شرح الكافية الشّافية - ج ١

أبي عبد الله جمال الدين محمّد بن عبد الله بن محمّد بن مالك الطائي الجياني الشافعي

شرح الكافية الشّافية - ج ١

المؤلف:

أبي عبد الله جمال الدين محمّد بن عبد الله بن محمّد بن مالك الطائي الجياني الشافعي


المحقق: علي محمّد معوّض
الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: دار الكتب العلميّة
الطبعة: ١
ISBN: 2-7451-2874-4
الصفحات: ٥٨٣
الجزء ١ الجزء ٢

وبعض العرب يرفع ما بعد هذا الضمير بمقتضى الخبرية وكون الضمير مبتدأ ، فيقرءون : «إن ترنى أنا أقلّ منك» (١) و «تجدوه عند الله هو خير» (٢) ـ بالرفع ـ ومنه قراءة عبد الله بن مسعود رضى الله عنه : (وَلكِنْ كانُوا هُمُ الظَّالِمِينَ)(٣) [الزخرف : ٧٦].

وقولى :

 ... وذا انتخب

إن لمغايرة الثّانى نسب

أشرت به إلى كل ما كان الثانى فيه غير الأول نحو : «كان زيد هو القائمة جاريته» فإن البصريين يلتزمون فيه الرفع.

فإن قلت : «كان زيد هو القائم الجارية» أجازوا النصب.

فصل العلم

(ص)

ما عيّن المعنى بلا قيد علم

نحو : (سعيد) و (عماد) و (حكم)

__________________

(١) وقرأ عيسى بن عمر «أقلّ» بالرفع ويتعين أن يكون «أنا» مبتدأ و «أقل» خبره ، والجملة إما فى موضع المفعول الثانى وإما فى موضع الحال. ينظر الدر (٤ / ٤٥٨).

(٢) هو «خيرا) العامة على نصب «الخير» مفعولا ثانيا و «هو» إما تأكيد للمفعول الأول أو فضلة وجوز أبو البقاء : أن يكون بدلا وهو غلط لأنه كان يلزم أن يطابق ما قبله فى الإعراب فيقال :

إياه وقرأ أبو السمال وابن السميفع «الخير» على أن يكون «هو» مبتدأ و «الخير» خبرا والجملة مفعول ثانيا لـ «تجدوه» قال أبو زيد هى لغة تميم يرفعون ما بعد الفصل وأنشد سيبويه :

تحن إلى ليلى وأنت تركتها ششش وكنت عليها بالملا أنت أقدر

والقوافى مرفوعة ويروى «أقدرا» بالنصب. قال الزمخشرى : و «هو» فصل وجاز وإن لم يقع بين معرفتين لأن أفعل من أشبه فى امتناعه من حرف التعريف المعرفة ، قلت :

هذا هو المشهور ، وبعضهم يجوزه فى غير أفعل من النكرات.

ينظر الدر (٦ / ٤١٠).

(٣) العامة على (الياء) خبرا لكان و (هم) إما فصل وإما توكيد. وقرأ عبد الله وأبو زيد النحويان «الظالمون» على أن «هم» مبتدأ و «الظالمون» خبره ، والجملة خبر كان وهى لغة تميم. قال أبو زيد : سمعتهم يقرأون «تجدوه عند الله هو خير وأعظم أجرا» بالرفع. وقال قيس بن ذريح :

تحن إلى ليلى وأنت تركتها

وكنت عليها بالملا أنت أقدر

برفع أقدر ، وأنت فصل أو توكيد ، قال سيبويه : بلغنا أن رؤبة كان يقول : «أظن زيدا هو خير منك» يعنى بالرفع.

ينظر : الدر المصون (٦ / ١٠٧) ، مختصر ابن خالويه ص ١٣٦.

١٠١

(ش) كل اسم معرفة فهو معين لمدلوله ، أى : مبين لحقيقته تبيينا يجعله كالمنظور إليه عيانا ؛ إلا أن غير العلم يعين مسماه بقيد ، والعلم يعين مسماه دون قيد ؛ ولذلك لا يختلف التعبير عن الشخص المسمى «زيدا» بحضور ولا غيبة ؛ بخلاف التعبير عنه بـ «أنت» و «هو».

(ص)

فإن خلا من سابق استعمال

ك (مذحج) فانسبه لارتجال

وما سوى المرتجل المنقول

نحو (ثقيف) هكذا (سلول)

(ش) العلم على ضربين : مرتجل ومنقول.

فالمرتجل : ما لم يعرف له استعمال فى غير العلمية كـ «مذحج» ؛ وهو أبو قبيلة من العرب.

والمنقول : ما استعمل قبل العلمية ثم تجدد جعله علما.

فمنه : ما كان صفة كـ «ثقيف» ـ وهو الدّرب بالأمور الظافر بالمطلوب ـ وك «سلول» وهو الكثير السل.

ومنه : ما كان اسم عين شائعا كـ «أسد» و «ثور».

ومنه : ما كان فعلا ماضيا كـ «أبان» و «شمّر».

ومنه : ما كان فعلا مضارعا كـ «يزيد» و «يشكر».

ومنه : ما كان جملة كـ «برق نحره» و «تأبّط شرّا».

وقد يكون أحد جزأى الجملة المسمى بها مستترا فتعامل معاملة الجملة المصرح بجزأيها ولا تتأثر بالعوامل ؛ ومنه قول الراجز من رواية أبى العباس أحمد بن يحيى (١) ثعلب : [من الرجز]

نبّئت أخوالى بنى يزيد

__________________

(١) هو أحمد بن يحيى بن زيد بن سيار الشيبانى بالولاء ، أبو العباس ، المعروف بثعلب ، إمام الكوفيين فى النحو واللغة ، وكان رواية للشعر ، محدثا ، مشهورا اللهجة بالحفظ وصدق اللهجة.

من مصنفاته : الفصيح ، المصون فى النحو ، اختلاف النحويين ، معانى القرآن ، القراءات ، غريب القرآن ، إعراب القرآن ، وغيرها. ينظر : بغية الوعاة (١ / ٣٩٦ ـ ٣٩٨) ، نزهة الألبا (٢٩٣) ، تذكرة الحفاظ (٢ / ٢١٤) ، الأعلام (١ / ٢٦٧).

١٠٢

ظلما علينا لهم فديد (١)

(ص)

وكنية ـ أيضا ـ يرى ولقبا

ومفردا يأتيك أو مركّبا

(ش) الكنية من الأعلام : كـ «أبى عمرو» و «أمّ سلمة».

واللقب : كـ «بطّة» و «أنف النّاقة».

والمفرد : ما لا تركيب فيه.

والمركب : إما جملة ؛ وقد ذكرت.

وإما مضاف ومضاف إليه كـ «عبد الله».

أو اسمان نزل ثانيهما منزلة تاء التأنيث كـ «بعلبك» (٢) و «سيبويه».

إلا أن «بعلبكّ» معرب و «سيبويه» مبنى فى أجود اللغتين.

(ص)

والاسم قدّم إن يلاق اللّقبا

وأتبع ان بعضهما تركّبا

أو ركّبا معا وحيث أفردا

أضف وإن تتبع فلن تفنّدا

(ش) إذا كان لشخص اسم ولقب وذكرا معا ، قدم الاسم على اللقب.

ثم إن كانا مركبين أو كان أحدهما مفردا والآخر مركبا ـ جعل اللقب تابعا للاسم فى إعرابه : إما بدلا وإما عطف بيان كقولك : «هذا عبد الله عابد الكلب».

و «رأيت زيدا أنف النّاقة».

