شرح الكافية الشّافية - ج ١

أبي عبد الله جمال الدين محمّد بن عبد الله بن محمّد بن مالك الطائي الجياني الشافعي

شرح الكافية الشّافية - ج ١

المؤلف:

أبي عبد الله جمال الدين محمّد بن عبد الله بن محمّد بن مالك الطائي الجياني الشافعي


المحقق: علي محمّد معوّض
الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: دار الكتب العلميّة
الطبعة: ١
ISBN: 2-7451-2874-4
الصفحات: ٥٨٣
الجزء ١ الجزء ٢

(ص)

وقد يصير (فاعل) (فعّالا)

تكثيرا او (فعولا) او (مفعالا)

و (مفعلا) قد يخلف (الفعّال)

وهكذا (الفعيل) و (المفعال)

واحكم لهنّ بالّذى حكمتا

لـ (فاعل) ممّا به أخبرتا

وقلّ إعمال (فعيل) و (فعل)

كـ (حذر) و (مزق) وك (عمل)

(ش) إذا قصد التكثير والمبالغة بما هو من أسماء الفاعلين على وزن «فاعل» عدل به إلى : «فعّال» كـ «غفّار».

أو «فعول» كـ «شكور».

أو إلى «مفعال» كـ «منحار».

أو إلى «فعيل» كـ «عليم».

أو إلى «فعل» كـ «حذر».

وأكثرها استعمالا «فعّال» و «فعول» ثم «مفعال» ثم «فعيل» ثم «فعل».

وحكى سيبويه (١) : «أمّا العسل فأنا شرّاب» و «إنّه لمنحار بوائكها» وأنشد : [من الطويل]

ذكرت أخا لأواء (٢) يحمد يومه

كريم رءوس الدّارعين ضروب (٣)

وأنشد ـ أيضا ـ : [من الطويل]

أخا الحرب لبّاسا إليها جلالها

وليس بولّاج (٤) الخوالف أعقلا (٥)

وقال الراعى : [من الطويل]

عشيّة ليلى لو تراءت لراهب

بدومة تجر عنده وحجيج

__________________

(١) ينظر : الكتاب (١ / ١١١ ، ١١٢) ورواية البيت عنده (بكيت) بدلا من ذكرت.

(٢) اللأوة : الشدة. (المقاييس ـ لأو).

(٣) البيت لأبى طالب عم النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم فى شرح المفصل ٦ / ٧١ ، وبلا نسبة فى شرح أبيات سيبويه ١ / ٤١٢ ، وشرح عمدة الحافظ ص ٦٧٩ ، والكتاب ١ / ١١١.

(٤) ولاج : كثير الولوج ، وهو الدخول. (القاموس ـ ولج).

(٥) البيت للقلاخ بن حزن فى خزانة الأدب ٨ / ١٥٧ ، والدرر ٥ / ٢٧٠ ، وشرح أبيات سيبويه ١ / ٣٦٣ ، وشرح التصريح ٢ / ٦٨ ، وشرح المفصل ٦ / ٧٩ ، ٨٠ ، والكتاب ١ / ١١١ ، ولسان العرب (ثعل) ، والمقاصد النحوية ٣ / ٥٣٥ ، وبلا نسبة فى أمالى ابن الحاجب ١ / ٣١٩ ، وأوضح المسالك ٣ / ٢٢٠ ، وشرح الأشمونى ١ / ٣٤٢ ، وشرح شذور الذهب ص ٥٠٤ ، وشرح ابن عقيل ص ٤٢٣ ، والمقتضب ٢ / ١١٣ ، وهمع الهوامع ٢ / ٩٦.

٤٦١

قلا دينه واهتاج للشّوق إنّها

على الشّوق إخوان العزاء هيوج (١)

فنصب «إخوان» بـ «هيوج» مع تأخره ؛ كما نصب الآخر : «رءوس الدّارعين» بـ «ضروب».

فإن اسم الفاعل يعمل عمل فعله مقدما ومؤخرا. وظاهرا ومضمرا. جائيا على صيغته الأصلية أو معدولا إلى أحد هذه الأمثلة ، وقد أشرت إلى هذا بقولى :

كفعله اسم فاعل فى العمل

 ...

فأطلقت الشبه ليتنبه إلى ذلك.

وأكدت بيان هذا بقولى :

واحكم لهنّ بالّذى حكمتا

لفاعل ممّا به أخبرتا

وهذا مراد سيبويه ؛ ولهذا قال : «لو قلت : «هذا ضروب رءوس الرّجال وسوق الإبل» على «ضروب سوق الإبل» جاز. كما تقول : «ضارب زيد وعمرا» تضمر «وضارب عمرا» ؛ هذا نصه.

والمطرد الكثير الاستعمال بناء هذه الأمثلة من الثلاثى.

وقد يبنى من «أفعل» : «فعّال» كـ «أدرك فهو درّاك» ، و «أسأر فهو سأّر».

و «فعيل» كـ «أنذز فهو نذير» و «آلم فهو أليم» و «أسمع فهو سميع» ؛ ومنه قول الشاعر : [من الوافر]

أمن ريحانة الدّاعى السّميع

يؤرّقنى ، وأصحابى هجوع (٢)

أى : الداعى المسمع.

وقد يبنى ـ أيضا ـ من «أفعل» «مفعال» كـ «معطاء» و «مهداء» و «معوان» وأنشد سيبويه : [من البسيط]

__________________

(١) البيت فى ديوانه ص ٢٩ ، وشرح أبيات سيبويه ١ / ١٥ ، ١٦ ، ولسان العرب (هيج) ، (أخا) ، ولأبى ذؤيب الهذلى فى الكتاب ١ / ١١١ ، وله أو للراعى فى المقاصد النحوية ٣ / ٥٣٦ ، وبلا نسبة فى شرح الأشمونى ٢ / ٣٤٢ ، وشرح ابن عقيل ص ٤٢٣.

(٢) الهجوع : النوم ليلا. (المقاييس ـ هجع).

والبيت لعمرو بن معد يكرب فى ديوانه ص ١٤٠ ، والأصمعيات ص ١٧٢ ، والأغانى ١٠ / ٤ ، وخزانة الأدب ٨ / ١٧٨ ، ١٧٩ ، ١٨١ ، ١٨٢ ، ١٨٧ ، ١١ / ١١٩ ، وسمط اللآلى ص ٤٠ ، والشعر والشعراء ١ / ٣٧٩ ، ولسان العرب (سمع) ، وبلا نسبة فى لسان العرب (أنق).

٤٦٢

شم مهاوين أبدان الجزور مخا

ميص العشيّات لا خور ولا قزم (١)

فنصب «أبدان الجزور» بـ «مهاوين» وهو جمع «مهوان» وهو الكثير الإهانة للمال.

وصرح سيبويه بجواز إعمال «فعيل» و «فعل» ثم قال : «و «فعل» أقل من «فعيل» «بكثير» ، ثم قال : ومنه قول ساعدة بن جؤية (٢) : [من البسيط]

حتّى شآها (٣) كليل (٤) موهنا عمل

باتت طرابا وبات اللّيل لم ينم (٥)

قال أبو الحجاج يوسف بن سليمان الشنتمرى (٦) :

قال النحويون : هذا غلط من سيبويه. وذلك أن ال «كليل» هو البرق الضعيف ، وفعله لا يتعدى.

وال «موهن» : الساعة من الليل ؛ فهو منتصب على الظرف.

