المغرب في ترتيب المعرب - ج ١

أبي الفتح ناصر الدين المطرّزي

المغرب في ترتيب المعرب - ج ١

المؤلف:

أبي الفتح ناصر الدين المطرّزي


المحقق: محمود فاخوري و عبد الحميد مختار
الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: مكتبة اسامة بن زيد
الطبعة: ١
الصفحات: ٤٩٥
الجزء ١ الجزء ٢

و (الخَطّ) في حديث أنس بن سيرين ، في الصلاة في السفينة ، موضعٌ قريب من الكوفة [وموضع باليمامة إليه تنسب الرماح الخطية.

وعن ابن دريد : سيف البحرين وعمان وقيل : كل سيف خط]).

خطف : (الخُطّاف) : طائر معروف. وروي : «نهَى عن كل خَطْفة ونَهْبةٍ : هي المرّة من (خَطِفَ) الشيءَ بمعنى (٢) (اختَطفه) إذا استلَبه بسرعة ، فسمي به (المخطوف) والمراد النهْي عن صيدِ كل جارحٍ يَختطِف الصَيدَ ويذهب به ولا يُمسكه على صاحبه (٨٣ / ب) وقيل : أراد ما يَخطَفه ) بمخلبه كالبازي ، وأراد «بذي النَهْبة» ما يَنتهِب بنابِه كالفهد ونحوه.

والمحفوظُ ، والذي (٤) هو المثبت في الأصول : «نهى عن الخَطْفة» وهي ما اختطفه الذئب من أعضاء الشاة وهي حيّة ، أو اختطفه الكلب من أعضاء الصَيد من لحم أو غيره (٥) وهو حيٌّ ، لأن ما أبِينَ من من الحيّ فهو مَيْتة.

ومن روى «الخَطَفة والنَهَبة» على فَعَلةٍ بالتحريك جمعي «خاطفٍ» و «ناهب» فقد أخطأ في الرواية.

خطل : (الأخطل) الذي في أذنيه طُول واسترخاء.

خطم : (الخِطام) : حبْل يُجعل في عنق البعير ويُثْنى في (خَطْمه) أي أنفِه. و

في حديث علي رضي‌الله‌عنه : «تَصدَّقْ بجِلالها وخُطُمها» على الجمع وهو الصواب روايةً.

و (الخَطْميّ) منسوب إلى (خَطْمة) بفتح الخاء : قبيلة من

__________________

(١) ما بين مربعين من ع. وهو مثبت في هامش الأصل وفيه : «تنسب إليه» و «أبي دريد» تحريف.

(٢) ع : يعني.

(٣) ع ، ط : ما يخطف.

(٤) ع : الذي.

(٥) ع : وغيره.

٢٦١

الأنصار ، وهو يزيد بن زيد بن حِصنٍ الخَطْميُ.

[الخاء مع الفاء]

خفر : (خَفَر) بالعهد : وفَى به (خِفارةً) من باب ضرب. و (أخْفَره) نَقضه (إخفاراً) ، الهمزةُ للسلْب.

خفس : (الخُنْفُساء) : بالضم دُويبّة سَوداء تكون في أصول الحيطان. وثلاث (خُنْفُساوات) والكثيرُ (الخَنافِس) ولا يقال (خُنفُساءة) وقيل : هي لغة ، [وبالفتح : القصيرُ](١).

خفض : (الخَفْض) للجارية كالخَتْن للغلام. وجارية (محفوضة) : مختونة.

خفف : في الحديث : «لا سَبْقَ (٢) إلّا في (خُفّ) أو حافر» يعني الإبلَ والخيل. وقوله : «يُحْمَى من الأراك ما لم تَنلْه أخفاف الإبل» يعني أن الإبل تأكل مُنتهَى رُؤوسها ويُحْمَى ما فوقَها (٣).

خفق : (خَفْقُ) النعال : صوتُها ، من (خَفَقَه) إذا ضربه (بالمِخْفَق) ، وهو كل شيءِ عريضٍ ، أو (بالمِخفَقة) وهي الدِرّة.

ومنه قوله : «الخَفْق يوجب الجَنابة» (٨٤ / ا) يعني الايلاج ، وعن الأزهري أنه من (خفق النجم) إذا غاب (٤). ومنه (الخافقان) للمشرق والمغرب.

__________________

(١) من ع. هذا وقد أخرت ترجمة (خفس) كلها في الأصلين إلى ما بعد (خفض). فتابعنا ط في تقديمها وهو الصواب.

(٢) بفتح الباء وسكونها معاً ، كما في الأصل.

(٣) أي ما دونها ، وكتب تحتها في الأصل : «فوقه» وفي ع ، ط : فوقه.

(٤) انظر التهذيب ٧ / ٣٧.

٢٦٢

و (أخفَق) الغازي لم يَغنَم (١). و (خفَق) نَعَس. ومنه حديث ابن عباس : «وجَب الوضوءُ على كل نائم إلّا من خفَق برأسه خفقةً أو خفقَتيْن». خفي : (الخَفاء) من الأضداد ، يقال (خَفِيَ عليه) الأمرُ إذا استتر ، و (خَفِي له) إذا ظَهر ، ومنه قول محمد رحمه‌الله : «فأصابوا ، يعني المسلمين ، غنائم فَخِفيَ لهم أن يذهبوا بها ويَكتموها أهلَ الشِرك» أي ظهر. وكذا قوله : «فأصاب القومُ كلّهم غنائمَ فأخذها المسلمون فَخِفي لهم أن يُخرجوها إلى دار الإسلام».

وإنما يقال ذلك فيما يَظهر عن خفاء أو عن جهةٍ خفيةٍ.