وإن كانا مفردين أضيف الاسم إلى اللقب بإجماع. وجاز عند الكوفيين جعل اللقب تابعا للاسم ؛ كقولك : «هذا سعيد كرز» و «رأيت سعيدا كرزا».

__________________

(١) الفديد : الصوت والجلبة. الوسيط (فدد).

والرجز لرؤبة فى ملحق ديوانه ص ١٧٢ ، وخزانة الأدب ١ / ٢٧٠ ، وشرح التصريح ١ / ١١٧ ، والمقاصد النحوية ١ / ٣٨٨ ، ٤ / ٣٧٠ ، وبلا نسبة فى أوضح المسالك ١ / ١٢٤ ، وشرح المفصل ١ / ٢٨ ، ولسان العرب (زيد) ، (فدد) ، (بقر) ، ومجالس ثعلب ص ٢١٢ ، ومغنى اللبيب ٢ / ٦٢٦ ، وتهذيب اللغة ١٤ / ٧٤ ، ومجمل اللغة ٤ / ٥٥ ، ومقاييس اللغة ٤ / ٤٣٨.

(٢) بعلبك بالشام معروف الأغلب عليها التأنيث ويجوز فى إعرابها الوجوه الثلاثة التى تجوز فى حضرموت أنشد المفضل فى تأنيثها :

لقد أنكرتنى بعلبك وأهلها

ولابن جريح كان فى حمص أنكرا

١٠٣

(ص)

ولم يخصّوا بالأناسى العلم

بل وضعه لكلّ مألوف أهمّ

ك (لاحق) و (شدقم) و (هيله)

و (واشق) و (واسط) و (أيله)

(ش) لما كان الباعث على التسمية بالأعلام تعيين المسمى ؛ وذلك مطلوب فى المألوفات كلها ـ لم يختص بالإنسان بل لكل ما يؤلف منها قسط كالخيل والإبل والغنم والكلاب والبلاد.

فـ «لاحق» : فرس و «شدقم» : جمل و «هيلة» : شاة و «واشق» : كلب و «واسط» : مدينة و «أيلة» : موضع معروف.

(ص)

ومن ضروب العلم اسم الجنس

أجروه كالشّخصى دون لبس

فالثّعلب اسم جنسه (ثعاله)

والذّئب ـ أيضا ـ اسمه (ذؤاله)

كذا (أسامة) اسم جنس للأسد

و (شبوة) العقرب فاحفظ ما ورد

وكلّ حكم ناله الشّخصى

فى لفظه يناله الجنسيّ

(ش) ذكر العلم الشخصى يحصل من المسمى به استحضار حلاه التى تلحقه بالحاضر المشار إليه.

فقول القائل : «رأيت زيدا» يقوم مقام : رأيت الشخص المتحلى بكذا وكذا.

فأرادت العرب أن تجعل [لجنس ما لا يؤلف] (١) شخصه علما يقوم ذكره مقام قيود يتميز بذكرها من بين الأجناس ، ويجرى فى اللفظ مجرى العلم المسمى به شخص ، فتوافقا فى الاستغناء عن حرف التعريف وعن الإضافة.

ومنعوه من الصرف إن كان فيه ما يؤثر مع العلمية الشخصية كـ «ثعالة» و «ذؤالة» فإن فيهما ما فى «طلحة» و «فضالة» من التأنيث والعلمية. وإن افترقا فى المعنى.

لأن العلم الشخصى يختص بشخص من جنسه ، وإن عرض فيه اشتراك فبتسمية أخرى.

والعلم الجنسى لا يختص بشخص من جنسه ، بل لكل واحد من أشخاص جنسه فيه نصيب ؛ إذ لا واحد أولى به من غيره.

__________________

(١) فى أ: الجنس ما يؤلف.

١٠٤

فصل الموصول

(ص)

ملزوم عائد وجملة وما

أشبهها موصول الاسما فاعلما

ك (الّذ) و (الّذ) و (الّذى) و (الّذى)

ومثل ذى اللّغات فى (الّتى) احتذى

(ش) الموصول من الأسماء : ما لزمه عائد وجملة أو شبهها.

فذكرت الأسماء تنبيها على أن بعض ما يسمى موصولا غير أسم وسيأتى ذكره.

وذكر العائد ليخرج ما يشارك الاسم الموصول فى الافتقار إلى جملة دون عائد ؛ كـ «إذا» و «حيث».

وذكر اللزوم ليخرج الموصوف بجملة نحو : «رجل يقول الحقّ محمود».

وذكر شبه الجملة تنبيها على أن الصلة قد تكون غير جملة صريحة نحو : الّذى عندك غير الّذى فى نفس المنطلق أبوه.

وبدئ بـ «الّذى» و «الّتى» ؛ لأنهما مستعملان فى كل لغة وفى كل مسمى.

ولأنهما كالأصل لغيرهما ؛ إذ ما وقع أحدهما موقعه علم أنه موصول وإلا فلا.

ولأن موصوليتهما لازمة فى الغالب ؛ بخلاف موصولية غيرهما.

وفيهما أربع لغات : تخفيف الياء وتشديدها ، وحذفها مع كسر ما قبلها ، وحذفها مع سكون ما قبلها.

قال الشاعر فى التشديد أنشده ابن الأنبارى فى أماليه عن الأصمعى : [من الوافر]

وليس المال فاعلمه بمال

وإن أرضاك إلا للّذىّ

ينال به العلاء ويصطفيه

لأقرب أقربيه وللقصىّ (١)

وقال رجل من طيئ فى حذف الياء وبقاء الكسرة : [من البسيط]

لا تعذل اللّذ لا ينفك مكتسبا

حمدا ، وإن كان لا يبقى ولا يذر (٢)

وقال آخر : [من الرجز]

والّذ لو شاء لكنت صخرا

__________________

(١) البيتان بلا نسبة فى الأزهية ص ٢٩٣ ، والإنصاف ٢ / ٦٧٥ ، وخزانة الأدب ٥ / ٥٠٤ ، ٥٠٥ ، والدرر ١ / ٢٥٥ ، ورصف المبانى ص ٧٦ ، ولسان العرب (ضمن) ، (لذا) ، وما ينصرف وما لا ينصرف ص ٨٣ ، وهمع الهوامع ١ / ٨٢ ، وتاج العروس (ضمن) ، (لذى).

(٢) انظر : خزانة الأدب ٢ / ٤٩٧ ، اللسان (لذا) ، الدرر (١ / ٥٥) ، شرح التسهيل (١ / ١٨٩).

١٠٥

أو جبلا أصمّ (١) مشمخرّا (٢)

ومثله : [من الكامل]

شغفت بك اللت تيمتك فمثل ما

بك ما بها من لوعة وغرام (٣)

وقال هميان بن قحافة فى تسكين الذال : [من الرجز]

أحمد ربّ النعمة اللذ تمت

نعماؤه على واستتبت

وقال آخر فى تسكين التاء : [من الخفيف]

أرضنا اللّت أوت ذوى الفقر والذ

ل ، فآضوا ذوى غنى واعتزاز (٤)

وقال آخر فى حذف الياء وتسكين ما قبلها : [من الرجز]

 ...

كالّذ تزبّى (٥) زبية فاصطيدا (٦)

واللغات الأربع مقولة فى «الّتى».

(ص)

وب (اللّذين) و (اللّتين) (ثنّيا)

وألفا فى الرّفع ـ أيضا ـ أعطيا

والنّون قد تشدّ منهما ومن

(ذين) و (تين) عوضا كى لا يهن

(ش) يقال : «جاء اللّذان ذهبا واللّتان ذهبتا».

و «مررت باللّذين ذهبا وباللّتين ذهبتا».

