكانٌ عاشِبٌ وبلدٌ ما حلٌ في معنى مُعْشِب ومُمْحِل](١).

واسمُ المفعولِ منه (مُؤجر) لا مُؤاجَر. ومن الثاني من آجر الأجيرَ (٢) : (مُؤجَرٌ) و (مُؤاجَرٌ) : ومن قال : (واجَرَ) فَعُذرُه أنه بناه على يُواجِرُ وهو ضعيف. وأما (الأجيرُ) فهو مثلُ الجليسِ والنديمِ في أنه «فعيل» بمعنى «المُفاعِل» ومنه : «لا تجوزُ شهادةُ الأجيرِ لمعلّمه» ، يعني به تلميذَه الذي يُسمّى الخليفة في ديارِنا (٣) لأنه يُسْتَأْجر.

وقوُله : «بيعُ أرضِ المُزارَعاتِ و (الإجارات) والإكارات والإخاذات جائزٌ» : يعني الأرضَ المملوكةَ إذا آجرَها أَربابُها ممن يَبني فيها ، و [الإكاراتُ : هي الأراضي التي يدفعُها أربابُها إلى الأكَرَةِ فيزرعونها ويَعمُرونها](٤). والإخاذاتُ : هي الأراضي الخَرِبَةُ التي

__________________

(١) ما بين مربعين ساقط من ع.

(٢) قوله «من آجر الاجر» ساقط من ع.

(٣) ع ، ط في ديارنا الخليفة.

(٤) ما بين مربعين مؤخر في ع إلى ما بعد الانتهاء من شرح الاخاذات والاخاذة.

٢٩

يدفعها مالكُها إلى من يَعمرُها ويستخرجُها. وعن الغُوريّ : الإخاذةُ : الأرضُ يأخذُها الرّجلُ فيُحرِزُها لنفسِه ويُحْييها.

وما تقدّم كلُّه تفسيرُ الفقهاءِ وكأنهم جعلوها أسماءً للمعاني ثم سمَّوا بها الأعيانَ المعقودَ عليها ، ألا تَراهم قالوا : «فإن باعَ الذي له إخاذَتُها وإكارتُها» ، ثم قالوا : «والإكارةُ الأرضُ (١) في يدِ الأكَرَةِ». وهذا مما لم أجده.

و (آجَرُ) : أمّ إسمعيل [عليه‌السلام](٢) والهاء أصحّ (٣) وهو فاعَلُ بفتح العين.

و (الآجُرُّ) : الطينُ المطبوخُ ، وهو معرَّب.

و (الإجَّارُ) : السَّطحُ «فِعَّال» عن أبي عليّ الفارسيِّ.

و (الإنْجارُ) لغةٌ فيه ، وعليه جاء الحديث : «فتلقَّوه في الأناجير». أجل : قولُه : «المعنيُّ بقولنا : طلاق (٤) رجعيٌّ أن حكمَه (متأجّلٌ)» أي مُؤَجّلٌ إلى زمانِ انقضاءِ العِدَّةِ ، وهي (٥) في الأصلِ خلافُ المتعجِّل.

أجم (٦ / ١) : (الأجمَةُ) الشجرُ الملتفُّ ، والجمع (أَجَمَ) و (آجام). وقولُهم : «بَيْع السّمكِ في الأجمةِ» ، يُريدونَ البطيحةَ التي هي مَنبتُ القصبِ أو اليَراع.

وأما (الآجام) في صلاة المسافر فهي بمعنى الآطام ، وهي الحصونُ ، الواحد (أُجُمٌ) وأُطُمٌ ، بالضم ، عن الأصمعيِّ. وقيل : كلُّ بناءٍ مرتفعٍ : أُطُمٌ.

__________________

(١) ط : التي في.

(٢) من ع ، ط.

(٣) أي هاجر.

(٤) طلاق : ساقطة من ع ، ط.

(٥) ع : وهو.

٣٠

أجن : (ماءٌ آجِنٌ) و (أجْنٌ) وقد (أجَنَ أُجُوناً) ، و (أجِنَ أجَناً) : إذا تغيّر طعمُه ولونُه غير أنه شَرُوبٌ (١) ، وقيل : تغيّرت رائحتُه من القِدَم ، وقيل غَشِيَهُ الطُّحلُبُ والورَقُ.

