المغرب في ترتيب المعرب - ج ١

أبي الفتح ناصر الدين المطرّزي

المغرب في ترتيب المعرب - ج ١

المؤلف:

أبي الفتح ناصر الدين المطرّزي


المحقق: محمود فاخوري و عبد الحميد مختار
الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: مكتبة اسامة بن زيد
الطبعة: ١
الصفحات: ٤٩٥
الجزء ١ الجزء ٢

فيه من الماءُ أكثَرُ مما يجتَمعُ في غيرِه ، ومن ظن أنها جمع (أوْغاءٍ) جمعَ (وَغىً) فقد أخطأ.

[الهمزة مع الفاء]

أفف : (أُفّ) كلمةُ تضجرٍ ، وقد (أَفَّفَ تأفيفاً) إذا قال ذلك؟ وأما (أَفَ يوءُفُ تأفيفاً) فالصواب (أفّا).

أفق : (الأفُق) واحدُ (آفاقِ) السماءِ والأرضِ وهي نَواحيها. وقولهم : وَرد (آفاقيُّ) مكةَ ، يَعنون به مَن هو خارجَ المواقيت ، والصواب (أُفُقِىٌ). وعن الأصمعي وابن السِّكّيت (أَفَقيٌ) بفتحتين.

وقوله في شرح القُدوريّ : «آخِرُ وقتِ المغربِ حين يغيب الأفق» ، يعني ما فيه من الحُمرة أو البياض.

(٩ / ب) وفي حديث ابن مُغفَّل : «فاشتريتُ (أَفِيقةً)» أي سِقاءً متَّخذاً من (الأفِيقة) ، وهي أخص من (الأفِيق) ، كالجِلْدة من الجِلْد ، وهو الذي لم يُتَمَّ دِباغُه فهو رقيقٌ غيرُ حَصيفٍ (١).

[الهمزة مع الكاف]

أكر : (الإكارات) في (أج). [أجر].

أكف : قوله : «لا يَركبُ أهلُ الكتابِ السّروجَ (٢) ولكن (الأُكُفَ) جَمع إكاف الحِمار وهو معروفٌ ، والسَّرْجُ الذي

__________________

(١) أي غير محكم ولا قوي.

(٢) في الاصل : السرج (بضمتين) ، والتصويب من ع. جمع سرج (بفتح فسكون). وأما السرج (بضمتين) فهي جمع سراج.

٤١

على هيئته : هو ما يُجعل على مقدَّمِه ، شبْهُ الرُّمّانَةِ. و (الوِكافُ) لغةٌ : ومنه (أَوْكفَ) الحمارَ و (آكَفَه).

أكل : (الأكلُ) معروفٌ و (الأَكْلَةُ) المرّةُ ومنها قوله : «المعتادُ أكلتانِ ، الغَداءُ والعَشاءُ» ، أيْ أَكْلُهما ، على حذفِ المضافِ ، أو على وَهْم أنَّ الغَداءَ والعَشاءَ مَعنَيانِ لا عَيْنان.

و (الأُكْلة) بالضم اللقْمة ، والقرُصُ الواحدُ أيضاً ، ومنها : «فرقُ ما بين صيامنا وصيام أهل الكتاب أُكْلَةُ السَحَرِ».

هكذا [بالضم](١) في صحيح مسلم ، وأما أُكْلةُ السَّحور ، كما في الشرح ، فتحريف ، وإن صحّ فله وجهٌ (٢).

وقوله : «كيلا (تأكلها) الصَّدَقةُ» أي لا تُفنيها ، مجاز ، كما في قولهم : أكلَ فلانٌ عُمْرَه ، إذا أفناه ، وأكلَت النارُ الحطبَ.

أَكِيلةُ) السَّبُعِ : هي التي منها يأكل ثم تُستنقَذُ منه.

و (الأَكولة) هي التي تُسمَّن للأكل ، هذا هو الصحيح. وعن ابن شُمَيل أنّ أكولةَ الحيّ قد تكون (أَكِيلةً) وهذا ـ إن صحّ ـ عُذْرٌ ، لما رُوي عن محمدٍ رحمه‌الله أنه استعمل (الأكيلة) في معنى السَمينة. على أنها قد جاءت في حديث عمر رضي‌الله‌عنه من رسالة أبي يوسف رحمه‌الله (١٠ / ١) إلى هارون الرشيد غيرَ مرّة وقال : الرُّبَّى التي معها ولَدُها (٣) و (الأكِيلةُ) التي يسمّنها صاحب الغنم ليأكلها.

__________________

(١) من ع ، ط.

(٢) في هامش الاصل : «يعني بطريق إضافة البيان كقوله : خاتم فضة». وفي موضع آخر منه : «أكلة في السحر ، وأكله من السحور».

(٣) في هامش الاصل : «الربى : الحديثة النتاج وجمعها رباب». بضم الراء. ط : التي يكون معها ولدها.

٤٢

و (يأكلان في سَواد) : في (سو) (١). [سود].

