المغرب في ترتيب المعرب - ج ١

أبي الفتح ناصر الدين المطرّزي

المغرب في ترتيب المعرب - ج ١

المؤلف:

أبي الفتح ناصر الدين المطرّزي


المحقق: محمود فاخوري و عبد الحميد مختار
الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: مكتبة اسامة بن زيد
الطبعة: ١
الصفحات: ٤٩٥
الجزء ١ الجزء ٢

فإني لستُ منكِ ولست منّي

إذا ما طار من مالي الثَمينُ )

[يعني إذا مت فأخذت امرأتي ثمُن مالي](٢). ويقال : (ثَمَنْت) القَوْمَ (أَثْمُنهم) بالضم : أخذتُ ثُمْن أموالهم ، وبالكسر : كنتُ ثامنَهم.

و (الثَماني) تأنيث الثمانية ، والياء فيه كهي في الرَبَاعي (٣) في أنها للنِسبة كما في اليَماني على تعويض الألف من إحدى ياءيْ النِسبة ، وهو منصرف ، وحُكم يائه في الإعراب حكمُ ياء القاضي. قال أبو حاتم عن الأصمعي : وتقول ثمانية رجال ، وثماني نسوة ، ولا يقال : ثمانٌ. وأما قول القائل (٤) :

لها ثنايا أربَعٌ حِسانُ

وأربَعٌ فَهْيَ لها ثَمانُ

فقد أنكره ، يعني الأصمعي ، وقال : هو خطأ.

وعلى ذا ما وقَع في شرح الجامع الصغير [للحُسام](٥) : «صلاةُ الليل إن شئتَ كذا وإن شئتَ ثماناً» خطأٌ ، وعُذرهم في هذا أنهم لما رأَوْه حالةَ التنوين بلا ياء ظنوا أن النون مُعْتَقَبُ الإعراب فأعرَبوا ،

__________________

(١) في هامش الأصل : «يعني إذا أخذت المرأة الثمين ، أي الثمن من مالي بعد الموت». والبيت في الأساس ومقاييس اللغة «ثمن» بلا نسبة. وجاء في هامش الأصل أيضاً : «في مثل «مالي» السكون أولى وإن كان النصب أيضاً جائزاً ، هذا إذا استقبله ساكن».

(٢) زيادة من ط ليست في الاصلين. وهي تشبه في معناها ما نقل في الحاشية السابقة من هامش الأصل.

(٣) أي في لفظ الرباعي وهو الذي دخل في السابعة من الابل.

(٤) ع ، ط : «من قال». والبيت في اللسان «ثمن» بلا نسبة ، وروايته : «فثغرها ثمان».

(٥) من ع وحدها. والحسام هو الصدر الشهيد حسام الدين عمر بن عبد العزيز بن مازه المتوفى شهيداً سنة ٥٣٦ ه‍ وقد شرح كتاب «ترتيب الجامع الصغير» للقاضي أبي طاهر الدباس البغدادي. وقد رتب هذا فيه كتاب «الجامع الصغير» في فروع الحنفية لمحمد بن الحسن الشيبانى المتوفى ١٨٧ ه‍ ـ «كشف الظنون ١ / ٥٦١ ، ٥٦٣».

١٢١

وهو من الضرورات القبيحة فلا يُستعمل حالةَ الاختيار.

و (الثَمَن) بفتحتين : اسم لِما هو عِوض عن (١) المبيع. و (الأثمان المعلومة) ما يجب (٢) دَيْناً (٣٥ / ب) في الذمّة ، وهو الدراهم والدنانير ، وأما غيرها من العُروض ونحوها فلا ، وإن أردتَ أن تشتري بعضَها ببعض فما أدخلتَ فيه الباء فهو الثَمن.

وأما قوله تعالى : «وَلا تَشْتَرُوا بِآياتِي ثَمَناً قَلِيلاً» (٣) فالاشتراء فيه مستعار للاستبدال ، فَجُعِل الثَمن اسماً للبَدل مطلقاً لا أنه مشترىً لأن الثَمن في الأصل اسم للمشتَرى به كما مرّ آنفاً ، وهذا الذي يسميه علماء البيان ترشيحَ الاستعارة ؛ وبه قد يَدخُل الكَلامُ في باب الإيهام.

ويقال (أثمنَ) الرجلُ بمتاعِه ، و (أثمنَ له) متاعَه : إذا سَمِّى له ثمناً وجعله له. و (المُثْمَن) هو المبيع. وأما (المَثْمُون) كما وقع في غير موضع من المنتقَى فممّا لم أسمعه ولم أجِده.

«وتُدْبِرُ بثَمانٍ» : في (هي). [هيت].

[الثاء مع النون]

ثند : (الثَّنْدُوَة) بفتح الأوّل ، والواو ، أو بالضم (٤) والهمز مكان الواو (٥) ، والدالُ في الحَالتَيْن مضمومة : ثدْيُ الرجل أو لحمُ الثديَيْن.

ثني : (الثَنْيُ) ضمُّ واحدٍ إلى واحدٍ ، وكذا (التثنية).

ويقال : هو ثاني واحدٍ ، وثانٍ واحداً : أي مُصَيّره بنفسه اثنين.

__________________

(١) ع ، ط : من.

(٢) في الاصل : ما بحب ، وفي ع : ما تجب. وأثبت ما في ط.

(٣) البقرة ٤١.

(٤) ع ، ط : وبالضم.

(٥) أي الثندؤة.

١٢٢

و (ثنَيْتُ) الأرض (ثَنْياً) : كربتُها مرتين (١) ، وثَلَثْتُها : كرَبْتُها ثلاثاً ، فهي (مَثْنِيّة) ومَثلوثة. وقد جاء في كلام محمد رحمه‌الله : (التّثنيةُ) و (الثُنْيانُ) بمعنى الثَنْي ) كثيراً. ومن فسر التثنية ) بالكِراب بعد الحصاد أو بردّ الأرض إلى صاحبها مكروبةً فقدْسَها.