واعتذر لسيبويه بأن «كليلا» بمعنى «مكلّ» ؛ كأنه قال : هذا البرق يكل الوقت بدوامه عليه ، كما يقال : أتعبت يومك ونحو ذلك من المجاز.

قال المصنف (٧) ـ رحمه‌الله ـ : وهذا عندى تكلف لا حاجة إليه.

__________________

(١) البيت للكميت بن زيد فى ديوانه ٢ / ٢١٠٤ ، وخزانة الأدب ٨ / ١٥٠ ، وللكميت فى شرح المفصل ٦ / ٧٤ ، ٧٦ ، والكتاب ١ / ١١٤ ، ولسان العرب (هون) ، وللكميت بن معروف فى المقاصد النحوية ٣ / ٥٦٩ ، ولابن مقبل فى شرح أبيات سيبويه ١ / ٢١٥ ، وللكميت بن زيد أو للكميت بن معروف فى ديوانه ص ١٩٩ أو لابن مقبل فى الدرر ٥ / ٢٧٥ ، ولتميم العجلانى فى شرح عمدة الحافظ ص ٦٨٣ ، وبلا نسبة فى أمالى ابن الحاجب ١ / ٣٩٦ ، وشرح عمدة الحافظ ص ٤٧٠ ، وهمع الهوامع ٢ / ٩٧

(٢) هو ساعدة بن جؤية الهذلى ، من بنى كعب بن كامل ، من سعد هذيل ، شاعر ، من مخضرمى الجاهلية والإسلام ، أسلم ، وليست له صحبة. قال الآمدى : شعره محشو بالغريب والمعانى الغامضة ، له ديوان شعر.

ينظر : الأعلام (٣ / ٧٠). خزانة الأدب (١ / ٤٧٦).

(٣) الشأو : السبق. (المقاييس ـ شأو).

(٤) الكليل : برق أضعفه بعد المسافة. (اللسان ـ كلل).

(٥) البيت فى خزانة الأدب ٨ / ١٥٥ ، ١٥٨ ، ١٦٤ ، وشرح أشعار الهذليين ٣ / ١١٢٩ ، وشرح المفصل ٦ / ٧٢ ، ٧٣ ، والكتاب ١ / ١١٤ ، ولسان العرب ، (عمل) ، (شأى) ، والمنصف ٣ / ٧٦ ، وللهذلى فى لسان العرب (طرب) ، (أنق) ، وبلا نسبة فى مغنى اللبيب ٢ / ٤٣٥ ، والمقتضب ٢ / ١١٥ ، والمقرب ١ / ١٢٨.

(٦) هو يوسف بن سليمان بن عيسى النحوى الشنتمرى ، المعروف بالأعلم ، كان عالما بالعربية واللغة ومعانى الأشعار ، حافظا لها ، حسن الضبط لها ، مشهورا بإتقانها ، مات سنة ٤٧٦ ه‍.

ينظر : بغية الوعاة (٢ / ٣٥٦) ، الأعلام (٨ / ٢٣٣).

(٧) فى ط : قال محمد.

٤٦٣

وإنما ذكر سيبويه هذا البيت شاهدا على أن «فاعلا» قد يعدل به إلى «فعيل» و «فعل» على سبيل المبالغة.

كما يعدل به إلى «فعول» و «فعّال» و «مفعال».

فذكر هذا البيت لاشتماله على «كليل» المعدول به عن «كالّ» وعلى «عمل» للعدل به عن «عامل».

ولم يتعرض لوقوع الإعمال ، وإنما حجته فى إعمال «فعيل» قول بعض العرب : «إن الله سميع دعاء من دعاه» رواه بعض الثقات.

ومن حججه قول الشاعر : [من الطويل]

فتاتان أمّا منهما فشبيهة

هلالا وأخرى منهما تشبه البدرا (١)

فأعمل «شبيهة» أنثى «شبيه» مع كونه من «أشبه» كـ «نذير» من «أنذر».

وإذا ثبت إعمال «فعيل» من «أفعل» مع قلة نظائره فإعمال «فعيل» من الثلاثى أولى لكثرته.

وأنشد سيبويه (٢) مستشهدا على إعمال «فعل» قول الشاعر : [من الكامل]

حذر أمورا لا تضير وآمن

ما ليس منجيه من الأقدار (٣)

وروى عن المازنى : أن اللاحقى قال : سألنى سيبويه عن شاهد فى تعدى «فعل» فعملت له هذا البيت.

وينسب مثل هذا القول ـ أيضا ـ إلى ابن المقفع.

والاختلاف فى تسمية هذا الشاعر المدعى يشعر بأنها رواية موضوعة ووقوع مثل هذا مستبعد ؛ فإن سيبويه لم يكن ليحتج بشاهد لا يثق بانتسابه إلى من يثق بقوله.

وإنما يحمل القدح فى البيت المذكور على أنه من وضع الحاسدين وتقول المتعنتين.

__________________

(١) البيت لعبيد الله بن قيس الرقيات فى المقاصد النحوية ٣ / ٥٤٢ ، ولم أقع عليه فى ديوانه ، وبلا نسبة فى أوضح المسالك ٣ / ٣٤٢ ، وشرح عمدة الحافظ ص ٦٨٠.

(٢) ينظر : الكتاب (١ / ١١٤).

(٣) البيت لأبان اللاحقى فى خزانة الأدب ٨ / ١٦٩ ، ولأبى يحيى اللاحقى فى المقاصد النحوية ٣ / ٥٤٣ ، وبلا نسبة فى خزانة الأدب ٨ / ١٥٧ ، وشرح أبيات سيبويه ١ / ٤٠٩ ، وشرح الأشمونى ٢ / ٣٤٢ ، وشرح ابن عقيل ص ٤٢٤ ، وشرح المفصل ٦ / ٧١ ، ٧٣ ، والكتاب ١ / ١١٣ ، ولسان العرب (حذر) ، والمقتضب ٢ / ١١٦.

٤٦٤

وقد جاء إعمال «فعل» فيما لا سبيل إلى القدح فيه ، وهو قول زيد الخيل :

[من الوافر]

أتانى أنّهم مزقون عرضى

جحاش الكرملين لها فديد (١)

فأعمل «مزقا» وهو «فعل» عدل به للمبالغة عن «مازق».

ووافق أبو عمر الجرمى سيبويه فى إعمال «فعل» وقال : «إنه على وزن الفعل فأشبه أن يكون جاريا مجراه».

(ص)

وما سوى المفرد مثله جعل

فى الحكم والشّروط فاسمع وامتثل

ولم يجز إعمال منعوت ولا

مصغّر إلّا الكسائى ذو الولا

(ش) ما سوى المفرد المثنى والمجموع يحكم لهما فى الإعمال بما حكم للمفرد. ويشترط لهما ما اشترط له.

ومن إعمال الجمع قول طرفة : [من الرمل]

ثمّ زادوا أنّهم فى قومهم

غفر ذنبهم غير فجر (٢)

فأعمل «غفرا» وهو جمع «غفور».

ومنه قول الراجز : [من الرجز]

أوالفا مكّة من ورق الحما (٣)

__________________

(١) الفديد : الصوت والجلبة. (المقاييس ـ فدد).

البيت فى ديوانه ص ١٧٦ ، وخزانة الأدب ٨ / ١٦٩ ، والدرر ٥ / ٢٧٢ ، وشرح التصريح ٢ / ٦٨ ، وشذور الذهب ص ٥٠٧ ، وشرح عمدة الحافظ ص ٦٨٠ ، وشرح المفصل ٦ / ٧٣ ، والمقاصد النحوية ٣ / ٥٤٥ ، وبلا نسبة فى أوضح المسالك ٣ / ٢٢٤ ، وشرح الأشمونى ٢ / ٣٤٢ ، وشرح ابن عقيل ص ٤٢٥ ، وشرح قطر الندى ص ٢٧٥ ، والمقرب ١ / ١٢٨.

