شرح الكافية الشّافية - ج ١

أبي عبد الله جمال الدين محمّد بن عبد الله بن محمّد بن مالك الطائي الجياني الشافعي

شرح الكافية الشّافية - ج ١

المؤلف:

أبي عبد الله جمال الدين محمّد بن عبد الله بن محمّد بن مالك الطائي الجياني الشافعي


المحقق: علي محمّد معوّض
الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: دار الكتب العلميّة
الطبعة: ١
ISBN: 2-7451-2874-4
الصفحات: ٥٨٣
الجزء ١ الجزء ٢

وكونها لشبه الملك ؛ كقولك : «السّرج للفرس» ، و «القتب للبعير».

ومثال التعدية بها قوله ـ تعالى ـ : (فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا) [مريم : ٥].

ومثال التعليل قول الشاعر :

وإنّى لتعرونى لذكراك هزّة

كما انتفض العصفور بلّله القطر (١)

وتزاد اللام مقوية لعامل ضعف بالتأخير ؛ كقوله ـ تعالى ـ : (إِنْ كُنْتُمْ لِلرُّءْيا تَعْبُرُونَ) [يوسف : ٤٣] ، وقوله : (أَخَذَ الْأَلْواحَ وَفِي نُسْخَتِها هُدىً وَرَحْمَةٌ لِلَّذِينَ هُمْ لِرَبِّهِمْ يَرْهَبُونَ) [الأعراف : ١٥٤] ، أو بكونه فرعا ؛ كقوله ـ تعالى ـ : (مُصَدِّقٌ لِما مَعَهُمْ) [البقرة : ١٠١] ، وقوله : (فَعَّالٌ لِما يُرِيدُ) [البروج : ١٦].

ولا يفعل ذلك إلا بمتعد إلى واحد ؛ إذ لو فعل ذلك بمتعد إلى اثنين فإما أن يزاد فيهما (٢) ، أو فى أحدهما ، وفى كليهما محذور.

أما الزيادة فيهما فيلزم منها تعدية فعل واحد إلى مفعولين بحرف واحد ، ولا نظير له.

وأما الزيادة فى أحدهما فيلزم منها ترجيح دون مرجح ، وإيهام غير المقصود ؛ فوجب اجتنابه.

وإلى هذا أشرت بقولى :

وزيد مع مفعول ذى الواحد إن

بالسّبق أو تفريغ عامل يهن

ومثال التعليل بالباء و «فى» قوله ـ تعالى ـ : (فَبِظُلْمٍ مِنَ الَّذِينَ هادُوا حَرَّمْنا عَلَيْهِمْ طَيِّباتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ) [النساء : ١٦٠] وقوله ـ تعالى ـ : (لَوْ لا كِتابٌ مِنَ اللهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيما أَخَذْتُمْ عَذابٌ عَظِيمٌ) [الأنفال : ٦٨].

ومثال الظرفية بهما قوله ـ تعالى ـ : (الم غُلِبَتِ الرُّومُ فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ فِي بِضْعِ سِنِينَ) [الروم : ١ ـ ٤] ، وقوله : (وَإِنَّكُمْ لَتَمُرُّونَ عَلَيْهِمْ مُصْبِحِينَ وَبِاللَّيْلِ) [الصافات : ١٣٧].

__________________

(١) البيت لأبى صخر الهذلى فى الأغانى ٥ / ١٦٩ ، ١٧٠ ، والإنصاف ١ / ٢٥٣ ، وخزانة الأدب ٣ / ٢٥٤ ، ٢٥٥ ، ٢٥٧ ، ٢٦٠ ، والدرر ٣ / ٧٩ ، وشرح أشعار الهذليين ٢ / ٩٥٧ ، وشرح التصريح ١ / ٣٣٦ ، ولسان العرب (رمث) ، والمقاصد النحوية ٣ / ٦٧ ، وبلا نسبة فى الأشباه والنظائر ٧ / ٢٩ ، وأمالى ابن الحاجب ٢ / ٦٤٦ ، ٦٤٨ ، وأوضح المسالك ٢ / ٢٢٧ ، وشرح الأشمونى ١ / ٢١٦ ، وشرح شذور الذهب ص ٢٩٨ ، وشرح ابن عقيل ص ٣٦١ ، وشرح قطر الندى ص ٢٢٨ ، وشرح المفصل ٢ / ٦٧ ، والمقرب ١ / ١٦٢ ، وهمع الهوامع ١ / ١٩٤.

(٢) فى أ: لم تخل من أن تزاد فيهما.

٣٦١

والاستعلاء بـ «فى» ؛ كقوله ـ تعالى ـ : (وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ) [طه : ٧١] وكقول عنترة : [من الكامل]

بطل كأنّ ثيابه فى سرحة

يحذى نعال السّبت ليس بتوأم (١)

ومثله قول الآخر : [من الطويل]

ولو لا اتّقاء الله بقياى فيكم

للمتكم لوما أحرّ من الجمر (٢)

فيكم بمعنى : عليكم. و «بقياى» : بدل من «اتّقاء الله» ، ومعنى «البقيا» هنا : الإبقاء.

وكونها للمصاحبة ؛ كقوله ـ تعالى ـ : (فَخَرَجَ عَلى قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ) [القصص : ٧٩].

وكونها لما يناسب الاستعانة كقوله ـ تعالى ـ : (جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْواجاً وَمِنَ الْأَنْعامِ أَزْواجاً يَذْرَؤُكُمْ فِيهِ) [الشورى : ١١] ، أى : يكثركم به ؛ كذا قال الفراء (٣).

ومثال الباء المعدية قوله ـ تعالى ـ : (ذَهَبَ اللهُ بِنُورِهِمْ) [البقرة : ١٧].

ومثال ورودها للاستعانة قولك : «كتبت بالقلم».

ومثال ورودها للإلصاق قولك : «وصلت هذا بهذا».

ومثال كونها بمعنى «من» التبعيضية قول عمر بن أبى ربيعة المخزومى (٤) : [من الكامل]

فلثمت فاها آخذا بقرونها

شرب النّزيف ببرد ماء الحشرج (٥)

__________________

(١) البيت فى ديوانه ص ٢١٢ ، وأدب الكاتب ص ٥٠٦ ، والأزهية ص ٢٦٧ ، وجمهرة اللغة ص ٥١٢ ، ١٣١٥ ، وخزانة الأدب ٩ / ٤٨٥ ، ٤٩٠ ، وشرح شواهد المغنى ١ / ٤٧٩ ، والمنصف ٣ / ١٧ ، وبلا نسبة فى الخصائص ٢ / ٣١٢ ، ورصف المبانى ص ٣٨٩ ، وشرح الأشمونى ٢ / ٢٩٢ ، وشرح المفصل ٨ / ٢١ ، ومغنى اللبيب ١ / ١٦٩.

(٢) البيت لعبد الله بن عتبة فى مجالس ثعلب ١ / ١٧١.

(٣) قال الفراء : (جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْواجاً وَمِنَ الْأَنْعامِ أَزْواجاً يَذْرَؤُكُمْ فِيهِ) معنى فيه : به ، والله أعلم. ينظر : معانى القرآن : (٣ / ٧٩).

(٤) هو : عمر بن عبد الله بن أبى ربيعة المخزومى القرشى ، أبو الخطاب : أرق شعراء عصره ، من طبقة جرير والفرزدق ، ولم يكن فى قريش أشعر منه ، ولد سنة ٢٣ ه‍ فى الليلة التى توفى فيها عمر بن الخطاب فسمى باسمه. غزا فى البحر فاحترقت السفينة به وبمن معه فمات فيها غرقا سنة ٩٣ ه‍.

ينظر : الأعلام (٥ / ٥٢) ، الإصابة ت (٥٧٤٢) ، خلاصة تهذيب الكمال (٢٤٠) ، وفيات الأعيان (١ / ٣٥٣) ، الأغانى (١ / ٦١) ، الشعر والشعراء (٢١٦).

(٥) الحشرج : النقرة فى الجبل يصفو فيها الماء. (القاموس ـ حشرج).

والبيت فى ملحق ديوانه ص ٤٨٨ ، والأغانى ١ / ١٨٤ ، وجمهرة اللغة ص ١١٣٣ ،

٣٦٢

ذكر ذلك الفارسى فى التذكرة ، وروى مثل ذلك عن الأصمعى فى قول الشاعر : [من الطويل]

شربن بماء البحر ثمّ ترفّعت

متى لجج خضر لهنّ نئيج (١)

ومثال كونها بمعنى «مع» قوله ـ تعالى ـ : (وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ) [البقرة : ٣٠].