[الهمزة مع اللام]

ألف : (آلَفَهُ) المكانَ (فألِفَهُ إلْفاً) و (إلافاً) ، و (أَلّفتُ) بينهم فتآلفوا (٢) ، و (تألَّفه) تكلّف معه الإلْفَ ، و (الْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ) : قومٌ من أشراف العرب ، كان عليه‌السلام يُعطيهم من الصَّدقات ، بعضَهم دفعاً لأذاه عن المسلمين ، وبعضَهم طمعاً في إسلامه ، والبعضَ (٣) تثبيتاً لُقرب عهده بالإسلام ، فلما وَلِيَ أبو بكر رضي‌الله‌عنه منعهم ذلك وقال : انقطعت الرُّشَا (٤) لكثرة المسلمين.

ألن : طينٌ (أَلانِيٌ) منسوبٌ إلى (أَلانَ) على فعالٍ (٥) بالتخفيف ، وهيَ (٦) اسم موضع بين الرُّوسِ والرومِ [وقيل : آلانُ ، على فاعالٍ ، وهو الصحيح](٧).

أله : (التَألُّه) تَفعُّلٌ ، من (إلهٍ) ).

ألو : قوله : «لم يَألُ أن يَعدلَ في ذلك» أي لم يقصّر في العَدْل والتَّسوية ، من (أَلا) في الأمر (يألو ألُوّاً) و (أُليّاً) إذا قصَّر فيه إلا أنه حُذف في مع أنْ [كقوله تعالى : (أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ)](٩) وأما لفظ الرواية «فقسَماها نصفَين ولم يألُوَا مِن العدل» فعلَى التضمين (١٠) وقولهم : «لا آلوكَ نُصحاً» ، معناه لا

__________________

(١) ع : مش ، غلط.

(٢) ع : فتألفوا.

(٣) كذا في الأصلين. وفي ط : وبعضهم.

(٤) ع : الرشى. ط : «انقطعت الآن الرشى».

(٥) ع : فاعال. خطأ.

(٦) فوقها في الاصل : وهو. ع : وهو.

(٧) ساقط من ع

(٨) في الاصل : «إلامر». والتأله أي التعبد.

(٩) الشعراء (٨٢): (وَالَّذِي أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ). وما بين مربعين ليس في ع.

(١٠) أي : لم يمتنعا منه.

٤٣

أمنعُكَه ولا أنقُصُكَه ، وهو تضمين أيضاً. و (والألِيَّةُ) الحَلِفُ.

يقال (آلى يُؤلِي إيلاءً) مثل أعطى يُعطي إعطاءً. والجمعُ (ألَايا) مِثْل عطِيّة وعَطايا.

[الهمزة مع الميم]

أمر : قوله : «الأمرُ (قريبٌ)» يَعني قُربَ الساعة ، وسيجيء في (نت) : [نتج].

و (الائتمارُ) من الأضدادِ ، وعليه قول شيخنا [رحمه‌الله](١) في الأساس : أمرتُه فائتمرَ ، وأبَى أن يأتَمِر أي فاستبدَّ (١٠ / ب) برأيه ولم (٢) يمتَثِل» والمراد بالمؤتمِر الممتَثِل ، وهو في خطبة شرح «الكافي».

و (المؤامَرةُ) المُشاوَرةُ ، ومنها : «آمِروا النساءَ في بناتهن» أي شاوِروهنّ في معناهنّ (٣).

و (الإمارةُ) الإمْرة ، وفي حديث عمر أنه «جعل الواديّ بين بني عُذْرة وبين الإمارة نصفيْن» أي بينهم وبين صاحب الإمارة ، يعني الامير على المسلمين ، وقد (أمَّره) إذا جعله أميراً. ومنه قول عَبِيدةَ لرجلين اختصما إليه : «أتؤمِّرانِني؟» أي أتحكّمِانني. ورُوي «أَتُؤامِرانِني» من المؤامرة ، والأول هو الصحيح.

و (الأمَارُ) و (الأمَارةُ) : العلامة والموعِدُ أيضاً ، وهو المراد في قولهم : (يومَ أمارٍ).

__________________

(١) من ع ، ط.

(٢) في أساس البلاغة : «أي استبد ولم».

(٣) في هامش الأصل : «أي في تزويجهن».

٤٤

أمم : في حديث ابن الحَكم : وا ثُكْلَ (أُمّاهْ) وروي (أُمِّياهْ) الأولى باسقاط ياء المتكلم مع ألف النُّدبة ، والثانية باثباتها ، والهاء للسكت.

و (كتابُ الأمّ) أحسنُ تصانيف الشافعيّ.

و (الأمِّيُ) في اللغة منسوبٌ إلى أُمّة العربِ ، وهي لم تكن تَكتب ولا تَقرأ فاستُعير لكل مَن لا يَعرف الكتابة ولا القراءة.

و (الإمام) من يُؤتَمُ به ، أي يُقتدى به ذكراً كان أو أنثى. ومنه : «قامتِ الإمامُ وسطتهنّ» وفي بعض النسخ : (الإمامة) وتركُ الهاء هو الصواب ، لانه اسمٌ لا وصْف.

و (أمامُ) ) بالفتحِ بمعنى قُدَّامٍ ، وهو من الاسماء اللازمة للاضافةِ.

وقوله [عليه‌السلام](٢) : «الصلاة أمامَك» في (صل).

[صلو].

و (أَمَّهُ وأمَّمه) و (تأمّمه وتيمَّمه) تعمّده وقصده. ثم قالوا (١١ / ١) تيمّم الصعيدَ للصّلاة ، ويمّمتُ المريضَ فتيمّم ، وذلك إذا مسَح وجهَه ويديه بالتّراب. وقد يقال : يمّمتُ الميّتَ أيضاً.

