المغرب في ترتيب المعرب - ج ١

أبي الفتح ناصر الدين المطرّزي

المغرب في ترتيب المعرب - ج ١

المؤلف:

أبي الفتح ناصر الدين المطرّزي


المحقق: محمود فاخوري و عبد الحميد مختار
الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: مكتبة اسامة بن زيد
الطبعة: ١
الصفحات: ٤٩٥
الجزء ١ الجزء ٢

باب الخاء

[الخاء مع الباء]

خبأ : (خبَأه فاختبَأ) أي سَتره فاستَتر. ومنه (الخِباء) الخيمة من الصوف. و (المختَبِىء) الذي يَستتِر حتى يَشهد حيث لا يَعلم المشهودُ عليه.

خبب : (الخَبَب) ضرْب من العَدْوِ دُون العَنَق ، لأنه خَطْو فَسيحٌ ، وبتصغيره سمي خُبيب بن عديّ ، صحابي ، وهو الذي أُسِرَ وصُلِب.

خبث : (الأخبثان) في الحديث : الغائط والبول ، يقال (١) : (خَبُث) الشيءُ (خُبْثاً) و (خبَاثةً) خلافُ «طاب» في المعنيين.

يقال شيءٌ (خَبيث) أي نَجس أو كرِيهُ الطعم والرائحة. هذا هو الأصل ثم استُعمل في كل حرام. ومنه : (خَبُثَ بالمرأة) إذا زَنى بها. وفي التنزيل : «الْخَبِيثاتُ لِلْخَبِيثِينَ» (٢).

«من الخُبُث والخَبائث» : في (حش). [حشش].

«ولا خِبْثةَ» : في (عد) (٣). [عدو].

«لم يَحمِل خَبَثاً» في (قل). [قلل].

__________________

(١) ع : ويقال.

(٢) النور ٢٦.

(٣) ع : «دع» بدل «عد» ، غلط.

٢٤١

خبر : نَهى عن (المُخابرة) وهي مُزارَعة الأرض على الثُلث والرُبع ، عن أبي عبيدٍ ، (٧٧ / ا) من (الخَبِير) وهو الأكّار لمُعالجته (الخَبار) وهو الأرض الرِخْوة. وقيل : من (الخُبْرة) ، النصيب. وعن شِمْر : من (خَيْبَر) لأنها أول ما دُفِعت إليهم كذلك.

وعن ابن عمر رضي‌الله‌عنهما (١) : «كنا لا نَرى بالخَبْر بأساً حتى زعم رافعُ بن خَديجٍ أنه عليه‌السلام نهى عنه».

خبط : (تخبَّطه) الشيطان : أفسده (٢). وحقيقتُه أن يَخبِطه أي يَضرِبه ، وهو من زَعمات أهل الجاهلية.

[الخاء مع التاء]

ختل : (خَتله) خدعه. ومنه «أخْتلُ من ذئب (٣)».

ختم : (ختَم) الشيءَ وضع عليه الخاتَم. ومنه (خَتْمُ الشهادة) وذلك على ما ذكَر الحلوائي أن الشاهد كان إدا كتب اسمه في الصكّ جَعل اسمه تحت رصاصٍ (٤) مكتوباً ووضَع عليه نقشَ خاتِمه حتى لا يَجري فيه التَزوير والتبديلُ.

وعن الشعبي أن رجلاً قال : «أرى نقشَ خاتَمي في الصكَ ولا أذكُر الشهادة» قال : «لا تَشهدْ إلا بما تعرِف فإن الناس ينقُشون في الخواتيم».

__________________

(١) ع : عنه.

(٢) ع : «أخذه» بدل «أفسده».

(٣) جمهرة الأمثال «١ / ٤٣٩» : «أختل من الذئب» وفي مجمع الأمثال «١ / ٢٦٠» : «أخون من ذئب».

(٤) في هامش الأصل : «يعني رصاصاً معجوناً بالزئبق ، لأنه ينطبع إذا كان كذلك. قال المصنف : وقد جربته فوجدته هكذا».

٢٤٢

وأما (خَتْم الاعناق) فقد ذُكر في الرسالة اليوسفيّة أن عمر رضي‌الله‌عنه بعث ابنَ حُنَيفٍ على «ختْم عُلوج السَواد» فختَم خمسمائة ألفِ عِلْجٍ بالرصاص على الطَبقات ، أي أَعْلَمها اثني عشر درهماً ، وأربعةً وعشرين ، وثمانيةً وأربعين (١) ، [وصورته أن يُشَدّ في عنقه سَيْر ويوضَع على العُقدة خاتَمُ الرصاص (٢)].

و (المختوم) : الصاع بعينه ، عن أبي عبيدٍ. ويَشهد له حديث الخُدْريّ (٣) : «الوَسْقُ ستّون مختوماً».

و (ختَم القرآنَ) أتمّه. وقوله : «كان سليمان الأعمش يقرأ خَتْماً» أي يَختم خَتْماً مرّةً بحرف ابن مسعود ، ومرةً من مصحف عثمان رضي‌الله‌عنهما.

ختن : (خَتَنتُ) الصبيَّ (خَتْناً) و (اختتَن) هو (٧٧ / ب) خُتِنَ أو ختَن نفسَه ، و (الخِتان) الاسم. و (الخِتان) أيضاً : موضع القَطْع من الذكَر والأنثى ، والتقاؤهما (٤) كنايةٌ عن الإيلاج لطيفةٌ.

وعن ابن شميل : سمّيت المُصاهرة (مخاتَنةً) لالتقاء الختانين منهما.

ومنه (الخَتَن) وهو كل من كان من قِبل المرأة ، مثلُ الأب والأخ وهكذا (٥) عند العرب ، وعند العامّة : (خَتَنُ الرجل) زوجُ ابنتِه.