ومثال كونها بمعنى «عن» قوله ـ تعالى ـ : (وَيَوْمَ تَشَقَّقُ السَّماءُ بِالْغَمامِ) [الفرقان : ٢٥] ، وقوله : (سَأَلَ سائِلٌ بِعَذابٍ) [المعارج : ١] ، والله أعلم.

(ص)

(على) للاستعلا ومعنى (فى) و (عن)

بها تجاوز ، ومعنى (بعد) عن

وب (على) عنها غنى و (عن) بها

كذاك عن (على) غنى للنّبها

ويلفيان اسمين بعد (من) كما

من عن يمين) (من عليه) اذكرهما

(ش) مثال ورود «على» بمعنى «فى» قوله ـ تعالى ـ : (وَاتَّبَعُوا ما تَتْلُوا الشَّياطِينُ عَلى مُلْكِ سُلَيْمانَ) [البقرة : ١٠٢] ، وقوله ـ تعالى ـ : (وَدَخَلَ الْمَدِينَةَ عَلى حِينِ غَفْلَةٍ مِنْ أَهْلِها) [القصص : ١٥] ، والأصل فيها الاستعلاء.

وكذا دلالة «عن» على التجاوز هو الأصل. وورودها بمعنى «بعد» كقوله ـ تعالى ـ : (لَتَرْكَبُنَّ طَبَقاً عَنْ طَبَقٍ) [الانشقاق : ١٩] ، ومنه قول الأعشى (٢) : [من البسيط]

__________________

ولجميل بثينة فى ملحق ديوانه ص ٢٣٥ ، ولجميل أو لعمر فى البداية والنهاية ٩ / ٤٧ ، والدرر ٤ / ١٣٠ ، ولسان العرب (حشرج) ، (لثم) ، ولعبيد بن أوس الطائى فى الحماسة البصرية ٢ / ١١٤ ، والحيوان ٦ / ١٨٣ ، ولجميل أو لعمر أو لعبيد فى شرح شواهد المغنى ص ٣٢٠ ، والمقاصد النحوية ٣ / ٢٧٩ ، ولجميل أو لغيره فى تهذيب تاريخ دمشق ٣ / ٤٠٦ ، ووفيات الأعيان ١ / ٣٧٠ ، وبلا نسبة فى الاشتقاق ص ٣٩١ ، وإصلاح المنطق ص ٢٠٨ ، والجنى الدانى ص ٤٤ ، وجواهر الأدب ص ٤٨ ، وعيون الأخبار ٤ / ٩٢ ، ومغنى اللبيب ص ١٠٥ ، وهمع الهوامع ٢ / ٥١ ، ولسان العرب ، (نزف) ، وكتاب العين ٧ / ٣٧٣.

(١) تقدم تخريج هذا البيت.

(٢) هو : ميمون بن قيس بن جندل من بنى قيس بن ثعلبة الوائلى ، أبو بصير المعروف بأعشى قيس ، ويقال له أعشى بكر بن وائل ، والأعشى الكبير من شعراء الطبقة الأولى فى الجاهلية ، وأحد أصحاب المعلقات ، كان كثير الوفود على الملوك من العرب والفرس غزير الشعر ، يسلك فيه كل مسلك ، وليس أحد ممن عرف قبله أكثر شعرا منه ، وكان يغنى بشعره ، فسمى «صناجة العرب».

لقب بالأعشى لضعف بصره ، وعمى فى أواخر عمره ، مولده ووفاته فى قرية

٣٦٣

لئن منيت بنا عن غبّ معركة

لا تلفنا عن دماء القوم ننتفل (١)

وهو قليل بالنسبة لدلالتها على التجاوز.

ومثال الاستغناء بـ «على» عن لفظ «عن» قول الشاعر : [من الوافر]

إذا رضيت علىّ بنو قشير

لعمر الله أعجبنى رضاها (٢)

ومثال الاستغناء بـ «عن» عن لفظ «على» قول الآخر : [من البسيط]

لاه ابن عمّك لا أفضلت فى حسب

عنّى ولا أنت ديّانى فتخزونى (٣)

أى : فتسوسنى.

__________________

«منفوحة» باليمامة قرب مدينة الرياض ، وفيها داره وبها قبره ، أخباره كثيرة ، ومطلع معلقته :

ما بكاء الكبير بالأطلال

وسؤالى وما ترد سؤالى

ينظر : الأعلام (٧ / ٣٤١) ، خزانة البغدادى (١ / ٨٤ ـ ٨٦) ، جمهرة أشعار العرب (٥٦٢٢٩) ، الشعر والشعراء (٧٩) ، المرزبانى (٤٠١).

(١) نتنفل : نتبرأ. (اللسان ـ نفل).

والبيت فى ديوانه ص ١١٣ ، وخزانة الأدب ١١ / ٣٢٧ ، ٣٣٠ ، ٣٣١ ، ٣٣٣ ، ٣٥٧ ، ولسان العرب (نفل) ، والمقاصد النحوية ٣ / ٢٨٣ ، ٤ / ٤٣٧ ، وتاج العروس (نفل) ، وبلا نسبة فى خزانة الأدب ١١ / ٣٤٣ ، وشرح الأشمونى ٣ / ٥٩٤ ، وشرح ابن عقيل ص ٥٩٢.

(٢) البيت للقحيف العقيلى فى أدب الكاتب ص ٥٠٧ ، والأزهية ص ٢٧٧ ، وخزانة الأدب ١٠ / ١٣٢ ، ١٣٣ ، والدرر ٤ / ١٣٥ ، وشرح التصريح ٢ / ١٤ ، وشرح شواهد المغنى ١ / ٤١٦ ، ولسان العرب ، (رضى) ، والمقاصد النحوية ٣ / ٢٨٢ ، ونوادر أبى زيد ص ١٧٦ ، وبلا نسبة فى الأشباه والنظائر ٢ / ١١٨ ، والإنصاف ٢ / ٦٣٠ ، وأوضح المسالك ٣ / ٤١ ، وجمهرة اللغة ص ١٣١٤ ، والجنى الدانى ص ٤٧٧ ، والخصائص ٢ / ٣١١ ، ٣٨٩ ، ورصف المبانى ص ٣٧٢ ، وشرح الأشمونى ٢ / ٢٩٤ ، وشرح شواهد المغنى ٢ / ٩٥٤ ، وشرح ابن عقيل ص ٣٦٥ ، وشرح المفصل ١ / ١٢٠ ، ولسان العرب (يا) ، والمحتسب ١ / ٥٢ ، ٣٤٨ ، ومغنى اللبيب ٢ / ١٤٣ ، والمقتضب ٢ / ٣٢٠ ، وهمع الهوامع ٢ / ٢٨ ، وتاج العروس (عنن).

(٣) البيت لذى الإصبع العدوانى فى أدب الكاتب ص ٥١٣ ، والأزهية ص ٢٧٩ ، وإصلاح المنطق ص ٣٧٣ ، والأغانى ٣ / ١٠٨ ، وأمالى المرتضى ١ / ٢٥٢ ، وجمهرة اللغة ص ٥٩٦ ، وخزانة الأدب ٧ / ١٧٣ ، ١٧٧ ، ١٨٤ ، ١٨٦ ، والدرر ٤ / ١٤٣ ، وسمط اللآلى ص ٢٨٩ ، وشرح التصريح ٢ / ١٥ ، وشرح شواهد المغنى ١ / ٤٣٠ ، ولسان العرب (فضل) ، (دين) ، (عنن) ، (لوه) ، (خزا) ، والمؤتلف والمختلف ص ١١٨ ، ومغنى اللبيب ١ / ١٤٧ ، والمقاصد النحوية ٣ / ٢٨٦ ، ولكعب الغنوى فى الأزهية ص ٩٧ ، وبلا نسبة فى الأشباه والنظائر ١ / ٢٦٣ ، ٢ / ١٢١ ، ٣٠٣ ، والإنصاف ١ / ٣٩٤ ، وأوضح المسالك ٣ / ٤٣ ، والجنى الدانى ص ٢٤٦ ، وجواهر الأدب ص ٣٢٣ ، وخزانة الأدب ١٠ / ١٢٤ ، ٣٤٤ ،

٣٦٤

ودخول «من» عليها كقول الشاعر : [من الطويل]

أذلك أم كدريّة ظلّ فرخها

لقى بشرورى كاليتيم المعيّل

غدت من عليه بعد ما تمّ ظمؤها

تصلّ وعن قيض بزيزاء (١) مجهل (٢)

وكقول الآخر : [من البسيط]

فقلت للركب لمّا أن علا بهم

من عن يمين الحبيّا نظرة قبل (٣)

ألمحة من سنا برق رأى بصرى

أم وجه عالية اختالت بها الكلل (٤)

(ص)

شبّه بكاف وبها التّعليل قد

يعنى وزائدا لتوكيد ورد

وقد يرى اسما : فاعلا أو مبتدا

أو ذا انجرار باسم او حرف بدا

(ش) كون الكاف الجارة حرف تشبيه هو المشهور.

