المغرب في ترتيب المعرب - ج ١

أبي الفتح ناصر الدين المطرّزي

المغرب في ترتيب المعرب - ج ١

المؤلف:

أبي الفتح ناصر الدين المطرّزي


المحقق: محمود فاخوري و عبد الحميد مختار
الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: مكتبة اسامة بن زيد
الطبعة: ١
الصفحات: ٤٩٥
الجزء ١ الجزء ٢

هكذا قرأتُه على والدي في إصلاح المنطق ، وهو المشهور والمرويُّ عن الثقات ، إلا أن الليث ذكر (الرتَم) بمعنى (الرَتيمة) وأبو زيد ذكر (الرَتَمة) في معناها وأنشد هذا البيت استشهاداً به للخيط فكأنه (١) جَعله جمعاً لها. وكيفما كان فهو حُجّة كافية للفقهاء (٢).

[الراء مع الثاء]

رثأ : (الرَثِيئة) لبن حَليب يُصبّ على حامضٍ.

رثث : (رَثّ) الثوبُ : بليَ ، وثوبٌ (رَثٌ) وهيئةٌ (رَثّة). و (رَثاثة) الهيئة : خُلوقة الثياب وسُوء الحال.

و (رثّة) المتَاع ، بالكسر ، أَسقاطه وخُلْقانه ، ويقال رِثَّة الناس ، لضعفائهم ، على التشبيه ، ومنها قولهم (ارْتُثَ الجريحُ) إذا حُمل من المعركة وبه رمَق ، لأنه حينئذ يكون ضعيفاً أو مُلقىً (١٠٣ / ب) كرِثّة المتاع.

وتحديدُ (الارتِثاث) شرْعاً : في كتب الفقه.

رثم : فرس (أَرْثَم) شفَتُه العُليا بيضاء.

[الراء مع الجيم]

رجأ : في الحديث : «فأمر بأن يُقوّمه و (يُرْجئَه)» أي يؤخِّره. ومنه (المُرْجِئة) لإرجائهم حكم أهل الكبائر إلى يوم القيامة. وتمام الشرح في (جه) : [جهم].

__________________

(١) ع ، ط : «وكأنه» يعني لا بأس بالخيط.

(٢) ع : حجة للفقهاء.

٣٢١

رجب : (الرَجبيّة) من ذبائح الجاهلية في رجَبٍ ، نسَخها الأضحى.

و «لا رُجَبيّةٍ» في (عر). [عرو].

رجز : (الرِجْز) العذاب المُقْلِق (١) ، وبه سمي الطاعون.

و (المرتَجِز) من أفراسه (٢) عليه‌السلام.

رجع : (رجَعه) ردّه. ومنه حديث النُعمان بن بشير أنه عليه‌السلام قال له : «أكُلَّ أولادك (٣) نحلتَ مثلَ هذا؟» قال : لا ، فقال (٤) عليه‌السلام : «فارجِع إذاً» فرجَع ، فردَّ عطيَّته.

وقول ابن مسعود للجلاد : «اضرِب وارجِع يديك» كأنه أمَره أن لا يرفَعهما ولا يمدَّ بهما بل يقتصِر على أن يَرجعهما رجْعاً.

و (رجَع) بنفسه (رجوعاً) ، و (رجّعه) ردَّه. ومنه (التَرجيع) في الأذان ، لأنه يأتي بالشهادتين خافضاً بهما صوته ثم يَرجِعهُما رافعاً بهما صوتَه. وله على امرأَته (رَجْعةٌ) و (رِجْعة) والفتح أفصح ، ومنها (الطلاق الرجعي).

و (ارتَجع) الهبةَ : ارتدَّها. و (ارتجع) إبلاً بإبلِه : استبدَلها.

وقيل : هو أن يأخذ واحداً مكان اثنين بالقيمة.

و (الرِجْعة) بالكسر اسم المُرْتَجَع. و (الرَجِيع) كنايةٌ عن ذي البطن (٥) لرجُوعه عن الحالة الأولى. ومنه : «نهَى عن الاستنجاء بالرَّجيع أو العظم (٦).

وبه سمي الموضع المعروف بناحية الحجاز.

__________________

(١) ط : «المضيق». وأشير في هامشه إلى نسخة توافق ما في الأصلين.

(٢) جمع فرس.

(٣) ع ، ط : ولدك.

(٤) ع : قال.

(٥) أي الروث أو الخرء. ومنه «أرجع الرجل» لازماً.

(٦) ع ، ط : برجيع أو عظم.

٣٢٢

رجل : (الرجال) جمع (رَجُلٍ) خلاف المرأة ، وهو في معنى (الرَجْلِ) ) أيضاً ، وبه كُنِيَ والد عبد الرحمن (١٠٤ / ا) بن أبي الرجال في السِيَر.

و (الرِجْل) من أصل الفَخذ إلى القَدم. وقرىء : «وَأَرْجُلَكُمْ (٢)» بالجرّ والنصب. وظاهر الآية متروك بالإجماع والسُنّة المتواترة. ويروى أن الصَعْب بن جَثّامة أهدَى رِجْلَ حمارٍ. ورُوي «فَخِذَ» و «عَجُزَ» (٣) ، وتفسيرها بالجماعة خطأٌ.

و (المِرْجَل) قِدْر من نحاس ، وقيل : كلُّ قدْر يُطبخ فيها.

و (رَجَّل) شَعره : أرسله (بالمِرْجل) وهو المُشْط.

و (ترجَّل) فَعل ذلك بشعْر نفسه ، ومنه : «حتى في تنعُّله وترجُّله».