و (الإجَّانةُ) المِرْكن وهو شبه لَقَنٍ تُغْسَل (٢) فيه الثيابُ ، والجمع (أَجاجينُ ، و (الإنْجانة) عاميّةٌ.

[الهمزة مع الحاء]

أحد : (أُحُدٌ) جَبلٌ ، ويجوزُ تركُ صَرْفِه (٣).

أحن : (الإحْنَةُ) الحِقدُ. والجمع (إحَنٌ) والحِنَةُ لُغَةٌ ضعيفةٌ. ومنه لفظُ الرواية : «لا تجوزُ شهادةُ ذي حِنَةٍ».

وأما جِنّة ، بالجيم والنون المشددةِ ، فتصحيفٌ.

[الهمزة مع الخاء]

أخذ : (الأخذُ) من الشاربِ : قَصُّه وقَطْعُ شيءٍ من شَعرِه ، ومنه قوله في خيار الرُؤية (٤) من [كتاب](٥) المنتَقى : «الأخذ من عُرْفِ الفَرسِ ليس يُرضَى».

و (الاخاذات) : في (أج). [أَجر].

أخر : (مُؤخِرُ) العَينِ ، بضمِّ الميمِ وكسرِ الخاءِ : طَرفُها الذي يَلي الصُّدْغَ ، والمُقْدم : خِلافُه ، والجمع (مآخِر).

__________________

(١) أي مشروب : وتصحفت إلى ذلك في ط.

(٢) في الاصل : يغسل ، وأثبت ما في ع ، ط.

(٣) بعدها في ط : «يعني ترك تنوينه» وهي زيادة من النساخ.

(٤) في هامش الاصل : أي بالبيع.

(٥) زيادة من ع.

٣١

وأما (مُؤخِرَةُ الرَّحْلِ) بالتاء فلُغةٌ في (آخرتِه) وهي خشبتهُ (١) العريضةُ التي تحاذي رأسَ الراكبِ ، ومنها (٢) الحديثُ «إذا وضعَ أحدُكم بين يديه مِثلَ مُؤخِرَةِ الرَّحْل فليُصَلِّ ولا يُبالِ مَن مرَّ وراءَ ذلك (٣)». وتشديد الخاء خطأ.

وفي حديث ماعزٍ (٤) : «إن (الأخِرَ) زَنى» ، هو المؤخَّر / ب) المطرودُ ، وعَنَى به نفسه ، ومثْله في مختصر الكَرْخِيّ عن عليّ رضي‌الله‌عنه أنه سمع المؤذّن يقيمُ مَرّةً مرّةً : أَلّا جَعلتَها مَثْنى لا أُمَّ للأخِر؟ وهو مقصورٌ والمدّ خطأٌ ، و «الأخيرُ» تحريفٌ.

أخو : (من أخيه) (٥) : في (عف). [عفو].

[الهمزة مع الدال]

أدب : (الأدَبُ) أَدَب النَّفْسِ والدَّرْسِ ، وقد (أَدُبَ) فهو (أديب) ، و (أدَّبه) غيرُه (فتأدَّب) و (استأدَب). وتركيبه يدلّ على الجمعِ والدعاءِ ، منه (الأدْبُ) وهو أن تجمعَ الناسَ إلى طعامِك وتدعوَهم. ومنه قيل للصنيعِ (مَأدُبة) كما قيل له مَدْعاةٌ.

ومنه (الأدَب) لأنه يأدِبُ الناسَ إلى المحامد أي يدعوهم إليها ،

__________________

(١) ط : الخشبة.

(٢) ع : ومنه.

(٣) النهاية ١ / ٢٩ وفيه «آخرة الرحل» ثم ذكر أن (المؤخرة) لغة قليلة في «الآخرة» وقد منع منها بعضهم. قال : الآخرة هي الخشبة التي يستند إليها الراكب من كور البعير.

(٤) هو ماعز بن مالك الاسلمي ، اعترف على نفسه بالزنا فرجم. الاستيعاب ـ ٣ / ١٣٤٥ وانظر النهاية ١ / ٢١.

(٥) من قوله تعالى (فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّباعٌ بِالْمَعْرُوفِ) ـ البقرة ١٧٨

٣٢

عن الأزهري (١). وعن أبي زيد : (الأدَبُ) اسم يقع على كلِّ رياضة محمودة يتخرَّج بها الانسانُ في فضيلة من الفضائل.