ودلالتها على التعليل كثيرة ؛ كقوله ـ تعالى ـ : (وَاذْكُرُوهُ كَما هَداكُمْ) [البقرة : ١٩٨].

__________________

والخصائص ٢ / ٢٨٨ ، ورصف المبانى ص ٢٥٤ ، ٣٦٨ ، وشرح الأشمونى ٢ / ٢١٥ ، وشرح ابن عقيل ص ٣٦٤ ، وشرح المفصل ٨ / ٥٣ ، وهمع الهوامع ٢ / ٢٩.

(١) الزيزاء : ما غلظ من الأرض. (القاموس ـ زيز).

(٢) أرض مجهل : لا يهتدى فيها. (القاموس ـ جهل).

والبيتان لمزاحم العقيلى فى ديوانه ص ١١ ، وينظر أدب الكاتب ص ٥٠٤ ، والأزهية ص ١٩٤ ، وخزانة الأدب ١٠ / ١٤٧ ، ١٥٠ ، والدرر ٤ / ١٨٧ ، وشرح التصريح ٢ / ١٩ ، وشرح شواهد الإيضاح ص ٢٣٠ ، وشرح شواهد المغنى ١ / ٤٢٥ ، وشرح المفصل ٨ / ٣٨ ، ولسان العرب (صلل) ، (علا) ، والمقاصد النحوية ٣ / ١٠٣ ، ونوادر أبى زيد ص ١٦٣ ، وتاج العروس (صلل) ، (علا) ، وبلا نسبة فى أسرار العربية ص ١٠٣ ، والأشباه والنظائر ٣ / ١٢ ، وأوضح المسالك ٣ / ٥٨ ، وجمهرة اللغة ص ١٣١٤ ، والجنى الدانى ص ٤٧٠ ، وجواهر الأدب ص ٣٧٥ ، وخزانة الأدب ٦ / ٥٣٥ ، ورصف المبانى ص ٣٧١ ، وشرح الأشمونى ٢ / ٢٩٦ ، وشرح ابن عقيل ص ٣٦٧ ، والكتاب ٤ / ٢٣١ ، ومجالس ثعلب ص ٣٠٤ ، ومغنى اللبيب ١ / ١٤٦ ، ٢ / ٥٣٢ ، والمقتضب ٣ / ٥٣ ، والمقرب ١ / ١٩٦ ، وهمع الهوامع ٢ / ٣٦.

(٣) البيت للقطامى فى ديوانه ص ٢٨ ، وأدب الكاتب ص ٥٠٤ ، وشرح المفصل ٨ / ٤١ ، ولسان العرب (عنن) ، (حبا) ، والمقاصد النحوية ، وتاج العروس (عنن) ، وبلا نسبة فى أسرار العربية ص ٥٥ ، والجنى الدانى ص ٢٤٣ ، وجواهر الأدب ص ٣٢٢ ، ورصف المبانى ص ٣٦٧ ، والمقرب ١ / ١٩٥.

(٤) البيت للقطامى فى ديوانه ص ٢٨ ، وأساس البلاغة (خيل).

٣٦٥

وكقوله ـ تعالى ـ : (وَيْكَأَنَّهُ لا يُفْلِحُ الْكافِرُونَ) [القصص : ٨٢] ، أى : أعجب لأنه لا يفلح الكافرون ؛ كذا قدره ابن برهان ، وحكى سيبويه (١) : «كما أنّه لا يعلم فتجاوز الله عنه» ، والتقدير : لأنه لا يعلم فتجاوز الله عنه ، و «ما» : زائدة.

ومثال وقوع الكاف زائدة قوله ـ تعالى ـ : (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ) [الشورى : ١١] ، وقول الراجز (٢) : [من الرجز]

لواحق الأقراب فيها كالمقق (٣)

أراد : فيها مقق ، أى : طول.

ومثال وقوعها اسما محكوما بفاعليته قول الشاعر (٤) : [من البسيط]

أتنتهون ولن ينهى ذوى شطط

كالطّعن يذهب فيه الزّيت والفتل (٥)

ومثال وقوعها مبتدأ قول الشاعر : [من الخفيف]

أبدا كالفراء فوق ذراها

حين يطوى المسامع الصّرّار (٦)

ومثال انجرارها باسم قول الراجز : [من الرجز]

فصيّروا مثل كعصف (٧) مأكول (٨)

ومثال انجرارها بحرف قول الشاعر : [من الطويل]

بكا للّقوة (٩) الشّغواء (١٠) جلت فلم أكن

لأولع إلا بالكمى المقنّع (١١)

__________________

(١) ينظر : الكتاب : ٣ / ١٤٠.

(٢) فى أ: قول رؤبة.

(٣) تقدم.

(٤) فى أ: قول الأعشى.

(٥) البيت للأعشى فى ديوانه ص ١١٣ ، والأشباه والنظائر ٧ / ٢٧٩ ، والجنى الدانى ص ٨٢ ، والحيوان ٣ / ٤٦٦ ، وخزانة الأدب ٩ / ٤٥٣ ، ٤٥٤ ، ١٠ / ١٧٠ ، والدرر ٤ / ١٥٩ ، وسر صناعة الإعراب ١ / ٢٨٣ ، وشرح شواهد الإيضاح ص ٢٣٤ ، وشرح المفصل ٨ / ٤٣ ، ولسان العرب (دنا) ، والمقاصد النحوية ٣ / ٢٩١ ، وبلا نسبة فى الخصائص ٢ / ٣٨٦ ، ورصف المبانى ص ١٩٥ ، وشرح ابن عقيل ص ٣٦٦ ، والمقتضب ٤ / ١٤١ ، وهمع الهوامع ٢ / ٣١.

(٦) الصّرار : شدة الصياح. (المقاييس ـ صرر).

والبيت بلا نسبة فى الجنى الدانى ص ٨٣ ، والمقاصد النحوية ٣ / ٢٩٢.

(٧) العصف : كل زرع أكل حبه وبقى تبنه. (المقاييس ـ عصف).

(٨) البيت لرؤبة فى ديوانه ص ١٨١.

(٩) اللّقوة : العقاب. (المقاييس ـ لقو).

(١٠) الشغواء : اختلاف نبتة الأسنان بالطول والقصر والدخول والخروج. (القاموس ـ شغو).

(١١) البيت بلا نسبة فى الجنى الدانى ص ٨٢ ، والدرر ٤ / ١٥٨ ، وشرح الأشمونى ٢ / ٢٩٦ ، ـ

٣٦٦

(ص)

و (مذ) و (منذ) اسمان حيث رفعا

وفى إضافة كـ (إذ) قد وقعا

(ش) قد تقدم أن «مذ» و «منذ» يكونان حرفين فيجران الزمان بمعنى «من» تارة ، وبمعنى «فى» تارة.

والإشارة الآن إلى أنهما إذا ارتفع ما وليهما من الزمان فهما اسمان.

فإن كان الزمان ماضيا فهما بمعنى «أوّل المدّة».

وإن لم يكن ماضيا فهما بمعنى «جميع المدّة».

فالأول : كقولك : «ما رأيته مذ يوم الجمعة»

والثانى : كقولك : «ما رأيته مذ ثلاثة أيّام» ، أى : مدة انتفاء الرؤية ثلاثة أيام.

وقال سيبويه ـ فى باب ما يضاف إلى الأفعال من الأسماء ـ : ومما يضاف إلى الفعل قولك : «ما رأيته مذ كان عندى ، ومنذ جاءنى».

فصرح بإضافة «مذ» إلى «كان» ، وبإضافة «منذ» إلى «جاءنى».

وإلى ذلك أشرت بقولى :

 ...

وفى إضافة كـ «إذ» قد وقعا

فإن «إذ» تضاف إلى جملة فعلية ، وإلى جملة اسمية. و «مذ» و «منذ» يضافان إليهما أيضا :

ومن إضافة «مذ» إلى جملة اسمية قول الشاعر : [من الطويل]

وما زلت محمولا علىّ ضغينة

ومضطلع الأضغان مذ أنا يافع (١)

ومن إضافته إلى جملة فعلية قول الفرزدق : [من الكامل]

ما زال مذ عقدت يداه إزاره

فسما فأدرك خمسة الأشبار

يدنى خوافق من خوافق تلتقى

فى ظلّ معترك العجاج مثار (٢)

__________________

ـ والمقاصد النحوية ٣ / ٢٩٥ ، وهمع الهوامع ٢ / ٣١.