ونَهى عن الترجّل إلّا غِبّاً ، وتفسيره بنزْع الخفّ خطأٌ.

رجم : (المُراجَمة) مُفاعلة من (الرَجْم) بالحجارة.

وباسم الفاعل منه سمي والد العوّام بن (مُراجِم) هكذا صحّ عن ابن ماكُولا وغيره.

[الراء مع الحاء]

رحب : (الرُحْب) بالضم : السعة. ومنه قول زيد بن ثابت لعمر رضي‌الله‌عنه : ههنا بالرُحْب ، أي تقدّمْ إلى السَعة ، و (الرَحْبة) بالفتح : الصحراء بين أفْنية القوم ، عن الفرّاء. قال الليث : و (رَحْبة المسجد) ساحته.

__________________

(١) بفتح فسكون كما في الأصل وكتب فوقها كلمة «صح» ، كما كتب تحتها أيضاً : «الراجل». وهي في ع : «الراجل».

(٢) في الآية «٦» من سورة المائدة : (وَامْسَحُوا بِرُؤُسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ).

(٣) ط : «ويروى فخذه وعجزه».

٣٢٣

قلت : وقد يسمى بها ما يُتّخذ على أبواب بعض المساجد (١) في القُرى والرَساتيق من حظيرةٍ أو دكّان للصلاة. ومنها قول أبي علي الدَقّاق : لا ينبغي للحائض أن تدخُل رَحْبة مسجد الجماعة متصلة كانت الرحبة ) أو منفصلةً ، وتحريكُ الحاء أحسنُ.

وأما ما في حديث علي رضي‌الله‌عنه أنه وصَف وُضوء رسول الله عليه‌السلام في رَحْبة الكوفة ، فإنها دكّان وَسْطَ مسجد الكوفة كان يقعُد فيه ويعِظ. ومنها أنه (٣) ألقى ما أصاب من أهل النَهْرَوان في الرَحْبة (١٠٤ / ب) يعني غنائم الخوارج.

و (مَرْحَبٌ) اسم (٤) رجل ، ومنه :

هذا سيفُ مَرحَبْ

من يذُقْه يَعْطَبْ

و (أرحَبُ) : حيٌّ من هَمْدان (٥).

رحض : (المِرْحاض) موضع (الرَحْض) وهو الغَسْل فكُني به عن المُستراح. ومنه : «فقدِمْنا الشام (٦) فوجدنا مَراحيضهم قد بُنيت قِبَلَ القِبْلة».

رحل : (رحَل) عن البلد : شخَص وسار ، و (رحّلته) أنا و (أرحلْته (٧)) أشخصتُه. ومنه قول محمد رحمه‌الله في السير : «فكان يَقْوى على المرأة إذا أصابهم هزيمة أن يُرْحلها معه حتى يُدْخلها

__________________

(١) ع : أبواب المساجد.

(٢) الرحبة : زيادة من ط.

(٣) أي الامام علياً.

(٤) سقطت كلمة «اسم» من ع. و «مرحب» ضبط في الأصلين بفتح الميم والحاء. وفي هامش الأصل «وهو اسم يهودي مكتوب على سيفه هذا الرجز». وفي تاج العروس : «ومرحب اليهودي كمنبر : الذي قتله سيدنا علي رضي‌الله‌عنه يوم خيبر».

(٥) في هامش الأصل : «وهو قبيلة بالكوفة ، الأصح أنه حي باليمن».

(٦) ع : الشأم (بالهمز).

(٧) قوله : «وأرحلته» ساقط من ع.

٣٢٤

أرض الإسلام» روي بالتخفيف والتشديد (١).

و (رَحل البعيرَ) شدّ عليه (الرَّحْل) من باب منَع. ومنه حديث الأسود مولى رسول الله عليه‌السلام أنه أصابه سهْم وكان يَرْحَلُ له (٢).

و (الرَّحْل) للبعير كالسَرْج للدابّة. ومنه فرَس (أرْحَلُ) أبيض الظهر لأنه موضع الرَّحْل. ويقال لمنزِلة الإنسان ومأواه (رَحْل) أيضاً (٣). ومنه : «نسي الماءَ في رَحْله». و

في السِيَر : «ولعلّه لا يَؤوب إلى رَحْله».

والجمع (أرْحُل) و (رِحال). ومنه : «فالصلاة في الرحال».

و (أرحلَه) أعطاه (راحلةً) وهو النَجيب والنَجيبة من الإبل. ومنه : «تجدون الناسَ كالإبل المائة ليس (٤) فيها راحلة» وهو مثَل في عزّة كل مَرْضِيٍّ ، وقيل أراد التَساوي في النسب ، وأُنكِر ذلك.

رحم : (الرَّحِم) في الأصل : مَنْبِت الولد ووعاؤه في البطن ، ثم سميت القرابة والوُصْلة من جهة الوِلادِ رَحماً. ومنها (ذو الرَحِم) خلاف الأجنبيّ. وفي التنزيل : «وَأُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ (١٠٥ / ا) أَوْلى بِبَعْضٍ (٥)».

رحي : (الرَّحى) مؤنث (٦) ، وتثنيتُها (رحَيان) والجمع (أرحاءُ) و (أَرْحٍ). وأنكر أبو حاتم (الأَرْحِية). وقوله : «ما خلا الرَّحَى» أي وَضْعَ الرحى ). وتستعار الأرحاء للأضراس وهي اثنا عشَر.

__________________

(١) أي قوله : «يرحلها».

(٢) أي لأجل الرسول عليه‌السلام.

(٣) ع : أيضاً رحل.