أدر : (الأَدَرُ) مَصْدَرُ (الآدَرِ) وهو الأنفَخُ (٢) ، وبه (أُدْرةٌ) : وهي عِظَم الخُصَى.

أدم : (الأَدَم) بفَتحتين : اسمٌ لجمعِ (أديمٍ) ، وهو الجِلد المدبوغُ المُصْلَح بالدِّباغِ ، من (الإدام) وهو (٣) ما يُؤتدَمُ به ، والجمع (أُدُمٌ) بضمتين. قال ابن الانباريّ : معناه الذي يُطيِّبُ الخُبزَ ويُصْلحه ، ويلتذّ به الآكِلُ. و (الأُدْم) مثله والجمع (آدام) كَحُلْم وأحلام (٤). ومَدارُ التركيبِ على الموافقه والمُلاءمةِ وهو أَعني الإدامَ عامٌّ في المائعِ وعيرهِ ، وأما الصِّبْغُ فمختصٌّ بالمائعِ ، وكذا الصِّباغُ.

أدو : (الإداوة) المِطْهرة ، والجمع (الأداوَى).

[الهمزة مع الذال]

أذربج : (أَذْرَبيجان) (٧ / ١) : بفتح الألف والراء وسكون الذال : موضعٌ.

أذن : (رجلٌ أُذَانِيٌ) عظيمُ الأذْن. و (الإذانُ) الإيذانُ ، وهو الإعلام. ومنه : «لا بأس بالأذان للناس في الجنازة». وفي التنزيل «وَ أَذانٌ مِنَ اللهِ وَرَسُولِهِ» (٥). ومنه حديث الحسن رضي الله

__________________

(١) تهذيب اللغة ١٤ / ٢٠٩.

(٢) الانفخ : الذي ورمت خصيتاه من فتق أو غيره.

(٣) ع : وما.

(٤) ع : كحكم وأحكام ، وصوب في الهامش كالاصل.

(٥) التوبة : ٣ وبعدها في ع : «الى الناس».

٣٣

عنه : (١) «إذا جنَزتُموها فآذِنوني».

وقد جهل مَن أنكر هذا على أبي حنيفة.

وأما (الأذانُ) المتعارَفُ فهو من (التأذين) كالسّلام من التسليم.

وفي «الواقعات» : «استعار سِتراً للآذين فضاع منه» ، هو بالمدّ الذي يقال له بالفارسية خُوازَه (٢) وكأنه تعريب آيين ، وهو أعواد أربعة تُنصَب في الأرض وتُزيَّن بالبُسُط والستور والثياب الحِسان ويكون ذلك في الأسواق والصحارَى وقتَ قُدوم مَلِكٍ ، أو عند إحداث أمر من مَعاظم الامور.

أذي : (الاذَى) ما يؤذيك ، وأصله المصدر. يقال : أذِيَ أذىً. وقوله [تعالى](٣) في المحيض : «قُلْ هُوَ أَذىً» (٤) أي شيءٌ يُستَقْذَرُ كأنه يُؤْذِي مَن يَقْرَبُه نُفرةً وكراهةً.

و (التأذِّي) أن يؤثر فيه الاذى. وقول عمر رضى الله عنه : «إياك والتأذّي بالناسِ» يراد به النهي عن إظهار أثَره ، لأنه هو الذي في مَلَكَتِهِ (٥).

[الهمزة مع الراء]

أرب : في الحديث : «وكان أمْلَكَكم (لإرْبِه)» بكسر

__________________

(١) الجملة الدعائبة ليست في ع ، ط وفي هامش الاصل «أي إذا وضعوها على الجنازة» وفي ع : جبزتموها.

(٢) في المعجم الذهبي : «خوازه : قبة مزينة للعروس».

(٣) من ع ، ط. وقوله : «يقال أدي أذى» ساقط من ع ، ط.

(٤) البقرة ٢٢٢ ولفظ «قل» ليس في ع ، ط. وسياق الآية : (وَيَسْئَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذىً فَاعْتَزِلُوا النِّساءَ فِي الْمَحِيضِ ...).

(٥) أي في ملكه.

٣٤

الهمزة وسكون الراء ، بمعنى (الإرْبة) وهي الحاجةُ. وفي غير هذا : العُضْوُ ، عن أبي عُبيدٍ. ومنه : «السجودُ على سبعة (آرابٍ) ، وأرْآبٌ مقلوبٌ (١).

