كتاب المواعظ والإعتبار بذكر الخطط والآثار المعروف بالخطط المقريزيّة - ج ١

تقي الدين احمد بن علي المقريزي

كتاب المواعظ والإعتبار بذكر الخطط والآثار المعروف بالخطط المقريزيّة - ج ١

المؤلف:

تقي الدين احمد بن علي المقريزي


الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الكتب العلميّة
الطبعة: ١
الصفحات: ٤٦٩

ثم ينتهي الخليج الأعظم إلى : خليج تلاله. وله بابان يوسفيان متينان مبنيان بالحجر سعة كل منهما ذراعان وثلثا ذراع ، وليس فيه رسم سدّ ، ولا فتح ولا تعديل ، ولا تحييز إلا في تقصير النيل ، فإنه يحيز بحشيش ، ومنه شرب طوائف المدينة ، وعدّة أراض وضياع ، وفيه فوهة خليج البطش الذي إليه مفاضل المياه ، وفيه أبواب تسدّ حتى يصعد الماء إلى أراض مرتفعة بقدر معلوم ، وإذا حدث بالسدّ حدث يفسده ، كانت النفقة عليه من الضياع التي تشرب منه بقدر استحقاقها.

ثم ينتهي الخليج الأعظم إلى خلجان من جانبيه في قبليه وبحريه ثم ينتهي إلى : خليج سموه. وهو على يمنة من يريد مدينة الفيوم ، وهو من المطأطئة ، وله بابان يوسفيان سعة كل منهما ذراعان ونصف ، وحكمه حكم ما تقدّم ، ومنه شرب طوائف كثيرة ، وعدّة ضياع ، وينتهي إلى أربعة مقاسم بأبواب ، وإلى خلجان تسقي ضياعا كثيرة فيها.

خليج تبدود : فيه عين حلوة فإذا سدّ هذا الخليج سقى منها أراضي ما جاورها ، وظهرت هذه العين لما عدم الماء ، وحفر هذا الموضع ليعمل بئرا ، فظهرت منه هذه العين ، فاكتفى بها ، ثم ينتهي الخليج الأعظم إلى خلجان بها شاذروانات ، ومقاسم قديمة يوسفية ، وبها أبواب يوسفية ، بها رسوم في السدّ ، والفتح يشرب منها ضياع كثيرة ، ورسم الترع أن يسدّ جميعها على استقبال عشرة أيام تخلو من هاتور إلى سلخه ، وتفتح على استقبال كيهك مدّة عشرين يوما ، وتسدّ لعشر تبقى منه إلى الغطاس ، وتفتح يوم الغطاس إلى سلخ طوبة ، وتسدّ على استقبال أمشير عشرين يوما ، ثم تفتح لعشر تبقى منه إلى عشرين من برمهات ، وتفتح عشرة أيام تخلو من برمودة ، ثم تعدّل فيهتم بعمارتها ، ولهم في التعديل قسم تعطى منه كل ناحية شربها بالعدل بقوانين معروفة عندهم ، وقد اختصرت أسماء الضياع التي ذكرها لخراب أكثرها الآن ، والله أعلم.

ذكر فتح الفيوم ومبلغ خراجها وما فيها من المرافق

قال ابن عبد الحكم : فلما تمّ الفتح للمسلمين بعث عمرو بن العاص جرائد الخيل إلى القرى التي حولها ، فأقامت الفيوم سنة لا يعلم المسلمون بمكانها ، حتى أتاهم رجل ، فذكرها لهم ، فأرسل عمرو معه ربيعة بن حبيش بن عرفطة الصدفيّ فلما سلكوا في المجابة لم يروا شيئا ، فهمّوا بالانصراف ، فقالوا : لا تعجلوا سيروا فإن كان قد كذب ، فما أقدركم على ما أردتم ، فلم يسيروا إلا قليلا ، حتى طلع لهم سواد الفيوم ، فهجموا عليها ، فلم يكن عندهم قتال ، وألقوا بأيديهم.

قال : ويقال : بل خرج مالك بن ناعمة الصدفيّ ، وهو صاحب الأشقر على فرسه

٤٦١

ينفض المجابة ، ولا علم له بما خلفها من الفيوم ، فلما رأى سوادها رجع إلى عمرو ، فأخبره بذلك.