و (أمَمتهُ) بالعصا (أمّاً) من باب طلَب إذا ضربتَ أُم رأسه ، وهي الجِلْدة التي تَجمعُ الدماغ ، وإنما قيل للشّجَّة (آمَّةٌ) و (مأمومةٌ) على معنى (ذاتِ أَمٍ) كعيشةٍ راضية ، وليلة مَزْؤودةٍ

__________________

(١) ع : أمام (بالتنوين).

(٢) من ط.

٤٥

[مِن الزُؤد وهو الذّعر](١) وجمعُهما (أوامُ) و (مأموماتٌ).

أمن : يقال (ائتمَنه) على كذا : اتّخذه (أميناً).

ومنه الحديث : «المؤذِّن مؤْتَمن» أيْ يأتمنُه الناسُ على الاوقاتِ التي يؤذِّن فيها فيعمَلون على أذانه ما أُمِروا به من صلاة وصومٍ وفِطْرٍ.

وأما ما في الوديعة من قوله عليه‌السلام «مَن اؤتُمِن أمانةً» فالصواب «على أمانةٍ». وهكذا في الفردوس ، وإن صحَّ هذا فعلى تضمين «استُحفِظ». و (الأمانةُ) خلاف الخيانةِ وهي مصدرُ (أمُن) الرجلُ (أمانةً) فهو (أمينٌ) إذا صار كذلك ، هذا أصلها ثم سُمّي ما تأتَمِنُ عليه صاحبَك (أمانةً). ومنها قوله تعالى : «وَتَخُونُوا أَماناتِكُمْ» (٢).

و (الأمينُ) من صفات الله تعالى ، عن الحسن رضي‌الله‌عنه.

وقولهم : (أمانةُ الله) من إضافة المصدر إلى الفاعل ، وارتفاعهُ على الابتداء. ونَظيره «لعَمرُ الله» في أنه قسَم والخبر مقدر ، ويُروَى بالنصبِ على إضمارِ الفعلِ ، ومن قال «وأمانةِ الله» بواو القسم صَحَّ.

و (آمين) ) : بالقَصر والمدّ ، ومعناه استَجِبْ.

أمو : (الأَمَةُ) واحِدةُ الاماءِ ، وبتصغيرها كُنّي شُرَيحُ القاضي ، وهو المراد في قوله أَنشدُك اللهَ يا أبا أميّة.

(أَمُوَيْه) في (عب). [عبر]

__________________

(١) من ط دون الاصلين. الا أنه مثبت في هامش الاصل.

(٢) الانفال ٢٧ : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَخُونُوا اللهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَماناتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ).

(٣) ع : وأمين (بالقصر).

٤٦

[الهمزة مع النون»

أنث : (١١ / ب) (الأنْثَيان) الأذُنانِ والخُصْيان (١) أيضاً ومنه قول شيخنا (٢) «نزعَ أُنثيَيْه ثم ضرَب تحتَ أُنْثَيْيه» يعني نزعَ خُصاهُ (٣) ثم قتلَه.

أنس : (الأنْسُ) خلافُ الوَحْشَةِ ، وبتصغيره سُمّي (أُنَيس) بن الضحاك الاسلمي من الصحابة ، وهو في قوله : ثم اغدُ يا أنَيسُ ، في الحدودِ.

أنن : ابن مسعود رضي‌الله‌عنهما (٤) : «إن طُولَ الصلاة وقِصَر الخطبة (مَئِنّةٌ) من فِقه الرجل (٥)» : أي مَخْلَقةٌ ومَجدَرة. وعن أبي عبيدة : معناه أن هذا مما يُعرف به فِقهُ الرجل ، وهي مَفْعلة من (إنّ) التوكيدية ، وحقِيقتُها مكانٌ لقول (٦) القائل : إنه عالم وإنه فقيه.

أني : (الإناء) وعاء الماء والجمع القليل آنيةٌ ، والكثير الأوانِى. ونظيره سِوارٌ وأسْورةٌ وأساوِر.

و (الأناةُ) ، الحِلم والوقار. يقال : (تأنّى) في الأمر ، و (استأنَى) : إذا اتّأدَ فيه وتوقّر. و (تأنّيتُ) الرجلَ : انتظرتُه. ومنه الحديث : «تألَّفُوهم وتأنَّوْهُم».

ويروى بالتاء.

والتأتّي قريب من التأنّي ، يقال : تأتّاه ، وتأتَّى له ، إذا ترفَّق به.

__________________

(١) ط : «والخصيتان» وهو جائز أيضاً. انظر مختار الصحاح (خصي).

(٢) هو الزمخشري. وقوله في أساس البلاغة (أنث).

(٣) ع : خصييه. ط : خصبتيه.

(٤) الجملة الدعائية ليست في ع. وفي ط : «وفي حديث ابن مسعود».

(٥) ط : الرجل المسلم.

(٦) ط : قول.

٤٧

وكأن الاصلَ اللامُ ، والمعنى : انتظِروهم ولا تَعجّلوا في أمرهم.

و (استأنَيتُ) به : انتظرته. ومنه : «ويُستأنَى بالجِراحات» أي ينتظر مآلُ أمرها. وأما حديث الأسْود : ويُستأنَى الصِغارُ حتى يُدركوا» فالصواب : بالصغار.

