المغرب في ترتيب المعرب - ج ١

أبي الفتح ناصر الدين المطرّزي

المغرب في ترتيب المعرب - ج ١

المؤلف:

أبي الفتح ناصر الدين المطرّزي


المحقق: محمود فاخوري و عبد الحميد مختار
الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: مكتبة اسامة بن زيد
الطبعة: ١
الصفحات: ٤٩٥
الجزء ١ الجزء ٢

(الصاعُ الحَجّاجيّ) و (القفيز الحَجّاجيّ) وهو تبَعُ الهاشميّ ، وهو ثمانية أرطال ، عن محمدٍ رحمه‌الله.

ومن مسائل الجَدّ : (الحَجّاجيَّة) وهي في : (خر). [خرق].

وأما حديث اللُقَطة : «أن رجلاً وجدَها أيام (الحُجّاج)» فذاك بالضم جمع (حاجٍ). وقد رُوي : «أيام الحجّ» ، وفي شرح السعدي (١) : «أيام الحاجّ» وهو بمعنى الحُجّاج ، كالسامر بمعنى السُمَّار في قوله تعالى : (سامِراً تَهْجُرُونَ)(٢).

حجر : (الحَجْر) : المنْع ، ومنه : (حَجَر) عليه القاضي في ماله : إذا منَعه من أن يُفسده ، فهو (مَحجورٌ عليه).

وقولهم : «المحجور يفعل كذا» على حذف الصلة ، كالمأذون ، أو على اعتبار الأصل ؛ لأن (٣) الأصل : (حجَره) لكن استُعمل في منعٍ مخصوص فقيل : (حَجر عليه).

و (الحَجْرة) : الناحية ، ومنها (٤) حديثُ فَرافِصَةَ : «أنه عليه‌السلام رأى رجلاً في (٥٦ / ب) حَجْرةٍ من الأرض فقال : أعِد الصلاة».

و (الحِجْرة) بالكسر : ما أحاط به الحطيمُ مما يلي المِيزابَ من الكعبة. وقوله : «كلّ شوطٍ من الحِجْر إلى الحِجْر» ويَعني به هذا ، سهوٌ ؛ إنما الصواب : «من الحَجَر إلى الحَجَر» يعني الحَجر الأسود» لأن الذي يَطوف يَبدأُ به فيستلِمه ثم يأخذ (٥) عن يمينه على باب الكعبة.

__________________

(١) على الجامع الصغير. وقوله : «وفي شرح السعدي أيام الحاج» : ساقط من ع.

(٢) المؤمنون ٦٧. وكلمة «تعالى» قبل الآية زدناها من ع ، ط.

(٣) من قوله : «لأن الأصل» إلى قوله : «حجر عليه» ساقط من ع ، ط.

(٤) ع : ومنه.

(٥) .............

١٨١

و (حَجْر) الإنسان بالفتح والكسر : حِضْنه ، وهو (١) مادُون إبطِه إلى الكَشْح ، ثم قالوا : فلان في حَجْر فلان ، أي في كنَفه ومنَعَتِه. ومنه قوله تعالى : «وَرَبائِبُكُمُ اللَّاتِي فِي حُجُورِكُمْ )».

وقولها (٣) : «إن ابني هذا كان له كذا وكذا وحَجْري له حُواءً» بالضم ؛ أي مكاناً (٤) يَحْويه ويُؤويه.

و (الحِجْر) بالكسر : الحرام ، و (الحُجْر) بالضم : لغة.

وبه سُمّي والد (وائل بن حُجْر). وبتصغيره سمّي والدُ قاضي مصرَ : (ابن حُجَيْر).

ومنه (تَحَجَّرْتَ) عليَّ ما وسَّعه (٥) الله ؛ أي ضيّقت وحَرَّمتَ.

و (احتَجر) الأرضَ : أَعْلَم عَلماً في حدودها لِيَحُوزَها ويمنعها. ومنه قول عمر رضي‌الله‌عنه لبلال بن الحارث : «إن رسول الله عليه‌السلام لم يُعطِك العقيقَ ـ وهو موضع ـ لتحْتَجِره عن الناس».

وفي حديثه أيضاً : «من أحيا أرضاً ميْتةً فهى له ، وليس لمحتَجيرٍ بعد ثلاث سنين حقٌّ».

وفي شرح خُواهَرْزادَه : «لِمُتَحجّر».

والأول أصحّ.

و (الحَجَر) بفتحتين : من هذا الباب ؛ لأنه ممتنع لصلابته ، وبجَمْعه سُمّيت (أحجار الزّيْت) وهي مَحلّة بالمدينة. ويُشتقّ منه فيقال : (استَحْجَر) الطينُ ؛ إذا صَلُب كالحجَر. والآجُرُّ طين (مستَحْجِرٌ) بالكسر ؛ أي صُلْبٌ.

__________________

(١) ع : وما.

(٢) النساء ٢٣.

(٣) ع ، ط : وقوله.

(٤) ع : مكان.

(٥)

١٨٢

و (الحَنْجَرة) : مجرى (٤٧ / أ) النفَس ، من هذا أيضاً ، لأنه موضعٌ ضيّق (١).

«حجَر الفصِّ» : في (جح). [جحر].

«أقصى حَجْر» : في (جز). [جزر].

حجز : (الحَجْز) : المنْع ، و (الحِجاز) : موضع معروف ؛ لأنه (حَجَز) ـ أي فَصل ـ بين الغَوْر ونجْدٍ ، وقيل : بيْن الغَور والشام وبيْن البادية.

وقيل : (احتَجَز) بالحِرار (٢) والحبال : أي (٣) أحاطت به ؛ من (احتَجز الرجلُ بإزاره) إذا شدَّه في وسَطه. وعن الأصمعي : إذا عرضَتْ لك الحِرارُ بنَجْدٍ فذلك الحجاز.