و «جاء ذان وتان» ، و «مررت بذين وتين».

أجريا مجرى مثنى المعرب.

__________________

(١) الأصم من الجبال والحجارة : الصلب المصمت. القاموس (صمم).

(٢) المشمخر : العالى المرتفع. الوسيط (شمخر).

والرجز بلا نسبة فى الأزهية ص ٢٩٢ ، والإنصاف ٢ / ٦٧٦ ، وخزانة الأدب ٥ / ٥٠٥ ، والدرر ١ / ٢٥٨ ، ورصف المبانى ص ٧٦ ، وهمع الهوامع ١ / ٨٢.

(٣) البيت بلا نسبة فى الدرر ١ / ٢٥٩ ، وهمع الهوامع ١ / ٨٢.

(٤) ينظر : شرح التسهيل ١ / ١٩٠.

(٥) تزبى اللحم وغيره وزبّاه : طرحه فى الزبية. والزبية : حفيرة يشتوى فيها ويختبز ، وحفرة فى موضع عال تغطى فوهتها ، فإذا وطئها الأسد وقع فيها. الوسيط (زبى).

(٦) الرجز لرجل من هذيل فى خزانة الأدب ١١ / ٤٢١ ، وشرح أشعار الهذليين ٢ / ٦٥١ ، وبلا نسبة فى لسان العرب (زبى) ، (ذا) ، والأزهية ص ٢٩٢ ، والإنصاف ٢ / ٦٧٢ ، وخزانة الأدب ٣١٦ ، ورصف المبانى ص ٧٦ ، وشرح المفصل ٣ / ١٤٠ ، وما ينصرف وما لا ينصرف ص ٨٣ ، وتهذيب اللغة ١٥ / ٤٠ ، وديوان الأدب ٤ / ١٣١ ، وتاج العروس (زبى) ، (لذا).

١٠٦

وكان مقتضى الأصل أن يقال : «اللّذيان» و «اللّتيان» و «ذيان» و «تيان» كما يقال : «شجيان» و «فتيان».

إلا أن ياء «الّذى» و «الّتى» وألف «ذا» و «تا» لما لم يكن لهما حظ فى الحركة شبهتا عند ملاقاتهما ألف التثنية بألف المقصور إذا لقى ألف الندبة ؛ فوافقتها فى الحذف.

فكما يقال فى الندبة : «واموساه» لا «واموسياه» ، قيل هنا : «اللّذان» و «ذان» لا «اللّذيان» و «ذيان».

وأيضا فحذف ألف المقصور المثنى أولى من قلبه ؛ لأن فى حذفه تخلصا من تصحيح حرف علة متحرك بعد فتحة.

لكن عدل إلى القلب لئلا يلتبس مثنى بمفرد حال الإضافة.

واسم الإشارة لا يضاف ؛ فعومل بالحذف وحمل عليه «الّذى» و «الّتى» ؛ لشبه ياءيهما فى لزوم المد بالألف.

ولأنهما لا يضافان.

ولما حذفت الياء والألف من «الّذى» و «الّتى» و «ذا» و «تا» فى التثنية ، وكان لهما حق فى الثبوت ـ شددوا النون من «اللّذين» و «اللّتين» و «ذين» و «تين» ؛ ليكون ذلك عوضا من الياء والألف.

(ص)

وللذّكور العقلا (الّذينا)

فى كلّ حال وأتى (الّذونا)

فى الرّفع عن هذيل و (اللاءونا)

وجا (الألى) و (اللاء) كـ (الّذينا)

(ش) إذا جمع «الّذى» وأريد به من يعقل ، فهو مبنى عند غير هذيل.

وأما هذيل : فيشبهونه بصفات الذكور العقلاء فيعربونه ، ويقولون : «نصر الّذون هدوا على الّذين ضلّوا».

وكذا يفعلون بـ «اللائين» ـ وهو جمع «اللائى» بمعنى «الّذين» ـ فيقولون : «لعن اللاءون كفروا».

ويقول غيرهم : «لعن اللائين» فيبنيه.

ويستعمل «الألى» بمعنى «الّذين» كثيرا و «اللاء» قليلا ومن ورود «اللاء» بمعنى «الّذين» قول الشاعر : [من الطويل]

١٠٧

من النّفر اللاء الّذين إذا هم

تهاب الرّجال حلقة الباب قعقعوا (١)

[وكقول الآخر : من الوافر :]

فما آباؤنا بأمنّ منه

علينا اللاء قد مهدوا الحجورا (٢)

وسمع الكسائى هم «هم اللاءو فعلوا».

أراد اللاءون فحذف النون ضرورة.

(ص)

وموضع (الّذين) يكثر (الّذى)

إن كان مفهوم الجزا به احتذي

أو كان مقصودا به الجنس وما

خالف هذين فنزرا علما

نحو : (الّذى حانت بفلج) وكذا

ما كان مشبها لـ (عمّى اللّذا)

(ش) مثال وقوع «الّذى» موقع «الّذين» لتضمنه معنى الذين : قوله ـ تعالى ـ : (وَالَّذِي جاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُولئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ) [الزمر : ٣٣].

ومثال المقصود به الجنس قوله ـ تعالى ـ : (كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ ناراً) [البقرة : ١٧] ، وقوله : (كَما يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطانُ مِنَ الْمَسِ) [البقرة : ٢٧٥].

فهذان النوعان يستعملان كثيرا.

وما سوى ذلك قليل كقول الشاعر : [من الطويل]

وإنّ الّذى حانت بفلج دماؤهم

هم القوم كلّ القوم يا أمّ خالد (٣)

أراد «الّذين» فحذف النون.

__________________

(١) البيت لأبى الربيس فى خزانة الأدب ٦ / ٧٨ ، ٧٩ ، ٨٠ ، ٨٣ ، ٨٤ ، ٨٦ ، ٨٧ ، ٨٩ ، ولسان العرب (لوى) ، وبلا نسبة فى الأشباه والنظائر ٤ / ٣٠٨ ، والحيوان ٣ / ٤٨٦ ، وخزانة الأدب ٦ / ١٥٦ ، والعقد الفريد ٥ / ٣٤٣ ، وتاج العروس (لتى).

(٢) البيت لرجل من بنى سليم فى تخليص الشواهد ص ١٣٧ ، والدرر ١ / ٢١٣ ، وشرح التصريح ١ / ١٣٣ ، والمقاصد النحويّة ١ / ٤٢٩ ، وبلا نسبة فى الأزهيّة ص ٣٠١ ، وأوضح المسالك ١ / ١٤٦ ، وشرح الأشمونى ١ / ٦٩ ، وشرح ابن عقيل ص ٧٩ ، وهمع الهوامع ١ / ٨٣.

(٣) البيت للأشهب بن رميلة فى خزانة الأدب ٦ / ٧ ، ٢٥ ـ ٢٨ ، وشرح شواهد المغنى ٢ / ٥١٧ ، والكتاب ١ / ١٨٧ ، ولسان العرب (فلج) ، (لذى) ، والمؤتلف والمختلف ص ٣٣ ، والمحتسب ١ / ١٨٥ ، ومعجم ما استعجم ص ١٠٢٨ ، والمقاصد النحويّة ١ / ٤٨٢ ، والمقتضب ٤ / ١٤٦ ، والمنصف ١ / ٦٧ ، وللأشهب أو لحريث بن مخفض فى الدرر ١ / ١٤٨ ، وبلا نسبة فى الأزهية ص ٩٩ ، وخزانة الأدب ٢ / ٣١٥ ، ٦ / ١٣٣ ، ٨ / ٢١٠ ، والدرر ٥ / ١٣١ ، ورصف المبانى ص ٣٤٢ ، وسرّ صناعة الإعراب ٢ / ٥٣٧ ، وشرح المفصل ٣ / ١٥٥ ، ومغنى اللبيب ١ / ١٩٤ ، ٢ / ٥٥٢.