وعن الليث : (الخَتَن) الصِهر ، وهو الرجل المتزوّج في القوم.

__________________

(١) ع : «وأربعةً وعشرين درهماً المتوسط ، وثمانيةً وأربعين الموسر».

(٢) ما بين مربعين من ط وهو مثبت في هامش الأصل بخط مغاير وبعده : «قال المصنف رحمه‌الله : هكذا رأيته في تاريخ خوارزم» وكتب في هامش ع بخط الناسخ نفسه ما يلي مذيلاً بحرف ه : «صورته أن يشد على عنقه سير ويوضع الختم على العقدة بخاتم الرصاص ، كذا رأيته في تاريخ خوارزم لابن سمقة».

(٣) هو أبو سعيد الخدري الصحابي واسمه سعد ابن مالك. توفي سنة ٧٤ ه‍.

(٤) المعني بالتقائهما غيوب الحشفة ... حتى يصير ختانه بحذاء ختانها ... وليس معناه أن يماس ختانه ختانها (هامش ع ، باختصار) وانظر التهذيب ٧ / ٣٠٠.

(٥) ع ، ط : هكذا (بلا واو).

٢٤٣

قال المصنف (١) : والأبوان خَتَنا ذلك الزوج ، وعلى ذا أبو بكر وعمر خَتَنا رسولِ الله عليه‌السلام. هكذا عن ابن الاعرابي. وعن أيوب سألتُ سعيد بن جُبير : أينظرُ الرجل إلى شَعر خَتَنَتِه؟ فقرأ : (وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَ) (٢) الآية. فقلت : لا أراها فيهنَ ، أراد بخَتنَته أمَّ امرأته.

وقال الأزهري (٣) «(الختون والختُونة): المخاتَنة ، وهي تجمعُ المصاهرةَ بين الرجل والمرأة وأهلُ بيتها أَخْتانٌ ) ، وأهلُ بيت الزوج أختانُ المرأة».

والصهر حرمةُ الخُتونة ، وخَتَنُ الرجل فيهم (٥) صِهرُه والمتزوَّج فيهم أصهارُ الخَتَن.

وعن الليث : لا يقال لأهل بيت الختَن إلّا أخْتانٌ. وأهلُ بيت المرأة أصهارٌ. ومن العرب من يجعلهم كلَّهم أصهاراً وصِهْراً ، والفعلُ المصاهرةُ. وأصْهرَ بهم الخَتنُ صار فيهم صِهراً.

وعن الأصمعي : الأحماءُ من قِبل الزوج ، والأَخْتانُ من قِبَل المرأة ، والأصهارُ تَجمعُهما. قال : ولا يقال غيرُ ذلك. وعن ابن الأعرابي نحوه.

وقال الفراء في قوله تعالى : (وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْماءِ بَشَراً فَجَعَلَهُ نَسَباً وَصِهْراً) (٦) : (٧٨ / ا) النسَبُ ما (٧) لا يَحِلّ نكاحه

__________________

(١) كلمة «المصنف» ليست في ع.

(٢) النور ٣١ «مرتين». وبعدها في ع ، ط : (إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ).

(٣) تهذيب اللغة ٧ / ٣٠٠ ، ٣٠٢ وقد تصرف المطرزي في العبارة يسيراً.

(٤) ع : أختانه. ط : أختان الزوج. وفي التهذيب : «أختان أهل (بيت) الزوج».

(٥) قوله : «فيهم» ليس في ع.

(٦) الفرقان ٥٤.

(٧) في ع : «النسب الذي».

٢٤٤

كبنات (١) العمّ والخال وأشباهِهنّ من القرابة التي يَحلّ تزوُّجها (٢).

وقال الزجَّاج : الأصهار من النَسب لا يَجوز لهم التزويج (٣).

والنَسبُ الذي ليس بصهر من قوله [تعالى](٤) : (حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهاتُكُمْ) إلى قوله (وَأَنْ تَجْمَعُوا بَيْنَ الْأُخْتَيْنِ)(٥).

وعن ابن عباس في تفسير النَسب والصهر خلافُ ما قاله الفراء جُملةً ، وخلاف بعض ما قاله الزّجاج.

قال (٦) : حرّم الله من النسب سبعاً ومن الصهر سبعاً (حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهاتُكُمْ) إلى قوله : (بَناتُ الْأُخْتِ) ومن الصهر (٧) (وَأُمَّهاتُكُمُ اللَّاتِي أَرْضَعْنَكُمْ) إلى قوله (وَأَنْ تَجْمَعُوا بَيْنَ الْأُخْتَيْنِ)(٨) ، (وَلا تَنْكِحُوا ما نَكَحَ آباؤُكُمْ)(٩).

قال الأزهري : وهذا هو الصحيح الذي لا ارتياب فيه ، هذا هو المذكور في كتب اللغة. وفي شرح الزيادات : «أوصى بثُلث ماله لأختانه» : هم أزواج البنات والأخوات والعمّات والخالات ، وكل امرأةٍ ذاتِ رحمٍ محرَم من المُوصي ، ومن كان من قِبَل هؤلاء الأزواج من ذَوي الرحِم المحرَم من رجالٍ ونساءٍ ، والأصهار من كان مِن قِبَل

__________________

(١) في الأصل : «كبنت» والمثبت من ط ليناسب ما بعده. وفي ع : «كبنت العم والخال وأشباهنهما».

(٢) ع ، ط : تزويجها.

(٣) وكتب في هامش الأصل : التزوج.

(٤) من ع ، ط.

(٥) النساء ٢٣.

(٦) أي ابن عباس.

(٧) قال ابن حجر : وفي تسميته ما هو بالرضاع صهراً تجوز (شرح صحيح البخاري ... كتاب النكاح).

(٨) النساء ٢٣.

