المغرب في ترتيب المعرب - ج ١

أبي الفتح ناصر الدين المطرّزي

المغرب في ترتيب المعرب - ج ١

المؤلف:

أبي الفتح ناصر الدين المطرّزي


المحقق: محمود فاخوري و عبد الحميد مختار
الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: مكتبة اسامة بن زيد
الطبعة: ١
الصفحات: ٤٩٥
الجزء ١ الجزء ٢

جرثم : (الجراثيم) : في (قح). [قحم].

جرهم : (جُرْهُم) حيّ من العرب وهم أصهار إسماعيل [عليه‌السلام](١)

جرن : (الجَرين) المِرْبَدُ ، وهو الموضع الذي يُلقَى فيه الرُطَب ليجفّ ، وجمعه (جُرُن) لا (جَرائنُ).

جرصن : (الجُرصُن) (٤٢ / أ) دخيل ، وقد اختلف (٢) فيه فقيل : البُرْج ؛ وقيل : مَجرى ماءٍ يُركّب في الحائط. وعن البَزْدويّ : جِذْع يُخرجه الإنسان من الحائط ليَبني عليه. وهذا ممَّا لم أجده في الأصول (٣).

جري : (جَرْيُ الماء) معروف. ومنه (جَرى) الفَرَسُ و (أجراهُ) صاحبه. وفي المثل : «كلُ مُجْرٍ في الخَلاء يُسَرُّ» (٤) ويروى : «كلُّ مُجيدٍ» أي صاحبُ جَوادٍ.

و (الجَرِيُ) بوزن الوصيّ : الوكيل ، لأنه يَجري في أمورِ مُوكِّله ، أو يَجري مَجرى الموكِّل. والجمع (أجْرياء) ومنه (الجارية) لأنثى الغلام لخفّها وجَريانها ، بخلاف العجوز ، وبها سمي جاريةُ بن ظَفَر الحَنفيُّ وهو صحابي ، وكذا والدُ زيد بن جارية ، والحاء والثاء (٥) تصحيف ، يَروي في السِيَر عن حبيب بن مَسلمَة ، وعنه مكحُول.

و (جاراهُ مُجاراةً) جَرى معه. ومنه : «الدَّيْن والرهن يتَجاريان مُجاراة المبيع والثَمن». وأما : «يتحاذيان مُحاذاة المبيع» فليس هذا موضعه.

__________________

(١) من ع ، ط.

(٢) ع : واختلف. ط : قد اختلف.

(٣) لم ترد هذه المادة في المعجمات التي بين أيدينا.

(٤) مجمع الأمثال ٢ / ١٣٥ وله روايات أخر.

(٥) أي حارثة.

١٤١

[الجيم مع الزاي]

جزأ : (جَزأَت) الإبلُ بالرُطُبْ (١) عن الماء.

و (اجتزأَتْ) إذا اكتفتْ. ومنه : «لم تَجْتَزِىءْ بتلك الحيضة».

و (أجْزأني الشيءُ) كفاني ، وهذا يُجزِئ ) عن هذا : أي يَقضي أو ينوب عنه. ومنه : «البدَنة تُجزِىء (٣) عن سبعة».

وأجزأَتُ عنك مُجْزأَ فلان : أي كفَيْتُ كِفايَته ونُبْتُ مَنابه. وله في هذا غَناءٌ و (جَزاء) أي كفاية.

وقوله (٤) : «الفارِسُ أجْزَأُ من الراجل» أي أكفَى. وتَلْيينُ مثل هذه الهمزة شاذٌّ على ما حُكي عن علي بن عيسى أنه قال : يقال : هذا الأمر يُجزىء (٥) عن هذا ، فيُهمز ويُليَّن. وعن الأزهري : (٤٢ / ب) بعضُ الفقهاء يقول : (أجزى) بمعنى قضى (٦) ، وعلى ذلك قوله : «أجزى فيه الفَرْكُ» أي الدَلْك والحكّ ، وتقديره أجزى الفَرْكُ عن الغَسل ، أي ناب وأغنى. أو (أجزاك) بمعنى كفاك على حذف المفعول ، ومثله : «إذا صَلَّيتَ في السفينة قاعداً أجزاك» على إضمار الفاعل لِدَلالة ما سبق عليه ، كأنه قيل : أجزاك ما فعلت.

ونظيره : «من كذب كان شرّاً له».

وأما (جزى عنه جزاءً) بمعنى قضى فهو بغير همزٍ ، ومنه : «ولا تَجزِي عن أحدٍ بعدك» أي لا تُؤدّي عنه ولا تَقضي.

__________________

(١) الرطب : الكلأ. وهو بضم الراء وسكون الطاء وضمها أيضاً.

(٢) ع : يجزي.

(٣) ع : تجزي.

(٤) ط : وقول محمد.

(٥) ع : يجزي.

(٦) أي ناب. وانظر حاشيتنا على قول الخطابي في آخر مادة «جذع».

١٤٢

ومنه : (الجِزْية) لأنها تَجزِي عن الذمّيّ. وأما حديث ابن مسعود : «إنه اشترى من دهقانٍ أرضاً على أن يكفيه جِزيتها» فالمراد بها خراجُ الأرض ، على الاستعارة ، والمعنى أنه شرط أن يؤدّي عنه الخَراج في السنة التي وقع فيها البيعُ. وقولهم : «صلاتُه مَجْزِيَّة» إن كان من هذا فالصواب (جازِية) وإلَّا فهي (مُجْزِئة) ) بالهمز أو تركه على ما ذُكر آنفاً.

جزر : (الجَزْر) القَطْع. ومنه : (جزَرَ الجَزُور) نَحرَها. و (الجَزّار) فاعلُ ذلك ، وبه سمي والد يحيى بن الجزّار الملقَّب بزَبَّان ، يَروي عن علي رضي‌الله‌عنه في اللقيط والقسمة.