[الخاء مع القاف]

خقق : «في أَخاقيق» : في (وق). [وقص]

[الخاء مع اللام]

خلب : في الحديث : «نَهى عن كل ذي (مِخلَب)» أي عن أكلِه. و (المِخلَب) للطائر كالظُفر للانسان ، والمراد به مِخلَبٌ هو سلاح ، وهو مِفْعَلٌ من (الخَلْب) وهو مَزْقُ الجلْد بالناب وانتِزاعُه.

قال الليث : والسَبُع (يَخْلِب) الفريسةَ : إذا شَقّ جلدَها بنابه أو فَعلَه الجارحةُ (٢) بِمخلبه. ومنه (المِخلَب) : المنجل بلا أسنان.

قال ابن فارس (٣) : هذا التركيب يدلُّ على الإمالة لأن الطائر

__________________

(١) ع : إذا لم يغنم.

(٢) كذا في النسخ. وكتب في هامش الأصل : الجارح.

(٣) مقاييس اللغة ٢ / ٢٠٥.

٢٦٣

يَخلِب ) به الشيءَ إلى نفسه. ثم قال : ومن الباب : الخِلابةُ ، الخِداعُ. يقال (خلبَه بمَنْطِقه) إذا أمال قلبَه بألْطف القول ، من باب طلب ، والأول من [باب](٢) ضرب وقيل هُما من كلا البابيْن.

خلج : (المُخالجة) والمنازعة بمعنىً. ومنه : «علمت أن بعضكم خالَجنيها )» يعني سورة (سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ). ويُروى : «ما لي أُنازَع القرآنَ»؟ وأما «في القرآن» أو «في القراءة» فغير مسموع.

وفي كتاب عمر رضي‌الله‌عنه : «الفهمَ الفهمَ عندما يتَخالج في صدرك (٤) أي يَخدِش ويقَع. ويُروى «يَختلِج» أي يضطرب (٨٤ / ب) ، من (اختلاج) الأعضاء. ويُروى «يَتخلّج» من (تخلُّج المجنون) وهو تمايُله في المشي. ويُروى «يَتَلجْلج» أي يتردَّد ، والأول هو الصحيح.

خلد : (التَخليد) تفعيل من (الخُلود). وباسم المفعول سمي والد (مَسْلمةَ بنِ مَخلَّدٍ) في السِيَر.

(خَلّاد) في (سي). [سيب].

و (مُخلّد) في (سل) (٥).

خلس : (الخَلْس) أخْذ الشيء من ظاهرٍ بسرعة ، وبتصغيره سمي والد عيَّاش بن (خُلَيسٍ). والحاء مع الباءِ أو الياء (٦) تصحيف.

__________________

(١) في المقاييس : «يختلب». وسقطت كلمة «به» من ع.

(٢) من ط.

(٣) كلمة «ها» في «خالجنيها» كناية عن سورة(سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ) فان النبي عليه‌السلام قرأ في تلك الصلاة تلك السورة. (هامش الأصل).

(٤) من رسالة عمر بن الخطاب في القضاء إلى أبي موسى الأشعري. انظرها في البيان والتبيين ٢ / ٤١ ، ٤٨ والكامل ١ / ١٤ وانظر طلبة الطلبة ١٣٠.

(٥) لم يرد في هذا الباب شيء. ويبدو أنه كان سيذكره في (سلم).

(٦) ع : الياء أو الباء.

٢٦٤

و (الخَلْسة) المرّة. و (الخُلْسة) بالضم ما يُخلَس. ومنها : «لا قَطْع في الخُلْسة». وقوله عليه‌السلام : «تلك خَلْسة يختلسها الشيطان» إن صحّت روايتُها كانت بمعنى الخُلْسة.

وشَعرٌ (مُخْلِسٌ) و (خَليس) : غلب بياضه ، كأنه اختُلس السوادُ (١). وتشديد اللام خطأ (٢).

خلص : (الخُلوص) الصفاء ، ويستعار للوصول. ومنه قوله : «والغدير العظيم الذي (لا يَخلُص) بعضُه إلى بعض».

و (خلَصت) الرَمْيةُ إلى اللحم. وفي حديث ابن المسيَّب في يوم الأحزاب : «حتى خلَص الكرْبُ إلى كل امرىء» أي وصَل وأصاب.

و (التخليص) التصفية ، ومنه : «استأجره ليخلِّص له تُرابَ المعدِن».

خلط : (المخالطة) مصدر (خالَط) الماءُ اللبنَ : إذا مازَجه ، ويستعار للجِماع. ومنه قوله في الصائم : «فخَالط فَبقي». وخالَطه في أمْر.

ومنه (خالطه) شاركَه ، وهو (خَليطه) في التجارة وفي الغنم ، وهم (خُلطاؤهُ) ، وبينهما (خُلْطة) أي شركة.

وقوله في الشُفْعة : «(الخليط) أحق من الشريك ، والشريك أحق من الجار ، والجار أحق من غيره» أراد به مَن شارَك في نفس المبيع ، وبالشريك الشريكَ في (٨٥ / أ) حقوقه ، وبالجار الملازِقَ المجاوِرَ (٣) مطْلقاً.

__________________

(١) برفع السواد وبناء الفعل قبله للمجهول ، ويجوز نصبه على المفعولية وبناء الفعل المعلوم كما في الأصل أيضاً ، وجاء على الثاني في ع.

(٢) أي في «مخلس».

(٣) ع ، ط : «لا المجاور». وقوله : «الملازق» في ع ، ط وهامش الأصل : الملاصق.

