المغرب في ترتيب المعرب - ج ١

أبي الفتح ناصر الدين المطرّزي

المغرب في ترتيب المعرب - ج ١

المؤلف:

أبي الفتح ناصر الدين المطرّزي


المحقق: محمود فاخوري و عبد الحميد مختار
الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: مكتبة اسامة بن زيد
الطبعة: ١
الصفحات: ٤٩٥
الجزء ١ الجزء ٢

العجَم ، وكانت تَستنكَف عن هذا الاسم. ومنه حديث عمر : «بارزْتُ رجلاً دِهْقاناً» ، وقد غلَب على أهل الرَساتيق منهم (١) ، ثم قيل لكل من له عَقار كثيرٌ (دِهْقان) واشتقّوا منه (الدَّهْقَنة) و (تدَهْقَن) (٩٦ / ب) ويقال للمرأة (دِهْقانة) على القياس.

[الدال مع الياء]

ديث : (الدَّيُّوث) الذي لا غَيرة له ممن يدخُل على امرأته.

دير : (الدَيْر) : صَومعة الراهب. و (دَيْرَ زُورَ) (٢) موضع ، وإليه يُنسب فيقال : مِلْحفةٌ ديْرَ زُوريّة.

دين : (دَيَّنه) وكلَه إلى دِينه. وقولهم (٣) : «يديَّن في القضاء» أي يصدَّق ، تَدْرِيسٌ (٤) ، والتَحقيقُ ما ذكرتُ.

و (دِنْتُ) و (استدَنْت) استقْرضتُ. ومثله (ادَّنْتُ) على افتعَلْتُ ، و (دِنْتُه) و (أدَنْتُه) و (دَيَّنته) : أقرضتُه. ورجلٌ (دائِن) و (مدْيُون).

وفي حديث الجهاد : «هل ذلك مكفِّر عنه خطاياه؟» يعني هل يكفِّر القتْلُ في سبيل الله ذنوبَه؟ فقال : «نعَم إلّا الدَّيْن» يعني إلَّا ذَنْبَ الدَّيْن فإنه لا بدّ من قَضائه.

«فادّان» : في (سف). [سفع].

__________________

(١) أي من العجم. والرساتيق جمع رستاق وهو موضع فيه مزدرع وقرى ، أو بيوت مجتمعة.

(٢) ذكره ياقوت ولم يحدده.

(٣) في الأصل : «قولهم» بلا واو ، والمثبت من ع ، ط.

(٤) في هامش الأصل : «أي حد رسمي».

٣٠١

باب الذال

[الذال مع الهمزة]

ذأب : (الذِئْبْة) : من أدواء الخيل. وقد (ذُئِب) الفَرسُ فهو (مَذْؤوب) إذا أصابه هذا ، وحينئذٍ يُنقَب عنه بحديدةٍ في أصل أُذْنه فيُستخرَج منه غُددٌ صغارٌ بِيض أصغر من حَبّ الجاوَرس.

وفي التكملة : حمارٌ (مذْؤوب) و (مذيُوب). قُلتُ : الهمز هو المُجْمَعُ عليه (١) وكأنه قَلب الهمزة في الذئبة ياءً ثم بَنى الفعلَ على ذلك ثم جاء باسم المفعول منه على طريق مَخْيوطٍ ومَزْيُوتٍ ، وعليه ما في المنتقَى : استكْرى حماراً فأصابه ذئبة فَبُطَّ عنه ، قال : يَضمن ما نقَصه البَطُّ مَذْيُوباً (٢).

[الذال مع الباء]

ذبب : في الحديث : «إنما النَّحْل (ذُبابُ) غَيثٍ» أي يَتَربّى بسببه ، لأن (٩٧ / ا) الغيث سبب النبات وبالنّبات يَتغذّى هو (٣) وَيتَربّى ، وإنما سمَّاه ذباباً استِحقاراً لشأنه وتَهويناً لِما يحصُل منه.

و «ذَبْذَبِه». في (لق). [لقلق].

__________________

(١) في هامش الأصل : «الصواب ترك الهمزة في أربع : النبي ، والذرية ، والخابية ، والذيب». وبعدها أيضاً : «قال العلامة رحمه‌الله : اجتمعت العرب على حذف الهمزة من أربعة : النبي ... إلى آخره».

(٢) ع : مذؤباً.

(٣) أي النحل.

٣٠٢

ذبح : (الذَّبائح) جمع (ذَبيحة) وهي اسمُ ما يُذْبَح «كالذِبْح». وقوله : «إذا ذَبحتُم فأحسِنوا الذَبيحة» خطأٌ ، وإنما الصواب «الذِبْحة» لأن المراد الحالةُ أو الهيئة.

و «الذَبْح» قطْع الأوداج وذلك للبقر والغنم ونحوهما. وعن الليث : الذَبْح قطْع الحُلقوم من باطنٍ عند النَصِيل (١) ، وهو أظهر وأسْلم. وقوله عليه‌السلام : «من جُعل قاضياً بين الناس فكأنما ذُبح بغير سكّين» : مثَلٌ في التحذير عن القَضاء. وتفسيرهُ في المعرِب.

[الذال مع الحاء]

ذحج : (مَذْحِجٌ) : من قبائل الأنصار.

ذحل : (الذَّحْل) بفتح الذال : الحِقد ، والجمع (أذْحال) و (ذُحول).