(٤) ع : «ليست» وهو في مجمع الأمثال ٢ / ٣٤٠ بلفظ : «الناس كابل مائة لا تجد فيها راحلة» قال : أي أنهم كثير ولكن قل منهم من يكون فيه خير.

(٥) الأنفال : «٧٥».

(٦) ع : مؤنثة.

(٧) قوله : «أي وضع الرحى» ساقط من ع.

٣٢٥

[الراء مع الخاء]

رخج : (الرُّخَج) : إعراب رُخَذَ بوزن زُفَرَ (١) : اسم كُورةٍ استولى عليه التركُ. وقد جاء في الشعر منصرفاً ضرورةً.

رخم : قوله : «لا قِطع في الرُّخام» هي الحجارة البِيض الرِخْوة ، الواحدةُ (رُخامة). وفرس (أَرْخَمُ) : وجهه أبيض.

[الراء مع الدال]

ردأ : (رَدَأه) أعانه (رَدْءاً) و (الرِّدْء) بالكسر : العَوْن.

ردد : (رَدَّ) عليه الشيءَ (ردّاً) و (مَرَدّاً).

و (رَدَّ البابَ) أصْفقه وأطْبقه. وباب (مردُود) مُطبَق غير مفتوح. وسيجيءُ في «غل» (٢) و (الرِّدِّيدَي) أبلغ من الرَّدّ ، ودرهمٌ (رَدٌّ) : زَيْفٌ غير رائج ، ومنه : «من أدخل في دِيننا ما ليس منه فهو رَدٌّ» ) أي رَدِيٌ.

و «يرُدّ عليهم» : في (كف). [كفأ].

ردع : (الرَّدْع) أثرُ الطِيب والحنّاء ، وقد (ردَعه) بالزعفران أو الدم (رَدْعاً) أي لطَخه. وقولهم : «ركِب رَدْعَه» معناه جُرح فسال دمه فسَقط فوقهِ.

ردغ : (الرِّداغ) الطين الرقيق ، وقيل : هو جمع (الرَّدْغة) (٤). ومكانٌ (رَدِغٌ) بالكسر.

__________________

(١) أو بوزن «صرد» كما في التاج. وفي اللسان ومعجم البلدان بتشديد الخاء المفتوحة.

(٢) أي في مادة «غلق».

(٣) حديث نبوي

(٤) ع : ردغة.

٣٢٦

[الراء مع الذال]

رذن : (راذانُ) موضع قريب من بغداد [بيومين](١) ، ومنه ما ذكر القُدوري في بيع أرض الخَراج أن ابن مسعود اشترى أرضاً بِراذانَ.

[الراء مع الزاي]

رزأ : ما (رزأْتُه) شيئاً أي ما نقَصتُه. ومنه (الرُّزْء) و (الرَّزِيئة) : المصيبة العظيمة.

رزب : (المِرْزَبة) المِيتَدة (٢) قال الشاعر (٣) :

ضَرْبَك بالمِرزَبة العُودَ النَخِرْ

وعن الكسائي تشديد الباء (٤).

و (المَرْزُبان) معرّب ، وهو الكبير (١٠٥ / ب) من الفُرْس ، والجمع (المَرازِبة) ، ويقال (٥) للأسد (مَرْزُبانُ الزَّأرة) (٦) على الاستعارة لأن «الزَّأرة» الأجَمةُ وهي فَعْلة من زَئير الأسد وهو صياحه ، الألِفُ فيها همزةٌ ساكنةٌ وقد تُلَيَّن (٧). وذكرها (٨) الغُوري في باب فَعَل (٩) من المعتلّ العين.

__________________

(١) من ع.

(٢) الميتدة : المطرقة أو ما يشبهها من حديد أو خشب ، يضرب بها الوتد.

(٣) كلمة «الشاعر» ليست في ع. والشعر في اللسان «رزب» بلا نسبة.

(٤) أي في «المرزبة».

(٥) في الأصلين : «يقال» والمثبت من ط.

(٦) ع : «الزارة» بلا همز هنا وفي المواضع الثلاثة التالية ، وهو صحيح أيضاً.

(٧) بالتاء والياء معاً كما في الأصل ، وفي ع «تلين» بالتاء فحسب.

(٨) في الأصل : «وذكر». وفي ط : «وقد ذكرها» والمثبت من ع.

(٩) بفتح العين ، وهي في الأصل بسكون العين لكن صوت في الهامش بالفتح.

٣٢٧

وأما ما في السير من حديث البراء (١) بن أنس أنه بارزَ مَرزُبانَ الزأرةِ ، فهو إما لقَبٌ لذلك المبارِز كما يلقّب بالأسد ، أو مضاف إلى (الزَأرة) قرية بالبَحْرين. والأول أصح.

رزح : بَعير (رازِحٌ) (٢) سقَط من الإعياء. وقد (رزَح رُزوحاً) و (رُزاحاً). وقيل : هو الشديد الهُزال. وإبِلٌ (رَزْحَى) كهالكٍ وهَلْكَى. وفي الزيادات : «المَهازيلُ :

الرُّزَّحُ» وهو قياس (٣).

رزز : في الحديث : «من وجد في بطنه (رِزّاً) فليتوضأْ» : هو الصوْت. وعن القُتَبيّ : غَمْزُ الحدَث وحركتُه.

رزغ : عن ابن عباس رضي‌الله‌عنه أنه خطَب في يومٍ ذي (رَزَغٍ) (٤) ، هو بالتحريك والتسكين : الوَحَلُ. ومنه حديث عبد الرحمن بن سَمُرة ـ وقيل له : ما جمّعتَ (٥) ـ فقال : منعَنا (٦) هذا الرَزَغُ.

