المغرب في ترتيب المعرب - ج ١

أبي الفتح ناصر الدين المطرّزي

المغرب في ترتيب المعرب - ج ١

المؤلف:

أبي الفتح ناصر الدين المطرّزي


المحقق: محمود فاخوري و عبد الحميد مختار
الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: مكتبة اسامة بن زيد
الطبعة: ١
الصفحات: ٤٩٥
الجزء ١ الجزء ٢

و (سَفَتِ) الريحُ التُرابَ : ذَرَتْه ورمَتْ به. وقوله : «تَسفي به» : على زيادة الباءِ أو على تضمين معنى الرَمي. ولفظ الحَلْوائي : فتَنْسِفُه ، من المِنْسَف (١).

[السين مع القاف]

سقب : (السَّقَبُ) القُرْب ، والصاد لغةٌ. وهما مصدرا (سَقِبَتِ) الدارُ و (صَقِبت). «والصاقِب» القريب. ومنه حديث علي رضي‌الله‌عنه : «حمَله على أصْقَبِ القَرْيتين». ومعنى الحديث : «الجار أحق بسَقَبه» أي (٢) أن الجار أحقّ بالشُّفْعة إذا كان جاراً مُلاصقاً. والباء من صِلة «أحقُّ» لا للتَّسبيب. وأريدَ (بالسَّقَب) الساقبُ ، على معنى ذُو السَّقَب ، أو تسميةٌ بالمصدر أو وصْفٌ به (٣). ومنه قولهم (٤) : داري سَقَبٌ من داره ، أي قريبةٌ.

ويُروى في حديث عَمرو بن الشريد أنه عليه‌السلام لما قال ذلك قيل : وما سَقَبُه؟ قال : شُفْعَتُه.

وهذا يشهَد لصحّة ما ذكرتُ.

سقلب : (السَّقْلَبِيَّةُ) مما لم أسمعه ، إنما المحفوظ (الصِقلابيّة) بالصاد والسين ، منسوبةٌ الى الصَّقالبة ، جيلٍ من الناس حُمْرِ الألوان يُتاخِمون الخَزَرَ (٥).

سقلت : (السَّقْلاتُونيُ) الصواب بالطاء ، منسوبٌ إلى

__________________

(١) ع ، ط : النسف.

(٢) كلمة «أي» ليست في ع. وقوله : «بسقبه» يحتمل أن يقرأ في الأصل بالصاد. وهو في النهاية بالوجهين «٢ / ٣٧٧ سقب ، ٣ / ٤١ صقب».

(٣) نحو : «ضرب هبر».

(٤) ع : قوله.

(٥) بعدها في ع وحدها : «أي يخادون ، من التخوم وهي الحدود» والأرجح أنها من زيادات الشراح ، أدخلت في المتن.

٤٠١

(سَقْلاطُونَ) (١) من أعمال الروم يُتَّخذ (٢) فيها الثياب المنقَّشة.

سقد : (أُسَقِّدُ) : «في كف» (٣).

سقط : (سقَط) الشيءُ (سقوطاً) (١٣١ / أ) وقع على الأرض. و (سقط النجم) أي غاب ، مجاز. ومنه قوله : «حين يسقط القمر».

و (السَواقِط) في حديث الحسن بن علي : ما يَسقُط من الثمار قبل الإدراك ، جمعُ (ساقِطة). وفي الحديث الآخر أنه عليه‌السلام أعطى خَيْبَر بالشَّطْر وقال : «لكم السَّواقِط»

أي ما يسقُط من النخل فهو لكم من غير قسْمةٍ. وعن خُواهَرْزاده : أنّ المراد ما يُسقط من الأغصان لا الثِمار لأنها للمسلمين.

ويقال : (أسقطتُ) الشيءَ (فسقَط). و (أسقَطَتِ الحامِلُ) ، من غير ذكر المفعول : إذا ألقَت (سُقْطاً) وهو بالحركات الثلاث : الوَلدُ يُسقط من بطن أمّه ميّتاً وهو مُستَبِين الخَلْق وإلّا فليس بسِقْط. وقولُ الفقهاء : «أَسْقَطَتْ سِقْطاً» ليس بعربيّ ، وكذا : «فإن أُسقِط الولدُ سِقْطاً».

و (السَّقَط) بفتحتين : الخطأُ في الكتابة. ومنه : (سَقَطُ المصْحَف).

ورجلٌ (ساقطٌ) : لئيم الحسَب والنفسِ ، والجمعُ (سُقّاط) ، ومنه : «ولا أن يلعَبوا مع الأراذِل والسُّقّاط». و (السَقاطة) في مصدره خطأٌ. وقد جاء بها على المزاوَجة من قال : «والصبيُّ يُمنَع عما يُورِث الوَقاحة والسَّقاطة».

__________________

(١) لم تذكر في معجمي ياقوت والبكري. وأوردها صاحب القاموس في «سقلط».

(٢) ع : تتخذ.

(٣) لم يذكر ذلك في الكاف والفاء. ويقال : سقد فرسه : أي ضمره «بتشديد القاف والميم في الفعلين.

٤٠٢

و (سَقطُ) المتاعِ : رُذَاله. ويقال لبائعه (سَقَطيٌ) وأنكر بعضهُم (السَّقّاط) في معناه. وقد جاء في حديث ابن عمر أنه «كان يغدُو فلا يمرّ بسَقّاطٍ ولا صاحب بِيعةٍ إلّا سلّم عليه».

والبِيعة من البَيْع كالرِكْبة من الرُكوب والجِلْسة من الجُلوس ، ويقال إنه لحسَنُ البِيعة ، كذا فسّرها الثِقات.

سقمونيا : (السَّقْمُونِياء) بالمد (١) : سُريانيّةٌ.