١٠٨

وكذا استعمال المثنى بلا نون قليل ـ أيضا ـ ومنه قول الشاعر ؛ وهو الأخطل (١) : [من الكامل]

أبنى كليب إنّ عمّى اللّذا

قتلا الملوك وفكّكا الأغلالا (٢)

وأنشد الفراء فى حذف نون «اللّتين» : [من الرجز]

هما اللّتا لو ولدت تميم

لقيل : فخر لهم صميم (٣)

(ص)

وصف (الّذى) معرّفا أو مثله

قد يغنى عن وصلكه بجمله

حتّى إذا كانا هما اللّذين

مثل الجديلين المحملجين

وقد يجىء مصدريّا مثل ما

يونس والفرّا بهذا حكما

(ش) أجاز الفراء فى قوله ـ تعالى ـ : (تَماماً عَلَى الَّذِي أَحْسَنَ) [الأنعام : ١٥٤] أن تكون «الّذى» موصوفة بـ «أحسن» جاعلا «أحسن» أفعل تفضيل.

قال : لأن العرب تقول : «مررت بالّذى خير منك».

ولا تقول : «مررت بالّذى قائم».

لأن «خيرا منك» كالمعرفة إذ لم تدخل فيه الألف واللام.

__________________

(١) هو غياث بن غوث بن الصلت بن طارفة بن عمرو ، أبو مالك ، الشاعر ، الشهير بالأخطل ، شاعر مشهور فى عهد بنى أمية ، وأكثر من مدحهم ، يعد أحد الثلاثة المتفق على أنهم أشعر أهل عصرهم مع جرير والفرزدق ، وله معهما محاورات ، وهجاء كثير ، مشهور فى كتب الشعر والأدب. له ديوان شعر. مات سنة تسعين.

ينظر : الأغانى (٨ / ٢٨٠) ، الشعر والشعراء (١٨٩) ، الأعلام (٥ / ١٢٣).

(٢) البيت فى ديوانه ص ٣٨٧ ، والأزهية ص ٢٩٦ ، والاشتقاق ص ٣٣٨ ، وخزانة الأدب ٣ / ١٨٥ ، ٦ / ٦ ، والدرر ١ / ١٤٥ ، وسرّ صناعة الإعراب ٢ / ٥٣٦ ، وشرح التصريح ١ / ١٣٢ ، وشرح المفصّل ٣ / ١٥٤ ، ١٥٥ ، والكتاب ١ / ١٨٦ ، ولسان العرب (فلج) ، (حظا) ، (لذى) ، والمقتضب ٤ / ١٤٦ ، وتاج العروس (لذى) ، وبلا نسبة فى الأشباه والنظائر ٢ / ٣٦٢ ، وأوضح المسالك ١ / ١٤٠ ، وخزانة الأدب ٨ / ٢١٠ ، ورصف المبانى ص ٣٤١ ، وشرح ديوان الحماسة للمرزوقى ص ٧٩ ، وما ينصرف وما لا ينصرف ص ٨٤ ، والمحتسب ١ / ١٨٥ ، والمنصف ١ / ٦٧.

(٣) الصميم من كل شىء : المحض الخالص فى الخير والشر. ينظر : الوسيط : صمم. والرجز للأخطل فى خزانة الأدب ٦ / ١٤ ، والدرر ١ / ١٤٥ ، وشرح التصريح ١ / ١٣٢ ، والمقاصد النحوية ١ / ٤٢٥ ، وليس فى ديوانه ، وبلا نسبة فى الأزهية ص ٣٠٣ ، وأوضح المسالك ١ / ١٤١ ، وهمع الهوامع ١ / ٤٩.

١٠٩

وكذا يقولون : «مررت بالّذى أخيك» و «بالّذى مثلك».

جعلوا صلة «الّذى» معرفة أو نكرة لا تدخلها الألف واللام ، وجعلوها تابعة لـ «الذى».

قال : وأنشدنى الكسائى : [من الرجز]

إنّ الزّبيرى الّذى مثل الجلم

مشى بأسلابك فى أهل الحرم (١)

وأجاز الفراء ـ أيضا ـ فى «الّذى» من قوله ـ تعالى ـ : (تَماماً عَلَى الَّذِي أَحْسَنَ) [الأنعام : ١٥٤] أن تكون مصدرية ؛ جاعلا «أحسن» فعلا مسندا إلى ضمير موسى عليه‌السلام.

والتقدير : تماما على إحسانه.

وهذا الذى ذهب إليه الفراء حكى مثله أبو على (٢) فى الشيرازيات ، عن أبى الحسن (٣) ، عن يونس (٤).

__________________

(١) ينظر : الدرر (١ / ٦٢) ، اللسان (جلم) ، شرح التسهيل (١ / ٢١٩).

(٢) هو الحسن بن أحمد بن عبد الغفار بن محمد بن سليمان الإمام ، أبو على الفارسى ، واحد زمانه فى علم العربية ، وأحد أئمة العربية المشهورين ، أخذ عن الزجاج وابن السراج ومبرمان ، قيل : إنه أعلم من المبرد ، واتهم بالاعتزال.

من تصانيفه : الحجة فى علل القراءات ، التذكرة ، الإيضاح فى النحو ، تعاليق سيبويه ، جواهر النحو ، العوامل فى النحو ، وغيرها. مات سنة سبع وسبعين وثلاثمائة.

ينظر : بغية الوعاة (١ / ٤٩٦ ـ ٤٩٨) ، وفيات الأعيان (١ / ١٣١) ، إنباه الرواة (١ / ٢٧٣) ، الأعلام (٢ / ١٧٩ ـ ١٨٠).

(٣) هو سعيد بن مسعدة المجاشعى بالولاء ، البلخى ثم البصرى ، أبو الحسن ، المعروف بالأخفش الأوسط. نحوى ، عالم باللغة والأدب.

قرأ النحو على سيبويه ، وكان أسن منه ، وكان معتزليا. قال المبرد : أحفظ من أخذ عن سيبويه ـ الأخفش ، وقال : وكان الأخفش أعلم الناس بالكلام ، وأحذقهم بالجدل ، من تصانيفه : معانى القرآن ، المقاييس فى النحو ، الاشتقاق ، الأوساط فى النحو ، وغيرها.

توفى سنة عشر ومائتين.

ينظر : بغية الوعاة (١ / ٥٩٠ ـ ٥٩١) ، وفيات الأعيان (١ / ٢٠٨) ، إنباه الرواة (٢ / ٣٦) ، الأعلام (٣ / ١٠١ ـ ١٠٢).

(٤) هو يونس بن حبيب الضبى بالولاء ، البصرى ، أبو عبد الرحمن ، النحوى. كان إمام نحاة البصرة فى عصره ، أخذ عنه سيبويه والكسائى والفراء ، وغيرهم ، وأكثر سيبويه من النقل عنه فى «الكتاب». من تصانيفه : معانى القرآن ، اللغات ، النوادر ، الأمثال. مات سنة ثنتين وثمانين ومائة.

ينظر : بغية الوعاة (٢ / ٣٦٥) ، وفيات الأعيان (٢ / ٤١٦) ، الأعلام (٨ / ٢٦١).

١١٠

وبه أقول ؛ وهو اختيار ابن خروف (١).