و (مَثْنَى) : معدول عن اثنين اثنين ، ومعناه معنى هذا المكرَّر فلا يجوز تكريره (٤). وقوله : «الإقامة مَثْنى مَثْنى» تكرير للّفظ (٥) لا للمعنى (٢٦ / أ). وقولهم : «المَثْنى أحوطُ» ـ أي الاثنان ـ خطأٌ ، وتقريره في المُعرب.

و (المَثاني) عن أبي عُبيدٍ تقع على أشياء ثلاثة : على القرآن كلّه في قوله [تعالى](٦) : «كِتاباً مُتَشابِهاً مَثانِيَ» (٧). وعلى الفاتحة في قوله [عزوجل](٨) : «وَلَقَدْ آتَيْناكَ سَبْعاً مِنَ الْمَثانِي» (٩). وعلى سُوَرٍ من القرآن دون المِئينَ (١٠) وفوق المفصَّل ، وهي جمع (مَثْنىً) (١١) أو (مَثْناةٍ) من (التثنية) بمعنى التكرار.

أما القرآن فلأنه يُكرَّر (١٢) فيه القصصُ والأنباء والوعْد والوعيد ، وقيل لأنه يُثنّى في التلاوة فلا يُمَلّ. وأما الفاتحة فلأنها تُثَنَّى في كل صلاة ، وقيل لما فيها من الثناء على الله [سبحانه](١٣) وأما السُوَر فلأن المِئينَ مبادىءٌ وهذه مثانٍ (١٤) ، ومِن هذا الأصل (الثَّنِيّةُ)

__________________

(١) سقطت كلمة «مرتين» من ع. كرب الأرض كرباً وكراباً : قلبها للحرث.

(٢) قيدت في ع بكسر الثاء وفتح النون. وكذا أيضاً في أول هذه المادة. وجاء في المصباح : «والثنى بالكسر والقصر : الأمر يعاد مرتين.

(٣) ع : المثنية «بفتح فسكون فكسر».

(٤) يعني مثنى مثنى.

(٥) أي للتأكيد نحو : أنت أنت.

(٦) من ع ، ط.

(٧) الزمر ٢٣(اللهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتاباً مُتَشابِهاً مَثانِيَ).

(٦) من ع ، ط.

(٨) الحجر ٨٧.

(٩) ع : الماتين.

(١٠) ضبطت في ع بفتحة على النون ، وبلا تنوين.

(١١) ع : تكرر.

(٦) من ع ، ط.

(١٢) ع ، ط : «مبادى وهذه مثانى».

١٢٣

لواحدة (الثنايا) وهي الأسنان المتَقَدّمة ، اثنتان فوقُ واثنتان أسفلُ ، لأن كُلاً منها مضمومة إلى صاحبتها.

ومنها (الثَنِيُ) من الإبل : الذي (أَثْنَى) أي ألقَى ثَنِيّته ، وهو ما استَكمل السنَة الخامسة ودخل في السادسة ، ومن الظِلْف ما استَكمل الثانية ودخل في الثالثة ، ومن الحافر ما استكمل الثالثةَ ودخَل في الرابعة ، وهو في كلّها بعدَ الجَذَع وقبل الرَبَاعي ، والجمع (ثُنْيانٌ) و (ثِناء).

وأما (الثَنِيّة) للعَقَبة فلأنها تتقدّم الطريق وتَعرض له ، أو لأنها تَثْني سالِكها وتَصْرِفه ، وهي المُرادة في حديث أم هانىء «بأسفل الثنيّة» والباء تصحيف ، وفي «أدب القاضي» : «فأمر عليه‌السلام منادياً فنادى حتى بلَغ الثَنِيّة» ، قيل : هي اسمُ موضعٍ بعيدٍ من المدينة ، وكانت ثَمّة (١) عَقبةٌ. وقوله :

أنا ابنُ جلا وطَلّاعُ الثنايا

متى أضع العمامةَ تَعرِفوني (٢)

معناه (٣) رَكّابٌ لمعالي الأمور ومَشاقّها (٣٦ / ب) كقولهم : طَلّاع أنْجُدٍ (٤).

ويقال : (ثَنَى العُودَ) إذا حَناه وعَطَفه لأنه ضَمّ أحد طرفيه إلى الآخر ، ثم قيل : (ثَناه عن وجهه) إذا كفّه وصَرفه لأنه مسبَّب عنه. ومنه (استثْنيتُ الشيء) زوَيْتُه لنفسي ، والاسم (الثُنْيا) بوزن الدُنيا. ومنه قوله عليه‌السلام : «من استَثنَى فله ثُنْياه» أي أي ما استَثناه.

__________________

(١) ع : ثم.

(٢) عجزه ليس في الأصلين. والبيت لسحيم بن وثيل الرياحي ، «الكامل ١ / ٣٣٧» وقد تمثل به الحجاج في إحدى خطبه. وانظر طلبة الطلبة «٧٥».

(٣) سقط من ع.

(٤) مفردها نجد ، وهو ما ارتفع من الارض.

١٢٤

والاستثناء في اصطلاح النحويّين : إخراج الشيء مما دَخَل فيه غيرُه لأن فيه كَفّاً وردّاً عن الدخول.

و (الاستثناء) في اليمين : أن يقول الحالف : «إن شاء الله» لأن فيه ردَّ ما قاله بمشيئة الله.

وقوله عليه‌السلام : «لا ثِنَى في الصدقة» مكسور مقصور ، أي لا تؤخذ في السنة مرتين ، وعن أبي سعيد الضرير معناه : لا رجوع فيها ولا استِرداد لها ، وأنكر الأوّلَ.

[الثاء مع الواو]

ثوب : (الثياب) جمعُ (ثوبٍ) وهو ما يلبَسه الناس من الكتّان والقطن والصوف والفِراء والخَزّ. وأما الستور ، وكذا وكذا ، فليس من الثياب. وقال السَرْخي : ثيابُ البيت ، وفي الأصل : متاع البيت ما يُبْتَذَل فيه من الأمتعة ولا يدخل فيه (١) الثياب المقطَّعة نحو القميص والسَراويل وغيرها.