ومنه (تَأرِيْبُ) الشاةِ : تَعْضِيَتُها وجعلُها إرْباً إرْباً.

وكتِفٌ (مؤرَّبة) موقَّرة لم يؤخَذ من لحمها شيء (٢).

وأما (الأرَب) (٧ / ٢) بفتحتين : فالحاجةُ لا غير ، إلا أنه لم يُسْمعَ في الحديث (٣) ، والمرادُ بملْكِه حاجتَه قمعُه الشهوَةَ.

وفي الحديث : أنه أقْطَع أبيضَ بنَ حمّالٍ مِلْح (مأرِبَ) ، هو بكسر الراء : موضع من بلاد الأَزْدِ ، وابن حمّال صحابي معروف.

وحمّاد تصحيف.

أرخ : (التأريخ) : تعريف الوقت ، يقال : (أرَّختُ) الكتابَ. و (وَرَّخْتُه) لغةٌ ، وهو من (الأَرْخ) وهو ولد البقرة الوحشية. وقيل : هو قَلْبُ «التأخيرِ» ، وقيل : ليس بعربي محض.

وعن الصّولي : (تاريخُ) كلّ شيءٍ غايتُه ووقتُه الذي ينتهي إليه. ومنه قيل : فلان تاريخُ قومٍ (٤) ، أي إليه انتهى شرفُهم.

أرش : (الأَرْش) دِيَةُ الجِراحات ، والجمع (أُرُوش).

و (إراشُ) بوزن فِراسٍ اسم موضع (٥) ، وهو في حديث أبي جهل من «أدب القاضي» (٦).

__________________

(١) فوقها في الاصل : أي في غير هذا الحديث.

(٢) بعدها في ط : «في الحديث أنه عليه‌السلام أتي بكتف مؤربة فأكلها وصلى ولم يتوضأ» ويبدو أنها زيادة من النساخ أدخلت في المتن. وانظر النهاية ١ / ٣٦.

(٣) الحديث في النهاية (١ / ٣٦) بالروايتين معاً. وانظر ما قاله ابن الاثير في ذلك.

(٤) ع ، ط : قومه.

(٥) ذكره ياقوت ولم يبين موقعه.

(٦) هو أحد أبواب كتب الفقه.

٣٥

أرض : (الأرَضون) بفتحتين : جمع أرض.

أرف : في حديث خيبر : «الذي (١) قَسمها و (أرَّفها) عمرُ» أي حدّدها وأعلَمها ، من (الأُرْفة) وهي الحدّ والعلامة. ومنها : «إذا وقعت (الأُرَفُ) فَلا شُفعة». «وأيُّ مالٍ اقتُسم وأرِّفَ عليه» : أي أدِيرت عليه (أُرَفٌ).

أرق : (الأرَقُ) السَّهرُ. و (التأريقُ) الإسهارُ ، وباسم الفاعل منه سُمّي مؤرِقٌ العِجلِيُّ وهو من تلامذة الحسن البصريّ.

أرك : (الأرَاك) من عظام شجر الشَّوك ترعاه الإبل ، وألبان (الأوارِك) أطيبُ الألبان. ومنه : «لا حِمَى في الأراك».

وأما حديث أبيضَ بن حمّال أنه سأل رسول الله عليه‌السلام : ما يُحمَى من الأراك؟. (٨ / ١) فقد قال أبو عُبيد : إنما ذلك في أرضٍ يَملِكها.

أري : قوله : «البِناء إذا كان لا يُعدّ زيادةً (كالآرِيِ)» : هو المِعْلَفُ (٢) عند العامّة وهو مرادُ الفقهاء.

وعند العرب : (الآرِيُ) الآخِيَّةُ وهي عُرْوَة حبْلٍ تُشَدُّ إليها الدّابة في مَحْبِسها ، فاعُولٌ ، من (تَأرَّى) بالمكان ، إذا أقام فيه. وقول النابغة (إلّا أوَارِيَ) ) يشهد للأول.

__________________

(١) ع : التي.

(٢) كذا في الاصلين ومختار الصحاح أي بكسر الميم وفتح اللام وفي القاموس بفتحهما كمقعد.

(٣) ويروى (إلا الاواري) وهو من قول النابغة في معلقته :

إلا أواري لأياً ما أبينها

والنؤي كالحوض بالمظلومة الجلد

٣٦

وتُستعار (الأوَاريُ) لِما يُتَّخذ في الحوانيتِ من تلك الأحياز (١) للحبوبِ وغيرِها كما تُستعارُ لحِياضِ الماء في الحمّام.