وعن الليث : الرَزْغة أشدّ من الرَدْغة.

رزق : (الرِزْق) ما يُخْرَج للجنديّ (٧) عند رأس كل شهرٍ ، وقيل يوماً بيوم. و (المُرْتَزِقة) الذين يأخذون الرِزقَ وإن لم يُثْبَتوا في الديوان. وفي مختصر الكرخي : «العطاءُ ما يُفرَض للمقاتِلة ، والرزقُ للفقراء».

رزدق : (الرَزْدَق) الصَفّ. وفي الواقعات : «رَسْتَقُ الصَفّارين والبيّاعين» وكلاهما تعريب رَسْتَهْ.

__________________

(١) ع : «وأما ما في حديث البراء». وفي الأصل : «وأما في السير».

(٢) بتقديم الألف على الزاي. وفوقها في الأصل كلمة «صح» ، وفي ع : «رزاح» بتقديم الزاي على الألف وبفتح الراء.

(٣) مثل راكع وركع.

(٤) كلمة «هو» ليست في ع.

(٥) أي لم تشهد صلاة الجمعة. يقال : جمع القوم تجميعاً أي شهدوا الجمعة وقضوا الصلاة فيها.

(٦) ع : معنا ، تحريف.

(٧) ع : «للجند» ، والفعل قبلها مبنى للمعلوم ثلاثى.

٣٢٨

رزم : (الرِزْمة) بالكسر : الثياب المجموعة (١٠٦ / ا) وغيرها ، والفتح لغةٌ. وعن شِمْر : هي نحو ثُلْث الغِرارة ورُبْعها.

وفي التكملة : (الرِزَمُ) الغَرائر التي فيها الطعامُ ، ومنها (رِزَمُ الثياب).

رزن : (الرَوازِن) جمع (رَوْزَنٍ) وهو الكُوّة ، معرَّب.

[الراء مع السين]

رسب : (رسَب) في الماء : سَفَل (رسوباً) من باب طلب.

رسح : «الأرسح الأزَلُ (١)» : في (صه). [صهب].

رسع : (المُرَيْسيع) ماءٌ بناحية قُدَيْدٍ بين مكة والمدينة ، رُوي بالعين والغين. و (غزوة المُرَيْسيع) وهي (٢) غزوة بني المصطَلَق ، كانت قبل غزوة الخندق وبعْدَ دُومة الجَنْدَل.

رسل : قوله : «أدّى إلى الحرَج وانقطاع السُبُل و (الرُسل)» : جمع رَسول وسبيل. و «النَسْلُ» و «الرِسْلُ» بالكسر ، وهو اللَبن تصحيف. و (الرَسَل) بفتحتين الجماعةُ ، ومنه : و «كان القومُ يأتونه أرسالاً» أي مُتتابعين جماعةً جماعةً.

و (الأملاك المُرْسَلة) هي المطْلَقة التي تُثْبَت (٣) بدون أسبابها ، من (الإرسال) خِلاف التقْييد. ومنه : الوصيّة بالمال (المرسَل) يعني المُطْلَق غيرَ المقيَّد بصفة الثلث أو الرُبع.

__________________

(١) الأرسح والأرصح : القليل لحم العجز والفخذين.

(٢) ع : هي.

(٣) بضم التاء وفتح الباء ، مبنياً للمجهول. وفي ع بفتح التاء وضم الباء ، مبنياً للمعلوم.

٣٢٩

والحديث (المرسّل) في اصطلاح المحدّثين : ما يَرويه المحدّثون (١) بإسنادِ متصل إلى التابعي ، فيقول التابعي : «قال عليه‌السلام ولم يَذكر مَن بَيْنَه وبين الرسول كما يفعَل ذلك سعيدُ بن المسيّب ومكحولٌ والنَخَعي والحسَن رحمهم‌الله. ومنه : «المَراسيل ) حُجّةٌ» وهو اسمُ جمعٍ له كالمنَاكير للمُنْكَر.

وشعر (مسترسِل) بكسر السين : أي سَبِطٌ غير جَعْدٍ ، وقوله : «لا يجب غَسل ما استَرسل من اللحْية (٣)» أي تَدلّى ونزلَ من الذَقن.

ويقال (١٠٦ / ب) : (على رِسْلك) أي اتَّئِدْ. ومنه (ترسَّل) في قراءته ، اذا تمهَّل فيها وتوقَّر. وفي الحديث : «إذا أذَّنْتَ فترسَّلْ ، وإذا أقمت فاحذِمْ» من «الحَذْم» وهو السرعة وقطعُ التطويل والتمطيط.

رسم : (ارتسم) : في (صل). [صلو]

رستم : (ابن رُسْتُمَ) عن محمد رحمه‌الله بضم التاء وفتحها ، وهو معرَّب.

[الراء مع الشين]

رشد : (الرُشْد) خلاف الغيّ وبتصغيره سمي والد أبي الفَضْل داود بن رُشَيْد بن محمد (٤) الخُوارَزميّ ، يَروي عن أبي حنيفة وأبي يوسف رحمهما‌الله.

__________________

(١) ع ، ط : المحدث.

(٢) ع : «رحمهم‌الله والمراسيل».

(٣) أي في الوضوء.

(٤) تحتها في الأصل : محمود.

٣٣٠

رشن : في المنتقى (١) : قوله : «(روشَنٌ) وقع لصاحب العِلْو مُشْرِفٌ (٢) على نصيب الآخر» : هو (٣) الرَفُّ عن الأزهري (٤) وعن القاضي الصَدْرِ : المَمَرُّ على العِلْو وهو مُثل الرَفّ.