سقي : (١٣١ / ب) سقاهُ الماءَ (سَقْياً). و (السِقاية) : ما يُبنى للماء. وفي قوله سبحانه وتعالى : «أَجَعَلْتُمْ سِقايَةَ الْحاجِّ» (٢) :

مصدر ، وفي قوله عزوجل : «جَعَلَ السِّقايَةَ فِي رَحْلِ أَخِيهِ» (٣) : مِشْرَبةُ المَلِك (٤).

و (السَّاقية) واحِدة (السَّواقي) ، وهي فوق الجدْول ودُون النهر. و (السَّقِيُ) بوزن الشَّقِيّ والصبيّ : ما يُسقَى سَيْحاً ، فعيل بمعنى مفعول ، والبَخْسيّ خِلافه ، ومثلهما في المعنى : «المَسْقَوِيُ والمَظْمَئيُّ» في الحديث (٥).

وقوله : السَّقيُ ، بتشديد القاف ، مع النَخْشبيّ ، كلاهما خطأ.

__________________

(١) قوله : «بالمد» ليس في ع وجاءت الكلمة فيها بالقصر «السقمونيا» وهي بالقصر أيضاً في القاموس المحيط والمعتمد في الأدوية المفردة لابن رسول «٢٢٧». وحركت القاف في نسخة الأصل بالسكون وفي ع بالفتح وكلاهما صحيح كما في القاموس ، قال : «السقمونيا : نبات يستخرج من تجاويفه رطوبة دبقة. وتخفف ...» أي وتسكن القاف.

(٢) التوبة «١٩» : (أَجَعَلْتُمْ سِقايَةَ الْحاجِّ وَعِمارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللهِ؟).

(٣) الآية رقمها «٧٠» من سورة يوسف : (فَلَمَّا جَهَّزَهُمْ بِجَهازِهِمْ جَعَلَ السِّقايَةَ فِي رَحْلِ أَخِيهِ).

(٤) المشربة ، بكسر الميم : الاناء يشرب به.

(٥) الحديث في الفائق «١ / ٣٩٧» ، قال الزمخشري : «المسقوي : الذي يسقى سيحاً ، والمظمئي : الذي تسقيه السماء ، وهما منسوبان إلى المسقى والمظمأ ، مصدري سقى وظمىء».

٤٠٣

[السين مع الكاف]

سكب : (السَّكْب) مصدر (سكَبْتُ) الماء إذا صببتَه. ومنه : (فرسٌ سَكْبٌ) كثيرُ الجَرْي ، وبه سمي فرسُ رسول الله عليه‌السلام. وفي الحديث : «هنا (١) تُسكَب العَبراتُ».

أي هو مَوضعٌ لأن يُبكَى فيه طلباً للمغفرة.

سكبج : «ابن عمر كان يأكل (السّكْباج) الأصفَر ، في إحرامه». وهو (٢) بكسر السين وتخفيف الكاف الساكنة : مرَقٌ معروف ، وكان فيه زَعْفرانٌ ، فلهذا قال : الأصفر.

سكر : (سَكَر) النهرَ : سدَّهُ (سَكْراً).

و (السِّكْر) بالكسر : الاسم ، وقد جاء فيه الفتح على تسميته بالمصدر ، وقوله : «لأن في السِّكْرِ قَطْعَ منفعةِ الماء» يحتمل الأمرين.

و (السَّكَر) بفتحتين : عصير الرُّطَب إذا اشتدّ ، وهو في الأصل مصدر (سَكِر) من الشراب (سُكْراً) و (سَكْراً) ، وهو (سَكْرانُ) وهي (سَكرى) : كلاهما بغير تنوين. ومنه (٣) : (سَكْرةٌ شديدةٌ). ومنها : (سَكَرات الموت) لشدائده.

و (السُّكَّر) بالتشديد : ضرْبٌ من الرُطَب مشبَّه بالسُّكّر (١٣٢ / ا) المعروف في الحلاوة ، ومنه : (بُسْرُ السُّكّر) ). ومن فسَّره بالغضّ من قصَب السُّكّر فقد ترك المنصوصَ عليه.

__________________

(١) ع : هاهنا.

(٢) ع : هو.

(٣) تحتها في الأصل : «وبه». وفي ع ، ط : وبه.

(٤) الكاف شكلت في الأصل بالسكون. والتصويب من ع والمعجمات.

٤٠٤

و (السُّكُرْكَةُ) بضم الكاف : شراب تَتَّخذه (١) الحبشَةُ من الذُرَة ، وهي معرَّبة.

سكك : (السَّكَكُ) صِغَر الأُذن ، ورجل (أَسَكُ) ، وعَنزٌ (سَكّاءٌ). وهي عند الفقهاء : التي لا أُذْنَي (٢) لها إلا الصِّماخ.

وعن هشامٍ : سألت أبا يوسف عن (السَّكّاء) والتي لا قَرنْ لها فقال : تَجْزِي (٣) التي لا قَرن لها ، فأما السَّكّاء فإن كانت لها أُذنٌ فهي تَجزي ، وإن كانت صغيرةَ الأُذن ، فإن لم يكن لها أُذنٌ (٤) فإنها لا تَجزي.

ولفظ القُدوريّ : فأما السَّكّاءُ فهي التي لا أُذُن لها خِلْقةً.

ومن قال : هي التي لا قَرْنَيْ (٥) لها ، فقد أخطأ.

و (السِّكّة) : الزُقاقُ الواسع. و (السِّكّة) أيضاً : دار البريد. و (أصحابُ السِّكَك) في كتاب عُمر بن عبد العزيز : هم البُرُد المرتَّبون بها ليُرسَلوا في المُهِمّات.

