شرح الكافية الشّافية - ج ١

أبي عبد الله جمال الدين محمّد بن عبد الله بن محمّد بن مالك الطائي الجياني الشافعي

شرح الكافية الشّافية - ج ١

المؤلف:

أبي عبد الله جمال الدين محمّد بن عبد الله بن محمّد بن مالك الطائي الجياني الشافعي


المحقق: علي محمّد معوّض
الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: دار الكتب العلميّة
الطبعة: ١
ISBN: 2-7451-2874-4
الصفحات: ٥٨٣
الجزء ١ الجزء ٢

وإما مضاف إلى أحدهما.

وإما موصوف بالموصول المذكور بشرط قصد العموم ، واستقبال معنى الصلة ، أو الصفة.

نحو : «الّذى يأتينى ، أو فى الدّار فله درهم».

و «رجل يسألنى ، أو فى المسجد فله برّ».

و «كلّ الّذى تفعل فلك أو عليك».

و «كلّ رجل يتّقى الله فسعيد».

و «السّعى الّذى تسعاه فستلقاه».

فلو عدم العموم لم تدخل الفاء ؛ لانتفاء شبه الشرط ، وكذا لو عدم الاستقبال ، أو وجد مع الصلة ، أو الصفة حرف شرط.

وربما دخلت فى خبر موصول مع عدم العموم ، والاستقبال كقوله ـ تعالى ـ : (وَما أَصابَكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعانِ فَبِإِذْنِ اللهِ) [آل عمران : ١٦٦]

(ص)

وذا الجواز بعد (لكنّ) و (أنّ)

و (إنّ) باق وأبى أبو الحسن

وغير باق هو بعد ما بقى

بغير خلف فانتق الّذى انتقى

(ش) إذا دخل شيء من نواسخ الابتداء على المبتدإ الذى اقترن خبره بالفاء أزال الفاء ، إن لم يكن (إن) أو (أن) أو «لكنّ» بإجماع من المحققين.

فإن كان الناسخ «إنّ» أو «أنّ» أو «لكنّ» جاز بقاء الفاء ؛ نص على ذلك فى «إنّ» و «أنّ» سيبويه (١) وهو الصحيح الذى ورد نص القرآن المجيد به كقوله ـ تعالى ـ : (إِنَّ الَّذِينَ قالُوا رَبُّنَا اللهُ ثُمَّ اسْتَقامُوا فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ) [الأحقاف : ١٣] (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَماتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْ أَحَدِهِمْ مِلْءُ الْأَرْضِ ذَهَباً) [آل عمران : ٩١] (إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِآياتِ اللهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَيَقْتُلُونَ الَّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ مِنَ النَّاسِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذابٍ أَلِيمٍ) [آل عمران : ٢١] (قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلاقِيكُمْ) [الجمعة : ٨] (وَاعْلَمُوا أَنَّما غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ) [الأنفال : ٤١].

__________________

(١) ينظر : الكتاب (٣ / ١٠٢).

١٦١

ومثال ذلك مع «لكنّ» قول الشاعر :

بكلّ داهية (١) ألقى العداة وقد

يظنّ أنّى فى مكرى بهم فزع

كلا ولكنّ ما أبديه من فرق (٢)

فكى يغرّوا فيغريهم بى الطّمع (٣)

ومثله قول الشاعر الآخر :

فو الله ما فارقتكم قاليا (٤) لكم

ولكنّ ما يقضى فسوف يكون (٥)

وروى عن الأخفش أنه منع من دخول الفاء بعد «إنّ» ، وهذا عجيب ؛ لأن زيادة الفاء على رأيه جائزة ، وإن لم يكن المبتدأ يشبه أداة شرط ؛ نحو : «زيد فقائم» ؛ فإذا دخلت علياسم يشبه أداة الشرط ، فوجود الفاء فى الخبر أحسن وأسهل من وجودها فى خبر «زيد» وشبهه.

وثبوت هذا عن الأخفش مستبعد.

وقد ظفرت له فى كتابه «فى معانى القرآن» (٦) بأنه موافق لسيبويه فى بقاء الفاء بعد دخول «إنّ» وذلك أنه قال :

«وأما (وَالَّذانِ يَأْتِيانِها مِنْكُمْ فَآذُوهُما) [النساء : ١٦]

فقد يجوز أن يكون هذا خبر المبتدإ ؛ لأن «الّذى» إذا كان صلته فعلا جاز أن يكون خبره بالفاء نحو قول الله ـ تعالى ـ : (إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ ظالِمِي أَنْفُسِهِمْ) [النساء : ٩٧] ثم قال : (فَأُولئِكَ مَأْواهُمْ جَهَنَّمُ)».

__________________

(١) الداهية : يقال : رجل داهية : بصير بالأمور. (الوسيط ـ دهى).

(٢) الفرق ـ بالتحريك ـ : الخوف. (اللسان ـ فرق).

(٣) البيتان من البسيط ، وهما بلا نسبة فى شرح الأشمونى ١ / ١٠٨.

(٤) يقال : قلى فلانا قليا : أبغضه وهجره. ينظر : الوسيط (قلى).