[الذال مع الخاء]

ذخر : (الإذْخِرُ) : نبات كهيْئة الكَوْلان (٢) ذَفِرُ الرائحة ، والطاقةُ الواحدةُ (إذْخِرَةٌ). ومنها : «فأَمِطْهُ ولو بإذْخِرةٍ».

[الذال مع الراء]

ذرر : (ذُرّيّة) الرجل : أولاده ، وتكون واحداً

__________________

(١) النصيل : مفصل ما بين العنق والرأس تحت اللحين.

(٢) الكولان : بفتح الكاف وسكون الواو ، كما في الأصل ، وفي ع بضم الكاف. والفتح أفصح كما في القاموس ، وهو نبت البردي.

٣٠٣

وجمعاً. ومنه : «هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً (١)». وفي حديث ابن عمر رضي‌الله‌عنه : «فجعَلني في الذريّة» يعني في الصغار. وفي حديث عمر رضي‌الله‌عنه : «حُجّوا بالذُريّة» يعني النساء.

ذرع : (الذِّراع) من المِرفَق إلى أطراف الأصابع.

ثم سُمّي بها الخشَبةُ التي (يُذرَع) بها ، و (المذروع) أيضاً ، مجازاً ، وهي مؤنثةٌ. ومنها لفظ الرواية : «دفَع إليه غَزْلاً على أن يَحُوك سبعاً في أربعة» أي سبعَ أذرُع طولاً وأربعة أشبار عرضاً ، فإنما قال سبعاً (٢) (٩٧ / ب) لأن الذراع مؤنثة ، وقال أربعة لأن الشِبْر مذكّر.

وفي شرح الكافي : «سبعاً في أربع» وهو ظاهر. وفي موضع آخر : «ستةَ أذرُع في ثلاثةٍ (٣)» والصواب : «ستٌّ في ثلاثٍ».

و (الذراع المكسَّرةُ) ستّ قبَضاتٍ وهي ذِراع العامّة ، وإنما وُصفت بذلك لأنها نقَصت عن ذراع الملِك بقَبضةٍ وهو بعض الأكاسرة ، لا الأخير ، وكانت ذراعه سبْعَ قبَضات.

وفي (٤) الحديث : «وعليه جبّة ضيّقةُ الكُمَّين فادَّرَعَهما ادِّراعاً» أي نزَع ذِراعيه عن (٥) الكمَّين. وهو افتعل من (الذَرْع) كادَّكر من الذِكر. ويروى «أَذْرَعَ ذراعيه» بوزن أكْرَم.

و (ذَرَعه القَيْىءُ) : سبق إلى فِيه وغلبَه فخرج منه ، وقيل غشِيَه من غير تعمّد ، من باب منع.

و (أَذْرِعاتٌ) : بلادُ (٦) الشام تُنسب إليها الخَمْرُ ، وهي منوّنة كعرفاتٍ.

__________________

(١) آل عمران ٣٨.

(٢) ع : وإنما قال سبع.

(٣) ط : ثلاثة أشبار.

(٤) في الأصل : «في» والمثبت من ع ، ط.

(٥) تحتها في الأصل : «من». وفي ع : من

(٦) ط : من بلاد.

٣٠٤

ذرق : (ذَرَق) الطائرُ (يَذرِقُ) بالضم والكسر (ذَرْقاً) سلَح. و (الذَرْقُ) السُلاح ، تسميةً بالمصدر.

[الذال مع العين]

ذعر : في حديث عمر رضي‌الله‌عنه : «(فذعرَها) ذلك» أي خَوّفها إرسالُه إليها. و (الذُّعر) بالضم : الخَوف.

ذعف : يقال لسمّ الساعة (١) : سُمٌّ (ذُعاف).

[الذال مع الفاء]

ذفر : (الذِّفْرَى) بالكسر : ما خَلْفَ الأُذن.

(الذَفَرُ) : ذكر في (دف). [دفر].

ذفف : (ذَفَّف) على الجريح ، بالدال والذال ، أسرَع قتْلَه. وفي كلام محمدٍ رحمه‌الله عبارةٌ عن إتمام القتل.

[الذال مع الكاف]

ذكر : قطع (مَذاكيرَهُ) : إذا استأصل (ذكَرَه). وإنما جُمع على ما حَوْلَه ، كقولهم : شابت مفارق رأسه.

و (أذكَرت) المرأةُ : ولدت (ذُكوراً). وقول عمر : «هَبِلَت (٩٨ / ا) الوادِعيَّ أمُّه لقد أَذْكَرتْ به» أي جاءت به ذَكراً ذكيّاً داهياً.

__________________

(١) سمي بذلك لأنه يقتل لساعته.

٣٠٥

«ولا ذاكراً» : في (أث). [أثر].

ذكي : (الذكاة) الذَبْح : اسم من (ذكَّى) الذبيحة (تَذكيةً) إذا ذبَحها. وشاة (ذكيٌ) أُدرِكت ذَكاتُها.

وقوله : «ذكاةُ الجنين ذكاةُ أُمّه» نظيرُ قولهم : «أبو يوسف أبو حنيفة» في أن الخبر منزَّل منزلة المبتدأ لا أنه هُو هوَ ، والنصب في مثله خطأٌ.

وقولُ محمد بن الحنفية : «ذكاة الأرض يُبْسُها» أي إنها إذا يبست من رطوبة النجاسة طَهُرتْ وطابت كما بالذكاة تطْهُر الذبيحةُ وتَطيب. ومنه : «أيُّما أرضٍ جفَّت فقد ذكَت» أي طهُرت ، وهذا مما لم أجده في الأصول (١). وأما قوله : «غصَب جلْداً ذَكيّاً» فمعناهُ : مسلوخاً من حيوان ذكيّ على المجاز. وأصل التركيب يدل على التّمام.