و (التَّثويب) منه ؛ لأن الرجل كان إذا جاء مستصرخاً أي مستغيثاً لمَعَ بثوبه أي حرّكه رافعاً به يده ليَراه المستغاث فيكونَ ذلك دعاءً له وإنذاراً ، ثم كثر حتى سُمي الدعاء (تثويباً) فقيل : (ثَوَّبَ الداعي).

وقيل : هو تَرديد الدعاء «تفعيل» من (ثاب يثوب) إذا رجع وعاد ، وهي (المَثابة) ومنه (ثاب المريض) إذا أقبل إلى البُرْء وسَمِن بعد الهُزال.

و (التثويبُ) القديم : هو قول المؤذّن (٣٧ / أ) في صلاة (٢)

__________________

(١) ع : ولا تدخل فيها. ط : «ولا يدخل فيها : الثياب المقطوعة». وقوله بعد ذلك : «نحو القميص والسراويل» ساقط من ع.

(٢) ع ، ط : في أذان.

١٢٥

الصبح : «الصلاةُ خير من النوم» والمحْدَثُ (١) : «الصلاةَ الصلاةَ» أو «قامتْ قامت». وقوله عليه‌السلام «إذا ثُوِّب بالصلاة فلا تأْتوها وأنتم تَسعَوْن» الحديثَ : المراد به الإقامةُ.

و (الثيّب) من النساء : التي قد تزوجت فبانت بوجهٍ ، عن الليث. ولا يقال للرجل. وعن الكسائي : رجلٌ ثيّب إذا دخَل بامرأته ، وامرأة ثيّب إذا دُخِل (٢) بها ، كما يقال لهما : بِكْرٌ وأَيّمٌ ، ومنه الحديث : «البِكْر بالبِكر كذا ، والثيّب بالثيّب كذا» وهو فَيْعِلٌ من (ثاب) ) أيضاً لمعاودتها (٤) التزُّوجَ في غالب الامر ، أو لأن الخُطّاب يُثاوِبُونها أي يعاوِدونها ، كما قيل لها مُراسِلٌ (٥) لانهم يُراسِلونها الخِطْبةَ.

وقولهم (ثيَّبتْ تَثْييباً) أي صارت ثيّباً ، كعجّزت المرأة ، ونيّبت الناقة ، إذا صارتا عجوزاً وناباً (٦) ، مبني على لفظ الثيّب توهّماً (٧). والجمع (ثَيّبات). وأما الثُيَّب في جمعها ، والثَيابة ) والثُيوبة في مصدرها (٩) فليس من كلامهم.

و (ثُوَيْبة) تصغيرُ المرّة من الثوب ، مصدر ثاب ، وبها سُمّيتْ مَولاة أبي لهَب التي أرضَعت النبي عليه‌السلام وحمزَة وأبا سَلمة. ومنها حديثُ زينب بنتِ أمّ سَلمة : «أرضعتْني وأباها ثُويْبة» تعني (١٠) بأبيها :

__________________

(١) أي والتثويب المحدث.

(٢) في ع بفتح الدال مبنياً للمعلوم.

(٣) ع : بابه.

(٤) في الأصل وط : لمعاودتهما. وأثبت ما في ع بدليل ما بعده.

(٥) ع : مراسيل «بفتح الميم».

(٦) ع : «المرأة إذا صارت عجوزاً ونيبت الناقة إذا صارت ناباً».

(٧) حق الفعل «ثوبت» وإنما قالوا ثيبت بناءً على لفظ الثيب توهماً ، فانه لما جاز إبدال الواو ياءً في الثيب وجب أن يجوز إبدالها ياءً في التثويب.

(٨) ع : «جمعهما ، والثيابة» مع كسر الثاء.

(٩) ع : مصدرهما.

(١٠) ع : يعني.

١٢٦

أبا سَلمة زوجَ أمّ سلمة قَبل النبي عليه‌السلام ، واختُلف في إسلامها.

ومنه (الثَواب) الجَزاء ، لانه نفْع يعود إلى المَجْزِيّ ، وهو اسم من (الإثابة) أو (التثويب). ومنه قوله في الهِبة : «ما لم يُثَبْ منها» أي ما لم (١) يُعوّض ، وكأن (الثوب المَلبوس) منه أيضاً لِما بينه وبين لابِسه من المُعاودة.

«كلابِس ثوبَيْ زُور» : في (شب). [شبع].

ثور : (ثار) (٣٧ / ب) الغبار (ثوراً وثوَراناً) هاج وانتشَر ، و (أثاره) غيرُه : هَيّجه ، و (أثاروا) الأرض : حَرثوها وزَرعوها. وسُميت البقرةُ المثيرةَ لأنها تثير الأرض ، وعليه قوله في الغصب : «وكذا الدابَّةُ المثيرة».

وقيل : كلُّ ما ظَهر وانتَشر فقد (ثار). ومنه ما في الحديث : «ثَوْرُ الشفَق» وهو انتشاره ، وثَوَرانُ حُمرتِه. وفي حديث آخر : «ولو مِن ثَوْرِ أقِطٍ».

أراد القِطعةَ منه.

ثول : (الثَوْلاء) من الشاء وغيرِها : المجنونة. وقولهم في تفسيرها : «التي بها ثُؤْلول» غلَطٌ.

ثوي : (ثَوى) بالمكان : أقام به (ثَواءً وثُوِيّاً) على فَعالٍ وفُعولٍ. ومنه : «إنّا نُطيل الثُوِيَ في دار الحرب».

و (الثَوِيُ) بالفتح على فَعِيلٍ : الضعيفُ ، و (المَثْوى) : المنزِلُ. ومنه : «وأصلِحوا مَثاويَكم» ).