وحكى عن الفراء : أنه سمع بعض العرب يقول : «أبوك بالجارية الّذى يكفل» و «بالجارية ما يكفل».

والمعنى : أبوك بالجارية كفالته. قال ابن خروف : «وهذا صريح فى ورود «الّذى» مصدرية.

قلت : ومن ورود «الّذى» مصدرية قول عبد الله بن رواحة (٢) الأنصارى ـ رضى الله عنه ـ : [من البسيط]

فثبّت الله ما آتاك من حسن

فى المرسلين ونصرا كالّذى نصروا (٣)

أى : [ونصرا] كنصرهم

وذكر أبو على فى الشيرازيات عن يونس وقوع «الذى» مصدرية مستغنية عن عائد ، وجعل من ذلك قوله ـ تعالى ـ : (ذلِكَ الَّذِي يُبَشِّرُ اللهُ عِبادَهُ) [الشورى : ٢٣]

ثم قال أبو على : ويقوى هذ أنها جاءت موصوفة غير موصولة ، وأنشد الأصمعى (٤) : [من الرجز]

__________________

(١) هو على بن محمد بن على بن محمد الحضرمى ، أبو الحسن ابن خروف الأندلسى النحوى. كان إماما فى العربية ، محققا مدققا ، ماهرا مشاركا فى الأصول ، أخذ النحو عن ابن طاهر ، له مناظرات مع السهيلى.

ومن تصانيفه : شرح كتاب سيبويه ، شرح جمل الزجاجى. توفى سنة تسع وستمائة.

ينظر : بغية الوعاة (٢ / ٢٠٣) ، وفيات الأعيان (١ / ٣٤٣) ، الأعلام (٤ / ٣٣٠).

(٢) هو عبد الله بن رواحة بن ثعلبة الأنصارى ، أبو محمد ، أحد صحابة النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، يعد من الأمراء والشعراء الراجزين شهد العقبة ، وكان أحد النقباء الاثنى عشر ، وشهد بدرا وأحدا والخندق والحديبية ، وكان أحد الأمراء فى غزوة مؤتة التى استشهد فيها سنة ثمان.

ينظر : أسد الغابة ت (٢٩٤٣) ، الاستيعاب ت (١٥٤٨) ، الإصابة ت (٤٦٩٤).

(٣) ينظر : شرح التسهيل (١ / ٢١٩).

(٤) هو عبد الملك بن قريب بن على بن أصمع ، أبو سعيد الأصمعى ، راوية العرب ، وأحد أئمة العلم باللغة والشعر والبلدان ، والغريب والأخبار ، والملح والنوادر.

قال الشافعى : ما عبر أحد عن العرب بمثل عبارة الأصمعى. كان من أهل السنة ، ولا يفتى إلا بما أجمع عليه علماء اللغة ، ولا يجيز إلا أفصح اللغات.

من تصانيفه : غريب القرآن ، المقصور والممدود ، الاشتقاق ، الأضداد ، النوادر ، المصادر ، معانى الشعر ، وغيرها. توفى سنة ست عشرة ومائتين.

ينظر : بغية الوعاة (٢ / ١١٢ ، ١١٣) ، جمهرة الأنساب (٢٣٤) ، الأعلام (٤ / ١٦٢).

١١١

حتّى إذا كانا هما اللّذين (١)

مثل الجديلين (٢) المحملجين (٣)

قال أبو على : ومجيء قوله ـ تعالى ـ : (وَخُضْتُمْ كَالَّذِي خاضُوا) [التوبة : ٦٩] على قياس قول يونس.

فيكون التقدير : وخضتم كخوضهم ؛ فلا يعود على «الّذى» منه شيء.

(ص)

ب (اللات) و (اللاء) اجمع (الّتى) وصل

ياء جوازا و (اللّواتى) قد نقل

واللا اللوا اللواء واللآت

بالكسر والإعراب أيضا ياتي

(ش) يقال فى جمع «الّتى» : «اللات» و «اللاء» و «اللاتى» و «اللائى» ، وإلى الأخيرين أشرت بقولى :

 ... وصل

ياء جوازا ...

و «اللواتى» و «اللوائى» و «اللاءات» ـ بالبناء على الكسر وبالإعراب جمع جمع.

قال الشاعر : [من الطويل]

اولئك إخوانى الّذين عرفتهم

وإخوانك اللاءات زيّنّ بالكتم (٤)

وقالوا فى «اللاء» و «اللواء» : «اللا» و «اللوا» ، وهذا من قصر الممدود ، قال الكميت : [من الطويل]

وكانت من اللا لا يعيّرها ابنها

إذا ما الغلام الأحمق الأمّ عيّرا (٥)

وقال الراجز : [من الرجز]

جمعتها من أينق عكار (٦)

__________________

(١) الرجز بلا نسبة فى خزانة الأدب ٦ / ٨١ ، والدرر ١ / ٢٧٩ ، وسرّ صناعة الإعراب ١ / ٣٦٥ ، وشرح المفصّل ٣ / ١٥٣ ، وهمع الهوامع ١ / ٨٦.

(٢) الجديل : الزمام المجدول من أدم ، وحبل من أدم أو شعر فى عنق البعير ، والوشاح. القاموس (جدل).

(٣) المحملج : الحبل المفتول فتلا شديدا. القاموس (حلج).

(٤) البيت بلا نسبة فى الدرر ١ / ٢٦٦ ، ولسان العرب (خلل) ، (لتا) ، وهمع الهوامع ١ / ٨٣.

(٥) البيت فى ديوانه ١ / ٢١٧ ، والأزهيّة ص ٣٠٥ ، ولسان العرب (لتا) ، (لوى) ، وبلا نسبة فى الدرر ١ / ٢٦٥ ، وهمع الهوامع ١ / ٨٣.

(٦) عكار : جمع عكرة : وهى القطعة من الإبل. أى أنه انتقاها وتخيرها. القاموس (عكر). وفى رواية فى اللسان : من أنيق غزار.

١١٢

من اللّوا شرفن (١) بالصّرار (٢)

(ص)

ك (اللات) جا (الألى) وطيّئ بـ (ذو)

على جميع ما مضى تستحوذ

وبعضهم أعربها نحو : (رمى

ذو عزّ ذا اعتدى بذى أجرى دما)

وك (الّتى) عن بعضهم (ذات) أتت

كذا (ذوات) : (اللات) عنهم رادفت

(ش) ورود «الألى» بمعنى «الّذين» كثير ، ووروده بمعنى «اللاتى» قليل. وقد اجتمعا فى قول أبى ذؤيب : [من الطويل]

فتلك خطوب (٣) قد تملّت (٤) شبابنا

قديما فتبلينا المنون وما نبل

وتفنى الألى يستلئمون (٥) على الألى

تراهنّ يوم الرّوع (٦) كالحدإ (٧) القبل (٨)

فالأول : بمعنى «الّذين».

والثانى : بمعنى «اللاتى».

ولذلك ذكر ضمير الأول وأنث ضمير الثانى.

وقد استعمل كثير «الألى» بمعنى «الّذين» ممدودا ، فقال : [من الطويل]

__________________

(١) شرّف الناقة : كاد يقطع أخلافها بالصّرّ ، وإنما يفعل بها ذلك ليبقى بدنها وسمنها ، فيحمل عليها فى السنة المقبلة. اللسان (شرف).

(٢) الصّرار : الخيط الذى تشد به التوادى على أطراف الناقة ، وهو خيط يشد فوق الخلف لئلا يرضعها ولدها. اللسان (صرر) ، والرجز بلا نسبة فى لسان العرب (شرف) ، (لتا) ، (لوى) ، والدرر ١ / ٢٦٥ ، وهمع الهوامع ١ / ٨٣ ، وتاج العروس (شرف) ، (لتى) ، (لوى).