(٩) النساء ٢٢. وهذا نص آيتي النساء «٢٢ ـ ٢٣» : (وَلا تَنْكِحُوا ما نَكَحَ آباؤُكُمْ مِنَ النِّساءِ. إِلَّا ما قَدْ سَلَفَ إِنَّهُ كانَ فاحِشَةً وَمَقْتاً وَساءَ سَبِيلاً. حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهاتُكُمْ وَبَناتُكُمْ وَأَخَواتُكُمْ وَعَمَّاتُكُمْ وَخالاتُكُمْ وَبَناتُ الْأَخِ وَبَناتُ الْأُخْتِ وَأُمَّهاتُكُمُ اللَّاتِي أَرْضَعْنَكُمْ وَأَخَواتُكُمْ مِنَ الرَّضاعَةِ وَأُمَّهاتُ نِسائِكُمْ وَرَبائِبُكُمُ اللَّاتِي فِي حُجُورِكُمْ مِنْ نِسائِكُمُ اللَّاتِي دَخَلْتُمْ بِهِنَّ فَإِنْ لَمْ تَكُونُوا دَخَلْتُمْ بِهِنَّ فَلا جُناحَ عَلَيْكُمْ ، وَحَلائِلُ أَبْنائِكُمُ الَّذِينَ مِنْ أَصْلابِكُمْ ، وَأَنْ تَجْمَعُوا بَيْنَ الْأُخْتَيْنِ إِلَّا ما قَدْ سَلَفَ ، إِنَّ اللهَ كانَ غَفُوراً رَحِيماً).

٢٤٥

الزوج (١).

وقال الحَلْوائيّ : الأصهار في عُرفهم : كلُّ ذي رَحِم محرم من نسائه اللاتي يموت هو وهنّ نساؤُه أو في عِدّةٍ منه ، وفي عرفنا : أبو المرأة وأمها ، ولا يسمى غيرُهما صِهراً.

[الخاء مع الثاء]

خثر : لبَنٌ (خاثِر) غليظ ، وقد (خَثُر خثُورةً). ومنه : (خَثُرت نفسُه) ، إذا غَثَتْ. واستيقظ فلان (خاثِرَ النفس) إذا لم تكن طيّبةً.

خثعم : (الخَثْعمية) في الزكاة : وهي أسماء (٧٨ / ب) بنت عُمَيس من المهاجرات.

خثي : (الأخثاء) جمع (خِثْيٍ) وهو للبقر كالرَّوث للحافر.

[الخاء مع الجيم]

خجل : (الخَجالة) من خطأ العامّة ، والصواب (الخَجْلة) أو (الخَجَلُ).

[الخاء مع الدال]

خدج : في الحديث : «كلّ صلاة لم يُقرأ فيها بأمّ الكتاب فهي (خِداج)» : أي ناقصةٌ. وحقيقتُه «ذاتُ خِداجٍ» وهو في الأصل النقصان ، اسم (٢) من (أخدجَت) الناقة (إخداجاً) إذا ألقت

__________________

(١) في ع ، ط : «الزوجة» وقد كتب في هامش الأصل أيضاً : «المرأة».

(٢) ع : وهو اسم.

٢٤٦

ولدَها ناقصَ الخلْق. ومنه حديث علي رضي‌الله‌عنه في ذي الثُدَيّة : «مُخْدَجُ اليَدِ» أي ناقِصُها.

خدلج : (خِدَلَّج) ) في (صه). [صهب]

خدر : (خُدرةُ) ، بالسكون : حيّ من العرب إليهم ينسب أبو سعيد الخُدْريُ.

خدش : (الخَدْش) مصدر (خدَش) وجهَه : إذا ظَفَره فأدماه أو لم يُدمِه. ثم سمي به الأثَرُ ، ولهذا جُمع في الحديث : «جاءت مسْألتُه (٢) خُدوشاً». خدع : (خدعَه) : ختَله (خَدْعاً) ، ورجل (خَدوع) كثير الخَدْع. وقوم (خُدُعٌ).

و (الخَدْعة) المرّة. وبالضم (٣) ما يُخدَع به. وبفتح الدال (٤) الخَدّاع.

قال ثعلب : والحديث (٥) باللغات الثلاث : فالفتْح على أن الحرب يَنقضي أمرُها بخَدْعة واحدة ، والضمّ على أنها آلةُ الخِداع ، وأما الخُدَعَة فلأنها (٦) تَخدَع أصحابها لكثرة وقوع الخداع فيها ، وهي أجود معنىً ، والأُولى أفصح لأنها لغة النبي عليه‌السلام.

و (الأَخْدعان) عِرقان في موضع الحِجامة من العنق.

__________________

(١) كذا شكلت في الأصل بفتح الخاء وكسرها معاً. وسترد كذلك في مادة «صهب» والذي في المعجمات بفتح الخاء فحسب ولكن بلا تصريح بحركة الخاء.

(٢) أي سؤاله.

(٣) ع : والخدعة (بضم الخاء).

(٤) ع : والخدعة (بضم ففتح). وفي المختار : «ورجل خدعة بفتح الدال أي يخدع الناس ، وخدعة بسكونها أي يخدعه الناس».

(٥) وهو قوله عليه‌السلام : «الحرب خدعة». «متفق عليه».

(٦) أي الحرب.

٢٤٧

خدم : (الخادم) واحد (الخَدَم) ، غلاماً كان أو جاريةً ، إلا أنه كثُر في كلام محمدٍ رحمه‌الله بمعنى الجارية ، منه : «فمتَّعها بخادمٍ سَوداء» (١). و (التَخديم) : أن يَستدير البياضُ بأرساغ رجْلي الفرس دون يديْه ، من الخَدَمةِ : الخلخالِ. وفَرَسٌ (مخدَّمٌ) و (أخْدَمَ).