ومنه : (ذكاءُ السنّ) بالمد : لنهاية الشبابِ ، و (ذَكاء النارِ) بالقَصْر : لتمام اشتعالها.

[الذال مع اللام]

ذلف : رجلٌ (أَذْلَفُ) : قصير الأنف لَطيفُه.

وامرأة (ذلْفاء).

ذلق : في حديث ماعزٍ : «فلما (أذلَقتْه) الحجارةُ ـ أي أصابته (بذَلْقها) وهو حَدُّها ـ جمز» أي (٢) أسرع ومنه الجمّازة (٣).

__________________

(١) أي تركيب «ذكى» ، كما في هامش الأصل.

(٢) أي : زيادة من ع ، ط. وأصل حديث ماعز : «فلما أذلقته الحجارة جمز» تخلله الشرح. وعبارة ط : «أي أسرع في العدو ...».

(٣) هي الناقة.

٣٠٦

ذلل : حائطٌ (ذليل) أي قصير دقيق ، على الاستعارة.

[الذال مع الميم]

ذمم : (الذّم) اللَوْم ، وهو خلاف المدح أو الحمد.

يقال : (ذَممتُه) وهو (ذميم) غيرُ حميد. ومنه (الذَّمّة) بالفتح : البئر القليلةُ الماء لأنها مذمومة بذلك. وفي الحديث : «أتَينا على بئرِ ذَمّةٍ» على الوصف.

و (التَذمّم) : الاستنكاف ، وحقيقتهُ مجانَبة الذم. و (الذِمام) الحُرمة. و (الذِمّة) العَهْد لأن نقْضَه يُوجب الذَّم ، وتُفسَّر بالأمان (٩٨ / ب) والضمان ، وكلُ ذلك مُتقارِب ، ومنها : «قيل للمُعاهد ـ من الكفَّار (ذِمّي) لأنه أُومِنَ على ماله ودمِه بالجزية.

وقوله : «جَعل عمر رضي‌الله‌عنه أهل السَواد ذِمّةً» أي عاملَهم معاملة أهل الذمّة. ويسمّى مَحلُّ التزام الذمّة بها (١).

وقولُهم (٢) «ثبتَ في ذمّتي كذا». ومن الفقهاء من يقول : هي مَحلّ الضمان والوجوبِ ، ومنهم من قال : هي معنىً يصير بسببه الآدميُّ على الخصوص أهلاً لوجوب الحقوق له وعليه. والأول هو التَحقيق.

وفي فتاوَى أبي الليث عن علي رضي‌الله‌عنه أن رجلاً أتاه وقال : يا أمير المؤمنين قُضيتْ (٣) عليّ قَضيّةٌ ذهبَ فيها أهلي ومالي.

فخرَج (٤) إلى الرَحْبة فاجتمع عليه الناس فقال : ذمّتي بما أقول رهينةٌ وأنا به زعيم : أنّ (٥) من صرَّحتْ له العِبَرُ عمّا بين يدَيه من المَثُلات (٦) حَجزه التقوى عن تقحمّ الشُبهات ، وإن أشقى الناس

__________________

(١) أي بالذمة.

(٢) ع ، ط : في قولهم.

(٣) مبني للمجهول مع تاء التأنيث ورفع «قضية» بعده. وفي ع مبني للمعلوم مع تاء ضمير المخاطب ونصب «قضية»

(٤) أي علي.

(٥) سقطت «أن» من ع.

(٦) أي العقوبات ، جمع مثلة بفتح فضم.

٣٠٧

رجل قمشَ (١) علماً في أوباش الناس بغير علْم ولا دليلٍ ، بكَّرَ فاستكثَر مما قلَّ منه ، خيرٌ (٢) مما كثُر حتى إذا ارتوى من آجنٍ واكْتنَز من غير طائلٍ جلَس للناس مُفتياً لتخليص ما التبس على غيره ، فهو من (٣) قطْع الشُبهات في مثل نسْج العنكبوت ، لا يَدري أصابَ أم خطأ ، خَبّاطُ عَشَواتٍ ، رَكّابُ جَهالات ، لم يَعضَّ على العلْم بضرسٍ قاطع فيَغنَمَ ، ولم يسكت عما لم يعلم فيسلَمَ ، تصْرُخ منه الدماءُ وتبكي منه المواريثُ ويُستَحلُّ بقضائه الفَرْجُ الحرامُ (٤) ، أولئك الذين (٩٩ / ا) حَلَّت عليهم النياحةُ أيام حياتهم.

قرأْتُ هذا الحديث في كتاب «نهج البلاغة» أطْولَ من هذا وقرأتُه في «الفائق (٥)» بروايةٍ أخرى فيها تفاوتٌ ولا أشرح إلا ما نحن فيه : يقال : «هو رهن بكذا ورهينُه» : أي مأخوذ به. يقول : أنا بالذي أقوله مأخوذ. و «زعيم» أي كفيلٌ فلا أتكلم إلا بما هو صِدْق وصوابٌ. والمعنى أن قولي هذا حقّ وأنا في ضمانة فلا تَعدِلَنّ عنه.

