المغرب في ترتيب المعرب - ج ١

أبي الفتح ناصر الدين المطرّزي

المغرب في ترتيب المعرب - ج ١

المؤلف:

أبي الفتح ناصر الدين المطرّزي


المحقق: محمود فاخوري و عبد الحميد مختار
الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: مكتبة اسامة بن زيد
الطبعة: ١
الصفحات: ٤٩٥
الجزء ١ الجزء ٢

أي في الأَخَرة بعد ما مضى ، وهو (١) صحيح لأن تركيبه دالّ على ما يُخالف الاستقبال أو يكون خلْفَ الشيء.

من ذلك قولهم : مضَى أمسِ (الدَّابِرُ) ألا ترى كيف أُكّد بِه الماضي؟ والأصلُ في هذا الدُّبُر بخلاف (٢) القُبلِ.

وقولهم : (وّلاه دُبُرَهُ) كنايةٌ عن الانهزام. ويقال : (لِمن الدَّبْرة)؟ أي مَن الهازم؟ و (على مَن الدَّبْرة) أي مَن المهزوم؟.

و (الدَبَرة) بالتحريك كالجِراحة تَحدث من الرَحْل أو نحوه ، وقد (دَبِرَ) البعيرُ (دَبَراً) و (أَدْبَره) صاحبُه. و (الدَّبْرة) بالسكون : المَشارة ، وهي بالفارسية «كُرْد» والجمع (دبْرٌ) و (دِبارٌ) ).

و «مدابرة» : في (شر) (٤).

«حَمِيُ الدَّبْر» : في (حم). [حمي]

دبس : (الدِّبْس) عصير الرُطَب ، وتركيبه يَدُلّ على لونٍ (٩٠ / ا) ليس بناصعٍ (٥) ، ومنه : فرَس (أدْبَسُ) بينَ السواد والحُمرة. و (الدُّبْسيّ) ) من الحَمام ، لأنه يكون بذلك اللون ، والأنثى (دُبْسِيّة) وبالفارسية مُوسِيجَه.

دبغ : دَبغ الجِلْدَ (يدْبَغ) بالحركات الثلاث (دَبْغاً) و (دِباغاً). و (الدِّباغ) أيضاً : ما يُدبَغ به.

__________________

(١) ع ، ط : وهذا.

(٢) ط : خلاف.

(٣) في اللسان «دبر» : «الدبرة : الساقية بين المزارع ، وهي بالفارسية كردة ، وجمعها دبار وهي الكرد. وقال أبو حنيفة : الدبرة : البقعة من الأرض تزرع». وفي اللسان «شور» : «المشارة : الدبرة التي في المزرعة». وفي المعجم الذهبي : كرد : أرض مزروعة.

(٤) لم يرد شيء من ذلك في فصل الشين مع الراء.

(٥) ع : لون غير ناصع.

(٦) كأنه نسبة إلى «دبس» جمع «أدبس» مثل حمر وأحمر.

٢٨١

دبق : (دابَقٌ) بلَدٌ بوزن طابَق. وفي التهذيب بالكسر وهو مذكّر مصروف (١).

دبل : (الدَّبْل) الجدول ، وجمعه (دُبول) كطَبْل وطبُول ، و (الدُّبَيْلة) : داء في البطن من فسادٍ يَجتمع فيه.

[الدال مع الثاء]

دثر : (الدِّثار) خلاف الشِعار ، وهو كل ما ألقيتَه عليك من كساءٍ أو غيره والجمع (دُثُر) ).

[الدال مع الجيم]

دجج : (الدُّجُج) جمع (دَجاج) والواحدة (دَجاجة) وبها سمي والد (نُعيم بن دَجاجة) الأسديّ.

دجل : (دِجْلة) بغير حرف التعريف (٣) : نهر ببغداد.

وقوله : «أرضٌ غلَب عليها الماءُ فصارت دِجلةً» أي مثْلَها. قيل : وإنما سميت بذلك لأنها (تُدَجِّل) أرضَها أي تغطيها بالماءِ إذا فاضت.

دجن : شاةٌ (داجِنٌ) ) أَلِفت البيوت. وعن الكرخي : (الدَّواجِن) خلافُ السائمة.

__________________

(١) في معجم ياقوت : «دابق بكسر الباء ، وقد روي بفتحها : قرية قرب حلب من أعمال عزاز ... عندها مرج معشب وبه قبر سليمان بن عبد الملك» ثم نقل عن الجوهري أن الأغلب على دابق التذكير والصرف لأنه في الأصل اسم نهر ، وقد يؤنث. أما صاحب التهذيب فقد ذكره (٩ / ٤٢) ولم يصرح بضبطه ولم تشكل باه ؤ فيه.

(٢) قوله : «والجمع دثر» ليس في ع.

(٣) ع : تعريف.

(٤) وكتب في هامش الأصل أيضاً : «شاء داجن».

٢٨٢

[الدال مع الحاء]

دحدح : ثابت بن (الدَّحْداح) هو الذي سأل النبيَّ عليه‌السلام عن المحيض ، ومات في عهد النبي عليه‌السلام أتِيّاً أي غريباً لم يَعرِفوا له نسباً (١).

دحل : في حديث عمر : (لا تَدْحَلْ) ويُروى بالهاء أي لا تخَفْ بالسُرْيانيّة (٢).

دحي : (دِحْيَةُ) الكلْبيّ بالكسر والفتح وعن الأصمعي بالفتح لا غير (٣).