__________________

(١) ع : أى لم.

(٢) أي منازلكم.

١٢٧

[الثاء مع الياء]

ثيل : عن ابن الفضل : «حِمارٌ بال على (مَثيلَةٍ) فوقع الظِلُ (١) عليها ثلاث مرات ، والشمس ثلاث مرّات ؛ فقد طَهُرَتْ» : هي مَفْعِلة من (الثِيل) وهو ضرْب من النبت ، عن الغُوري. ومنه ما ذُكر في كتاب النظم [قال](٢) : «شيئان يطهُرانِ بالجَفاف : أوّلهما الأرضُ والثاني الثِيْلَةُ».

وفي كتاب النبات : (الثَّيّل) على فَيْعِل ، عن أبي عمرو ، وهو النَّجْمة [وهو الصحيح](٣) ويقال له بالفارسية رِيزُوبَاد ، له ورق (٤) كورق البُرّ إلا أنه أقصر ، ونباتُه فرْش على الأرض يذهب ذهاباً بعيداً ويشتبك حتى يصير كاللِّبْدة ، وله عُقَد كثيرة وأنابيب قِصار ، ولا يكاد ينبت إلّا على ماءٍ أو موضع تحته ماء (٥).

__________________

(١) في الأصل وط : «الطل» بفتح الطاء. والتصويب من هامش الأصل وع.

(٢) من ط. وكتاب «نظم الفقه» للإمام الزندوستي الحنفي ، كما في كشف الظنون «٩٦٤.» وهامش الأصل. وفي موضع آخر من هامش الأصل سماه «الزندونستي» ثم قال : «وهو اسم كتاب سمي به وإن كان غير منظوم».

(٣) من ط وحدها ، ومن قوله : «ويقال لها بالفارسية» يبدأ نقص آخر من نسخة ع يقابل اللوح «٢٧» منها وينتهي في مادة : «جحش» وقد اعتمدنا فيه على نسخة «ق».

(٤) في هامش الأصل : «له ورقة» ، وفي ق : «زبر وبادله ورقه».

(٥) ق : والله أعلم.

١٢٨

باب الجيم

[الجيم مع الباء]

جبب : (٣٨ / أ) (الجَبْ) القَطْع ، ومنه (المجبُوب) الخصي الذي استُؤصل ذكَره وخُصياه ، وقد (جَبّ جَبّاً). ومنه قوله : «الجَبّ والعُنّة في الزوج».

جبخ : (جَباخانُ) ) من قُرى بَلْخَ.

جبذ : (الجَبْذ) بمعنى الجَذْب ، وكلاهما من باب ضرب.

جبر : (جبَر) الكسْرَ (جَبْراً) و (جَبَر بنفسه جُبوراً) والجُبْران في مَصادره غير مذكور. و (انجبرَ) غير فصيح. و (جبَره) بمعنى أجبره لغةٌ ضعيفة. ولذا قلّ استعمال (المجبور) بمعنى (المُجْبَر) واستُضعِف وضعُ المَجْبورة موضعَ المجنونة (٢) في كتاب الصوم من الجامع الصَّغير.

و (جُوَيْبِرٌ) : في (جو). [جوس].

جبلق : قوله : «حدّ الغيبة المنقطعة من (جابَلْقا) إلى جابَلْسا» : [قالوا](٣) : هما قريتان إحداهما بالمغرب والأخرى بالمشرق (٤).

جبل : قوله (٥) : «استأجره على أن يَحفِر بئراً في (جبَلٍ) مَرْوةٍ فاستقبله جبلٌ صَفاً أصمُّ» : (الجبَل) الوَتِد من أوتاد الأرض إذا عظم وطال ، وقد يُجعل عبارة عن الصَّلابة وإن لم يكن جبلاً.

__________________

(١) وضعت ثلاث نقط تحت كلٍ من الجيم والباء في ق.

(٢) ط : المجبرة.

(٣) من ق ، ط.

(٤) قال ياقوت : «جابلق مدينة بأقصى المغرب وأهلها من ولد عاد ، وأهل جابرس من ولد ثمود» ثم قال : «وفي رواية : جابلص».

(٥) ق : وقوله.

١٢٩

ومنه : «أجْبَلَ الحافر» وأرِيد هنا (١) الحجرُ لأنه منه (٢) وإنما وُصِفَ بالمروة والصفا لتضمّنهما معنى الرقّة والصلابة.

جبن : (الجَبّانة) المصلّى العام في الصحراء. [ومنها قوله : «ولو ضحّى بعد صلاة أهل الجبّانة ، قبل صلاة أهل المصر ، اختَلف المشائخ فيه»](٣).

و (الجُبْنة) : القُرْص من الجُبْن.

جبه : (الجَبْهة) من الوجه ، معروف ، ومنها (التَجْبيهُ) وهو أن يُحمل الزاني على حمار ويُجعل وجهه إلى ذنَبه ، ومنه حديث اليهود في الزاني إذا أُحصِن ، قالوا : «يَحمَّم ويُجَبَّهُ ويُجْلَد».

وفي التكملة : «التَجْبيهُ : أن يُحمل الزانيان على حمار يُقابَل بين أقفِيَتهما ويُطاف بهما».

وقوله : فلان (جَبْهة القوم) ، لسيّدهم ، استعارةٌ كقولهم (٤) : (٣٨ / ب) وجْهُ القوم ، والمراد بها (٥) في حديث الصدقة الخيلُ لأنها خيار البهائم.

جبي : (جَبى) الخراج : جمَعه (جِبايةً). ومنه قوله في مختصر القدوري (٦) : وما جباه الإمام من مال بني تَغْلب». وباسم الفاعلة منه سُمّيت (جابِية الجَوْلان) إحدى كُوَرِ دمشق ، وهي المذكورة في حديث عمر رضي‌الله‌عنه : «فمُطِروا بالجابِية».