(١) البيت للكميت بن معروف فى ديوانه ص ١٧٣ ، وشرح أبيات سيبويه ١ / ٢٢١ ، والكتاب ٢ / ٤٥ ، وله أو لرجل من سلول فى المقاصد النحوية ٣ / ٣٢٤ ، ولرجل من سلول فى شرح شواهد الإيضاح ص ٣٤٥ ، وبلا نسبة فى الجنى الدانى ص ٥٠٤.

(٢) ينظر ديوانه ١ / ٣٠٥ ، والأشباه والنظائر ٥ / ١٢٣ ، والجنى الدانى ص ٥٠٤ ، وجواهر الأدب ص ٣١٧ ، وخزانة الأدب ١ / ٢١٢ ، والدرر ٣ / ١٤٠ ، وشرح التصريح ٢ / ٢١ ، وشرح شواهد الإيضاح ص ٣١٠ ، وشرح شواهد المغنى ٢ / ٧٥٥ ، وشرح المفصل ٢ / ١٢١ ، ٦ / ـ

٣٦٧

(ص)

[وزيد بعد (من) و (عن) والباء (ما)] (١)

وقد تردّ الباء (ما) كـ (ربّما)

وكفّت الكاف و «ربّ» غالبا

وقد يرى «كما» لفعل ناصبا

(ش) زيادة «ما» بين الباء ومجرورها ؛ كقوله ـ تعالى ـ : (فَبِما رَحْمَةٍ مِنَ اللهِ لِنْتَ لَهُمْ) [آل عمران : ١٥٩].

وبين «عن» ومجرورها كقوله ـ تعالى ـ : (قالَ عَمَّا قَلِيلٍ لَيُصْبِحُنَّ نادِمِينَ) [المؤمنون : ٤٠].

وبين «من» ومجرورها ؛ كقوله ـ تعالى ـ : (مِمَّا خَطِيئاتِهِمْ أُغْرِقُوا فَأُدْخِلُوا ناراً) [نوح : ٢٥].

وقد تحدث زيادة «ما» مع الباء تقليلا وهى لغة هذيلية.

وإليها أشرت بقولى :

 ...

وقد تردّ الباء «ما» كـ «ربّما»

وتتصل «ما» ـ أيضا ـ بالكاف وب «ربّ» فيبقى عملهما ، وذلك قليل.

ومثال ذلك فى الكاف قول الشاعر : [من الطويل]

وننصر مولانا ونعلم أنّه

كما النّاس مجروم عليه وجارم (٢)

ومثال ذلك فى «ربّ» قول الآخر : [من السريع]

ماوى يا ربّتما غارة

شعواء كاللّذعة بالميسم (٣)

__________________

ـ ٣٣ ، والمقاصد النحوية ٣ / ٣٢١ ، والمقتضب ٢ / ١٧٦ ، وبلا نسبة فى إصلاح المنطق ص ٣٠٣ ، وأوضح المسالك ٣ / ٦١ ، والدرر ٦ / ٢٠٣ ، وشرح الأشمونى ١ / ٨٧ ، ولسان العرب ، (خمس) ، ومغنى اللبيب ١ / ٣٣٦ ، وهمع الهوامع ١ / ٢١٦ ، ٢ / ١٥٠.

(١) فى أ: وبعد (با) و (من) و (عن) قد زيد (ما).

(٢) البيت لعمرو بن براقة فى أمالى القالى ٢ / ١٢٢ ، والدرر ٤ / ٢١٠ ، وسمط اللآلئ ص ٧٤٩ ، وشرح التصريح ٢ / ٢١ ، وشرح شواهد المغنى ١ / ٢٠٢ ، ٥٠٠ ، ٢ / ٧٢٥ ، ٧٧٨ ، والمؤتلف والمختلف ص ٦٧ ، والمقاصد النحوية ٣ / ٣٣٢ ، وبلا نسبة فى أوضح المسالك ٣ / ١٣ ، وخزانة الأدب ١٠ / ٢٠٧ ، والدرر ٦ / ٨١ ، وشرح الأشمونى ٢ / ٢٩٩ ، وشرح ابن عقيل ص ٣٧١ ، ومغنى اللبيب ١ / ٦٥ ، وهمع الهوامع ٢ / ٣٨ ، ١٣٠.

(٣) الميسم : ما يوسم به البعير بالنار. (اللسان ـ وسم).

والبيت لضمرة بن ضمرة فى الأزهية ص ٢٦٢ ، وخزانة الأدب ٩ / ٣٨٤ ، والدرر ٤ / ٢٠٨ ، والمقاصد النحوية ٣ / ٣٣٠ ، ونوادر أبى زيد ص ٥٥ ، وبلا نسبة فى الأشباه والنظائر ٣ / ١٨٦ ، والإنصاف ١ / ١٠٥ ، وخزانة الأدب ٩ / ٥٣٩ ، ١١ / ١٩٦ ، وشرح ابن

٣٦٨

والكثير كون «ما» المزيدة بعد الكاف و «ربّ» كافة ومهيئة لأن يدخلا على الجمل الاسمية والفعلية :

ومثال ذلك فى الكاف قول الشاعر : [من الوافر]

تحالف يشكر واللّؤم قدما

كما جبلا قسى متحالفان

وقال آخر : [من الطويل]

أخ ماجد لم يخزنى يوم مشهد

كما سيف عمرو لم تخنه مضاربه (١)

وقال آخر : [من الوافر]

فإنّ الحمر من شرّ المطايا

كما الحبطات شرّ بنى تميم (٢)

ومثال ذلك فى «ربّما» قول الشاعر : [من الخفيف]

ربّما الجامل (٣) المؤبّل (٤) فيهم

وعناجيج (٥) بينهنّ المهار (٦)

وأشرت بقولى :

 ...

وقد يرى «كما» لفعل ناصبا

إلى ما أنشده أبو على فى التذكرة من قول الشاعر : [من الطويل]

وطرفك إمّا جئتنا فاصرفنّه

كما يحسبوا أنّ الهوى حيث تنظر (٧)

__________________

عقيل ص ٣٧١ ، وشرح المفصل ٨ / ٣١ ، ولسان العرب (ريب) ، (هيه) ، (شعا) ، (موا) ، (ما) ، وهمع الهوامع ٢ / ٣٨.

(١) البيت لنهشل بن حرى فى الدرر ٤ / ٢٠٩ ، وشرح التصريح ٢ / ٢٢ ، وشرح ديوان الحماسة للمرزوقى ص ٨٧٢ ، وشرح شواهد المغنى ص ٥٠٢ ، ٧٢٠ ، والمقاصد النحوية ٣ / ٣٣٤ ، وبلا نسبة فى أوضح المسالك ٣ / ٦٨ ، وجواهر الأدب ص ١٣٢ ، وهمع الهوامع ٢ / ٣٨.

(٢) البيت لزياد الأعجم فى ديوانه ص ٩٧ ، والأزهية ص ٧٧ ، وخزانة الأدب ١٠ / ٢٠٤ ، ٢٠٦ ، ٢٠٨ ، ٢١١ ، ٢١٣ ، والمقاصد النحوية ٣ / ٢٤٦ ، وبلا نسبة فى الحيوان ١ / ٣٦٣ ، وشرح الأشمونى ٢ / ٢٩٨ ، وشرح ابن عقيل ص ٣٧٠.

(٣) الجامل : القطيع من الجمال برعاته وأربابه. (القاموس ـ جمل).

(٤) المؤبلة : الإبل جعلت قطيعا قطيعا. (المقاييس ـ أبل).

(٥) العنج : أن يجذب الراكب خطام البعير فيرده على رجليه. (القاموس ـ عنج).

(٦) البيت لأبى دؤاد الإيادى فى ديوانه ص ٣١٦ ، والأزهية ص ٩٤ ، ٢٦٦ ، وخزانة الأدب ٩ / ٥٨٦ ، ٥٨٨ ، والدرر ٤ / ١٢٤ ، وشرح شواهد المغنى ١ / ٤٠٥ ، وشرح المفصل ٨ / ٢٩ ، ٣٠ ، ومغنى اللبيب ١ / ١٣٧ ، والمقاصد النحوية ٣ / ٣٢٨ ، وبلا نسبة فى أوضح المسالك ٣ / ٧١ ، والجنى الدانى ص ٤٤٨ ، ٤٥٥ ، وجواهر الأدب ص ٣٦٨ ، والدرر ٤ / ٢٠٥ ، وشرح الأشمونى ٢ / ٢٩٨ ، وشرح التصريح ٢ / ٢٢ ، وشرح ابن عقيل ص ٣٧٠ ، وهمع الهوامع ٢ / ٢٦.

