المغرب في ترتيب المعرب - ج ١

أبي الفتح ناصر الدين المطرّزي

المغرب في ترتيب المعرب - ج ١

المؤلف:

أبي الفتح ناصر الدين المطرّزي


المحقق: محمود فاخوري و عبد الحميد مختار
الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: مكتبة اسامة بن زيد
الطبعة: ١
الصفحات: ٤٩٥
الجزء ١ الجزء ٢

و (أرقَبه) الدارَ : قال له هي (١) لك رُقْبَى ، وهي من المراقَبة ، لأن كلاً منهما يَرقُب موت صاحبه. واشتقاقُها من رقَبة الدار غيرُ مشهور.

ورجل (رَقَبانيّ) عظيم الرقَبة. واستعمالُ (الرقَبة) في معنى المملوك من تسمية الكلّ باسم البعض ، ومنها : «أفضل الرِقاب أغلاها ثمناً» وهو من الغلاء. وقوله [تعالى](٢) : «وَفِي الرِّقابِ» يعني المُكاتبين.

رقع : ثوب (مرقَّع) كثير (الرِقاع). وبه سمي (مرقَّع ابن صَيفيّ) أخو أكثم.

وغَزوةُ (ذاتِ الرِقاع) سميت بذلك لأنهم شَدّوا الخِرَق على أرجلهم لِحَفاها وعدم النِعال. وقيل : هو جبل قريب من المدينة فيه بُقَعُ حمرةٍ وسوادٍ وبياض كأنها رِقاع.

وفي الحديث : «لقد حكمْتَ بحكم (٣) الله من فوق سبعةِ (أرقِعَةٍ)» هي السموات ، لأن كل طبَقٍ (١١٠ / ب) رَقيعُ للآخر ، والمعنى أنّ هذا الحُكْمَ مكتوب في اللوح المحفوظ وهو في السموات.

ويقال : رُقعة هذا الثوب جيّدةٌ ، يُراد غِلَظُه وثخانَته ، وهو مجاز ، قال (٤) :

__________________

(١) ع : قال هي.

(٢) من ط. والآية ١٧٧ من البقرة : (لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلائِكَةِ وَالْكِتابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمالَ عَلى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبى وَالْيَتامى وَالْمَساكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقابِ ...).

(٣) في الأصل : «باذن» وتحتها «بحكم» تصويباً.

(٤) ع : «وأنشد» بدل «قال» والبيت في اللسان «رقع» بلا نسبة وفيه : «كثوب اليماني» وقبله :

أبى القلب إلا أم عمرِو وحبها

عجوزاً ، ومن يحبب عجوزاً يفند

يصف عشيقةً وقد أسنت. وفي اللسان أنه أراد برقعته أصله وجوهره.

٣٤١

كرَيْط اليَماني قد تَقادَم عهْدُه

ورُقعَتُه ما شئتَ في العين واليَدِ

رقق : (رَقَ) الشيءُ (١) (رِقَّة) وثوبٌ (رَقيق) وخُبزٌ (رُقاقٌ) والقُرصُ الواحد (رُقاقة) بالضم.

و (الرَقيق) العَبْدُ ، وقد يقال للعَبيد. ومنه : «هؤلاء رَقيقي». و (رَقَ) العبدُ (رِقّاً) صار أو بقيَ رقيقاً. ومنه قولهم (٢) : «عَتق ما عَتق ورَقّ ما رَقّ». و (المعْتَقُ) بعضُه يَسعى فيما رَقَ منه.

و (استرقَّه) اتّخذه رقيقاً. و «أعتق أحدَ العبديْن وأرَقَ الآخرَ». وأما (ذاتٌ مرقوقة) أو (عبدٌ مرقُوق) كما حكى ابن السكّيت فوجهُه أن يكون من (رقَ له) إذا رَحِمه فهو (مرقُوق له) ثم حذفت الصلة كما في المندوب والمأذون ، لأن أصل الرِقّ من من الرقّة التي بمعنى الضَعْف. ومنه : «إن أبا بكر رجلٌ رقيق (٣)»

أي ضعيف القلب. وكذا قوله : «فلما سمع ذكْرَ النبيّ عليه‌السلام رقَ» أي رقّ قلبُه واستَشْعر الخشيةَ.

و (الرَقّ) بالفتح : الصحيفة البيضاء ، وقيل : الجِلْد الذي يُكتب فيه. و (الرَقّيّات) (٤) مسائل جَمعها محمد رحمه‌الله حين كان قاضياً (بالرَقّة) ، وهي واسطة ديار ربيعة.

(الرِّقَةُ) : موضعها الواو. [ورق].

__________________

(١) ع : رق الثوب يرق رقة.

(٢) ع : قوله.

(٣) هذا من قول عائشة في أبيها حين قال النبي (ص) في مرضه : «مروا أبا بكر فليصل بالناس». ويروى : «إن أبا بكر رجل أسيف متى يقم مقامك رق».

(٤) بتشديد القاف والياء معاً كما في الأصل وكتب إلى جانب كل منهما كلمة «صح». وفي عين بتخفيف القاف المكسورة.

٣٤٢

رقم : (رقَمَ الثوبَ) وشّاهُ (رَقْماً). ومنه (بُرود الرَقْم) وهو نوع منها مَوْشِيٌّ. والتاجر (يَرْقم) الثيابَ أي يُعْلمها بأن ثمنها كذا. ومنه : «لا يجوز بيع الشيء برَقْمه».

و (الأرقَم) من الحيّات (١) الأرقَش وبه سمي (أرقَمُ (١١١ / ا) ابن أبي الأرقَم) وهو الذي استُعمل على الصدقات فاستَتْبع أبا رافعٍ. واسم أبي الأرقم عبدُ مَنافٍ.