حجل : (الحَجَلة) ) بفتحتين : سِتر العروس في جَوف البيت ، والجمع (حِجال). وفي الصحاح : بيتٌ يُزيَّن بالثياب والأسِرّة.

وبه يُخرَّج قول محمدٍ في عِيدان الحَجَلة وكِسْوتها.

و (والحِجْل) بالكسر : الخَلْخال والقَيْد ، والفتح لغة ، وجمعُه (حُجول) و (أَحجال). ومنه : فَرسٌ (محجَّل) وهو الذي قوائمه الأربع بِيض ، قد بلغ البياضُ منه ثُلْثَ الوَظيف أو نِصفَه أو ثُلثيْه بعد أن يُجاوِز الأرساغ ؛ لأن ذلك موضع (الأحْجال).

حجم : (حَجْمُ) الشيء : مَلْمَسُه تحت يدك ؛ عن الغوريّ. وعن الليث : (الحَجْم) وِجْدانُك مَسَّ شيءٍ تحت ثوبٍ ؛ يقال : مَسِسْتُ الحُبلى فوجدت حجم الصبيّ (٥) فى بطنها.

__________________

(١) سقطت كلمة «ضيق» من ع.

(٢) ج حرة : وهي أرض ذات حجارة سود نخرة كأنما أحرقت بالنار.

(٣) ع : لأنها.

(٤) ع : الحجل.

(٥) ع : الجنين.

١٨٣

و (أحْجَم) الثدْيُ على نحر الجارية : إذا نَهَد ، وحقيقتُه : صار له (حَجْم) أي نُتُوءٌ وارتفاع. ومنه قوله : «حتى يَتَبيَّن حجمُ عِظامها» ، وقوله : «مكّنْ جبهتك من الأرض حتى تجد حجْمَها».

و (الحَجْم) أيضاً : فعْلُ (الحَجّام) ؛ من باب طلَب.

و (الحِجامة) : حرفته. و (المِحْجَمة) بالكسر : قارورته ، وكذا (المِحْجَم) بطرح الهاء.

و (المَحْجَم) ، بالفتْح ، من العُنق : موضع المِحْجَمة ، عن الليث (٥٧ / ب) والأزهري (١). ومنه قوله : «ويجب غَسْل المَحاجم» يعني مواضع الحِجامة من البدَن.

حجن : (المِحْجَن) : عُود معْوجُّ الرأس كالصَّوْلجان (٢).

حجي : في الحديث : «من بات على ظهر بيتٍ ليس له (حِجَى) فقد برئتْ منه الذمَّة» : رُوي بالكسر والفتح ، وهو الحجاب والسِتر.

[الحاء مع الدال]

حدأ : (الحِدَأُ) بالكسر ، وقد يُفتح : طائر يصيد الجُرِذان. وعن ابن عباس : «لا بأس بقتل (الحِدَوِّ) والأفْعَوِّ للمُحْرِم».

ورَوى البخاري : (الحُدَيّا). قال الأزهري : كأن «الحُدَيّا» تصغير «الحِدَوّ» ؛ لغة في «الحِدَأ» ).

__________________

(١) تهذيب اللغة ٤ / ١٦٦.

(٢) في المختار : «وحجنت الشيء ، من باب صر ، واحتجنته : جذبته بالمحجن إلى نفسك. والحجون ، بفتح الحاء : جبل بمكة ، وهي مقبرة».

(٣) ............

١٨٤

وعن أبي حاتم : أهلُ الحجاز يقولون لهذا الطائر : (الحُدَيّا) ، ويَجمعونه : (الحَداوَىِ) (١). قال : وكلاهما خطأٌ.

حدب : (حَدِب حدَباً) فهو (أحدبُ) ، من باب لبِس.

و (الحُدْبة) ) : عينُ ذلك النتوء في الظَهر. وقوله في الواقعات : «الأحدب إذا بلغ حُدوبَتُه الركوع» تحريف ، والصواب : (حَدَبُه).

و (الحُدَيبِيَة) بتخفيف الياء الأخيرة ، وقد تُشدّد : موضع قريب من مكة.

حدث : (الحدوث) : كون شيءٍ لم يكن ، يقال : (حدَث) أمرٌ (حُدوثاً) ؛ من باب طلب. وقولهم : «أخَذَه ما قَدُم وما حَدُث» بالضم ؛ على الازدواج : أي قديمُ الأحزان وحديثُها.

و (الحدَث): الحادِث ، ومنه : «إياك والحدثَ في الإسلام» يعني لا تُحْدث شيئاً لم يُعهد قبلُ (٣). وبه سمي «الحدَث» من قلاع الروم ؛ لِحدوثه أو لكونه عُدّةً لأحداث الزمان وصروفه.

و (حِدْثانُ) الأمر : أوله. ومنه حديث صفيّة ؛ وهي عروس : «بجِدْثانِ ما دخلتُ عليه ، عليه‌السلام».

وقوله عليه‌السلام لعائشة رضي‌الله‌عنها : «لولا حِدْثان قومكِ بالجاهلية» ، ويُروى (٥٨ / أ) : «حَداثةُ

__________________

(١) بكسر الواو مع ياء مشددة ، أو بفتحها مع الألف.

(٢) كذا ضبطت في الأصل ، أي بضم فسكون. وفي ع بفتحتين. ولم يذكرها الفيروزابادي. وهي في اللسان والتاج والمختار والتهذيب بفتح الحاء والدال معاً ، وزاد في التهذيب. قوله : «وقال الليث : الحدب مصدر الأحدب ، والاسم الحدبة» بضم فسكون. وفصل الزمخشري في الأساس فقال : «وفي ظهره حدبة ـ بضم فسكون ـ ومن المجاز : نزلوا في حدبٍ من الأرض وحدبةٍ ـ بفتحتين فيهما ـ وهو النشز وما أشرف .....