و (التَجْبيَةُ) الإنحناء والركوع ، لأن فيها (٧) جمعاً بين الأعضاء ، ومنه : «على أن لا يُجَبِّي» أي أن لا يَركع ، و «يَحْنيَ» : تصحيف. وفي حديث آخر : «ولا يُجَبَّوا» وغَرضُهم : أن لا يُصلّوا.

__________________

(١) ق ، ط : ههنا. وكتب فوقها في ق : هنا.

(٢) بعدها في ط العبارة التالية ، ويبدو أنها من زيادات النساخ لأنها تناقض ما بعدها : «وليس هذا بوصف ، إنهما إضافة بمعنى «من» أي جبل من مروة وجبل من صفا ، لأنه منه».

(٣) ما بين مربعين من ط وحدها.

(٤) تحتها في ق عن نسخة أخرى : وقولهم.

(٥) أي بالجبهة.

(٦) قوله : «في مختصر القدوري» ساقط من ق ، ط.

(٧) ط : فيهما.

١٣٠

[الجيم مع الثاء]

جثم : (جُثوم) الطائر : مثل الجلوس للإنسان ؛ من باب ضَرب. وفي الحديث : «نَهى عن المجثَّمة» ، هي بالفتح ما يُجَثَّم ) ثم يُرمَى حتى يُقتل. وعن عكرمة : هي الشاة تُرمَى بالنَبْل [حتى تقتل](٢) وعن شِمْرٍ : بالحجارة ، وعن أبي عبيدٍ : هي المَصْبورة (٣) ولكنها لا تكون إلا من الطير والأرانب وأشباهها ، والذي في الشروح أن المجثَّمة بالفتح : ما يَجْثِم عليه الكلب فيقتله دَقّاً لا جَرْحاً ، وبالكسر : ما يَجْثِم على الصيْد كالفَهد والأسد ، ليس بذاك ، والحق هو الأول ، وقولهم : «الجَثْم اللَّبْث» خطأٌ لفظاً ومعنىً (٤).

ابن جَثّامة ) : في (حل). [حلم].

[الجيم مع الحاء]

جحح : في الحديث : مرّ عليه‌السلام بامرأة (مُجِحٍ)» هي الحامل المُقْرِب (٦).

جحر : قوله : «وكان أبو حنيفة لا يرى بأساً بالفصّ يكون فيه الحَجَرُ (٧) فيه مسمارُ ذهب» وفي نسخة أخرى (٨) : «لا بأس بمسمار الذهب يُجعل في (جُحْر) الفص» أي في ثَقْبه ،

__________________

(١) أي يقيد.

(٢) من ط وحدها.

(٣) أي المحبوسة.

(٤) في هامش الأصل : «معناه أن مصدره الجثوم لا الجثم ، ومعناه الجلوس لا اللبث ، فيكون الخطأ في اللفظ والمعنى». وعلى هذا فالصواب : «الجثوم : الجلوس».

(٥) ط : ومحلم بن جثامة.

(٦) التي دنا ولادها. وتمام الحديث في اللسان «جحح».

(٧) بفتح الحاء فالجيم كما في الأصل. وفي ق بجيم مضمومة ثم حاء ساكنة.

(٨) وهو المقصود هنا في هذه المادة.

١٣١

هذا غلط (٣٩ / أ) لأن الجُحْر جُحر الضبّ أو الحية أو اليربوع ، وهو غير لائق هاهنا ، وإنما الصواب : (الحَجَر) كما في الرواية الأخرى ، وشرح البيهقي ، ووجْهه على الرواية الأولى أن يجعل في التجريد كما في قوله [تعالى](١) : (لَقَدْ كانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ)(٢) والمعنى أن الفصّ في نفسه حَجَر كما أن رسول الله عليه‌السلام في نفسه أسوة ؛ لا أنّ في ذلك شيئاً آخر. ومنه :

وفي الرحمن للضعفاء كاف (٣)

ونظيرُه : «سَرق نُفْرةً فضةٍ فيها عشرة [دراهم](٤) تساوي تسعةً لم يُقطع (٥)» وبهذا صحّ اللفظُ وعادت الروايات على اختلافها متّفقة المعنى وسَلمٍ كلامُ مثلِ محمدِ من الهُجْنة.

جحش : (جَحَش) جِلْدَه : قشَره ؛ من باب منع.

ومنه (٦) الحديث : «فَجُحِش شِقُّه الأيسرُ».

وقولُه في الصيد : «أرأيت إن مرَّ بحائط فجَحش السهمُ الحائطَ في سَنَنه (٧)»

أي : أثَّر فيه.

وعمرو بن جِحاشٍ ، بالكسر مخفّفاً ، رجلٌ همَّ بقتل النبي عليه‌السلام فاستأجر يامِينُ (٨) رجلاً فقتله.

ورُوي (جَحَّاش) بالفتح والتشديد.

جحف : (جَحَفه) و (اجْتَحفه) و (أجْحَف به) أهلكه واستأصله. ومنه (الجُحْفة) لميقات أهل الشام (٩) لأن سيلاً

__________________

(١) من ق ، ط.

(٢) الأحزاب «٢١».

(٣) صدره : «ولو لا ذاك قد سومت مهري» وهو لأبي خالد القناني من قعد الخوارج ، من أبيات في الكامل للمبرد ٣ / ٨٩٥.

(٤) من ق ، ط.

(٥) ق ، ط : لم تقطع.

(٦) إلى قوله : «ومنه» ينتهي الناقص من ع.

(٧) أي طريقه.

(٨) هو يامين بن عمير : من كبار الصحابة. انظر الاستيعاب ٤ / ١٥٨٩ وهو ممن اختلف في اسم أبيه.

(٩) ع : الشأم.

١٣٢

فيما يقال اجتَحف أهلها. وبتصغيرها كُنِيَ والِدُ عَوْن بن أبي جُحَيْفة ، واسمه وهْب بن عبد الله السُّوائي (١) ، يَروي عن علي رضي‌الله‌عنه.