رقي : (رَقِيَ) في السُّلّم (رُقِيّاً) من باب لبِس.

وفي القرآن : «أَوْ تَرْقى فِي السَّماءِ» (٢). و (ارتقى فيه) مثلُه.

و (رَقِيَ) السطْحَ و (ارتَقاه) ، بغير «في». ومنه : «لقد ارتقيتَ مُرتقىً صعباً» بضم الميم ، والفتحُ خطأ.

و (رَقَاه الراقي رُقْيةً ورَقْياً) عَوَّذَهُ ونفَث في عُوذته ، من باب ضرَب. وقوله في الواقعات : «قال له ارْقِ على رأسي من الصُداع» أي عَوِّذْنى ، إنما عدّاه بعلى لأنه كأنه ضمّنه (٣) معنى اقْرأْ وانفُثْ.

[الراء مع الكاف]

ركب : (ركبَ) الفرسَ (رُكوباً) وهو (راكب) وهم (رُكوب) كراكِع ورُكوع. ومنه «صَلَّوْا رُكوباً أي راكبين.

و (المَرْكَب) السفينة لأنه يُرْكَب فيها ومنه «انكسَرت بهم مَراكِبهُم» أي انكسرت سُفنهم وهم فيها.

__________________

(١) ط : الأفاعي.

(٢) الاسراء : ٩٣ : (وَقالُوا لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنا مِنَ الْأَرْضِ يَنْبُوعاً ...) إلى قوله تعالى : (أَوْ تَرْقى فِي السَّماءِ وَلَنْ نُؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتَّى تُنَزِّلَ عَلَيْنا كِتاباً نَقْرَؤُهُ قُلْ سُبْحانَ رَبِّي هَلْ كُنْتُ إِلَّا بَشَراً رَسُولاً).

(٣) ع : لأنه ضمنه.

٣٤٣

و (تَرْكيب فَسيلٍ النَخْل) : نَقْله إلى موضع آخر يُغرَس فيه ، وذلك أقوى [له](١) ومنه : «ولو دفع نخلاً على أن يَسقيه ويُلقّحَه ويُركَبه». وقيل : (التركيب) التَّشذيب ، وهو على هذا تصحيف التكريب ، يقال : «كَرَّب النَخْلَ» إذا شذَّبهُ وقَطعَ كَرَبَهُ وهو أصل سَعَفِه. و (الرَكَب) بفتحتين مَنْبت شَعْر العانة من المرأة والرجل وقيل : هو للمرأة خاصّة ، والجمع (أركاب).

ركز : (ركز) الرُمح : غرَره (رَكْزاً فارتكز) ) وشيءٌ (راكِزٌ) : ثابت. ومنه (الرِكازُ) المَعدِنُ أو الكَنْز ، لأن كلاً منهما مَركُوز في الأرض وإن اختلف الراكِزان ، و (الأَرْكِزَةُ) في جمعه قياس لا سماع ، وفي الحديث : «فلما وقع (١١١ / ب) الفرَسُ على عُرقوبه ارتكز سَلَمةُ على رُمحِه في الماء» أي تَحامل على رأسه معتمِداً عليه ليموت.

ركس : قوله في الرَوْث : «إنه (رِكْسٌ)» أي رِجْس ، وهو كلُّ ما تستقذِره.

ركض : (الرَكْض) أن تَضرب الدابّةَ برجليك.

لتَسْتحِثّها ، ويستعار للعَدْو. ومنه : «إِذا هُمْ مِنْها يَرْكُضُونَ» (٣).

وقوله في الاستِحاضة : «إنما هذه (٤) ركْضة من رَكَضات الشيطان» فإنما جعلها كذلك لأنها آفة وعارضٌ ، والضرْب والإيلام من أسباب ذلك ، وإنما أضيفت إلى الشيطان وإن كانت من فعْل الله [سبحانه](٥) لأنها ضَرر وسيّئة ، والله تعالى يقول : «وَما أَصابَكَ

__________________

(١) قوله : «له» زيادة من ع وحدها.

(٢) ع : ركز رمحه ركزاً غرزه فارتكز.

(٣) الأنبياء ١٢ : «فَلَمَّا» أَحَسُّوا بَأْسَنا إِذا هُمْ مِنْها يَرْكُضُونَ».

(٤) ع : إنما هي ركضة.

(٥) من ع.

٣٤٤

مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ (١)» أي بفعلِك. ومثل هذا يكون بوسوسة الشيطان وكيده ، وإسنادُ الفعل الى المسبِّب كثيرٌ ، ومنه : (وَما أَنْسانِيهُ إِلَّا الشَّيْطانُ) (٢).

ركع : (الركوع) الانحناء. قال لبيد :

(أَدِبّ كأني كلما قمتُ راكِعُ) (٣)

أي منحنٍ. ومنه (ركوع) الصلاة (٤) ، ويقال : (ركع) إذا صلّى.

ومنه : «وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ (٥)». وأما قوله [تعالى](٦) : «فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ راكِعاً وَأَنابَ» ، فمعناه ساجداً شُكراً.

و (رَكْعة الصلاة) معروفة.

وأما (ركَعت النخلةُ) إذا مالت : فلم أجده وإن كان يصحّ لغةً.

ركن : (الرُكون) المَيْل : يقال : (ركَن إليه) إذا مال إليه وسكَن.

و (المِرْكَن) الإجَّانة ، وبالفارسية تغَارَهْ (٧).

و (رُكانة) مُصارعُ النبيّ عليه‌السلام ، والذي طلّق امرأتَه سُهَيْمَة البتّةَ : ابنُهُ ، وهو يزيد بن رُكانة بن عبد يزيدَ بن هاشم.