(٥) البيت لذى القرنين أبى المطاع بن حمدان فى تاج العروس (برد) ، ومعجم البلدان (بردى) ، وللأفوه الأودى فى الدرر ٢ / ٤٠ ، وليس فى ديوانه ، وبلا نسبة فى أمالى القالى ١ / ٩٩ ، وأوضح المسالك ١ / ٣٤٨ ، وشرح الأشمونى ١ / ١٠٨ ، وشرح التصريح ١ / ٢٢٥ ، وشرح قطر الندى ص ١٤٩ ، ومعجم البلدان (الحجاز) ، والمقاصد النحوية ٢ / ٣١٥ ، وهمع الهوامع ١ / ١١٠.

(٦) ينظر : معانى القرآن للأخفش (١ / ٢٥١ ، ٢٥٢).

١٦٢

باب الأفعال الرافعة الاسم الناصبة الخبر

(ص)

كان بها المبتدأ ارفع ناصبا

خبره كـ (كان زيد صاحبا)

ومثل (كان) : (ظلّ) (بات) (أضحى)

(أصبح) (أمسى) (صار بشر سمحا)

وهكذا (ليس) و (زال) و (برح)

(فتئ) و (انفكّ) وكلّ متّضح

وألزم الأربعة الأواخرا

نفيا كـ (ما زال ابن عوف شاكرا)

ومثل (كان) : (دام) بعد ما لدى

إفهام مدّة كقول من شدا

(لتقربنّ قربا (١) جلذيّا (٢)

ما دام فيهنّ فصيل حيّا)

(ش) هذه الثلاثة عشر فعلا متساوية فى دخولهن على المبتدإ والخبر ، وعملهن فيهما العمل المذكور.

إلا أن «ليس» وما قبلها تعمله بلا شرط ، و «زال» و «برح» و «فتئ» و «انفكّ» تعمله بشرط مصاحبة نفى ، و «دام» تعمله بشرط مصاحبتها «ما» المصدرية النائبة عن ظرف زمان.

وقد يحذف النافى لـ «زال» وأخواتها للعلم به كقوله ـ تعالى ـ : (تَاللهِ تَفْتَؤُا تَذْكُرُ يُوسُفَ) [يوسف : ٨٥] أى : لا تفتأ تذكر.

وكقول الشاعر : [من مجزوء الكامل]

تنفكّ تسمع ما حيي

ت بهالك حتّى تكونه (٣)

وما كان منها بلفظ الماضى نفى بـ «ما» أو «لا» أو «إن».

وما كان منها بلفظ المضارع نفى بكل ناف حتى بـ «ليس» ؛ كقول الشاعر :

[من الطويل]

ولست وإن أقصيت أنفكّ ذا هوى

به العاذل القاسى يمهّد لى عذرا (٤)

__________________

(١) القرب ـ بالتحريك ـ سير الليل لورد الغد. (القاموس المحيط ـ قرب).

(٢) الجلذىّ : السير القوى السريع. (مقاييس اللغة جلذ).

(٣) البيت لخليفة بن براز فى خزانة الأدب ٩ / ٢٤٢ ، ٢٤٣ ، والدرر ٢ / ٤٥ ، والمقاصد النحوية ٢ / ٧٥ ، وبلا نسبة فى الإنصاف ٢ / ٨٢٤ ، وتخليص الشواهد ص ٢٣٣ ، وخزانة الأدب ١٠ / ٩٩ ، وشرح عمدة الحافظ ص ١٩٨ ، وشرح المفصل ٧ / ١٠٩ ، وهمع الهوامع ١ / ١١١.

(٤) البيت بلا نسبة فى شرح التسهيل ١ / ٥٤.

١٦٣

فلذلك قلت :

 ...

لنفى ...

فأطلقت ولم أخص نافيا من ناف.

ثم قلت :

 ...

 ... أو شبه نفى ...

ليدخل ما معه نهى ؛ كقول الشاعر : [من الخفيف]

صاح شمر ولا تزل ذاكر المو

ت فنسيانه ضلال مبين (١)

وما معه «غير» ؛ كقول الشاعر : [من البسيط]

إنّ امرأ غير منفكّ معين حجا

على هوى فاتح للموت أبوابا

وما معه تقليل يراد به النفى ؛ كقول الشاعر : [من الخفيف]

قلّما يبرح اللّبيب إلى ما

يورث المجد داعيا أو مجيبا (٢)

وأما «دام» المشار إليها فكقوله ـ تعالى ـ : (وَأَوْصانِي بِالصَّلاةِ وَالزَّكاةِ ما دُمْتُ حَيًّا) [مريم : ٢١]

فـ (ما) مصدرية فى موضع زمان والتقدير : مدة دوامى حيّا.

والتاء : اسم «دام» ، و «حيّا» : خبرها.

وكذلك :

 ...

 ... دام ...

التى فى الرجز ؛ لأن «ما» قبلها مصدرية فى موضع ظرف زمان ، و «فصيل» اسمها ، و «حيّا» خبرها.

ويجوز أن يكون «فيهنّ» : خبرا ، و «حيّا» : حال مؤكدة.

فلو خلت «دام» من «ما» المصدرية لم يكن لها اسم ، ولا خبر.