(٣) الخطوب : جمع خطب وهو الأمر العظيم. الوسيط (خطب).

(٤) تملى عمره : استمتع فيه ؛ وتملى العيش أمهل له فيه وطول. وتملّى إخوانه : متّع بهم. الوسيط (ملا).

(٥) يستلئمون : يلبسون اللأمة ، وهى أداة الحرب كلها من رمح ، وبيض ، ومغفر ، وسيف ، ودرع. الوسيط (لأم).

(٦) الروع : الفزع. القاموس (روع).

(٧) الحدأة : طائر ، مشهور. القاموس (حدأ).

(٨) القبل فى العين : إقبال إحدى الحدقتين على الأخرى ، وقيل : إقبالها على الموق ، وقيل غير ذلك. ينظر : اللسان (قبل).

والبيت فى تخليص الشواهد ص ١٣٩ ، وخزانة الأدب ١١ / ٢٤٩ ، والدرر ١ / ٢٦١ ، وشرح أشعار الهذليين ١ / ٩٢ ، وشرح شواهد المغنى ٢ / ٦٧٢ ، والمقاصد النحويّة ١ / ٤٥٥ ، وبلا نسبة فى شرح الأشمونى ١ / ٦٨ ، وشرح ابن عقيل ص ٧٨ ، وهمع الهوامع ١ / ٨٣.

١١٣

أبى الله للشّمّ (١) الألاء كأنّهم

سيوف أجاد القين (٢) يوما صقالها (٣)

وقال آخر فى «الأولى» بمعنى «اللاتى» : [من الطويل]

وأمّا الألى يسكنّ غور (٤) تهامة

فكلّ فتاة تترك الحجل (٥) أقصما (٦)

وقال كثير : [من الطويل]

إذا شحطت (٧) دار بعزّة لم أجد

لها فى الألى يلحين (٨) فى ودّها مثلا (٩)

وحكى الأزهرى أن «ذو» فى لغة طيئ تستعمل بمعنى «الّذى» و «الّتى» وتثنيتهما وجمعهما.

فيقال : رأيت ذو فعل ، وذو فعلت ، وذو فعلا ، وذو فعلتا ، وذو فعلوا وذو فعلن.

ومن مجيئها بمعنى «الّذى» قول الشاعر : [من المنسرح]

ذاك خليلى وذو يواصلنى

يرمى ورائى بامسهم وامسلمه (١٠)

ومن مجيئها بمعنى «الّتى» قول الآخر : [من الوافر]

فإنّ الماء ماء أبى وجدّى

وبئرى ذو حفرت وذو طويت (١١)

__________________

(١) الشم : جمع أشم ، وهو السيد ذو الأنفة. القاموس (شمم).

(٢) القين : الحداد. القاموس : (قين).

(٣) الصقال : صقل السيف صقلا وصقالا : جلاه. الوسيط (صقل).

والبيت لكثيّر عزّة فى ديوانه ص ٨٧ ، والدرر ١ / ٢٦٢ ، والمقاصد النّحويّة ١ / ٤٥٩ ، وبلا نسبة فى شرح الأشمونى ١ / ٦٨ ، وشرح التصريح ١ / ١٣٢ ، وشرح شذور الذهب ص ١٥٩ ، وهمع الهوامع ١ / ٨٣.

(٤) الغور : كل منخفض من الأرض. الوسيط (غور).

(٥) الحجل : الخلخال. القاموس (حجل).

(٦) أقصما : من قصمه ، يقصمه : إذا كسره وأبانه. القاموس (قصم). والمعنى : أن سيقان الفتاة لضخامتها تكسر الخلاخيل. البيت لعمارة بن راشد فى تاج العروس (قصم) ، وبلا نسبة فى تخليص الشواهد ص ١٣٨ ، والمقاصد النحوية ١ / ٤٥٣.

(٧) شحطت : بعدت. الوسيط (شحط).

(٨) يلحين : من لحا يلحو : إذا لامه وعذله. الوسيط (لحى).

(٩) ينظر : ديوانه ٣٨٢.

(١٠) تقدم تخريج هذا البيت.

(١١) طويت : بنيت ، وعرّشت. الوسيط (طوى).

والبيت لسنان بن الفحل فى الإنصاف ص ٣٨٤ ، وخزانة الأدب ٦ / ٣٤ ، ٣٥ ، والدرر ١ / ٢٦٧ ، وشرح التصريح ١ / ١٣٧ ، وشرح ديوان الحماسة للمرزوقى ص ٥٩١ ، والمقاصد النحوية ١ / ٤٣٦ ، وبلا نسبة فى الأزهية ص ٢٩٥ ، وأوضح المسالك ١ / ١٥٤ ، وتخليص الشواهد ص ١٤٣ ، وشرح قطر الندى ص ١٠٢ ، وشرح الأشمونى ١ / ٧٢ وشرح المفصّل ٣ / ١٤٧ ، ٨ / ٤٥ ، ولسان العرب (ذوا) ، وهمع الهوامع ١ / ٨٤.

١١٤

وذكر ابن جنى (١) فى «المحتسب» أن بعضهم يعربها ؛ ومنه قول بعضهم : [من الطويل]

وإمّا كرام موسرون أتيتهم

فحسبى من ذى عندهم ما كفانيا (٢)

وذكر ابن درستويه فى «الإرشاد» مثل ما ذكر ابن جنى فى «المحتسب».

ومنهم من يقول : «ذات» إذا أراد معنى «التى».

و «ذوات» إذا أراد معنى «اللاتى».

ومن ذلك رواية الفراء عن بعضهم : «الفضل ذو فضلكم الله به ، والكرامة ذات أكرمكم الله به»

أى : التى أكرمكم الله بها ، فحذف ألف «بها» ، وحرك الباء بحركة الهاء ، وهو من لغة طيئ أيضا.

ومن ورود «ذوات» بمعنى «اللاتى» قول الراجز : [من الرجز]

جمعتها من أينق موارق (٣)

ذوات ينهضن بغير سائق (٤)

(ص)

و (من) و (ما) لكلّ ما مضى هما

كفآن واخصص (من) بذى عقل و (ما)

تعمّ والأولى بها الّذى خلا

منه وذو الإبهام حيث مثلا

__________________

(١) هو عثمان بن جنى ، أبو الفتح ، من أئمة الأدب والنحو والتصريف ، وعلمه بالتصريف أقوى وأكمل من علمه بالنحو ، أخذ عن أبى على الفارسى ، وتصدر ابن جنى مكان الفارسى بعد موته.

من تصانيفه : الخصائص فى النحو ، سر الصناعة ، شرح تصريف المازنى ، شرح المقصور والممدود ، اللمع فى النحو ، المذكر والمؤنث ، المحتسب فى إعراب الشواذ ، وغيرها. توفى سنة اثنتين وتسعين وثلاثمائة.

ينظر : بغية الوعاة (٢ / ١٣٢) ، وفيات الأعيان (١ / ٣١٣) ، الأعلام (٤ / ٢٠٤).

(٢) البيت لمنظور بن سحيم فى الدرر ١ / ٢٦٨ ، وشرح التصريح ١ / ٦٣ ، ١٣٧ ، وشرح ديوان الحماسة للمرزوقى ص ١١٥٨ ، وشرح شواهد المغنى ٢ / ٨٣٠ ، وشرح المفصل ٣ / ١٤٨ ، والمقرب ١ / ٥٩ ، والمقاصد النحويّة ١ / ١٢٧ ، وللطائىّ (؟) فى مغنى اللبيب ٢ / ٤١٠ ، وشرح الأشمونى ١ / ٧٢ ، وشرح ابن عقيل ص ٣٠ ، ٨٢ ، وشرح عمدة الحافظ ص ١٢٢ ، وهمع الهوامع ١ / ٨٤.