(٣) ....................

١٨٥

قومك بالكُفر» وهما بمعنًى. يقال : افعل هذا الأمر (بحِدْثانه) و (بحَداثَته) ، أي في أوّله وطَراءتِه (١). ويُروى : «لولا (٢) أن قومكِ حديثُ عهدٍ بالجاهلية» والصواب : «حَديثُو عهدٍ» بواو الجمع مع الإضافة ، أو «حديثٌ عهدُهم» على إعمال الصفة المشبَّهة ؛ كما في الصحيحين.

و (حَديثةُ المَوْصل) : قريةٌ ؛ وهي أول جدّ السواد طُولاً.

و (حَديثةُ الفُرات) : موضع آخر.

حدد : (الحَدّ) في الأصل : المنْعُ ، وفعله من باب طلب ، و (الحَدّ) : الحاجِز بين الموضعين ، تسميةً بالمصدر. ومنه (حُدود الحرم).

وقوله : «مُسْلِمةٌ موقوفة على حدّ مَحْرَم» أي على شرَفِ أن يطأها كافرٌ. وكذا : «مسْلم موقوفٌ على حد كُفْر» أي يُلْجأُ بالضرب أو بالقتل كي يكفُر بالله. وقول العلماء لحقيقة الشيء : (حَدٌّ) لأنه جامع مانع.

و (الحدّاد) : البوّاب لمنْعه من الدخول. وسميت عقوبة الجاني (حَدّاً) لأنها تَمنع عن المُعاودة ، أو لأنها مقدَّرة. ألا ترى أن التعزير ـ وإن كان عقوبةً ـ لا يسمَّى حدّاً ؛ لأنه ليس بمقدَّر. وقول عمر لابن عوف رضي‌الله‌عنهما : «لو رأَيته على حدٍّ» : أي على أمر موجبٍ للحدّ. وقيل في قوله : «إلّا مَجْلوداً في حدّ» : أراد حدَّ القذْف.

و (الحدّاد) : الذي يقيم الحدَّ ، فَعّال منه ، كالجَلَّاد من الجَلْد. ومنه قوله : «أُجْرة الحدّاد على السارق» ، وقيل : هو السَجّان ؛ لأنه في الغالب يتولّى القطْع. والأول أقرب وأظهر.

__________________

(١) ..............

(٢) .................

١٨٦

و (حُدود الله) : أحكامه الشرعية ؛ لأنها مانعة عن التخطي إلى ما وراءَها ، ومنه قوله تعالى : «تِلْكَ حُدُودُ اللهِ فَلا تَعْتَدُوها» (١).

ويقال لمَحارمه ومناهيه (٥٨ / ب) : (حُدود) لأنها ممنوعٌ عنها. ومنه : «تِلْكَ حُدُودُ اللهِ فَلا تَقْرَبُوها» (٢). و (المَحْدود) : خلاف المَجدود (٣) لأنه ممنوع عن الرزق.

و (حِداد المرأة) : ترْك زينتها وخضابها بعد وفاة زوجها ؛ لأنها مُنعت عن ذلك أو منعت نفسها عنه (٤). وقد (أحدَّت إحْداداً) فهي (٥) (مُحِدٌّ) و (حَدّت تَحُسِدُّ) ـ بضم الحاء وكسرها ـ (٦) (حِداداً). و (الحِداد) أيضاً : ثياب المأتم السُّود.

وأما (الاستِحداد) : لحلْق العانة ؛ فمشتقّ من (الحديد) لأنه يُستعمل في ذلك ، وكأنه سمي حديداً لأنه منَع نفسه بصلابته.

ومنه : «وحَوافِرَها حديداً» أي صلبة كأنها حديد. وبه سمّي والد عُمارة بنِ حَديد البَجَليّ ؛ في باب السَرايا. و (الحِدادة) بالكسر : صناعة الحدّاد وهو الصانع في الحديد. وقوله : «له أن يَعمل فيما بَدا لَه من الأعمال ما خلا الرحى والحَدّادَ والقصّارَ» الصواب : «ما خلا الرّحى والحِدادَة والقِصارة» لأن تلك الأعيان ليست من أعماله.

و (حُدّان) بالضم : اسمٌ مرتَجلٌ من حروف الحديد. ومنه سعيد بنُ حُدّانَ ، في السِيَر ، يَروي عن علي رضي‌الله‌عنه.

حدر : (الحَدْر) : السرعة والتَّوْريم ، وهو مصدر

__________________

(١) البقرة ٢٢٩. وعبارة : «قوله تعالى» قبل الآية زيادة من ع.

(٢) البقرة ١٨٧.

(٣) صاحب الجد ، بالفتح ، وهو الحظ.

(٤) سقطت كلمة «عنه» من ع.

(٥) في الأصل : «فهو» والتصويب من ع ، ط.

(٦) التقييد

١٨٧

قولهم (١) : هو (يَحْدُر) في الأذان وفي القِراءة. وضَربه حتى (حَدَّرَ) جِلْدَه : أي ورَّمَه (٢) ، من باب طلب.

وبتصغيره : سمي حُدَيْر بنُ كُرَيْب ، أبو الزاهِريَّة ، وزيادُ بن حُدَير.

حدق : (أحْدَقوا) به : أحاطوا حوله. ومنه قوله : «الدارُ مُحْدِقة بالبستان» أي محيطة. و (حَدَّق) إليه (تَحديقاً) : شدَّد النظَر إليه. وقول (٥٩ / أ) الحجّاج وقد أُرْتِج عليه : «قدْ هالَني كثرة رؤوُسكم وإحداقكم إليّ بأعينكم» ، الصواب : «تحديقُكم إلي».