(٧) البيت لعمر بن أبى ربيعة فى ديوانه ص ١٠١ ، وخزانة الأدب ٥ / ٣٢٠ ، والدرر ٤ / ٧٠ ، ـ

٣٦٩

ومثله قول الآخر : [من البسيط]

اسمع حديثا كما يوما تحدّثه

عن ظهر غيب إذا ما سائل سألا (١)

وقدر أبو على النصب بـ «كما» فى البيتين ، وزعم أن الأصل «كيما» فحذفت الياء.

وهذه دعوى لا دليل عليها.

(ص)

وحذفت «ربّ» فجرّت بعد «بل»

والفا وبعد الواو شاع ذا العمل

ودونهنّ جرّ : «رسم دار»

وفيه بانت حجّة الإضمار

كذاك فى جر بـ (فا) الخبر اقرن

نحو (فحور بعد إما تعرضن)

(ش) كثير حذف «ربّ» وإبقاء عملها بعد الواو ؛ كقول امرئ القيس : [من الطويل]

وليل كموج البحر أرخى سدوله

علىّ بأنواع الهموم ليبتلى (٢)

وزعم قوم أن الواو هى الجارة ، وليس بصحيح ؛ لأن الجر بـ «ربّ» محذوفة بعد الفاء و «بل» قد ثبت ، ولا قائل بأنهما العاملان ، ومع ذلك قد روى الجر بـ «ربّ» محذوفة دون شىء قبلها ؛ فعلم أن الجر بعد الواو إنما هو بـ «ربّ» كما هو بها بعد الفاء و «بل» ، وعند التجرد منهما ومن الواو.

ومثال الجر بالمضمرة بعد الفاء قول امرئ القيس : [من الطويل]

فمثلك حبلى قد طرقت ومرضع

فألهيتها عن ذى تمائم (٣) مغيل (٤)

__________________

ـ أو لجميل فى المقاصد النحوية ٤ / ٤٠٧ ، وبلا نسبة فى الإنصاف ٢ / ٥٨٦ ، والجنى الدانى ص ٤٨٣ ، وجواهر الأدب ص ٢٣٣ ، وخزانة الأدب ٨ / ٥٠٢ ، ١٠ / ٢٢٤ ، ورصف المبانى ص ٢١٤ ، وشرح الأشمونى ٣ / ٥٥٠ ، ومجالس ثعلب ص ١٥٤ ، ومغنى اللبيب ١ / ١٧٧ ، وهمع الهوامع ٢ / ٦.

(١) البيت لعدى بن زيد فى ديوانه ص ١٥٨ ، والإنصاف ٢ / ٥٨٨ ، وخزانة الأدب ١٠ / ٢٢٤ ، ولسان العرب (كمى) ، وبلا نسبة فى لسان العرب (كيا) ، ومجالس ثعلب ص ١٥٤.

(٢) البيت لامرئ القيس فى ديوانه ص ١٨ ، وخزانة الأدب ٢ / ٣٢٦ ، ٣ / ٢٧١ ، وشرح شواهد المغنى ٢ / ٥٧٤ ، ٧٨٢ ، وشرح عمدة الحافظ ص ٢٧٢ ، والمقاصد النحوية ٣ / ٣٣٨ ، وبلا نسبة فى أوضح المسالك ٣ / ٧٥ ، وشرح الأشمونى ٢ / ٣٠٠ ، وشرح شذور الذهب ص ٤١٥.

(٣) التمائم : ما يعلق على الصبى من تعاويذ. (اللسان ـ تمم).

(٤) المغيل : يقال أغالت المرأة ولدها ، وأغيلته : سقته الغيل ـ اللبن ترضعه المرأة ولدها وهى تؤتى ، أو وهى حامل ـ ؛ فهى مغيل ومغيل ، وهو (ولدها) مغال ومغيل. (المقاييس ـ غيل).

والبيت فى ديوانه ص ١٢ ، والأزهية ص ٢٤٤ ، والجنى الدانى ص ٧٥ ، وجواهر

٣٧٠

ومثال الجر بها مضمرة بعد «بل» قول الراجز : [من الرجز]

بل بلد ملء الفجاج قتمه (١)

ومثال الجر بها مضمرة دون الواو والفاء و «بل» قول الشاعر : [من الخفيف]

رسم (٢) دار وقفت فى طلله (٣)

كدت أقضى الحياة من جلله (٤)

وقد فهم هذا من قولى :

ودونهنّ جرّ «رسم دار»

وفيه بانت حجّة الإضمار

(ص)

وقد يجرّ بسوى (ربّ) لدى

حذف وفى (الله) يمينا عهدا

[وهو ضعيف وبإثر كلّا

يقوى قليلا ، ويصير سهلا] (٥)

__________________

الأدب ص ٦٣ ، وخزانة الأدب ١ / ٣٣٤ ، والدرر ٤ / ١٩٣ ، وشرح أبيات سيبويه ١ / ٤٥٠ ، وشرح شذور الذهب ٤١٦ ، وشرح شواهد المغنى ١ / ٤٠٢ ، ٤٦٣ ، والكتاب ٢ / ١٦٣ ، ولسان العرب ، (رضع) ، (غيل) ، والمقاصد النحوية ٣ / ٣٣٦ ، وتاج العروس (غيل) ، وبلا نسبة فى أوضح المسالك ٣ / ٧٣ ، ورصف المبانى ص ٣٨٧ ، وشرح الأشمونى ٢ / ٢٩٩ ، وشرح ابن عقيل ص ٣٧٢ ، ومغنى اللبيب ١ / ١٣٦ ، ١٦١ ، وهمع الهوامع ٢ / ٣٦ ، وتاج العروس (باب الألف اللينة «الفاء» (وفيه «محول» مكان «مغيل».

(١) الرجز لرؤبة فى ديوانه ١٥٠ ، والدرر ١ / ١١٤ ، ٤ / ١٩٤ ، وشرح شواهد الإيضاح ص ٣٧٦ ، ٤٣١ ، ٤٤٠ ، وشرح شواهد المغنى ١ / ٣٤٧ ، ولسان العرب (ندل) ، (بهرم) ، وبلا نسبة فى الإنصاف ص ٢٢٥ ، وجواهر الأدب ص ٥٢٩ ، ورصف المبانى ص ١٥٦ ، وشرح الأشمونى ٢ / ٢٩٩ ، وشرح شذور الذهب ص ٤١٧ ، وشرح ابن عقيل ص ٣٧٣ ، وشرح عمدة الحافظ ص ٢٧٣ ، وشرح المفصل ٨ / ١٠٥ ، ومغنى اللبيب ١ / ١١٢ ، وهمع الهوامع ٢ / ٣٦ ، وتهذيب اللغة ٦ / ٥١٢ ، والمخصص ١٦ / ١٠٢.

(٢) الرسم : أثر الشىء. (المقاييس ـ رسم).

(٣) الطلل : الشاخص من آثار الدار. (القاموس ـ طلل).

(٤) البيت لجميل بثينة فى ديوانه ص ١٨٩ ، والأغانى ٨ / ٩٤ ، وأمالى القالى ١ / ٢٤٦ ، وخزانة الأدب ١٠ / ٢٠ ، والدرر ٤ / ٨٤ ، ١٩٩ ، وسمط اللآلى ص ٥٥٧ ، وشرح التصريح ٢ / ٢٣ ، وشرح شواهد المغنى ١ / ٣٩٥ ، ٤٠٣ ، ولسان العرب (جلل) ، وتاج العروس (جلل) ، ومغنى اللبيب ص ١٢١ ، والمقاصد النحوية ٣ / ٣٣٩ ، وكتاب العين ٧ / ٤٠٥ ، وبلا نسبة فى الإنصاف ١ / ٣٧٨ ، وأوضح المسالك ٣ / ٧٧ ، والجنى الدانى ص ٤٥٤ ، ٤٥٥ ، والخصائص ١ / ٢٨٥ ، ٣ / ١٥٠ ورصف المبانى ص ١٥٦ ، ١٩١ ، ٢٥٤ ، ٥٢٨ ، وسر صناعة الإعراب ١ / ١٣٣ ، وشرح الأشمونى ٢ / ٣٠٠ ، وشرح ابن عقيل ص ٣٧٣ ، وشرح عمدة الحافظ ص ٢٧٤ ، وشرح المفصل ٣ / ٨٢ ، ٧٩ ، ٨ / ٥٢ ، ومغنى اللبيب ص ١٣٦ ، وهمع الهوامع ٢ / ٣٧.