ومن ظنّ أن المطَلِّقَ الأبُ فَقدْ سَها (٨) ، وتقريره في «المعرِب».

__________________

(١) جاءت في الأصل : «ما» بدل «وما». وهي الآية ٧٩ من سورة النساء : (ما أَصابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللهِ وَما أَصابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ).

(٢) الكهف «٦٣» : (قالَ أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنا إِلَى الصَّخْرَةِ فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ وَما أَنْسانِيهُ إِلَّا الشَّيْطانُ أَنْ أَذْكُرَهُ وَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ عَجَباً). وهذا من المجاز العقلي ومنه : ضرب الأمير الدراهم وبنى المدينة. والنسيان في الآية «من الله تعالى لا منه ، إلا أن هذا مجاز من وجه وما نحن بصدده مجاز من وجهين» (هامش الأصل).

(٣) ديوانه ١٧١ وصدره : أخبر أخبار القرون التي مضت.

(٤) ع : وركوع الصلاة منه.

(٥) البقرة ٤٣.

(٦) من ط. والآية ٢٤ من سورة ص.

(٧) واسمه عند العامة تيغار.

(٨) انظر الاستيعاب ٤ / ١٨٦٦.

٣٤٥

ركو : (١١٢ / ا) (الرَكْوة) بالفتح : دلو صغير والجمع (رِكاءٌ).

[الراء مع الميم]

رمس : (رمَس) الميّت : دفَنه ، من باب طلب. ومنه حديث زيد بن صُوحانَ : «ثم ارْمُسوني رَمْساً» ويحتمل أن يُراد : اكْتُموا قبري وسَوُّوه بالأرض ، و (الرَمْس) تراب القبر ، تسميةٌ بالمصدر.

و (الارْتِماس) في الماء : مثل الانقِماس ، وهو الانغِماس.

ومنه ما روي عن الشعبي أنه كرَه للصائم أن يَرتمس. وعنه : «يَكتَحِل الصائمُ ويَرْتَمِس ولا يَغتَمِس». قال علي بن حُجْر : «الارتماس أن لا يطيل اللَبْث في الماء ، والاغتِماسُ أن يطيل اللبثَ فيه». وعنه أيضاً : «إذا ارتمسَ الجنُب في الماء أجزأَه عن غُسْل الجَنابة». رمص : رجل (أَرْمَصُ) وفي عينيه (رَمَصٌ) وهو (١) ما جَمدَ من الوسخ في المُوق (٢).

رمض : (الرَمْضاء) الحجارة الحارّة الحامية من شدة حر الشمس ، و (الرمضاء) أيضاً الرَمَضُ ، وهو شدّة الحرّ.

وعلى اختلاف القولين جاءت الروايتان : «شكَوْنا إلى رسول الله عليه‌السلام حَرَّ الرَمْضاء فلم يُشْكِنا» أي لم يُزِل شِكايتَنا.

ورُوي «الرَمضاء» (٣).

__________________

(١) من هنا نقص كبير في نسخة ع ينتهي في أول مادة «زند» ويشمل ست لوحات منها : ٨٤ ـ ٨٩. فاعتمدنا في مقابلة ذلك على نسخة ق.

(٢) ق : «المؤق» ، وهو جائز أيضاً.

(٣) بلا كلمة «حر».

٣٤٦

وقد (رَمِضَت) الأرضُ والحجارة : إذا اشتدّ وقْعُ الشمس عليها. و (رَمِضَ) الرجل (رَمَضاً) : احترقت قدَماه من شدّة الحر. ومنه : «صلاةُ الأوّابين إذا رَمِضَت الفِصالُ من الضّحى».

وروي : «حين (١) تَرْمَضُ» أي أصابتها الرَمضاءُ فاحترقتْ أخفافُها.

ومنه (شَهْرُ) رَمَضانَ وقد جاء محذوفَ المضاف لشُهرته. ومنه الحديث : «من صام رمضان وستّاً بعده».

وأما تَعليلهم في (١١٢ / ب) عدم الجواز فَعَلِيلٌ. و (الرمَضان) : خطأٌ.

رمق : (رمقه) أطال النظَر إليه ، من باب طلب. ومنه «فرمَقَه الناسُ بأبصارهم» في حديث التَشميت.

و (الرَمَق) بقيّة الرُوح.

رمك : (الأرماك) جمع (رَمَكة) على تقدير حذف الهاء ، وهي الفرَس والبِرْذَوْنَةُ تُتّخذ (٢) للنَسْل. و (الرِماكُ) قياس.

رمل : (أَرْمَلَ) افتقَر ، من (الرَمْل) كأدْقَع ، من الدَقْعاء ، وهي التراب. ومنه : (الأرملة) المرأة التي مات زوجُها وهي فقيرة ، وجمعُها (أَرامل). قال الليث : ولا يقال شيخ أرْمَلٌ إلا أن يشاء شاعر في تمليح كلامه ، كقول جريرٍ يخاطبُ عمر بن عبد العزيز :

هذي الأرامِلُ قد قضيّت حاجتها

فمَن لحاجة هذا الأرْمل الذكَرِ(٣)

وفي التهذيب : «يقال للفقير الذي (٤) لا يقدِر على شيء ، من رجل أو امرأةٍ : (أرملةٌ) ، ولا يقال للتي لا زوج لها وهي مُوسِرةٌ : أرملةٌ».

__________________

(١) ق : «حتى» بدل «حين».

(٢) ق : يتخذ.

(٣) قصيدة هذا البيت في ديوان جرير «٢٧٤ صاوي و ١ / ٤١٣ ذخائر» ولكن البيت لا وجود له في كلتا الطبعتين ، وهو في الأساس واللسان «رمل». ورواية اللسان «كل الأرامل» ق : هذا الأرامل.