ثم أخذ في تقريره فقال : «إن من صرّحتْ له العِبَرُ» أي ظَهرت أو كُشِفت (٦) ، لأن «التصريح» يتعدى ولا يتعدى. يعني أن من اعتَبر بما رأى وسمعَ من العقوبات التي حلّت بغيره فيما سلف ، «حَجزه التقوى» بالزاي أي منَعه الاتقاءُ عن الوقوع فيما يَشتبَه ويُشْكل أنه حقّ أو باطل ، صِدْق أو كِذْبٌ ، حلال أو حرام ، فيحتَرِسُ ويحتَرِز.

__________________

(١) أي جمع.

(٢) ط : فهو خير.

(٣) ع : في.

(٤) ط : الحرام والفرج.

(٥) الفائق ٢ / ١٥ ـ ١٦.

(٦) مبني للمجهول كما في الأصل ، وهو في ع مبني للمعلوم.

٣٠٨

ويقال : تقحّم في الوهدة : إذا رمى بنفسه فيها على شدّةٍ ومشقّةٍ. و «القَمْش» : الجمعْ من هنا وهنا. و «أوباش الناس» أخلاطُهم ورُذالُهم. ولم أسمعه في هذا الحديث (١).

وقوله : «بكَّر» أي ذهَب بُكْرة (٢) ، يعني أخَذ في طلب العلم أوّلَ شيءٍ. «فاستَكْثر» أي أكْثر وجمَع كثيراً. «مما قلَّ منه» ، الصواب : ما قلّ منه (٣) كما في «الفائق».

وسماعي في «النَهْج» : «فاستَكْثر من جمْع ما قلَّ منه» على الإضافة وصوابه «من جمْعٍ» بالتنوين أي من مجموعٍ ، حتى يرجع الضمير في «منه» إليه أو إلى «ما» على رواية «الفائق».

و «الارتواء» : افتِعال من رَوِيَ من الماء رِيّاً. و «الآجِن» : الماء المتغيّر ، وهذا من المجاز المرشَّح ، وقد شَبَّه علْمَه بالماء الآجن في أنه لا نفْع فيه ، ولا محصولَ عنده. و «الاكتناز» : الامتلاء.

و «الطائل» : الفائدة (٩٩ / ب) والنفع. و «نسْجُ العنكبوت» مثَلٌ في كل شيءٍ واهٍ ضعيف.

و «العَشْوة» : الظُلْمة ، بالحركات الثَلاث ، ومنها قولهم : «ركبَ فلانٌ عَشْوةً» ، إذا باشر أمراً من غير أن يَبِين له وجْهُه.

ويقال : أوطأْتُه العَشْوةَ : إذا حملتَه على أمرٍ ملْتبِسٍ وربما كان فيه هَلاكه. و «الخَبْط» في الأصل : الضرْب على غير استواءٍ. ومنه : فلان يَخبِط خَبْط عشواءَ ، شبَّهه في تحيُّره في الفتوى بواطىء العَشْوة وراكبيها.

وقوله : «لم يَعضَّ على العلْم بضِرْس» (٤) أي لم يتقِنه ولم يُحْكمه ، وهذا تمثيل.

__________________

(١) أي في نهج البلاغة.

(٢) قوله «بكرة» ليس في ع.

(٣) ع : «مما ما قل منه». ط والفائق : «مما قل».

(٤) ط : بضرس قاطع.

٣٠٩

وفي الحديث : «يُذْهِب (مَذِمَّةَ) الرَضاع الغُرّةُ» وهي (١) بالكسر : الذِمامُ ، والفتحُ لغةٌ ، وذلك أنهم كانوا يَستحبّون عند فطام الصبيّ أن يُعطوا المرضِعةَ شيئاً سوى الأُجرة. والمعنى : أن الذي يُسْقِط حقَّ مَن أرضعتْك غُرّةٌ ، عبدٌ أو أَمَةٌ.

[الذال مع النون]

ذنب : بُسْرٌ (مُذَنِّبٌ) : بكسر النون ، وقد (ذَنَّب) إذا بدا (٢) الإرطابُ من قِبَل ذَنبه ، وهو ما سَفُل من جانب القِمَع (٣) والعِلاقة. و (ذنَبُ) السوْطِ وثمرتُه : طرَفُه.

و (ذنَبةُ) بزيادة الهاء : من قُرى الشام.

[الذال مع الواو]

ذوب : (ذاب) لي (٤) عليه حَقٌّ : أي وجَب ، مستعار من (ذَوْبِ) الشحْم.

ذود : (الذَوْد) من الإبل : من الثلاث إلى العَشر ، وقيل من الئِنْتَين إلى التِسْع من الإناث دون الذكور. وقوله : «في خمس ذَوْدٍ شاةٌ» بالإضافة كما في (تِسْعَةُ رَهْطٍ).

ذو : (ذو) بمعنى الصاحب يَقتضي شيئين : موصوفاً ومضافاً إليه. تقول : جاءني رجل ذو مالٍ ، بالواو في الرفع ، وبالألف في النصب ،

__________________

(١) ع ، ط : هي.

(٢) في المختار : «بدابه». وفي ع : «بدأ» بالهمز.

(٣) قمع البسر : ما يلتزق بها حول علاقتها (هامش الأصل).

(٤) قوله «لي» ساقط من ع.

٣١٠

وبالياء في الكسر (١). ومنه : «ذو بَطْنِ بنتِ خارجة جاريةٌ» (٢) أي جَنينُها. وألقَتِ الدجاجةُ ذا (١٠٠ / ا) بَطْنِها : أي باضت أو سلَحت.