فلو وقع بعدها مرفوع ومنصوب جعل المرفوع فاعلا ، والمنصوب حالا نحو

__________________

(١) البيت بلا نسبة فى أوضح المسالك ١ / ٢٣٤ ، وتخليص الشواهد ص ٢٣٠ ، والدرر ٢ / ٤٤ ، وشرح الأشمونى ١ / ١١٠ ، وشرح التصريح ١ / ١٨٥ ، وشرح ابن عقيل ص ١٣٦ ، وشرح عمدة الحافظ ص ١٩٩ ، وشرح قطر الندى ص ١٢٧ ، والمقاصد النحوية ٢ / ١٤ ، وهمع الهوامع ١ / ١١١.

(٢) البيت بلا نسبة فى تذكرة النحاة ص ٣٠٤ ، وشرح التصريح ١ / ١٨٥ ، وشرح شواهد المغنى ص ٣٠٦.

١٦٤

قولهم : «دام زيد صحيحا».

وكذلك لو كان معها «ما» المصدرية ، ولم تكن فى موضع ظرف زمان نحو : «عجبت ممّا دام زيد صحيحا».

أى : من دوامه صحيحا.

فـ «زيد» : فاعل ، و «صحيحا» حال ؛ ولذا لا يجوز تعريفه ؛ بخلاف الخبر فإنه جائز التعريف.

وقد تستعمل «دام» بعد «ما» المصدرية النائبة عن ظرف الزمان تامة تشبيها بـ «بقى» (١) فتستغنى عن خبر كقوله ـ تعالى ـ : (خالِدِينَ فِيها ما دامَتِ السَّماواتُ وَالْأَرْضُ) [هود : ١٠٧]. والله أعلم.

(ص)

وما سوى (دام) و (ليس) صرّفا

وللتّصاريف اجعلن ما وصفا

فغير ماض مثله فى العمل

كذا اسم فاعل ومصدر جلى

من ذاك : (لست زائلا أحبّك)

(كونك إيّاه) كذاك قد حكى

(ش) لا حظ لـ «ليس» ولا لـ «دام» فى التصرف ؛ إذ لا يستعملان إلا بلفظ الماضى.

وأما غيرهما من أفعال هذا الباب فله لفظ ماض ، ولفظ مضارع ، ولفظ اسم فاعل.

ولغير (زال) وأخواتها ـ أيضا ـ فعل أمر ، ومصدر.

وكل هذه التصاريف تعمل العمل المذكور ؛ فعمل الأفعال بين.

وأما عمل المصدر : فكقول الشاعر : [من الطويل]

ببذل وحلم ساد فى قومه الفتى

وكونك إيّاه عليك يسير (٢)

وأما عمل اسم الفاعل : فكقول الآخر : [من الطويل]

وما كلّ من يبدى البشاشة (٣) كائنا

أخاك إذا لم تلفه لك منجدا (٤)

__________________

(١) فى أ: نفى.

(٢) البيت بلا نسبة فى أوضح المسالك ١ / ٢٣٩ ، وتخليص الشواهد ص ٢٣٣ ، والدرر ١ / ٥٦ ، وشرح الأشمونى ١ / ١١٢ ، وشرح التصريح ١ / ١٨٧ ، وشرح ابن عقيل ص ١٣٨ ، والمقاصد النحوية ٢ / ١٥ ، وهمع الهوامع ١ / ١١٤.

(٣) بش وجهه بشاشة : تهلل. (الوسيط ـ بشش).

(٤) نجد الرجل ينجد نجدة : إذا صار شجاعا. (مقاييس اللغة ـ نجد).

١٦٥

وقال آخر : [من الطويل]

قضى الله يا أسماء أن لست زائلا

أحبّك حتى يغمض العين مغمض (١)

(ص)

واجعل كـ (صار) ما بمعناه ورد

(آض) (رجع) عاد (استحال) و (قعد)

و (حار) و (ارتدّ) كذا (تحوّلا)

وهكذا (غدا) و (راح) جعلا

وألحقوا بهنّ (جاءت حاجتك)

من بعد (ما) فاصرف لها عنايتك

ومثل (صار) سابقاته سوى

(بات) وستّهنّ فى رأى سوا

(ش) يساوى «صار» فى العمل ما وافقها فى المعنى ؛ كقول الشاعر : [من الطويل]

وربّيته حتّى إذا ما تركته

أخا القوم واستغنى عن المسح شاربه (٢)

وبالمحض (٣) حتّى آض جعدا عنطنطا (٤)

إذا قام ساوى غارب (٥) الفحل غاربه (٦)

وقال آخر : [من الطويل]

وكان مضلّى من هديت برشده

فلله مغو عاد بالرّشد آمرا (٧)

__________________

والبيت بلا نسبة فى أوضح المسالك ١ / ٢٣٩ ، وتخليص الشواهد ص ٢٣٤ ، والدرر ٢ / ٥٨ ، وشرح الأشمونى ١ / ١١٢ ، وشرح التصريح ١ / ١٨٧ ، وشرح ابن عقيل ص ١٣٨ ، والمقاصد النحوية ٢ / ١٧ ، وهمع الهوامع ١ / ١١٤.