خدن : (الخِدْن) واحد (الأخدان) وهو الصديق في السرّ. (٧٩ / ا) و (المخادَنة) المصادَقة والمكاسَرة بالعينين في المغازلة أيضاً. وقوله : «لا تجوز شهادة صاحب الغناءِ الذي يُخادِن عليه» بكسر الدال ، يعني به المغنيّ الذي اتّخذ الغناء حرفةً فهو يُصادق بذلك الناسَ ويَجمعهم له (٢).

[الخاء مع الذال]

خذف : (الخَذْفُ) : أن تَرمي بحصاةٍ أو نواة أو نحوها ، تأخذه (٣) بين سبّابتيْك. وقيل أن تضع طرف (٤) الإبهام على طرف السبّابة. وفِعله من باب ضرب.

خذم : (خِذَامُ) بن خالدٍ الأنصاري ، بالكسر : له صُحبة ، ولابنتِه خنساء وهي التي رَدّت نكاحَها بإذن رسول الله عليه‌السلام فتزوّجها أبو لُبابَة رضي‌الله‌عنه.

[الخاء مع الراء]

خرء : (خَرِيَ خِراءة) ) : تغوّط ، من باب لبس.

__________________

(١) الحديث في النهاية «خدم».

(٢) أي للغناء.

(٣) ع : «أو نواة تأخذها».

(٤) في الأصل : «رأس» ولكنها أحيطت بدائرة وصوبت في الهامش الأيسر إلى «طرف». وكتب في الهامش الأيمن ما يلي : «قوله رأس الابهام ، وفي الأصل : أن تضع طرف الابهام على طرف السبابة ، وكأنه مضروب عليه بالقلم».

(٥) بكسر الخاء وفتحها في المصدر.

٢٤٨

و (الخَرْءُ) واحد (الخُروء) مثل قَرْءٍ وقُروءٍ. وعن الجوهري : بالضم كجُنْدٍ وجُنود ، والواو بعد الراءِ غلط.

خرب : (خَراب) الأرض : فَسادها بفَقْد العِمارة. ومنه : «شهادة الرجل جائزة ما لم يُضْرب (١) حدّاً أو لم يُعلَم منه (خَرْبة) في دِينه» أي عَيب وفساد ، والزاء والياء تصحيف.

و (الخُرْبة) بالضم : عُروة المَزادة ، ومنها قول الشافعي رضي‌الله‌عنه : «وإن كان الهَدْيُ شاةً فَقلِّدْها خُرْبة ولا تُشعِرْها (٢)».

و (الخَرّوب) نبْت ، وقيل : شجر الخَشْخاش وهو الذي تشاءَم به سليمان عليه‌السلام. و (الخُرْنوب) ) لغة.

خرث : (الخُرْثِيُ) مَتاع البيت. وعند الفقهاء : سقَطُ متاعِه. ومنه حديث عُمير : أعطاه من خُرْثيّ المَتاع ، قال : يعني به الشفَقَ (٤) منه ، هكذا جاء موصولاً به (٥) وهو الرديّ من الأشياء.

يقال : ثوبٌ شَفَقٌ أي رديء رقيق.

خرج : (الخُروج) معروف ، وباسم الفاعلة منه سمي (خارجة (٧٩ / ب) ابن حُذافةَ) العدَويُّ راوي حديث الوتر ، صحابي.

و (الخَراج) ما يَخرج من غَلّة الأرض أو الغُلامِ ، ومنه : «الخَراجُ بالضّمان» أي الغَلّةُ بسببِ أنْ ضَمِنْتَه ثم سُمّي ما يأخذُ السلطانُ خَراجاً فيقال : أدّى فلان (خَراج أرضه) وأدّى أهلُ الذمة (خراجَ رُءوسهم) يعني الجِزْية.

__________________

(١) أي يعاقب بجرمٍ ارتكبه.

(٢) ع : «المزادة وإن كان الهدي شاةً يقلدها خربةً ولا يشعرها».

(٣) بضم الخاء كما نص عليه تحتها في الأصل. وفي ع شكلت الخاء بالفتح.

(٤) يقال : ثوب شفق (على الوصف) أي سخيف رديء النسج (الأساس).

(٥) أي بالمتاع. وفي ع : «هذا» بدل «هكذا».

٢٤٩

وعبدٌ (مُخارَجٌ) وقد (خارجه) سيّدُه : إذا اتّفقا على ضَريبة يردُّها عليه عند انقضاءِ (١) كل شهر.

و (الخُرَاج) بالضم : البَثْر ، الواحدة (خُرَاجة) وبَثْرةٌ.

وقيل : هو كل ما يَخرج على الجسد من دُمَّلٍ ونحوه.

خرفج : «ويُكره (٢) السَراويل (المُخَرْفَجةُ)» : هي الواسعة التي تقَع على ظهْر القَدم.

خرخر : (الخَيْراخَرِيُ) منسوب إلى (خَيْراخَر) ) بالفتح : من قرى بُخاري.

خرص : (خَرص) النخلَ : حزَر ما عليها (خَرْصاً).

و (الخِرْص) بالكسر : المخْروص.

خرط : (اختَرط) السيفَ : سلَّه من غِمده.

خرف : «عائدُ المريضِ على (مَخارِف) الجنة حتى يرجع» : جمع (مَخْرَفٍ) وهو جَنَى النخلِ ، وقيل : النخلُ والبستان.

ومنه حديث أبي قتادة : «فابتعْتُ مَخْرَفاً فإنه لأوّلُ مالٍ تأثّلتُه».

وقيل : الطريق. وتَشهد (٤) للأول الروايةُ الأخرى : «على خُرفة الجنّة» وهي جَناها ، وكذا (الخُرافةُ) وحقيقتها ما اختُرِف منها.