رشو : (الرِشاء) حبْلُ الدَلْو ، والجمع (أَرْشِيةٌ).

ومنه (الرِشْوة) بالكسر والضم ، والجمع (الرُشَى). وقد (رَشاه) إذا أعطاه الرُّشوة ، و (ارتشَى) منه : أخَذ.

[الراء مع الصاد]

رصد : في جمْع التفاريق : «ويُصْرَف من الخَراج إلى أرزاق القُضاة والعمال ، و (الرَصَدة) والمتعلّمين» هي جمعُ (راصدٍ) وهو الذي يَقْعُد بالمِرصاد للحِراسة. وهذا قياس ، وإنما المسموع (الرَصَدُ) ونظيرهُ (٥) الحرَس والخَدم ، في حارِسٍ وخادمٍ.

رصص : (رصَ) الشيءَ و (رصَّصه) : أَلْزقَ بعضَه بِعض لئلا يكون فيه خلَلٌ. ومنه : «رصّص القُمْقُمة» إذا سَدّ فَمها مُحْكَماً. وبُنيان (مَرضوص) و (مُرصَّص). ومنه : «تَراصُّوا في الصفوف (٦)» إذا انضمّوا وتلاصَقوا.

و (الرَّصاص) (١٠٧ / ا) العُلّاب (٧). وفي الزُّيوف من الدراهم : هو المموَّه.

__________________

(١) قوله : «في المنتقى» جاء في نسخة الأصل وفي ط في هذا الموضع ، أي في أول مادة «رشن» وجاء في ع في آخر المادة السابقة ، أي «رشد».

(٢) أي مرتفع.

(٣) ع ، ط : «وهو». وهذا الضمير يعود على الروشن.

(٤) تهذيب اللغة ١١ / ٣٤١.

(٥) ع : نظيره.

(٦) ع ، ط : في الصف.

(٧) كذا ضبطت في الأصلين بضم العين وتشديد اللام. وفوقها في النسخة الأم كلمة «صح». والذي في التاج والقاموس والتهذيب : «العلابي» بفتح العين وتخفيف اللام وتشديد الياء. وهو الرصاص نفسه.

٣٣١

[الراء مع الضاد]

رضخ : (رضَخ) رأْسَه : كسَره. ومنه : (رضَخ له) إذا أعطاه شيئاً قليلاً (رضْخاً) ، واسم ذلك القليل (رَضْخَةٌ) و (رَضيخة) و (رَضْخٌ) أيضاً. ومنه قولُه : «وإمّا (١) سَهْماً أو رَضْخاً» أي نصيباً وافياً أو شيئاً يسيراً.

رضع : (المَراضِع) في القرآن جمع (مُرضِع) اسم فاعلة من (الإرضاع). وفي قوله : «فإن جاؤوا بمَراضِعَ أو فُطُمٍ» جمعُ اسمِ مفعولٍ منه (٢). وفُطُم جَمْع فَطيم وهو نظير عقيم وعُقُم كما ذكر (٣) سيبويه.

رضف : (الرَضْف) الحجارة المُحْماة ، الواحدة (رَضْفة).

[الراء مع الطاء]

رطب : (الرُطْب) بالضم : الرَطْب مما تَرعاه الدوابُّ.

و (الرَطْبة) بالفتح : الإسْفِسْتُ (٤) الرَطْبُ ، والجمع (رِطاب).

ومنه حديث حُذيفة وابن حُنَيف : «وَظّفَا (٥) على كل جَريب من أرض الزَرع درهماً من أرض الرَطْبة خمسةَ دراهم».

وفي كتاب العُشْر : البُقولُ غير الرِطاب ، فإنما البقول مثل الكُرّاث ونحو ذلك ، و (الرِطاب) هو القِثّاء والبِطّيخ والباذِنجان

__________________

(١) ع ، ط : إما (بلا واو).

(٢) أي جمع «مرضع» بضم الميم وفتح الضاد. وقوله : «منه» أي من الارضاع.

(٣) ع ، ط : كما ذكره.

(٤) الاسفست : هو الفصفصة التي تأكلها الدواب. انظر المعرب ٢٤٠.

(٥) بكسر الظاء المشددة كما في الأصل. وفي ع بفتحها. وفي ط : وعلقا.

٣٣٢

وما يَجري مجراه ، والأول هو المذكور فيما عندي من كتب اللغة فحسبُ.

و (الرُطَب) ما أَدْرَك من ثمر النَخْل ، الواحدةُ (رُطَبة).

رطل : (الرِطْل) بالكسرِ ، والفتْحُ لغةٌ : نصف مَناً.

وعن الأصمعي هو ، بالكسر (١) ، الذي يُوزَن به أو يُكال به. قال أبو عُبيدٍ : وزنه مائة درهم ، وثمانيةٌ وعشرون درهماً وزن سبعةٍ. وفي تهذيب الأزهري (٢) عن المنذرِ (٣) عن إبراهيم الحَرْبيّ : السُّنّة في النِكاح رِطْل والرِطْلُ (١٠٧ / ب) اثنتا عشرة أوقيّةً ، والأوقيّة أربعون درهماً ، فتلك أربع مائةٍ وثمانون درهماً».

قلت : ومنه (المُراطَلة) وهي بيع الذهب بالذهب مُوازنةً.

يقال : راطَل ) ذهباً بذَهبٍ أو وَرِقاً بوَرِق ، وهذا مما لم أجده إلا في الموطّأ (٥).

[الراء مع العين]

رعز : (المِرْعِزَّى) إذا شدَّدت الزايَ قصَرْت ، وإذا خفَّفتَ مدَدْت ، والميم والعين مكسورتان ، وقد يقال (مَرْعِزَاء) بفتح الميم مخفّفاً ممدوداً ، وهي كالصُوف تحت شعر العَنْز.