[الهمزة مع الزاي (٢)]

أزب : (الميزاب) المِثْعَب وجمعه (مآزيبُ) عن ابن السكّيت. قال الأزهري : ولا يقال الْمرزاب ، ومن تركَ الهمز قال في الجمع : (مَيازيب) و (مَوازيب) من (وزَب) الماءُ إذا سال ، عن ابن الأعرابي ، وقيل : هو فارسي فَعُرِّب بالهمزِ (٣). وأنكر يعقوب تَرْكَ الهمزِ أصلاً (٤).

أزج : (الأَزَجُ) بيت يُبنى طُولاً ، يقال له بالفارسية أُوسْتان (٥) ، وسَغْ ، وكَمْرَا (٦).

أزذ : (الأزَاذ) ضَرْبٌ من أَجْود التمر.

أزر : قولهم (اتَّزَر) عاميّ ، والصواب (ايتَزَر) «افتعلَ» من (الإزار) وأصله (ائتزر) بهمزتين الأولى للوصل والثانية

__________________

(١) جمع حيز وهو المكان.

(٢) في الأصل : الزاء وأثبت ما في ع ، ط ، وكلاهما صواب.

(٣) بالهمز : ساقطة من ع.

(٤) في التهذيب (١٣ / ١٩٩) : «لا يقال للميزاب : المزراب والمرزاب. وقال الليث : المرزاب لغةَ الميزاب. وقال ابن السكيت : هو الميزاب ، وجمعه المآزيب ولا يقال المزراب». وفي إصلاح المنطق ليعقوب بن السكيت (١٤٥): «يقال هو الميزاب وجمعه مآزيب ، ولا تقل : المرزاب».

(٥) بعدها في ط : «بواو غير مصرحة». وفي المعجم الذهبي : «أستان : محل إقامة ، مكان ، موقف».

(٦) في المعجم الذهبي : «سغ : سقف ، ثقب» و «كمرا : مكان محصور بأربعة جدران ، قبه وسقف مقوس ، جدار شاهق».

٣٧

فاءُ «افتعلَ (١)» (وتأزير) الحائط : أن يُصلَح أسفلُه فيُجعَل له ذلك كالإزار ومنه قوله : «(أزَّر) حيطانَ الدار الموقوفةِ».

(مأزورات) : في (وز). [وزر].

أزز : كان عليه‌السلام يصّلي ولجوفه (أزيز) كأزيز المِرْجَل من البكاء. هو الغليان ، وقيل صوته ، والمِرجل قِدرٌ من نحاس ، عن الغُوري ، وقيل : كلّ قِدْرٍ (٢).

[الهمزة مع السين]

أسد (٨ / ب) أبو سعيد مولى (أبي أَسِيدٍ) بالفتح ، وكذا (أسِيدُ) بن عبد الرحمنِ الخثعَميُّ ، وكذا (عتّاب بن أسِيد) (٣). و (أسِيدٌ) (٤) أبو ثعلبة رُوي فيه الضّم ، (وأُسَيد) بن حُضَيْرٍ (٥) بالضّم لا غير ، وكذا أُسَيد بن ظُهِيْرٍ (٦) ، وكذا أبو أُسَيْدِ الساعديُ (٧).

أسر : (استأسر) الرجلُ للعدوّ : إذا أعطى بيده وانقادَ.

وهو لازم كما ترى ، ولم نسمعه متعدّياً إلا في حديث عبد الرحمن وصفوانَ أنهما «استأسرا المرأتين اللتين كانتا عندهما من هَوازِن».

وقوله : «فأخذها المسلمون (أسيراً)» إنما لم يُقل أسيرة لأن فعيلاً بمعنى مفعول يستوي فيه المذكر والمؤنث ما دام جارياً على الاسم.

__________________

(١) ع : فاء الفعل.

(٢) بعدها في ط : يطبخ فيها.

(٣) كان أمير مكة في عهد النبي (ص).

(٤) كذا في الاصل بفتح أوله. وفي ع بضم ففتح. ولعل الصواب «بن ثعلبة» الانصاري الذي شهد بدراً ثم صفين مع علي. (انظر أسد الغابة ـ ت ١٦٨).