ومنه (٥) (الخُرافات) : الأحاديث (٦) المستملَحة ، ومثلها الفُكاهة من الفاكهة ، وبها سمي (خُرافةُ) : رجلٌ استهوتْه الجنّ كما

__________________

(١) في ع : «رأس» وصححت فوقها إلى «انقضاء».

(٢) ع : تكره.

(٣) ذكر ياقوت قريتين من قرى بخارى إحداهما (خيزا خزا) «بفتح أوله وبعد الألف خاء مضمومة وزايان» ينسب إليها أبو محمد الخيزاخزي مفتي بخارى ، والثانية (خراجرى) ينسب إليها جماعة من الفقهاء من أصحاب أبي حفص الكبير (!!). وفي ط : الخراخري ، ثم : خراخر.

(٤) ع ، ط : ويشهد.

(٥) من ع. ط.

(٦) ع ، ط : للأحاديث.

٢٥٠

تزعم العرب فلما رجع أخبرَ بما نال منها فكذَّبوه حتى قالوا لِما لا يمكن (١) : «حديثُ خُرافة» ).

وعن النبي عليه‌السلام أنه قال «وخُرافةُ حقٌّ» يعني ما يحدِّث (٨٠ / ا) به عن الجنّ. وفي شرح الحَلْوائي : اسم المفقود (خُرافةُ) يعني في حديث ابن أبي ليلى ، وهو بعيد لأنه كان في عهد عمر رضي‌الله‌عنه ، و (خُرافةُ) كان في عهد النبي عليه‌السلام.

و (الخريف) أحد فصول السنة ، سمي بذلك لأنه يُخترَف ) فيه الثمار ، ثم أُريدَ به السنةُ كلّها في قوله : «من صام يوماً في سبيل الله باعدَه الله من النار أربعين خريفاً ، أو سبعين» أي مسافةَ هذه المدّة.

وهذا هو التأويل في حديث ابن مسعود : «يُدفَع القاضي في مَهْواةِ (٤) سبعين خريفاً» أيْ : في هُوَّةٍ عميقة مقدارُ عمقها (٥) مسيرةُ هذا المقدار ، ولا يُراد حقيقةُ الأربعين [أو السبعين](٦) وإنما يراد المبالغة على عادة العرب ، ويجوز أن تُراد.

خرق : (الخَرْق) : مصدر (خرَق) الثوبَ والخُفّ ونحوهما ، من باب ضَرب ، ثم سمي به الثُقبةُ ، ولذا جُمع فقيل (خُروق) وإنما وحَّدَه في قوله : «فآثار الأشا في خَرْقٌ فيه» نظراً إلى الأصل (٧).

ومثلهُ : «ويُجمع الخرقُ في خفٍّ واحد».

و (المَخارِقُ) المعتادةُ في البدَن : مثل الفم والأنف والأذن والدُبر ونحوها ، جمع (مَخْرَق) وإن لم نسمعه.

__________________

(١) ع : أخبر بما رأى فكذبوه حتى قالوا لما لم يكن.

(٢) مجمع الأمثال ١ / ١٩٥.

(٣) أي يقطع ، وفي ع : تخترف.

(٤) بكسر آخره مضافاً إلى «سيعين». وفي ع بالكسر منوناً.

(٥) في الاصل وحده «سعتها» وصوبت في الهامش إلى «عمقها»

(٦) من ع.

(٧) أي المصدر ، والمصدر لا يجمع في الأصل.

٢٥١

و (خَرَق) المفازة : قطَّعها حتى بلغ أقصاها. و (اخْتَرقها) : مرّ فيها. عَرْضاً على غير طريقٍ. ومنه : «لا تختَرقِ المسجد» أي لا تجعلْه طريقاً. و (اختَرق) الحِجْرَ : دخل في جوفه ولم يَطُفْ حول الحَطيم.

و (الخُرْق) بالضم : خلاف الرفْق ، ورجل (أَخْرق) : أي أحمق ، وامرأة (١) (خَرْقاء) ، وبها سميت إحدى مسائل الجَدّ (٢) : (الخرقاء) لكثرة اختلاف الصحابة فيها وهي الحَجّاجية (٣).

وأما (الخرقاء) من الشاء للمثقوبة الأذن فذلك من الأول (٤).

خربق : (٨٠ / ب) : (الخِرْباق) اسم ذي اليدين.

خرنق : (خُرَيْنِق) على لفظ تصغير ولد الأرنب (٥) : أختُ عمرانَ بن الحُصَين ، يَروي عنها عبد الملك بن عُبيد في السِيَر.

خركاه : (الخَرْكاهْ) بالفارسية : القُبَّة التركيَّة ، ويقال في تعريبها : خَرْقاهةٌ.

[الخاء مع الزاي]

خزر : في حديث المفقود : «أكلتُ خَزيراً (٦)» : (الخَزيرة) مرَقةٌ تُطبَخ بما يُصفّى به (٧) من بُلالة النُخالة تسمّيه الفرس سَبُوسْبَا (٨).

و (الخَزَر) ضِيق العين وصِغرها من (الخنزير). و (الخَنازير)

__________________

(١) ع : والمرأة.

(٢) سقطت كلمة «الجد» من ع.

(٣) وتسمى المثلثة أو العثمانية. وقد سبق ذكرها في «ثلث».

(٤) أي من الخرق.

(٥) ويدعى الخرنق بكسر الخاء والنون.

(٦) ط : خزيرة.

(٧) سقطت كلمة «به» من ع.

(٨) بفتح السين الأولى وسكون الثانية. وفي ع شكلت الثانية بالفتح.

٢٥٢

غُدَد في الرقبة وفي الأجزاءِ الرخوة كالإبط ، لكنّ وقوعها في الرقبة أكثر.