٢٦٥

ومثله قول محمد رحمه‌الله في الكتاب : «ولو قال لشريكه أو خليطه». وقيل : أراد به ههنا مَن بينَك وبينه أخْذٌ وإعطاء ومُدايَنات ، ولم يُرِد الشريكَ.

وفي أشربة «المجرّد» (١) : (الخَليطان) الزَبيب والتمر ، أو التمر والبُسْر إذا أنضجتْه النارُ. وفي الأجناس : «الخليطان : اسم لتمرٍ وعنبٍ يُخلطان ثم يُطبخان جميعاً».

وأما الحديث : «لا خِلاطَ ولا وِراط» فهو أن يخالط صاحبُ الثمانين صاحبَ الأربعين [في الغنم](٢) ، وفيهما شاتان حالةَ التفرّقِ لتَؤخَذَ واحِدةٌ. والوِراط : أن يكون له أربعون فيعطِيَ صاحبَه نصفَها لئلا يأخذ المصدِّق شيئاً.

خلع : (خلْع) الملبوس : نَزْعه (٣). يقال (خلَع ثوبه) عن بدنه ، و (خلع نعلَه) عن رجْله. وقوله : «يُخلَع الميّتُ لأجل اللُمْعة» أي يُنزَع عنه الكفن.

و (خالعَتِ) المرأَةُ زوجَها ، و (اختلعت منه) : إذا افتدت منه بمالِها ، فإذا أجابَها إلى ذلك فطلّقها قيل : (خلعها). والاسم (الخُلْع) بالضم. وإنما قيل ذلك لأن كلًّا منهما لِباس لصاحبه فإذا فعَلا ذلك فكأنهما (٤) نزعَا لباسَهما.

ويقال : (خلَع) الفرَسُ عِذارَه إذا ألقاه فهام على وجهه.

__________________

(١) كتاب المجرد : في فروع الحنفية ، ألفه إسماعيل بن الحسين البيهقي «ـ ٤٠٢ ه‍» ، كان إمام وقته في الفقه.

(٢) زيادة من الفائق ١ / ١٦. ومما قاله ابن الأثير ٢ / ٦٢ : «والمراد به أن يخلط الرجل إبله بإبل غيره. أو بقره أو غنمه ليمنع حق الله منها ويبخس المصدق فيما يجب له» والمصدق : جامع الصدقة.

(٣) الخلع والنزع مصدران أضيف أولهما إلى الملبوس. وجعلا فعلين في ع مع نصب الملبوس.

(٤) في الأصل : «كأنهما» والتصويب من ع ، ط.

٢٦٦

ومنه : فلان (خَليعٌ) أي شاطر ـ وبيان أصله في المعرب ـ قد أعيا أهلَه خُبْثاً وعَدا على الناس كأنه (١) خلَع عِذارَه ورسنَه ، أو لأن أهله خلعوه وتبرؤوا منه. وعليه قوله : «ونَخلَع ونترُك من يَفْجُرك» (٢) أي نتبرّأُ منه.

وقوله : «المرأة في الغُربة تكون خليعةَ العِذار» أي مخلّاةً لا آمِر لها ولا ناهي ، فتفعل ما تشاء. والصواب «خليعَ (٨٥ / ب) العِذار» لأنه فَعيل بمعنى مفعول ، أو «خليعةً» من غير ذكر العِذار ، من (خَلُع ) خلاعة) كظريفة ولطيفة ، من فَعُل (٤) فَعالة (٥).

و (انخلع) فؤاد الرجل : إذا فزع ، وحقيقتُه : انتُزع من مكانه. ومنه قوله : انخلع قِناعُ قلبه ، من شدّة الفزع ، وأصل القِناع ما تقنِّع به المرأةُ رأسها أي تغطّيه ، فاستُعير لغشاء القلب وغلافِه.

ومن كلام محمد في السِيَر : «وتخلَّعت السفينة» أي تفكّكت وانفصلَت مَواصلها.

خلف : (خلَف) فلانٌ فلاناً : جاءَ خلْفه ، (خَلفاً) و (خِلْفةً).

ومنها (خِلْفة الشَجَر) وهي ثمر يَخرج بعد الثمر الكثير.

و (خِلْفة النبات) : ما ينبتُ في الصيف بعد ما يبِس العُشب الرِبْعي.

قال الأزهري (٦) : «وكذلك ما زُرع من الحبوب بعد إدراك الأولى يسمى (٧) خِلْفة».

__________________

(١) ع : «شاطر قد أعيا أهله خبثاً وبيان أصله في المعرب ، كأنه ...».

(٢) من دعاء القنوت.

(٣) ع ، ط : خلعت.

(٤) ع ، ط : فعلت. وسقطت «من» من ع.

(٥) بعدها في ع : «ظرفت ظرافة ولطفت لطافة ومنه انخلع ...»

(٦) التهذيب ٧ / ٤٠٠.

(٧) كلمة «يسمى» ليست في التهذيب.

٢٦٧

وأما ما في فتاوي أبي الليث : «دفَع أرضه ليزرع فيها (١) القُطنَ فأكله الجَراد فأراد أن يزرَع الخلفَ في بقيّة السنة» فالصواب (الخِلْفةَ) كما ذكرت ، أو (الخِلَفَ) بكسر الخاء وفتح اللام ، على لفظ الجمع.

و (خلَفْتُه خِلافةً) كنتُ خليفتَه. وكانت مدة خلافة الأئمة الأربعة الراشدين ثلاثين سنةً إلا ستّة أشهرٍ : لأبي بكرٍ سنتان وثلاثة أشهر وتسعُ ليالٍ ، ولعمر رضي‌الله‌عنه عشرُ سنين وستة أشهر وخمس ليالٍ ، ولعثمان اثنتا عشرة سنةً إلا اثنتيْ عشرة ليلةً ، ولعليّ رضي‌الله‌عنه خمسُ سنين إلا ثلاثة أشهرٍ.