و (السِّكّين). يذكّر ويؤنث ، فِعْلِين ، من السَّكّ ) ، أو فِعَّيل : من السُّكون.

و (السُّكّ) بالضم : ضربٌ من الطِيب.

سكن : (سَكَن) المتحرِّك (سُكوناً). ومنه : (المِسكين) لِسُكونه إلى الناس. قال الأصمعي : هو أحسن حالاً من الفقير ، وهو الصحيح.

__________________

(١) ع ، ط : يتخذه.

(٢) كذا في الأصلين بحذف نون المثنى. وفي ط : لا أذن.

(٣) أي تنوب وتقضي. ط : «تجزىء» ، وكذا في المواضع التالية.

(٤) ط : أذن صغير.

(٥) كذا في الأصل وحده. وفي ع ، ط : لا قرن.

(٦) أي القطع.

٤٠٥

وقوله عليه‌السلام : «أحْيني مِسكيناً» ، قالوا : أراد التواضُع والإخباتَ وألّا يكون من الجبَّارين.

و (السُّكّان) ذنَب السفينة لأنها به تُقَوَّم وتسكَّن.

و (السُكْنى) مصدرُ (سكَن) الدارَ وفيها (١٣٢ / ب) : إذا أقام ، واسمٌ بمعنى الإسكان ، كالرُقْبى بمعنى الإرقاب ، وهي في قولهم : «داري لك سُكْنَى» في محل النصب على الحال ، على معنى (مُسْكَنةً) أو (مَسْكوناً فيها).

[السين مع اللام]

سلأ : (سَلأَ) السَّمْنَ : بالهمز ، سَلْئاً (١) : طبَخه وعالجه حتى خَلَص. وقوله : «ولو (٢) حَلف لا يأكل زُبْداً فَسُلِىءَ سَمْناً» أي عُمِل وصُنِع ، واستعماله (٣) في دُهن السِمْسِم مما لم أجِده.

سلب : (سلَبه) ثوبَه : أخذه ، (سَلْباً).

و (السَّلَبُ): المسلوبُ. وعن الليث والأزهري (٤) : «كلُّ ما على الإنسان من اللباس فهو سلَبٌ». وللفقهاء فيه كلام.

سلت : (سَلَت) العرَقَ أو الخِضابَ ونحوَه : أخَذه ومسحّه ، من باب طلب. ومنه حديث ابن عباس أنه عليه‌السلام : «دعا بناقةٍ فأشْعرَها في صفْحة سَنامها الأيمن (٥) وسَلَتَ الدَم».

__________________

(١) قوله : «سلئاً» ساقط من ع ، ط. وهو مثبت في هامش الأصل.

(٢) قوله : «ولو» ليس في ع ، ط.

(٣) أي استعمال السلء.

(٤) تهذيب اللغة ١٢ / ٤٣٤ بلفظ «وكل شيءٍ على ...»

(٥) أشعر الهدي : إذا طعن في سنامه الأيمن حتى يسيل منه دم ليعلم أنه هدى «المختار».

٤٠٦

و (السُّلْت) بالضم : شَعير لا قِشْر له يكون بالغَوْر والحجاز. ومنه : «صدَقةُ الفِطر صاع من شَعير أو صُلْتٍ أو تَمْرٍ».

سلح : (السِلاح) عن الليث : ما يُعَدّ للحرب من آلة الحديد ، والسيفُ وحدَه يسمى (سِلاحاً) وفي السيَر تَفصيل.

و (السالِح) ذو السِلاح ، و (المَسْلَحةُ) الجماعة. وقول عمر رضي‌الله‌عنه : «خيرُ الناس رجل فَعل كذا فكان (مَسْلَحةً) بين المسلمين وعدوّهم» نظير قوله تعالى : (إِنَّ إِبْراهِيمَ كانَ أُمَّةً) (١).

و (المسلحة) أيضاً : موضع السلاح كالثَغْر والمَرْقَب. ومنها : «كان (مَسالحُ) فارسَ إلى العرب العُذَيْبَ» وهو موضع قريب من الكوفة. وحديث النَخعي «أنه كان في (مَسْلَحةٍ) فضُرب (٢) عليهم البعثُ» : يحتمل الأمرين.

و (السَلْحُ) التغوُّط. وفي المثل (١٣٣ / أ) : «أسلَح من حُبارى (٣)». وقول عمرَ لزيادٍ في الشهادة على المُغيرة : «قُم (يا سَلْحَ الغُراب)» معناه : يا خبيث.

و (السالِحُونَ) : موضِع على أربعة فَراسخ من بغداد إلى المغرب ، وهو المراد في : «يَجيء (٤) من السالحين». وأما «السَيْلَحُون» فهي مدينة باليمن. وقول الجوهري : «سَيْلَحُونُ قرية ، والعامّة تقول : سالِحون» : فيه نظر (٥).

__________________

(١) النحل «١٢٠» : (إِنَّ إِبْراهِيمَ كانَ أُمَّةً قانِتاً لِلَّهِ حَنِيفاً وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ).

(٢) مبني للمجهول أي أوجب. وفي ع مبني للمعلوم ونصب البعث.

(٣) مجمع الأمثال ١ / ٣٥٤.

(٤) الضمير للحمام.

(٥) في إصلاح المنطق «١٦٣» : «السيلحون : للذى تقوله العامة السالحون». وانظر معجم البلدان في «سالحين ، سيلحون».

٤٠٧

سلخ : (المسْلوخة) : الشاة المسلوخُ جِلدُها بلا رأْسٍ ولا قوائم ولا بطنٍ ، صفةٌ غالبة لها.