(٢) البيت فى ديوانه ص ٥٥ ، وخزانة الأدب ٨ / ١٨٨ ، والدرر ٥ / ٢٧٤ ، وشرح أبيات سيبويه ١ / ٦٨ ، وشرح التصريح ٢ / ٦٩ ، وشرح عمدة الحافظ ص ٦٨٢ ، وشرح المفصل ٦ / ٧٤ ، ٧٥ ، والكتاب ١ / ١١٣ ، والمقاصد النحوية ٣ / ٥٤٨ ، ونوادر أبى زيد ص ١٠ ، وبلا نسبة فى أمالى الحاجب ص ٣٥٧ ، وأوضح المسالك ٣ / ٢٢٧ ، وشرح الأشمونى ٢ / ٣٤٣ ، وشرح ابن عقيل ص ٤٢٦ ، وهمع الهوامع ٢ / ٩٧.

(٣) الرجز للعجاج فى ديوانه ١ / ٤٥٣ ، والدرر ٣ / ٤٩ ، وشرح ابن عقيل ص ٤٢٥ ، والكتاب ١ / ٢٦ ، ١١٠ ، ولسان العرب (منى) ، وما ينصرف وما لا ينصرف ص ٥١ ، والمحتسب ١ / ٧٨ ، والمقاصد النحوية ٣ / ٥٥٤ ، ٤ / ٢٨٥ ، وبلا نسبة فى الأشباه والنظائر ١ / ٢٩٤ ، ـ

٤٦٥

ومنه قول أبى كبير الهذلى (١) : [من الكامل]

ممّن حملن به وهنّ عواقد

حبك النّطاق فشبّ غير مهبّل (٢)

فلو صغر أو نعت اسم الفاعل جائيا على أصله ، أو معدولا به بطل عمله ، إلا عند الكسائى فإنه أجاز إعمال المصغر ، وإعمال المنعوت. وحكى عن بعض العرب : «أظنّنى مرتحلا وسويئرا فرسخا» ، وأجاز أن يقال : «أنا زيدا ضارب أى ضارب» ومما يحتج به فى إعمال الموصوف قول الشاعر : [من الطويل]

إذا فاقد خطباء فرخين رجّعت

ذكرت سليمى فى الخليط المزايل (٣)

(ص)

ومن سواه لا يبيح ذا العمل

للماض إلّا وهو مسبوق بـ «أل»

وما به استشهد محمول على

حكاية الحال لهذا عملا

(ش) قد تقدم أن المسبوق بالألف واللام من أسماء الفاعلين ، وما جرى مجراها يعمل مطلقا بإجماع.

وأما المجرد منهما فلا يعمل إذا قصد به المضى إلا عند الكسائى (٤) فإنه عنده جائز العمل.

__________________

(١) هو عامر بن الحليس الهذلى ، أبو كبير شاعر فحل ، من شعراء الحماسة ، قيل : أدرك الإسلام وأسلم ، له ديوان شعر ، ينظر : الأعلام (٣ / ٢٥٠) ، الشعر والشعراء (٢٥٧) ، خزانة الأدب (٣ / ٤٧٣).

(٢) البيت فى الإنصاف ٢ / ٤٨٩ ، وخزانة الأدب ٨ / ١٩٢ ، ١٩٣ ، ١٩٤ ، وشرح أشعار الهذليين ٣ / ١٠٧٢ ، وشرح ديوان الحماسة للمرزوقى ص ٨٥ ، وشرح شواهد المغنى ١ / ٢٢٧ ، ٢ / ٩٦٣ ، وشرح المفصل ٦ / ٧٤ ، والشعر والشعراء ٢ / ٦٧٥ ، والكتاب ١ / ١٠٩ ، ولسان العرب ١١ / ٦٨٨ (هبل) ، والمقاصد النحوية ٣ / ٥٥٨ ، وتاج العروس (هبل) ، وأساس البلاغة (هبل) ، وبلا نسبة فى رصف المبانة ص ٣٥٦) ، وشرح الأشمونى ٢ / ٣٤٣ ، ومغنى اللبيب ٢ / ٦٨٦.

(٣) البيت لبشر بن أبى خازم فى المقاصد النحوية ٣ / ٥٦٠ ، وليس فى ديوانه ، وبلا نسبة فى شرح الأشمونى ٢ / ٣٤١ ، ولسان العرب (فقد) ، وفيه «المباين» مكان «المزايل».

(٤) وذهب الكسائى من الكوفيين إلى جواز إعمال اسم الفاعل إذا كان بمعنى الماضى وأن يقال هذا ضارب زيدا أمس واحتج بأمور منها قوله تعالى : (وَكَلْبُهُمْ باسِطٌ ذِراعَيْهِ بِالْوَصِيدِ) ـ

٤٦٦

واكتفى فى إلحاقه بالفعل الماضى بكونه موافقا له فى المعنى.

ومن حججه على ما ذهب إليه قوله ـ تعالى ـ : (وَكَلْبُهُمْ باسِطٌ ذِراعَيْهِ بِالْوَصِيدِ) [الكهف : ١٨] فاعتبر ظاهره دون تأول.

وحمله غيره على حكاية الحال.

(ص)

وبعد مجرور المضاف المقتضى

زائدا انتصابه به رضى

أبو سعيد نحو (زيد معطى

أبيك سؤله بغير سخط)

وغيره أضمر ناصبا وفى

تابع مجرور المضاف يقتفى

وجهين كلّ مضمر فى النّصب ما

ينصبه شبها لما تقدّما

(ش) إذا كان اسم الفاعل من فعل يتعدى إلى مفعولين أو ثلاثة فأضيف إلى واحد نصب ما سواه.

فإن كان اسم الفاعل بمعنى المضى فالنصب بفعل محذوف.

وأجاز السيرافى نصبه باسم الفاعل مع كونه بمعنى المضى لأنه اكتسب بالإضافة إلى الأول شبها بمصحوب الألف واللام وبالمنون.

ويقوى ما ذهب إليه السيرافى قولهم : «هو ظانّ زيد أمس فاضلا» ؛ فإن «فاضلا» يتعين نصبه بـ «ظانّ» لأنه إن أضمر له ناصب لزم حذف أول مفعوليه ، وثانى مفعولى : «ظانّ» وذلك لا يجوز ؛ لأن الاقتصار على أحد مفعولى «ظنّ» لا يجوز.

والهاء من قولى :

وغيره أضمر ناصبا ...

 ...

عائدة إلى أبى سعيد السيرافى.

والإشارة إلى نحو : «زيد معطى أبيك أمس سؤله».

فيتعين عند غير السيرافى أن يكون التقدير : أعطاه سؤله.

__________________

ـ فأعمل «باسط» فى «الذراعين» وهو ماض ومن ذلك ما حكاه عن العرب : هذا مار بزيد أمس فأعملوه فى الجار والمجرور ومن ذلك قولهم هذا معطى زيد درهما أمس ومن ذلك قوله سبحانه : (فالِقُ الْإِصْباحِ وَجَعَلَ اللَّيْلَ سَكَناً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ حُسْباناً) ومن ذلك : هذا الضارب زيدا أمس تعمله إذا كان فيه الألف واللام لا محالة. والجواب أما الآية الأولى وهى قوله تعالى : (وَكَلْبُهُمْ باسِطٌ ذِراعَيْهِ بِالْوَصِيدِ) فحكاية حال ماضية.