[الدال مع الخاء]

دخس : (الدَّخَس) داء يأخذ في قوائم الدابّة. يقال فرَس (دَخِسٌ) به عَنَتٌ (٤). وفي الصحاح : ورَمٌ حَوالَي الحافر ، وأما الدَحَس بالحاء غيرَ معجمةٍ فمن الداحِس وهو تشعُّب الإصبَع (٩٠ / ب) وسقوط الظُفْر.

دخرص : (دِخرِيصُ) القميص : ما يوسّع به من الشُّعَب. وقد يقال (دِخْرِصٌ) و (دِخْرصةٌ) والجمع (دَخارِيص).

__________________

(١) ترجمة ثابت في أسد الغابة «رقم ٥٤٥» والاستيعاب ١ / ٢٠٣.

(٢) ع : «أي لا تخف بالسريانية ويروى بالهاء» ، أي لا تدهل.

(٣) في مجمع البحرين أنه «بكسر الدال ويروى الفتح أيضاً». وفي المختار بالكسر وحده. وفي هامش الأصل ما يلي : «بكسر الدال ، والعامة تفتحها. والدحية : رئيس الجند» وفي طلبة الطلبة ٩٠ : «هو بفتح الدال وكسرها».

(٤) كذا في الأصلين والتهذيب ٧ / ١٦١ بالنون والتاء بعد العين ، وكتب تحته في الأصل : «مشقة». وفي ط والمعجم الوسيط واللسان ونسخة من التهذيب : عيب.

٢٨٣

دخل : (الدُّخول) بالمرأة كنايةٌ عن الوَطْء مباحاً كان أو محظوراً ، وهي (مدخولٌ بها) وأما المدخولة فخطأ.

و (داخِلة الإزار) ما يلى جَسدك منه.

وعن الجرجاني (١) : (اتصال المُداخَلة) : أن يكون آجرُّ الحائط مُداخِلاً لحائط المدّعي.

دخن : (تدَخَّن) من (الدُخْنة) وهي بَخُور كالذَرِيرة (يُدَخّن) بها البيوت.

و «المِدْخنَة» بكسر الميم في (جم). [جمر]

[الدال مع الراء]

درء : (الدَّرْءُ) : الدَفْع. ومنه : «كان بين عُمر ومعاذ بن عَفْراء درْءٌ» أي خُصومة وتدافُع. و (دَرأ) عنه الحدَّ : دفعه ، من باب منَع. وقولهم : «الحدود تَندَرِىء بالشبهات» قياسٌ لا سماع (٢).

درب : (الدَّرْب) المَضيق من مضائق الروم. وعن الخليل : (الدَرْب) : البابُ الواسع على رأس السِكّة (٣) ، وعلى كل مَدْخَل من مداخل الروم دَربٌ من دُروبها. والمراد به في قوله : «زُقاق أو دَرْبٌ غير نافذٍ» : السكّة الواسعةُ نفسها (٤).

درج : (دَرَجُ) السُلَّم : رُتَبُه ، الواحدة (دَرَجة) ومنها قوله في الجنائز : «شِبْه الدَرَج» ويسمّى بها هذا المَبنيُّ من خشب أو مَدَرٍ مُركّباً على حائط أو نحوه ، تسميةَ الكُلّ باسم البعض.

__________________

(١) هو عبد الله الجرجاني ، كما في هامش الأصل.

(٢) والسماع : تدرأ ، بضم التاء مبنياً للمجهول.

(٣) ع : على السكة.

(٤) قوله : «نفسها» ليس في ع.

٢٨٤

وصَبيٌّ (دارِجٌ) : إذا دَبّ ونَما.

درد : رجلٌ (أدْرَدُ) : ذهبَت أسنانه ، وقد (دَردَ دَرَداً). ومنه : «حتى خشِيت لأدْرَدَنَ». ويروى : «حتى خشيتُ أن أدْرَدَ أسناني» ولم أسمعه.

درر : الفارسية (الدَّريّة) : الفصيحة ، نُسبت إلى (دَرْ) وهو الباب بالفارسية. وتحقيقُها في «المعرِب».

درز : (الدَّرْزُ) : الارتفاع الذي يحصُل في (٩١ / ا) الثوب إذا جُمع طَرفاه في الخِياطة. وقوله : «فآثار الدُروز والأشافي (١) خَرْق» : إنما أراد بها الثُقَب ، وكان من حقه أن يقول : فآثار الغَرْز أو الخُرَزِ.

درس : (مِدْراسُ) اليهود : مدْرستُهم : ومرداس (٢) : تحريف. وقوله : «مَواريثُ دَرَستْ» أي تقادَمتْ.

درع : (دِرْع) الحديد : مؤنّث ، و (الدّارِع) ذو الدِرع. و (دِرْع المرأة) ما تلبَسه فوق القميص. وهو مذكّر ، وعن الحَلْوائيّ : هو ما جَيْبُه إلى الصدر ، والقميص ما شَقُّه إلى المَنْكِب ، ولم أجده أنا في كتب اللغة.

«فادَّرَعَهما» : موضعه (ذر) (٣). [ذرع].

درغ : (دَرْغانُ) في (عب). [عبر].

درق : (الدَّرَقة) : تُرس يُتّخذ من جلودٍ ليس فيها خشَب ولا عَقَبٌ. وأما قوله في شِرْب الواقعات : «فإصلاحُ (الدَرَقة) على صاحب النهر الصغير» فهي تعريب دَربْجَهْ.

__________________

(١) الأشافي : جمع إشفى وهو مخرز الاسكاف.

(٢) ع : ومدريس.

(٣) ع : «في ذر» ، ط : «موضعه في ذر».