وأما حديث ابن قُسَيط أنّ أَمةً له قد أبَقَتِ (٣) فتزوّجها رجل فنثَرت له ذا بطنِها ، فالاستعمال : «نثَرتْ بطْنَها» إذا أكثَرت الولد ، وإن صحّ هذا فله وجْه.

وتقول للمؤنث (٤) : امرأة (ذات) مالٍ ، وللْئِنتَين : (ذواتا) مالٍ ، وللجماعة : (ذَوات) مالٍ. هذا أصل الكلمة ثم اقتطَعوا عنها مقتضَييْها (٥) وأجرَوْها مُجرى الأسماءِ التامة المستقلّة بأنفسها غيرِ المقتضيةِ لما سواها فقالوا : ذاتٌ متميّزة ، وذواتٌ ) قديمة أو مُحْدَثة ، ونسبوا إليها كما هي من غير تغييرِ علامة التأنيث فقالوا : الصفات (الذاتيّةُ) واستعملوها استعمال النفس والشيء.

وعن أبي سعيد (٧) كلُّ شيءٍ ذاتٌ وكل ذاتٍ شيءٌ. وحكى صاحب التكملة قول العرب : جعل اللهُ ما بيننا في ذاتِه. وعليه قول أبي تمام :

ويَضْرب في ذات الإله فيوجِعُ )

[أي لأجل الإله](٩). قال شيخنا : إن صحّ هذا فالكلمة إذاً

__________________

(١) ع ، ط : في الجر.

(٢) هذا من كلام أبي بكرٍ رضي‌الله‌عنه (هامش الأصل) وتحت «جارية» في الأصل : «أراها جاريةً». وانظر مادة «رأى»

(٣) أي هربت.

(٤) ع : في المؤنث.

(٥) أي الاضافة والوصف.

(٦) ع ، ط : وذات.

(٧) في هامش ط : «هكذا في النسخ والظاهر أبي عبيد».

(٨) ديوانه ٢ / ٣٢٦ وصدره : يقول فيسمع ويمشي فيسرع.

(٩) من ع.

٣١١

عربيةٌ. وقد أسْمَن (١) المتكلمون في استعمالهم القِدْوة وأما قوله تعالى : «عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ» (٢). وقولهم : فلان قليلُ (ذاتِ اليد) وقلَّتْ (ذاتُ يده) ، فمن الأول ، لأن المعنى : الأملاكُ المصاحِبةُ لليد.

وكذا قولهم : أصلَح الله ذاتَ بينِهم ، وذو اليدِ أحقُّ.

__________________

(١) أي بالغ. ط : «وقد استعمله المتكلمون وفي ...».

(٢) جزء من آيات كثيرة وردت في اثني عشر موضعاً من القرآن الكريم ، منها الآية ١١٩ من آل عمران (انظر المعجم المفهرس ٤٠٤).

٣١٢

باب الراء

[الراء مع الهمزة]

رأس : رجل (أرْأَسُ) عظيم الرأْس. و (الرَّآسّ) بائع الرؤوس ، والواو خطأ (١).

و (الأعضاء الرئيسة) عند الأطبّاء أربعةٌ وهي : القلب والدماغ والكبد ، والرابع الأنثيان. ويقال (٢) للثلاثة المتقدمة (رئيسةُ) من حيث الشخصُ ، على معنى أنّ (١٠٠ / ب) وجوده بدونها أو بدون واحدٍ منها لا يمكن. والرابع رئيس من حيث النوع ، على معنى إذا فات فات النوعُ. وما ذكر في مختصر الجصّاص أن الأعضاء الرئيسة : الأنفُ واللسان والذَكَر سهوْ.

وقوله : «أقرضْتني عَشرةً برؤوسها» أي قَرضاً لا رِبح فيه (٣) إلا رأسُ المال.

وقوله عليه‌السلام : «واجعلوا الرأَس رأْسَين» في (فر). [فرق].

رأي : «صوموا (لرؤْيته) )» : اللام للاختصاص أي لوقت رؤيته يعني إذا رأيتموه.

و (رأَتِ) المرأةُ (تَرِيّةً) ) بتشديد الياء وتخفيفها بغير همزٍ ، و (تَريئةً) مثل تَريعة ، و (تَرْئيَةً) بوزن تَرْعية ، وهو (٦) لون خفيّ يَسيرٌ أقلُّ من صُفرة وكُدرة. وقيل هي من الرئة لأنها على لونها.

__________________

(١) أي الرواس.

(٢) في الأصل : «يقال» وأثبت ما في ع ، ط.

(٣) في الأصل وحده : «فيها» وكتب في الهامش : فيه.

(٤) صدر حديث نبوي

(٥) تريةً : مفعول به.

(٦) تحتها في الأصل : «وهي» وفي ع ، ط : وهي.

٣١٣

و «التُربيّة» (١) على النسبة إلى التُرْب بمعنى التراب. وقوله : «أما ترَيْ يا عائشةُ» الصواب «أما تَرَيْن».

و «حتى ترين» : في (قص). [قصص] و «من (راءى راءى) الله به» : أي من عَمل عملاً لكي يراه الناس شهّر الله رِياءه يوم القيامة. و (رايا) ، بالياء ، خطأ.