قال : ويقال بل بعث عمرو بن العاص ، قيس بن الحارث إلى الصعيد ، فسار حتى أتى القيس ، فنزل بها ، وبه سميت القيس ، فراث على عمرو خبره ، فقال ربيعة بن حبيش : كفيت ، فركب فرسه ، فأجاز عليه البحر ، وكانت أنثى فأتاه بالخبر ، ويقال : إنه أجاز من ناحية الشرقية حتى انتهى إلى الفيوم وكان يقال لفرسه : الأعمى ، والله أعلم.

وقال ابن الكنديّ في كتاب فضائل مصر : ومنها كورة الفيوم ، وهي ثلثمائة وستون قرية دبرت على عدد أيام السنة لا تنقص عن الريّ ، فإن قصر النيل في سنة من السنين مار بلد مصر ، كل يوم قرية ، وليس في الدنيا ما بني بالوحي غير هذه الكورة ، ولا بالدنيا بلد أنفس منه ، ولا أخصب ، ولا أكثر خيرا ، ولا أغزر أنهارا ، ولو قايسنا بأنهار الفيوم ، أنهار البصرة ودمشق ، لكان لنا بذلك الفضل ، ولقد عدّ جماعة من أهل العقل والمعرفة مرافق الفيوم وخيرها ، فإذا هي لا تحصى ، فتركوا ذلك ، وعدّوا ما فيها من المباح مما ليس عليه ملك لأحد من مسلم ، ولا معاهد يستعين به القويّ والضعيف ، فإذا هو فوق السبعين صنفا. وقال ابن زولاق في كتاب الدلائل على أمراء مصر للكنديّ : وعقدت لكافور الإخشيديّ ، الفيوم في هذه السنة يعني سنة ست وخمسين وثلثمائة ، ستمائة ألف دينار ونيفا وعشرين ألف دينار.

وقال القاضي الفاضل : في كتاب متجدّدات الحوادث ، ومن خطه نقلت ، أنّ الفيوم بلغت في سنة خمس وثمانين وخمسمائة ، مبلغ مائة ألف واثنين وخمسين ألف دينار ، وسبعمائة وثلاثة دنانير.

وقال البكريّ : والفيوم معروف هنالك يغلّ في كل يوم ألفي مثقال ذهبا.

مدينة النحريرية (١)

كانت أرضا مقطعة لعشرة من أجناد الحلقة من جملتهم ، شمس الدين سنقرّ السعديّ ، فأخذ قطعة من أراضي زراعتها ، وجعلها اصطبلا لدوابه وخيله ، فشكاه شركاؤه إلى السلطان الملك المنصور قلاون ، فسأله عن ذلك فقال : أريد أن أجعله جامعا تقام فيه الخطبة ، فأذن له السلطان في ذلك فابتدأ عمارته في أخريات سنة ثلاث وثمانين وستمائة ، حتى كمل في سنة خمس وثمانين ، فعمل له السلطان منبرا ، وأقيمت به الجمعة ، واستمرّت إلى يومنا هذا.

وأنشأ السعديّ حوانيت حول الجامع ، فلم تزل بيده حتى مات ، وورثها ابناه :

__________________

(١) مدينة النحريرية : من عمل الغربية وهي بين المحلة والإسكندرية. الأعشى ١٤ / ٤٢٢.

٤٦٢

عز الدين خليل ، وركن الدين ، عمر ، فباعاها بعد مدّة للأمير : شيخو العمريّ ، فجعلها مما وقفه على الخانكاه والجامع اللذين أنشأهما بخط صليبة جامع ابن طولون خارج القاهرة ، فعمرت هذه الأرض بعمارة الجامع ، وسكنها الناس ، فصارت مدينة من مدائن أراضي مصر بحيث بلغت أنوال القزازين فيها (١) ، وترقى سنقر السعديّ في الخدم حتى صار من الأمراء ، وولي نقيب المماليك السلطانية ، وأنشأ المدرسة السعدية خارج القاهرة قريبا من حدرة البقر ، فيما بين قلعة الجبل ، وبركة الفيل في سنة خمس عشرة وسبعمائة ، وبنى أيضا رباطا للنساء ، وكان شديد الرغبة في العمائر محبا للزراعة كثير المال ظاهر الغنى ، ثم إنه أخرج إلى طرابلس ، وبها مات سنة ثمان وعشرين وسبعمائة.