٢٨٥

و (الدَوْرق) : مكيال للشراب ، وهو أعجمي.

درك : (أدركتُ) الفائتَ ، وفي الشروط : فما أدرك فلاناً من (دَرَكٍ).

وقوله : «الاجتهاد جُعل مَدْرَكاً من مَدارِك الشَرْع» الصواب قياساً ضمّ الميم لأن المراد موضع الإدراك.

دركل : (الدِرَكْلة) : لُعبة من لُعَب الصبيان بوزن رِبَحْلة ، أو شِرْذِمة.

درغم : (دَرْغمُ) ) : ناحيةٌ من نواحي سَمرقنْدَ.

درهم : (الدِرهم) : اسم للمضروب المدوَّر من الفضة كالدينار من الذهب. وقوله : «المعتَبر من (٢) الدنانير وزنُ المثَاقيل وفي الدَراهم وزنُ سَبعة» ، قال الكَرْخي في مختصره : وهو أن يكون الدرهمُ أربعة عشَر قيراطاً ، وتكون العشرَةُ وزنَ سبعةِ مثاقيلَ ، والمائتان وزن مائةٍ وأربعين مِثقالاً ، وكانت الدراهم في الجاهلية (٩١ / ب) ثِقالاً مثاقيلَ وخِفافاً طَبَريّةً ، فلما ضُربت في الاسلام جَمعوا الثقيلَ والخفيف فجعلوهما درهَمين فكانت العشرة من هذه الدراهم المتخذة (٣) وزنَ سبعة مثاقيلَ. وذكر أبو عبيدٍ في كتاب الأموال أن هذا الجمْع والضَرْب كان في عهد بني أميّة ، وطَوَّل القولَ فيه ، وهو في «المعرِب».

دري : (المُدَاراة) : المُخاتَلة. وبالهمز : مُدافعة ذي الحقّ عن حقّه. وبيانها في (شر). [شري].

__________________

(١) موضع هذه المادة بعد «درع» ولكنها جاءت هنا في جميع النسخ.

(٢) ع. ط : «في» بدل «من».

(٣) قوله : «من هذه الدراهم المتخذة» ليس في ع.

٢٨٦

[الدال مع السين]

دستج : (الدَّسَاتِج) : جمع (دَسْتَجةٍ) تعريب دَسْته (١).

دستواء : (هِشامٌ الدَسْتَوائيُ) منسوب الى (دَسْتَواء) بالمدّ ، من كُوَرِ الأهواز بفارس ، وهو من فقهاء التابعين.

دسر : ابن عبَّاس في العنبر : «إنه شيء (دَسَره) البحر» أي دفعه وقذَفه ، من باب طلب.

دسكر : (الدَّسْكَرة) : بناءٌ شِبْهُ القصر حواليه بُيوت ، يكون للمُلوك.

دسس : (الدَّسّ) الإخفاء ، يقال (دَسَ) الشيءَ في التراب. وكلُّ شيءٍ أخفيتَه تحت شيء فقد دسَسْتَه. ومنه قوله : «يَدُسّه البائعُ فيه».

دسع : (الدَسْعة) : القَيْئةُ. يقال : دسَع الرجلُ إذا قاء مِلْءَ الفمِ ، وأصل (الدَسْع) الدفْعُ.

دسم : (الدُسومة) مصدر قولهم : شيءٌ (دَسِمٌ) أي ذُو (دَسَمٍ) وهو الوَدَك من شحمٍ أو لَحْمٍ.

وعن ابن عباس أن النبي عليه‌السلام خطب الناسَ وعليه (عِمامةٌ دَسْماءُ) أي سوداء ، عن الأزهري (٢).

__________________

(١) في القاموس المحيط : «الدستجة : الحزمة ، معرب ، ج الدساتج». وفي المعجم الذهبي : «دسته : بججم اليد ، قبضة ، رهط ، فرقة».

(٢) تهذيب اللغة : ١٢ / ٣٧٧.

٢٨٧

ومنها قول عثمان وقد رأى غلاماً مليحاً : «دَسِّموا نُونَته» أي سَوِّدوا النُقْرةَ التي في ذَقَنه لئلا تُصيبه العَين.

[الدال مع العين]

دعب : (دَعِبَ [يدعَب](١) دُعابة) : مزَحَ ، من باب منَع ولبِس.

دعر : (الداعِر) : الخبيثُ المفسِد ومصدره (٩٢ / ا) (الدَّعارة) وهي من قولهم : عُودٌ (دَعِرٌ) أي كثير الدُخان.

دعمص : (الدُّعْموص) : دويبَّة سوداء تَسبَح فوق الماء.

دعم : مالَ حائطه (فدَعَمه بدِعامة) : وهي كالعِماد يُسنَد إليه ليَستمسِك (٢) به. وباسم الآلة منه سمي (مِدْعَمٌ الأسود) مولى رسول الله عليه‌السلام ، وهو في السِيَر.

و (ادّعَم) عليها : اتّكأ ، على افتعَل. ومنه : «ادَّعَم على راحتيْه (٣) في السجود».

دعو : (دعوت) فلاناً : ناديتُه ، وهو (داعٍ) وهم (دُعاةٌ).

وقول عمر : «إنّا بعثناك داعياً لا راعياً» أي للأذان وإعلام الناس لا حافظاً للأحوال (٤). وقولُ النَهْديّ : «كنّا ندْعو ونَدَعُ» أي نَدعوهم إلى الاسلام مرّةً ، وندَعُ ) أي ونتركُ (٦) الدعوةَ أخرى.