و (تخلَّف عنه) بَقي خلْفه. وفي الإيضاح (٢) ، في الجمعة : «لأن الشرط ما يَسبقه ولا يتخلفه» الصواب «ولا يتخلَّف ) عنه».

و (خلَف) فُوه : تغيّرت رائحته (خُلوفاً) بالضم لا غيرُ.

و (أخلفنى) (٨٦ / أ) موعدَه (إخلافاً) نقَضه. ومنه : (أخلَفت الحمّى) إذا كانت غِبّاً أو رِبْعاً فلم تجىء في نَوْبتها.

و (خالَفني) في كذا (خِلافاً) ضِدُّ وافقني. و (خالَفني) عن كذا : وَلّى عنه وأنت قاصِده. و (خالفني) إلى كذا : قصَده وأنت مُوَلِّ عنه. ومنه : «ما من رجل يخالِف إلى امرأةِ رجلٍ من المجاهدين» أي يذهب إليها بعده.

و (اختلفوا) و (تخالَفوا) بمعنىً. وقوله «اختلفا ضربةً» أي

__________________

(١) في الأصل : «فيه» والتصويب من ع ، ط.

(٢) كتاب الإيضاح في فروع الحنفية للامام أبي الفضل عبد الرحمن بن محمد الكرماني المتوفى سنة ٥٤٣ ه‍. «كشف الظنون ١ / ٢١١».

(٣) في ع : «تسبقه» ، «تتخلفه» ، «تتخلف» كلها بالتاء.

٢٦٨

ضرب كلٌّ منهما صاحِبه على التعاقب ، وهو من (الخِلْفة) لا من الخلاف ، كقوله [تعالى](١) : «وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهارِ».

وفي حديث علي رضي‌الله‌عنه : «فاختلفَتْ بين عُبيدةَ بن الحارث والوليد بن عُتْبة ضربتان فأثخَن كل واحد منهما صاحبَه» (٢).

وفي حديث أُم صَبِيّة الجُهَنيّة : «اختلفت يدي ويدُ رسول الله عليه‌السلام في إناءٍ واحد»

والمعنى اجتمعتا.

و (الخَلِفة) الحامِل من النوق ، وجمعها مَخاضٌ ، وقد يقال (خَلِفات) ).

و (المِخْلاف) : الكُورة ، بلغة اليمن.

خلق : (خلَقه) الله (خلْقاً) : أوجَده. و (انْخلَق) في مُطاوِعه غير مسموع. و (الخِلْقة) التركيب. وقوله : «في مَسْلَكٍ هو خِلْقةٌ» أي في طريقٍ خَلْقيٍ أصليّ.

و (الخلُوق) : ضرْب من الطيِّب ماتِعٌ (٤) فيه صُفرة.

خلل : (الخَلّ) ما حَمُض من عصير العنب. و (خَلَّل) الشرابُ صار خَلًّا. و (خلَّلتُه أنا) جعلتُه خلًّا ، يتعدّى ولا يتعدّى. و (التخلُّل) في معنى الصيرورة من كلام الفقهاء. و (الخَلّ) أيضاً : مصدر (خَلَ الرداءَ) إذا ضمّ طرفيه بخِلال.

و (الخَلّة) الخَصْلة ، ومنها : «خير خِلال الصائم السِواك».

__________________

(١) من ع ، ط. والآية في سورة آل عمران «١٩٠» : (إِنَّ فِي خَلْقِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهارِ لَآياتٍ لِأُولِي الْأَلْبابِ). وموضع الشاهد منها ذكر أيضاً في سور أخر.

(٢) كان ذلك في غزوة بدر ، وقتل فيها عتبة ابن ربيعة وابنه الوليد وأخوه شيبة ، وهم من المشركين.

(٣) في المختار : «الخلف ، بوزن الكتف : المخاض ، وهي الحوامل من النوق ؛ الواحدة خلفة بوزن نكرة».

(٤) أي بالغ في الجودة. وفي ع : مايع.

٢٦٩

و (أخَلّ) الفارسُ بمَركزِه : إذا ترك موضعَه الذي عيّنه له الأمير. وقوله : «ولم يكن في ذلك خلَلٌ بمراكزهم» الصواب «إخلالٌ». وقولهم : «أجزاءُ الرَوْث متَخلْخِلة» (٨٦ / ب) أي في خِلالها فُرَجٌ لرخاوتها وكوْنها مجوَّفةً غير مُكتنِزة.

و (خالَّهُ) صادَقه ، فهو (خَليله) ، وبه سمي والد عبدِ الله ابن الخليل الهمْداني (١) وكُنِي هوَ بهِ ، يَروي عن عليّ ، وعنه الشعبي.

خلو : (خلا الإناءُ) ممّا فيه : صَفِرَ فهو (خالٍ) ، وأنا (خَلِيّ) من الهمّ : أي خالٍ. ومنه : «أنتِ خَليّة» أي خالية من الخير (٢). وأما (الخلية) لِمُعَسَّل النَحل : فعلى الصفة المُشارِفة.

و (الخَلَى) ) : الرَطْبُ من المَرعى (٤). و (خَلاه) ، و (اختَلاه) : قطعَه. ومنه : «لا يُختَلى ) خَلاها» ، قال محمد : هو [كلّ](٦) ما يُعتلَف وليس على ساق.