رعش : (الرِعْشة) الرِعْدة. و (المَرْعَش) الحَمام الأبيض. وعن الجوهري : هو الذي يحلّق في الهواءِ. قال : وبعضهم يضُمّ الميمَ ، والعينُ مفتوحةٌ في كلتا الحالتين (٦).

__________________

(١) قوله : «نصف مناً وعن الأصمعي هو بالكسر» ساقط من ع.

(٢) التهذيب ١٣ / ٣١٧.

(٣) التهذيب وط : المنذري.

(٤) وكتب في هامش الأصل : راطلت.

(٥) من قوله : «وفي تهذيب الازهري» إلى هنا : ساقط من ع.

(٦) مادة «رعش» كلها ساقطة من ع.

٣٣٣

رعع : صبيّ (متَرعْرِعٌ) إذا كان يُجاوز عشر سنين ، أو قد جاوَزها (١).

رعف : (رَعُف) أنفُه : سال (رُعافه). وفتْح العين (٢) هو الفصيح. وقول الحلوائي في الشهيد : «لو كان (مَرْعُوفاً)» مبنيٌّ على (رُعِف) (٣) بضم الراء ، وهو لَحْن.

رعل : (رِعْلٌ) وذَكْوان ، بكسر الراء وفتح الذال : من أحياء بني سُليمٍ.

رعي : (الرَعْي) مصدر (رَعتِ) الماشية الكلأَ.

و (الرِعْيُ) بالكسر : الكلأُ نفسه. ومنه قوله : «التسموا فيه الرِعْيَ». وأما قوله : «نَوَوْا أن يُقيموا فيه للرَعْي» فالفتح أظهر.

وقولُ عائشةَ رضي‌الله‌عنها : «فإن كانت [اليدُ](٤) تَرْعى ما هنالك» كنايةٌ عن مسّ الفَرْج نفسِه. وقولُ الكرخي في جامعه الصغير : «باع طيراً على أنه راعٍ» من (الرِعاية) بمعنى الوفاء ، وذلك في الحَمام معروف حتى قال أحمد : (١٠٨ / ا)

يا لائمي في اصطناعي للحَمام لقد

خابت ظنُونك في هذا ولم أَخِبِ

رعايةٌ لوْ غَدا في الناس أيسَرُها

لم يُعرفِ الغدْرُ في عُجْم ولا عرَب

وفي أمثال العرب : «أهدَى من حَمامة (٥)» والهداية بالرعاية (٦).

والحَمام بأرض العراق والشآم تُشتَرى بالأثمان الغالية وتُرسَل من الغايات البعيدة بكُتب الأخبار فتؤدّيها وتعبودُ بالأجْوبة عنها. قال

__________________

(١) في المختار : «ترعرع الصبي أي تحرك ونشأ. والرعاع الأحداث الطغام».

(٢) أي في رعف.

(٣) في هامش الأصل : «مرعوف يمكن أن لا يكون مبنياً عليه بل لأمرٍ آخر وهو ذو رعاف كمزؤودة ، فيكون صحيحاً».

(٤) من ع.

(٥) مجمع الأمثال ٢ / ٤٠٩.

(٦) ع ، ط : من الرعاية.

٣٣٤

الجاحظ : «لولا الحَمامُ الهُدَّى (١) لَما عُرف بالبصرة ما حدَث بالكوفة في بَياض يومٍ واحد (٢)».

وفي بعض (٣) نسخ المنتقى : «على أنه راعِبيّ» مكان «راعٍ» وكأنه هو الصواب. وقال الجوهري : هو جنس من الحمام والأنثى راعبيّة. وقال الليث : الحَمام الراعِبيّ يُرعّب في صوته ترعيباً ، وهو شدة الصوت ، وكذا حكاه الأزهري (٤).

[الراء مع الغين]

رغب : في الشيء (رَغَباً) و (رَغْبةً) إذا أراده.

و (رَغِب عنه) لم يُردْه.

وفي تلبية ابن عمر : «لبّيك وسعدَيك ، والخيرُ بيدَيك ، والرَغْباءُ إليك (٥)» هي بالفتح والمدّ ، أو بالضم والقصْر : الرَغْبةُ.

وقوله : «وإن أُعطُوا رَغْبةً» أي مالاً كثيراً يُرْغَب فيه. ومنها قوله : «وإن أُرغِب المسلمون».

و (الرَغائب) جمع (رَغيبة) وهي العطاء الكثير وما يُرْغَب فيه من نفائس الأموال. وأما قوله : «قَلَّت رغائب الناس فيه» فالصواب «رغَباتُ» جمع (٦) «رَغْبة» في معنى المصدر.

__________________

(١) جمع الهادي ، شذوذاً. انظر الحيوان للجاحظ ٢ / ٧٩.

(٢) تصرف المطرزي في عبارة الجاحظ كثيراً واختصرها أيضاً. انظر الحيوان ١ / ٩٦ ـ ٩٧.

(٣) من قوله : «وفي بعض» إلى «حكاه الأزهري» ساقط من ع.

(٤) يريد ما قاله الليث. وانظر التهذيب ٢ / ٣٦٧.

(٥) من قوله «اليك» إلى أواخر مادة «رفع» يقابل اللوحة (٨١) من نسخة ع وهي ناقصة فاعتمدنا في ذلك على نسخة المكتبة الوقفية بحلب ورمزها : ق.

(٦) في ق : «ج» بدل «جمع».

٣٣٥

رغف : (الرُغْفان) جمع (رَغيف) وهو خلاف الرقيق من الخُبز.