(١) البيت للحسين بن مطير فى ديوانه ص ١٧٠ ، والدرر ٢ / ٦٠ ، وشرح التصريح ١ / ١٨٧ ، ولسان العرب (غمض) ، ومجالس ثعلب ١ / ٢٦٥ ، والمقصد النحوية ٢ / ١٨ ، وبلا نسبة فى أوضح المسالك ١ / ٢٤٠ ، وتخليص الشواهد ص ٢٣٤ ، وشرح عمدة الحافظ ص ١٩٧ ، وهمع الهوامع ١ / ١١٤.

(٢) البيت لفرعان بن الأعرف فى الدرر ٢ / ٢٥١ ، وشرح ديوان الحماسة للمرزوقى ص ١٤٤٥ ، ولسان العرب (جعد) ، والمقاصد النحوية ٢ / ٣٩٨ ، وبلا نسبة فى شرح الأشمونى ١ / ١٥٩ ، وشرح ابن عقيل ص ٢١٧ ، وهمع الهوامع ١ / ١٥٠.

(٣) اللبن المحض : الخالص. (مقاييس اللغة ـ محض).

(٤) العنطنط : اشتقاقه من (عنط) ... أصل يدل على طول جسم وحسن قوام. (مقاييس اللغة ـ عنط).

(٥) الغارب : أعلى الظهر والسنام. (مقاييس اللغة ـ غرب).

(٦) البيت لفرعان التميمى فى لسان العرب (جعد) ، والمقاصد النحوية ٢ / ٣٩٨ ، وبلا نسبة فى شرح الأشمونى ١ / ١١٠.

(٧) البيت لسواد بن قارب فى الدرر ٢ / ٥٠ ، ٧٢ ، وبلا نسبة فى همع الهوامع ١ / ١١٢ ، ١١٩.

١٦٦

وفى الحديث : «فاستحالت غربا» (١).

وفى حديث آخر : «لا ترجعوا بعدى كفّارا يضرب بعضكم رقاب بعض» (٢).

ومن كلام العرب : «أرهف (٣) شفرته (٤) حتّى قعدت كأنّها حربة».

وقال بعض العرب [وهو لبيد بن ربيعة] : [من الطويل]

وما المرء إلا كالشّهاب وضوئه

يحور رمادا بعد إذ هو ساطع (٥)

وقال الله ـ تعالى ـ : (أَلْقاهُ عَلى وَجْهِهِ فَارْتَدَّ بَصِيراً) [يوسف : ٩٧].

وقال امرؤ القيس : [من الطويل]

وبدّلت قرحا داميا بعد صحّة

فيا لك من نعمى تحوّلن أبؤسا (٦)

__________________

(١) رواه البخارى فى «صحيحه» (٧ / ٣٦٧) كتاب فضائل أصحاب النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، باب : قول النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم حديث (٣٦٦٤) وأطرافه فى (٧٠٢١) ، (٧٠٢٢) ، (٧٤٧٥) ومسلم فى «صحيحه» (٤ / ١٨٦٠) كتاب فضائل الصحابة ، باب : من فضائل عمر رضى الله تعالى عنه حديث (٢٣٩٢) ، والنسائى فى فضائل الصحابة (١٥) وأحمد فى (٢ / ٣١٨ ، ٣٦٨ ، ٤٥٠).

(٢) أخرجه البخارى (٧ / ٧٠٩ ـ ٧١٠) : كتاب المغازى : باب حجة الوداع حديث (٤٤٠٢ ، ٤٤٠٣) وفى (١٠ / ٥٦٨) : كتاب الأدب : باب ما جاء فى قول الرجل ويلك حديث (٦١٦٦) ، وفى (١٢ / ٨٧) : كتاب الحدود : باب ظهر المؤمن حمى حديث (٦٧٨٥) وفى (١٢ / ١٩٨) ، كتاب الديات باب قول الله تعالى ((وَمَنْ أَحْياها ...)) حديث (٦٨٦٨) ، ومسلم (١ / ٢٩٢ ، ٢٩٣) كتاب الإيمان : باب بيان معنى قول النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «لا ترجعوا بعدى كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض» حديث (١١٩ ، ١٢٠ / ٦٦) ، وأبو داود (٢ / ٦٣٣) : كتاب السنة : باب الدليل على زيادة الإيمان ونقصانه حديث (٤٦٨٦ ، والنسائى (٧ / ١٢٦) : كتاب تحريم الدم : باب تحريم القتل حديث (٤١٢٥) ، وابن ماجه (٢ / ١٣٠٠) كتاب الفتن : باب لا ترجعوا بعدى كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض حديث (٣٩٤٣) ، وابن أبى شيبة (١٥ / ٣٠) ، وأحمد (٢ / ٨٥ ، ٨٧ ، ١٠٤) ، وأبو عوانة (١ / ٢٥ ـ ٢٦) ، وابن حبان (١٨٧) ، وابن منده فى الإيمان (٢ / ٦٧٤) رقم (٦٥٨) ، والبيهقى (٦ / ٩٢) : كتاب الغصب : باب تحريم الغصب ، والطبرانى فى الكبير (١٣١٢١ ، ١٣٣٣٦ ، ١٣٣٤٨ ، ١٣٥٣٤) من طرق عن ابن عمر.