حدل : (ذاتُ أحْدالٍ) : موضع بالصَّفْراء ، وهي وادٍ في طريق مكة ، مات به عبيدة بن الحارث. وفي السِّيَر بالجيم والحاء.

حدم : دمٌ (محتَدِم) : شديد الحمرة إلى السواد. وقيل شديدُ الحرارة ، من (احتدام) النار وهو الْتهابها. ومنه (احتدَم) الشراب : إذا غَلا (٣).

حدو : (حَدا الإبلَ) ساقَها (حَدْواً) ). و (حَدا) لها غنّى لها. و (الحادي) : مثل السائق.

[الحاء مع الذال]

حذر : (الحذَر) الخوف. وفي المثَل : «أحذَر من

__________________

(١) ع : قولك.

(٢) الذي في الأساس : «وضربه حتى أحدر جلده ، أي ورمه وجعله حادراً غليظاً. وقد حدر الجلد بنفسه حدوراً».

(٣) كذا في ...

(٤) .......

١٨٨

الغراب» (١). وباسم المفعول منه كُنِي (أبو مَحذورة) المؤذّن (٢) ، واسمه سَمُرة أو أوسُ بن مِعْير ، مِفْعل بالكسر ، من عيار الميزان.

حذف : (الحَذْف) : القطع والإسقاط ، ومنه : فرَسٌ (محذوف) الذنَب أو العُرْف : أي مقطوعُه. ويُجعَل عبارةً عن ترك التطويل والتمطيط في الأذان والقراءَة ، وهو من باب ضرَب.

و (تَحذيف) الشَّعر : تطريره وتسويته ، تَفْعيل ، من الطُرّة (٣) ، وهو أن يأخذ من نواحيه حتى يَستوي. ومنه : «الأخذ من عُرف الدابّة وقصُّ الحافر ليس برِضىً ، كتقليم الأظفار والتَحذيف في الجارية».

(حُذافة) : في (خر). [خرج].

حذق : (التَحذيق) من الحِذْق ؛ قياس لا سَماع.

حذم : «فاحذِم» : في (رس). [رسل].

حذلم : (تَميم بن حَذْلَمٍ) ) بوزن سَلْجَم ، يَروي عن علي رضي‌الله‌عنه.

حذو : قولهم : (حِذاءَ) أُذنيه ، و (حَذْوَ) مَنْكبيه : كلاهما صحيح. ويقال : (حَذَوْته) و (حاذَيْته) أي صِرْتُ بحذائه.

ومنه قول الحلوائي : «ما يَحْذُو رأسَها» أي ما يُحاذيه من الشَعر (٥٩ / ب) ولا يَسترسِل.

و (حَذا النعْلَ) بالمثال (٥) : قطعَها به (٦). و (حَذا) لي

__________________

(١) مجمع الأمثال ١ / ٢٢٦.

(٢) صحابي ، مات بمكة ٥٩ ه‍.

(٣) قوله : «تفعيل من الطرة» ساقط من ع.

(٤) هو أبو سلمة الكوفي. ثقة ، مات سنة ١٠٠ ه‍.

(٥) أي على مثال.

(٦) قوله : «به» ساقط من ع.

١٨٩

نعلاً : عملها. وفي المنتقَى : «القولُ في هذا قولُ المحذُوّةِ له» ، الصواب : المحذُوِّ له» أو «المحذُوَّةِ له النّعْلُ» كما في المقطوعةِ (١) يدُه.

وفي حديث مسّ الذكَر : «هل هذا (٢) إلا بَضْعةٌ منك أو حِذْوةٌ»؟. ويُروى «حِذْية» بالكسر فيهما ، وهما القطعة من اللحم إذا قُطعت طُولاً.

و (الحُذْيا) : العطيّة ، و (أحْذَيته) أعطيتُه. ومنه الحديث : «كان يُحذي النساء والصبيانَ من المَغْنم». و (حذَيْتُه) لغة ، ومنه حديث شُقْرانَ : «فحذاهُ كلُّ رجلٍ من الأُسارى» أي أعطاه شيئاً ، وكان على أُسارى بَدْر.

و (حذا) الشرابُ أو الخلُّ لسانه : إذا قَرصَ. وهذا لبَنٌ قارص (يَحْذي) اللسان ، وهو أن يفعل به شِبْهَ القَطْع من الإحراق.

[الحاء مع الراء]

حرب : (حُرِب) الرجل ، و (حَرِبَ حَرَباً) فهو (حَريب) و (مَحروب) : إذا أُخِذَ مالُه كلّه. ومنه قول صَفيّة حين بارَز الزبيرُ رضي‌الله‌عنه : «وا حرَبَى» ، وهي كلمة تأسّفٍ وتلهّف ، كقولهم : يا أسَفى (٣). ويُروى أنها قالت : «واحِدِي» أي هذا واحِدِي ، على سبيل الاستعطاف لأنه ما كان لها ابنٌ سِواه.

__________________

(١) ع : كما المقطوعة.

(٢) ع : هل هو.

(٣) رسمت في الأصل بلا شكل ، وفي ع فتحت الفاء.

١٩٠

و (الحَرْب) بالسكون : معروفة. وقوله [تعالى](١) : «فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللهِ وَرَسُولِهِ» (٢) : أي فإن لم تفعلوا التَّركَ والانتهاء عن المطالبة فاعلموا أن الحرب تأتيكم من قِبَل الرسول والمؤمنين.

وتفسير مَن قال : إنهم حَرْبٌ لله ، أي أعداءٌ محاربون ، تَردُّه (٣) كلمة «مِن».

وقوله : «ويُكره إحراقُ المشرِك بعد ما يُقْدَر عليه ؛ فأمّا وهو (٤) في حَرْبه» أي وهو مُحارِب. ويُروى : «في حِزْبه» أي في جماعته وقومه ؛ لكليهما (٦٠ / أ) وجهٌ.