وفي حديث عمر رضي‌الله‌عنه : «آنَيْتَ وآذَيْتَ» أي أخّرتَ وأبطأتَ ، كلاهما (١) من باب أَكرمَ.

الهمزة مع الواو

أوب : (الأوَّاب) : الرَّجّاعُ التوّاب ، من (آبَ) : إذا رجَع.

أوزجند : (أُوزْجَنْدُ) ) : من فرغانة.

إوز : (الإوزّة) (١٢ / آ) ، من بنات الماء : القصيرةُ الدَّخْناءُ. وفي الصحاح البَطُّ ، والجمع إوَزٌّ.

أوس : (الآسُ) : شجرةٌ ورقُها عطر (٣).

أوق : (الأَوْقة) ) : حفرة يجتمع فيها الماء والجمع الأُوَقُ ، على غير قياس. ومنها قوله في الواقعات : «وكذلك الأَوْقَتان».

وما روي عن عبد الله بن المبارك : أنه سئل عن الماء الجاري

__________________

(١) كلاهما : سقطت من ع ، ط

(٢) قيدت في الاصل بتسكين الزاي. وفي ع بفتحها. وبالاول ضبطها ياقوت ، ورسمها عنده : أوزكند.

(٣) قيدت في الاصل بكسر فسكون. وفي ع بفتح فكسر.

(٤) هذه المادة ساقطة من ع ، ط وجاء ترتب المواد فيهما كما بلي : «أوز ، أوزق ، أوس ، أول ...». وقيدت (الأوقة) في القاموس واللسان بضم الهمزة.

٤٨

يُبال فيه ثم يَخرُج حتى يجتمع في أوقيّة صغيرة فلم يرَ به به بأساً ، تحريف ظاهر.

أوزق : (الأَوازَقُ) ) تَعريب : «أوازه» (٢) وهو مطمئنٌ (٣) من الارض يجتمع فيه ماء السيل وغيرُه ، ومنه قوله : «النهر الصغير ما يَنْفدُ ماؤه ، ولا يَنْفُذ إلى المَفاوِزِ والاوازَق».

أول : (الأوْلُ) : الرجوع. وقولهم : «آلت الضَّربةُ إلى النّفْس» أي رجعت إلى إهلاكها ، يعني أدّى أثرها (٤) إلى القتل.

ويقال : طبخت النبيذ حتى آل المنّانِ (٥) مَنّاً واحداً ، أي صار.

وفعلتُ هذا عاماً (أَوَّلَ) ، على الوصف ، وعامَ (الأوّلِ) ، على الإضافة.

وقوله : «أيُّ رجلٍ دخَل أوّلُ فله كذا وكذا» (٦) مبني على الضم ، كما في : (مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ). ومعناه : دخل أوّلَ كلِّ أحدٍ ، وقَبلَ كلّ أحدٍ. وموضعُه باب الواو (٧).

و (أُلْنا) ) : في (فج). [فجج].

أوه : (أَوَّهَ) و (تأوَّه) : إذا قال (أَوَّهْ) وهي كلمة توجّعِ. ورجل (أوَّاهٌ) : كثير التأوّه.

أوي : (أوَى) إليه : التجأ وانضمّ (أُوِيّاً). و (آواه) غيرُه إيِواءً. ومنه قوله : «فإن آواه سقف».

__________________

(١) قيدت في ع بفتح الزاي وكسرها معاً.

(١) قيدت في ع بفتح الزاي وكسرها معاً.

(٢) ع : مطمأن.

(٣) ط : أمرها.

(٤) المن : رطلان. ج أمنان.

(٥) وكذا : ساقطة من ع.

(٦) قوله : «وموضعه باب الواو» ساقط من ع.

(٧) ع : ألنا (بلا واو).

٤٩

وقد جاء (أَواهُ) بمعنى آواه. ومنه ما فِي طلاق الكَرْخي : «واللهِ لا تَجْمَعُ (١) رأسي ورأسَكِ وسادةٌ ، ولا يَأويني وإياكِ بيتٌ».

وعليه الحديث : «لا يَأوي الضالّةَ إلا ضالٌّ».

(١٢ / ب) و (أَوى) له إيّةً ) ومَأوِيَةً : رحمه. ومنه : «إنْ كنّا لَنأوي لرسول الله عليه‌السلام (٣) ، مما يُجافي يديْه» أي لَنرحمُه من جهْد الاعتماد وشدّةِ التّفريج.

و (إيواءٌ) خشَبِ الفَحم : أن يُلْقيَ عليه الترابَ ، ويَستُرَه به ، مأخوذ منه. وعليه قوله : «يَحْسُب (٤) بثمن الحطب ، وأَجْرِ الإيواء ، وأَجْرِ المُوقِد ، وأَجْرِ الأتُونِ».

[الهمزة مع الهاء]

أهب : (الإهاب) : الجِلد غيرُ المدبوغ ، والجمع أُهُبٌ ، بضمّتين. وبفتحَتيْن اسمٌ له.

أهل : محمد رحمه‌الله : (أهلُ) الرّجل : امرأتُه وولَدُه والذين في عياله ونفقته ، وكذا كلّ أخٍ وأخت أو عّم أو ابن عّمٍ أو صبّيٍ أجنبيٍّ يَقُوته في منزله. قال رضي‌الله‌عنه (٥) : أهلُ الرجل : أخصُّ الناس به ، عن الغوري والأزهري (٦).