سلط : (السُلْطان): التسلُّط أو الحُجّة. وقد فُسّر بهما قوله تعالى : «فَقَدْ جَعَلْنا لِوَلِيِّهِ سُلْطاناً» (١). وفي الحديث : «إلا أن تسأل ذا سلطانٍ» : هو أن تسأل الوالي أو الملِك حقَّك من بيت المال.

وقوله : «لا يَؤُمَّ الرجلُ الرجلَ في سلطانه» أي في بيته وحيثُ تسلُّطه ، «ولا يَجلسْ على تَكْرِمَته (٢)». اي وسادته ، فإنّ فيه ازدراءً به (٣) ، أي تحقيراً له.

سلع : (السِلْعة) بلفظِ سلْعة المتاع : لَحْمَةٌ زائدة تَحدُث في الجسَد كالغُدّة تَجيءُ وتَذهب بين الجلْد واللحم.

و (السَلْعة) بالفتح : الشَجّة. و (الأسْلَع) الأبرصُ.

وبه سمي أسلعُ بن شريكٍ ، راوي حديث التيمّم.

سلف : (سَلَّف) في كذا و (أسْلَف) وأسْلَم : إذا قدّم الثمَن فيه. و (السَلفُ) السَلَم والقَرْضُ بلا منفعةٍ أيضاً. يقال : (أسلَفه) مالاً إذا أقرضَه.

وقوله : «لو (٤) كان لليتيم وديعةٌ عند رجل فأمرَه الوصي أن يُقْرضها أو يهبَها أو يُسْلِفَها» ، أي يقدِّمَها ثمناً في بيعٍ ، وتفسيرُه بالإقراض لا يستقيم.

__________________

(١) الاسراء «٣٣» : (وَمَنْ قُتِلَ مَظْلُوماً فَقَدْ جَعَلْنا لِوَلِيِّهِ سُلْطاناً ...).

(٢) في هامش الأصل : «روى أبو مسعود الأنصاري أن النبي عليه‌السلام قال : «لا يؤمن الرجل الرجل في سلطانه ولا يجلس على تكرمته إلا باذنه».

(٣) كذا في النسخ. وجاء في هامش الأصل : «الأصح ازدراءً له».

(٤) ع ، ط : ولو.

٤٠٨

و (السُّلاف) و (السُّلافة) : ما تَحلَّبَ وسال قبْل العصر ، وهو أفضل الخمر. (١٣٣ / ب) و (السالِفة) : جانب العُنق.

سلحف : (السُّلَحْفاة) من حَيوان الماء.

سلك : (السِّلْك) : الخيط. وبتصغيره سمي (سُلَيك) الغَطَفانيُّ في حديث الصلاة في خطبة الجمعة. و (سِلْكان) بنُ سَلامَة بكسر السين ، لا غيرُ.

سلل : (السَّلُ) إخراج الشيء من الشيء بجَذْبٍ ونَزْعٍ كسَلّ السيف من الغِمد ، والشَّعْرةِ من العجين. يقال : (سَلَّه فانسلَ). ومنه : «سُلَ رسولُ الله من قِبَل رأْسه» أي نُزِع من الجِنازة إلى القبر.

وفي النكاح : «(المسلُول) الذي سُلّ أُنْثَياه» أي نُزِعتْ خُصْياهُ. و (انسلَ) قِيادُ الفَرس من يده : أي خرج. ومنه قوله في أم الولد : انسلَ جزءٌ منها (١).

و (السُّلالة) الخلاصة ، لأنها تُسَلّ من الكَدَر ، ويُكنى بها عن الولد. و (أسَلَ) من المغنَم : سَرق منه ، لأن فيه إخراجاً.

و (المِسَلَّة) بكسر الميم : واحده (المَسَالّ) ، وهي الإبرة العظيمة.

و (السِلْسِلة) ) واحدةُ (السَلاسِل) ومنها : «شَعرٌ مُسَلْسَل» ، أي جَعْدٌ. و (سلسِلة بني إسرائيلَ) كانت تنزِل من السماء فتأخذ بعُنق الظالم.

__________________

(١) ط : جزؤها منها.

(٢) جعلت هذه الترجمة في ع مادة مستقلة ووضع عنوانها في

٤٠٩

وفي شروط الحاكم السَّمرقندي : أنه كان في بدء أمرِ داود يقع القضاء بالسِلسلة التي كانت عُلِّقتْ بالهواء ، فكان الخَصمانَ يمُدّان أيديَهما إليها ، فكانت تصِل يدُ المظلوم إليها وتَقصُر يدُ الظالم دون وُصولها إليها ، إلى أن احتالَ واحدٌ كان عليه حقٌّ لآخر فاتّخذ عصاً وغيَّب الذهب الذي كان لخصْمه في رأس تلك العصا بحيث لا يظهر ذلك لأحدٍ. فلمّا تَحاكما إلى السلسلة دفَع العصا إلى صاحب الحق ومَسدّ يدَه إلى (١٣٤ / ا) السلسلة فوصَل إليها. فلما فرَغا استَردّ العصا منه ، فارتفعت السلسلة وأنزل الله تعالى القضاءَ بالشهود والأيْمان.

وفي مختصر الكَرْخي : «كان مسروقٌ على (السِلسلة) سنتَين يَقصُر الصلاةَ» : هي التي تمدُّ على نهر أو طريقٍ يُحبَسُ بها السُّفن أو السابِلةُ ليؤْخَذ (١) منهم العُشور ، وتسمَّى «المَأْصِرَ» بهمزٍ وبغير همْز (٢).