و (المجْزَرة) أحد المَواطن التي نُهي عن الصلاة فيها ، وفي الأضاحيّ : عن أجْر (جِزارَتِها) وهي حرفة الجزّار.

و (الجَزْر) انقطاع المدّ ، يقال (جَزَر الماءُ) إذا انفرج عن الأرض ، أي انكشف حين غار ونقصَ. ومنه (الجَزِيرة) و (الجَزائر).

ويقال (جزيرة العرب) لأرضها ومَحلَّتها (٤٣ / أ) لأن بحر فارسَ وبحر الحَبش ودجلَة والفراتَ قد أحاطت بها ، وحَدُّها عن أبي عُبيدٍ ما بين جَفَر أبي موسى ، بفتحتين ، إلى أقصى اليمن في الطول. وأما العرْض فما بين رمل يَبْرينَ إلى مُنقَطَع السَماوَة.

وقال الأصمعي : جزيرة العرب من أقصى عدَن أبْيَنَ (٢) إلى ريف العراق. وأما العرْض فمن جُدّة وما وَالاها من ساحل البحر إلى أَطْرار الشام. قالوا : ومكّةُ والمدينة واليمامة واليمنُ من الجزيرة.

__________________

(١) كتبت لتقرأ بالهمز أو الياء بعد الزاي المكسورة المخففة.

(٢) انظر آخر مادة «بين» عند الكلام على «أبين».

١٤٣

وعن مالك : أجلى (١) عمر رضي‌الله‌عنه أهل نَجْرانَ ولم يُجْلِ أهل تَيْماء لأنها ليست بلاد العرب.

قال (٢) : وأما الوادي ، يعني واديَ القُرى وهو بالشام ، فأُرى (٣) أنه لم يُجْل مَن فيها (٤) من اليهود لأنهم لم يَروْها من أرض العرب.

وفي كتاب العُشر والخَراج : [قال (٥)] أبو يوسف في الأمالي : حُدود أرض العرب ما وراء حدود الكوفة إلى أقصى صخرٍ باليمن وهو مَهْرَة.

وعن محمدٍ : من عدَنِ أبْيَنَ إلى الشام (٦) وما وَالاها.

وفي شرح القُدوري : قال الكرْخي : أرض العرب كلّها عُشريّة ، وهي أرض الحجاز وتِهامةُ واليمنُ ومكةُ والطائف والبَرّيّة ، يعني البادية. قال : وقال محمد رحمه‌الله (٧) : أرض العرب من العُذيب إلى مكة وعدَنِ أبْيَنَ إلى أقصى الحَجْر باليمن بمَهْرَة.

وهذه العبارات مما لم أجده (٨) في كتب اللغة ، وقد ظهر أنَّ من رَوى «إلى أقصى حَجْرٍ باليمن» وفسَّره بالجانب فقد حَرَّف لوقوع صخرٍ موقعَه ، وكأنهما ذكَرا ذلك تأكيداً (٩) للتحديد وإلّا فهو عنه (٤٣ / ب) مندوحة (١٠).

__________________

(١) أي أخرج.

(٢) ع : قالوا.

(٣) أي أظن.

(٤) ع : فيه.

(٥) زيادة من ط ليست في الأصل. وقد كتب تحت «أبو يوسف» : «أي قال». وفي ع : «والخراج لابي يوسف» وكانت فيها : «عن أبي يوسف» فصوبت في الهامش.

(٦) ع : الشأم.

(٧) الجملة الدعائية ليست في ع. وفي هامش الاصل : «أي قال محمد رحمه‌الله في كتاب العشر والخراج».

(٨) ع : أجدها.

(٩) ع : توكيداً.

(١٠) أي سعة واستغناء.

١٤٤

وفي السِيَر : : (عبدُ الكريم الجَزَريّ) منسوب إلى جزيرة ابن عُمر ، والخاء تصحيف.

و (جَزَرُ السّباع) : اللحم الذي تأكله ، عن الليث والغُوري ، وكأنه من (الجزَر) جمع (جَزَرة) وهي الشاة السمينة. وقيل (الجَزر) و (الجَزَرة) كلّ شيءٍ مباحٍ للذَّبح. ومنه قولهم : صاروا جَزَراً للعدوِّ إذا اقتتلوا.

جزز : (الجَزّ) قطّع الشيء الكثيف الضعيف ، وبه سمي والد مَحْمِيَةَ والحارثِ ابَنْي (جَزٍّ) الزُّبَيْديّ. وعبد الله بن الحارث بن (جَزٍّ) أحَدُ من لقيه أبو حنيفة من الصحابة (١). هكذا في المتشابه ومعرفةِ الصحابة وأمالي المرْغينانيّ ، وهو المسموع من شيوخنا. وفي نفي الارتياب : ابن جَزءٍ [الزُبَيدي](٢) بالهمز لا غير.

وفي المختلِفَ روايتان.

ويقال : (جَزَّ) الصوفَ وجَزَّ النخلَ : إذا صرَمه.

و (الجَزِاز) كالجَدِاد ، بالفتح والكسر ، إلَّا أن الجَدِاد خاصّ في النخل والجِزازُ فيه وفي الزَرْع والصُوفِ والشَعرِ. وقد فَرق محمد [رحمه‌الله بينهما](٣) فذكَر الجِداد قبل الإدراك ، والجِزازَ بعده. وهو ، وإن لم يُثْبَتْ (٤) ، حَسَنٌ. وأما جزَّز التمرَ (٥) بالتكرير كما في الزيادات فقياس. وباسم الفاعل منه سمي (المُجزِّزُ) المُدْلِجيّ القائف.

جزف : في كتاب العين : (الجُزاف) في البيع والشراء ،

__________________

(١) قوله : «وعبد الله .... الصحابة» مؤخر في ع إلى ما بعد قوله : «روايتان» بعد ثلاثة أسطر. وفيها : «جزء» بدل «جز».