(٥) سقط فى «أ»

٣٧١

من بعد (ها) أو (آ) وقطع الهمز قد

يغنى وتعويض بذاك يعتمد

وقد يجرّ دون تعويض ومن

ينصبه حينئذ فما وهن

(ش) قالوا فى اليمين «ها الله» بإثبات ألف «ها» وحذفها. و «آلله» بهمزة ممدودة كهمزة الاستفهام ، وخفضوا (١).

ومنه قراءة بعض السلف (٢) : (وَلا نَكْتُمُ شَهادَةَ اللهِ) [المائدة : ١٠٦] ، بالتنوين والمد والخفض ، ومن النحويين من ينسب الخفض إلى حرف الجر المحذوف.

ومنهم من ينسبه إلى المجعول عوضا.

وقد يستغنون عند الحذف بقطع الهمزة ؛ كقول بعضهم : «أفألله لأفعلن».

وربما جر هذا الاسم دون تعويض ، والمعروف حين لا يعوضون النصب ؛ كما يفعل بغيره حين يحذف الجار ؛ كقول الشاعر : [من الوافر]

إذا ما الخبز تأدمه بلحم

فذاك أمانة الله الثّريد (٣)

فلهذا قلت :

 ... ومن

ينصبه حينئذ فما وهن

أى : فما ضعف رأيه.

(ص)

وبعد (كم) مجرورة جرّ بـ (من)

محذوفة فى غير إخبار قمن

والنّصب جوز فهو أصل كـ «بكم

فقيه ، او فقيها اعتنى الحكم»

(ش) لما ذكرت حذف الحرف المجرور به «الله» محلوفا به ، رأيت أن أردف ذلك بما يماثله فى الحذف الذى لا يقتصر فيه على المسموع :

فمن ذلك حذف «من» بعد «كم» الاستفهامية ، إذا دخل عليها حرف جر ؛ كقولى :

 ... (بكم

فقيه ... اعتنى الحكم)

فجر «فقيه» وشبهه بـ «من» مضمرة ؛ وهو مذهب الخليل وسيبويه (٤) وأكثر النحويين.

__________________

(١) ينظر : سر صناعة الإعراب : ١ / ١٤٩.

(٢) فى أ: بعض القراء.

(٣) البيت بلا نسبة فى شرح المفصل ٩ / ٩٢ ، ١٠٢ ، ١٠٤ ، والكتاب ٣ / ٦١ ، ولسان العرب (أدم).

(٤) قال سيبويه : وسألته عن قوله : على كم جذع بيتك مبنى؟ فقال : القياس النصب ، وهو قول عامة الناس ؛ فأما الذين جروا فإنهم أرادوا معنى من ؛ ولكنهم حذفوها ههنا تخفيفا على ـ

٣٧٢

وزعم ابن بابشاذ أنه ليس مذهب المحققين ، ورد عليه ابن خروف ، وجعل كلامه فى ذلك فاسدا وقال : «هو نص كلامهم إلا الزجاج (١) ـ وحده ـ فإن ابن النحاس حكى عنه أنه كان يجعل الخفض بـ (كم) نفسها» ، قال ابن خروف : «ولا يمكن الخفض بها ؛ لأنها بمنزلة عدد ينصب مميزه ؛ وذلك لا يجر مميزه بإضافة ، فكذا ما أقيم مقامه».

(ص)

ونحو : (مرّ بغلام صالح

إلا غلام صالح فطالح)

و (امرر بأيّهم أجلّ إن أبى

زيد وإن سعيد المرجّب)

حكاه يونس ، وعمرو قرّره

وجرّ بعد (إن) بباء مضمره

(ش) حكى سيبويه (٢) : «مررت برجل صالح إلا صالحا فطالح ، وإلّا صالحا فطالحا» ، وقدره : إلا يكن صالحا فهو طالح ، وإلا يكن صالحا فقد لقيته طالحا ؛ فنصب «طالحا» على الحال.

وحكى يونس : «إلّا صالح فطالح» على تقدير : إلا أمر بصالح فقد مررت بطالح ، وأجاز : «امرر بأيّهم هو أفضل إن زيد وإن عمرو» ، على معنى : إن مررت بزيد ، وإن مررت بعمرو.

وجعل سيبويه إضمار هذه الباء بعد «إن» أسهل من إضمار «ربّ» بعد الواو ؛ فعلم أن إضمار الجار فى هذا النوع غير قبيح.

__________________

ـ اللسان ، وصارت على عوضا منها. ينظر : الكتاب ٢ / ١٦٠.

(١) إبراهيم بن السرىّ بن سهل أبو إسحاق الزّجّاج قال الخطيب : كان من أهل الفضل والدين ، حسن الاعتقاد ؛ جميل المذهب. كان يخرط الزجاج ، ثم مال إلى النحو ، فلزم المبرّد.

وله من التصانيف : معانى القرآن ، الاشتقاق ، خلق الإنسان ، فعلت وأفعلت ، مختصر النحو ، خلق الفرس ، شرح أبيات سيبويه ، القوافى ، العروض ، النوادر ، تفسير جامع المنطق ، وغير ذلك. مات فى جمادى الآخرة سنة إحدى عشرة وثلاثمائة. وسئل عن سنه عند الوفاة ، فعقد سبعين.

ينظر : بغية الوعاة (١ / ٤١١ ـ ٤١٣).

(٢) قال سيبويه : «ومن ذلك ـ أيضا ـ قولك : مررت برجل صالح ، وإن لا صالحا فطالح ، ومن العرب من يقول : إن لا صالحا فطالحا ، كأنه يقول : إن لا يكن صالحا فقد مررت به أو لقيته طالحا» ينظر : الكتاب : ١ / ٢٦٢.

٣٧٣

(ص)

والجرّ بالمحذوف فاش إن تلا

مماثلا كقولك بعض من خلا

(أوصيت من برّة قلبا حرّا

بالكلب خيرا ، والحماة شرّا)

فى نحو : (جئ بزيد او عمرو ولو

كليهما) البا بعد (لو) فيه نووا

وبعد تخصيص ، أو الهمز يرى

سعيد الجرّ بحرف أضمرا

ك (اسم) اثر (انطلق بها) و (هلّا

زيد) لقائل : (لذ بعبد الأعلى)

[وما سوى ذلك فى الكلام] (١)

فذو شذوذ كـ (ارتقى الأعلام)

(ش) إذا وقع بعد غير مجرور ، ومجرور بحرف عاطف عليهما ـ جاز أن يجاء بالمجرور محذوف العامل ، ومنه قوله ـ تعالى ـ : (وَفِي خَلْقِكُمْ وَما يَبُثُّ مِنْ دابَّةٍ آياتٌ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهارِ وَما أَنْزَلَ اللهُ مِنَ السَّماءِ مِنْ رِزْقٍ) [الجاثية : ٤ ـ ٥] ، ومنه قول الشاعر : [من البسيط]

أخلق بذى الصّبر أن يحظى بحاجته

ومدمن القرع للأبواب أن يلجا (٢)

وكذا قول الراجز : [من الرجز]

أوصيت من برّة قلبا حرّا

بالكلب خيرا والحماة شرّا (٣)

وكذا قولى :

 ... جئ بزيد او عمرو ولو

كليهما ...

ويجوز فى «كليهما» ونحوه ـ أيضا ـ النصب ، بإضمار فعل ناصب ، والرفع بإضمار فعل رافع ؛ ذكر هذا الأصل الأخفش فى المسائل ؛ قال : «ويقال : مررت بزيد فتقول :

أزيد بن عمرو؟ ويقال : جئت بدرهم فيقال : هلا دينار؟» ، قال : «وهذا كثير» هذا نصه.

قلت : ومثل «أزيد بن عمرو؟» بعد قول القائل : «مررت بزيد» ، قولك لمن قال : «انطق بكلمة» : «اسم أم فعل؟» ، ومثل قولك لمن قال : «جئت بدرهم» : «هلّا دينار» : قولك لمن قال : «لذ بعبد الأعلى» : «هلّا زيد».

__________________

(١) فى أ: وغير ذى وما لدى الإقسام.

(٢) البيت لمحمد بن يسير فى الأغانى ١٤ / ٤٠ ، وشرح ديوان الحماسة للمرزوقى ص ١١٧٥ ، والشعر والشعراء ص ٨٨٣ ، وبلا نسبة فى شرح الأشمونى ٢ / ٣٠١ والعقد الفريد ١ / ٧٠.