وقيل : (الأهلُ) : المختصُّ بالشّيء اختصاصَ القَرابة. وقيل :

__________________

(١) ع : لا يجمع.

(٢) بكسر الهمزة ، وكذا في الصحاح والقاموس. وجاءت مفتوحة في اللسان والأساس.

(٣) ع : لرسول صلى الله عليه.

(٤) قيدت في نسخة الأصل بفتح الياء وضم السين. وفي ع بضم الياء وفتح السين ، بالبناء للمجهول.

(٥) ع : قلت.

(٦) تهذيب اللغة ٦ / ٤١٧.

٥٠

خاصّةُ الشي الذي يُنسب إليه ، ويُكنى به عن الزوجة ومنه : «وَسارَ بِأَهْلِهِ» (١).

و (تأهّل) تزوَّج و (أهلُ البيت) سكّانه و (أهل الإسلام) مَنْ يدين به و (أهل القرآن) مَنْ يقرؤهُ ويَقوم بحقوقه ، والجمع (أَهْلون) و (الأهالي) على غير قياس ، و

قوله [عليه‌السلام](٢) : «من قُتل له قتيل فأهله بين خِيَرتَيْن : إن أحبّوا قَتلوا وإن أحبّوا أخذوا الدِّية».

الأهل ) : من وضْعِ الظاهر موضعَ الضمير (٤) كما في قوله [تعالى](٥) : (وَمَنْ جاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلا يُجْزَى الَّذِينَ عَمِلُوا السَّيِّئاتِ) الآية. والهاءُ فيه (٦) تعود إلى «قتيل» ، تدل عليه (٧)

الرواية الأخرى : «من قُتل له قتيلٌ فهو بِخيْر النظرِ» الحديث (٨).

[الهمزة مع الياء]

أيد : رجلٌ (أَيّدٌ) قويٌّ ، من (الأيْدِ) : القوّةِ.

أيس : قوله : «ولو ذهَب (١٣ / ١) هو والمرتَهن و (أُوْيِسَ) من أن يبرأ» (٩) : الصواب «وأُيِسَ» من غير واو بعد الهمزة ،

__________________

(١) القصص ٢٩ : (فَلَمَّا قَضى مُوسَى الْأَجَلَ وَسارَ بِأَهْلِهِ آنَسَ مِنْ جانِبِ الطُّورِ ناراً ...).

(٢) من ط.

(٣) أي في الحديث السابق.

(٤) ع : المضمر.

(٥) من ع. والآية من سورة القصص «٨٤». وفي الأصل : «من» بدل «ومن». وقد أثبت في ع ، ط تمام الآية وهو : (إِلَّا ما كانُوا يَعْمَلُونَ).

(٦) أي في الحديث السابق.

(٧) ط : إلى من تدل عليه. ع : إلى من يدل عليه.

(٨) كلمة «الحديث» ساقطة من ع وفي ط ، ع : «النظرين» بدل «النظر».

(٩) الياء غير معجمة في الأصل وأخذنا ذلك من ع. وفي ط : «تبرأ».

٥١

أوْ «وَيُئِسَ مِن أن يَبرأا» على ضمير التثنية ، يقال : (يَئِس) (١) منه و (أَيسَ) و (أَيأسَهُ) غيره و (آيَسَه) و (الإياسُ) بمعنى اليأس. وتقريره في (يأ). [يأس].

أيل : (الأيَّلُ) : بضم الهمزة وكسرها وتشديد الياء : الذكَر من الأوْعال ، ويقالُ لها (٢) بالفارسية «كوَزْن» والجمعُ (أَيايل).

ومسجدُ (إيلِيَا) هو المسجدُ الأقصى و (إيلِيَا) بالقَصْر : هي بيت المقدِس.

أيم : امرأةٌ (أَيّمٌ) : لا زوجَ لها ، بِكْرا كانت أو ثَيّباً ورجل (أَيِّمٌ) أيضاً وقد (آمتْ أَيْمةً).

قال الحماسيّ (٣) :

كلُّ امرىءٍ ستَئِيمُ مِنْ

هُ العِرْسُ أوْ مِنها يَئيمُ

وعن محمدٍ رحمه‌الله : هي الثَيِّب ، والأول اختيار الكَرْخي.

ويشهد للثاني ما رُويَ أن رسول الله عليه‌السلام قال : «الأيِّم أحقُّ بنفسها من وَلّيها ، والبِكْرُ تُستَأذَن (٤) في نفسها وإذْنُها (٥) صُماتُها».

ألا ترى كيف قابَلها بالبِكْر؟ وفي الرواية الأخرى : «الثَّيِّب أحقّ» (٦).

أيه : (الأَياءٌ) و (الإيَا) ) ضَوءٌ الشمس ، إذا فَتحتَ

__________________

(١) ع : يئس «بالبناء للمعلوم».

(٢) ع ، ط : له.

(٣) هو يزيد بن الحكم ، شاعر أموي ، والبيت من قصيدة في الحماسة (٣ / ١١٩٦) مرزوقي.

(٤) ع : تشاور.

(٥) شكلت في الأصل بضم الهمزة.

(٦) كلمة «أحق» ليست في ع

(٧) بعدها في ط : مقصور.