(٢) من ع ، ط.

(٣) ساقط من ع.

(٤) في ع : «يثبت» بفتح الأول وضم الباء ، مبنياً للمعلوم.

(٥) ع : الثمر.

١٤٥

وهو بالحَدْس بلا كيل ولا وزن. قال (١) : والقياس الكسر ، يعني إذا بُني على الفعل (٢).

جزم : قال (٣) النخَعيّ : «التكبير (جَزْمٌ) والتسليم جَزْمٌ». أراد الإمساك عن إشباع الحركة والتعمقَ فيها وقطْعَها أصْلاً (٤٤ / أ) في مواضع الوقف ، والإضرابَ عن الهمزِ المُفْرِط والمَدِّ الفاحش.

[الجيم مع السين]

جسر : (الجِسْر) ما يُعْبَر بهِ النهر وغيره ، مبنياً كان أو غير مبنيّ. والفتح لغة.

جس : (الجَسّ) اللمس باليد للتعرُّف. يقال (جَسَّه الطبيب) إذا مسّه ليعرف حرارته من بُرودته. و (جَسَ الشاةَ) ليعرف سمِنَها من هُزالها ، من باب طلب. و (المَجَسَّة) موضع الجَسّ.

وقوله : «وإن كانت شاةَ لحمٍ فلا بد من المَجَسّة» على حذف المضاف ، أو على أنها في معنى المصدر. وقوله : «فاجتسَّ لهم أمْرَ القوم» أي نظر فيه والتمَسه ، من (الجاسوس). ويروى (٤) بالحاء ، من الحاسَّة.

__________________

(١) سقط فعل «قال» من ع.

(٢) أي جازف يجازف ، فقياس مصدره : الجزاف ، بكسر الجيم.

(٣) كلمة «قال» ساقطة من ع ، ط.

(٤) ع : وروي.

١٤٦

[الجيم مع الشين]

جشأ : (الجُشاء) ) : صوت مع ريح يَخرج (٢) من الفم عند الشِبع ، و (التجشُّؤُ) تكلُّف ذلك.

جشب : في السِيَر : (عامر بن جَشِيب) فَعيل من (الجَشْبِ) وهو الخَشِن.

جشر : زيدُ بن ثابتٍ (٣) : «فما جُشِرَ يُطْلَبُ (٤) نَسْلُها» يقال : (جشَرنا الدّوابَّ) إذا أخرجناها إلى المرعى فلا تروح ، من باب طلب.

جشن : قوله «إدا وَلدتْ وخَرج (الجَوْشَنُ) من الولد» وهو (٥) الصدر. وفي غير هذا الموضع : الدِرْعُ.

[الجيم مع الصاد]

جصص : (الجَصُ) : بالكسر والفتح : تعريب كَجْ.

ومنه (جَصَّص) البناءَ : طَلاه به.

[الجيم مع العين]

جعب : (الجِعاب) : جمعُ (جَعْبةِ السهام). وفي شرح القُدوري أن عمر رضي‌الله‌عنه قال لحِماسٍ (٦) : ما مالُكَ؟ فقال :

__________________

(١) ع : الجشى.

(٢) ع : تخرج.

(٣) أي قال زيد .. و «ما» في قوله : «فما» اسم موصول.

(٤) ع : «جشر يطلب» مبنيين للمعلوم ، مع نصب «نسلها».

(٥) ع : هو.

(٦) هو حماس الليثي ، ولد على عهد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وروى عن عمر ـ «أسد الغابة. رقم ١٢٤٤».

١٤٧

«الجِعابُ والأَدَم» (١). وفي نسخة أخرى : «الخِفاف» جمع خفّ.

والأول هو الصحيح بدليل الرواية الأخرى وهي ما قرأتُ في الفائق (٢) أنه لما قال له : ما مالُكَ؟ فقال (٣) : «أَقْرُنٌ وآدِمةٌ في (٤٤ / ب) المَنيئة» وهكذا في الغريبين ، وهي (٤) جمع قَرَنٍ ، وهو جَعْبة صغيرة تُضَمّ إلى الجَعبة الكبيرة. وهو نظيرُ : أَجْبُلٍ وأَزْمُن ؛ في جبل وزَمن.

والآدِمة ، في (٥) جمع أديم ، نظير (٦) : أكْثِبة وأطْرِقة في كَثيب وطَريق. والمَنيئةُ : الدِّباغ هاهنا.

جعد : (جَعْدة) بن هُبَيْرة بن أبي وهب المخْزوميُّ : ابنُ أمّ هانىءٍ فاختِة (٧).

(جَعْداً) : في (صه). [صهب].

جعر : (جَعْرُ) الفأر : نَجوُه ، وهو للسبع في الأصل.

ومنه (الجُعْرور) ضرْب من الدَّقَل (٨) يحمِل شيئاً صغيراً لا خير فيه ، وقد نُهي عنه في الصدقة.

و (الجِعْرانة) موضع قريب من مكة ، بتخفيف الراء عن عن الخطَّابي ، وقد يشدَّد (٩).

جعل : (الجَعائل) جمع (جَعيلة) أو (جُعالة) بالحركات الثلاث (١٠) بمعنى (الجُعْل) وهو ما يُجعل للعامل على عَمله ثم سمّي

__________________

(١) جمع أديم.

(٢) الفائق ٣ / ١٧٩.

(٣) ع : قال. وقوله : «أقرن» في الفائق : «أقرن لي».

(٤) ع : وهو.

(٥) سقطت «في» من ع.

(٦) ع : نظيره.

(٧) ع : وأخته ، تحريف. وفاختة : اسم أم هانئ.

(٨) الدقل : أردأ التمر.