و (ادّعَى) زيدٌ على عَمرٍو مالاً ، فزيدٌ (المدّعي) وعَمْرٌو

__________________

(١) من ط.

(٢) شكل في ع بضم الياء وفتح ما قبل الآخر ، مبنياً للمجهول.

(٣) ع : راحته.

(٤) ط : للأموال.

(٥) ط : مرةً مرةً ندع.

(٦) ع : أي نترك.

٢٨٨

(المدَّعَى عليه). والمالُ (المدَّعى) ، والمدَّعَى به لغوٌ. والمصدر (الادّعاء) ، والاسم (الدَّعْوى) وأَلِفُها للتأنيث فلا تُنوَّن (١). يقال : (دَعْوى) باطلة أو صحيحة ، وجمعها (دعاوَى) بالفتح كفتوى وفَتاوى.

و (التّداعي) : أن يَدعوَ بعضُهم بعضاً وقد (تَداعَوا الشيءَ) إذا ادَّعَوْه. ومنه : «باب الرجلين يتَداعيان الشيءَ بالأيدي» ومثله : تَبايعاه ، وتَراءَوُا الهلالَ.

ويقال : (تَداعت) ) الحِيطانُ ، وتَداعى البنيانُ : إذا بَليَ وتصدَّع من غير أن يسقُط. وأما قوله : «وإن تَداعت حَوائطُ المقبُرة إلى الخراب» فعاميّ غيرُ عربي.

وفلان (دَعِيٌ) بيّن (الدِعْوة) بالكسر : إذا ادّعى غيْرَ أبيه.

و (داعيةُ اللبن) ما يُترك في الضَرْع ليدعُوَ ما بعدَهُ ، وقد يقال بغير هاءٍ ومنه الحديث : دَعْ داعيَ اللبَن لا تَجْهَدْه» أي لا (٩٢ / ب) تَستقْصِ.

(الدَعَة) موضعها في (ود). [ودع]

[الدال مع الغين]

دغل : (دَغَلٌ) في (نغ). [نغل].

دغم : (فرَس أدغَم) دَيْزَجٌ ، بالفارسية : وهو الذي لونُ وجهه وخَطْمه يخالف لون سائر الجسد ، ولا يكون إلا سواداً.

وبالعين غيرِ المعْجَمة : الذي في صدره بياض.

__________________

(١) بالياء والتاء معاً في أوله ، كما في الأصل. وفي ع ، ط بالياء فحسب.

(٢) ع : «الهلال وتداعت».

٢٨٩

[الدال مع الفاء]

دفء : (الدِفْء) السُخونة والحَرارة. من (دَفِئَ من البَرْد) ثم سمي به كلُّ ما (يُدْفئ) أي يُسْخِن ، من صوف أو نحوه. ومنه : «لَكُمْ فِيها دِفْءٌ )». وهو عند العرب اسمٌ لكل ما يُنتفَع به من نِتاج الإبل وأَلبانها.

وقد (تدفَّأ) بالثوب و (استَدْفأ) به : إذا طلبَ به الدِفْءَ.

وعن الحسن في قوله عليه‌السلام : «للرجل من امرأتِه ما فوق المِئْزر» ، قال : أراد أن (تتدفَّأ بالإزار) ويَقضيَ هو حاجته منها فيما دون الفَرْج ، أي تتأزّر به وتتستَّر. وحقيقتُه ما ذكرتُ ، واستعماله من الحَسنَ في هذا المقام حَسنٌ (٢).

دفر : (الدَفَرُ) مصدر (دَفِرَ) إذا خَبُثت رائحتُه ، وبالسكون (٣) : النَتْنُ ، اسم منه. وفي الدعاء : (دَفْراً له) أي نَتْناً. ويقال للأَمة : (يا دَفارِ) أي يا مُنْتِنةُ. وهو في حديث عمر رضي‌الله‌عنه.

وأما «الذَفَر» بالذال المعْجَمة فبالتحريك لا غيرُ ، وهو حِدّة الرائحة أيَّما كانت. ومنه : «مِسكِ أَذْفَر» و «إبْطٌ ذَفْراء».

و «رجلٌ ذَفِرٌ» : به ذَفَرٌ أي صُنان ، وهو مراد الفقهاء في قولهم : «والذفَر والبَخَر عيبٌ في الجارية». وهكذا في الرواية.

دفتر : (الدفتر) الكتاب المكتوب. وقوله : «وهَب دَفاتِرَ فكتَب فيها» : يحتمِل أن يراد : فَزاد فيها فوائدَ وحواشيَ ، وأن يُستعار لما

__________________

(١) النحل «٥» : (وَالْأَنْعامَ خَلَقَها لَكُمْ فِيها دِفْءٌ وَمَنافِعُ وَمِنْها تَأْكُلُونَ).

(٢) يعني وضع التدفؤ موضع التأزر.

(٣) أي بسكون الفاء في «الدفر».

٢٩٠

لا كِتاب فيه» (١) ، كما في قوله : «ولو سَرق دفتراً أبيضَ قيمتُه عشَرةٌ. (٩٣ / ا) قُطعت يدُه».

وقول الشافعي : «خرجتُ من مكة وخلّفتُ بها دُفَيْتِراتٍ» ، على تصغير (دفاتر). و «زُفَيراتٍ» بالزاي على تصغير «زِفْر» وهو الحِمْل ، تصحيفٌ وتحريف.

دفع : (الدَّفْع) معروف. وفي حديث ابن أُنَيْسٍ : «وأنا أمشي حتى أُدْفَع إلى راعيةٍ له» ورُوي «حتى أُرفع» والأصح : «حتى دُفِعتُ».