(٣) موارق : جمع مارقة وهى المسرعة. الوسيط (مرق).

(٤) الرجز لرؤبة فى ملحق ديوانه ص ١٨٠ ، والدرر ١ / ٢٦٧ ، وبلا نسبة فى الأزهية ص ٢٩٥ ، وأوضح المسالك ١ / ١٥٦ ، وتخليص الشواهد ص ١٤٤ ، وهمع الهوامع ١ / ٨٣ ، وتهذيب اللغة ١٥ / ٤٤ ، وتاج العروس (ذو).

١١٥

وعند الاختلاط خيّر من نطق

فى أن يجيء منهما بما اتّفق

و (من) أجز فى غير من يعقل إن

شابهه كذا إذا به قرن

(ش) المراد بـ «كلّ ما مضى» : «الّذى» و «الّتى» وتثنيتهما وجمعهما ؛ فإن كل واحد من «ما» و «من» صالح أن يراد به ذلك كله.

إلا أن «من» تختص بمن يعقل ، و «ما» صالحة للصنفين ، ولكن أولاهما بها ما لا يعقل ، والمبهم أمره.

ومن ورود «ما» فيمن يعقل قوله ـ تعالى ـ : (فَانْكِحُوا ما طابَ لَكُمْ مِنَ النِّساءِ) [النساء : ٣]

وقوله : (إِلَّا عَلى أَزْواجِهِمْ أَوْ ما مَلَكَتْ أَيْمانُهُمْ) [المؤمنون : ٦]

ومن المبهم أمره : المشكوك فيه ؛ لبعده : هل هو إنسان أو غيره ، فيقال : «انظر إلى ما ظهر : أى شيء هو؟».

وإذا اختلط صنف من يعقل بصنف ما لا يعقل ، جاز أن يعبر عن الجميع بـ «من» تغليبا للأفضل كقوله ـ تعالى ـ : (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللهَ يُسَبِّحُ لَهُ مَنْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) [النور : ٤١].

أو أن يعبر عنه بـ «ما» لأنها عامة فى الأصل نحو : (سَبَّحَ لِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) [الحديد : ١].

واستحسن التعبير بـ «من» عما لا يعقل إذا أجرى مجرى من يعقل ، كقول الشاعر : [من الطويل]

بكيت إلى سرب القطا إذ مررن بى

فقلت ومثلى بالبكاء جدير

أسرب القطا هل من يعير جناحه؟

لعلّى إلى من قد هويت أطير (١)

أجراه مجرى من يعقل بأن كلمه فعبر عنه بـ «من».

كما ساغ ؛ لوصف الكواكب بالسجود ـ أن يجمع جمع من يعقل ؛ لكونه فى الأصل لمن يعقل أعنى : السجود ، وإلى هذا أشرت بقولى :

 ...

إن شابهه ...

__________________

(١) البيتان للمجنون فى ديوانه ص ١٠٦ ، وللعبّاس بن الأحنف فى ديوانه ص ١٦٨ ، وتخليص الشواهد ص ١٤١ ، وللعباس أو للمجنون فى الدرر ١ / ٣٠٠ ، وشرح التصريح ١ / ١٣٣ ، والمقاصد النحويّة ١ / ٤٣١ ، وبلا نسبة فى أوضح المسالك ١ / ١٤٧ ، وشرح الأشمونى ١ / ٦٩ ، وشرح ابن عقيل ص ٨٠ ، ٨١.

١١٦

ثم قلت :

 ....

 ... كذا إذا به قرن

فأشرت به إلى قوله ـ تعالى ـ : (وَاللهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِنْ ماءٍ فَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلى بَطْنِهِ) [النور : ٤٥]

وإلى قوله ـ تعالى ـ : (أَفَمَنْ يَخْلُقُ كَمَنْ لا يَخْلُقُ) [النحل : ١٧].

وإلى ما حكاه الفراء (١) من قول بعض العرب : «اشتبه على الرّاكب وحمله ؛ فما أدرى من ذا ومن ذا».

(ص)

و (من) فى الاستفهام وارد و (ما)

وفى الجزا والوصف ـ أيضا ـ ألزما

منكّرين وخلت من وصف

(ما) ـ وحدها ـ كـ (ما أعزّ المكفى)

(ش) «من» على أربعة أقسام :

موصولة وقد ذكرت.

واستفهامية نحو : «من عندك»؟ وشرطية نحو : (مَنْ يَهْدِ اللهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ) [الكهف : ١٧]

ونكرة موصوفة كقول الشاعر : [من الطويل]

ألا ربّ من تغتشّه (٢) لك ناصح

ومؤتمن بالغيب غير أمين (٣)

و «ما» الاسمية على خمسة أقسام :

الأربعة كالأربعة.

والخامس ـ الذى تنفرد به دون «من» ـ : وقوعها نكرة خالية من وصف.

وذلك فى ثلاثة مواضع :

أحدها : فى التعجب نحو : «ما أعزّ المكفى» أى : شيء جعل المكفى عزيزا جدا.

__________________

(١) قال الفراء : ... والعرب تقول : (اشتبه على الراكب وحمله ، فما أدرى من ذا من ذا) حيث جمعهما ، وأحدهما إنسان ، صلحت (من) فيهما جميعا. ينظر : معانى القرآن : ٢ / ٩٨.

(٢) تغتشه : تظن به الغش. الوسيط (غش).

(٣) البيت لعبد الله بن همام فى حماسة البحترى (١٧٥) وبلا نسبة فى الجنى الدانى (٤٥٢) ، والدرر (١ / ٣٠١ ، ٤ / ١٣٢ ، ٢١٣) ، والكتاب (٢ / ١٠٩) ، وهمع الهوامع (١ / ٩٢ ، ٢ / ٢٨ ، ٣٩).

١١٧

والثانى بعد «نعم» و «بئس» نحو : «نعمّا أنت» أى : نعم شيئا أنت ، وفى هذا خلاف.

والثالث : فى نحو قولهم : «إنّى ممّا أن أفعل» أى : إنى من أمر أن أفعل أى : من أمر فعلى. قال الشاعر : [من الطويل]

ألا غنّيا بالزّاهريّة (١) إنّنى

على النّأى ممّا أن ألمّ بها ذكرا

أى : من أمر إلمامى.

وحيثما جاء «من ما» ، وبعدها «أن يفعل» فهذا تأويلها عند قوم.

والصحيح غير ذلك وبيانه فى باب «نعم» و «بئس» يستوفى.

فإن لم يكن بعدها «أن» فهى بمعنى «ربّما».

(ص)

واجعل كـ (ذو) : (ذا) بعد (من) أو بعد (ما)

إن كنت معتدّا بـ (ذا) مستفهما

(ش) قد تقدم أن «ذو» فى لغة طيئ تستعمل بمعنى «الّذى» و «الّتى» وفروعهما ؛ فلذلك قلت :

واجعل كـ (ذو) :

(ذا) ...

ونبهت على أن ذلك لا يكون إلا مع الاعتداد بـ «ذا» وعدم إلغائها.

وأن ذلك ـ أيضا ـ لا يكون إلا بعد «ما» أو «من» المستفهم بهما.

فيقال : ما ذا صنعت؟ ومن ذا لقيت؟

فتكون «ما» و «من» استفهاميتين.

و «ذا» إما بمعنى «الّذى» وإما ملغى.