(٤) قوله : «الذي» ليس في ق. والعبارة في التهذيب ١٥ / ٢٠٤.

٣٤٧

ابن السكيت : (الأرامِلُ) : المساكين من الرجال والنساء (١).

ويقال : جاءت أرملةٌ وأراملُ ، وإن لم تكن (٢) فيهم نساء.

وعن شِمْر : يقال للذكَر (أرْملٌ) إذا كان لا امرأةَ له.

وقال القُتَبيّ كذلك.

وقال ابن الأنباري : سميت أرملةً لذهاب زادها وفَقدها كاسِبَها ، من قول العرب : (أرملَ الرجلُ) إذا ذهب زادُه. قال : ولا يقال له إذا ماتت امرأته : (أرملٌ) إلا في شذوذ ، لأن الرجل لا يذهب زاده بموت امرأته إذا لم تكن قَيّمةً عليه.

وردَّ عليه القُتَبيّ قوله فيمن (٣) أوصى (١١٣ / ا) بماله للأرامل أنّه يُعطَى منه الرجالُ الذين ماتت أزواجهم ، ولانه (٤) يقال رجل أرملٌ ، قال : وهذا مثل الوصيّة للجواري لا يُعطى منه الغلمان ، ووصيّةُ الغلمان لا يُعطَى منه الجَواري ، وإن كان يقال للجارية غُلامَة.

و (رَمل) في الطواف : هَرْول (يَرْمُل) بالضم (رَمَلاً) و (رَمَلاناً) بالتحريك فيهما.

رمم : (رَمَ) العَظْمُ بَليَ ، من باب ضرَب.

و (الرِمّة) بالكسر : ما بَليَ من العظام. ومنها (٥) الحديث : «نَهى عن الاستنجاء بالرَوْث والرِمَّة».

و (رَمَ) البناءَ : أصلحه (رَمّاً) و (مَرمّةً) (٦) من باب طلب ، و (استَرمَ) الحائطُ : حان له أن يُرَمّ.

رمن : طين (أرْمَنيٌ) ، منسوب إلى (أرمنَ) جيلٍ من الناس سمي به بَلدُهم.

__________________

(١) ق ، ط : رجال ونساء.

(٢) التاء غير معجمة في الأصل والمثبت من ط ، وفي ق : يكن.

(٣) ق : فمن.

(٤) عبارة ق : «وعن الشيخ قطب الدين السرخسي رحمه‌الله بالتنوين لأنه».

(٥) ق : ومنه.

(٦) ق : ورمة.

٣٤٨

رمي : (رماه) عن القوس وعليها وبها ، عن (١) الغوري ، (رَمْياً ورمايةً) ، و (الرَّمْيَة) المرّة. ومنها قوله : «إذا أدْماه وخلصت الرَّمْيَة إلى الصيد فعليه الجَزاء».

و (الرَّمِيَّة) ما يُرمَى من الحيوان ذكراً كان أو أنثى. ومنها حديث بَهْزٍ : «هي رَمِيَّتي» ، والتشديد في الأول والتخفيف في الثاني كلاهما (٢) خطأٌ.

و (المِرْماة) سهْمُ الهَدف. وفي حديث عطاءٍ : المَنْجَنيقُ ، على المجاز ، لأن كلاً منهما آلة الرَّمي. وأما حديثه عليه‌السلام : «لو أن أحدكم دُعي إلى مِرماتَيْن لأجاب وهو لا يُجيب الجماعةَ» : ففُسّر فيه المِرماةُ بظِلْف الشاة لأنه مما يُرمَى. وعن أبي سعيد أن المراد بها في الحديث السهْمُ ، وقوله في الرواية الأخرى : «إلى مرماتَين أو عَرْقٍ» لا يساعد عليه.

وفي حديث (١١٣ / ب) ابن الحكم : «فرماني القومُ بأبصارهم» أي نظَروا إليّ شَزْراً ، أو نظراً بتحديقٍ.

و (أَرْمَى) الشيءُ : زاد إرماءً. ومنه : «إني أخاف عليكم الإرماءَ» ، ورُوي «الرَّماء» وهو الزيادةُ ويعني (٣) به الرِبا.

[الراء مع النون]

رنب : (الأرنبة) لغة في الأرنب. و (أرْنَبةُ الأنف) طرَفُه.

رنج : (الرانِجُ) بالكسر : الجَوْز الهنديّ (٤) وقيل : نوع من التَمْر أمْلَس.

__________________

(١) ق : وعن.

(٢) ق : وكلاهما.

(٣) ق : يعني (بلا واو).

(٤) وهو النارجيل ، بفتح الراء.

٣٤٩

رنز : (الرُنْزُ) لغة في الأرُزّ.

[الراء مع الواو]

روأ : (روّأْتُ) في الأمر (تَرْوِيةً) ) فكّرتُ ونظرت. ومنه (يوم التَروِية) للثامن من عشر ذي الحجة ، وأصلُها الهمز ، وأخْذُها من الرُؤية خطأٌ ومن الرِيّ منظور فيه. وقوله : «إلا بعد أن يُروِّي (٢) النظرَ فيه» منتصِب على المصدر (٣).

روب : (الرائبُ) من اللبَن : الخاثِرُ ، يلزمُه هذا الاسمُ وإن مُخِض أي أُخِذ زُبْده. أنشد الأصمعي :

سَقاك أبو ماعزٍ رائباً

ومَن لك بالرائبِ الخاثرِ (٤)؟

وقد (راب يَرُوب رَوْباً ورُؤُوباً) و (الرُؤْبة) خَميرتُه التي تُلقَى فيه ليَرُوب. وبتصغيرها سمي والدُ عُمارةَ بن رُوَيْبة الثقَفي.