جحن : (جَيْحون) نهرُ بَلْخَ ، وهو الذي ينتهي إلى خُوارَزْمَ.

[الجيم مع الخاء]

جخي : النبيّ عليه‌السلام «كان إذا سجد (جَخَّى)» يقال : (جَخَّ) و (جَخَّى) إذا فتح عَضُديه في السجود ورفَع بطنه عن الأرض.

[الجيم مع الدال]

جدح : عمر رضي‌الله‌عنه (٣٩ / ب) : «لقد استسقيتُ (٢) (بمَجاديح) السماء» هي جمع (مِجْدَح) وهو عند العرب من الأنواء التي لا تكاد تُخطئ ، وهو ثلاثة كواكب كأنها مِجْدَح ، وهو خشبة في رأسها خَشَبتان معترضتان (يُجدَح) بها السَّويقُ أي يُضرَب ويُخبط. وأراد عمر رضي‌الله‌عنه إبطال الأنواء والتكذيب بها لأنه جعل الاستغفارَ هو الذي يُستسقَى به لا المجَاديح ، والقياس «مَجادِحُ» زِيدت الياء لإشباع الكسرة (٣) وإنما جمَعه لأنه أراده

__________________

(١) صحابي معروف ، ويقال له وهب الخير. مات سنة ٧٤ ه‍. «التقريب».

(٢) في ع بفتح التاء ، غلط. ونص الخبر : «خرج إلى الاستسقاء ، فصعد المنبر فلم يزد على الاستغفار حتى نزل ، فقيل له : إنك لم تستسق. فقال : لقد استسقيت الخ ..» ، «الفائق ١ / ١٩٥» وكلام المطرزي بعد ذلك منقول منه بتصرف. قال الزمخشري : «والمعنى أن الاستغفار عندي بمنزلة الاستسقاء بالأنواء الصادقة عندكم لقوله تعالى : فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كانَ غَفَّاراً ، يُرْسِلِ السَّماءَ عَلَيْكُمْ مِدْراراً». هود ٥٢. وانظر النهاية ١ / ٢٤٣.

(٣) ع ، ط الكسر.

١٣٣

وما شاكَله من الأنواء الصادقة.

جدد : (الجَدّ) العظَمة. ومنه : «وتعالى جَدُّكَ» ) من قولهم : (جَدّ) فلان في عيون الناس وفي صدورهم ، أي عظُم.

و (الجَدّ) الحظّ والإقبال في الدنيا. ومنه : «ولا ينفع ذا الجَدّ منك الجدُّ» أي لا ينفع المحظوظَ حظُّه بذلكَ أي بَدلَ طاعتِك ، يقال (جُدَّ) بالضم (٢) فهو (مَجْدود).

و (الجادَّة) واحِدة (الجَوادّ) وهي مُعظم الطريق ووسطه.

وقوله : «أنا وفلانٌ على الجادَّة» عبارة عن الاستقامة والسداد.

و (الجَدّ) في الأصل القطْعُ ، ومنه (جَدَّ النخلَ) : صرَمه ، أي قطع ثَمره (جِدَاداً) ) فهو (جادٌّ). وفي حديث أبي بكر رضي‌الله‌عنه : أنه نَحل عائشة جِداد ) عشرين وَسْقاً.

والسماعُ : «جادَّ عشرين [وَسْقاً](٥) وكلاهما مؤوّل ، إلا أن الأوَّل نظير قولهم : هذه الدراهم ضرْبُ الأمير ، والثاني نظير قولهم : (عِيشَةٍ راضِيَةٍ) ، والمعنى أنه أعطاها نَخلاً يُجَدُّ ) منه مقدارُ عشرين وسْقاً (٤٠ / أ) من التمر ، وعلى ذا قولها : «نَحلني أبي جِدادَ عشرين وسْقاً».

ومنه (الجُدّ) بالضم لشاطئ النهر ، لأنه مقطوع منه ، أو لأن الماء قطَعه ، كما سُمي ساحلاً لأن الماء يَسْحَله أي يَقْشِره. ومنه

__________________

(١) من دغاء الثناء.

(٢) قوله : «بالضم» ساقط من ع.

(٣) بفتح الجيم وكسرها معاً. وفي ع : «جده جداداً» وشكلت فيها الأفعال على انها مصادر في قوله : «جد النخل : صرمه ، أي قطع ثمره».

(٤) في هامش الأصل : «أي ذا جداد». والوسق : الحمل.

(٥) من ع ، ط.

(٦) في ع : «تجد» بالتاء مبنياً للمعلوم ، ونصب «مقدار» بعد ذلك على المفعولية.

١٣٤

حديث أنس بن سيرين : «لو شئنا لخرجنا الى الجُدّ» ) ، هكذا رواه الكرخي في مختصره وجامعِه الصغير والقُمّيُّ في شرحه بطريقين (٢) وفي الحلوائي كذلك. وفي الإرشاد وشرح خُواهَرزاده : «محمد بن سيرين» والأول هو الصحيح.

جدر : (الجِدار) واحد (الجُدُر) و (الجُدْران) وبه سُمي والد النَمِر بن جِدار ، عن أبي يوسف في القسمة وفي نفي الارتياب ، هكذا قال ، وهو كوفي يَروي عن يحيى بن يَعْلى الأسْلمي ، وجُدّان تصحيف.

و (المجدور) و (المجدَّر) : ذو الجُدَريّ.

جدع : (الجَدْعاء) من الشاء : المجدوعةُ الأُذن أي المستأصَلَتُها.

جدف : (جَدَف) السفينةَ ، من باب ضرب ، حَرّكها بالمِجْدف (جَدْفاً).

جدل : (جادَلهُ مُجادلةً) و (جدالاً) وهو شدّة الخصام ومراجعة الكلام ، وفي التنزيل : «وَلا جِدالَ فِي الْحَجِ (٣)».

أي ولا مِراءَ مع الرُفَقاء والمُكارِينَ.