٥٢

مَدَدْتَ وإذا كسرتَ قَصرتَ. وربما أدخَلوا الهاء فقالوا (إياهٌ) : قال طَرفة :

سقته إياهُ الشمس إلا لِثاتِهِ (١).

أيي : قوله : لأن الوصي (أيَ) الأوصياءِ حضَر والوارثَ أيَ الورَثةِ حضَر فهو خصمٌ» الصواب : «لأن الأوصياء أيُّهم حضَر ، والورثةُ أيُّهم حضَر» ، ولا وجهَ لانتصاب «أيِ» أصلاً [والله تعالى أعلم](٢).

__________________

(١) من معلقته. وعجزه : «أسف ولم تكدم عليه باثمد». وقد ورد كاملاً في ط.

(٢) من ع.

٥٣

باب الباء

[الباء مع الهمزة]

بأر : (بئارُ) بني (١٣ / ب) شُرَحْبيلٍ : على ستّة أميالٍ من المدينة و «ديار» تصحيف.

بأس : قولهم (١) : «عسى الغُوَيْرُ (أبْؤُساً) )» جمعُ (بأسٍ) أو (بؤْسٍ) وهما الشِّدّة ، وتمامه في (غو). [غور] ومنه (البائسُ) الفقيرُ. وهو في حديث سَعدٍ من كتاب (٣) الوصايا : «اللهمّ أمْضِ لأصحابي هجرتَهم لكنّ البائسَ سعدُ بن خَوْلة».

هذا تحزُّن له حيث مات بمكة وتخلَّف عن دار الهجرة (٤).

وفي مختصر الكَرْخي رحمه‌الله : «أوصى بثُلث ماله للبائس والفقير والمسكين» فهو على (٥) ثلاثة أجزاء : جزءٌ للبائس وهو الذي به الزَّمانة إذا كان مُحتاجاً ، والفقير المُحتاج الذي لا يطوف بالأبواب (٦) ، والمسكين الذي يَسأل ويَطوفُ ، وعن أبي يوسف : على جُزْأين ، الفقيرُ والمسكينُ واحدٌ.

__________________

(١) ع : قوله.

(٢) مجمع الأمثال ٢ / ١٧.

(٣) ع : «وهو حديث في سعدٍ في كتاب».

(٤) انظر الاستيعاب ٢ / ٥٨٦ وأسد الغابة ، ت (١٩٨٣).

(٥) ع : «والمسكين هو على» وفي ط : قال فهو على ...

(٦) ع : الأبواب.

٥٤

[الباء مع التاء]

بتت : (البَتُ) كساءٌ غليظ من وَبرٍ أو صوف (١).

وقيل : طَيلَسانٌ من خَزٍّ. وجمعه (بُتوت) و (البَتّاتُ) بائعه.

و (البَتُ) و (الإبْتاتُ) القَطْعُ ومنه : «لا صيام لمن لم يَبُتّ ) الصيامَ من الليل». و «لم يُبتّ )» روي باللغتين ، أي لم يَقطعه على نفسه بالنيّة ، و «لم يُبِتْ )» من الإباتةِ خطأٌ ، فأمّا (٥) «لم يُبَيّت» من التّبييت فَصحيحٌ ولكنْ في حديثٍ آخر وهو «من لم يُبَيِّت الصيام قبل الفجر فلا صيام».

من «بيَّتَ الأمر» إذا دبَّره ليلاً.

ويقال (بَتَ) طلاق المرأة و (أبتَّه) و (المبتوتةُ) المرأة.

وأصلها : المبتوتُ طلاقُها. وقولهم : طلاقٌ (باتٌ) على الإسناد المجازي ، أو لأنه يَبُتّ عِصْمة النكاح ، وإن صحّ ما ذكره أبو زَيد (٦) (١٤ / ١) من قولهم : (بَتَّتْ يمينُه) و (يمينٌ باتَّةٌ) فقد استغنيتَ عن التأويل.

ويقال : (طلَّقها بتَّةً) أي طَلْقةً مقطوعةً أو قاطعةً ، على الوجهين.

و (المُنْبَتُ) المنقطَعُ به يقال (٧) : سار حتى (انبتَ).

بتر : (البَتْر) القَطْعُ ، من باب طلَب ومنه : «نَهى عن (المبتُورة) في الضّحايا» وهي التي بُتِر ذنَبُها. وفي حديث عمر

__________________

(١) ع ، ط : وصوف.

(٢) ع : «يبت» أي بضم فكسر ، من الرباغي.

(٣) ع : «يبت» بفتح فضم ، أي من الثلاثي.

(٤) شكلت في ع بضم الياء وسكون الباء وكسر التاء.

(٥) ع ، ط : وأما.

(٦) هو سعيد بن أوس الأنصاري (ـ ٢١٥ ه‍).

(٧) ع : قال.

٥٥

رضي‌الله‌عنه : «ما هذه البُتَيْراءُ»؟ تَصغير (البَتْراء) تأنيث (الأبتر) وهو في الأصل : المقطوعُ الذنَب ثم جُعل عبارةً عن الناقص.

ومنه : «اقتُلوا ذا الطُّفيَتَيْن والأبتَرَ» ، وهو القصيرُ الذنب من الحيّات.

بتع : (البِتْعُ) بكسر الباء وسكون التاء : شرابٌ مُسْكِر يُتَّخذ من العسل باليَمن.