(٩) فيكون بكسر الجيم والعين وتشديد الراء. وفي هامش الأصل ما نصه : «صح مخفف الراء في قوانين الأدب. وهكذا ذكره الخطابي في غريب الحديث ، ومن رواه مثفلاً فقد أخطأ».

(١٠) كلمة «الثلاث» مثبتة في ط وساقطة من ع ، وأحيطت بدائرة في الأصل ، وهذا يعني إسقاطها.

١٤٨

به ما يعطَى المجاهدُ ليستعين به على جهاده. و (أجْعَلتُ له (١)) أعطيتُ له الجُعْلَ. و (اجْتَعله هو) أخذَه. ومنه أنَّ عبد الله الأنصاري سئل (٢) عن الرجل يَجتعل الجُعْل ثم يبدو له فيُجعَل أقلَّ مما اجتَعل ، قال : «إذا لم يكن أراد الفضْلَ فلا بأس به». وفي الشروح : «فيَجْعَل» بفتح حرف المضارعة ، وليس بذاك. وعليه جاء

الحديث : «إنَّ أبي جعل لقومه مائةً من الإبل على (٣) أن يُسْلِموا».

وعن النَخَعيّ أنه كان في مَسْلَحة ، أي في ثغرٍ ، فضُرِب عليهم البعْثُ ، أي عُيّن عليهم أن يُبعَثُوا إلى الحرب ، فجعَل إبراهيم وقَعَدَ ، أي أعطَى غيره جُعْلاً ليغزوَ عنه ، وقعَد هو عن الغزو. وقوله : «إذا لم يكن أراد الفضل» يعني إذا لم يَقصِد بما فَضلَ وزاد أن يحبسه (٤٥ / أ) لنفسه ويَصرِفَه إلى حوائجه.

جعن : في الأنفال : (جَعْوَنة) بنُ الحارث : من ولاة جيوش الشام ، ومُعوَية تصحيف.

وفي وصايا السِيَر : «حَرام بن مُعوية (٤)» ، و «جَعْوَنةُ» تصحيف.

جعو : (الجِعَة) شرابٌ يُتّخذ من الشعير.

[الجيم مع الفاء]

جفر : (الجَفْر) من أولاد المَعْز : ما بلَغ (٥) أربعة أشهر ، والأنثى (جفْرة).

__________________

(١) ع : وجعلت له.

(٢) ع : ومنه سئل ابن عبد الله الأنصاري.

(٣) ع : عن.

(٤) ترجمته في أسد الغابة : «رقم ١١٢٣».

(٥) أي : الذي بلغ.

١٤٩

جفش : (الجِفْشِيش) بالكسر ، وعن العسكري بالفتح ، والحاء والسين تصحيف ، وكذا العين ، وهو لقب مَعْدان بن النعمان الكِنْدي.

جفف : (جفَ) الشيءُ من باب ضرب (جَفافاً) إذا يبس ، ومنه : «من (١) احتلم ثم أصبح على الجفاف )» أي أصبح وقد جفَ ما على ثوبه من المنيّ.

و (التِجْفاف) شيء يُلبس على الخيل عند الحرب كأنه دِرع ، تِفْعال من (جَفَ) لما فيه من الصلابة واليُبوسة. وأما قوله : «من تقدّم (مُتجفِّفاً)» ، أي ذا تِجْفاف على فَرسه ، فقياسٌ.

وفي حديث ابن عباس رضي‌الله‌عنه (٣) : «لا نفلَ في غنيمة حتى تُقسَم (جَفَّةً)» أي حتى تُقْسَم كلُّها وجملتُها.

جفل : في (٤) مختصر الكرخي : في حديث عدي «إني آتي البحرَ وقد (أجْفَلَ) سمكاً كثيراً» فقال ابن عباس : «كُلْ ما حَسَر عنه ، ودعْ ما طَفا عليه» : الصواب (جَفَلَ) من باب ضرب ، أي ألقاه على الساحل ، عن الليث ، وكذا حكاه الأزهرى (٥). قال رضي‌الله‌عنه (٦) : وكأنه من قولهم : «الريح تَجْفِلَ الجَهامَ» (٧). أي تذهب به ، وطعنه (فجَفَله) أي قلَعه من الأصل وصرَعه. وقوله : «ما حَسر عنه» أي

__________________

(١) سقطت «من» من ع.

(٢) ع ، ط : جفاف.

(٣) الدعاء من ع. وفي ط : رضي‌الله‌عنهما.

(٤) ع : «وفي». وهذه العبارة فيها متصلة بما قبلها.

(٥) التهذيب ١١ / ٨٨.

(٦) ع : «قلت» بدل : «قال رضي‌الله‌عنه».

(٧) الجهام : السحاب الذي لاماء فيه.

١٥٠

ما نضَب عنه الماء وانكشف ، والمعنى أنَّ ما مات بسبب نُضوب الماء فهو حلالٌ فكُلْهُ ، وما مات حَتْفَ أنفه فطَفا (١) فوق الماء وارتفع فلا.

جفو : (جفا) جنْبُه عن الفراش (٤٥ / ب) و (تَجافى) : إذا نَبا وارتفع. و (جفاه) صاحبه و (جافاه). ومنه (جافَى) عضَديه : أي باعدَهما عن جنبيه (٢) ، وكذا قول القُدوري في المناسك : «فإن أَرسلَتْ شيئاً على وجهها وجافَتْه عنه فلا بأس به».

وفي حديث عمر رضي‌الله‌عنه : «إنّي أجفو عن أشياء من العِلم» أي أنبو عنها وأجهلها.

و (الجَفاء) غالبٌ على أهل البدْو ، وهو الغِلَظ في العِشرة والخُرْق في المعاملة وتركُ الرِفق ، ومنه : «أربَعٌ من الجفاء» ).

وثوبٌ (جافٍ) : غليظٌ.