عن الليث وعلي بن عيسى : وقد تولى هذا العملَ مسروق على ما ذَكر أبو أحمد العسْكري في كتاب الزَواجر عن الشعبي : أن زياداً بعثه عاملاً على السلسلة فلما خَرج شيَّعه قُرّاء الكوفة ، وكان فيهم فتىً يَعِظُه ، فقال : ألا تُعِينني على ما أنا فيه؟ فقال : والله ما أرضاه لك فكيف أُعينك عليه؟ قال : ولمَّا رجَع مسروقٌ من عمله ذلك ، قال له أبو وائلٍ : ما حمَلك على ذلك؟ قال : اكْتَنَفني شُرَيح وزيادٌ (٣) والشيطانُ ، ويُروى أنه كان أبداً يَنْهى عن عَمل السُّلطان. فلما ولّاه زيادٌ

__________________

(١) ع : لتؤخذ.

(٢) كتب في هامش الأصل : «أو». يريد : «أو بغير همز». وفي ع : بهمزة وغير همزة.

(٣) في النسخ «وابن زياد». والتصويب من هامش الأصل.

٤١٠

السِلسلة قيل له في ذلك فقال : اجتمع عليَّ زياد وشُريحٌ والشيطانُ ، وكنتُ واحداً وهم ثلاثة فغلَبوني.

وعن أبي وائلٍ : كنتُ معه وهو أميرٌ على السِلسلة فما رأيت رجلاً أعَفَّ منه ، ما كان يُصيب إلّا الماء من دِجْلةَ ، وكان من كبار التابعين ، رأَى أبا بكر ، وَروى عن عُمر ، وابن مسعود ، توفي سنة ثلاثٍ وستين.

سلم : (سَلِمَ) من الآفات. قوله (١) : «سَلِمَتْ له الضَيْعةُ» أي خلَصت. وبمصدره سمّيتْ (سَلامةُ بنت مَعقِلٍ) أمَةُ الحُتاتِ ، بضم الحاء وبالتاءين (٢) بنقطتين (١٣٤ / ب) من فوقُ. وقيل : بالباءين بنقطةٍ ، والسارقة في حديث أبي الدرداء.

وباسم الفاعل منه سمي : (سالمُ بن عبد الله بن عمر) راوي حديث رفْع اليدين.

وبفَعّال المبالغة سمّي والدُ أبي عبيدٍ (القاسم بن سَلّام) وأبي نصرٍ (محمد بن سَلّام).

وبفَعلان منه سمي (٣) (سَلْمان الفارسيّ) و (سَلْمان بن ربيعة) الباهليُّ قاضي الكوفة. و (سَلْمان) أيضاً حيّ من العرب إليه يُنسب عَبِيدةُ السَلْمانيُ من التابعين ، والمحدِّثون على التحريك ، وأنكره السِيرافي. وأما (سُلَيمانُ) فأعجميّ.

و (السَلَم) بفتحتين : من العِضَاهِ. وبواحدته سمي (سَلَمةُ بن صخرٍ) البَياضيُّ ، وكُني (أبو سلمةَ) زوجُ أُمّ سلمة قبْل النّبيّ عليه‌السلام ، و (أبو سلَمة) بنُ عبد الرحمن بن عوفٍ الزُّهري.

__________________

(١) سقطت كلمة «قوله» من ع.

(٢) ع : والتاء. ط : والتاءين

(٣) كلمة : «سمي» زيادة من ع.

٤١١

وقوله : «(السُّلَّم) لا يَدخُل في البيع من غير ذكرٍ سواءُ كان من خشَب أو مدَرٍ» يعني : المعراجَ ، وهو ما يُعْرَج فيه ويُرتقَى عليه. وقد يؤنّث. قال الليث : يقال : هي السُّلَّم ، وهو السُّلَّم ، والجمع (السَلالِيمُ). قال الزجّاج : سمّي بهذا لأنه يُسلِّمك إلى حيث تريد.

و (أَسْلَم الثوبَ) إلى الخيّاط ، و (أَسْلَم في البُرّ) أَسْلَف ، من السَلَم ، وأصلُه : أسْلم الثمَن فيه ، فَحُذِف. وقد جاء على الأصلِ منه قولُه : «إذا أسْلَم صُوفاً في لبْدٍ أو شَعْراً في مِسْح لم يَجُز».

و (سلّم) إليه وَديعتَه (تسليماً). وأما قولُه : «لا يَتِمُّ الرهنُ حتى يقول الراهن بعد ما خرَج من الدار : سلّمتُكها» (١٣٥ / ا) على حذف الجار فسهْو.

و (السَّلام) اسمٌ من (التَسليم) كالكَلام من التَكليم. وبه سمّي والد (عبد الله بن سَلَام) وكذا (سَلَام بن مِشْكَمٍ) عن الأزهري (١) وغيره ، وهو أبو زَينب. وكان من اليهود ، ويُنشَد لأبي سفيان :

سَقاني فَروّاني كُمَيْتاً مُدامةً

على ظمأٍ منّي سَلامُ بنُ مِشْكَمٍ

و (استلَم الحجَر) تَناوله باليد أو بالقُبْلة ، أو مَسحه بالكفّ ، من (السَلِمة) بفتح السين ، وكسر اللام ، وهي الحجَر.

وبها سُمّي (بنو سَلِمةَ) بطنٌ من الأنصار.

__________________

(١) التهذيب ١٢ / ٤٤٧.

٤١٢

[السين مع الميم]

سمت : (السَّمْتُ) الطريق ، ويُستعار لهيئة أهل الخير فيقال : ما أحسن سمتَ فلان. وإليه يُنسب يوسف بن خالدٍ السّمْتيّ من أصحاب أبي حنيفة.

سمح : (السَّمْح) الجَواد. وقوله : «تسليمُ المشتَري (سَمْحاً) بغير كذا» أي مُسامِحاً مُساهِلاً. وقول عمر بن عبد العزيز : «أَذِّنْ أَذاناً (سَمْحاً)» أي من غير تَطريبٍ ولا لَحْن.