و (الرأْي) ما ارتآه الإنسان واعتقده. ومنه (ربيعةُ الرأْي) بالإضافة (٢) فقيهُ أهل المدينة. وكذلك (هلالُ الرأْي) بن يحيى البَصْري صاحب الوقف (٣). و «الرازي» تحريف. هكذا صحّ في مسند أبي حنيفة ومناقب الصَيْمري ، وهكذا صححه الإمام عبد الغني في مُشتَبه النسبة ونقله عن شيخنا إلى المتشابه كذلك.

و (ما أُراه) يفعل كذا : أي ما أظنّه. ومنه «البِرّ (٤) تُرَوْنَ بهنّ». و «ذو بطنِ بنتٍ خارجَةَ أُراها جاريةً (٥)» أي أظنّ أنّ ما في بطنها أنثى.

و (أرأيت) زيداً ، و (أرأيتَكَ) زيداً : بمعنى أخبِرني. وعلى هذا قول محمد رحمه‌الله (١٠١ / ا) في المبسوط : «قلتُ أرأيتَ الرجلَ»؟ بالنصب. ومنه : «فمَهْ (٦) أرأَيت إن عَجَز»؟ وفيه حذف وإضمار كأنه قيل : أخبِرني أيُسقِط عنه الطلاقَ ويُبْطله عَجْزُه؟ وهذا استفهامُ انكارٍ.

[الراء مع الباء]

ربب : (رَبَ) ولَده (ربّاً) و (ربَّبه تَربيباً) بمعنى

__________________

(١) معطوف على قوله «تريةً» و «تريئة» و «ترئية».

(٢) ع : على الاضافة.

(٣) من قوله «وكذلك» إلى قوله : «الوقف» ساقط من ع.

(٤) برفع «البر» كما في الأصل وبنصبه كما في ع.

(٥) انظر مادة «ذو».

(٦) مه : اسم فعل أمر.

٣١٤

ربّاهُ ، ومنه (الرَبِيبةُ) واحدة (الرَبائب) لبنت امرأةِ الرجل لأنه يَرُبُّها في الغالب. و (الرُبَّى) : الحديثة النِّتاج من الشاء. وعن أبي يوسف : التي معها ولَدُها ، والجمع (رُبَاب) بالضم. وقوله : «ولو دفع إليه سِمْسِماً وقال قَشِّره ورَبِّه» : يُروى بالفتح من التَربية ، وبالضم من الربّ على المجاز.

ربث : في الأيمان برواية أبي حفص : «جِرّيّاً أو (رَبيثاً)» قيل : (الرَبيث) و (الرَبيثة) : الجرّيث. وفي جامع الغوري (الرّبّيثى) بكسر الراء وتشديد الباء : ضرب من السمك.

ربح : (ربح) في تجارته (ربْحاً) وهو (الرِبْح) و (الرَباحُ) أيضاً. وبه سمي (رباح) مولى أم سلمَة ، وهو في حديث النفْخ في الصلاة ، و (أرْبَحه) ) أعطاه الربح ، وأما ربَّحه بالتشديد فلم نسمعه.

ربد : (المِرْبَد) بكسر الميم : الموضع الذي يُحبَس فيه الإبلُ وغيرها. والجَرينُ ـ أعني موضع التمر ـ يسمى (مِرْبداً) أيضاً.

ربذ : (الرَبَذة) بفتحتين : قَرية بها قبر أبي ذرِّ الغِفاري وإليها يُنسب موسى بن عُبيدةَ الرَبَذِيَ.

ربض : (الرُبوض) للشاة كالجلوس للانسان و (المَرْبِض) موضعه. و (الرَبَض) ما حول المدينة من بيوتٍ ومساكنَ. ويقال لحريم المسجد (ربَضٌ) أيضاً وأصله المَرْبِض ، وجمعُهما (المَرابض) و (الأَرْباض). وأما ما روي عن ابن أبي ليلى : «اذا وجد قَتيل في دَربٍ من دُروب الأرْباض» فقد قال الكرخي : هي المَحالّ. وفي

__________________

(١) وكتب في هامش الأصل : «رابحه».

٣١٥

(١٠١ / ب) «الأجناس» (١) : أنشد ابن جنّي :

جاء الشتاء ولمّا أتَّخِذْ ربَضاً

يا ويْح كَفّيَ من حفْر القَراميص (٢)

أي مأوىً. والقُرموص : حفرة يَحفرها الرجل (٣) يقعُد فيها من البرد.

ربط : (ربَط) الدابّة : شَدّه (٤). والمَرْبِط موضع الربْط.

و (الرِباط) ما يُربَط به من حبْل. وقد يسمّى به (الحِبَالةُ) ومنه المثل : «إن ذَهب عَيْر فَعَيْرٌ في الرِباط )» ، يُضرب في الرضا بالحاضر وتركِ الفائت (٦). و (رباط الحائض) : ما تُشَدُّ به الخرقةُ.

و (رَابَطَ الجيشُ) : أقام في الثغر بإزاء العدوّ (مُرابطةً) و (رِباطاً) ومنه قوله تعالى (٧) : «اصْبِرُوا وَصابِرُوا وَرابِطُوا».

جاء في التفسير : (اصْبِرُوا) على دينكم (وَصابِرُوا) عدوّكم ، وَرابِطُوا : أي أقيموا على جهاده بالحرب. وقوله [تعالى](٨) : «وَمِنْ رِباطِ الْخَيْلِ» : جمع (رَبِيطٍ) بمعنى مَرْبوط ، كفَصيل وفِصال على أحد الأوجُه.

و (المُرابِطة) الجماعة من الغزاة.