(٣) رهف السيف : رقّقه كأرهفه. (القاموس ـ رهف).

(٤) الشفرة : السكين العظيم وما عرض من الحديد وحدد. (القاموس : شفر).

(٥) البيت فى ديوانه ص ١٦٩ ، وحماسة البحترى ص ٨٤ ، والدرر ٢ / ٥٣ ، ولسان العرب (حور) ، وبلا نسبة فى شرح الأشمونى ١ / ١١٠.

(٦) البيت فى ديوانه ص ١٠٧ ، وخزانة الأدب ١ / ٣٣١ ، والدرر ٢ / ٥٤ ، وشرح شواهد المغنى ٢ / ٦٩٥ ، ولسان العرب (علل) ، وبلا نسبة فى مغنى اللبيب ١ / ٢٨٨ ، همع الهوامع ١ / ١١٢.

١٦٧

ويروى :

 ...

لعلّ منايانا تحوّلن أبؤسا

وحكى سيبويه (١) عن بعض العرب : «ما جاءت حاجتك» ـ بالرفع والنصب ـ بمعنى : ما صارت.

فهذه ثمانية أفعال مساوية لـ «صار» معنى وعملا.

وأما «غدا» و «راح» فإنهما ملحقان ـ عند بعضهم ـ بها ـ أيضا ـ.

إلا أنى لم أجد لذلك شاهدا من كلام العرب يكون الاستدلال به صريحا.

ويمكن أن يستدل على ذلك بقوله ـ عليه‌السلام ـ. «... لرزقتم كما ترزق الطّير : تغدو خماصا ، وتروح بطانا» (٢).

وأما «كان» و «ظلّ» و «أضحى» و «أصبح» و «أمسى» فاستعمالها بمعنى «صار» كثير :

كقوله ـ تعالى ـ : (وَفُتِحَتِ السَّماءُ فَكانَتْ أَبْواباً وَسُيِّرَتِ الْجِبالُ فَكانَتْ سَراباً) [النبأ : ١٩ ـ ٢٠]

وقال ذو الرمة (٣) : [من الطويل]

بتيهاء (٤) قفر (٥) والمطى كأنّها

قطا الحزن قد كانت فراخا بيوضها (٦)

__________________

(١) ينظر : الكتاب (١ / ٥١).

(٢) أخرجه الترمذى (٤ / ٥٧٣) كتاب الزهد : باب فى التوكل على الله حديث (٢٣٤٤) ، وابن ماجه (٢ / ١٣٩٤) : كتاب الزهد : باب التوكل واليقين حديث (٤١٦٤) ، وأحمد (١ / ٣٠) ، وأبو يعلى (١ / ٢١٢) رقم (٢٤٧) ، وابن حبان (٢ / ٥٠٩) رقم (٧٣٠) ، وابن المبارك فى «الزهد» (ص ١٩٦ ـ ١٩٧) رقم (٥٥٩) ، والحاكم (٤ / ٣١٨) ، وأبو نعيم (١٠ / ٦٩) ، والقضاعى فى «مسند الشهاب» رقم (١٤٤٥) ، والبغوى فى «شرح السنة» (٧ / ٣٢٨) كلهم من حديث عمر بن الخطاب وقال الترمذي : هذا حديث حسن صحيح.

(٣) هو غيلان بن عقبة بن نهيس بن مسعود العدوى ، أبو الحارث ذو الرمة. شاعر ، من فحول الطبقة الثانية فى عصره. قال أبو عمرو بن العلاء : فتح الشعر بامرئ القيس ، وختم بذى الرمة. امتاز شعره بإجادة التشبيه ، له ديوان شعر ، توفى سنة ١١٧ ه‍.

ينظر : الأعلام (٥ / ١٢٤) ، الشعر والشعراء (٢٠٦) ، وفيات الأعيان (١ / ٤٠٤).

(٤) التيهاء : المفازة يتيه فيها الإنسان. (مقاييس اللغة ـ تيه).

(٥) القفر : الأرض الخالية. (مقاييس اللغة ـ قفر).

(٦) البيت لعمرو بن أحمر فى ديوانه ص ١١٩ ، والحيوان ٥ / ٥٧٥ ، وخزانة الأدب ٩ / ٢٠١ ، ولسان العرب (عرض) ، (كون) ، وله أو لابن كنز فى شرح شواهد الإيضاح ص ٥٢٥ ، وبلا ـ

١٦٨

وورود «ظلّ» بمعنى «صار» كقوله ـ تعالى ـ : (ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ) [النحل : ٥٨]

وإنما أصل «ظلّ» : الدلالة على الاتصاف نهارا بالمخبر به.

و «بات» تقابلها كقوله ـ تعالى ـ : (وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّداً وَقِياماً) [الفرقان : ٦٤]

وكقول الشاعر : [من الطويل]

وبات وليد الحى طيّان ساغبا

وكاعبهم ذات القفاوة أسغب (١)

وقد جمعهما الراجز فى قوله : [من الرجز]

أظلّ أرعى وأبيت أطحن

الموت من بعد الحياة أهون (٢)

وزعم الزمخشرى أن «بات» ترد ـ أيضا ـ بمعنى «صار» ولا حجة له على ذلك ، ولا لمن وافقه (٣).