رغل : (أبو رِغالٍ) صحّ بالكسر ، وهو المرجوم قَبْرُه.

رغم : قوله : «(ترغيماً) للشيطان» : أي إذلالاً.

يقال : (رَغَّم) أنفَه و (أرْغَمه). و (الرُغْم) الذلّ. ومنه قوله : «حتى يَخرُج منه الرُغْم» يعني حتى يَخضَع ويَذِلّ ويَخرجَ منه كِبْرُ الشيطان.

وقد (راغَمه) إذا فارقه على رغْمه (١). ومنه : «إذا خرج (١٠٨ / ب) مُراغِماً» أي مُغاضِباً. و (المُراغَم) المَهْرَب.

رغو : (رَغا) البعيرُ (رُغاءً) صاح.

[الراء مع الفاء]

رفأ : (رفأ الثوبَ) لأم خَرْقَه بِنسَاجةٍ (٢) (رَفْثاً) من باب منع ، وبمضارعه سمي (يَرْفَأُ) مولى عمر رضي‌الله‌عنه.

وفي معناه «رَفأ رَفْواً» ، من باب طلَب. ومنه : «هذه خُروق وإن كانت مرفُوّة أو مخيطة أو مرقُوعة» ، وَمَرْفيّةٌ خطأ ، إلا على قول من يجعل مَدْعِيٌّ ومَشِيْبٌ في مدعوّ ومَشُوبٍ (٣).

و (الرَفاء) بالفارسية رَفُوكَرْ ، وهو يَحتمل أن يكون من البابين.

و (رفَأ السفينةَ وأرفأها) قرَّبها من الشَطّ وسَكّنها وهو

__________________

(١) على كراهةٍ منه.

(٢) كذا بكسر النون كما في الأصل. وبفتحها في ق.

(٣) من قوله : «إلا على» إلى قوله : «ومشوب» ساقط من ط. ونصه في ق : «إلا على قول من قال مدعي ومشيب في مدعو ومشوب».

٣٣٦

(مُرْفَأ) السُفن للفُرْضة. ومنه : «لا يُترك أن يُرْفِىء إلى شيء من فُرَض المسلمين». وقوله في (١) كِراء السفينة : «ويَرقَى إذا رَقِيَ الناسُ ويَسير إذا ساروا» ، والصواب (٢) «يُرْفِىء» أو «يَرْفَأُ» بالفاء والهمز. والقافُ تصحيف.

رفث : (الرَفَث) الفُحْش في المنطِق والتصريحُ بما يجب أن يُكْنَى عنه من ذِكر النكاح. و (رَفَث) في كلامه و (أَرْفَث). وقيل لابن عباس وقد أنشد :

فهنّ يَمشين بنا هَمِيسا

إن تَصْدُقِ الطَيْرُ نَنِكْ لَميسا (٣)

أتَرْفُث وأنت مُحرِم؟ فقال : إنما الرفَث ما خُوطِبَ به النساءُ. وقد جُعل عبارة عن الإفضاء الجِماع (٤) في قوله [تعالى](٥) «لَيْلَةَ الصِّيامِ الرَّفَثُ» حتى عُدّي بإلى.

والضمير في «هن» للابل. والهَميس : صوتُ نَقْلِ أخفافها ، وقيل المشي الخَفِيّ. ولميس : اسم جارية. والمعنى : نَفعل بها ما نريد إن صدَق الفأل (٦).

وقيل في قوله تعالى : «فَلا رَفَثَ» (٧) : فلا جماع. وقيل : فلا فُحْشَ من الكلام. وقيل : الرَفَثُ بالفرج (١٠٩ / ا) الجِماعُ ،

__________________

(١) سقطت «في» من ق.

(٢) ق : فالصواب. ط : الصواب.

(٣) الطير : أي الفأل. والبيت في اللسان «رفث» وطلبة الطلبة «٢٩» وصدره فقط في «همس» من اللسان أيضاً.

(٤) ق : «الافضاء أي الجماع» وفوقها : «الافضاء الجماع».

(٥) من ق ، ط. والآية ١٨٧ من البقرة : «أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيامِ الرَّفَثُ إِلى نِسائِكُمْ».

(٦) ق ، ط : الفال (بلا همز).

(٧) البقرة «١٩٧» : «الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُوماتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلا رَفَثَ وَلا فُسُوقَ وَلا جِدالَ فِي الْحَجِّ».

٣٣٧

وباللسان : المُواعدة للجماع ، وبالعين : الغَمْزُ للجماع.

رفد : (رفَده) و (أرفده) أعانه بعطاءٍ أو قول أو غير ذلك. ومنه (الرِفادة) لإطعام الحاج. و (رفادة السَرْج) مثلُ جَدْيَتِه (١) و (روافِد السقف) خُشبُهُ.

رفض : (الرَفْض) التَرْك ، وهو من بابي طلَب وضرب ومنه (الرافضة) لتركِهم زيدَ بن علي حين نهاهم عن الطعن في الصحابة.

وقوله : «العَوْد إلى تلك السجدة لا يَرفُض الركوعَ». وقول خواهرزاده فيمن صلّى الجمعة بعدما صلَّى الظُهر : «إنه يَرتفِض ظهرُه» أي تذهب وتصير مرفوضةً متروكةً ، وهو قياسٌ لا سماع.

رفع : (الرفع) خلاف الوضْع ، وبتصغيره سمي أبو العالية (رُفَيْعٌ) الرِياحي ، ووالدُ ثابتِ بن (رُفَيعٍ) الأنصاريُّ في حديث ربا الغُلول ، وباسم الفاعل منه كُني (أبو رافع) مولى رسول الله عليه‌السلام ، وبتصغيره سمي (رُوَيْفِع) بن ثابت.