ويقال : (أَسْمَح )) و (سَمَّح) إذا ساهَل في الأمر.

ومنه حديث ابن عباس أنه سئل عن الوضوء باللبَن فقال : «ما أباليه بالةً (٢) ، أَسْمِحْ يُسْمَحْ لك» أيْ سَهِّلْ يسهَّلْ عليك (٣).

سمد : (السامِد) القائم في تحيُّر. ومنه حديث علي رضي‌الله‌عنه : «ما لي أراكم سامِدين؟».

قال أبو عُبيدٍ : أنكر عليهم قيَامَهم قبل أن يَروا إمامهم.

و (السَّماد) بالفتح : ما يُصْلَح به الزرعُ من ترابٍ وسِرْجينٍ.

وعن النَسَفي : إذا قرأَ (الصَّمَدُ) بالسين (٤) (١٣٥ / ب) لا تَفسد صلاته ، لأن السَمَد السيّدُ. وكذا في فتاوى أبي بكر الزَرَنْجَريّ (٥). وفي زلة القاري (٦) للقاضي الصدْر : تَفسد (٧) صلاته بالإجماع لأنه شيءٌ يوضع على أعناق الثيران للزراعة.

__________________

(١) ع ، ط : سمح «بغير همز في أوله».

(٢) أصله «بالية» فأسقط منه الياء تخفيفاً كعافاه معافاةً وعافية. «من هامش الأصل».

(٣) قوله : «أي سهل يسهل عليك» ساقط من ع.

(٤) وذلك في قوله تعالى : (قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ ، اللهُ الصَّمَدُ).

(٥) نسبة إلى زرنجرى ، من قرى بخارى. وسماه ياقوت أبا الفضل بكر بن محمد ولقب بأبي حنيفة الأصغر. توفي ٥١٢ ه‍.

(٦) ع : القارئ.

(٧) ع : انه تفسد.

٤١٣

قال المصنف (١) : كِلا التفسيرين مما لم أجده في الأصول ، وإنما المثْبَت في التَكمِلة : قال اللحْياني : يقال : «هُو لكَ أَبداً سمَداً سَرْمداً» ، بمعنىً واحدٍ ، وعن الزِياديّ كذلك. وقال الفرّاء مثْلَه.

وفي التهذيب (٢) كذلك. وعلى ذلك (٣) لا تَفسد صلاته لأنه مما يَصِحّ أن يُوصَف به كما بالأَبد والسَّرْمد.

سمر : (سَمّر) البابَ : أوثَقه بالمِسمار ، وهو وَتِدٌ من حديد. و (سَمَر) بالتخفيف : لغةٌ. يقال : بابٌ (مسمَّر) و (مسمُور). ومنه : «وإن كانت السلاسلُ والقناديل مسمورةً في السقوف فهي للمشتري».

و (سَمَرَ) أعيُنَهم : أَحْمى لها مساميرَ فكَحَلها بها.

و (السَّمُر) من شجر العِضاهِ ، الواحدة (سَمُرةٌ).

وقوله عليه‌السلام : «يا أصحاب الشجرة ، يا أصحاب السَّمُرة» عَنى بهم الذين في قوله تعالى : (لَقَدْ رَضِيَ اللهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ)(٤).

و (السَّمّور) دابّة معروفة (٥).

و (السِّمسار) بكسر الأول : المتوسط بين البائع والمشتري ، فارسية معرّبة عن الليث. والجمع : (السَّماسِرة). وفي (٦) الحديث : «كنا نُدعَى (٧) السماسرة فسمّانا رسول الله عليه‌السلام تِجاراً (٨).

__________________

(١) ع ، ط وهامش الأصل : «قلت» بدل «قال المصنف».

(٢) تهذيب اللغة ١٢ / ٣٧٨ ولفظه : «وقال اللحياني : هو لك سمداً سرمداً ، بمعنى واحد».

(٣) ع ، ط : وعلى ذا.

(٤) الفتح ١٨.

(٥) من آكلات اللحوم ، يتخذ من جلده فرو ثمين ويقطن شمالي آسية.

(٦) في الأصل : «في» وأثبتنا ما في ع ، ط.

(٧) الضمير كناية عن المتوسطين.

(٨) التجار بكسر التاء وتخفيف الجيم جمع تاجر. ويجوز الضم مع التشديد.

٤١٤

ومصدرها (السْمْسَرة) : وهي أن يتوكّل الرجلُ من الحاضرة (١) للبادية فيبيعَ لهم ما يَجلبونه.

قال الأزهري (٢) : وقيل في تفسير قوله عليه‌السلام : «لا يبيع حاضِرٌ لِبَادٍ : إنه لا يكون سمساراً (٣) (١٣٦ / ا). ومنه : «كان أبو حنيفة يكره السَّمْسَرة» ، سمط : (السِّمْط) الخيطُ ما دام فيه الخَرَزُ أو اللُؤلؤُ ، وإلا فهو سِلْك. وبه سمي والد (شُرَحْبيلَ بنِ السِّمْط).

وما وقع في السير ، من فتْح السين وكسر الميم ، سهْو.

وفي حديث نافعٍ : «لُبْس الحرير والمسمَّط والديباج حرام» : تصحيف ، وإنما الصواب : «المُصْمَت».

سمع : يقال : فعل ذلك رياءً و (سُمْعةً) : أي لِبُرِيَه الناس ويُسمِعَه من غير أن (٤) يكون قصَد به التحقيقَ.