وقومٌ (رَوْبَى) جمع (رائبٍ) وهو الخاثِر النفْس من مخالطة النعاس ، وقيل جمع (أرْوَب) كأنْوَك ونَوْكَى ، وقيل في قول بشر (٥) :

فأما تميمُ تميمُ بنُ مُرٍّ

فألفاهُم القومُ رَوْبَى نِياما

إنهم شَربوا الرائب فسَكِروا.

روث : (الأَرْواث) جمع (رَوْثٍ) وهو لكل حافِر.

روح : (الريح) هي (٦) التي تَهُبّ ، والجمع (أرواح)

__________________

(١) ق : تروئة.

(٢) ق : يروىء.

(٣) في هامش الأصل : «أي كأنه قال : فكر الفكرة».

(٤) اللسان «روب».

(٥) هو بشر بن أبي خازم ، والبيت في ديوانه ١٩٠ تحقيق عزة حسن.

(٦) كلمة «هي» ليست في ق.

٣٥٠

و (رياح) أيضاً ، وبه سمي (رِياح بن الربيع). (١١٤ / ا) و (رياحٌ) من قبائل بني يربوعٍ ، منهم سُحيم بن وَثيلٍ الرِّياحيُ اليربوعيُّ ، وكذا أبو العالية الرِّياحيُ وعليه قول ابن مسعودٍ أو ابن عباس : «متى اقْتَنَتْ بَنُو رياحٍ البقَرَ؟» ويومٌ (راحٌ) شديدُ الرِّيح ، و (ريِّحٌ) طيّبُ الريح ، وقيل شديد الرِّيح. الأوّلُ هو المذكور في الأصول ولم أعثُر على هذا الثاني إلا في كتاب التَذْكِرة لأبي عليٍ الفارسيّ ، وعليه قول محمد : «فإن بال في يومٍ رَيْحٍ».

و (الرَّيح) و (الرَّائحة) بمعنًى وهي عَرَضٌ يُدرَك (١) بحاسة الشَمّ. ومنها قوله «الرَّوائح تُلْقى في الدُهن فتصيرُ غاليةً» أي الأخْلاط ذَوات الرَّوائح. وفي الحَلْوائي (٢) : (الأراييح) وهي جمع (أرْياح) على من جعل الياءَ بدلاً لازماً. وفي الحديث : (لم يَرَحْ رائحة الجنّة» ، و «لم يُرح» أي لم يُدرِك ، بوزن لم يخَف ولم يُرِدْ (٣).

ويقال : أتانا فلان وما في وجهه رائحةُ دمٍ ، أي فَرِقاً خائفاً.

وقد يُترك ذكر الدم وعليه حديث أبي جهل : «فخرَج وما في وجهه رائحةٌ».

و (الرَّياحين) جمع (رَيْحان) (٤) وهو كل ما طاب ريحه من النبات أو الشاهَسْفُرُم (٥) ، وعند الفقهاء : (الريحان) ما لِساقه رائحة

__________________

(١) الياء غير معجمة في الأصل والمثبت من ق. وفي ط : تدرك.

(٢) ق : الحلواني.

(٣) في هامشي الأصل وق : «وفي اللباب ثلاث ، بوزن : لم يخف ، ولم يرد ، ولم يمل» بفتح فكسر في الأخيرة.

(٤) ط وهامش ق عن نسخة : الريحان.

(٥) بضم الراء كما في الأصل ، وشكلت بالفتح في ق. وفي المعتمد بكسر الهاء وفتح الفاء والراء. وفي المعجم الذهبي : «شاه سيرم : زهر الريحان. ضميران» وهو ضرب من الريحان أيضاً.

٣٥١

طيَّبة كما لوَرقه ، كالآس ، والوَرْد : ما لِورَقه رائحة طيّبة فَحسْبُ كالياسَمِين.

و (راحَ) خلاف غدا ، إذا جاء أو ذهَب (رَواحاً) أي بعد الزوال ، وقد يُستعمل لمطلَق المضيّ والذهاب ، منه الحديث : «ومن راح في الساعة الثانية فكأنما قَرَّب بقرةً». وقول محمدٍ : «حتى تَرُوحَ إلى مِنىً» (١١٤ / ب) قيل : أراد حتى تَغْدو.

و (أراح) الإبلَ : رَدّها إلى المُراح ، وهو موضع إراحة الإبل والبقَر والغنَم ، وفتْح الميم فيه خطأ. و (روَّحها) كذلك.

و (روَّحْتُ بالناس) صلَّيت بهم (التَراويح) وهي جمع (تَرويحة) وأصلُها المصدر. وعن أبي سعيد : سميت التَرويحةَ لاستراحة القوم بعد كل أربع ركَعات.

و (راوَح) بين رجْليه قام على إحداهما مرّة وعلى الأخرى (١) مرةً. ومنها (٢) المراوَحة بين العَملين وهي أن تَقرأ مرّةً وتكتُب (٣) مرة مثلاً (٤) و (الرَوَحُ) سَعة الرجْلين وهو دون الفَحَج ، وعن الليث : هو انبساطٌ في صُدور القدمين. وقدَمٌ (رَوْحاء). وقيل (الأرْوحُ) الذي تَتباعدُ قدَماه ويَتدانَى عَقِباه ، وبتأنيثه سميت (الرَوْحاء) وهي بيْن مكّة والمدينة.

رود : (أرادَ منه) كذا (إرادةً) و (أرادَه على الأمر) حَمله عليه. ومنه : أراد الملكُ الأميرَ على أن يكتب.

و (رَادَ) : جاء وذهب ، ومنه (المِرْوَد) المِكْحال ،

__________________

(١) وكتب في هامش الأصل : أخرى.

(٢) ق ، ط : ومنه.