تم الجزء الأوّل ، ويليه الجزء الثاني

وأوله : «ذكر تاريخ الخليقة»

__________________

(١) فراغ بالأصل.

٤٦٣
٤٦٤

فهرس الجزء الأول

من كتاب

الخطط للعلامة المقريزي

٤٦٥
٤٦٦

فهرس الجزء الأول

من كتاب الخطط للعلامة المقريزي

الموضوع

الصفحة

الموضوع

الصفحة

تقديم

٣

من سيل يفيض

١٠٣

مقدمة المؤلف

٥

ذكر مقايسس النيل وزيادته

١٠٨

ذكر الروؤس الثمانية

٩

ذكر الجسر الذي كان يعبر عليه في النيل

١١٦

فصل أول من رتب خطط مصروآثارها الخ

١١

ذكر ما قيل في ماء النيل من مدح وذم

١١٦

ذكر صورة الأرض وموضع الأقاليم منها

١٨

ذكر عجائب النيل

١٢٢

ذكر محل مصر من الأرض وموضعها من الأقسام السبعة

٢٨

ذكر طرف من تقدمة المعرفة بحال النيل في كل سنة

١٢٧

ذكر حدود مصر وجهاتها

٣٠

ذكر عبد الشهيد

١٢٩

ذكر بحر القلزم

٣٢

ذكر الخجلان التي شقت من النيل

١٣٢

ذكر البحر الرومي

٣٤

خليج سخا

١٣٢

ذكر اشتقاق مصر ومعناها وتعدادأسمائها

٣٦

خليج سردوس

١٣٣

ذكر طرف من فضائل مصر

٤٣

خليج الاسكندرية

١٣٤

ذكر العجائب التي كانت بمصر من الطلمسات والبرايي ونحو ذلك

٥٨

خليج الفيوم والمنهى

١٣٤

ذكر الدفائن والكنوز التي يسيها أهل مصر المطالب

٧٦

خليج القاهرة

١٣٥

ذكر هلاك أموال أهل مصر

٧٩

بحر أبي المنجا

١٣٥

ذكرأخلاق أهل مصر وطبائعهم وأمزجتهم

٨٠

الخليج الناصري

١٣٥

ذكر شيء من فضائل النيل

٩٥

ذكر ما كانت عليه أرض مصر في الزمن الأول

١٣٥

ذكر مخرج النيل وانبعاثه

٩٦

ذكر أعمال الديار المصرية وكورها

١٣٦

فصل في الرد على من اعتقد أن النيل

ذكر ما كان يعمل في أراضي مصر من حفر الترع وعمارة الجسور ونحو ذلك من أجل ضبط ماء النيل وتصريفه في أوقاته

١٤٠

٤٦٧

الموضوع

الصفحة

الموضوع

الصفحة

ذكر مقدار خراج مصر في الزمن الأول

١٤١

ذكر مدينة الإسكندرية

٢٦٩

 ذكر ما عمله المسلمون عند فتح مصر في فتح مصر في الخراج وما كان من أمر مصر في ذلك مع القبط

١٤٣

ذكر الإسكندر

٢٨٠

 ذكر انتقاض القبط وما كان من الأحداث في ذلك

١٥٠

ذكر تاريخ الإسكندر

٢٨٣

الزرع معاشا وما كان في نزولهم من الأحداث

١٥٠

ذكر الفرق بين الإسكندر وذي القرنين وأنهما رجلان

٢٨٥

 ذكر قبالات أراضي مصر بعد ما فشا الإسلام في القبط ونزول العرب في القرى وما كان من ذلك إلى الروك الأخير الناصري