دفف : (الدُّفّ) بالضم والفتح : الذي يُلعب به ، وهو نوعان : مدوَّرٌ ومربّع. ومنه قول الكرخي : «لا يجوز كذا وكذا ولا الدفُ المربّع ، ولا بأس ببيع المدوّر».

الدَفّ) بالفتح لا غير : الجَنْب. و (الدَّفّة) مثلُه ، ومنها (دَفّتا السَرْج) ، للَّوْحيْن اللَّذين يقعان على جنْبي الدابّة. و (دَفَّتا المصْحف) ضامّاه (٢) من جانِبيْه.

دفق : (دَفَق) الماءَ (دَفْقاً) صبَّه صبّاً فيه دفْعٌ وشدّة.

و (ماءٍ) دافِقٍ ذُو دَفْقٍ ، على طريقة النَسب. وعن الليث أنه لازم وقد أُنكِر عليه.

دفن : «شُريحٌ كان لا يَرُدُّ العبدَ من (الادِّفان) ويَردُّ (٣) من الإباق الباتِّ» : الادِّفانُ (٤) هو افتِعالٌ من (الدَفْن) لا افِّعال ، وذلك أن يَرُوغَ عن مَواليه اليومَ واليوميْن ، ولا يغيبُ عن المِصر ، كأنه يدفُنِ نفْسه في أبيات المِصر خوفاً من عقوبة ذنْبٍ فعلَه.

__________________

(١) أي لا مكتوب فيه.

(٢) أي جامعاه.

(٣) في الفائق والنهاية : ويرده.

(٤) كلمة «الادفان» ليست في ع.

٢٩١

وعبدٌ (دَفونٌ) عادتُه ذلك.

[الدال مع القاف]

دقق : (المِدَقّ) و (المِدَقّة) بكسر الميم ، و (المُدُقّ) بضمتين : اسمٌ لما يُدَقّ به ، وذلك عامّ. وأما المخصوص بالقَصّارين فيقال له : الكُذِينَقُ ، والبَيْزَرُ ، والميجَنَةُ.

[وقوله](١) : «أسلَم رجلٌ إلى رجل في حُلَلٍ (دِقٍ) فلم يَجدْ فأراد أن يعطيه حُلَلَ جِلٍّ ، حُلّتيْن بحُلّة» : (الدِقُ) في الأصل : الدَقيق ، والجِلُّ : الغليظ ، ثم جُعل كلٌّ منهما اسماً لنوعٍ من الثياب فأضيفتِ (٩٣ / ب) الحُلَلُ إليهما.

دقل : (الدَّقَل) نوع من أردأ التمر. و (دَقَلُ السفينة) : خشبَتُها الطويلة التي يُعلّق بها الشِراعُ.

[الدال مع الكاف]

دكك : في حديث الأشعري : «خَيلاً عِراضاً (دُكّاً)» جمع (أَدَكَ) وهو العريض الظَهْرِ القصيرُ.

[الدال مع اللام]

دلب : (الدُّلْب) شجر عظيم مفرَّض الورَق لا نَوْر له ولا ثمر ، يقال له بالفارسية الصِنارُ (٢).

__________________

(١) من ع ، ط.

(٢) بكسر الصاد وتخفيف النون. وفي ع بتشديدها ، وهو جائز لكن تخفيفها أكثر كما في القاموس.

٢٩٢

و (الدَّوْلاب) بالفتح (١) : المَنْجَنُون التي تُديرها الدابّة ، وبها سمي الموضعُ المنسوبُ إليه محمد بنُ الصَبّاح البَزّارُ (الدَوْلابيُّ).

هكذا في المتفق (٢) ، و «الناعور» : ما يُديره الماءُ (٣) ، و «الدالية» : جِذْع طويل يُركّب تركيبَ مَداقّ الأرزّ وفي رأسه مِغْرفة كبيرة يُستقَى بها.

وفي شُروط الحاكم : «ويدخُل في البيع الدَوْلاب من غير ذكرٍ ، ولا تدخُل الدالِية لأن هذا معلَّق بغيرها ، وكذا (٤) جذوعها» ، وهكذا أيضاً في جمع التَفاريق.

دلس : (التَدليس) كتمانُ عيبِ السِلْعة عن المشتري و (المُدالَسةُ) كالمخادَعة (٥). ومنها حديث عثمان : «لا ، إلّا نِكاحَ رَغْبةٍ لا مُدالَسةٍ».

دلك : (دَلَكتِ) الشمسُ : زالت أو غابت. وقولُه تعالى : «أَقِمِ الصَّلاةَ (لِدُلُوكِ) الشَّمْسِ (٦)» أي أَدِمْها لوقت زَوال الشمس ، وبذلك تكون الآية جامعةً للصلوات الخمس.

دلل : (التَّدلُّل) تفعُّل ، من (الدَلال) و (الدّالّة) وهما الجُرأة. و (دُلْدُلُ) : بوزن بُلبل : بَغْلة النبي عليه‌السلام.

دلهم : (ادْلَهمَ) الليلُ : اشتدّ ظلامُه.

__________________

(١) أي بفتح الدال ، ونقل ذلك عنه الرازي في مختار الصحاح. لكن يجوز ضم الدال أيضاً كما في اللسان. وقدم صاحب القاموس المحيط الضم على الفتح.

(٢) ع : في متفق الجوزقي.

(٣) يستطرد المطرزي هنا إلى ذكر آلات السقي والفرق بينها مثل الدولاب والناعور والدالية.