(٣) الرجز لأبى النجم العجلى فى الكامل ٣ / ٩٥ ، معاهد التنصيص ١ / ٩ وبلا نسبة فى الدرر المصون ٦ / ١٢٣.

٣٧٤

وأشرت بقولى :

وما سوى ذلك ...

إلى نحو قول الشاعر : [من الكامل]

وكريمة من آل قيس ألفته

حتّى تبذّخ (١) فارتقى الأعلام (٢)

أراد : إلى الأعلام فحذف «إلى» وأبقى عملها دون دليل.

[وما فى القسم يأتى ، إن شاء الله تعالى.] (٣)

(ص)

والفصل بين حرف جرّ والّذى

جرّ به لدى اضطرار احتذى

كقوله : (فى اليوم عمرو) بعد (لا

خير) و (بالخرق الهبوع) نقلا

(ش) المشهور عند النحويين كلامهم فى الفصل بين المضاف والمضاف إليه ، وكما فصل بين المضاف والمضاف إليه ، فصل بين حرف الجر والمجرور به إلا أنه قليل ؛ ومنه قول الشاعر أنشده أبو عبيدة : [من الخفيف]

إنّ عمرا لا خير فى ـ اليوم ـ عمرو

إنّ عمرا مخبّر الأحزان (٤)

ففصل بـ «اليوم» بين «فى» و «عمرو». وقال الفرزدق : [من الطويل]

وإنّى لأطوى الكشح (٥) من دون من طوى

وأقطع بالخرق (٦) الهبوع المراجم (٧)

أراد : وأقطع الخرق بالهبوع المراجم ، والهبوع : البعير الماد عنقه فى السير.

والمراجم : الذى يخبط الأرض بقوائمه.

وحكى الكسائى فى الاختيار : الفصل بالقسم بين حرف الجر والمجرور ، نحو : «اشتريته بوالله درهم» ، أراد : بدرهم والله.

__________________

(١) البذخ : العلو والتعظم. (المقاييس ـ بذخ).

(٢) البيت بلا نسبة فى الدرر ٤ / ١٩٢ ، وشرح الأشمونى ٢ / ٣٠٠ ، وشرح ابن عقيل ص ٣٧٥ ، ولسان العرب (ألف) ، والمقاصد النحوية ٣ / ٣٤١ ، وهمع الهوامع ٢ / ٣٦.

(٣) سقط فى «أ».

(٤) البيت بلا نسبة فى شرح الأشمونى ٢ / ٣٠٢ ، والدرر ٤ / ٢٠١ ، وهمع الهوامع ٢ / ٣٧.

(٥) الكشح : الخصر (المقاييس ـ كشح).

(٦) الخرق : المفازة ؛ لأن الرياح تخترقها. (المقاييس ـ خرق).

(٧) البيت ليس فى ديوانه وهو بلا نسبة فى الدرر ٤ / ٢٠٢ ، ولسان العرب (هبع) ، وهمع الهوامع ٢ / ٣٧.

٣٧٥

باب القسم

(ص)

جملة اسميّة او فعليّه

للقسم اجعل قاصدا أليّه

نحو : (علىّ عهده) و (أقسم

به) وجملة الجواب تختم

وإن تكن من جمل الأسماء

مثبتة فاللّام قبل جاء

أو (إنّ) نحو (قسمى الله لذا

أو إنّه برّ بعيد من أذى)

وإن تصدّر بمضارع ثبت

مستقبلا فالنّون إيّاه تلت

واللّام قبل ، وهى ـ وحدها ـ ترد

مع حرف تنفيس ، وإن حال قصد

أو قارنت معموله كـ (لإلى)

من قبل (تحشرون) ذو (الله) تلا

إفرادها فى غير (ذى) شذّ وفى

(مرّة أثأرنّ) بالنّون اكتفى

(ش) القسم جملة يجاء بها لتوكيد جملة ، وترتبط إحداهما بالأخرى ارتباط جملتى الشرط والجزاء. وكلتاهما اسمية ، وفعلية.

والمؤكدة هى الأولى ، والمؤكدة هى الثانية ، وهى المسماة جوابا ؛ ولذلك قلت :

 ...

وجملة الجواب تختم

وجعلت :

 ... «علىّ عهده»

 ...

مثالا للجملة الاسمية.

 ... و «أقسم

به» ...

مثالا للجملة الفعلية.

ونبهت على أن جملة الجواب إن كانت اسمية مثبتة لزمها اللام ، أو «إنّ» نحو : «والله لزيد ذا» و (لعمرك إنّه بعيد من أذى».

ثم نبهت على أن جملة الجواب إن صدرت بفعل مضارع مثبت مستقبل ، صحب اللام ، وإحدى نونى التوكيد كقوله ـ تعالى ـ : (وَلَئِنْ لَمْ يَفْعَلْ ما آمُرُهُ لَيُسْجَنَنَّ وَلَيَكُوناً مِنَ الصَّاغِرِينَ) [يوسف : ٣٢].

ثم نبهت بقولى :

 ... وهى وحدها ترد

 ...

٣٧٦

على أن اللام تنفرد مع ما قرن بحرف التنفيس ؛ كقول الشاعر : [من الخفيف]

فو ربّى لسوف يجزى الذى أس

لفه المرء سيّئا أو جميلا (١)

ومع ما أريد به الحال نحو : «والله لأظنّك صادقا».

ومع معمول ما قدم معموله ؛ كقوله ـ تعالى ـ : (وَلَئِنْ مُتُّمْ أَوْ قُتِلْتُمْ لَإِلَى اللهِ تُحْشَرُونَ) [آل عمران : ١٥٨] ؛ وكقول الشاعر : [من الكامل]

قسما لحين تشبّ نيران الوغى

يلفى لدىّ شفاء كلّ غليل

و «ذو» من قولى :

 ...

 ... ذو «الله» تلا

بمعنى «الذى». ثم أشرت بقولى :

إفرادها فى غير ذى شذّ ...

 ...

إلى أن انفراد اللام إذا لم يكن المضارع مقترنا بحرف تنفيس ولا مقدما معموله ، ولا مرادا به الحال ـ شاذ ، وكذلك انفراد النون :

فمن انفراد اللام شذوذا قول الشاعر : [من الطويل]

تألّى ابن أوس حلفة ليردّنى

على نسوة كأنّهنّ مفائد (٢)

وأنشد الفراء فى كتاب «المعانى» : [من الطويل]

لئن تك قد ضاقت عليكم بيوتكم

ليعلم ربّى أنّ بيتى واسع (٣)

ومن انفراد النون قول الآخر : [من الكامل]

وقتيل مرّة أثأرنّ فإنّه

فرغ (٤) وإنّ أخاكم لم يثأر (٥)

__________________

(١) البيت بلا نسبة فى شرح التصريح ٢ / ٢٠٤.

(٢) المفائد : جمع مفأد ، يقال : فأدت اللحم : شويته. (المقاييس ـ فأد).

والبيت لزيد الفوارس الحصين بن ضرار الضبى فى خزانة الأدب ١٠ / ٦٥ ، والدرر ٤ / ٢٢٤ ، وشرح ديوان الحماسة للمرزوقى ص ٥٥٧ ، وبلا نسبة فى رصف المبانى ص ٢٠ ، وشرح قطر الندى ص ٢٢٤ ، والمقرب ١ / ٢٠٦.

(٣) البيت للكميت بن معروف فى ديوانه ص ١٧٢ ن وخزانة الأدب ١٠ / ٦٨ ، ٧٠ ، ١١ / ٣٣١ ، ٣٥١ ، ٤٢٩ ، وبلا نسبة فى شرح الأشمونى ٢ / ٤٩٦ ، ٣ / ٥٩٥ ، وشرح التصريح ٢ / ٢٥٤ ، والمقاصد النحوية ٤ / ٣٢٧.

(٤) يقال : ذهب دمه فرغا أى : باطلا لم يطلب به. (المقاييس : فرغ).

(٥) البيت لعامر بن الطفيل فى ديوانه ص ٥٦ ، وخزانة الأدب ١٠ / ٦٠ ، ٦٥ ، والدرر ٤ / ٢٢٦ ، وشرح شواهد المغنى ٢ / ٩٣٥ ، ومغنى اللبيب ٢ / ٦٤٥ ، وبلا نسبة فى رصف المبانى ص ٢٤٠ ، وهمع الهوامع ٢ / ٤٢.