وورود «أضحى» بمعنى «صار» كقول الشاعر : [من الخفيف]

ثمّ أضحوا كأنّهم ورق جف

ف فألوت به الصّبا (٤) والدّبور (٥)

وورود «أصبح» بمعنى «صار» كقوله ـ تعالى ـ : (فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْواناً) [آل عمران : ١٠٣]

__________________

ـ نسبة فى أسرار العربية ص ١٣٧ ، وشرح الأشمونى ١ / ١١١ ، وشرح ديوان الحماسة للمرزوقى ص ٦٨ ، وشرح المفصل ٧ / ١٠٢ ، والمعانى الكبير ١ / ٣١٣.

(١) البيت للكميت فى شرح هاشميات الكميت ص ٧٨ ، ولسان العرب (عفا) ، (قفا) ، وتهذيب اللغة ٣ / ٣٢٩ ، ومقاييس اللغة ٤ / ٥٧ ، وأساس البلاغة ص ٣٧٤ (قفو) ، وتاج العروس (عفا) ، (قفا) ، وبلا نسبة فى المخصص ٤ / ١٢٣.

(٢) هذا البيت بلا نسبة فى شرح التسهيل (١ / ٣٤٦).

(٣) قال الزمخشرى : (وظل وبات على معنيين ، أحدهما : اقتران مضمون الجملة بالوقتين الخاصين على طريقة كان ، والثانى : كينونتها بمعنى صار ومنه قوله عز اسمه : (وَإِذا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالْأُنْثى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا). ينظر : شرح المفصل ٧ / ١٠٥.

(٤) الصبا : ريح من الرياح ، وهى التى تستقبل القبلة. (مقاييس اللغة ـ صبى).

(٥) الدبور : ريح ثقيل من دبر الكعبة. (مقاييس اللغة ـ دبر).

والبيت لعدى بن زيد فى ديوانه ص ٩٠ ، والدرر ٢ / ٥٧ ، وشرح شواهد المغنى ١ / ٤٧٠ ، وشرح المفصل ٧ / ١٠٤ ، والشعر والشعراء ١ / ٢٣٢ ، وبلا نسبة فى شرح الأشمونى ١ / ١١١ ، وشرح عمدة الحافظ ص ٢١١.

١٦٩

ومن ورود «أصبح» و (أمسى» بمعنى «صار» قول الفرزدق : [من البسيط]

فأصبحوا قد أعاد الله نعمتهم

إذ هم قريش ، وإذ ما مثلهم بشر (١)

وقال النابغة الذبيانى (٢) : [من البسيط]

أمست خلاء ، وأمسى أهلها احتملوا

أخنى (٣) عليها الّذى أخنى على لبد (٤)

(ص)

وقدّم ان شئت على الفعل الخبر

ما لم يكن (دام) وفى (ليس) نظر

ومنع تقديم عليها أمثل

عندى ، وقوم الجواز فضّلوا

وما بمنفىّ بـ (ما) علق لا

يسبقها ، والخلف فيه قد خلا

(ش) تقديم الخبر فى هذا الباب شبيه بتقديم المفعول ، فليحكم بجوازه ما لم يمنع مانع.

فتقول : «قائما كان زيد» كما تقول : «عمرا ضرب زيد».

فإن عرض مانع فعل بمقتضاه ؛ كدخول حرف مصدرى على «كان» نحو : «أن يكون زيد صديقك خير من أن يكون عدوّك».

فتقديم الخبر فى مثل هذا ممتنع ؛ لأن الفعل صلة لـ «أن» ومعمول الصلة داخل فى حكم الصلة.

__________________

(١) البيت فى ديوانه ١ / ١٨٥ ، والأشباه والنظائر ٢ / ٢٠٩ ، ٣ / ١٢٢ ، وتخليص الشواهد ص ٢٨١ ، والجنى الدانى ص ١٨٩ ، ٣٢٤ ، ٤٤٦ ، وخزانة الأدب ٤ / ١٣٣ ، ١٣٨ ، والدرر ٢ / ١٠٣ ، ٣ / ١٥٠ ، وشرح أبيات سيبويه ١ / ١٦٢ ، وشرح التصريح ١ / ١٩٨ ، وشرح شواهد المغنى ١ / ٢٣٧ ، ٢ / ٧٨٢ ، والكتاب ١ / ٦٠ ، ومغنى اللبيب ص ٣٦٣ ، ٥١٧ ، ٦٠٠ ، والمقاصد النحوية ٢ / ٩٦ ، والمقتضب ٤ / ١٩١ والهمع ١ / ١٢٤ ، وبلا نسبة فى أوضح المسالك ١ / ٢٨٠ ، ورصف المبانى ص ٣١٢ ، وشرح الأشمونى ١ / ١٢٢ ، ومغنى اللبيب ص ٨٢ ، والمقرب ١ / ١٠٢.