(٣) كتب في الأصل «يقرأ ، يكتب» ليقرأ كل منهما بالياء والتاء.

(٤) ق : «يقرأ مرةً ، ويكتب مرة أخرى مثلاً». وفي هامش الأصل : «وفي نسخة : ويكره التراوح ، وفي أخرى : لا بأس بالتراوح».

٣٥٢

و (رادَ الكلأَ) طلبه. ومنه : «الرائد لا يَكْذِب أهلَه» وهو رسول القوم يبعثونه أمامهم لِيَرُود الكلأَ والماءَ. وقوله : «الحُمَّى رائدُ الموت» أي مُقدّمتُه ، لشدّتها ، على التشبيه.

و (ارتاد) الكلأَ بمعنى رادَهُ. ومنه حديث عثمان : «كانا يُعِدّان لهذا المقام مَقالاً». ورُوي : «يَرْتادان». ومنه : «إذا بال أحدُكم فلْيَرْتَدْ لِبوْلِه» أي ليطلُب مكاناً ليّناً. وفي حديث خَولة : «وراودَني عن نفسه (١)» ، أي خادَعني عنها.

روذ : رُوذْبار في (عب) (٢).

روز : (الرازي) منسوب (١١٥ / أ) إلى الرَيّ وهي من بلاد العراق ، ومنه (عيسى بن أبي عيسى الرازيّ) و «الداريُّ» تصحيف ، يَروي عن الربيع بن أنَس.

روض : (المُراوَضة) المُداراة والمخاتَلة كفِعْل الرائضِ بالرَيِّض. ومنها : (بيعُ المُراوَضة) لبيع المُواصَفة ، عن الأزهري (٣) ، لأنه لا يخلو عن مُداراةٍ ومُخاتَلة. وفي الإجارات : «البائعُ والمشتري إذا تَراوضا السِلْعة (٤)» ، أي تَدارَيا فيها ، وتركُ حرف الجرّ فيه نظَرٌ.

روع : فرَسٌ (رائع) جميلٌ يَرُوع الرائي بجماله أي يخوِّفه (٥).

__________________

(١) كذا في الأصل وق ، وفي ط : نفسي.

(٢) كذا ، ولم يذكر شيء في العين. وكتب تحتها في الأصل : «صن» ولا يوجد شيء أيضاً وهو اسم لعدة مواضع.

(٣) قال الأزهري في التهذيب ١٢ / ٦١ : قال شمر : المراوضة أن تواصف الرجل بالسلعة ليست عندك. قلت : وهو بيع المواصفة عند الفقهاء. واجازه بعض الفقهاء إذا وافقت السلعة الصفة التي وصفها البائع ، وأبي الآخرون إجازتها إلا أن تكون الصفة مضمونة إلى أجل معلوم».

(٤) أي في السلعة ، نصب بنزع الخافض.

(٥) في هامش الأصل : يعجبه.

٣٥٣

روغ : (رَوَغانُ) الثعلب : أن يَذهب (١) هكذا وهكذا مكراً وخديعة.

روق : (الرِواق) كِساءٌ مرسَل على مقدَّم البيت من أعلاه إلى الأرض. ويقال : (رَوْقُ البيت) و (رِواقُه) مقدَّمه.

ورجُل (أرْوَقُ) طويل الثَنايا.

روم : (رُومَةُ) بالضم : بئرٌ معروفة على نصف فرسخٍ من المدينة. و (بئرٌ رومةَ) إضافةُ بيانٍ.

روي : (الرِيّ) بالكسر : خلاف العطَش ، يقال : (رَوِيَ) من الماء فهو (رَيّانٌ) وهي : (رَيّا) وهُم وهنَّ (رِواءٌ).

و (الراوِيةُ) المَزادةُ من ثلاثة جلود. ومنها قوله : «اشترى (٢) راويةً فيها ماء وشقّ راويةً لرجلٍ». وفي السِيَر : «ظفِروا بروَايا فيها ماءٌ» وأصلها بَعير السَقّاء لأنه (يَروي الماءَ) أي يحمله. ومنه (راوي الحديث) و (راوِيَتُه) ، والتاء للمبالغة.

يقال : (روَى) الحديثَ والشِعر (روايةً) و (روَّيتُه) إياه : حَملْتُه على روايته. ومنه : «إنّا رُوِّينا في الأخبار».

[الراء مع الهاء]

رهب : (رهَبهُ) خافَه (رَهْبةً) والله [تعالى](٣) مرهُوب. ومنه.

«لبّيك مَرهوبٌ ومَرغُوب إليك» وارتفاعُه على على أنه (١١٥ / ب) خبر مبتدأ محذوف.

__________________

(١) الياء غير معجمة في الأصل والمثبت من ط. وفي ق بالتاء.

(٢) ق : اشتهى.

(٣) من ط. وعبارة ط قبل ذلك : «رهبه : خافه رهبة ورهباً ورهباً ورهوباً والرهبوتى ترسيدن والله تعالى ...»

٣٥٤

و (الراهب) واحد (الرُهْبان) وهو عابد النصارى ، وهي (الرَهْبانيَّة) وتحقيقها في شرح المقامات (١).

رهج : (أَرهَج) الغُبارَ : أثاره و (الرَهَج) ما أُثير منه. وقوله : «وعليه رَهَجُ الغُبار» من إضافة البيان. وأما (رَهْجَةُ الغبار) فليس بشيءٍ.

رهص : (الرِهْص) بالكسر : العَرَق (٢) الأسفل من الحائط ، وقيل : الطين الذي يُجعَل بعضُه على بعض ، وهو المراد في قوله : «من اللَبِن والآجُرّ والرِهْصِ». ومنه (الرَهّاصُ) لعامله.