(٤) ع ، ط : وكذلك.

(٥) أي في البيع (عن هامش الأصل).

(٦) بعده في ع : (إِلى غَسَقِ اللَّيْلِ) وهي الآية ٧٨ من سورة الاسراء.

٢٩٣

دلو : (أدلَيتُ) الدَلْو أرسلتُها في البئر. ومنه : (أدلَى بالحُجَّة) أحضَرها (١) وفي التنزيل : «وَتُدْلُوا بِها إِلَى الْحُكَّامِ» (٢) : أي لا تُلقوا أمرها (٣) والحُكومةَ فيها. وفي كتاب عُمر رضي‌الله‌عنه : «فافْهَم إذا أُدْلِيَ إليك (٤)» أي تُخوصِمَ إليك. وفلان (يُدْلي) (٩٤ / ا) إلى الميّت بذكرٍ (٥) أي يتصل.

و (دلّاه) من سطحٍ بحبل : أي أرسَله فتدلّى. ومنه حديث ابن المغفَّل (٦) : «دُلّي عليَّ جيراب من شحم من بعض حُصون خَيبَر» ، وحديث بُنانَةَ (٧) أنها دَلّت رحىً على خَلّادٍ ، أي أرسلَت حَجراً.

و (دَلّى) رجْليه من السرير.

وقد جاءَ (أدلى) ومنه : «وقد أدْلى رُكْبته ، يعني رسول الله عليه‌السلام ، في رَكيّة (٨) إذْ دخَل أبو بكر رضي‌الله‌عنه» ، أي أرسَل رجْله فيها.

وأما الحديث الآخَر : «أن قوماً وردُوا ماءً فسألوا أهله أن يُدْلُوهم عن الماء (٩)» فإن صحّ فهو من (أَدْلى) الدلْوَ بمعنى (دلَاها) إذا نزَعها ، وفيه اختصار ، والمعنى : يُدْلُوا لَهم أو يُدْلُوا دَلْوَهم ، على حذف الجار أو المضاف.

(الدالية) ذُكرت في «دلب».

__________________

(١) ع : أظهرها.

(٢) البقرة ١٨٨ : (وَلا تَأْكُلُوا أَمْوالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْباطِلِ وَتُدْلُوا بِها إِلَى الْحُكَّامِ).

(٣) أي أمر الأموال.

(٤) من رسالة عمر في القضاء إلى أبي موسى الأشعري وقد وردت في البيان والتبيين ٢ / ٤٨ والكامل للمبرد ١ / ١٤.

(٥) في الأصل : «يتذكر» بفتح النون والكاف ولم نعثر عليها. وأثبتنا ما في ع ، ط.

(٦) ع : ابن المفضل.

(٧) بنانة امرأة يهودية من بني قريظة طرحت الرحى على خلاد بن سويد فقتل شهيداً يوم بني قريظة (الاستيعاب ٢ / ٤٥١).

(٨) ع : «ومنه أدلى ركبته في ركية».

(٩) ع : من الماء.

٢٩٤

[الدال مع الميم]

دمث : في الحديث : «فأتى (دَمِثاً) في أصل جدارٍ فبالَ». وفي حديث آخر : «بينما هو يمشي في طريق إذْمال إلى (دَمِثٍ) فبالَ فيه».

يقال (دَمِثَ) المكانُ (دَمَثاً) إذا لان وسهُل فهو (دَمِثٌ) و (دَمْثٌ) بكسر الميم وسكونها. وقد رُوي الحديث بهما ، وسَماعي (١) في الفائق (دَمَثٍ) ) بفتحتين ، ولم أجدْه فيما عندي من أصول اللغة ، وإن صحّ كان تسميةً بالمصدر. ويؤيّده روايةُ الغريبين : «إلى دَمَثٍ من الأرض» ثم قال : «الدَمَثُ : الأرضُ السهْلة» فجعله كالاسم.

ومنه (الدَماثة) سُهولة الخُلُقْ. وفي صَفته عليه‌السلام : «دَمِثٌ ليس بالجافي». وعنه عليه‌السلام : «من كَذب عليَّ فإنما (يُدَمِّث) مجلسه من النار» أي يُسهّله ويُوطّئه ، بمعنى يهيّئه للجلوس فيه.

دملج : (الدُّمْلوج) من الحُلِيّ : المِعْضَد.

دمر : (٩٤ / ب) (دَمَّر) عليه : أهْلكَه.

دمعة : (الدَّامِعة) من الشِّجاج : التي يَسيل منها الدمُ كدمع العين ، وقَبْلها الدامِيةُ : وهي التي تَدْمَى من غير أن يَسيل منها دم.

دمغ : (دمَغ) رأسَه : ضرَبه حتى وصلت الضرْبة إلى

__________________

(١) ع : وإنما سماعي.

(٢) أي في الحديث «الآخر» السابق. وهو في الفائق ١ / ٤٣٨ وفيه : «دمث المكان فهو دمث ودمث». وشكلت الميم الأولى بالكسر والثانية بالسكون.

٢٩٥

دماغه. و (شَجّةٌ دامِغة) ، وهي بعد الآمّةِ (١).

دمل : (اندَملت) القَرْحة : بَرأت وصلَحتْ ، من (دَمَلَ الأرضَ) إذا أصلحها (بالدَمال) وهو السَماد ، ومنه : (الدَّمال) في آفات النخل ، وهو فَساد طَلْعها وخَلالِها قبل الإدراك. ومثله : «الدَمانُ» من «الدِمَن» وهو السِرْقِينُ.