[الباء مع الثاء]

بثق : (بَثَق) الماءَ (بثْقاً) فتَحه بأن خرَقَ الشَّطَّ أو السِّكْرَ. و (انبثَق) هو إذا جرى بنفسه من غير فَجْرٍ. و (البَثْق) بالفتحِ والكسر (١) : الاسم.

بثن : (البَثْنة) الأرضُ السهلة. وبتصغيرها سُميّت (بثينةُ بنتُ الضَحّاك) وهي في حديث محمد بن مَسْلَمة أنّه كان يُطالِعُ بُثينةَ تحت إجّارٍ (٢) لها. ورُوي «بُنَيّةَ جارٍ لها» على تصغير «بنْت» وكأنه تصحيف.

[الباء مع الجيم]

بجح : (التَبجُّحُ) التّعظم (٣) والافتخار ، من (بَجَحَ) إذا عظُم. ويقال (بجَّحه فتبجَّح) أي أفرحه ففرِح.

بجر : رجلٌ (أبجَرُ) ناتِيءُ السُّرّة ، وبه سُمّي والدُ (غالِب بن أبجَر) ، وبه (بَجَرٌ) أي نتُوءُ في السُرّة. (وبَجَرةٌ)

__________________

(١) بفتح الباء وكسرها ، مع سكون الثاء.

(٢) الاجار : السطح.

(٣) ط : التعظيم.

٥٦

بفتحتين مِثلُه. وبها سُمّي والد (مِقْسَم بن بَجَرة) في حديث رفع اليدين.

بجل : (بَجِيلةُ) (١٤ / ب) حيٌّ من اليمن إليهم يُنسب جريرُ بن عبد الله البَجَليُ و (البَجالُ) بالفتح : الشَّيخ الضَّخم ، وقيل : هو الكَهْل الذي تَرى له هيئةً وسِنَّاً ، ولا يقال للمرأة (بَجالةٌ) وعن الغوريّ أنّه قد قِيل.

[الباء مع الحاء]

بحت : ادَّهنَ بدُهنٍ (بَحْتٍ) أي خالصٍ لا يخالطه شيءٌ من الطِيب.

بحر (البَحْرانِ) على لفظ تثنية البَحر : موضعٌ بين البصرة وعُمانَ. يقال : هذه البَحْرانِ ، وانتهينا إلى البَحْرين ، عن الليث والغُوريّ وغيرِهما. والنسبةُ إليه (بحْرانيّ).

وأمّا (دَمٌ بَحرانيٌ) وهو الشديد الحُمرة فمنسوب إلى بَحر الرَّحِم وهو عمقها (١) ، وهذا من تَغييرات النسب. وعن القُتَبيّ : هو دم الحَيْض لا دَمُ الاستحاضة.

و (بَحيرةُ) بنت هانىء : هي التي زوَّجت نفسها من القعقاع ابن شَوْر ، وهي منقولةٌ من (البَحيرة) بنت السائبة ، وهي الناقة إذا تابَعت بين عَشْر إناثٍ سُيِّبت ، فإذا نُتِجَت بعد ذلك أُنثى (بُحِرَت) أي شُقَّت أُذنها وخُلّيتْ مع أمّها. وقيل : إذا نُتِجَت خمسة أبطُنٍ نُظِرَ فإن كان الخامسُ ذكراً ذَبحوه فأكلوه ، وإن كان

__________________

(١) فى الأساس : «دم بحرانى : أسود ، نسب الى بحر الرحم وهو عمقه».

٥٧

أنثى بتَكُوا أُذْنَها أي قطعوها. وقد قيل : إن الناقة إذا نُتِجتْ خمسةَ أبطُن وكان آخِرُها أنثى (١) شَقّوا أُذنَها وخَلّوْا عنها.

فالبَحيرة في القولين : البنتُ ، وفي الثالث الأُمُّ.

بحن : (ابن بُحَينة) هو عبد الله بنُ مالك الأسديُّ راوي حديث سجود السهو. له صحبة. نُسِب (٢) إلى أمّه وهي بُحينة بنت الحارث (٣) بن عبد المطلب ، على لفظ تصغير (بَحْنةٍ) وهي ضَرْبٌ من النَّخل. وقيل : (١٥ / أ) المرأةُ العظيمةُ البطنِ.

[الباء مع الخاء]

بخت : (البَخْتُ) الجَدُّ و (التَّبخيتُ) التَّبكيتُ وأن تُكلِّم خصمكَ حتى تنقطع حُجَّته ، عن صاحب «التَّكمِلة» (٤).

وأما قول بعض الشافعيّة في اشتباه القبلة : «إذا لم يُمْكِنه الاجتهادُ صلّى على التّبخيت» فهو من عبارات المتكلمين ويَعنُون به الاعتقادَ الواقعَ على سبيل الابتداءِ من غير نظرٍ في شيء.

بختج : (البُخْتَجُ) ) تعريب بُخْتَه أي مطبوخ.

وعن خُواهَرْزادَهْ (٦) : هو اسمٌ لِما حُمل على النار وطُبِخ إلى الثلثِ وعن الدينَوَريّ (الفُخْتَجُ) (٧) بالفاء ، قال : وقد يُعيد

__________________

(١) شكلت في ع بفتح الراء.

(٢) ع : ينسب.