جدي : (الجَدْيُ) من أولاد المَعْز في السنة الأولى ، وجمعه (جِداءٌ) وبه سُمّي العاشِر من البروج ، ويقال لكوكب (٤)

__________________

(١) يعدها في ط : «وقوله : سفينة غرقت فناول الوديعة إنساناً على الجد» ، وقد علق المصحح على هذه العبارة بما يلي : «لم توجد في أكثر النسخ سوى المنقول عنها».

(٢) أي بإسنادين.

(٣) البقرة ١٩٧ : (فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلا رَفَثَ وَلا فُسُوقَ وَلا جِدالَ فِي الْحَجِّ).

(٤) ع : كوكبُ «بضم الباء».

١٣٥

القِبْلة (جَديُ الفَرْقَدِ). ومنه قول ابن المبارك في تحرسي القِبلة : «أهل الكوفة يجعلون الجدْيَ خَلف القَفا» والمنجّمون يسمّونه (الجُدَيَ) على لفظ التصغير فرقاً بينه وبين البُرج.

[الجيم مع الذال]

جذر : (الجَذْر) أصل الحساب كالعشرة تُضرب في عشرة فيكون جذرَ المائة (١) ويسمّى المجتمِع منه مجذوراً ؛ وهو نوعان (٤٠ / ب) ناطق وأصم.

وفي كلام عائشة رضي‌الله‌عنها : «سبحان من لا يَعرِف الجَذْرَ الأصم إلَّا هو».

جذع : (الجَذَع) من البهائم : قبل الثَّنِيّ ، إلا أنه من الإبل في السنة الخامسة ، ومن البقر والشاءِ في السنة الثانية ، ومن الخيل في الرابعة. والجمع (جُذْعان) و (جِذاع).

وعن الأزهري : «الجَذَع من المَعْز لسنةٍ (٢) ، ومن الضأن لثمانية أشهر. وعن ابن الأعرابي : (الإجذاع) وقتٌ وليس بسنّ ، فالعَناق (تُجْذِع) لسنةٍ وربما أجذَعت قبل تمامها للخِصْب فتَسْمَن فيُسرِعُ إجذاعُها فهي (جَذَعة). ومن الضأن إذا كان ابنَ شابّيْن أجذعَ لستة أشهر إلى سبعة. وإذا كان ابن هَرِميْن أجذع لثمانيةِ إلى عشرة (٣)».

وفي حديث ابن نِيارٍ : «عندي عَناقٌ جَذَعةٌ».

قال الخطْابي :

__________________

(١) ع : في العشرة فتكون أصل المائة.

(٢) أي استكمل من المعز مدة سنة.

(٣) هنا ينتهي كلام الأزهري. وهو منقول من تهذيب اللغة «١ / ٣٥٢» بتصرف واختصار.

١٣٦

ولذلك لم تَجْزِ (١) إذْ كان لا يَجزي من المَعْز أقل من الثَنِيّ ، وأما الضأن فالجذَع منها يَجزي.

جذم : في حديث الأذان : (جِذْمُ) الحائط : أصلُه.

و (المجذُوم) الذي به (جُذام) وهو تشقُّق الجلْد وتقطُّع اللحم وتساقُطه. والفعل منه (جُذِمَ).

[الجيم مع الراء]

جرب : (الجَرْبَى) جمعُ (أجْربَ) أو (جَرِبٍ) والفعل من باب لبِس. و (الجَرِيب) ستّون ذراعاً في ستّين (٢).

قال قُدامة في كتاب الخَراج : «الأَشْلُ (٣) إذا ضُرب في مثله فهو الجَريب ، والأشْلُ طول ستين ذراعاً ، والذراع ستّ قبَضات ، والقبضة أربع أصابع» قال : وعُشْر هذا الجَرِيب يسمى قَفيزاً ، وعُشر هذا القَفيز عَشِيرٌ ، فالقَفيز عَشرة أعشراء (٤) وهي خمسة وعشرون رَطْلاً. قالوا : والأصل (٤١ / أ) فيه المِكيالُ ثم سمي به المَبْذَر (٥) ، ونظيره البَريد.

جرث : (الجِرّيث) الجِرّيُّ : وهو ضرْب من السمك ، وهو تفسير الصِّلَّوْر (٦) في حديث عمّار ، ومنه قول محمد : «جميعُ

__________________

(١) بفتح التاء ، وفعله ثلاثي «جزى» مثل قضى يقضي وزناً ومعنًى. وهو في ع بضم التاء فيكون ماضيه رباعياً «أجزى» وأصله «أجزأ يجزىء» فسهلت همزته ، وهو بمعنى الثلاثي أو بمعنى كفى وأغنى. انظر تفصيل ذلك في المصباح «جزى».

(٢) أي في ستين ذراعاً.

(٣) بفتح فسكون. وفي ع شددت اللام خطأ في هذا الموضع والذي يليه.

(٤) كأولياء جمع ولي.

(٥) هو موضع البذر. وفي ع : البذر.

(٦) ع : الصلوب وكتب تحتها في الأصل نوع من السمك.

١٣٧

السمك حلال غيرَ الجِرّيث والمارَماهيج (١)». وقولهم : «الجرّيث من الممسوخات» ليس بشيء (٢) لأن ما مُسخ لا نسلَ له ولا يبقى بَعْدَ ثلاثة أيام ، عن الطحاوي.

جرح : (الجَوارح) الكَواسِب ، جمع (جارحة) بَهيمةً كانت أو طائراً. قال الليث (٣) : سميت بذلك لأنها كواسبُ بأنفسها يقال : (جَرح) و (اجتَرح) إذا كسَب ؛ وأصله من (الجِراحة).

جرد : (جَريد) النخل : في (سع (٤)). [سعف].

جرهد : (جَرْهدُ) ) بن خُوَيلِد : صحابي ، يَروي حديث مُواراة الفخذ.