وعن أبي حنيفة : «كانت مكة إذ ذاك حَرْباً» ، أي دارَ حربٍ.

حرث : (حرَث) الأرض (حَرْثاً) : أثارها للزراعة.

ومنه : «أَفَرَأَيْتُمْ ما تَحْرُثُونَ )». و (الحَرْث) : ما يُستَنْبَت بالبَذْر والنَوى والغَرْسِ ، تسميةٌ بالمصدر ، وهو مجاز. وقوله (٦) تعالى : «نِساؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ (٧)» : مجاز من طريق آخر ؛ وذلك أنهن شُبّهن بالمَحارث ، وما يُلقَى في أرحامهن من النُطَف : بالبُذور.

وقوله : (أَنَّى شِئْتُمْ) أي من أيّ جهة أردتم ؛ بعد أن يكون المأتَى واحداً وهو موضع الحرث.

وباسم الفاعل منه (٨) سمي (الحارثُ بن لقيط) النّخَعيُ (٩) في

__________________

(١) من ع ، ط.

(٢) البقرة ٢٧٩. وقوله : «ورسوله» لم يرد في نسخة الأصل.

(٣) ع ، ط : يرده.

(٤) في الأصل : «هو». والمثبت من ع ، ط ؛ وهو الأحسن.

(٥) الواقعة ٦٣.

(٦) في الأصل : «قوله» بلا واو. والمثبت من ع ، ط.

(٧) البقرة ٢٢٣ وبعدها : (فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ).

(٨) منه : زيادة من ع ، ط.

(٩) كوفى ، ثقة مخضرم ، مات قبل سنة ١٠٠ ه‍.

١٩١

الصيد ، و (الحارثُ بن قيسِ) (١) في النكاح. وقيس بن الحارث أو قيس بن ثابت : كلاهما سهوٌ فيه.

حرج : (حَرِجَ) صدرُه : ضاق ، (حَرَجاً) ) ، من باب لبِس. ومنه : (الحَرَجُ) ضِيقُ المأثَمِ. و (تحرّج) من كذا :

تأثَّم ، وحقيقته جانَبَ الحَرَج. وفي أضاحي الخمير (٣) الخُوارَزْميّ : فتحرّجَتْ أو حرّكتْ ذنَبها ؛ أنّ (٤) ذلك ذَكاتُها. كأنه استعار التحرُّج للتحرّك على بُعْدٍ. والظاهر أنه تحريفُ : «فتحركت» أو «فتحوّزتّ» من تحوّزتِ الحيَّةُ : إذا تَلوَّت وترَحَّتْ ، من الرَّحى (٥).

حرح : (الحِرُ) : بالتخفيف. وقد حكى الأزهريُّ التشديد (٦). والأصل : (حِرْحٌ) بدليل (أَحْراح) في جمْعِه.

حرد : (الحَرَدُ) : أن يَيْبَس عصَبُ يد البعير من عِقالٍ ، أو يكونَ خِلْقة فتَخْبِطَ إذا مَشى. وبعيرٌ (أحْرَدُ). المذكور في الرواية هذا ، والجيم والذال في الشرح.

و (الحَرَاديُ) : ما يُلقى على خشَب السقف من أطنان القصَب ـ عن الأعرابي ـ الواحد (حُرْدِيٌ) ، وهو نَبَطيّ. قال ابن السكيت : ولا تقُل هُرْديّ. وفي «العين» : الهُرْديّة قصَبات تُضمّ مَلْويّةً بطاقات الكَرْم (٦٠ / ب) تُرسَل عليها قُضبانُ الكَرْم ، و (الحُرْدِيّة) : حِياصة الحَظيرة التي تُشَدُّ على حائط من قصَبٍ عَرْضاً.

__________________

(١) الجعفي الكوفي ، ثقة ، قتل بصفين ، وقيل مات بعد علي.

(٢) ع : حرجاً ضاق.

(٣) في هامش الأصل : «الخمير اسم للأمير بلسان أهل خوارزم» ع : حمير ، بثلاث نقط تحت الباء. ط : معاظم. وفي القاموس المحيط : «خمير» بلا تعريف بأل.

(٤) ط : أي أن.

(٥) من الرحى : زيادة من ع. أي صارت كشبه الرحى.

(٦) تهذيب اللغة ٣ / ٤٣٣.

١٩٢

حرر : (الحَرّ) خلاف البَرْد.

وقولهم : «وَلِّ حلرَّها من تولّى قارَّها (١)» أي : وَلِّ شرَّها من تولّى خيرَها ، تمثَّل به الحسن رضي‌الله‌عنه حين أمره عليّ أن يَحُدَّ الوليد بن عُقْبة بشُرب الخمر أيام عثمان رضي‌الله‌عنه، والمعنى أنه إنما يتولّى إقامة الحدِّ من يتولّى منافع الإمارة.

و (الحَرّة) الأرض ذات الحجارة السُود ، والجمع (حِرار).

و (يوم الحَرّة) يومٌ كان ليزيدَ (٢) على أهل المدينة قُتل فيها خلْق كثير من أبناء المهاجرين والأنصار. وقوله : «وبه قضَى زيدٌ في قتلى الحَرّةِ» الصواب ابنُه خارجةُ لأنه رضي‌الله‌عنه مات سنة خمسٍ وأربعين أو خمسين ، و (يومُ الحَرّة) كان سنة ثلاث وستين ، وهي تُعرف «بحَرّة وَاقِم» بقُرب المدينة.

و (الحُرّ) خلاف العبد ، وتُستعار (٣) للكريم كما العبدُ للَّئيم.

وبه سمّي (الحُرُّ بن الصَيّاح) (٤).

و (الحُرّة) خلاف الأَمَة وبها كُني (أبو حُرّة) واصل بن عبد الرحمن (٥) ، عن الحسن البَصْري في السِيَر ، وفتح الحاء خطأٌ.