[الخاء مع الميم]

خمر : (الخُمْرة) المِسْجَدة ، وهي حَصيرٌ قدرُ ما يُسجَد عليه ، سميت بذلك لأنها تستُر الأرضَ عن وجه المصلّي ، وتركيبها دالّ على معنى السَتر.

ومنه (الخِمار) وهو ما تغطّي به المرأة رأسَها. وقد (اختَمرت) و (تخمَّرت) إذا لبست الخُمار. و (التَخمير) التغطية. ومنه الحديث :

__________________

(١) كلمة «الهمداني» ساقطة من ع.

(٢) في المختار : «ويقال للمرأة : أنت خلية ، كناية عن الطلاق».

(٣) ع : والخلا.

(٤) أي الحشيش ، الواحدة «خلاة».

(٥) ط : لا يشتكى.

(٦) زيادة من ط.

٢٧٠

«لا تخمّرُوا وَجْهه ولا رأسَه» ، وقوله (١) : «سَواء كان التنّورُ مفتوحَ الرأس أو مخمَّراً».

و (الخَمَرُ) ما واراكَ من شجرٍ وغيره. وقد (خَمَر شهادَته) إذا كتَمها. ومنه (المُخامَرة) المخالطة ، لأن فيها استِتاراً ، و (الخَمْر) لِسَتْرِها العقلَ ، وهي النِّيءُ من ماء العنب إذا غَلا واشتدّ وقَذف بالزَّبد ، أي رَماه وأزالَه فانكشف عنه وسكَن. وقد (اختَمرتْ) إذا أدرَكتْ. وأما (خَمَّر العصيرَ فتَخمَّر) فمما لم أجده.

و (أخْمَره) سقاه الخمر ، و (خُمِر) ) من الخُمار ، والقاسم بن (مُخَيمِرة) على لفظ تصغير (مَخْمَرةٍ) : من التابعين.

وأما (استَخمَرهُ) بمعنى استعْبَده ؛ فكلمةٌ يَمانِيَة.

خمس : (خمَس) القومَ : أخذ خُمس أموالهم ، من باب طلب [و (خَمَسهُم) صار خامِسهم ، من بابي ضرب وطلب](٣) (٨٧ / أ).

وصَبيّ (خُماسيّ) بلَغ طُوله خمسةَ أشبار. و (الخميس) ثوبٌ طوله خمسُ أذرع. ومنه الحديث : «إيِتُوني بخميسٍ أوْ لَبِيسٍ» (٤) ، ويعني به الصغيرَ من الثياب.

خمص : (الخميصة) في الحديث : كساء أسود مربّع له علَمان.

خمل : (المُخْمَل) : كساءٌ (خَمْلٌ) وهو كالهُدْب

__________________

(١) في هامش الأصل : «أي قول محمد رحمه‌الله».

(٢) أي صار ذا خمار ، وهو ما يصيب شارب الخمر من الفترة ، وإنما سمي خماراً لأنه شبيه بالداء فأخرج على لفظه مثل الصداع والزكام. «عن هامش الأصل».

(٣) ما بين مربعين ساقط من الأصلين وقد أخذناه من ط.

(٤) تمام الحديث في الفائق ١ / ٣٩٧. واللبيس من الثياب : الذي ليس فأخلق.

٢٧١

في وجهه (١).

[الخاء مع النون]

خنث : «نَهى عن (اختِناث) الأَسْقِية» ، يقال : (خنَثتُ) السِقاءَ ، و (اخْنثْتُه) : إذا كسرتَ فمه وثَنيته إلى خارجٍ فشربتَ منه ، وإن (٢) ثنيتَه إلى داخلٍ فقد قَبَعْتَه.

وتركيبُ (الخَنَثِ) يدلّ على لِين وتكسُّر ، ومنه (المخنَّث) ، و (تخنَّث) في كلامه ، و (الخُنْثى) الذي له ما للرجال والنساء ، والجمع (خَناثَى) بالفتح كَحُبْلَى وحَبالى.

والقاضي الذي رُفع (٣) إليه هذه الواقعة في الجاهلية : عامِرُ بن الظَرِب العَدْواني ، ولمّا اشتبه عليه حُكْمها قالت له خُصَيْلة (٤) ، وهي أَمَة له : «أَتْبِع الحُكْمَ المَبَالَ». ويُروى أنها قالت (٥) : «حَكِّم المَبال» أي اجعل موضعَ البَوْل حاكماً ، وعلى ذلك قوله عليه‌السلام : «يورَّث من حيثُ يَبُول».

خنجر : (الخَنْجَر) سِكّين كبير. ويقال له بالفارسية : دَشْنَه.

خنس : (خَنَسه فَخَنَس) أي أخّره فتأخّر وقبضَه فانقَبض ، من باب ضرب ، يتعدّى ولا يتعدّى. ومنه حديثُه عليه‌السلام : «وخنَس إيهامَه» أي : وقبضَها (٦). وحديث عائشة رضي‌الله‌عنها : «فكان إذا سجد خنَستُ رجْليّ».

__________________

(١) بعده في ع وحدها عبارة كان من حقها أن تلحق بمادة «خمص» وهي : «وعن أبي يوسف في قلب الرداء أن يجعل أعلاه أسفله فان كان طيلاناً لا أسفل له أو خميصة يثقل قلبها حول يمينه على شماله».

(٢) ع ، ط : فان.

(٣) كذا في النسخ. وكتب في هامش الأصل أيضاً : رفعت.

(٤) كذا ضبطت في الأصل ، بضم ففتح. وفي ع بفتح فكسر.

(٥) ع : قالت له.