(٥) صحابي جليل ، شهد مع عمر فتح بيت المقدس.

(٦) له صحبة استصغر يوم أحد. مات في خلافة مروان.

(٧) هو مالك بن ربيعة ، آخر من مات ممن شهد بدراً.

٣٨

اسكندر : (إسكَنْدريَّةُ) (١) حِصْن على ساحل بحر الرّوم.

وثوبٌ (إسكندرانيٌ) منسوب إليها ، والألف والنون من تغييرات النَّسَب.

أسس : (الأُسُ) أصل الحائط والجمع (آساسٌ).

و (الأساسُ) مثلهُ وجمعه (أُسُس).

أسف : في الحديث : «إن أبا بكر رجلٌ (أسِيفٌ ))» أي سريع الحزن. و (الأسِفُ) بغير ياءٍ : الغضبانُ. ولم يُسمع به هنا.

أسك : (الإسْكَتان) ناحيتا فَرْج المرأة فوق الشُّفْرَيْن.

وفي القُدوريّ مكان هذا اللفظ : الرَّكبَانِ (٣).

أسل : (الأسَلُ) في (ضغ). [ضغث].

أسم : (أبو أسامة) : كنية زيدٍ مُتبنَّى رسول الله عليه‌السلام.

أسن : ماءٌ (آسِنٌ) وأَسِنٌ : متغير الرائحة ، من بابَيْ طلَب ولَبِس.

أسو : (الأسْوَة )) : اسمٌ من (ائتْسَى) به إذا اقتدى به واتَّبعه. ويقال (آسيتُهُ) بمالي ، أي جعلتْه أُسوَةً أقتدِي (٩ / ١) به ويَقتدي هُوَ بي ، و (واسيتُ) لغةٌ ضعيفة. ومنه قوله في باب الأذان : «فَواسَوه».

__________________

(١) قيدت في الاصل بفتح الهمزة وكسرها معاً. وفي ع بفتحها فحسب. وسكت ياقوت عن ذلك.

(٢) هذا من قول عائشة للنبي عليه‌السلام في مرضه حين كلف أبا بكر الصلاة بالناس.

(٣) تثنية الركب بفتحتين. وهو منبت العانة للرجل والمرأة ويطلق على الفرج أيضا (المصباح).

(٤) بضم الهمزة وكسرها.

٣٩

وفي كتاب عمر رضي‌الله‌عنه : «آسِ بين الناس في وجهك» ، أمرٌ منه. ومعناه : شارِكْ بينَهم في نظَرك والتفاتك. وقيل : سَوِّ بينَهم ، ومنْ روى «أَسِّ» من التأسيةِ : التّعزيةِ ، فقد أخطأ.

وقوله : «ما سِوَى التراب من الأرض إسوة التراب» ، أي تَبَعٌ له ، مَجازٌ.

[الهمزة مع الطاء]

أطر : (إطار) الشَفَةِ : مُلتقَى جِلْدتها ولَحْمتها ، مستعارٌ من إطار المُنخل أو الدُّفِّ. وذكر الأَزهريُ (١) أن عمر بن عبد العزيز سُئِل عن السُنَّةِ في قَصِّ الشاربِ فقال : أنْ تقُصَّه حتى يَبدُوَ الإطارُ.

وإما «اللِّطار» كما وقع في بعضِ نُسَخِ أحكام القرآن فتحريفٌ ظاهرٌ.

[الهمزة مع الغين]

أغي : (الأوَاغِيْ) بتخفيفِ الياءِ وتشديدِها : مَفاتحُ الماء في الكُرَدِ (٢) ، عن الليث ، الواحدةُ (آغِيةٌ) ) وفي شرح خُواهَرْزادَه [الأواغي]) هي المكانُ المنخفِضُ في الأرضِ يجتمعُ

__________________

(١) تهذيب اللغة (١٤ / ٩).

(٢) جمع الكردة وهي قطعة من الارض. وفي المرجع للعلايلي : «الآغية : مفجرة الماء في المزرعة ، ج أواغٍ».

(٣) في ع : آغية (بتشديد الياء) والصواب تخفيفها كما في الاصل.

(٤) من ط. وعبارة ع : «آغية وهي المكان ...» وخواهر زاده : هو محمد بن الحسين ، من بخارى ، كان شيخ الاحناف فيما وراء النهر. وله مؤلفات في الفقه. توفي ٤٨٣ ه‍.

٤٠