وقولهم (أرض حُرّة) لا رَمل فيها ، مجاز. وأما قولهم للتي لا عُشْر عليها (حُرَّة) فمولَّد.

__________________

(١) مجمع الأمثال ٢ / ٣٦٩ والنهاية «حرر».

(٢) بعده في ط : «لعنه الله» وقد بقي لفظ الجلالة في نسخة الأصل وطمس الفعل. وعبارة ع «ليزيد فيه الكرة على ..».

(٣) ع ، ط : ويستعار.

(٤) بعدها في ط : «فعال من الصيحة» وقد أثبتت هذه العبارة في هامش الأصل بزيادة «وهو» قبلها. والحر بن الصياح النخعي الكوفي ، ثقة ، مات بعد سنة ١٠٠ ه‍.

(٥) صدوق عابد ، وكان يدلس عن الحسن. مات سنة ١٢٢ ه‍.

١٩٣

و (الحُرّيّة) مصدر (الحُرّ) وحقيقتها الخَصَلة (٦١ / ا) المنسوبة الى (الحُرّ) ويقال لجماعة الأحرار (حُرّيّةٌ) نسبةً [إليها](١) ومنها قول محمد : «فصالَحوهم على أن يُؤمِنُوا حُرّيَّتَهم من رجالهم ونسائهم».

و (حَرَّ المملوكُ) : عَتَقَ (حَراراً) من باب لبِس ، و (حرَّره) صاحبه. ومنه «فتَحْرير رقَبةٍ (٢)». و (تحَرَّر) بمعنى (حَرَّ) قياسٌ. وقوله تعالى : «إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ ما فِي بَطْنِي مُحَرَّراً» (٣) أي مُعْتَقاً لخدمة بيت المقدِس.

و (الحَرُوريّة) اسم بمعنى الحُرّيّة وفتح الحاء هو الفصيح.

وأما (الحَرُوريّة) لِفرْقةٍ من الخوارج فمنسوبة إلى (حَرُوراء) قريةٍ بالكوفة كان بها أوّلُ تحكيمهم واجتماعهم ، عن الأزهري (٤). وقول عائشة رضي‌الله‌عنها لامرأةٍ : «أحَرُوريّةٌ أنت؟» : المراد أنها في التعمّق في سؤالها كأنها خارجيّة ، لأنهم تعمّقوا في أمر الدين حتى خرجوا منه.

و (الحَرير) الإبريسم المطبوخ ، وسمّي (٥) الثوب المتَّخذ منه (حَريراً). وفي جمع التفاريق : «الحريرُ ما كان مُصْمَتاً ، أو لحمتُه حرير». وفي كراهِيَة (٦) شرح الجامع الصغير الحُسامي (٧) : «سِتْرُ الحرير وتعلِيقُه على الأبواب» ، و «سِتر الخِدْر» : تصحيف.

و (حَرّانُ) من بلاد الجزيرة ، إليه تُنسَب ثياب (٨) الحَرّانيَّة.

حرز : (أحرَزه) جعله في الحِرْز و [الحِرز])

__________________

(١) من ع. أي ينسب أيضاً إلى الحرية والياء فيها ياء النسبة معنى لا لفظاً مثل كرسي في النسبة ..

(٢) وردت في ثلاث آيات هي : النساء ٩٢ (مرتين) ، المجادلة ٣.

(٣) آل عمران ٣٥.

(٤) التهذيب ٣ / ٤٣٢.

(٥) ع : سمي.

(٦) أي في الكلام على ما يكره.

(٧) أي الذي ألفه حسام الدين الملقب بالصدر الشهيد. وقد عرفنا به في حواشي مادة «ثمن».

(٨) ع ، ط : الثياب.

(٩) من ط.

١٩٤

الموضع الحَصين. وباسم فاعله سمّي (مُحْرِزُ بن جعفر) أبو هريرة ، مولى أبي هريرة ، يَروي عن صالح بن كَيْسان في السِيَر ، هكذا في «المشتَبِه» عن عبد الغنيّ ، وعن الدارَقُطْني كذلك. وفي النفي (مُحَرَّزٌ) براءٍ مشدّدةٍ مفتوحةٍ مكرَّرةٍ أكثر.

واسم المفعول منه (مُحْرَز) و (حَريزٌ) أيضاً. وبه سمي حَريزُ بن عثمان في السِيَر ، يَروي عن عبد الله بن بُسْرٍ ، قال في «الجَرْح» : هو ثقة. وقيل : كان يُرمَى (٦١ / ب) بالانحراف عن علي رضي‌الله‌عنه. وعن الحلوائي : هو مطعون فيه.

وقوله : «ما تمّت سَرقَتُه في مالٍ مَحْرُوز» صوابه : «مُحْرَزٍ» وإن صحّ ما في [كتاب](١) المقاييس من (حَرَزْتُه) كان هذا اسم مفعولٍ منه ، وبتصغيره سمّي والد عبد الله بن مُحَيْرِيز الجُمَحيّ ، في حديث الأذان والتَّرجيع فيه.

و (حَراز) [بالتخفيف](٢) على فَعالٍ منه : قلْعةٌ إليها يُنسب أزهر (٣) بن عبد الله الحَرَازِيّ في السِيَر.

حرس : (حرَسه حِراسةً) حفِظه. و (الحَرْس) في مصدره قياسٌ لا سماع ، وقد وقع في كلام محمد رحمه‌الله كثيراً.

و (الحَرَس) بفتحتين جمع (حارس) كخادم وخدَم. وقول عمر رضي‌الله‌عنه : «ألا أُنبِئكم بليلةٍ هي أفضلُ من ليلة القدر؟ حارسٌ حرَس في سبيل الله لعله لا يؤوب إلى رَحْله» أي ليلةُ حارس ،

__________________

(١) زيادة من ط ليست في الأصلين. والعبارة في مقاييس اللغة لابن فارس ٢ / ٣٨.