٣٧٧

(ص)

والماضى مثبتا مصرّفا يلى

(لقد) كذا (لربّما ـ أيضا ـ ولى)

أو (لبما) واللّام حسب قد ترد

وأفردت حتما لتصريف فقد

أو سبق معمول وقد يعرى لدى

طول كلام مع تصرّف بدا

ويكتفى بـ (قد) (قد أفلح من)

وذا بلا استطالة غير حسن

وقد يلى مضارع (قد) أو (بما)

أو (ربّما) إذا مضيّا أفهما

وإن يك الجواب منفيّا فلا

توقعه إلّا بعد (ما) و (إن) و (لا)

والماضى لفظا آتيا معنى نفى

بأخوى (ما) وب (ما) قد ينتفى

وحذف ما ينفى المضارع اشتهر

ومع سواه دون لبس ذا ندر

ومع حذف قسم قد يحذف

نافى مضارع بحيث يعرف

وشذّ (لن) و (لم) جوابا و (لما)

نفيا وترك اللّام فى النّثر الزما

إذا صدرت جملة الجواب بفعل ماض متصرف مثبت ، فحقه أن يقترن باللام و «قد» ؛ ـ كقوله تعالى ـ : (تَاللهِ لَقَدْ آثَرَكَ اللهُ عَلَيْنا) [يوسف : ٩١] ، أو باللام و «ربّما» ؛ كقول قيس العامرى : [من الطويل]

لئن نزحت دار لليلى لربّما

غنينا بخير والدّيار جميع (١)

أو باللام و «بما» بمعنى «ربّما» ؛ كقول عمر بن أبى ربيعة : [من مجزوء الخفيف]

فلئن بان أهله

لبما كان يؤهل (٢)

ثم نبهت بقولى :

 ... واللّامحسب قد ترد

 ...

على أن الماضى المجاب به إذا كان مثبتا متصرفا قد يقرن باللام وحدها ؛ كقوله ـ تعالى ـ : (وَلَئِنْ أَرْسَلْنا رِيحاً فَرَأَوْهُ مُصْفَرًّا لَظَلُّوا مِنْ بَعْدِهِ يَكْفُرُونَ) [الروم : ٥١] ، وكقول امرأة من الصحابة ـ رضى الله عنها ـ : «فو الله لنزل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم إلى الصبح فأناخ» (٣).

__________________

(١) البيت لقيس بن ذريح فى الدرر ٤ / ٢٢٨ ، وليس فى ديوانه ، وبلا نسبة فى تخليص الشواهد ص ٤٨٨ ، وخزانة الأدب ١٠ / ٧٦ ، ١١ / ٣٤٤ ، وهمع الهوامع ٢ / ٤٢.

(٢) البيت فى ديوانه ص ٢٤٠ ، والدرر ٤ / ٢٢٨ ، وبلا نسبة فى همع الهوامع ٢ / ٤٢.

(٣) أخرجه أحمد (٦ / ٣٨٠) ، وأبو داود (١ / ١٣٦) : كتاب الطهارة : باب الاغتسال من

٣٧٨

ثم نبهت بقولى :

 ...

وأفردت حتما لتصريف فقد

على وجوب انفراد اللام لعدم تصرف الفعل الماضى ؛ كقول الشاعر : [من المتقارب]

لعمرى لنعم الفتى مالك

إذا الحرب أصلت لظاها رجالا (١)

وعلى وجوب انفرادها لتقدم معمول الفعل ؛ كقول أم حاتم الطائى : [من الطويل]

لعمرى لقدما عضّنى الجوع عضّة

فآليت ألا أمنع الدّهر جائعا (٢)

ثم نبهت بقولى :

 ... وقد يعرى لدى

طول كلام مع تصرّف بدا

إلى نحو قوله ـ تعالى ـ : (قُتِلَ أَصْحابُ الْأُخْدُودِ) [البروج : ٤].

ثم أشرت إلى اقترانه عند الاستطالة بـ «قد» ـ وحدها ـ كقوله ـ تعالى ـ : (قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاها) [الشمس : ٩].

ولو جىء دون استطالة بفعل ماض مجرد كـ «قتل» ، أو مقرون بـ «قد» ـ وحدها ـ كـ «قد أفلح» ـ لم يحسن.

ثم قلت :

وقد يلى مضارع «قد» أو «بما»

أو «ربّما» إذا مضيّا أفهما

فأشرت بذلك إلى قول الشاعر : [من الوافر]

لئن أمست ربوعهم يبابا (٣)

لقد تدعو الوفود لها وفودا (٤)

وإلى قول عمر بن أبى ربيعة : [من الكامل]

فلئن تغيّر ما عهدت وأصبحت

صدفت فلا بذل ولا ميسور

__________________

الحيض ، (٣١٣) ، وابن سعد فى الطبقات (٨ / ٢٢٧) ، والبيهقى فى السنن (٢ / ٤٠٧) من حديث امرأة من بنى غفار. ووقع فى طبقات ابن سعد اسمها : أمية بنت قيس أبى الصلت الغفارية. أسلمت وبايعت بعد الهجرة وشهدت مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم خيبر.

(١) البيت بلا نسبة فى شرح التسهيل ٣ / ٢١٣.

(٢) ينظر خزانة الأدب ١٠ / ٧٧ ، الارتشاف ص ٧٧٥.

(٣) يباب : خراب. (القاموس ـ يبب).

(٤) البيت بلا نسبة فى الدرر ٤ / ٢٢٩ ، وهمع الهوامع ٢ / ٤٢.

٣٧٩

لبما تساعف فى اللّقاء ولبّها

فرح بقرب مزارنا مسرور (١)

وإلى قول مطيع بن إياس : [من الخفيف]

فلئن صرت لا تحير جوابا

لبما قد ترى وأنت خطيب (٢)

فلما انتهى الكلام على الجواب المثبت ، أخذت أبين الجواب المنفى ؛ فنبهت على أنه لا ينفى إلا بـ «ما» أو «إن» أو «لا». ولا فرق فى ذلك بين الجملة الاسمية ، والجملة الفعلية ، إلا أن الاسمية إذا نفيت بـ «لا» وقدم الخبر ، أو كان المخبر عنه معرفة ، لزم تكرارها فى غير الضرورة ؛ نحو : «والله لا زيد فى الدّار ، ولا عمرو» ، و «لعمرى لا أنا هاجرك ولا مهينك».

ثم قلت :

والماض لفظا آتيا معنى نفى

بأخوى «ما» وب «ما» قد ينتفى

فنبهت على قولهم : «تالله لا زرتك» ، و «والله إن كلّمتك» بمعنى : لا أزورك وإن أكلمك.

ومن الأول قول الشاعر :

ردوا فو الله لا زدناكم أبدا

ما دام فى مائنا ورد لنزّال (٣)

ومن الثانى قوله ـ تعالى ـ : (إِنْ أَمْسَكَهُما مِنْ أَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ) [فاطر : ٤١].

وأشرت بقولى :

 ...

 ... وب «ما» قد ينتفى

إلى قوله ـ تعالى ـ : (ما تَبِعُوا قِبْلَتَكَ) [البقرة : ١٤٥] بمعنى : لا يتبعون ، وجعل الفراء هذا من إجراء «لئن» مجرى «لو» كما أجريت مجراها فى قوله ـ تعالى ـ : (وَلَئِنْ أَرْسَلْنا رِيحاً فَرَأَوْهُ مُصْفَرًّا لَظَلُّوا مِنْ بَعْدِهِ يَكْفُرُونَ) [الروم : ٥١].

«ثم نبهت على اشتهار حذف ما ينفى المضارع ، نحو :

«والله أقوم» بمعنى : والله لا أقوم ، وجاز ذلك للعلم بأن الإثبات غير مراد ؛ لأنه

__________________

(١) البيتان بلا نسبة فى خزانة الأدب ١٠ / ٨٦ ، والدرر ٤ / ٢٣٠ ، وهمع الهوامع ٢ / ٤٢.

(٢) البيت لصالح بن عبد القدوس فى خزانة الأدب ١٠ / ٢٢١ ، ٢٢٢ ، والدرر ٤ / ٢٠٣ ، ولمطيع بن إياس فى أمالى القالى ١ / ٢٧١ ، وشرح شواهد المغنى ص ٧٢٠ ، وبلا نسبة فى مغنى اللبيب ص ٣١٠ ، والمقاصد النحوية ٣ / ٣٤٧ ، وهمع الهوامع ٢ / ٣٨.

(٣) البيت بلا نسبة فى شرح التسهيل ١ / ٣٠ ، الدرر ١ / ٧٩ ، والهمع ١ / ٩ ، والارتشاف ٧٥٧٥.

٣٨٠