و (سمَّع بكذا) شَهّره (تسميعاً). ومنه الحديث : «من سمَّع الناسَ بعَمله سمَّع الله به أسامِعَ خَلْقه وحقَّره وصغّره» أي مَن نَوَّه بعمله وشهَّره ليراه الناس ويَسْمعوا به نوَّه الله برِيائه وملأَ به أسماعَ خَلقه فتعارفُوه فيَفْتَضِحُ.

و (الأسامع) : جمعُ (أسْمُعٍ) : جمع (سَمْعٍ) وهو الأذنُ ، وأصله المصدر.

و (السِّمْع) بالكسر : ولَد الذئب من الضبع. وبتصغيره سمي والِد (إسماعيل بن سُمَيعٍ) الحَنفي (٥) ، يَروي عن مالك بن عُميرٍ

__________________

(١) ع : «الحاضر».

(٢) التهذيب ١٢ / ٤٢١.

(٣) في التهذيب : لا يكون له سماراً.

(٤) ع ، ط : «فعل ذلك سمعةً أي ليريه الناس من غير أن ...».

(٥) كذا في النسخ وتقريب التهذيب ١ / ٧٠. وفي هامش الأصل : النخعي.

٤١٥

الحَنفيّ (١) ، وعنه الثوريُّ.

سمفع : محمّد بن (السَمَيْفَع) بالفاء بعد الياءٍ الساكنة : أحَد القُرّاء.

سمحق : (السِمْحاق )) جِلْدة رقيقة فوق قِحْفِ الرأس إذا انتَهت إليها الشجَّة سُمّيتِ سِمْحاقاً.

سمك : في الحديث : «والمسجد قريبُ (السَّمْك)» أي : السَّقْف.

سمل : (سَمَل) أعْيُنَهم : أي : فقأَها وقلَعها.

سمم : (سامُ أبرصَ) من كبار الوزَغ ، وجمعه : (سَوامُ أبرصَ).

و (المَسامُ) المنَافذِ ، من عبارات الأطبّاء ، وقد ذكرها الأزهري في كتابه (٣).

سمن : (السَّمْن) ما يخرجُ من الزُبْد (١٣٦ / ب) وهو يكون لألبان البقَر والمعْزَ (٤).

و (سِمْنان) بالكسر (٥) موضع ، وهو من أعمال الريّ. وهو في

__________________

(١) سقطت كلمة الحنفي من ع.

(٢) هذه المادة ساقطة من ع. وقد وردت في الأصل بعد مادة «سمك» فأثبتناها هنا متابعة ل ط وهو الصواب.

(٣) التهذيب ١٢ / ٣٢٣ وهذه الجملة الأخيرة ليست في ع وهي مثبتة في هامش الأصل

(٤) ط : والغنم.

(٥) كذا في الأصلين. وجاء في ط وهامش الأصل أيضاً : «بالفتح». وسبب ذلك اختلافهم في ضبط السين. وهي في معجم البكري بالفتح. ولكنها في معجم البلدان بالكسر : لما هو قرب الري ، وهو الذي يذكر عند أهل الحديث ، وبالفتح : لموضع من ديار تميم أو ربيعة. فيكون المطرزي قد خلط بينهما في بقية كلامه. وفي ط وهامش الأصل «سمنان بالفتح موضع ، عن الغورى»

٤١٦

شعر الحماسة (١).

[السين مع النون]

سند : (السَّنَد) بفتحتين : ما استندْتَ إليه من حائطِ أو غيره ، والمرتفِع من الأرض أيضاً.

و (السِّنْد) بالكسر : جيل من الناس يُتاخمون الهند وألوانُهم إلى الصُفرة ، والقَضَافة (٢) غالبةٌ عليهم.

و (السَّنْدان) بالفتح معروف.

سنط : (السِّناط) الكَوْسَجُ ، أو الخفيفُ العارضَيْن ، أو الذي لا لِحْيةَ له.

سنم : قَبْرٌ (مسنَّم) مرتفِعٌ غير مسطَّح ، وأصله من (السَّنام).

سنن : (السُّنّة) الطريقة. ومنها الحديث في مجوس هَجَر : «سُنُّوا بِهم سُنّة أهل الكتاب» أي اسلكُوا بِهم طريقَهم ، يعني عامِلوهم معاملة هؤلاء في إعطاء الأمان بأخْذ الجِزْية منهم.

و (سَنَنُ) الطريق : مُعْظَمُه ووَسطُه. وقوله : «فمرَّ السهمُ في سَنَنه» ، أي في طريقه مستقيماً كما هو لم يتغيّر ، أي لم

__________________

(١) يريد قول زياد بن حمل أو ابن منقذ :

نحو الأميلح من سمنان مبتكراً

بفتيةٍ فيهم المرار والحكم

«الحماسة ٣ / ١٤٠٢ مرزوقي» وفيها «سمنان» بالفتح والشعر في معجم ياقوت أيضاً بالفتح.

(٢) القضافة : الضمر والنحافة من غير علة.

٤١٧

يَرجع عن وجهه. وبتصغيره سمّي : (سُنَيْنٌ) ، وَكنيته أبو جميلة ، وهو في حديث اللقيط ، وسُنِّيُ بن جميلة ، أو سُنَيٌّ ، كلّه خطأ.

و (سَنَ) الماءَ في وجهه : صَبّه صَبّاً سهْلاً ، من باب طلَب.

و (السِّن) هي المعروفة ، ثم سمّي بها صاحِبُها ، كالنَّاب (للمُسِنّة) من النُّوق ، ثم استُعيرت لغيره : كابن المَخاض وابن اللَبُون.