وأما ما ذكر القُدوري من الحديث : «في كل فرسٍ دينارٌ وليس في الرابِطة شيء» ويروى في المرابطة ) فالمعنى ما يُربَط في

__________________

(١) هو كتاب (الأجناس والفروق) للناطفي : أحمد بن محمد (ـ ٤٤٦ ه‍) وهو فقيه حنفي من أهل الري. وينقل المطرزي عنه كثيراً في المغرب.

(٢) اللسان «قرمص» بلا نسبة.

(٣) ع : الانسان.

(٤) ضمير الهاء للدابة ويقع هذا على المذكر والمؤنث ، والتاء فيه للوحدة ، جمع دواب.

(٥) مجمع الأمثال ١ / ٢٥.

(٦) ع ، ط ، مجمع الأمثال : الغائب.

(٧) عبارة «قوله تعالى» ليست في ع ، ط. وفعل (اصْبِرُوا) مثبت في ع ، ط دون الأصل. والآية هي ٢٠٠ من آل عمران.

(٨) من ع ، ط. والآية من سورة الأنفال ٦٠ : (وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِباطِ الْخَيْلِ).

(٩) قوله : «في المرابطة» ساقط من ع ، ط.

٣١٦

البلد (١) ، وحقيقتُها ذات الربْط ، ك (عِيشَةٍ راضِيَةٍ).

ربع : (الرباع) و (الرُّبوع) جمعُ (رَبْع) وهو الدار حيث كانت. و (الرَّبيع) أحد فصول السنة ، والنَهرُ أيضاً. ومنه الحديث : «وما سَقَى الرَّبيعُ» وبه سمي (الرَّبيع بن صَبيح).

وبتصغيره سميت (الرُّبَيّع بنتُ مُعوّذ) بن عَفراء. و (الرُّبَيِّع بنت النَضْر) عمّةُ أنَسٍ.

و (الرَّباعِي) بتخفيف الياء وفتح الراء : بعد الثَنِييّ ، وهو من الإبل : الذي دخل في السابعة. ومنه «استقرَضَ بَكْراً وقَضاه رَباعِياً». و (الرَّبَاعِيَات) من الأسنان : التي تلي الثنايا.

و (الرُّبْع) أحد الأجزاءِ الأربعة (١٠٢ / ا) و «الرُّبع الهاشمي» : صوابه : «ورُبع الهاشميّ» على الإضافة مع حذف الموصوف ، أي : ورُبع القَفيز الهاشميّ (٢) ، هو الصاع ، لأن القَفيز اثنا عشر مَناً ، وأما قوله : لكل مسكين رُبعان بالحجّاجي أى مُدّان ، وهما نصف صاع مقدَّران (٣) بالصاع الحجّاجيّ ، فإنما قال (٤) ذلك احتزازاً عن قول أبي يوسف في الصاع وسيجيءُ بعدُ.

ويقال : رجلٌ (رَبْعة) بفتح الراء وسكون الباء : أي مربوع الخَلْق. وكذا المرأة. ورجالٌ ونساء (رَبَعاتٌ) بالتحريك.

و (الرَّبْعة) الجُونة ، ، وهي سُلَيلة تكون للعطّارين مغشّاةٌ

__________________

(١) بعده في ط : من الخيل.

(٢) قوله : «صوابه ... الهاشمي» ليس في ع وهو مثبت في هامش الأصل مصححاً.

(٣) ع : مقدراً.

(٤) عبارة ط : «اثنا عشر مناً كما في المختصر وربعه مد بدليل قوله لكل ...... وإنما قال». والصاع الحجاجي منسوب إلى الحجاج لأنه هو الذي أخرجه وأظهره ، وكان يمن به على أهل العراق ويقول : ألم أخرج لكم صاع عمر رضي الله تعالى عنه». (طلبة الطلبة ٢٥).

٣١٧

أَدَماً ، وبها سميت (رَبْعة المصحف). وذِكْرها فيما يَصلح للنساء من من أمتعة البيت ، فيه نظَرٌ.

ربغ : (المُرْبَغة) بفتح الباء وبالغين المعجمة : الناقة السمينة. ومنها حديث عمر رضي‌الله‌عنه : «هل يُرضيك من ناقتِك ناقتان عُشَراوانِ مُرْبَغتان»؟. يقال (أربغتُ) الإبلَ أي أرسلتُها على الماء تَرِدهُ متى شاءَت (فربَغتْ) هي ، ومن روى «مُرْبَعتان (١)» بالعين من الربيع أو الرُبَع فقد صحّف.

ربو : (رَبا) المالُ زاد ، ومنه (الرِبا). وقول الخُدْريّ : «الثَمر (٢) رِباً والدراهم كذلك» أراد أنهما من أموال الربا ، ويُنسب إليه فيقال (رِبَويّ) بكسر الراءِ ، ومنه «الأشياء الرِبَوِيّة» وفتح الراء خطأ.

و (رَبَّى) الصبيَ (٣) و (تَربّاه) غذّاه ، و (تربَّى) بنفسه.

ومنه : «لأن الصِغَار لا يتَربَّوْن إلّا بلَبن الآدميّة».

(رُبَيّة) في (ري). [ريب]

[الراء مع التاء]

رتت : رجلٌ (أرَتُ) في لسانه (رُتّة) وهي عَجلة في الكلام ، وعن المبرّد : هي كالرَتجِ تمنع الكلامَ فإذا جاء منه شيء اتصل ، وهي غريزة تكثُر في الأشراف. وعن عبد الرحمن : الأرتُ

__________________

(١) بضم الميم وفتح الياء ، كما في الأصل. وفي الهامش : «ناقة مربعة : معها ربع وهو ما ولد في ربعي النتاج». وفي ع بضم الميم وكسر الباء على أنه اسم فاعل والفعل لازم. جاء في المختار : «أربع إبله بمكان كذا أي رعاها في الربيع ، وأربعوا أي دخلوا في الربيع».