(الخِيْزَراناتُ) بالكسر : جمع (خِيْزَران) فارسيٌّ ، وهو ما يُجعل فيه الفُقّاعُ ويُحمل على العاتِق.

خزز : (الخَزّ) اسم دابّة ، ثم سمي الثوب المتَّخذ من وبَره (خَزّاً).

خزق : في حديث النخعي : «إذا (خَزَق) المِعراضُ فكُلْ» أي نَفذ. يقال : سهمٌ (خازِقٌ) أي مُقَرْطِسٌ نافذ ، والمِعراض : السهم الذي لا ريش عليه يَمضي عَرْضاً فيصيب بعَرْض العود لا بحدّه.

وفي حديث عديّ (١) أنه قال [للنبي](٢) عليه‌السلام : «أَرمي (٣) بالمِعراض فيَخْزِق». قال : «إنْ (خزَق) فكُلْ وإن أصاب بعَرْضه فلا تأكلْ».

وفي حديثٍ آخر : «ما (خزَقْتم) فكُلوه إذا ذكرتُم اسم الله عليه».

والسين لغة (٤) والراء تصحيف.

وعن الحسن : «لا تأكلْ من صَيد المِعراض إلا أن (يَخزِق)».

خزم : (خَزَم) البعيرَ : ثقَب أنفه (للخِزامة) من باب ضرب ، وكلُّ مثقوبٍ (مخزومٌ). ومنه قوله في كتاب القاضي الى القاضي : «يَخزِمه ويَختِمه» لأن ذلك الكتاب يُثقب للسِحاءة (٥) ثم يُختَم. و (كتابٌ مخزوم) ، والحاء ـ من الحزم بمعنى الشدّ ـ (٨١ / ا) تصحيفٌ.

__________________

(١) يعني عدي بن حاتم.

(٢) من ع ، ط. وبعدها في ع صلى الله عليه.

(٣) ع : إني أرمي ،

(٤) يعني خسق.

(٥) أي من أجل السجاءة ، وهي ما يشد به الكتاب ، ومثلها السحاية بكسر السين أيضاً ، والسحاة «بفتح السين».

٢٥٣

وباسم الفاعل منه يُكنى (١) أبو خازم القاضي ، وهو عبد الحميد ابن عبد العزيز قاضي بغداد.

خزي : في حديث الشعبي : «ووقعْنا (٢) في (خَزْيةٍ) لم نكن فيها برَرةً أتقياء» هي الخَصْلة التي (يَخْزَى) فيها الإنسان ، أي يَذِلّ : من (الخِزْي) ، أو يستَحْيي : من (الخَزَاية).

[الخاء مع السين]

خسرو : إناءٌ (خُسْرَواني) : منسوب إلى (خُسْرَو) ) ملكٍ من ملوك العجم.

خسس : (خَسائس) الأشياءِ : مُحقَّراتها ، جمع (خَسيسة) تأنيث (خَسيس). و (أخَسَّه) و (خَسَّه) : جعله (خَسيساً).

خسف : (خَسفَت) الشمسُ وكَسَفت بمعنىً [واحد](٤).

وفي حديث أسماء بنت أبي بكر : «أتيتُ عائشةَ حين خَسفتِ الشمسُ فإذا الناس قيام يصلّون» الحديث.

وقوله : «ولو اشترى بئراً (فانخسفت) أو انهدمت» : أي ذهبت في الأرض بطَيّها من الحِجارة أو الخشَب ، وهو فوق الانهدام ، من قولهم : (انخسفَت الأرض) إذا ساخت بما عليها. و (خَسفها الله).

و (خَسفت العينُ) و (انخسفت) : غابت حَدقتُها في الرأس ، وهي (خاسِفة) و (خَسيفة). وعن محمد رحمه‌الله : «لا قِصاص في العين القائمة وإن رضي أن تُخسَف ولا تُقلَع».

__________________

(١) ع : كني.

(٢) ع : وقعنا.

(٣) بفتح الراء والواو كما في الأصل. وفي ع سكنت الواو.

(٤) من ع ، ط.

٢٥٤

وأما قوله في الأُذُن : «إذا يَبِست أو انخسفَت» فهو تحريف «استَحشفَت» وقد سَبق (١). وأما (انخَنَست) فإن كان محفوظاً فمعناه انقبضَت وانزوَت. وهو ـ وإن كان التركيب دالًّا على التأخر ـ صحيحٌ ، لأن الجلْد الرَطْب إذا يبس تقبّض وتقلّص ، وإذا تَقبَّض تأخر.

[الخاء مع الشين]

خشب : (ذو خُشُبٍ) بضمتين : جبل ، في (نخ). [نخس].

خشك : (الخُشْكَنانَجُ) السُكّريّ (٢).

خشمر : (خُشْمُران) قرية ببخارَى.

خشش : في حديث عمر رضي‌الله‌عنه : (٨١ / ب) «رَميتُ ظَبياً وأنا مُحْرم فأصبتُ (خُشَشَاءَهُ)» : هي العظم الناتىء حول الأذُن.

خشف : في حديثه (٣) عليه‌السلام لبلالٍ : «فسمعت (خَشْفةً) من أمامي فاذا أنت» : هي الصوت ليس بالشديد ، ويروى «خَشْخَشةً» وهي حركة فيها صوت.

و (الخِشْف) : ولَد الظبْية وبه سمي خِشْفُ بن مالك ، عن ابن مسعود في الديات (٤).

__________________

(١) في مادة «حشف». وانظر مادة «خنس».

(٢) الذي في المعرب وشفاء الغليل : «الخشكنان» بغير جيم في آخره. وهو ـ كما في المعجم الوسيط ـ خبزة تصنع من خالص دقيق الحنطة ، وتملأ بالكسر واللوز ، أو الفستق ، وتقلى.