ينظر : شرح المفصل (٦ / ٧٧).

٤٦٧

وأما إذا أتبع المجرور بإضافة اسم الفاعل فإن فى تابعه وجهين :

الجر على اللفظ ، والنصب بإضمار فعل. ومنه قوله ـ تعالى ـ (فالِقُ الْإِصْباحِ وَجَعَلَ اللَّيْلَ سَكَناً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ حُسْباناً) [الأنعام : ٩٦] التقدير ـ والله أعلم ـ وجعل الشمس والقمر حسبانا.

(ص)

وانصب بغير الماض تلوا واخفض

وهو لنصب ما سواه مقتضى

ك (أنت كاسى خالد ثوبا غدا

ومعلم العلاء عمرا مرشدا)

واجرر أو انصب تابع الّذى انخفض

ك (مبتغى جاه ومالا من نهض)

ومن رأى إضمار ناصب هنا

فملزم ما عن تعاطيه غنى

(ش) إذا كان اسم الفاعل بمعنى الحال أو الاستقبال ، واعتمد على ما ذكر جاز أن ينصب المفعول الذى يليه ، وأن يجره بالإضافة تخفيفا.

فإن اقتضى مفعولا آخر تعين نصبه به كقولك : «أنت كاسى خالد ثوبا ، ومعلم العلاء عمرا مرشدا الآن أو غدا».

ولك فى المعطوف على ما خفض بإضافته إليه : الجر حملا على اللفظ.

والنصب حملا على الموضع كما قال الشاعر : [من البسيط]

هل أنت باعث دينار لحاجتنا

أو عبد ربّ أخا عون بن مخراق (١)

فنصب «عبد ربّ» عطفا على «دينار» ـ وهو اسم رجل ـ ولا حاجة إلى تقدير ناصب غير ناصب المعطوف عليه ، وإن كان التقدير قول سيبويه (٢).

ولو جر «عبد ربّ» لجاز.

ويجوز فى نعت المجرور النصب على المحل كما جاز فى المعطوف وإن لم أجد له شاهدا.

__________________

(١) البيت لجابر بن رألان أو لجرير أو لتأبط شرا ، أو هو مصنوع فى خزانة الأدب ٨ / ٢١٥ ، ولجرير بن الخطفى ، أو لمجهول ، أو هو مصنوع فى المقاصد النحوية ٣ / ٥١٣ ، وبلا نسبة فى الأشباه والنظائر ٢ / ٢٥٦ ، والدرر ٦ / ١٩٢ ، وشرح أبيات سيبويه ١ / ٣٩٥ ، وشرح الأشمونى ٢ / ٣٤٤ ، وشرح ابن عقيل ص ٤٢٨ ، والكتاب ١ / ١٧١ ، والمقتضب ٤ / ١٥١ ، وهمع الهوامع ٢ / ١٤٥.

(٢) ينظر : الكتاب (١ / ١٧٠ ، ١٧١).

٤٦٨

والحجة فى جوازه القياس على نعت المجرور بالمصدر ، فإن حمله على المحل ثابت كقول الشاعر : [من الكامل]

حتّى تهجّر فى الرّواح وهاجه

طلب المعقّب حقّه المظلوم (١)

ف «المظلوم» صفة لـ «المعقّب» ؛ لأنه فاعل فى المعنى فتبعته الصفة باعتبار المعنى.

وكما جاز فى صفة المجرور بإضافة المصدر الحمل على المعنى كذلك يجوز أن تحمل صفة المجرور باسم الفاعل على المعنى فيقال : «هذا مكرم ابنك الكبير ، ومهين غلامك الحبشى».

بل اسم الفاعل أولى بذلك ؛ لأن إضافته وهو بمعنى الحال أو الاستقبال فى نية الانفصال.

ولأنه أمكن فى عمل الفعل من المصدر ، ولذا يعمل مضمرا ، ومؤخرا بخلاف المصدر.

ومثل : [من الكامل]

 ...

طلب المعقّب حقّه المظلوم

قول الآخر : [من البسيط]

السّالك الثّغرة اليقظان سالكها

مشى الهلوك عليها الخيعل الفضل (٢)

الخيعل : قميص بلا كمين. والفضل : اللابسة ثوب المهنة والخلوة. والهلوك : المتثنية عجبا. وهو مجرور اللفظ بالإضافة ، مرفوع الموضع بالفاعلية. فرفع «الفضل» حملا على الموضع.

وفى هذا دلالة على أن المعطوف باعتبار الموضع مستغن عن تقدير عامل ؛ لأن

__________________

(١) البيت للبيد بن ربيعة فى ديوانه ص ١٢٨ ، والإنصاف ١ / ٢٣٢ ، وخزانة الأدب ٢ / ٢٤٢ ، ٢٤٥ ، ٨ / ١٣٤ ، والدرر ٦ / ١١٨ ، وشرح التصريح ٢ / ٦٥ ، وشرح شواهد الإيضاح ص ١٣٣ ، وشرح المفصل ٦ / ٦٦ ، ولسان العرب (عقب) ، والمقاصد النحوية ٣ / ٥١٢ ، وبلا نسبة فى أوضح المسالك ٣ / ٢١٤ ، وجمهرة اللغة ص ٣٦٤ ، وخزانة الأدب ٨ / ١٣٤ ، وشرح الأشمونى ٢ / ٣٣٧ ، وشرح ابن عقيل ص ٤١٧ ، وشرح المفصل ٢ / ٤٢ ، ٤٦ ، وهمع الهوامع ٢ / ١٤٥.

(٢) تقدم تخريج هذا البيت.

٤٦٩

الصفة قد تنعت باعتبار الموضع ، والعامل فى الصفة هو العامل فى الموصوف. فكما استغنى عن تقدير عامل مع الصفة التابعة باعتبار الموضع كذلك يستغنى عن تقديره مع المعطوف.

(ص)

واحكم لمضمر يلى اسم فاعل

بما لمظهر له مواصل

فكاف (معطيك) كـ (زيد) عند ما

قلت : (أمعطى زيد ابنى درهما)

وك (الغلام) الكاف فى (الكاسيك) إن

قلت : (أنا الكاسى الغلام المختتن)

(ش) فى الضمير المتصل باسم الفاعل من نحو : «معطيك» و «المعطيك» خلاف :

فمذهب سيبويه وأكثر المحققين أن يحكم له من الإعراب بما يحكم للظاهر الواقع موقعه ؛ فعنده أن كاف «زيد معطيك» فى موضع جر لأن الظاهر الواقع موقعه يحق له الجر بالإضافة ؛ لأن «معطيا» مجرد من مانعيها وهما : التنوين والألف واللام.

وعنده أن كاف «زيد المعطيك» فى موضع نصب لأن الظاهر الواقع موقعه يحق له النصب ؛ لأن فيه أحد مانعى الإضافة.

وحكم الأخفش لهذا الضمير بالنصب ـ مطلقا ـ.

وحكم له الرمانى والزمخشرى بالجر ـ مطلقا (١) ـ وهو أحد قولى المبرد وأجاز الفراء الوجهين.

والصحيح ما رآه سيبويه ؛ لأن الظاهر هو الأصل ، والمضمرات نائبة عنه ، فلا ينسب إلى شيء منها ما لا ينسب إليه إلا فيما لا مندوحة عنه من مواضع الشذوذ ، وما نحن بصدده لم تدع حاجة إلى إلحاقه [بالشواذ فوجب صونه] (٢) من ذلك.