دمي : في الحديث : «ألا إنّ كلّ دمٍ وكذا وكذا تحت قدميّ إلّا دمَ ربيعةَ بن الحارث» ، قُتل له ابنٌ صغير في الجاهلية فأضيف إليه الدم لأنه وليّه.

و (الدُّمْية) الصُورة المنقَّشه وفيها حُمرة كالدم ، والجمع (الدُمَى).

(الدامية) : ذُكرت آنفاً (٢).

[الدال مع النون]

دنأ : في كَسْب الحجّام : أنه (يُدَنّىء) المرءَ ويُخِسُّه ، وهو بالهمزة (٣) من (الدَناءة) أي يَجعله دَنيئاً وخَسيساً (٤).

دنر : فرَسٌ (مدنَّر) : به نُكَتٌ سُودٌ وبِيض كالدنانير.

دنف : (أَدْنَف) المريضُ و (دَنِفَ) : ثقُل من المرَض ودنا من الموت ، كالحَرَض (٥). و (أدنفَه) المرض أثقَله ، ومريضٌ (مُدْنِفٌ).

دنق : (الدانَقُ) بالفتح والكسر : قِيراطان ، والجمع

__________________

(١) الآمة : الشجة التي تبلغ أم الدماغ حتى يبقى بينها وبين الدماغ جلد رقيق ، والفعل : أمه أي شجه آمةً.

(٢) في دمع.

(٣) ع : بالهمز.

(٤) ع : خسيساً.

(٥) الحرض ، بفتحتين : المشفي على الهلاك.

٢٩٦

(دَوانِقُ) و (دَوانِيق). وعن الحسن رحمه‌الله : «لعن الله الدَانِقَ ومن دَنّق به» ويُروى : «وأوَّلَ من أحدَث الدانقَ» يعني الحجّاج.

و (التَّدنيق) : المُداقّةُ. ولُقّب أبو جعفر المنصور ـ وهو الثاني من خلفاء بني العباس ـ (بالدَوانِقيّ) و (بأبي الدوانِيق) لأنه لما أراد حفْر الخندق بالكوفه قسَّط على (٩٥ / ا) كلٍّ منهم دانقَ فضَّةٍ وأخذه وصَرفه إلى الحَفْر (١).

دنل : (دانِيال) النبي عليه‌السلام بكسر النون ، وُجد خاتَمُه في عهد عمر رضي‌الله‌عنه ، وكان على فَصِّه أسَدان وبينهما رجل يَلْحَسانه ، وذلك أن بُخْتَ نَصَّرَ لما أخَذ في تتبُّع الصِبيان وقتْلهم وَوُلِد هو ألْقَتْه أمّه في غَيضةٍ رجاءَ أن ينجوَ منه ، فَقيّض الله سبحانه أسداً يحفَظه ولَبُؤَةً تُرضِعه وهما يَلحَسانه ، فلمّا كبر صَوّر ذلك في خاتَمه كي (٢) لا ينسى نعمة الله عليه.

دنو : (دَنا) منه : قرُب ، و (أدناه) غيرُه. ومنه : (أَدْنتِ) المرأةُ ثوبَها عليها ، إذا أرْخَتْه وتستّرت به. وفي التنزيل : «يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذلِكَ أَدْنى» (٣) أي أوْلَى من (أَنْ يُعْرَفْنَ) فلا يُتعرّضَ لهن.

ورجل (دَنِيُ) : خَسيس. و (الدَنيّة) : النقيصة. ومنها قول عمر رضي‌الله‌عنه : «إنّ الله أعزَّ الإسلامَ فلَم نُعطَ (الدنيّةَ) في ديننا».

[الدال مع الواو]

دوأ : (الداء) العِلّة ، وعينه واوٌ ولامه همزة. ومنه :

__________________

(١) ط : في الحفر.

(٢) ع ، ط : حتى.

(٣) الأحزاب ٥٩ : (.. ذلِكَ أَدْنى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ).

٢٩٧

«أيُ داءٍ أَدْوَأُ من البُخْل؟» أيْ أشَدّ. وفي حديث شُريح : «وإلا فَيمينُه أنه ما باعَك داءً» أي جاريةً بها داءٌ وعيبٌ. ومثلُه : «رُدَّ الداءَ بدائِه ـ أي ذا العيْبِ ـ ولك الغَلّة بالضمان».

«لا داءَ ولا خِبْثةَ» : في (عد). [عدو] دود : (داوُدٌ) بنُ كُردوسٍ : هو الذي صالَح عمر رضي‌الله‌عنه عن بني تغلب. كذا ذُكر في كتاب الأموال.

دوذ : (حَبُ الدّاذيّ) هو الذي يُصلَّب به النَبيذُ (١).

وقول الفقهاءِ : «نَبيذُ التمر يُجعل فيه الداذيُ» صحيح أيضاً.

دور : (الدار) : اسمٌ جامع للبناء والعَرْصة والمحلّة ، وقيل للبلاد (دِيارٌ) لأنها جامعةٌ لأَهلها كالدار. ومنها ٩٥ / ب) قولهم : (ديار ربيعة) و (ديار مُضر) وقيل للقبائل (دُور) كما قيل لها بيوت. ومنها : «ألا أنبّئكم بخير دُور الأنصارِ» الحديث.

وقوله : (ودارُ الرقيق) : محلّةٌ ببغداد ، و (دار عَمرو (٢) ابن حُرَيث) قصرٌ معروف بالكوفة ... «استأجرَ (٣) رحى ماءٍ (٤) فانكسرت (الدَوّارةُ)» : هي الخشَبات (٥) التي يُديرها الماءُ حتى تدُور الرحى بدَوَرانها.