ومن المشتقّ منها : (الأسنانُ) وهو في الدَّوابّ أن تَنْبُت السن التي بها يَصير صاحِبها (مسنّاً) ، أي كبيراً ، وأدْناه في الشاء والبقر (١٣٧ / ا) : الأثناءُ (١) وأفصاه فيهما : الصُلوغُ ، وفي الإبل : البُزولُ. ومنه حديث ابن عمر : «يُتَّقى في الضحايا التي لم تُسْنِن» أي لم تُثْنِ. ورُوي بفتح النون ، وأُنكِر.

وفي الزيادات : «فإن كانت الغَنَمُ أربعين أُخذت (٢) المسنّةُ الفتيّةُ». والقاف والنون تصحيف.

و (سِنانُ) الرُّمْحِ معروفِ. وبه سمي : (سِنان بن أبي سِنانٍ) الدُّؤلي ، ووالد (معقل بن سِنان) الأشجعيّ ، احتجم في شهر رمضان وقُتل يوم الحَرّة ، وهو الراوي للنكاح بغير مَهْر.

و «يسار» تصحيف. و (بُرْد بن سِنان) الشاميّ في السِيَر ، و «بشّار» تصحيف.

سنو : (السَّنة) والحَول واحِدٌ (٣). وجمعها : (سِنُون) و (سنَواتٌ). وقد غَلبتْ على القَحْط غلبةَ الدابّة على الفرَس. ومنها حديث عُمر رضي‌الله‌عنه : «لا قَطْع في عامِ

__________________

(١) ع ، ط : «الثنى» بدل الأثناءِ.

(٢) ط : أخذ من

(٣) ع : بمعنى.

٤١٨

سنة» ، على الإضافة ، أي لا يُقْطع السارق في القحط. وفي الحديث : «كَسِني يوسفَ».

و (السانية) البَعِير (يُسْنَى عليه) أي يُستَقى من البئر ، ومنها : «سَيْرُ السواني سَفرٌ لا يَنْقَطع». ويقال للغَرْب (١) مع أدواته (سانية) أيضاً.

و (المُسَنَّاة) ما يُبنى للسَيْل لِيَرُدَّ الماء.

[السين مع الواو]

سوء : السَّوْءة) : العَوْرة.

(٢) سوج ) : (الساج) شجرٌ يَعظُم جِداً ، [قالوا (٤)] : ولا ينبُت إلا ببلاد الهند ويُجْلَب منها كلُّ ساجةٍ مشَرْجَعةً (٥) مربّعةً.

وقوله : «استَعار ساجةً ليقيم بها الحائط الذي مال» ، يَعني : الخشبة المنحُوتةَ المهيَّأة للأساس ونحوِه.

سود : (السيّد) ذو السُّودَد. ومنه : (السيّدُ) من المعْز ، وهو المُسِنّ أو الثَنِيّ. و (السَّواد) خلاف البيَاض.

وفي الحديث (١٣٧ / ب): «يمشِيان في سَواد ويأكلان في سَواد» : يريد سواد قوائمهما وأفواههما.

و (اسْوِداد الوجه) في قوله تعالى (٦) : «ظَلَّ وَجْهُهُ

__________________

(١) الغرب : الدلو العظيمة.

(٢) ع : ساج.

(٢) ع : ساج.

(٣) من ع ، ط. وفي ع أيضاً : «عظيم» بدل «يعظم».

(٤) يقال : شرجع الخشبة المربعة ، أي تحت حروفها.

(٥) النحل ٥٨(وَإِذا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالْأُنْثى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ). وانظر أيضا الآية «١٧» من الزخرف.

٤١٩

مُسْوَدًّا» ، وهو عبارة (١) عن الحزن أو الكراهة.

وسمّي (سَواد العراق) لخضْرة أشجاره وزُروعه» وحدُّه طُولاً من حَديثَة المَوْصل (٢) إلى عَبّادانَ ، وعَرْضاً من العُذَيْب إلى حُلْوان ، وهو الذي فُتح على عهد عمر رضي‌الله‌عنه ، وهو أطْول من العراق بخمسةٍ وثلاثين فرسخاً. و (سَواد المسلمين) جماعتهم.

الأَسْود) ذو السَواد. وبه سمّي (الأسود بن يزيدَ) النَخعي. وتأنيثُه (السَّوداء). وبتصغيرها (٣) سميت (السويداء) ، وهي بقْعةٌ بينها وبين المدينة ستة وأربعون ميلاً ، وقيل : عشرون فرسخاً.

وقوله (٤) : «اقتُلوا الأسْوَدين في الصلاةِ الحيّة والعقرب» : هكذا في حديث أبي هريرة عن النبي عليه‌السلام.

وفي حديث عائشة رضي‌الله‌عنها : «وما لَنا طعامٌ ولا شراب إلّا الأسودَيْن» ) ، يَعني التمر والماء.

ويصغَّر تصغيرَ الترخيم في معنى الماء خاصّةً ، ومنه قولهم : «ما سَقانى من سُوَيْدٍ قَطْرةً» قال أبو سعيد : هو الماء بعينه. وبه سمي (سُوَيد بن قيس) وهو الذي قال عليه‌السلام في حديثه (٦) : «زِنْ وارْجِحْ».

و (سُوَيد) بن مُقَرِّن ، وابنُ النعمان ، وابنُ حنظلة : كلُّهم من الصحابة. وأما (سُوَيد بن سُوَيد) عن النبي عليه‌السلام فلم أجده.

__________________

(١) قوله : «وهو» ليس في ع ، ط والوجه : «هو».

(٢) أي قرية الموصل.

(٣) ع ، ط : وبتصغيره.

(٤) بعدها في ط : «صلى‌الله‌عليه‌وسلم». وانظر الحديث في سنن الترمذي ٢ / ١٠١ طبع حمص.

(٥) ع ، ط : الأسودان.

(٦) أي : في شأن سويد وخبره. وفي ط : «فيه في حديثه».

٤٢٠