__________________

(١) فحاصل كلامه أنه لا يتصل باسم الفاعل ضمير إلا مجرور ولا أعرف هذا المذهب وقيل إنه رأى لسيبويه وقد حكاه الرمانى فى شرح الأصول والمشهور من مذهبه ما حكاه السيرافى فى الشرح أن سيبويه يعتبر المضمر بالمظهر فى هذا الباب فيقول الكاف فى ضاربوك فى موضع مجرور لا غير لأنك تقول ضاربو زيد بالخفض لا غير والكاف فى الضارباك والضاربوك يجوز أن تكون فى موضع جر وهو الاختيار وأن تكون فى موضع نصب لأنك قد تقول الضاربو زيدا على من قال الحافظو عورة العشيرة بالنصب وهو الاختيار وإذا قلت الضاربك كانت فى موضع نصب لا غير لأنك لو وضعت مكانه ظاهرا لم يكن إلا نصبا نحو الضارب زيدا ، وكان أبو الحسن الأخفش فيما حكاه أبو عثمان الزيادى يجعل المضمر إذا اتصل باسم الفاعل فى موضع نصب على كل حال. ينظر : شرح المفصل (٢ / ١٢٤).

(٢) فى أ: بالشذوذ فوجب صرفه.

٤٧٠

(ص)

وكلّ ما قرّر لاسم فاعل

يعطى اسم مفعول بلا تفاضل

فهو كفعل صيغ للمفعول فى

معناه كـ (المعطى كفافا يكتفى)

وقد يضاف ذا إلى اسم مرتفع

معنى كـ (محمود المقاصد الورع)

(ش) وكل ما قرر لاسم الفاعل : أنه لا يعمل حتى يراد به الحال ، أو الاستقبال ، وأن يعتمد على استفهام أو نفى ، أو ما هو له خبر أو نعت أو حال.

فإذا استوفى اسم المفعول ذلك صح له عمل الفعل الذى هو فى معناه كقولك : «زيد معطى أبوه درهما» و «عمرو معلم أخوه بشرا فاضلا».

وانفرد اسم المفعول بجواز إضافته إلى ما هو مرفوع معنى كقولك : «زيد مكسو العبد ثوبا».

ومثله قولى :

 ...

(محمود المقاصد الورع)

أى : الورع محمود المقاصد.

باب الصفة المشبهة باسم الفاعل

(ص)

والصّفة المشبهة اسم الفاعل

ك (الضّخم جسما العظيم الكاهل)

ممّا إذا أضيف للفاعل لم

يشكل ، ومن أكثر منه لم يلم

ولا تكون من معدّى حذرا

من التباس ، أو مثير ضررا

بل وافقت فى العمل المعدّى

وصوغها من غيره كـ (لدّا)

(ش) الصفة المشبهة باسم الفاعل هى المصوغة من فعل لازم صالحة للإضافة إلى ما هو فاعل فى المعنى ، وعدم موازنتها لفعل المضارع كـ «ضخم» و «عظيم» و «حسن» و «خشن» و «ملآن» و «أحمر» أكثر من موازنتها له كـ «ضامر» و «منبسط» و «معتدل» و «مستقيم».

وشبهت باسم الفاعل فى الدلالة على معنى ما هو له ، وفى قبول التأنيث والتثنية والجمع ؛ بخلاف أفعل التفضيل ، وفى سلامة بنيتها من عروض تغير ؛ بخلاف أمثلة المبالغة.

٤٧١

وضبطها بصلاحيتها للإضافة إلى ما هو فاعل فى المعنى أولى من ضبطها بالدلالة على معنى ثابت ، وبمباينة وزنها لوزن المضارع ؛ لأن دلالتها على معنى ثابت غير لازمة لها ، ولو كانت لازمة لها لم تبن من «عرض» و «طرأ» ونحوهما ، ولو كان تباين وزنها ووزن المضارع لازما لها لم يعد منها : «معتدل القامة» و «منطلق اللّسان» ونحو ذلك من أسماء الفاعلين المؤدية من المعانى ما يؤديه «فعيل» وغيره مما لا يوازن المضارع.

وإنما يضبطها ضبطا جامعا مانعا ما ذكرته من الصلاحية للإضافة إلى ما هو فاعل فى المعنى :

فيخرج بذلك اسم الفاعل المتعدى ـ مطلقا ـ.

واسم الفاعل الذى لا يتعدى ، ولا يصلح أن يضاف إلى ما هو فاعل فى المعنى كـ «ماش» و «جالس» مما ليس فيه معنى «فعيل» وشبهه من أبنية الغرائز.

فإن كان فيه معنى شيء منها صلح للإضافة إلى الفاعل ، والتحق بالصفات المشبهة كـ «منبسط الوجه» و «منطلق اللّسان» فإنهما بمعنى «طليق» و «فصيح» ؛ وكذلك ما أشبهه.

ومثال موافقتها فى العمل المعدى قولك : «زيد حسن وجهه» ؛ فـ «حسن» قد نصب «وجهه» على التشبيه بما ينتصب باسم فاعل معدى كقولك : «زيد باسط وجهه».

وقولي

 ...

وصوغها من غيره ...

أى : وصوغ الصفة المشبهة باسم الفاعل من غير الفعل المعدى كـ «حسن» و «طاب» و «لدّ» ـ أى : صار ألد. وإليه أشرت بقولى :

 ...

 ... كـ «لدّا»

هذا إذا جعل فعلا ويمكن أن يكون صفة أنثى «الألدّ» فيكون الأصل كـ «لداء».

(ص)

والاعتماد واقتضاء الحال

شرطان فى تصحيح ذا الإعمال

وسبق ما تعمل فيه مجتنب

وكونه ذا سببيّة وجب

(ش) الألف واللام فى :

٤٧٢

الإعتماد ...

 ...

للعهد ؛ لأن اعتماد اسم الفاعل على استفهام أو نفى أو صاحب خبر أو حال أو نعت قد تقدم ذكره فى «باب اسم الفاعل» فصار معهودا ، فأشير إليه فى هذا الباب ، ولو لم يذكر هنا لكان ذكره ثم كافيا ؛ لأن الصفة المشبهة فرع اسم الفاعل فهى أحوج إلى الاعتماد منه.

ولفرعيتها قصرت عن عملها مرادا بها غير الحال ، وعن عملها فى متقدم عليها ، وعن عملها فى أجنبى ؛ بخلاف اسم الفاعل ؛ فإنه يعمل مرادا به الاستقبال كما يعمل مرادا به الحال ، ويعمل فى متقدم عليه كما يعمل فى متأخر عنه ، ويعمل فى أجنبى ، كما يعمل فى سببى.

(ص)

فارفع بها وانصب وجرّ مع (أل)

ودونها مصحوب (أل) وما اتّصل

بها مضافا أو مجرّدا ولا

تجرر بها مع «ال» سما من «أل» خلا

ومن إضافة لتاليها وما

[لم يخل فانجراره لن يعدما] (١)

(ش) إذا قصد إعمال الصفة المشبهة : فإما أن تكون مجردة من الألف واللام ، وإما أن تكون مصاحبة لهما.

والمعمول : إما مصاحب لهما ، وإما مضاف ، وإما مجرد.

وهو فى أحواله الثلاثة مع المجردة :

مرفوع للفاعلية.

أو مجرور للإضافة.

أو منصوب على التمييز إن كان نكرة وعلى التشبيه بالمفعول به إن كان معرفة.