وقوله في الفَرْق بين الذبح والقتل : «إنَّ الذبح بقطْع الأوداج (٤) ، والقتلَ بإيقاع الفعل في المَحلّ مع التجافي» يعني أن القاتِل يَضرب من بعيدٍ مُتجافياً كالناهي عن الشيء لا يدري أيصيب المحَلَّ أم لا؟

[الجيم مع اللام]

جلب : (جلب) الشيءَ : جاءَ به من بلد إلى بلد للتجارة (جَلْباً). و (الجَلَبُ): المجلوب. ومنه : «نهَى عن تلقّي الجَلَب».

__________________

(١) في الأصل : فطفى.

(٢) ع : جنبه.

(٣) في هامش الأصل : «قال النبي عليه‌السلام : أربع من الجفاء : أن يبول الرجل قائماً ، وأن يسمع الأذان ولم يجب ، وأن يصلي بالصحراء ولم يكن بين يديه سترة ، وأن يمسح جبهته قبل الفراغ من الصلاة».

(٤) ع : بقطع الأوداج. «فعل ومفعول به».

١٥١

وعبدٌ (جَليب): جُلب إلى الإسلام. ومنه قول شيخنا صاحب الجمع : «استَوْصفِ العبدَ الجليبَ جُمْلةَ الإسلام فإن لم يَعرِف لم يَحِلَّ».

وفي كتاب عمر رضي‌الله‌عنه : «ما أجلَبَ الناسُ عليك من العسكر من كراع أو مالِ فاقسِمْه» : الصواب (جَلَبَ) لأنه من الجَلْب. وأما (الإجلاب) فذلك (١) من (الجلبَة) الصَّيحةِ ، وليس هذا موضعه. وقيل : هو اختلاط الأصوات ورفْعُها. ومنه : «وَ أَجْلِبْ عَلَيْهِمْ بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ» (٢).

وقوله في السِيَر : «إن نزلتْ بهم جلبَة العدو» ، وفي موضع آخر (٣) : «ولا يَقْدِرون على دفْع جلبَة العدوّ» ويُروَى (٤٦ / أ) : حَلْبة ، بالحاء (٤) وسكون اللام ، وهي خيل تَجتمع للسِباق من كلّ أوْب ، وإذا اجتمع القوم من كل وجه لحربٍ قيل أحْلَبوا. وربما جمعوا الحَلْبة حَلائبَ ، ومنه : «لَبّثْ قليلاً تَلْحَقِ الحَلائب» (٥) ، أي الجماعات.

والرواية الأولى أشهر وأظهر.

وأما قوله : «لا جَلَب ولا جَنب في الإسلام (٦)» فالجلَب إما بمعنى الجَلْب : وهو أن يَجْلُبوا إلى المَصدِّق أنعامَهم في موضعٍ يَنزِله فنُهيَ عن ذلك وأُمِر أن يأتي بنفسه أفْنِيَتهم (٧) فيأخذ صدَقاتِهم ، وإما بمعنى الجلَبة : الصيحة.

__________________

(١) ع ، ط : فذاك.

(٢) الإسراء ٦٤ ، والرجل ـ بكسر الجيم ـ بمعنى راجل. وقرئت باسكانها على أنها جمع راجل ، كصحب وصاحب.

(٣) أي : ويروى.

(٤) ع : حلبة العدو بالحاء.

(٥) من أمثال العرب ، كما في اللسان «حلب» وفيه : «يلحق» ، ووزنه رجز. وانظر جمهرة الأمثال ٢ / ٢٠٦.

(٦) قوله : «في الاسلام» ليس في ع.

(٧) جمع فناء ، بكسر الفاء.

١٥٢

والجَنْب : مصدر «جَنبَ» الفرسَ إذا اتّخذه جَنيبةً. والمعنى فيهما (١) في السباق : أن يُتْبِعَ فرَسَه رجلاً يُجْلِب عليه وبَزجُره ، وأن يَجنُب إلى فَرسه فرَساً عُرْياً (٢) فاذا قَرُب من الغاية انتقل إليه لأنه مستريح فسبَق عليه (٣).

و (الجِلْباب) ثوب أوسع من الخِمار ودُون الرداء. ومنه قوله تعالى (٤) : «يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَ (٥)».

جلح : رجلٌ (أجْلَحُ) : انحسَر مقدَّم شعره (٦) وهو فوق الأنْزع ، ودون الأجْلى والأجْلَه.

جلد : (التجليد) من الأضداد : بمعنى إزالة الجلْد ، ومنه (جَلَّد) البعيرَ إذا كشطَه ، وبمعنى وضْعِه. ومنه : (جَوربٌ مجلَّد) وُضِع الجلْد على أعلاه وأسفله.

و (الجَلْد) ضرب الجِلْد. ومنه (جَلَده الجلَّاد). ورجلٌ (جَلْد) و (جَليد) : غير بليد.

و (الجَلْمَد) و (الجُلْمود) : الحجر المستدير ، وميمه للإلحاق.

جلز : (الجِلْواز) عند الفقهاء : أمين القاضي ، أو الذي يسمَّى صاحبَ المجلس. وفي اللغة : الشُرَطيَّ ، والجمع (جَلاويز) و (جَلاوِزة).

جلس : (جَلِيسَيْها) ) : في (قب).

__________________

(١) أي في الجنب والجلب.

(٢) أي عارياً. وفي ط : عرياناً.

(٣) أي فسبق الرجل صاحبه على الفرس ، وفي ع : فيسبق عليه.

(٤) كلمتا «قوله تعالى» ليستا في ع ، ط. وهما مثبتتان في هامش الأصل.

(٥) الأحزاب ٥٩.

(٦) في الأصل : «رأسه» وكتب تحتها : «شعره» تصويباً.