ويقال (ارفَع) هذا : أي خذه. و (الرَّفاع) أن يُرفَع الزرعُ (٢) إلى البَيْدر بعد الحصَاد ، والكسْر لغةٌ ، يقال : «هذه أيام الرِفاع». وقوله «واختلفوا فقال بعضُهم نَرْفَع طريقاً وقال بعضهم لا نَرفع» أي لا نُخْرِج من بين قسمة الأرض أو الدار.

وقوله : «رُفِع القلم عن ثلاثِ» هكذا أثبت في الفردوس عن عليّ وابن عبّاس وعائشة عن النبي عليه‌السلام ، وإنما قيل «ثلاثٍ» على تأويل الأنفُس ، معناه (٣) أنهم لا يُخاطَبون ولا يُكتب لهم ولا عليهم.

__________________

(١) الجدية : شيء محشو تحت دفتي السرج.

(٢) في ق بنصب الزرع وبناء الفعل قبله للمعلوم.

(٣) ق : ومعناه.

٣٣٨

ونَفْي الرفْعِ للعصا في حديث فاطمة الفِهْريّةِ : «أما أبو جَهْم فإنه لا يَرفع عصاه عن عاتقه ، أو عن أهله (١٠٩ / ب) ، وأما معاوية فصُعْلوك» : عبارةٌ عن التأديب والضرب ، وبيانه في الرواية الأخرى أنّ معاوية «خفيفُ الحاذِ» أي فقير ، وأبو الجَهْم (١) يضرب النساء.

و (المُرافَعة) مصدر (رافَع) ) خصمَه إلى السلطان : أي رفع كلٌ (٣) منهما صاحبه إليه ، بمعنى قربّه.

ويقال : دخلت على فلانٍ (فلم يَرفَع بي رأساً) ، أي لم ينظُر إليَّ ولم يلتفِت.

رفغ : «عَشْرٌ من السُنّة ، منها كذا وكذا ، ونَتْفُ (الرُفْغَيْن)» ، قالوا : يعني الأبطين.

و «رَفْغُ أحدِكم» في (وه). [وهم] رفف : كعبُ بن الأشرف : «أما إن (رِفَافي) تَقَصَّفُ تمراً» أي تتكَسّر من كثرة التّمر. و (الرِفافُ) جمع (رَفٍ) والمحفوظ (رُفوف) ومنها (رُفوف الخشب) لألواح اللحْد ، على أن فِعالاً في جمع فَعْلٍ كثيرٌ.

رفق : (رفق به وترفَّق) تلطّف به ، من (الرِفْق) خلاف الخُرْق والعُنْف ، و (ارتفَق) به انتفَع. وعلى هذا ، قولهم : «ترفَّقَ بِنُسْكين» غيرُ سديدٍ ، وكذا الترفُّق بلُبْس المَخيط ، والدمُ إنما يجب بالترّفق بإزالة التفَث.

و (مَرافِق) الدار : المُتوضَّأ والمطبَخ ونحو ذلك ، والواحد

__________________

(١) ق ، ط : وأبو جهم.

(٢) إلى قوله «مصدر رافع» ينتهي الناقص من نسخة ع.

(٣) ط : كل واحد.

٣٣٩

(مِرفَق) بكسر الميم وفتح الفاء لا غير ، وفي مرفق اليد العكس لغةً (١) وهو مَوْصل العَضُد بالساعد. ومنه (المِرفَقة) لوسادة الاتكاء. ومنها قوله في الإيلاء : «على أن لا يجتمعا في مِرفقة واحدة» ومَرْقَفة (٢) تصحيف إلا أن تصحّ روايتُها. و (الرُفقة) المترافقون ، والجمع (رِفاق).

رفه : رجلٌ (رافِهٌ) و (متَرفِّهٌ) مستريح. ومنه : التمتُّع الترفُّه بإسقاط (١١٠ / ا) إحدى السَفْرتين ، و (رفَّه) نفسه أراحها (تَرفيهاً) ومنه : «التخيُّم (٣) ليس بشرطٍ إنما هو ترفيهُ» أي تَخفيف وتَوْسعة ، أو من قولهم : (رفَّه عن الغريم) إذا نفَّس عنه وأَنظره.

ويقال أيضاً (رَفِّهْ عليّ) أي أَنظِرني ، وأصله من (الرِفه) وهو أن تَرِد الإبل الماءَ متى شاءت ، وقد (رَفَهَتْ) من باب منع ، ثم قيل : (عيش رافِهٌ) أي واسعٌ. وقد (رَفُهَ) بالضم (رفاهةً) و (رَفاهِيَةً).

[الراء مع القاف]

رقأ : (رَقأَ) الدمُ أو الدمعُ (رَقْئاً) و (رُقوءاً) إذا سكَن. ومنه قوله : «جُرحان لا يَرقأان» أي لا يسكُن دمُهما.

رقب : (رقَبه رِقْبةً) انتظرَه ، من باب طلب ، و (راقَبه) مثلُه. ومنه : راقَب اللهَ إذا خافه ، لأن الخائف يرقُب العقاب ويتوقَّعه.

__________________

(١) يريد أن مرفق اليد بكسر الميم وفتح الفاء أيضاً ، ويجوز أن يكون بفتح الميم وكسر الفاء على لغة.

(٢) كذا في الأصل وفي ط ، بتقديم القاف على الفاء. وفي ع : «ومرفقة» بتقديم الفاء.

(٣) أي التخيم في المناسك.

٣٤٠