و (رُهِصَت) الدابّة فهي (مَرْهُوصة) : شَدَخ باطِنَ حافرِها حَجرٌ فأدْوَاهُ. وبه (رَهْصَةُ) شيءٌ من كَسْر.

رهق : (رَهِقَه) دنا منه (رَهقاً) ومنه : «إذا صلّى أحدكم إلى سُتْرةٍ فَلْيَرْهَقْها. و (رَهِقَه) دَيْنٌ : غَشِيه.

و (رَهِقَتْنا) الصلاة : غَشِيَتْنا. و (أرْهقْناها) (٣) أي أخرناها حتى تكاد تَدنو من الأخرى. وصَبيّ (مُراهِق) مُدانٍ للحُلْم.

و (الرَهَق) أيضاً غِشْيان المَحارم ، ومنه : «لا تُقبل (٤) شهادتهما لرَهقيهِما» أي : لكذبِهِما. وقوله : «وإن كان مسلماً يُرَهَّق» بالتشديد أي يُنسَب إلى (الرَهَق). وفي حديث آخر أنه صلّى على امرأةٍ (تُرهَّق).

وقيل : المرهَّق المجهَّل المتَّهَم في دِينه.

و (أرْهقه) عُسْراً : كلّفه إياه.

__________________

(١) كتب في هامش ق عن نسخة : «في شرحنا للمقامات». وهو شرح المطرزي على مقامات الحريري.

(٢) هو الصف من اللبن أو الحجر في الحائط وتسمية العامة : المدماك.

(٣) ق : ورهقناها.

(٤) التاء غير معجمة في الأصل وهي ياء في ، ط.

٣٥٥

رهن : (رهنتُ) الرجلَ الشيءَ و (رهنْتُه) عنده و (استَرْهَنني) كذا (فرَهنْتُه) عنده. و (ارتَهنه) أخذه رهناً (١). و (الرَهْن) المرهُون ، والجمع (رُهون) و (رِهان) و (رُهُن) ، وأنا (رَهْنٌ) بكذا ، أو (رَهين) و (رَهينةٌ) أي مأخوذ به. وأصل التركيب دالٌّ على (١١٦ / أ) الثبات.

ومنه (الراهِنُ) الثابت الدائمُ. و (رَهَن بالمكان) أقام.

و (أرهنْتُه) أنا ، وطعام (راهِنٌ) دائم.

«ولا رَهْوُ ماءٍ» في (نق). [نقع].

[الراء مع الياء]

ريب : (رابَهُ رَيْباً) شكَّكه. و (الرِيبة) الشكّ (٢) والتُهْمة. ومنه (٣) الحديث : «دع ما يَرِيبك إلى ما لا يَريبُك ، فإن الكذِب ريبةٌ وإن الصدق طُمأْنينة» أي ما يُشَكِّكُ (٤) ويحصِّل فيك الريبةَ. وهي في الأصل قلَق النفس واضطرابُها ، ألا تَرى كيف قابلَها بالطمأْنينة وهي السكون؟ وذلك أن النفس لا تستقرّ متى شكّتْ في أمرٍ وإذا أيقنتْه سكَنتْ (٥) واطمأنّت.

وقوله : «نهَى عن الرِبا والرِيبة» إشارةٌ إلى هذا الحديث.

وكذا حديث شُرَيحٍ «أيّما امرأةٍ صُولحتْ عن ثُمْنها لم يُبيَّن لها كم تَرك زوجُها فتلك الرِيبةُ».

ومن روى «الرُبَيَّة» في الحديثين على حِسْبانَ أنها (٦) تصغير

__________________

(١) ق : رهناً عنده.

(٢) ق : «الشكة» وفي هامشها : الشك.

(٣) ق ، ط : ومنها.

(٤) ق ، ط : أي يشككك.

(٥) ق : سكتت «بتاءين».

(٦) في الأصل وحده : «على حسبان على أنها» وهو سهو من الناسخ.

٣٥٦

الرِبا فقد أخطأ لفظاً ومعنى (١). وكذا ما في جمع التفاريق : «قَفيزُ دقيقٍ معه درهم بقَفيزيْ حنطةٍ ، قال الشعبي : إن لم يكن رباً فهو رُبَيَّةٌ» تحريفٌ. وإن كانت اللفظة محفوظةً من الثقات فوجْهها أن تكون تصغيرَ (الرُبْيَة) بمعنى الرِبا على ما جاء في حديث صُلْح نَجْرانَ : «ليس عليهم رُبْيَةٌ ولا دمٌ».

والمحدِّثون يَروونها (رُبّيّة) بتشديد الباء والياء على فُعّولة من الربا. وعن الفرّاء : (رُبْيَة) ، وشبَّهها بِحُبْيَة من الاحتِباء سماعاً من العرب وأصلها واوٌ.

ريث : (راث) أبطأ (رَيْثاً) ، وقولهم : أمهلْتُه رَيْثما فعل كذا ، أي ساعةً فعْلِه. وتحقيقه في (١١٦ / ب) شرحنا للمقامات.

ريش : «لَعن الله الراشي ، والمرتَشي ، و (الرائِش)» : هو الذي يَسعى بينهما ويُصْلح أمْرَهما ، من (رَيْشِ السهْم) وهو إصلاحه بوضع (الريش) عليه.

ريط :

(الرَيْطة) كل مُلاءةٍ لم تكن لِفْقَيْن ، أي قِطْعتيْن متضامّتيْن. وقيل : كلّ ثوبٍ رقيقٍ ليّنٍ رَيْطةٌ. وبها سميت (رَيْطةُ) امرأة ابن مسعود رضي‌الله‌عنه. وأما (رائطةُ) فهي بنت سفيان ، لها صُحبة.