وكذلك هو مع المصاحبة للألف واللام ، إلا أن عملها الجر مشروط بكون المعمول مصاحبا للألف واللام ، أو مضافا إلى المصاحب لهما ؛ وذلك نحو : رأيت رجلا جميلا وجه ، وجميلا وجهه ، وجميلا الوجه ، وجميلا وجها ، وجميلا وجهه ، وجميلا الوجه ، وجميل وجه ، وجميل وجهه ، وجميل الوجه. ورأيت الرجل الجميل وجه ، والجميل وجهه ، والجميل الوجه ، والجميل وجها ، والجميل وجهه ، والجميل الوجه ، والجميل الوجه.

__________________

(١) فى أ: لم يخل فهو بالجواز وسما.

٤٧٣

فهذه ستة عشر وجها ، وينضم إليها ما يكون المعمول فيه سببيا مضافا إلى سببى ، ووجوهه أيضا ستة عشر نحو : رأيت رجلا حسنا وجه أب ، وحسنا وجه أب ، وحسن وجه أب ، وحسنا وجه أبيه ، وحسنا وجه أبيه ، وحسن وجه أبيه ، وحسنا وجه الأب ، وحسنا وجه الأب ، وحسن وجه الأب ، وأتانى الحسن وجه أب ، والحسن وجه أب ، والحسن وجه أبيه ، والحسن وجه أبيه ، والحسن وجه الأب ، والحسن وجه الأب ، والحسن وجه الأب.

(ص)

ك (الحزن بابا) و (العقور كلبا)

ومثل (أنيابا) بإثر (شنبا)

و (الطّيّبون) انصب به (معاقدا)

و (سيّئى زى) رووه شاهدا

وهكذا (إنّى من نعّاتها

كوم الذّرا وادقة سرّاتها)

والنّصب فى (الشّعر الرّقاب) وارد

على (الجميل الوجه) فيه شاهد

والرّفع والنّصب حكوا والجرّا

فى قول من قال : (أجب الظّهرا)

ونحو : (زيد شئن كفّه) أبى

فى النّثر سيبويه أن يرتكبا

وابن يزيد ـ مطلقا ـ أبى ومن

رأى الجواز ـ مطلقا ـ فما وهن

ونحو (جمّ فضله ، والفضل أو

فضل) ضعيف ونظيره رأوا

(ببهمة منيت شهم قلب

منجّذ لا ذى كهام ينبو)

وخفضهم (أخفية الكرى) بأن

أضيف (الايقاظ) له وجه حسن

والرّفع والنّصب) أجز فى الأخفيه

وشبهه تصب بغير تخطيه

(ش) أنشد سيبويه (١) ـ رحمه‌الله ـ لرؤبة (٢) : [من الرجز]

الحزن بابا والعقور كلبا (٣)

وهو نظير قولنا : «الجميل وجها» وأنشد ـ أيضا ـ شعرا : [من البسيط]

__________________

(١) ينظر : الكتاب (١ / ٢٠٠).

(٢) هو رؤبة بن عبد الله بن العجاج بن رؤبة ، التميمى السعدى ، أبو الجحاف ، راجز من الفصحاء المشهورين ، من مخضرمى الدولتين الأموية والعباسية. أخذ عنه أعيان اللغة ، وكانوا يحتجون بشعره ، ويقولون بإمامته فى اللغة ، له ديوان رجز. مات سنة ١٤٥ ه‍.

ينظر : الأعلام (٣ / ٣٤) ، وفيات الأعيان (١ / ١٨٧) ، خزانة الأدب (١ / ٤٣).

(٣) الرجز فى ديوانه ص ١٥ ، وخزانة الأدب ٨ / ٢٢٧ ، والكتاب ١ / ٢٠٠ ، والمقاصد النحوية ٣ / ٦١٧ ، والمقتضب ٤ / ١٦٢ ، وبلا نسبة فى الأشباه والنظائر ٣ / ١٨٠ ، وشرح أبيات سيبويه ١ / ٣٠٤ ، ولسان العرب (حزن).

٤٧٤

هيفاء مقبلة عجزاء مدبرة

محطوطة جدلت شنباء أنيابا (١)

وهو نظير قولنا : «جميل وجها»

وإليه أشرت بقولى :

 ...

ومثل «أنيابا» بإثر «شنبا»

وأنشد سيبويه (٢) ـ أيضا ـ : [من الكامل]

لا يبعدن قومى الّذين هم

سمّ العداة وآفة الجزر

النّازلين بكلّ معترك

والطّيّبون معاقد الأزر (٣)

وهو نظير قولنا : «الحسن وجه الأب».

وإليه أشرت بقولى :

و «الطّيّبون» انصب به «معاقدا»

 ...

وأنشد ـ أيضا لعمرو بن شأس (٤) : [من الطويل]

ألكنى (٥) إلى قومى السّلام رسالة

بآية ما كانوا ضعافا ولا عزلا

ولا سيّئى زى إذا ما تلبّسوا

إلى حاجة يوما مخيّسة بزلا (٦)

__________________

(١) البيت لأبى زبيد الطائى فى ديوانه ص ٣٦ ، وشرح أبيات الكتاب ١ / ٤ ، وشرح المفصل ٦ / ٨٣ ، ٨٤ ، والكتاب ١ / ١٩٨ ، ولسان العرب (هلب) ، والمقاصد النحوية ٣ / ٥٩٣.

(٢) ينظر : الكتاب (١ / ٢٠٢).

(٣) الأزر : القوة والشدة. (المقاييس ـ أزر).

والبيتان للخرنق بنت بدر بن هفان فى ديوانها ص ٤٣ ، والأشباه والنظائر ٦ / ٢٣١ ، وأمالى المرتضى ١ / ٢٠٥ ، والإنصاف ٢ / ٤٦٨ ، وأوضح المسالك ٣ / ٣١٤ ، والحماسة البصرية ١ / ٢٢٧ ، وخزانة الأدب ٥ / ٤١ ، ٤٢ ، ٤٤ ، والدرر ٦ / ١٤ ، وسمط اللآلى ص ٥٤٨ ، وشرح أبيات سيبويه ٢ / ١٦ ، وشرح التصريح ٢ / ١١٦ ، والكتاب ١ / ٢٠٢ ، ٢ / ٥٧ ، ٥٨ ، ٦٤ ، ولسان العرب (نضر) ، والمحتسب ٢ / ١٩٨ ، والمقاصد النحوية ٣ / ٦٠٢ ، ٤ / ٧٢ ، وأساس البلاغة (أزر) ، وبلا نسبة فى رصف المبانى ص ٤١٦ ، وشرح الأشمونى ٢ / ٣٩٩.

(٤) هو عمرو بن شأس بن عبيد بن ثعلبة الأسدى ، أبو عرار ، شاعر جاهلى مخضرم أدرك الإسلام وأسلم ، كثير الشعر فى الجاهلية والإسلام ، أكثر أهل طبقته شعرا. وكان ذا قدر وشرف فى قومه ، وشهد القادسية وله فيها أشعار. مات سنة ٢٠ ه‍.

ينظر : الإصابة ت (٥٨٨١) ، الاستيعاب ت (١٩٤٧) ، أسد الغابة ت (٣٩٥٩) ، الأعلام (٥ / ٧٩).

(٥) ألكنى إلى فلان : أبلغه عنى القاموس (للأك).

(٦) جمع البازل : وهو الرجل الكامل فى تجربته. (القاموس ـ بزل) والبيتان فى ديوانه ص ٩٠ ، ـ

٤٧٥

وإليه أشرت بقولى :

 ...