جرذ : (الجَرَذ) في الفرَس : كل ما حدث في عُرقوبه من تَزيُّدٍ وانتفاخ وهو يكون في عُرض الكعب الظاهر والباطن ، مُشتقّ من لفظ (الجُرَذ) واحد (الجُرْذان) لأنه ورَم يأخذ فيصير كهيئة ذلك الفأر.

وفرس (جَرِذٌ) : به هذا الداء ، وأنكر ابن دُرَيد فيه الدَّالَ غير المعجمة (٦).

جرر : (الجِرَار) جمع (جَرّة) بالفتح (٧). وفي الحديث : «نهى عن نَبيذ الجَرّ».

قيل : هو كل شيء يُصنَع من مَدَرٍ.

__________________

(١) كذا في النسخ. والذي في المعاجم العربية والمعجم الذهبي : «المارماهي» ، وهو نوع من السمك يشبه الحيات ويسمى : الحنكليس أو الأنقليس.

(٢) ع ، ط : «باطل» ، بدل «ليس بشيء».

(٣) ط : الكميت ، تحريف.

(٤) ع : صف.

(٥) جعل في هامش ع من مادة «جرد» أيضاً. والمثبت من ط. وقوله في هذه المادة : «الفخذ» هو في ط : الفخذين.

(٦) جمهرة اللغة ٢ / ٧٢.

(٧) بالفتح : ساقط من ع.

١٣٨

و (جِرّة البعير) بالكسر : ما يجترّه من العلَف ، أي يَجرُّه ويُخْرجه إلى الفم. ومنها قوله : «جِرّة البعير بمنزلة بَعْسَرَهِ» في أنه سرْقين.

وفي الحديث : «ليس في (١) الإبل الجارّة صدَقة» : هي (٢) العوامل ، لأنها (تُجَرُّ جَرًّا) أي تُقاد بأزمَّتها. وإنما سميت جارّةً مع أنها مجرورة ، على الإسناد المجازي ، كما قلنا في الراحلة والرَّكوب والحَلوب (٣). وفي الحديث ـ على ما أثبِت في المتّفِق وأصول الأحاديث ـ (٤١ / ب) : «الذي يَشرب في آنية الفضة إنما (يُجَرْجِرُ) ) في بطنه نارَ جهنم» هذا (٥) محفوظنا من الثقات بنصب الراء [في النار](٦) ومعناه يُردّدها (٧) ، من (جَرْجَر الفحلُ) إذا ردَّد صوتَه في حَنْجَرته. وتفسير الأزهري : يجرجر أي يَحْدُر يعني يُرسل. وكذا نقَله صاحب الغريبين.

وأما ما في الفردوس من رفْع (٨) «النار» وتفسير يُجرجِر ب «يُصَوّت (٩)» فليس بذاك.

جرز : (الجَرْز) القطع. ومنه (أرضٌ جُرُزٌ) لا نبات بها. و (الجُرْزة) القُبْضة من القَتّ ونحوه ، أو الحُزْمةُ لأنها قطعة.

ومنها قوله : «باع القَتَ جُرَزاً (١٠)» وما سواه تصحيف.

جربز : (الجُرْبُزِ) تعريب : كُرْبُزِ (١١).

__________________

(١) ع ، ط : على.

(٢) ع : وهي.

(٣) أي ذات رحلٍ وركوبٍ وحلب.

(٤) ع : تجرجر.

(٥) ع ، ط : هكذا.

(٦) من ط.

(٧) ع : «الثقات أي يرددها».

(٨) ع : دفع ، تحريف.

(٩) ع : بتصوت.

(١٠) قوله : جرزاً» ضبطت في ع بضم الجيم والراء.

(١١) ع : «الجريز» و «كريز» بالياء المفتوحة ، مع ضم الأول وسكون الثاني فيهما. وفي اللسان والمعرب وشفاء الغليل : الكربز ، بضم الكاف والباء.

١٣٩

جرس : (الجَرَس) بفتحتين ما يُعلّق بعنق البعير (١) وغيره فيصوِّت. ومنه : «اللهم اجعل ظُهورها شديداً وحوافرها حديداً (٢) إلّا ذات الجَرس )».

والوجه في «شديداً» كهو في :

لعل منايانا قريبٌ ... (٤).

وأما «حديداً» فمعناه «صلبةً كالحديد» وأصله من (الجَرْس) بمعنى الصوت يقال (أجرَس) إذا صوَّت ، وجمعه (أجراس). ومنه : «لا بأس بأن يُحرَس في سبيل الله تعالى بالأجراس» ولو رُوي «يُجْرَس» بالجيم لصحّ.

وفي حديث العَضْباء ناقة رسول الله عليه‌السلام : «وكانت [ناقة](٥) (مجرَّسةً

أي مجرَّبةً معتادةً للركوب.

جرف : (الجُرْف) موضع قريب من المدينة ، وهو في السيَر والمُزارَعة.

جرم : (الجُرْم) : اللون ، والصوت ، والجسَد (٦).

جرمق : (الجُرْمُوق) ما يلبس فوق الخف ، ويقال له بالفارسية خَرْكُشْ (٧).

__________________

(١) كلمة البعير مثبتة في هامش الأصل وفوقها كلمة : الدابة.

(٢) ع : وحوارها جديداً ، تحريف.

(٣) في هامش الأصل : «إنما استثنى ذات الجرس عن الدعاء الصالح لكونها مشوشة».

(٤) أوله ، كما في هامش الأصل :

ألا يا اصبحاني قبل خيل أبي بكر

لعل منايانا قريب وما ندري

وكتب تحت الكلمتين الأوليين : «ألا فاصبحينا» إشارة إلى رواية أخرى. وسيأتي البيت في مادة «صبح» من المغرب. ولم تقف على قائله ، وانظر تاريخ الطبري ٣ / ٤١٦.

(٥) زيادة من ع ، ط.

(٦) هذه المادة ساقطة من الأصل وط. وهي مثبتة في ع.

(٧) ع : فركس «بضم الفاء والكاف وسكون الراء».

١٤٠