(٢) من ط ، وقد أثبتت في هامش الأصل. وفي ع شددت الراء والعين في كلمتي : «حراز ، فعال» وهو خطأ.

(٣) ط : زهير ، تحريف. وأزهر الحرازي : حمصي ناصبى صدوق اللهجة وحزم البخارى بأنه ابن سعيد. توفى بعد سنة ١٠٠ هجرية.

١٩٥

كقوله : «أفضل الأعمال الحالُّ المرتحِل» أي عمل الحالّ. «لعله لا يؤوب إلى رحله (١) : أي لا يرجِع إلى منزله ، في موضع الحال وتقديره : يائساً من الحياة غيرَ راجٍ إياها.

و (حَريسة الجبل) هي الشاة المسروقة مما يُحرَس في الجبل.

وقيل : هو من قولهم للسارق : (حارس) على طريق التعكيس. وفي «التكملة» : «حرَسني شاةً» أيْ سرَقها ، (حَرْساً).

حرص : (حرص) القصّارُ الثوبَ : شقَّه في الدقّ.

ومنه (الحارصة) في الشِجاج ، وهي التي (تَحْرِص) الجِلْد أي : تشُقّه (٢).

حرض : (الحُرْضُ) الأُشْنان ، و (المُحْرُضَة) ) وِعاؤه.

حرف : (الحرْف) الطَرف. ومنه (الانحراف) و (التَحرُّف) : الميلُ إلى الحَرْف. وفي التنزيل : «مُتَحَرِّفاً لِقِتالٍ» (٤) أي مائلاً له وأن يصير بحرفٍ ) لأجله ، وهو من مَكائد الحرب يُري العدوَّ أنه منهزِم ثم يَكُرّ عليه. ومنه الحرْف (٦٢ / ا) في اصطلاح النحويين.

وأما قوله «نزَل القرآن على سبعة أحرفٍ» : فأحسنُ الأقوال

__________________

(١) من قوله. «أي ليلة حارس» إلى هنا ساقط من ط.

(٢) في المختار : الحارصة : الشجة التي تشق الجلد قليلاً ، وكذا الحرصة بوزن الضربة.

(٣) من أسماء الآلة التي جاءت مضمومة الميم والعين مثل المنخل والمكحلة. قال سيبويه : «لم يذهبوا بها مذهب الفعل ولكنها جعلت أسماء لهذه الأوعية». (شرح المفصل ٦ / ١١١). هذا وقد شكلت في معجماتنا بكسر الميم وفتح الراء ، على القياس.

(٤) الأنفال ١٦ : (وَمَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلَّا مُتَحَرِّفاً لِقِتالٍ ، أَوْ مُتَحَيِّزاً إِلى فِئَةٍ ، فَقَدْ باءَ بِغَضَبٍ مِنَ اللهِ).

(٥) ط : بحزف منه.

١٩٦

أنها وجوه القراءة التي اختارها القُرّاء. ومنه : فلان يقرأ بحرف ابن مسعود.

وقيل للمحروم غير المرزوق (مُحارَفٌ) لأنه بِحَرْفٍ من من الرزْق ، وقد (حُورِف) والاسم (الحُرْفة) بالضم.

و (الحِرْفة) بالكسر : اسم من (الاحتراف) ، الاكتساب.

و (حَريف) الرجل مُعامِله. ومنه : «رجل له (حَريف) من الصيارفة أمَره أن يُعطي رجلاً ألف درهمٍ قضاءً عنه ـ أو لم يذكر قضاء عنه ـ ففعَل فإنه يرجع على الآمِر وإن كان غيرَ حَريف فإن قال قضاء عنّي رَجع وإلّا فلا».

حرق : «ضالّة المؤمن (حَرقُ) ) النار» : هو اسم من (الإحراق) كالشفَق من الإشفاق ، ومنه : «الحَرقُ والغرَق والشرَقُ شهادة». وعن ابن الأعرابي : المراد به في الحديث اللهبُ نفسُه.

وأما الثَقْب في الثوب فإن كان من النار فهو بسكون الراء ، وإن كان من دَقّ القصّار فهو محرَّك ، وقد رُوي فيه السكون.

والمعنى أنّ من أخذ الضالّة للتملّك فإن ذلك يؤدّيه إلى الحَرْق.

و (الحُراقة) بالضم والتخفيف : ما يَبقى من الثوب المحترِق.

و (الحريق) : النار. وأما الحديث : «والحَرِيق شهيد والغَريق شهيد» فالمراد : (المُحرَق) وإن لم أجده ، ونظيره : (الْكِتابِ الْحَكِيمِ) بمعنى المُحْكَم ، على أحد القولين. وفي كلام محمد رحمه‌الله : «ولو وُجد مَن في المعركة حريقاً أو غريقاً لم يُغسَل». و (الحَرْقَى) في جمعِه مبنيٌّ عليه وهو مثل قَتْلَى وجَرْحى ، في قتيل وجريح.

__________________

(١) في المصباح المنير : «الحرق بفتحتين اسم من إحراق النار» وفي النهاية : بالفتح وقد تسكن الراء.

١٩٧

وأما (الحُرَقَة) بفتح الراء فلقَب لبطنٍ من جُهَينة ، منهم عبد الرحمن بن العلاء الحُرَقي وهو الذي بقي في بطن أمه أربع (٦٢ / ب) سنين ، عن الحَلْوائي.

حرم :

(حَرُم) الشيءُ فهو (حَرامٌ) وبه سمّي (حَرام) ابن معاوية و (حَرام) بن عثمان الأنصاري ، عن عبد الرحمن بن جابر ، وعنه أبو بكر بن عياش. و (بنو حَرام) قوم بالكوفة نُسبت إليهم المحَلّة الحَراميّة.