(٣) رسمت في ع : الحرث.

(٤) لعله يريد به كتاب «تكلملة القدوري» لحسام الدين الرازي المتوفى ٥٩٨ ه‍. (انظر كشف الظنون ١٦٣٢ ، ١٦٣٣).

(٥) كذا في الأصل ، بضم الباء وفتح التاء. وشكلت في اللسان وع بضمهما. وهي مما استدركه الزبيدي على القاموس ، وتقل عبارة اللسان وزاد عليها قوله : «بختج : كقنفذ».

(٦) سبقت ترجمته في الحاشية على مادة (أغى).

(٧) في ع بفتح الفاء والتاء.

٥٨

قومٌ عليه الماءَ الذي ذهَب منه ثم يَطبُخونه بعضَ الطَّبخ ويُودِعونه الأوعية ويُخمِّرونه فيأخذُ أخْذاً شديداً ويسمّونه الجُمْهوريّ.

بخخ : دراهُم (بَخّيّةٌ) بتشديد الخاء والياء : نوعٌ من أجود الدراهم ، نُسبت فيما زعموا إلى (بَخٍ) أميرٍ ضَربها. وقيل : كُتِب عليها (بخٌ) ) وهي كلمة استحسانٍ واستجادةٍ ، أو يقال : لصاحبها (بَخٍ بَخٍ) ).

بخند : ساقٌ (بَخَنْداةٌ) و (خَبَنْداةٌ) أي غليظة ممتلئة لحماً.

بخس : (البَخْسِيُّ) خِلاف السَقيِّ ، منسوب إلى (البَخْس) وهو (٣) الأرض التي تسقيها السماء لأنها (مبخوسةُ) الحظّ من الماء. وفي التهذيب (٤) : «البَخْسيّ من الزرع : ما لم يُسْقَ بماءٍ عِدٍّ (٥) ، إنما سقاه ماء السماء».

بخص : (بَخَصَ) عينَه : فقأَها وعَوّرها (بَخْصاً) من باب منع.

بخع : (البَخْع) في (نخ). [نخع].

بخق : (البَخْقاءُ) في الأضاحي : العَوراء ، وقيل : المنخسِفةُ العين. وفي «المجمَل» : (بَخِقَت) العين فهي (بَخْقاءُ) إذا انخسفَ لحمها ، أي غار. و (بَخَقْتُها) (١٥ / ب) أي (٦) فقأْتُها.

__________________

(١) ع : بخ (أي بفتح فسكون).

(٢) ع : بخٍ بخٍ (بتنوين الكسر مع تخفيف الخاءين).

(٣) ع : وهي.

(٤) تهذيب اللغة ٧ / ١٩١.

(٥) العد : الماء الجاري لا ينقطع ، ط : غدير ، تحريف.

(٦) ع ، ط : أنا.

٥٩

[الباءُ مع الدال]

بدأ : (البِداية) عامّية والصواب البِداءةُ وهي فِعالة (١) من (بدأ) كالقِراءة والكِلاءة من قرأ وكَلأَ وان لم يُثْبَت في الأصول. و (البَدْأةُ) أوّلُ الأمر ، والمرادُ بها في الحديث : أنه «نَفَّل في البَدْأة الرُبْعَ ، وفي الرَّجْعة الثُّلثَ» : ابتداءُ ) سَفَر الغزو ، وذلك إذا نَهضت سَريّةٌ من جملة العسكر فأوقَعت بطائفة من العدوّ ، فما غَنِموا كان لهم الرُبُع ويَشرَكُهم سائر العسكر في ثلاثة أرباع ما (٣) غنِموا ، فإن قَفلوا من الغزو ثم نهضت سَريةٌ كان لهم من جميع ما غنموا الثُلث ، لأن نهوضهم بعد القُفول أشَقّ ، والخطَر فيه أعظم.

ومنها قولهم في الشروط : «ولا يأخُذ منهم في بَدْأَتِهم ورَجْعتهم» أي في ذهابهم ورجوعهم. ومن رَوى : «في بدئهم» بغير تاء فقد حرَّف ، وهي فَعْلَة من (بَدأَ) بالشيء ، إذا قدّمه و (بدأه) إذا أنشأه ، ومنه : بئرٌ (بَدِيءٌ) وهي التي أُنشِئ حَفْرها وابتُدىء وليست بعادِّية (٤). و (ابتدأ) الأمرَ أخذ فيه أو فعله (ابتداءً) ولا يقال ابتدأَ زيداً ولا بدأه لأنهما لا يُعلَّقان بالأشخاص كالإرادة. وقوله : «فإن كان السَّبُعُ ابتدأه» أي ابتدأَ أخْذه (٥) أو عضَّه ، على حذف المضاف. ومثله : (٦) «ولا يَبتدِئ أباه من المشركين».

بدد : (التبديدُ) التّفريقُ و (أَبَدّهُم) العطاءَ : فرّقه

__________________

(١) كلمة (فعالة) ساقطة من ع.

(٢) قوله : (ابتداء) خبر المبتدأ : (المراد).

(٣) ع : (الذي) بدل (ما).

(٤) في هامش الأصل بخط مغاير : «أي قديمةٍ» وأثبت ذلك في متن ع.

(٥) ع : «ابتدأه ابتداءً أي أخذه».

(٦) ع : ومنه.

٦٠