(٢) هو زياد بن معاوية بن ضباب الذبيانى الغطفانى المضرى ، أبو أمامة ، شاعر جاهلى من الطبقة الأولى من أهل الحجاز ، كان يعرض عليه أشعار الشعراء ، كان أحد الأشراف فى الجاهلية ، وكان مقربا عند النعمان بن المنذر ، له شعر كثير ، وله ديوان شعر.

ينظر : الأعلام (٣ / ٥٤ ـ ٥٥) ، الأغانى (١١ / ٣) ، نهاية الأرب (٣ / ٥٩).

(٣) أخنى : أفسد. (اللسان : خنا).

(٤) لبد : آخر نسور لقمان. (القاموس المحيط ـ لبد).

والبيت فى ديوانه ص ١٦ ، وجمهرة اللغة ص ١٠٥٧ ، وخزانة الأدب ٤ / ٥ ، والدرر ٢ / ٥٧ ، ولسان العرب (لبد) ، (خنا) ، وبلا نسبة فى شرح الأشمونى ١ / ١١١ ، وشرح عمدة الحافظ ص ٢١٠ ، وشرح قطر الندى ص ١٣٤ ، وهمع الهوامع ١ / ١١٤.

١٧٠

ولهذا امتنع تقديم خبر «دام» عليها أبدا ؛ لأنها لا تخلو من وقوعها صلة لـ (ما).

واختلف فى تقديم خبر «ليس» : فأجازه قوم ، ومنعه قوم.

والمنع أحب إلى ؛ لشبه «ليس» بـ «ما» فى النفى ، وعدم التصرف.

ولأن «عسى» لا يتقدم خبرها عليها إجماعا ؛ لعدم تصرفها مع الاتفاق على فعليتها ؛ فـ «ليس» أولى بذلك لمساواتها لها فى عدم التصرف مع الاختلاف فى فعليتها.

وإذا نفى الفعل فى هذا الباب ، وغيره بـ «ما» لم يتقدم معموله عليها إجماعا ؛ لأن «ما» النافية لها صدر الكلام ؛ ولذلك لم تعامل معاملة «لا» فتتوسط بين جار ومجرور ، أو جازم ومجزوم ، كما تتوسط «لا».

فلا يقال : «جئت بما شيء» و «إنما تفعل فعلت».

كما يقال : «جئت بلا شيء» و «إن لا تفعل فعلت».

فعلى هذا لا يجوز أن يقال فى : «ما كان زيد فاضلا» و «ما زال عمرو جاهلا» : «فاضلا ما كان زيد» و «جاهلا ما زال عمرو».

وكلاهما جائز عند الكوفيين ؛ لأن «ما» عندهم لا يلزم تصديرها.

ووافق ابن كيسان (١) البصريين فى «ما كان» ونحوه.

وخالفهم فى «ما زال» وأخواتها ؛ لأن نفيها إيجاب ، والخبر بعدها كخبر «كان» المثبتة.

فلم يمتنع عنده : «جاهلا ما زال عمرو» (٢) كما لا يمتنع : «جاهلا كان عمرو».

فلو كان النفى بـ «لا» أو «لن» أو «لم» جاز التقديم عند الجميع نحو :

«عالما لم يزل زيد».

قال الشاعر : [من الطويل]

ورجّ الفتى للخير ما إن رأيته

على السّنّ خيرا لا يزال يزيد (٣)

__________________

(١) هو محمد بن أحمد بن إبراهيم بن كيسان ، أبو الحسن النحوى ، كان يحفظ المذهبين البصرى والكوفى فى النحو ، وأخذ عن المبرد وثعلب ، له تصانيف كثيرة منها : المهذب فى النحو ، اللامات ، البرهان ، علل النحو ، معانى القرآن ، غريب الحديث ... ، وغيرها. مات سنة (٢٩٩ ه‍). ينظر : بغية الوعاة (١ / ١٨ ـ ١٩) ، معجم الأدباء (١٧ / ١٣٨).

(٢) فى أ: ما زال زيد.

(٣) البيت للمعلوط القريعى فى شرح التصريح ١ / ١٨٩ ، وشرح شواهد المغنى ص ٨٥ ، ٧١٦ ، ولسان العرب (أنن) ، والمقاصد النحوية ٢ / ٢٢ ، وبلا نسبة فى الأزهية ص ٥٢ ، ٩٦ ، ـ

١٧١

أراد : لا يزال يزيد على السن خيرا.

فقدم معمول «يزيد» وهو خبر «يزال» مع نفيها بـ «لا» ، وتقدم المعمول يؤذن بتقدم العامل غالبا.

فلو كان النفى بـ «ما» لم يجز التقديم عليها.

ولا يمتنع توسيطه بينها وبين الفعل ؛ كما لم يمتنع مع غير «زال» وأخواتها :

كقول الكميت : [من الطويل]

طربت وما شوقا إلى البيض أطرب

ولا لعبا منّى وذو الشّيب يلعب (١)

أو كقول الراجز : [من الرجز]

ما ذا صبابة (٢) عهدت فى الصّبا

فكيف تيّمت وهمت أشيبا؟

(ص)

وحيث لا مانع للتّوسيط قد

يجوز فى كلّ ، وحتما قد ورد

فى نحو : (كان عند هند بعلها)

و (ليس فى تلك الدّيار أهلها)

(ش) توسيط الخبر كقوله ـ تعالى ـ : (وَكانَ حَقًّا عَلَيْنا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ) [الروم : ٤٧]

وهو جائز فى جميع هذه الأفعال حتى فى «ليس» و «دام» ؛ بخلاف التقديم.