(٣) ع : في حديث النبي.

(٤) قوله : «في الديات» جاء في الأصل أول المادة التالية. وأثبتناه هنا متابعة ل : ع ، ط.

٢٥٥

خشم : (الخَشَم) داءٌ يكون في الأنف يتغيّر (١) منه رائحته ، عن الزجّاج ، من باب لبِس.

وفي التكملة : رجل (أَخْشَمُ) أي مُنتِن (الخَيْشوم) وقيل : (الأخشَم) الذي لا يجد رائحةَ طِيبٍ أو نَتنٍ ، عن الأزهري (٢) وغيره ، وهو المراد بقول الفقهاءِ : «الأخشم كالشامّ في وجوب الدّيَة».

خشرم : (علي بن خَشْرَم) بفتح الخاء (٣) : نشأ في عهد أبي يوسف.

[الخاء مع الصاد]

خصر : «نهى عن (التخصّر) في الصلاة». وروي «أن يُصلّي الرجل (مختَصِراً) أو (مختصِّراً)».

(التخصُّر) و (الاختصار) وضعْ اليد على (الخَصْر) وهو المستَدَقّ (٤) فوق الوَرِك أو على (الخاصرة) وهي (٥) ما فوق الطَفْطَفة (٦) والشَراسيف. ومنه قوله عليه‌السلام : «الاختصار في الصلاة راحة أهل النار». معناه أن هذا فعْل اليهود في صلاتهم وهم أهل النار لا أنّ لهم راحةً فيها.

وقيل : (التخصر) أخْذ مِخْصرة أو عصاً باليد يَتَّكىء عليها.

ومنه قوله عليه‌السلام لابن أُنَيس وقد أعطاه (٧) عصاً : «تخَصَّرْ بها فإن المتخَصِّرين في الجنة قليل» ، ولقّب بذلك فقيل : «عبدُ الله المتخصِّرُ في الجنة» ومن روى «المختَصِرَ» فقد حرّف.

وقوله : «نهى عن (اختصار) السجدة» : قال الأزهري (٨) :

__________________

(١) ع : تتغير.

(٢) التهذيب ٧ / ٩٤.

(٣) قوله : «بفتح الخاء» ذكر في ع بعد قوله : «أبي يوسف» الآتي.

(٤) أي الدقيق.

(٥) ع ، ط : وهو.

(٦) بفتح الطاءين ، ويجوز كسرهما معاً.

(٧) أي أعطاه النبي.

(٨) التهذيب ٧ / ١٢٩.

٢٥٦

هو على ضربين : «الأول» (١) أن يَختصِر الآية التي فيها السجود فيسجدَ بها. (٢٢ / ا) و «الثاني» : أن يقرأ السورة فإذا انتهى الى السجدة جاوزَها ولم يسجُد لها» ، وهذا أصح.

وأما «المتخصّرون في الصلاة على وجوههم النُور» فهم الذين يتهجَّدون فإذا تعبوا وضعوا أيديهم على خواصرهم. وقيل : المعتمدون على أعمالهم يوم القيامة.

خصص : (الخَصاصة) الفقر والضيق ، من (خَصاصات المنخل) أي ثقْبه. ومنها (٢) قوله :

(وإذا تُصِبْك خَصاصةٌ فتجمّل) (٣).

أي فتصبَّر ، من الجَمال : الصبرِ.

و (الخُصوصيّة) بالفتح : الخُصوص ) ، وقد روي فيه (٥) الضم. و (الخُصّ) بيتٌ من قصَب.

خصف : في الحديث : «فتردّى في بئرٍ (٦) عليها (خصَفة

: هي جُلّة التمر (٧) وبتصغيرها سمي والدُ يزيدَ بن (خُصَيْفة).

وفرَسٌ (أخصَفُ) : جَنْبُه أبيض. وبتصغيره على الترخيم

__________________

(١) التهذيب : «على وجهين أحدهما أن» ع : «على وجهين أن» ط : «على وجهين الأول أن».

(٢) ع : «المنخل ومنه».

(٣) من شواهد النحويين على أن «إذا» تجزم في الشعر. وصدره :

(استغن ما أغناك ربك بالغنى)

وهو لعبد قيس البرجمي من الأصمعية ٨٧ والمفضلية ١١٦ ونسبه المرتضى في أماليه ١ / ٣٨٣ إلى حارثة بن بدر الغداني ، وانظر طلبة الطلبة ٥٨.

(٤) أي الانفراد وقطع الشركة.

(٥) ع ، ط : فيها.

(٦) ع : من بئر.

(٧) الجلة : التي يكنز فيها التمر.

٢٥٧

سمي (خُصَيف) بن عبد الرحمن ، أبو عْون ، عن سعيد بن جُبَير ، وعنه : الثوريّ وخُصَيف بن زياد بن أبي مريم ، في القسامة.

خصم : (خاصمته ، فخصَمْته أخصُمه) بالضم : غلبتُه في الخصومة. ومنه : «ومَن كنتُ خَصْمَه خصَمْتُه». وقول ابن عباس : «أما إنّها لو خاصَمْتكم لخصَمْتكم» يعني قوله [تعالى](١) : (وَحَمْلُهُ وَفِصالُهُ ثَلاثُونَ شَهْراً) : أي مدّةُ حَمله وفِصاله. وقوله تعالى (٢) : (وَفِصالُهُ فِي عامَيْنِ) : أي في انقضاء عامَيْن.

خصي : (الخُصية) ) واحدة (الخُصَى) ، وتثنيتها (خُصْيان) بغير تاء ، وقد جاء : (خُصْيَتان).

و (خَصاه) نزَع خُصييْه (يَخصيه خِصاءً) على فِعال.

و (الإخصاء) في معناه خطأ.