ريع : (الرَيْع) الزيادة ، يقال (٢) : هذا طعامٌ كثير الرَيْع. وقوله : «إذا أَخرَجت الأرضُ المرهونة رَيْعاً» أي غَلّة ، لأنها زيادةٌ.

__________________

(١) لفظاً لأن الربا مذكر ، ومعنى لاختلاف المعنى.

(٢) ق ، ط : ويقال.

٣٥٧

ريكستان : (رِيكِسْتانَ قُوت (١)) : بظاهر بلَد بُخارى.

ريم : (رام) مكانَه (يَرِيمُه) زال منه وفارَقه.

رين : (رِيْنَ) به : في (سف). [سفع].

ريي : (الرّاية) علَم الجيش ، وتُكْنى أُمَّ الحرب ، وهي فوق اللواء. قال الأزهري : «والعرب لا تَهمِزها ، وأصلها الهمز».

وأنكر أبو عبيدٍ والأصمعي الهمْز (٢).

وأما (رايةُ الغلام) وهي العلامة التي تُجعل في عنقه ليُعلَم أنه أبَق (٣) فإنها من الأولى. وفي المجمل : (رَيَّيْتُ) الغلام برايةٍ ، قال : وهي غُلّ يُجعل في عُنقه. وأما : «داية» بالدال فخطأ (٤).

__________________

(١) بكسر النون وفتحها ، وسكون التاء ، كما في الأصل ، مع ضم القاف. وهو مركب مزجي. وفي ق بفتح التاء. ولم يذكره ياقوت. وفي ط : «ريكستان فرية» تحريف.

(٢) ق : «الهمزة» وفوقها : «الهمز». وعبارة التهذيب ١٥ / ٣٢٣ : «لا تهمزها العرب ، وتجمع رايات ، وأصلها الهمز».

(٣) أي هرب. وفي ق : «آبق» اسم فاعل.

(٤) في ق : «فغلط والله أعلم بالصواب». وفي ط : «فغلط ، والله الهادى إلى الصواب».

٣٥٨

باب الزاي

[الزاي مع الهمزة]

زأر : (الزَأْرة) قرية كبيرة بالبَحْرين صار إليها الفُرْس يوم انهزمتُ من العَلاء بن الحَضْرَميّ ، وقد سبق ذكرها في (رز) :[رزب].

[الزاي مع الباء]

زبب : (الزَبيب) معروف ، والشراب المتَّخذ منه (زَبيبيّ). و (زبَّبتُ) العنبَ : جعلتُه زبيباً. و (تَزبَّب) بنفسه ، قياسٌ.

(زَبيبتان) : في (شج). [شجع].

زبد : (الزُبْد) ما يُستخرج من اللبَن بالمَخْض.

و (زَبَدَهُ زَبْداً) رفَدَه ، من باب ضرَب ، وحقيقته أعطاه زُبْداً.

ومنه : «نَهى عن زَبْد المشركين» بالفتح ، أي عن رِفْدهم وعَطائهم.

(زَبدتان) : في (شج). [شجع].

زبر : (الزَبْر) : الزَجْر والمنْع ، من باب طلب ، وبتصغيره سمي (الزُبَير) بن العوّام وابنُه المنذر بن الزُبير ، زَوَّجته عائشةُ رضي‌الله‌عنها حفصةَ بنتَ عبد الرحمن بن أبي بكرٍ.

وفي حديث رفاعةَ : «فتزوّجتْ عبدَ الرحمن بن الزَبِير»

٣٥٩

بفتح الزاء (١) ، فَعيل ، منه. وهو رِفاعةُ بن زَنْبَرٍ ، فَنْعَل ، منه.

و (الزَبور) كتاب داود عليه‌السلام. وقوله : «سيفُ مَرْحَبٍ عندنا فيه كتابٌ كنّا لا نَعرِفُه فيه (٢) بالزبور» ، أي لا نَعرِفه مكتوباً بلغة الزَبُور ، يعنى ، يعني بالسُريانية.

زبق : (زأبق) (٣) الدراهَم : طَلاها (بالزِئْبِق) ، يكسر الباء بعد الهمزة الساكنة ، وهو الزَاوُوق. «ودرهم (مُزَأبَقٌ) والناس يقولون (مزبَّق)» حكاه الأزهري (٤). ومنه : «كرِه أبو يوسف الدراهم المزبَّقة».

زنبق : (الزنبق) : دُهن الياسمين.

زبرقان : (الزِبْرِقان) لُقب ابن بدرٍ ، واسمه الحُصَين أو حِصْنٌ. و (الدرهم الزِبْرِقانيّ) درهم أسود كبير.

زبل : (المَزْبَلة) موضع الزِبْل ، وهو السِرْقينُ.

و (زابُلُ) من حصون سِجِسْتان ، ولفظ محمدٍ رحمه‌الله : (زابُلُسْتان) (٥) وكلاهما صحيح.

زبن : (الزَبْن) الدَفْع ، وناقة (زَبُون) تَزْبِنُ حالِبَها. ومنه (الزَبُون) للأَبْله الذي يُغْبَن كثيراً ، على الإسناد المجازي. و (استَزْبنَه) و (تَزبَّنه) اتّخذه زَبوناً. و (المُزابَنة)

__________________

(١) ط : الزاي.

(٢) كلمة «فيه» ساقطة من ق ط.

(٣) في الأصل وط : «زابق» والمثبت من ق وهو الصواب

(٤) ليس في التهذيب شيء من ذلك : «٨ / ٤٣٨» ولعل الصواب : «الجوهري» لأن العبارة وردت في الصحاح.

(٥) قال ياقوت : «والعجم يزيدون السين وما بعدها في أسماء البلدان شبيهاً بالنسبة».

٣٦٠