١٥٥

ذكر من ولى الملك بالإسكندرية بعد الإسكندر

٢٨٧

ذكر الروك الأخير الناصري

١٦٥

ذكر منارة الإسكندرية

٢٩٠

ذكر الديوان

١٧٢

ذكر الملعب الذي كان بالإسكندرية وغيره من العجائب

٢٩٥

ذكر ديوان العساكر والجيوش

١٧٣

ذكر عمود السوارى

٢٩٦

ذكر القطائع والإقطاعات

١٨٠

ذكر طرف مما قبل في الإسكندرية

٣٠١

ذكر ديوان الخراج والأموال

١٨٤

ذكر فتح الإسكندرية

٣٠٣

ذكر خراج مصر في الإسلام

١٨٥

ذكر ما كان من فعل المسلمين بالإسكندرية وانتقاض الروم

٣١٠

ذكر أصناف أراضي مصر وأقسام زراعتها

١٨٨

ذكر بحيرة الإسكندرية

٣١٤

ذكر أقسام مال مصر

١٩٤

ذكر خليج الإسكندرية

٣١٤

ذكر الأهرام

٢١٠

ذكر جمل حوادث الإسكندرية

٣١٩

ذكر الصنم الذي يقال له أبو الهول

٢٢٩

ذكر مدينة أتريب

٣٢٥

ذكر الجبال

٢٣٢

ذكر مدينة تنيس

٣٢٦

ذكر الجبل المقطم

٢٣٢

ذكر مدينة صا

٣٣٦

ذكر الجبل الأحمر

٢٣٤

رمل الغرابي

٣٣٧

جبل يشكر

٢٣٥

ذكر مدينة بلبيس

٣٣٩

ذكر الرصد

٢٣٦

ذكر بلد الواردة

٣٤٠

ذكر مدائن أرض مصر

٢٤١

ذكر مدينة أيلة

٣٤١

ذكر مدينة أمسوس وعجائبها وملوكها

٢٤٣

ذكر مدينة مدين

٣٤٥

ذكرمدينة منف وملوكها

٢٥٢

بقية خبر مدينة مدين

٣٤٧

ذكر مدينة قاران

٣٤٨

ذكرأرض الجفار

٣٤٩

ذكر صعيد مصر

٣٤٩

ذكر الجنادل ولمح من أخبار أرض النوية

٣٥٢

٤٦٨

الموضوع

الصفحة

الموضوع

الصفحة

ذكر تشعب النيل من بلاد علوة ومن يسكن عليه من الأمم

٣٥٤

التية

٣٩٣

ذكر الجبة ويقال إنهم من البربر

٣٥٨

ذكر مدينة دمياط

٣٩٤

ذكر مدينة أسوان

٣٦٥

ذكر شطا

٤١٦

ذكر بلاق

٣٦٨

ذكر الطريق فيما بين مدينة مصر ودمشق

٤١٨

ذكر حائط العجوز

٣٦٨

ذكر مدينة حطين

٤٢٠

ذكر البقط

٣٦٩

ذكر عين شمس

٤٢٠

ذكر صحراء عيذاب

٣٧٣

المنصورة

٤٢١

ذكر مدينة الأقصر

٣٧٥

العباسة

٤٢٧

ذكرا لبلينا

٣٧٥

ذكر مدينة قفط بصعيد مصر

٤٢٨

ذكر سمهود

٣٧٦

ذكر مدينة دندرة

٤٣١

ذكر أرجنوس

٣٧٦

ذكر الواحات الداخلة

٤٣٢

ذكر أبو بطر

٣٧٦

ذكر مدينة سنترية

٤٣٤

ذكر ملوى

٣٧٦

ذكر الواحات الخارجة

٤٣٥

ذكر مدينة أنصنا

٣٧٦

ذكر مدينة قوص

٤٣٦

ذكر القيس

٣٧٧

ذكر مدينة أسنا

٤٣٧

ذكر دروط بلهاسة

٣٧٨

ذكر مدينة أدفو

٤٣٨

ذكر سكر

٣٧٩

أهناس

٤٣٨

ذكر منية الخصيب

٣٧٩

ذكر مدينة البهنسا

٤٤١

ذكر الجيرة

٣٨٠

ذكر مدينة الأشمونين

٤٤٢

ذكر سجن يوسف عليه السلام

٣٨٣

ذكر مدينة أخميم

٤٤٤

ذكر قرية ترسا

٣٨٣

ذكر مدينة العقاب

٤٤٦

ذكر منية أندونة

٣٨٣

يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم عليهم السلام

٤٤٩

ذكر وسيم

٣٨٤

ذكر ما قيل في الفيوم وخلجانها وضياعها

٤٥٧

ذكر حلوان

٣٨٥

ذكر فتح الفيوم ومبلغ خراجها وما فيها من المرافق

٤٦١

عبدالعزيز بن مروان

٣٨٦

 مدينة النحريرية

٤٦٢

ذكر مدينة العريش

٣٨٩

ذكر مدينة الفرما

٣٩٠

ذكر مدينة القلزم

٣٩٣

٤٦٩