و «سيّئى زى» رووه شاهدا

وهو نظير قولنا : «جميل وجه».

وأشرت بقولى :

وهكذا إنى من نعاتها

 ...

إلى قول الراجز : [من الرجز]

أنعتها إنّى من نعّاتها

كوم الذّرى وادقة سرّاتها (١)

وهو نظير قولنا : «جميل وجهه» ـ بالنصب ـ.

وأشرت بقولى :

والنّصب فى «الشّعر الرّقاب» وارد

 ...

إلى قول الشاعر : [من الوافر]

فما قومى بثعلبة بن سعد

ولا بفزارة الشّعر الرّقابا (٢)

وهو نظير قولنا «الجميل الوجه» ـ بالنصب ـ.

وأشرت بـ :

 ...

 ... «أجب الظّهرا»

إلى قول النابغة : [من الوافر]

__________________

ـ والدرر ٥ / ٣٦ ، وشرح أبيات سيبويه ١ / ٧٩ ، وشرح شواهد المغنى ٢ / ٨٣٥ ، والكتاب ١ / ١٩٧ ، والمقاصد النحوية ٣ / ٥٩٦ ، وبلا نسبة فى المنصف ٢ / ١٠٣ ، والبيت الأول منهما لعمرو بن شأس فى لسان العرب (ألك) ، وتاج العروس (ألك) ، وبلا نسبة فى الأشباه والنظائر ٨ / ٧٠ ، والخصائص ٣ / ٢٧٤ ، ومغنى اللبيب ٢ / ٤٢٠ ، والثانى منهما بلا نسبة فى المقتضب ٢ / ١٣٠.

(١) الرجز لعمر بن لجأ التيمى فى ديوانه ص ١٥٣ ، ١٥٥ ، والأصمعيات ص ٣٤ ، وخزانة الأدب ٨ / ٢٢١ ، والدرر ٥ / ٢٨٩ ، والمقاصد النحوية ٣ / ٥٨٣ ، وبلا نسبة فى شرح المفصل ٦ / ٨٣ ، ٨٨ ، ولسان العرب (نعت) ، (ودق) ، وتاج العروس (نعت) ، (ودق).

(٢) البيت لحارث بن ظالم فى الأغانى ١١ / ١١٩ ، والإنصاف ص ١٣٣ ، وشرح أبيات سيبويه ١ / ٢٥٨ ، وشرح اختيارات المفضل ٣ / ١٣٣٥ ، والكتاب ١ / ٢٠١ ، والمقاصد النحوية ٣ / ٦٠٩ ، والمقتضب ٤ / ١٦١ ، وبلا نسبة فى خزانة الأدب ٧ / ٤٩٢ ، وشرح المفصل ٦ / ٨٩.

٤٧٦

ونأخذ بعده بذناب عيش

أجبّ الظّهر ليس له سنام (١)

يروى أجب الظهر ـ بالرفع ـ وهو نظير قولنا : «جميل الوجه» ، ويروى أجب الظهر ـ بالنصب ـ وهو نظير قولنا : «جميل الوجه» ، ويروى أجب الظهر ـ بالجر ـ على الإضافة وهو نظير قولنا : «جميل الوجه».

ومثل «أجبّ الظّهر» فى احتمال ثلاثة أوجه قول الراجز : [من الرجز]

ومنهل أعور إحدى العينين

بصير أخرى وأصمّ الأذنين (٢)

وأشرت بقولى :

ونحو «زيد شثن كفّه» أبى

فى النّثر سيبويه أن يرتكبا

إلى نحو قولنا : «هو حسن وجهه» وقول الشماخ (٣) : [من الطويل]

أمن دمنتين عرّس الرّكب فيهما

بحقل الرّخامى قد عفا طللاهما

أقامت على ربعيهما جارتا صفا

كميتا الأعالى ، جونتا مصطلاهما (٤)

وهذا عند سيبويه مخصوص بالشعر (٥).

وهو عند أبى العباس المبرد ممنوع فى الشعر وغيره.

وتأول بيت الشماخ على أن «هما» من قوله :

... مصطلاهما

__________________

(١) البيت فى ديوانه ص ١٠٦ ، والأغانى ١١ / ٢٦ ، وخزانة الأدب ٧ / ١١٥ ، ٩ / ٣٦٣ ، وشرح أبيات سيبويه ١ / ٢٨ ، وشرح المفصل ٦ / ٨٣ ، ٨٥ ، والكتاب ١ / ١٩٦ ، والمقاصد النحوية ٣ / ٥٧٩ ، ٤ / ٤٣٤ ، وبلا نسبة فى أسرار العربية ص ٢٠٠ ، والأشباه والنظائر ٦ / ١١ ، والاشتقاق ص ١٠٥ ، وأمالى ابن الحاجب ١ / ٤٥٨ ، والإنصاف ١ / ١٣٤ ، وشرح الأشمونى ٣ / ٥٩١ ، وشرح ابن عقيل ص ٥٨٩ ، وشرح عمدة الحافظ ص ٣٥٨ ، ولسان العرب (جبب) ، (ذنب) ، والمقتضب ٢ / ١٧٩.

(٢) ينظر شرح التسهيل ٣ / ٩٧ ، والخزانة ٧ / ٥٥٠.

(٣) هو الشماخ بن ضرار بن حرملة بن سنان الغطفانى ، شاعر مخضرم أدرك الجاهلية والإسلام ، كان شديد متون الشعر ، وكان أرجز الناس على البديهة ، له ديوان شعر ، مات سنة ٢٢ ه‍.

ينظر : الأعلام (٣ / ١٧٥) ، الأغانى (٨ / ٩٧) ، الإصابة ت (٣٩٣٧).

(٤) البيتان فى ديوانه ص ٣٠٧ ـ ٣٠٨ ، وخزانة الأدب ٤ / ٢٩٣ ، والدرر ٥ / ٢٨١ ، وشرح أبيات سيبويه ١ / ٧ ، وشرح المفصل ٦ / ٨٣ ، ٨٦ ، والصاحبى فى فقه اللغة ص ٢١٠ ، والكتاب ١ / ١٩٩ ، والمقاصد النحوية ٣ / ٥٨٧ ، وهمع الهوامع ٢ / ٩٩ ، وبلا نسبة فى خزانة الأدب ٨ / ٢٢٠ ، ٢٢٢ ، وشرح الأشمونى ٢ / ٣٥٩ ، والمقرب ١ / ١٤١.

(٥) ينظر : الكتاب (١ / ١٩٩).

٤٧٧

عائد على «الأعالى» لأنها مثناه فى المعنى.

وهو عند الكوفيين جائز فى الكلام كله.

وهو الصحيح ؛ لأن مثله قد ورد فى الحديث كقوله فى حديث أم زرع : صفر وشاحها (١) ، وفى حديث الدجال : أعور عينه اليمنى (٢) ، وفى وصف النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم شثن أصابعه (٣) ، ومع جوازه ففيه ضعف.

ومثله فى الضعف ما كان مثل قولنا : «هو جمّ فضله ، وجمّ الفضل» ـ بالنصب ـ.

وشاهد الأول :

 ...

 ... وادقة سرّاتها

وشاهد الثانى :

 ...

أجبّ الظّهر ...

 ـ بالنصب ـ.

__________________

(١) أخرجه مسلم (٣ / ١٩٠٢) : كتاب فضائل الصحابة : باب ذكر حديث أم زرع ، (٩٢ ـ ٢٤٤٨) ، والنسائى فى الكبرى (٥ / ٣٥٧). كتاب عشرة النساء : باب شكر المرأة لزوجها (٩١٣٩) من حديث عائشة مطولا ، ولفظهما : «صفر ردائها».