(٧) ع : جلست بها. ط : جليسها. ولم يرد ذلك في

١٥٣

جلق : (الجَوالَقُ) بالفتح (٤٦ / ب) جمع (جُوالِق) بالضم (١). و (الجَواليق) بزيادة الياء تسامُح (٢).

جلل : (الجِلال) جمعُ (جُلِ الدابّة) و (جُلَّة التمر) أيضاً وهي وِعاؤه. وأما (جِلالُ السفينة) وهو كالسقف لها ؛ فهو مفرد.

و (الجِلّ) بالكسر : قصَب الزرع إذا حُصد وقُطع. قال الدِينَوري (٣) : فإذا نُقل (٤) إلى البيْدَر وَدِيسَ سُمي التِبْن. وأما ما في سِيَر شرح مختصر (٥) القدوري أن ابن سماعة قال : «ولو أن رجلاً زرع في أرضه ثم حصَده وبقي من حَصاده وجِليّه مرعًى فله أن يَمنعه وأن يَبيعه» ففيه توسُّع كما في الحصاد.

و (الجَلّة) بالفتح : البَعْرة. ومنها قوله (٦) : «كانوا يترامَوْن بالجَلّة». وقد كُنِيَ بها عن العَذِرة فقيل (٧) لآكِلتها (جالَّةٌ) و (جَلَّالة). ومنها : «إنما نهيتكم عن (جَوالِ) القرية» بتشديد اللام كدوابَّ في جمع دابَّة. ومن رَوى (جَوَّالات) بتشديد الواو فقد غلِط. وفي حديث آخر : «نَهى عن لحوم الجلَّالة» ، و «لا تَصحَبْني على جَلَّالة».

و (الجُلْجُل) : ما يعلّق بعنق الدابّة أو برجْل البازي. ومنه : «وَجد بازياً وفي رجْلَيه سَيْرٌ أو جَلاجل».

و (الجُلْجُلانُ) ثمرُ الكُزْبُرة ، والسِمسمُ أيضاً ، وهو المراد في حديث ابن عمر أنه (٨) كان يَدَّهِن بالجُلجُلان.

__________________

(١) بالضم : من ع ، ط.

(٢) سقطت كلمة «تسامح» من ع.

(٣) شكلت في الأصل بفتح الدال وسكون الياء. والصواب كسر الدال كما في ع ومعجمي ياقوت والبكري.

(٤) ع : وإذا نقل.

(٥) مختصر : من ع.

(٦) سقطت كلمة «قوله» من ع.

(٧) كلمة «فقيل» ساقطة من ع.

(٨) سقطت كلمة «أنه» من ع.

١٥٤

(جِلّ) : في (دق). [دقق].

جلو : (جَلا) لي الشيءُ ، و (تجلَّى) ، و (جلَوتُه) أنا : كشفتُه. و (الجَلا) بالفتح والقصْر : الإثْمِد لأنه يجلو البصر ، ويُروى (الجِلاء) بالكسر ممدوداً. ومنه حديث المعتدَّة : «فسألتها عن كحْل الجِلاء» والأول أصحّ.

وقولُهم للرجل المشهور : هو (ابن جلا) ، أي (١) الذي يقال له جلا الأُمُور (٤٧ / أ) وأوضحها ، أو جلا أمرُه أي وضَح وانكشف.

و (أَجْلَوْا) عن قتيلٍ : انكشفوا (٢) عنه وانفَرجوا.

و (الجَلاء) بالفتح والمدّ : الخروج عن الوطن ، والإخراج.

يُقال : (جلا) السلطانُ القومَ عن أوطانهم ، و (أجلاهم فجَلَوْا وأجْلَوْا) : أي أخرجهم فخرجوا ، كلاهما يتعدى ولا يتعدى. ومنه قيل لأهل الذمَّة من اليهود (جالِيَة) لأن عمر رضي‌الله‌عنه أجلاهم عن جزيرة العرب لِما تقدم من أمر النبي عليه‌السلام فيهم ، ثم لَزم هذا الاسمُ كلَّ من لزِمتْه الجِزيةُ من أهل الكتاب والمجوس بكل بلدٍ ؛ وإن لم يَجْلُوا ) عن أوطانهم. ويقال : «استُعمل فلان على الجالِية» إذا وُلّي (٤) أخْذَ الجِزية منهم ، وإنما أُنِّثِ على تأويل الجماعة ، والجمع (الجَوالي).

[الجيم مع الميم]

جمح : الجَمْحُ بمعنى (الجماح) غيرُ مسموع ، وهو أن يَركب انفرَسُ رأسه لا يَثنيه شيء ، و (جمَح) براكبه : غَلبه وهو

__________________

(١) أي : من ع ، ط.

(٢) ع : أي انكشفوا.

(٣) بفتح أوله مبنياً للمعلوم كما في الأصل. وفي ع بضم أوله وفتح اللام مبنياً للمجهول.

(٤) بضم الواو وتشديد اللام ، كما في الأصل. وفي ع بفتح الواو وكسر اللام. وفي ط : ولى على أخذ.

١٥٥

(جَموح) و (جامح). الذكَرُ والأنثى فيهما سَواء. وعن الأزهري (١) : فرس جَموح له معنيان : أحدهما ذمٌّ يُرَدُّ منه بالعيْب ، وقد ذُكر ، والثاني أن يكون سريعاً نشيطاً ، وهو ليس بعيْب.

جمر : (جَمَّر) ثوبه و (أجْمره) : بَخَّره. و (التّجمير) أكثر. ومنه : «جنّبوا مساجدَنا (٢) صبيانَكم ، وكذا وكذا ، وجمّروها في الجُمَع» أي طيِّبوها (٣) (بالمِجْمَر) وهو ما يُبخَّر به الثياب من عُودٍ ونحوِه ، ويقال لما يُوقد (٤) فيه العُود : (مِجْمَر) أيضاً.