و (الحُرْمة) اسم من (الاحترام) وقوله :

اليومَ يومُ الملْحَمهْ

تُهْتَكُ فيه الحُرُمَهْ

يعني حُرْمة الكفار ، وإنما حُرّكَ الراءٌ بالضم لإتْباع ضمّة الحاء.

و (المَحْرَم) الحَرام والحُرمة أيضاً ، وحقيقته موضع الحُرْمة.

ومنه : «هي له مَحْرم وهو لها محرم». وفلان مَحرمٌ من فلانة.

و (ذو رَحِمٍ) مَحرْمٌ : بالجرّ صفة للرَّحِم ، وبالرفع لِذو.

وأما قوله : «وإنْ وهَبها لأجنبيّ أو ذي رَحم ليس بمحرم ، أو لذي محرم ليس برحم» فالصواب : «أو لمَحْرمٍ ليس بذي رَحِم».

حرن : (حرَن) الفرَس : وقف ولم يَنْقَد (حُروناً) و (حِراناً) من باب طلب ، وهو (حَرُون). و (الحَرنُ) في معنى الحِران : غير مسموع.

حري : (التَحرّي) طلب أحْرى الأمريْن ، وهو أَوْلاهما ، تفعُّل منه ، وقيل : أصله قصْدُ الحَرَى ) وهو جَناب القوم ، ثم استعير فقيل (تحرَّيت) مرضاتَك ، وهو (يتحرّى الصّواب) : أي

__________________

(١) ع ، ط : الحرا.

١٩٨

يتوخّاه وقوله : «الجهة المتَحرّى إليها (١)» صوابه «المتَحرّاةُ».

و (حِراءٌ) بغير حرف التعريف مكسوراً ممدوداً ، والقصر خطأٌ : علَمٌ لجبلٍ بمكّة (٢). ومن فسره بجبل في طرَف المفازة وأخَذَ التحرّي منه فقدْ سَها. وفي الحديث : «اسكُنْ حِراءٌ» على حذف حرف النداء.

[الحاء مع الزاي]

حزب : (الحِزْب) واحد (الأحزاب) وهو الجماعة. ومنه : «قرأ (حِزْبه) من القرآن» أي وِرْدَه ووظيفته. ونُهي عن (تَحزيب) القرآن : وهو أن يُجعل حِزباً حزباً ، كلُ (٣) شيءٍ لعمل معيّن من صلاة أو غيرها.

و (يوم الأحزَاب) : هو يومُ الخندق لأن الكفّار (تحزّبوا) ) على أهل المدينة حتى خنْدَقوا.

(٦٣ / ا) و (حَزَبَهُم أمرٌ) : أصابهم ، من باب طلَب.

حزر : (الحَزْر) التقدير ، ومنه : «فأنا لي أَحْزَر النخْل» ويُروَى (جِزاز) [النخل](٥) بالجيم والزاء (٦) المكرّرة.

و (حَزْرة) المال : خِيارُه ، يقال : هذا (حَزْرة مالِه) و (حَزْرة قَلْبه) و (حَزرة نفْسِه) لأنه يُقدِّرهُ في نفسه ويُعدِّده ، ومنه الحديث : «لا تأخذ من (حَزَرات) أنفُس الناس شيئاً ، خُذ الشارِفَ» أي المُسنّة والفَتيّة.

__________________

(١) أي المتوجه إليها.

(٢) يذكر ويؤنث. فان أنث لم يصرف (المختار).

(٣) ط : يؤخذ كل.

(٤) أي تجمعوا.

(٥) من ع.

(٦) ع ، ط : والزاي.

١٩٩

و (غُلامٌ حَزوَّرٌ) : احتلم واجتَمعت قُواه.

حزز : (الحَزّ) القطع ، ومنه : «الإثم حَوازُّ القلوب» (١) على فَواعلَ ، جمعُ (حازّة) كدابّة ودوابّ ، وهي الأمور التي تحُزّ في القلوب ، أي تَحُكّ وتُوهِمُ أن تكون معاصيَ لفَقْد الطُمأنينة إليها.

وأما (حَزّاز) على فَعّال منه ، فلم يَرْوِه أحدٌ ، وعن شِمْر «حَوّاز» على فَعَّال من الحَوْز : الجمْع ، أي يَحوز القلوبَ ويَغلِب عليها. والأوّل أشهر (٢).

حزم : (الحَزْم) شَدُّ (الحِزامِ) ومنه : «الحَزْمُ جودة الرأي» وبه (٣) سمّي أبو جَدِّ أبي بكر بن حزم ، لأنه ابنُ محمد ابن عمرو (٤) بن حزم ، إلا أنه نُسب إلى الجَدّ فاشتُهِر به ، وهو ممن اسمُه كُنيتُه.

وباسم الفاعل سمي والد (جَرير بن حازم) و (اسحاق بن حازم) ، وكُني به والدُ (قيس بن أبي حازم) ، وكلّهم في السِيَر.

حزي : (الحازي) في (عر). [عرف].

[الحاء مع السين]

حسب : (حَسَب) المالَ : عَدَّه ، من باب طلب (حَسْباً) و (حُسْباناً) ومنه : أحسنت إليه (حَسَبَ ) الطاقة) و (على حَسبَها) أي قَدْرَها.

و (حسَبُ) الرجل : مآثِرُ آبائه ، لأنه يُحسَب به من

__________________

(١) الحديث في النهاية ١ / ٣٧٧ ، ٤٥٩ برواياته المختلفة.

(٢) أي (جواز) على فواعل. وقد اثبت ابن الاثير رواية «حزاز» من الحز.

(٣) في الأصل «ومنه» وأثبت ما في ع ، ط.

(٤) ع : عمر.

(٥) سكنت السين في ع.

٢٠٠