(٦) ع : «قبضها» ، بلا واو.

٢٧٢

و (انخنَستِ ) الأذن) : في (خس). [خسف].

خنف : عبد الرحمن بن (مِخْنَف) بكسر الميم وفتح النون : استعمله علي رضي‌الله‌عنه على الرَيّ فأخذ المالَ وتوارى عند نُعيم بن دَجاجة الأسديّ.

خنق : (الخَنِق) بكسر النون : ، قال الفارابي : ولا يقال بالسكون. وهو مصدر (خَنقه) (٨٧ / ب) إذا عصَر حَلْقه.

و (الخَنّاق) فاعِله.

و (الخِناق) بكسر الخاء وتخفيف النون : ما يُخنَق به من حبل أوْ وَتَرٍ أو نحوه. ومنه قوله في السَرِقة : «خنَق رجلاً بخِناق» ويُروى «بمِخْنَقهِ خَنّاقٍ» وهي في الأصل هذه القلادة المعروفة التي تُطيف بالعنق ، واستعارها (٢) للخِناق.

وقول مورِّق العجلي : «خنقَتْه العَبْرةُ» يعني غصّ (٣) بالبكاء حتى كأن الدموع أخذت بِمُخنَّقه.

خنبق : (الخَنْبَق) : تعريب خَنْبَهْ ، وهي (٤) الأَنبار تُتَّخذ (٥) من الخَشب معلَّقةً بالسقف.

خندم : (الخَنْدَمة) موضع قريب بمكة (٦) كانت به (٧) وقعةٌ لخالد بن الوليد على قريشٍ.

__________________

(١) كذا في النسخ ، والصواب أن يقول هنا : «انخسفت» كما هو مذكور في مادة «خسف» التي أحال إليها.

(٢) ع ، ط : فاستعارها.

(٣) أي أبو بكر رضي‌الله‌عنه ، كما في هامش الأصل. ومورق بن مشمرج بن عبد الله العجلي ، أبو المعتمر ، ثقة عابد مات بعد ١٠٠ ه‍.

(٤) وكتب في هامش الأصل : وهو.

(٥) رسمت في الأصل : «يتخذ» بالياء والتاء معاً.

(٦) ع ، ط : من مكة. وفي معجم البلدان : «خندمة : جبل بمكة».

(٧) كتب تحتها في الأصل : «بها». وهي كذلك في ط.

٢٧٣

[الخاء مع الواو]

خوخ : (الخَوْخة) الكُوّة في الجِدار ، وهي المرادة

في قوله عليه‌السلام : «بابٌ مفتوح أو خَوخةٌ».

وأما (١) قوله عليه‌السلام : «سُدّوا عني كل خَوخةٍ في المسجد غير خوخة أبي بكر» ، رضي‌الله‌عنه ، فالمراد بها البُوَيْب ، بدليل الرواية الأخرى : «سُدّوا هذه الأبواب إلا باب أبي بكر».

خور : (خارَ) الثورُ (خُواراً) : صاح. وفي الصحيح : «بقرة لها خُوار». والجيم تصحيفٌ.

وطَيْلَسانٌ (خُوارِيّ) : منسوب إلى «خُوارِ الرَيّ» (٢).

خوص : (الخَوْصُ) غُؤوُر العين ، وبالحاء : ضِيقُها.

وقد (خَوِصَت) عينُه وحَوِصت ، وهي (خَوْصاء) والرجل (أخْوَص).

خوض : (المَخاضة) في حديث عمر رضي‌الله‌عنه : موضع (الخَوْض) في الماء ، وهو الدخول فيه.

و (خُضْتُ) السَوِيقَ (بالمِخْوَض) : جدَحْتُه به ، وهو أن تصُبّ فيه ماءً وتضرِبه ليَختلِط. وسَويقٌ (مَخُوضٌ) ).

خوف : (خافه) على ماله (خَوفاً) ، و (تخوّفه) عليه مثلُه. وهذا أمرٌ (مَخُوف). وقوله عليه‌السلام : «إن أخْوَف ما أخاف على أمتي الشِركُ والشَهوة الخفِيّة» : فُسِّر الشِرك بالرِّياء

__________________

(١) ع : فأما.

(٢) خوار : مدينة كبيرة من أعمال الري بينهما نحو عشرين فرسخاً. ويطلق اسم «خوار» على مواضع أخر.

(٣) في ع : يصب ، يضربه ، مخوص «بتشديد الواو».

٢٧٤

(٨٨ / أ) والشهوةُ الخفيّة بأن تَعرِض (١) للصائم شهوةٌ فيواقِعها ويدعَ صومَه. وأَخْوفُ أفْعلُ ، من المفعول كَ «أشغلُ من ذات النِحْيَيْن (٢)».

وقوله : «فإن أوصى إلى فاسق مَخوفٍ على مالِه» أي يُخاف أن خون : (الخِيانه) خلاف الأمانة ، وهي تدخُل في أشياءَ سوى المال ، من ذلك قولُه عليه‌السلام : «لا تجوز شهادةُ خائن ولا خائنةِ». وأُريدَ بها في قوله تعالى : «وَإِمَّا تَخافَنَّ مِنْ قَوْمٍ خِيانَةً )» نكْثُ العهد ونقْضُه.

وقد (خانَه) ، ومنه : «تقول النعمةُ كُفِرْتُ ولم أُشكَر ، وتقول الأمانة خُنْت ) ولم أُحفَظ» وهو فُعِلْتُ على ما لم يسمَّ فاعِله.

و (خائِنَةَ الْأَعْيُنِ) : مُسارقَة النظَر ، ومنه الحديث : «ما كان لنبيّ أن تكون له خائِنةُ الأعين».