فمن الأول قوله عليه‌السلام (٥) : «ومَجامِرُهم الأَلُوَّة» (٦).

أي بَخُورهم العُود الجيّد. وقول محمد رحمه‌الله في السِيَر : «ولو وجَد مِجمراً لم يكن له أن يتجمَّر به ولا يُوقِدَه» يعني العود.

ومن الثاني قوله (٧) في امرأةٍ : في يدها مِجْمر (٤٧ / ب) فصاح عليها. وقولهم : «وتُكره (٨) المِجمرةُ دون المِدخَنة» لأنها تكون في الغالب من الفضة ، ولذا (٩) قالوا : «ويُكْره الاستجمار بمجمَر فضَّةٍ». وفي جمع التفاريق : قيل لا بأس بالمِدخنة بخلاف المِجْمرة.

و (الاستجمار) في الاستنجاء : استعمالُ (الجَمرات) و (الجِمار) وهي الصِغار من الأحجار ، جمع (جَمْرة) وبها سَمّوا المواضع التي تُرمى (١٠) (جِماراً) و (جَمراتٍ) لما بينهما من الملابسة. وقيل لِتَجمُّع ما هنالك من الحصَى ، من (تجمَّر القومُ) إذا تجمَّعوا.

__________________

(١) التهذيب ٤ / ١٦٨ وقد اختصر المطرزي عبارته.

(٢) ط : مساجدكم.

(٣) ع : طيبوا.

(٤) ع : ويقال للشيء الذي يوقد.

(٥) ط : «قولهم» بدل «قوله». والضمير في مجامرهم يعود إلى أهل الجنة.

(٦) بفتح أوله وضم اللام مع تشديد الواو. وضبطت في ع بضم الهمزة وسكون اللام مع تخفيف الواو المفتوحة.

(٧) سقطت كلمة «قوله» من ع.

(٨) ع : تكره. والتاء غير معجمة في الأصل.

(٩) في هامش الأصل أيضاً : ولهذا.

(١٠) ع : الموضع الذي يرمى.

١٥٦

و (جَمّر شَعْرَه) جمَعه (١) على قفاه. ومنه : «الضافر (٢) والملبِّد والمجمِّر ، عليهم الحَلْقُ» ومنه : (الجُمَّار) لرأس النخلة ، وهو شيء أبيض ليّنٌ ، ألا تراهم يسمّونه كَثَراً لذلك؟ ، ومن قال : الجُمَّارُ : الوَديُّ ـ وهو التافِه من النخل ـ فقد أخطأ.

و (جَمْرُ) النار : معروف ؛ وهو من ذلك أيضاً. وقوله (٣) : «فادفَعِ الجَمْرَ بعُودَيْن» أي سببَ الجمر ، وهو الجَوْر ، بشاهديْن ، وهذا تمثيل حسن.

جمهر : (الجُمهوري) : شراب يرقَّق بالماء ثم يُطبخ ، وهو اليعقوبيُّ ، وقد سُمي بذلك لأن جُمهور الناس ، أي جُلَّهم وأكثرهم ، يشربونه.

جمز : (جمَز) : عَدا وأسرع ، من باب ضرب. ومنه : (الجمَّازة). وأما الحديث : «فضاق عليه كُمّا جمّازةٍ» فهي جُبَّة من صوف قصيرةٌ ضيّقة الكمّين ، بالفتح والضم.

جمس : (الجامِس) : الجامِد. و (الجاموس) نوع من البقر.

جمع : (الجَمْع) : الضمّ ، وهو خلاف التفريق ، وهو مصدر (جمَع) من باب منع ، وباسم الفاعل (٤) منه لُقب نوح بن أبي مريم المَرْوَزِيّ ، يَروي عن الزُهْري ، وعنه أبو حنيفة. (٤٨ / أ) هكذا في «مشاهير علماء السلف» لأبي محمد الخرَقيّ (٥) ، وإنما لُقّب بالجامع لأنه فيما يقال أخذ الرأيَ من (٦) أبي حنيفة وابن أبي ليلى ،

__________________

(١) ع : إذا جمعه.

(٢) الضافر : الذي اتخذ شعره ضفيرة.

(٣) ع : وقولهم.

(٤) أي الجامع.

(٥) قوله : «هكذا ... الخرقي» ساقط من ع وكلمة «علماء» ليست في ط.

(٦) ع ، ط : عن.

١٥٧

والحديثَ عن الحجّاج بن أرْطاة ومَن (١) كان في زمانه ، والمَغازيَ عن محمد بن إسحاق ، والتفسيرَ عن الكلبي. وكان مع ذلك عالماً بأمور الدنيا.

و (الجَمْعُ) أيضاً (٢) : الجماعة ، تسميةً بالمصدر ، يقال رأيتُ (جَمْعاً) من الناس و (جُموعاً).

و (الجَمْع) : الدَّقَل لأنه يُجْمع ويُخلَط من تمر خمسين نخلةً ، وقيل : كلُّ لونٍ من النخل لا يُعرف اسمه فهو جمْع ، ثم غلَب على التمر الرديّ (٣). ومنه الحديث : «بِع الجمْعَ بالدّراهم ثم ابتَعْ بالدراهم جَنِيباً» ، والجَنيبُ ـ فَعيل ـ (٤) من أجود التمر.

و (جَمْعٌ) : اسم للمزدلفة ؛ لأن آدم عليه‌السلام اجتمع فيه مع حوّاء وازدلَف إليها ، أي دنا منها.

ويقال : فلانة ماتت (بِجُمْعٍ) بالضم : أي ماتت وولَدُها في بطنها. ويقال أيضاً : هي من زوجها (بِجُمْع) أي عذراء لم يمسَّها (٥) بعدُ ، وهو المراد في الحديث (٦) : «المبطونُ شهيد والنُفساءُ شهيدٌ ، والمرأة إذا ماتت بجُمْعٍ شهيدٌ» بدليل الرواية الأخرى.