(٢) بالثاء. وفي ع : التمر (بالتاء).

(٣) ع : الصغير.

٣١٨

الذي ترتَدّ كلمته ويسبِقه (١) نَفَسُه.

رتج : (أرتَج البابَ) : أغلَقه (١٠٢ / ب) إغلاقاً وثيقاً ، عن الليث والأزهري (٢). وفي الحديث : «إن أبواب السماءِ تُفتح فلا تُرتَج» أي فلا تُطْبَق ولا تُغلق. وفي «أجناس» الناطفيّ : «ولو كان على الدار بابٌ مُرتَج غير مُغلَقٍ فدفَعه ودخل خفِياً قُطِع» فقد جعل ردَّ الباب وإطباقه إرتاجاً ، على التوسّع. ويشهد لصحته ما مرّ في تفسير الحديث.

و (الرتاج) الباب المغلَق ، ويقال لباب العظيم (رتاج) أيضاً ، أنشد (٣) الليث :

ألم ترَني عاهدتُ ربّي وإنني

لَبينَ رِتاج مُقْفَلٍ ومَقامِ

يعني باب الكعبة ومقامَ إبراهيم. وفي الحديث : «أن فلاناً جعل حالَه في رِتاج الكعبة» ، قالوا : لم يُرد البابَ بعينه ، وإنما أراد أنه جعَله لها (٤) ، يعني النَذْرَ.

وقولهم : (أُرْتِجَ) على الخطيب أو على القارئ (٥) ، مبنياً للمفعول ، إذا استَغلَق عليه القراءةُ فلم يقدِر على إتمامها ، وهو من الأول ألا تَراهم قالوا للمرشِد فتَح على القارئ؟ قال شيخنا : والعامّة تَقول : (ارْتُجّ) (٦) ، بالتشديد. وعن بعضهم أنّ له وجهاً وأنّ معناه : وقَع في رَجّةٍ وهو (٧) الاختلاط.

قلت (٨) : ويَعضُده قولُهم : «ارتَجَ الظلام» إذا تراكبَ

__________________

(١) في الأصل : «وتسبقه» (أي بالتاء) وأثبتنا ما في ع ، ط.

(٢) تهذيب اللغة ١١ / ٤.

(٣) ع : «وأنشد» والبيت للفرزدق في ديوانه ٢ / ٧٦٩. وفيه : «قائم» بدل «مقفل».

(٤) لها : أي للكعبة.

(٥) ع : أو القارئ.

(٦) بضم التاء. وفي ع : «ارتج عليه» مبنياً للمعلوم.

(٧) ع ، ط : وهي.

(٨) ط : قال المصنف.

٣١٩

والتبَس. وأظهَرُ منه ما يحكي الأزهري (١) ، عن عمرو عن أبيه : (الرَتَج) استِغلاق (٢) القراءة على القارئ. قال : ويقال : أُرتِجَ عليه وارتُجَ ) واستُبْهِم عليه ، بمعنىً.

رتق : امرأة (رَتْقاءٌ) بَيّنة الرَتق ، إذا لم يكن لها خَرْقٌ إلا المَبالُ.

رتل : (الترتيل) في الأذان وغيره : أن لا يَعْجَل في إرسال الحروف (٤) بل يتثبَّت فيها (١٠٣ / ا) ويبيّنها تَبييناً ويوفّيها حقّها من الإشباع من غير إسراع ، من قولهم : ثَغْر (مرتَّل) و (رَتِلٌ) : مفلَّج مستوي النِّبْتَة حَسن التَنْضِيد.

رتم : (الرَتيمة) خَيط التذكِرة يُعقد بالإصبع ، وكذا (الرَتَمة). و (أَرتَمتُ) الرجلَ (إرتاماً) و (ارتَتَم) هو بنفسه.

قال :

إذا لم تكن حاجاتُنا في نفوسكم

فليس بمُغْنٍ عنك عَقْدُ الرتَائِم )

و (الرَتَم) ضرْب من الشجر ، وأنشَد ابن السِكّيت (٦) :

هل ينفعَنْك اليومَ ، إن همَّت بهم

كثرةُ ما تُوصي وتَعقادُ الرَتَمْ؟

وقال : معناه أن الرجل كان إذا خرج في (٧) سَفرٍ عَمد إلى هذا الشجر فشدّ بعضَ أغصانه ببعض ، فإذا رجع وأصابه على تلك الحال قال : لم تَخُنّي امرأتي ، وإن أصابه وقد انحلَّ قال : خانتْني.

__________________

(١) ع : «ما حكى الأزهري». وانظر التهذيب ١١ / ٥.

(٢) ع : هو استغلاق.

(٣) زاد في ع ، ط : عليه ، والذي في التهذيب : «يقال : أرتج عليه واستبهم عليه» ولم يذكر «ارتج» بالتشديد.

(٤) ع : إرسال أداء الحروف.

(٥) اللسان «رتم» بلا نسبة.

(٦) إصلاح المنطق ٥٨ ونقل المطرزي عنه شرح البيت بتصرف.

(٧) ع : إلى.

٣٢٠