و (الخِوان) : ما يؤكل عليه ، والجمع (خُونٌ) و (أَخْوِنة).

خوي : (خَوَى) المكانُ : خلا (خَيّاً) ) من باب ضَرب. و (خَوِيَ البطنُ) : خلا من الطعام (خَوىً) من باب لبِس. ويقال : أصابه (الخوَى) أي الجوع.

وقولهم (خَوَّى) في السّجود (تَخْويةً) : إذا جافَى عضُديه ، مأخوذ من ذلك ، لأنه حينئذ يَبقى بين العضد والجنب (خَواءٌ). ومنهُ الحديث : «إذا صلّى الرجل فلْيُخَوِّ»

__________________

(١) ع : يعرض.

(٢) مجمع الأمثال ١ / ٣٧٦ والنحي «بكسر فسكون» : زق الدهن.

(٣) الانفال ٥٨ وتمامها : (فَانْبِذْ إِلَيْهِمْ عَلى سَواءٍ ، إِنَّ اللهَ لا يُحِبُّ الْخائِنِينَ).

(٤) بضم الخاء وكسرها ، والكسر أفصح كما كتب إلى جانبه في الأصل ، لأنه مبني للمجهول.

(٥) في هامش الأصل : «قال رحمه‌الله : خوى المكان خواء ، بالمد ، هو المثبت في الصحاح والمصادر ، وهو القياس».

٢٧٥

[الخاء مع الياء]

خير : (خَيّره) بين الشيئين (فاختار) أحدَهما و (تخيّره) بمعنىً. ومنه : فتخيَّر الحَرْبيُّ أيَّ الصبيّين شاءَ». وفي حديث غَيلان : «خيّره عليه‌السلام منهن أربعاً» إن كان محفوظاً فانتصاب «أربعاً» بفعل مضمر (١) ، وإلا فالصواب : «خيّره بين (٢) أربَعٍ» ، ويشهد له حديث أبي مسعود الثَقفي أنه أسلم وله ثمانِي نسْوة فخُيّر بينهن فتخيَّر أربعاً.

(٨٨ / ب). و (الخِيَرة) الاختيار في قوله (٣) : «فأهله بين خِبرَتين» كما قوله تعالى : «ما كانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ» (٤). وفي قوله (٥) : محمدٌ خِيرَةُ الله ، بمعنى المختار ، وسكون الياء لغة فيهما (٦).

و (الخِيار) اسم من الاختيار ، ومنه : «خِيار الرؤية».

و (الخِيار) أيضاً خلاف الأشرار ، ومنه قوله : «كذا وكذا بِرْذَوناً ذكراً خِياراً فُرْهةً» وإنما جمعَ حَمْلاً على المعنى ، وقال : «ذكراً» حملاً على اللفظ. و «الفُرْهة» جمع «فارهٍ» وهو الكيّس ، كصُحْبة في صاحب. و (الخِيار) بمعنى القَثَد (٧) معرّب.

خيس : (التَخييس) التذليل ، ومنه ما أنشدَ الخَصّافُ لعلي رضي‌الله‌عنه :

بَنَيْتُ بعد نافعٍ مخيَّسا )

__________________

(١) أي : فاختار.

(٢) ع : فالصواب بين.

(٣) ع : عليه‌السلام.

(٤) القصص ٦٨ : (وَرَبُّكَ يَخْلُقُ ما يَشاءُ وَيَخْتارُ ، ما كانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ سُبْحانَ اللهِ وَتَعالى عَمَّا يُشْرِكُونَ).

(٥) ع : قول. ط : قولك. هامش الأصل : قولهم.

(٦) أي في الآية وفي اسم النبي «ص».

(٧) القثد : نبت يشبه القثاء أو ضرب منه.

(٨) اللسان والقاموس المحيط «خيس» وطلبة الطلبة ١٤٢ والعقد الفريد ٤ / ١٨٣. ونافع : سجن بناه علي في الكوفة نقبه المحبوسون فاستبدل به المخيس.

٢٧٦

وهو اسم سجْنِ له ، وحقيقته موضعُ التَخييس.

خيش : (الخَيْش) بالفتح : الكتّان الغليظ.

خيط الْخَيْطُ (الْأَبْيَضُ) : ما يبدو من الفجر الصادق ، وهو المستطير ، والْخَيْطِ (الْأَسْوَدِ) : ما يمتدّ معه من ظُلمة الليل ، وهو الفجر المستطيل ، وهو استعارة من (الخيط) الذي يُخاط به ويُقال له (الخيّاط) أيضاً ، وهو المراد في قوله السلام : «أدّوا الخِياطَ والمِخْيَطَ».

وأما قوله تعالى : «فِي سَمِ الْخِياطِ» (١) فالمراد به المِخْيَط وهما الإبرة (٢).

خيف : (الخَيَف) اختلافٌ في العينَيْن ، وهو أن تكون إحداهما زرقاءَ والأخرى كحلاء ، وفَرس (أخْيَف). ومنه (الأخياف) وهم الإخوة لآباءٍ شتَّى ، يقال إخوةٌ أخيافٌ ، وأما (بنو الأخياف) فإن قاله مُتقِن فعلى إضافة البيان.

و (الخَيْف) بالسكون : المكان المرتفع نحو (خَيْف مِنىً) أو الذي اختلفَت ألوان حجارته. ومنه حديثه عليه‌السلام : «نحن نازلون بِخَيْفِ بني كِنانة» يعني المحصَّب. وفي حديث مَسيرِه عليه‌السلام إلى بدْرٍ : أنه مضى حتى قطَع (الخيُوفَ) على الجمع.