«دوار» ) في (عن). [عنن].

دوس : (الدِّياسة) في الطعام : أن يُوطأ بقوائم الدوابّ ، أو يكرّرَ (٧) عليه (المِدْوَسُ) يعني الجَرْجَر حتى يَصير تِبْناً.

__________________

(١) في هامش الأصل : ليس في الدنيا شيء أطيب من داذي النخل أي من نبيذه.

(٢) ع : عمر (بضم ففتح).

(٣) ع : وقوله استأجر.

(٤) سقطت كلمة «ماء» من ع.

(٥) ع : الخشبة.

(٦) في الأصل : «داور» وهو سهو من الناسخ.

(٧) ع : «ويكرر». والمدوس : ما يداس به.

٢٩٨

و (الدِياس) صَقْل السيف ، واستعمالُ الفقهاءِ إياه في موضع الدِياسة تسامُح (١) أو وَهْمٌ. وأصل (الدَّوْس) شدّة وطْء الشيء بالقَدم ، وبه سمى أبو حيٍّ من العرب (دَوْساً).

دوك : (المَداك) ، [مَفْعَل](٢) : الصَّلابة.

دوم : (أَسْتَدِيمُ) اللهَ نعْمتك : أي أطلب دَوامها ، وهو متعدٍّ كما ترى. وقولهم (استدامَ السَفرُ) غير ثَبَتٍ ، وماءٌ (دائم) : ساكنٌ لا يَجري.

و (دُومة الجَنْدل) بالضم ـ والمُحدّثون على الفتح وهو خطأٌ ، عن ابن دُريد (٣) ـ وهي حِصن على خمسَ عشرةً ليلةً من المدينة ، ومن الكوفة على عشْر مَراحل.

دون : (الدِّيوان) الجريدة ، مِن (دوَّن) الكتبَ إذا جَمعها ، لأنها قِطَعٌ من القراطيس مجموعةٌ. ويُروى أن عمر رضي‌الله‌عنه أوَّل من (دوّن الدَواوين) أي رتَّب الجرائد للولاة والقضاة.

ويقال : فلان من أهل الديوان ، أي ممَّن أُثبت اسمُه في الجريدة.

وعن الحسن رحمة الله عليه : «هجْرةُ الأعرابيّ (٩٦ / ا) إذا ضمَّهم ديوانُهم )»

يعني إذا أسلم وهاجر إلى بلاد الإسلام فهِجرتُه إنما تصحّ إذا أُثبِت اسمُه في ديوان الغُزاة.

[الدال مع الهاء]

دهر : قوله عليه‌السلام : «لا تَسبّوا (الدهرَ) فإن الدهر

__________________

(١) وكتب في هامش الأصل : «جائز». وعبارة ط : «في موضع الدياسة جائز وقول الأزهري : دياس الكدس ودواسه واحد ، تسامح أو وهم». وفي هامش الأصل بخط مغاير : «قال الأزهري ... واحد» وهو في تهذيب اللغة ١٣ / ٤٢.

(٢) من ع.

(٣) جمهرة اللغة ٢ / ٣٠١.

(٤) ع : «وعن الحسن هجرة الأعرابي إذا ضمهم ديوان».

٢٩٩

هو الله» ويُروى : «فإن الله هو الدهر».

الدهر والزمان واحدٌ ويُنشَد (١) :

إنّ دهراً يلفّ شَمْلي بجُمْلٍ

لزَمانٌ يهمُّ بالإحسان

وقيل : (الدهر) الزمانُ الطويل ، وتحقيق ذلك في المعرِب ، وكانوا يعتقدون فيه أنه الطارق بالنوائب وما زالوا يشْكُونه ويَذُمّونه فنهاهُم رسول الله عليه‌السلام عن ذلك وبيّن لهم أن الطوارق التي تَنزِل بهم مُنْزِلُها الله دون غيره.

وفي الحديث أنه عليه‌السلام سئل عن صوم الدهر فقال : لا صامَ ولا أفطرَ.

قيل : إنما دعا عليه لئلّا يَعتقِد فَرْضيّته ، أو لئلا يعجِزَ فيَتْركَ الإخلاص ، أو لئلا يسْرُد صيامَ أيام السنة كِلّها فلا يُفطِر في الأيام المنهيّ عنها ، عن الخطَّابيّ.

دهل : «لا تَدْهَلُ» : سبق في (دح) : [دحل].

دهم : (فرَس أدهَم) أسْود.

دهن : (الدُّهن): دُهن السِمْسِم وغيره ، وبه سمي (دُهن بَجيلَة) حيٌّ منهم (٢) وإليه يُنسب (عَمّارٌ الدُهْنيّ).

وقد (دَهَن) رأْسَه أو شارِبَه : إذا طَلاه بالدُهن و (ادَّهن) ) على افتعل ، إذا تولّى ذلك بنفسه (٤) من غير ذكر المفعول ، فقوله : «ادّهن شارِبَه» خطأٌ.

دهقن : (الدِهْقان) عند العرب : الكبير من كفّار

__________________

(١) ع : «وأنشد» مبنياً للمجهول. والبيت في اللسان والتهذيب «دهر» وروايته فيهما : «يلف حبلي».

(٢) في هامش الأصل : «حي من اليمن وقيل بالكوفة».

(٣) في الأصل : «ادهن» بلا واو ، وأثبت ما في ع ، ط.

(٤) ع ، ط : من نفسه.

٣٠٠