فإن كان بمعنى «الّذى» ، كانت «ما» و «من» فى موضع رفع.

ورفع الجواب والمبدل من «ما» و «من».

فالجواب : كقولك بعد «ما ذا صنعت»؟ : خير.

وبعد «من ذا لقيت»؟ : زيد.

__________________

(١) الزاهرية : التبختر ، وعين برأس عين ، لا ينال قعرها. الوسيط (زهر) ، وينظر : الجنى الدانى (٣٤٠) ، المقتضب (٤ / ١٧٥).

١١٨

ومن الجواب المرفوع قراءة أبى عمرو (١) : (ما ذا يُنْفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ) [البقرة : ٢١٩]

والإبدال بالرفع من «ما» و «من» كقولك بعد السؤالين : «أخير أم شرّ»؟ و «أزيد أم عمرو»؟.

ومنه قول لبيد (٢) : [من الطويل]

ألا تسألان المرء ما ذا يحاول (٣)

أنحب (٤) فيقضى أم ضلال وباطل (٥)؟

وإن كان «ذا» ملغى كانت «من» و «ما» فى موضع نصب بـ «صنعت» و «لقيت».

ونصب الجواب والمبدل من «ما» و «من» كقوله ـ تعالى ـ : (ما ذا أَنْزَلَ رَبُّكُمْ قالُوا خَيْراً) [النحل : ٣٠]

__________________

(١) هو أبو عمرو بن العلاء بن عمار بن عبد الله ، المازنى النحوى المقرئ ، أحد القراء السبعة المشهورين اختلف فى اسمه على أحد وعشرين قولا ، أصحها وأشهرها زبان ، كان إمام أهل البصرة فى القراءات والنحو واللغة ، وكان من أشراف العرب ووجهائها ، له أخبار وكلمات مأثورة ، توفى سنة أربع وخمسين ومائة

ينظر : بغية الوعاة (٢ / ٢٣١ ـ ٢٣٢) ، وفيات الأعيان (١ / ٣٨٦) ، الأعلام (٣ / ٤١).

(٢) هو لبيد بن ربيعة بن مالك ، أبو عقيل العامرى ، أحد الشعراء الفرسان الأشراف فى الجاهلية ، أدرك الإسلام ، وأسلم ، ويعد من الصحابة ، ولم يقل فى الإسلام إلا بيتا واحدا ، هو :

ما عاتب المرء الكريم كنفسه

والمرء يصلحه الجليس الصالح

وهو أحد أصحاب المعلقات المشهورة. مات سنة أحد وأربعين.

ينظر : خزانة الأدب (١ / ٣٣٧ ـ ٣٣٩) ، الشعر والشعراء (٢٣١ ـ ٢٤٣) ، جمهرة أشعار العرب (٣٠ ، ٦٣) ، الأعلام (٥ / ٢٤٠).

(٣) يحاول : من الحيلة والاحتيال. وهو الحذق وجودة النظر ، والقدرة على التصرف. القاموس (حول).

(٤) النحب : له معان عدة ، ومعناه هنا : النذر. ومن معانيه : النحيب ، وهو أشد البكاء ، والهمة ، والبرهان ، والموت ، والأجل ، والنفس ، والمدة. وغيرها. ينظر : القاموس (نحب).

(٥) البيت فى ديوانه ص ٢٥٤ ، والأزهية ص ٢٠ ، والجنى الدانى ص ٢٣٩ ، وخزانة الأدب ٢ / ٢٥٢ ، ٢٥٣ ، ٦ / ١٤٥ ـ ١٤٧ ، وديوان المعانى ١ / ١١٩ ، وشرح أبيات سيبويه ٢ / ٤٠ ، وشرح التصريح ١ / ١٣٩ ، وشرح شواهد المغنى ١ / ١٥٠ ، ٢ / ٧١١ ، والكتاب ٢ / ٤١٧ ، ولسان العرب (نحب) ، (حول) ، (ذو) ، والمعانى الكبير ص ١٢٠١ ، ومغنى اللبيب ص ٣٠٠ ، وتاج العروس (نحب) ، (ما) ، وبلا نسبة فى أوضح المسالك ١ / ١٥٩ ، ورصف المبانى ص ١٨٨ ، وشرح الأشمونى ١ / ٧٣ ، وشرح المفصل ٣ / ١٤٩ ، ١٥٠ ، ٤ / ٢٣ ، وكتاب اللامات ص ٦٤ ، ومجالس ثعلب ص ٥٣٠.

١١٩

وكقراءة غير أبى عمرو بنصب «العفو».

(ص)

وكالمواضى معربا (أى) وفى

تأنيث التّا صل بها أو اكتف

وحيث صدر وصله يستلب

يبنى وفى بعض الكلام يعرب

وعند حذف ما له يضاف

فليس فى إعرابه خلاف

وتقتضى شرطا أو استفهاما

ملتزما إعرابه التزاما

ونعت منكور وحالا قد أتى

ك (حبتر) يتلوه : (أيّما فتى)

(ش) المراد بالمواضى : «الّذى» و «الّتى» وتثنيتهما وجمعهما.

و «أى» تقع مواقعها كلها نحو : «أوص من بنيك وبناتك أيّهم هو أعقل وأيّهنّ أو أيّتهنّ هى أعقل».

ولا بد من إعرابها إذا كملت صلتها أو حذف ما تضاف إليه نحو قولك : «أوص من بنيك أيّا هو أفضل أو أيّا أفضل».

فإن صرح بما تضاف إليه وحذف صدر الصلة ، بنيت على الضم كقوله ـ تعالى ـ : (ثُمَّ لَنَنْزِعَنَّ مِنْ كُلِّ شِيعَةٍ أَيُّهُمْ أَشَدُّ عَلَى الرَّحْمنِ عِتِيًّا) [مريم : ٦٩]

ومثله قول الشاعر : [من المتقارب]

إذا ما لقيت بنى مالك

فسلّم على أيّهم أفضل (١)

وقد تعرب ـ أيضا ـ عند حذف صدر صلتها مع التصريح بما تضاف إليه.

ومن ذلك قراءة بعضهم : «أيّهم أشدّ» بفتح الياء.

ومثال اقتضائها شرطا قوله ـ تعالى ـ : (أَيًّا ما تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْماءُ) [الإسراء : ١١٠]

ومثال اقتضائها استفهاما قوله ـ تعالى ـ : (فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالْأَمْنِ) [الأنعام : ٨١]

وتجىء نعتا لنكرة دالا على الكمال كقولك : «مررت برجل أى رجل» ، أى :

__________________

(١) البيت لغسّان بن وعلة فى الدرر ١ / ٢٧٢ ، وشرح التصريح ١ / ١٣٥ ، والمقاصد النحويّة ١ / ٤٣٦ ، وله أو لرجل من غسان فى شرح شواهد المغنى ١ / ٢٣٦ ، ولغسّان فى الإنصاف ٢ / ٧١٥ ، ولغسان أو لرجل من غسان فى خزانة الأدب ٦ / ٦١ ، وبلا نسبة فى أوضح المسالك ١ / ١٥٠ ، وتخليص الشواهد ص ١٥٨ ، وجواهر الأدب ص ٢١٠ ، ورصف المبانى ص ١٩٧ ، وشرح الأشمونى ١ / ٧٧ ، وشرح ابن عقيل ص ٨٧ ، وشرح المفصل ٣ / ١٤٧ ، ٤ / ٢١ ، ٧ / ٨٧ ، ولسان العرب (أيا) ، ومغنى اللبيب ١ / ٧٨ ، وهمع الهوامع ١ / ٨٤.

١٢٠