خيل : (الخَيْل) : اسم جمعٍ للعِراب والبَراذين ، ذُكورِها وإناثِها.

__________________

(١) الأعراف ٤٠ : (وَلا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِياطِ).

(٢) من قوله «وهو استعارة» إلى هنا ساقط من ع. ومن قوله : «وهو المراد» إلى هنا ساقط من ط وفيها عبارة أخرى هي : «... أيضاً ، ومنه الحديث : أدوا الخياط والمخيط. وفي التنزيل بمعنى المخيط والابرة».

٢٧٧

و (أخالَ) (٨٩ / أ) عليه الشيءُ : اشتبَه وأَشْكَل. وكلامٌ (مُخِيلٌ) : مُشَكِل.

ورجل (أخْيَلُ) : في وجهه (خالٌ) وهو بَثْرة إلى السواد (١) تكون في الوجه ، والجمع (خِيلانٌ).

خيم : (الخَيمة) بالفارسية : خَرْبُشْتَه ، عن أبي حاتم ، وعن ابن الأعرابي : (الخيمة) عند العرب لا تكون إلا من أربعة أعواد ثم تُسقَّف بالثُمام ولا تكون من ثيابِ. والتفسير الأول هو المعْنِيُّ ههُنا.

__________________

(١) أي تضرب إلى السواد. وفي ع : «بثر» بدل «بثرة».

٢٧٨

باب الدال

[الدال مع الهمزة]

دأل : أبو حاتِم : سمعت الأخفش يقول : (الدُئِل) ) بضم الدال وكسر الواو المهموزة : دُويبّة صغيرة شبيهةٌ بابن عرس ، قال : ولم أسمع بِفُعِل في الأسماء والصفات غيرَه. وبه سميت قبيلة أبي الأسود الدُؤلي ، وإنما فُتحت الهمزة استِثقالاً للكسرة مع ياءَي (٢) النسَب ، كالنَمَري في نَمِر.

و (الدُولُ) بسكون الواوِ غيرُ مهموزٍ : في بني حنيفة ، وإليهم يُنسب (الدُوليُ).

و (الدِيلُ) بكسر الدال : في تغْلِبَ وفي عبد القيس أيضاً ، وإليهم يُنسب (ثَور بن يزيد الدِيلى) ، و (سنانُ بن أبي سنان الدِيلي) ) ، وكلاهما في السِيَر. وفي نفي الارتياب : سنان بن أبي سنان (الدُوْليّ).

وفي متّفق الجوزَقيّ كذلك. وفي كتاب الكُنى للحَنْطلي : أبو سنان الدُولي ) ، ويقال الدِيليّ. وسيجيء في باب السين (٥).

[الدال مع الباء]

دبب : (الدَبّابة) : الضَبْرُ ، وهو شيءٌ يُتّخذ في الحروب

__________________

(١) رسمت في النسخ : الدؤل.

(٢) ع ، ط : ياء.

(٣) سقطت كلمة «الديلي» من ع.

(٤) ع : سنان بن أبي سنان الدؤلي.

(٥) أي في «سنن».

٢٧٩

يدخُل في جوفِه الرجال ثم يُدفع في أصل حِصنٍ فينقُبونه.

وأما قوله : «وتُكْره (الدبَّابات) والطُبول والبُوقات» فلا آمَنُ من أن يكون تحريفَ (الدَبادِب) جمع (دَبْدَبة) وهو (١) شِبْه الطَبْل.

دبج : (الدِيباج) : (٨٩ / ب) الثوب الذي سَداهُ ولُحْمته إبْرَيْسَمٌ ، وعِندهم : اسم للمنقَّش ، والجمع (دَبابِيج) ). وعن النخعي : أنه كان له طَيْلَسانٌ (مُدبَّج) ، أي أطرافه مزيّنة بالديباج.

وفي الحديث : «نهَى أن (يُدَبِّج) الرجلُ في ركوعه» وهو أن يُطأطِئ رأسه حتى يكون أخفضَ من ظهره.

وقيل : (تَدبيجُ الحمار) أن يُركَب وهو يشتكي ظهرَه من دَبَرٍ فيُرخيَ قَوائمه ويُطأمِن (٣) ظهرَه. وقد صح بالدال غيرَ معجمة ، والذالُ خطأ ، عن أبي عُبيدٍ والأزهري (٤).

دبر : (التدبير) الإعتاق عن دُبْرٍ وهو ما بعد الموت.

و (تدبَّر الأمرَ) نظر في (أدبارِه) أي في عَواقبه.

وأما قوله في الأيمان من الجامع : «وإن (٥) تدبّر الكلام تدبّراً» قال الحلوائي : يعني إن كان حلَف بعد ما فعَل ، وأنشد :

ولا يعرفون الأمر إلا تدبّرا )

__________________

(١) ع : وهي.

(٢) لأن أصل مفرده «دباج» بكسر الدال وتشديد الباء ، ويجمع أيضاً على «ديابيج».

(٣) يقال : طامن ظهره إذا حناه ، غير مهموز ، ويجوز الهمز. «هامش الأصل».

(٤) لم يذكر ذلك في مادة «دبج» من التهذيب. وجاء في هامش الأصل ما يلي : «وروي بالذال المعجمة ، والدال أعرف. قاله الهروي».

(٥) ع ، ط : فان.

(٦) صدره : «ولا يعرفون الشر حتى يصيبهم». وهو لجرير كما في الكامل «أول باب الخوارج» ، وله رواية أخرى في ديوانه ٢٤٦ «صاوي».

٢٨٠