والمرأة تموت (بجُمعٍ) : لم تُطْمَث ، لأن الطمَث الافتضاضُ وأخْذُ البكارة ؛ فهو كالتفسير له.

و (الجُمْعة) من الاجتماع ؛ كالفُرْقة من الافتراق ، أضيف إليها اليومُ والصلاة ، ثم كثر الاستعمال حتى حُذف منها المضاف ، وجُمعت ) فقيل (جُمُعاتٌ) و (جُمَعٌ). و (جمَّعْنا) أي شهِدنا الجُمْعةَ أو الجماعة ، وقضينا الصلاة فيها.

__________________

(١) ع : وممن.

(٢) سقطت «أيضاً» من ع.

(٣) ع : الرديء.

(٤) فعيل : من ط.

(٥) ع : يمسسها.

(٦) ع : بالحديث.

(٧) ع : وجمعه.

١٥٨

ويقال : (أجمعَ) المسيرَ وعلى المسيرَ : عزم عليه. وحقيقته جمَع رأيَه عليه. ومنه الحديث : «من لم يُجْمِع الصيام (٤٨ / ب) قبل الفجر فلا صيام له». و (أجْمَعوا) على أمرٍ : اتفَّقوا عليه.

و (استجمَع) ) السيلُ : اجتمع من كلّ موضع. و (استجمعَتْ) للمرءِ أمورُه : اجتمع له ما يحبّه. وهو لازم كما ترى. وقولهم «استجمَع الفَرسُ جَرْياً» نصْبٌ على التمييز. وأما قول الفقهاء «مستجمِعاً شرائط الجمعة ) فليس بثَبَتِ.

وأما قول الأبيوردي (٣) :

شآمِيَةٌ تَستَجميع الشَّوْلَ حَرْجَفُ

فكأنه قاسه على ما هو الغالب في الباب ، أو سَمِعه من أهل الحضر فاستعمله.

ويقال (رجلٌ مجتمِع) إذا بلغ أشُدَّه ، لأنه وقتُ اجتماع القُوى ، أو لأن لِحْيته اجتمعت. وأما (الجِماع) فكناية عن الوطْء ، ومعنى الاجتماع فيه ظاهر. وعن شُرَيح : «كان (٤) اذا أخَذ شاهدَ زور بعث به إلى السوق أجْمَعَ ما كان» ، وانتصابُه على الحال من السوق ، وإنما لم يقل «كانت» لأنها قد تُذكّر. ويُنشد :

__________________

(١) ع : ويقال استجمع.

(٢) ط : الصحة.

(٣) هو أبو المظفر محمد بن أحمد القرشي الأموي ، شاعر مؤرخ عالم بالأدب «ـ ٥٠٧ ه‍». والبيت في ديوانه ٢٠٦ من قصيدة طويلة وصدره : «وتقرون ، والآفاق يمري نجيعها» وفيه يصف ريحاً باردة تجمع الإبل بعضها إلى بعض. الشول : النوق التي قل لبنها ، ج شائلة ، والحرجف : الريح الباردة ، وقد أثبت في ط عبارة تتضمن شرح كلمات المصراع ، وبعضها مثبت في هامش الأصل بخط مغاير. وكل ذلك من زيادات الشراح.

(٤) ع : أنه كان.

١٥٩

بِسُوقٍ كثيرٍ رِيْحُه وأعاصِرُهْ (١)

وفي حديث الإمام : «وإذا صلَّى جالساً فصلُّوا جلوساً أجمعين» وروي : «وإذا صلَّى قاعداً فصلُّوا قُعوداً أجمعين» هكذا في سنن أبي داود ومتَّفقِ الجَوْزَقيّ ، وهذا إن كان محفوظاً نصبٌ على توهّم الحال ، وإلَّا فالصواب من حيث الصنعةُ : «أجمعون» بالواو تأكيداً للضمير المرفوع المستَكِنّ في «جلوساً» أو «قعوداً».

جمل : (الجَمل) زوج الناقة ، ولا يسمَّى بذلك إلَّا إذا بَزَل. والجمع (أجمال) و (جِمال) و (جِمالة).

و (يومُ الجمل) وقْعةُ عائشة رضي‌الله‌عنها (٤٩ / أ) بالبصرة مع علي رضي‌الله‌عنه ، سميت بذلك لأنها كانت على جَمل اسمه عَسْكَرٌ.

و (مَسْكُ الجمَل) كَنْز أبي الحُقَيْق. و (جمَلُ الماءِ) اسمه الكَوْسَجُ (٢) والكُبَع.

و (الجَميلُ) الوَدَكُ ، وهو ما أُذيب من الشحم. و (الجُمالة) صُهارتُه ، يقال (جَمل الشحمَ) أي أذابَه (جَمْلاً) من باب طلَب.

و (جَمُل جَمالاً) حسُن. ورجل (جميل) وامرأة (جميلة).

وبها سُمِّيتْ (جميلة) بنت ثابت (٣) بن أبي الأقلح الأَوْسيّ ، وكنيتُها أمّ عاصم ، وعاصمٌ ابنُها من عمر رضي‌الله‌عنه. وكان اسمها عاصية فسمِّيت جميلة.

وأما (جميلةُ بنتُ سَلُولٍ) ـ كما في الكَرْخي ـ فالصواب : بنت أبي

__________________

(١) اللسان «سوق» بلا نسبة وصدره : «ألم يعظ الفتيان ما صار لمتي».

(٢) الكوسج : سمك في البحر له خرطوم كالمنشار.

(٣) ع : بنت أبي ثابت ، غلط. ولجميلة هذه ترجمة في الاستيعاب ٤ / ١٨٠٢.

١٦٠