تنبيه : هذه الرواية ذكرها الحافظ فى الفتح (١٠ / ٣٣٨) وشرحها ، أى أنها موجودة فى صحيح البخارى. ولكن بالرجوع إلى صحيح البخارى المطبوع مع الفتح (٥١٨٩) ، وإلى صحيح البخارى المطبوع بمفرده (٧ / ٣٥) طبعة الشرح ، لم نجد هذه الرواية ، مما يدل على أن نسخة الحافظ ابن حجر ليست النسخة المطبوعة من صحيح البخارى. والله أعلم.

(٢) أخرجه أحمد (٢ / ٣٧ ، ١٢٤ ، ١٣١) ، والبخارى (٧ / ١٤٨) : كتاب أحاديث الأنبياء : باب واذكر فى الكتاب مريم إذ انتبذت من أهلها (٣٤٣٩) ، ومسلم (١ / ١٥٤) : كتاب الإيمان :

باب ذكر المسيح ابن مريم والمسيح الدجال ، (٢٧٣ ـ ١٦٩) ، و (٤ / ٢٢٤٧) : كتاب الفتن : باب ذكر الدجال وصفته وما معه ، (١٠٠ ـ ١٦٩) ، والترمذى (٤ / ٥١٤). كتاب الفتن : باب ما جاء فى صفة الدجال ، (٢٢٤١) من حديث ابن عمر أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ذكر الدجال بين ظهرانى الناس ، فقال : «إنّ الله تعالى ليس بأعور. ألا وإن المسيح الدجال أعور العين اليمنى ، كأن عينه عنبة طافية».

(٣) جاءت الرواية بلفظ «شئن الكفين والقدمين».

أخرجه أحمد (١ / ٨٩ ، ٩٦ ، ١٠١ ، ١٢٧). والترمذى (٥ / ٥٩٨) : كتاب المناقب :

باب ما جاء فى صفة النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم (٣٦٣٧ ، ٣٦٣٨) ، وفى الشمائل (٦ ، ٧ ، ١٩ ، ١٢٥) ، وعبد الله بن أحمد (١ / ١١٦ ، ١٥١) من حديث على بن أبى طالب فى حديث.

وعلقه البخارى (١١ / ٥٥٠) : كتاب اللباس : باب الجعد (٥٩١٠) من حديث أنس قال : كان النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم شثن القدمين والكفين. وقد وصله الإسماعيلى كما فى الفتح (١١ / ٥٥٢).

٤٧٨

وأضعف منهما ومن الذى قبلهما ما رفع نكرة مجردة نحو قولنا : «جميل وجه» و «الجميل وجه».

وقد ظفرت بشاهد له غريب وهو قول الراجز : [من الرجز]

ببهمة (١) منيت شهم قلب

منجّذ لا ذى كهام ينبو (٢)

ف «قلب» مرتفع بـ «شهم» كارتفاع «وجه» بـ «جميل» والأصل «وجهه» و «قلبه» فحذف الضمير للعلم به.

وأشرت بقولى :

وخفضهم (أخفية الكرى) بأن

أضيف (الايقاظ) له وجه حسن

إلى قول الشاعر : [من الطويل]

لقد علم الأيقاظ أخفية الكرى

تزجّجها من حالك واكتحالها (٣)

ويجوز فى «أخفية الكرى» الجر بالإضافة.

والرفع على الفاعلية.

والنصب على التشبيه بالمفعول به.

وهو نظير قولنا : «الحسن وجه الأب» بالأوجه الثلاثة.

(ص)

واعدد من الباب اسم مفعول الّذى

عدّوا لواحد كمفعول (غذى)

نحو : (المصون عرضه) و (المنتفى

رأيا) و (مشهور صلاح وتقى)

(ش) لما كان اسم المفعول مشاركا للصفة المشبهة فى اطراد الإضافة إلى ما هو مرفوع فى المعنى شاركها فى وجوه العمل المتقدم ذكره ؛ لكن بشرط بنائه من فعل متعد إلى واحد ؛ لأنه يجرى مجرى فعله المردود إلى صيغة ما لم يسم فاعله ، وذلك الفعل لا يقصر عن التعدى إلى مفعول إلا إذا كان قبل رده إلى صيغة ما لم يسم

__________________

(١) البهمة : الشجاع الذى لا يهتدى من أين يؤتى. (القاموس ـ بهم).

(٢) الرجز بلا نسبة فى الدرر ٥ / ٢٨٤ ، وشرح الأشمونى ٢ / ٣٥٨ ، ٣٦٠ ، والمقاصد النحوية ٣ / ٥٧٧ ، وهمع الهوامع ٢ / ٩٩.

(٣) البيت للكميت فى شرح شواهد الإيضاح ص ٥٦٩ ، والمقاصد النحوية ٣ / ٦١٢ ، وليس فى ديوانه ، وبلا نسبة فى سر صناعة الإعراب ١ / ٣٨ ، وشرح المفصل ٥ / ٢٧ ، ولسان العرب (خفى) ، والمحتسب ٢ / ٤٧ ، وتاج العروس (خفى).

٤٧٩

فاعلها فتعديا إلى واحد ، فكذلك اسم مفعول ، فيكون اسم المفعول من فعل متعد فى الأصل إلى واحد يتم شبهه بالصفة المشبهة فيجرى مجراها نحو قولك : س «زيد مصون عرضه ، ومنتقى رأيا ، ومشهور صلاح» ؛ كما يقال : «زيد جميل وجهه ، وكثير برّا ، وبيّن صلاح» والتنظير بسائر المسائل هين ، وتوجيهها بين ، فلم أتصد لإحصائها ، والإطالة باستقصائها.

(ص)

وضمن الجامد معنى الوصف

واستعمل استعماله بضعف

كـ (أنت غربال الإهاب) وكذا

(فراشة الحلم) فراع المأخذا

(ش) من تضمين الجامد معنى المشتق وإعطائه حكم الصفة المشبهة قول الشاعر : [من البسيط]

فراشة الحلم فرعون العذاب وإن

يطلب نداه فكلب دونه كلب (١)

وقول الآخر : [من الوافر]

فلو لا الله والمهر المفدّى

لأبت وأنت غربال الإهاب (٢)

فضمن «فراشة الحلم» معنى : «طائش» ، و «فرعون» معنى : «أليم» و «غربال» معنى : «مثقّب» ، فأجريت مجراها فى الإضافة إلى ما هو فاعل فى المعنى.

ولو رفع بها أو نصب لم يمتنع.

__________________

(١) البيت للضحاك بن سعد فى الحيوان ١ / ٢٥٧ ، ولسعيد بن العاصى فى ديوان المعانى ١ / ١٩٦ ، وبلا نسبة فى الدرر ٥ / ٢٩٣ ، وشرح الأشمونى ٢ / ٣٦٢ ، وهمع الهوامع ٢ / ١٠١.

(٢) البيت لمنذر بن حسان فى المقاصد النحوية ٣ / ١٤٠ ، وبلا نسبة فى الأشباه والنظائر ٢ / ٤١١ ، والخصائص ٢ / ٢٢١ ، ٣ / ١٩٥ ، وديوان المعانى ٢ / ٢٤٩ ، وشرح الأشمونى ٢ / ٣٦٢ ، والدرر ٥ / ٢٩١ ، ولسان العرب (عنكب) ، (قيد) ، (غربل) ، والممتع فى التصريف ص ٧٤.

٤٨٠