وأما (الخَصْيُ) ـ كما جاء في حديث الشعبي على فَعْل ـ فقياسٌ وإن لم نسمعه. والمفعول (خَصِيٌ) على فَعيلٍ والجمع (خِصْيان).

[الخاء مع الضاد]

خضر : (الخَضْروات) بفتح الخاء لا غير : الفَواكهُ (٨٢ / ب) كالتفاح والكُمّثرى وغيرهما ، أو البقول كالكُرّاث والكَرفْس والسَذاب (٤) ونحوِها. وقد يُقام مُقامَها (الخُضَرُ).

قال الكرخي : ليس في (الخُضَرِ) شيء جمع (خُضْرة) وهي في الأصل لون الأخضر فسمي به ، ولذا جُمع.

__________________

(١) من ع. والآية رقم «١٥» من سورة الأحقاف.

(٢) ع : «وقوله سبحانه». والآية رقمها «١٤» من سورة لقمان.

(٣) بضم الخاء ، وربما كسرت.

(٤) جنس نباتات طبية من الفصيلة الذابية.

٢٥٨

وفي الرسالة اليوسفية عن علي رضي‌الله‌عنه : ليس في الخُضَرْ زكاةٌ : البَقْلِ والقثّاءِ والخِيار والمَباطخ (١) وكلّ شيءٍ ليس له أصل.

وعن موسى بن طلحة مثلُه.

و (المخاضَرة) بيعُ الثمار خُضْراً لما يبْدُ صَلاحُها. وفي حديث أبي حَدْرَدٍ : «فسمعتُ رجلاً يَصرُخ (يا خَضِراه) فتفاءَلتُ وقلت لأُصِيبَنّ خيراً» ، كأنه نادى رحلاً اسمه (خَضِرٌ) على طريقة النُدْبة كما يَفعل المتلهّف ، وإنما تفاءَل بذلك لأنه من (الخُضْرة) وهي من أسباب الخِصْب الذي هو مادّة الخير. ومنه : «من خُضِّرَ له من (٢) شيءٍ فلْيلْزَمْه» أي بُورك (٣) له. ويروى «يا خاضِرةُ» و «يا خاضِراهْ» والأول أصحّ.

[الخاء مع الطاء]

خطأ : [في] حديث ابن عباس : «خَطّأَ اللهُ نَوهاءَ ، ألّا طلّقَتْ نفسَها» (٤) أي جعله مخطئاً لا يُصيبُها مَطَرُه (٥) ، وهو دعاء عليها إنكاراً لفعلها. ويقال لمن طلب حاجةً فلم ينجَح : «أخطأ نوءُك» (٦).

ويُروى «خَطَّى» بالألف اللينة من (الخَطيطة) وهي الأرض [التي](٧) لم تُمْطَر بين أرضَيْن ممطورتين. وأصله «خَطّطَ» فقلبت الطاء الثالثة ياءً كما في «التّظنّي» و «أمْليتُ الكِتابَ». فأمَّا «خطّ» فلم يصحّ. و «النوء» : واحِد الأنواء ، وهي منازل القمر ، وتسمى

__________________

(١) ع : «والبطيخ». والمباطخ : جمع مبطخة.

(٢) كتب تحتها في الأصل : «في» وفي ع ، ط : «في» بدل «من».

(٣) ع : أي من بورك له.

(٤) قال ابن عباس ذلك لما سئل عن رجل جعل أمر امرأته بيدها «النهاية ٢ / ٤٥».

(٥) ع : قطره ،

(٦) مجمع الأمثال ١ / ٢٤٧.

(٧) من ط وحدها.

٢٥٩

نُجومَ المطر ، وتحقيق ذلك في شرحِنا للمقامات (١).

خطب : (الأخْطَب) الصُرَد (٢) ، وقيل (٨٣ / ا) الشِقِرّاق. وأما قوله فيما لادمَ له من الحَشرات : «الصَرّارُ الأخطَب» فهو دُويبّة خضراء أطْول من الجَراد لها أرجُل ستٌّ ، ويقال لها بالفارسية شش بايَه ، وسَبوشِكَنكْ (٣). «والصَرّار» هو الجُدْجُد ، وهو أكبر من الجُنْدَب ويقال له صَرّار الليل ، وبعضهم يسمّيه الصدى.

و (الخَطّابيّة) : طائفة من الرافضة نُسبوا إلى أبي الخطّاب محمد بن أبي وهب الأجْدع. قال صاحب المقالات : وهم كانوا يَدينون بشهادة الزّور لِمُوافِقيهم. وعن القُتَبي كذلك ، ويقال إنما يُرَدّ (٤) شهادة الخطّابي لأنه يشهد للمدّعي إذا حلَف عنده فتتمكّن شُبهةُ الكذب.

خطر : (الخَطَر) : الإشراف على الهلاك. ومنه : الخطَرُ ، لِما يُتراهَن عليه.

و (خَطَر) البعيرُ بذَنبه : حرّكه (خَطْراً وخَطَراناً) من باب ضرب.

و (خطَر) بباله أمْرٌ ، وعلى باله ، (خُطوراً) من باب طلب.

وقوله في الواقعات : «الخَطَرانُ بالبال» تحريف.

خطط : (الخِطّة) : المكان المختَطّ لبناء دارٍ وغير ذلك من العمارات. وقولهم (مسجدُ الخِطّة) : يراد به ما خَطّه الإمام حين فتح البلدَة وقسمها بين الغانِمين.

__________________

(١) للمطرزي شرح على مقامات الحريري اسمه الايضاح.

(٢) الصرد : طائر أبقع أبيض البطن.

(٣) الكاف في آخر الكلمة ساكنة في الأصل ومفتوحة في ع.

(٤) بالياء والتاء معاً في أول الفعل ، كما في الأصل. ع : ترد.

٢٦٠