وقد يعرض ما يمنع من التوسيط ، وما يجعله ـ أيضا ـ واجبا.

فمنع التوسيط لأسباب :

منها خوف اللبس نحو : «كان صاحبى عدوّى».

ومنها : أن يقترن الخبر بـ «إلا» نحو : «ما كان زيد إلا فى الدّار».

ومنها : أن يكون الخبر مضافا إلى ضمير يعود على ما أضيف إليه اسم «كان»

__________________

ـ والأشباه والنظائر ٢ / ١٨٧ ، وأوضح المسالك ١ / ٢٤٦ ، والجنى الدانى ص ٢١١ ، وجواهر الأدب ص ٢٠٨ ، وخزانة الأدب ٨ / ٤٤٣ ، والخصائص ١ / ١١٠ ، والدرر ٢ / ١١٠ ، وسر صناعة الإعراب ١ / ٣٧٨ ، وشرح المفصل ٨ / ١٣٠ ، والكتاب ٤ / ٢٢٢ ، ومغنى اللبيب ١ / ٢٥ ، والمقرب ١ / ٩٧ ، وهمع الهوامع ١ / ١٢٥.

(١) البيت فى جواهر الأدب ص ٣٩ ، وخزانة الأدب ٤ / ٣١٣ ، ٣١٤ ، ٣١٥ ، ٣١٩ ، ١١ / ١٢٣ ، والدرر ٣ / ٨١ ، وشرح شواهد المغنى ص ٣٤ ، والمحتسب ١ / ٥٠ ، ٢ / ٢٠٥ ، ومغنى اللبيب ص ١٤ ، والمقاصد النحوية ٣ / ١١٢ ، وبلا نسبة فى الدرر ٥ / ١١٢ ، وهمع الهوامع ٢ / ٦٩.

(٢) الصبابة : من الصبوة وهى جهلة الفتوة. القاموس (صبو).

١٧٢

نحو : «كان غلام هند مبغضها».

وأما ما يوجب توسيط الخبر فنحو أن يكون الاسم مضافا إلى ضمير يعود على ما أضيف إليه الخبر نحو : «كان عند هند بعلها» و «ليس فى تلك الدّيار أهلها».

فهذا وما أشبهه يقدم فيه الخبر وجوبا ؛ لأنه لو قدم فيه الاسم لعاد الضمير إلى متأخر لفظا ورتبة ؛ فكان يكون بمنزلة «ضرب بعلها عبد هند».

فهذا لا يجوز.

بل الواجب أن يقال : «ضرب عبد هند بعلها» ؛ ليعود الضمير إلى مذكور.

(ص)

[فى نحو : (كان الماء زيد شاربا)

منعا لأهل البصرة اجعل ناسبا

وغيرهم أجاز ، والجواز عمّ

فى نحو : (كان المال يبذل الخضمّ)

ونحو : (كان عندنا زيد حضر)

أجز فللظّرف اتّساع يغتفر

وما أتى فى الشّعر مثل الأوّل

ففيه تقدير ضمير ينجلي] (١)

(ش) لا يتصل بـ «كان» ولا بشىء من أخواتها معمول خبرها ، والخبر مفصول بالاسم نحو : «كان الماء زيد شاربا».

أو غير مفصول نحو : «كان الماء يشرب زيد».

وأجاز الكوفيون ذلك ؛ واحتجوا بقول الشاعر : [من الطويل]

قنافذ هدّاجون (٢) حول بيوتهم

بما كان إيّاهم عطيّة عوّدا (٣)

ووجه البصريون هذا وأمثاله على أن يجعل اسم «كان» ضمير الشأن.

ويجوز جعل «كان» فى هذا البيت زائدة.

__________________

(١) المثبت من طبعة د / عبد المنعم وفى أ:

ولا يلى العامل معمول الخبر

إن لم يكن ظرفا ولا أداة جر

ومطلقا أجاز أهل الكوفه

ذاك لشبهة لهم معروفه

والمنع ـ مطلقا ـ حر بالنّصره

وهو الّذى يراه أهل البصره

(٢) الهدجان : مشية الشيخ. مقاييس اللغة (هدج).

(٣) البيت للفرزدق فى ديوانه ١ / ١٨١ ، وتخليص الشواهد ص ٢٤٥ ، وخزانة الأدب ٩ / ٢٦٨ ، ٢٦٩ ، والدرر ٢ / ٧١ ، وشرح التصريح ١ / ١٩٠ ، والمقاصد النحوية ٢ / ٢٤ ، والمقتضب ٤ / ١٠١ ، وبلا نسبة فى أوضح المسالك ١ / ٢٤٨ ، وشرح ابن عقيل ص ١٤٤ ، ومغنى اللبيب ٢ / ٦١٠ ، وهمع الهوامع ١ / ١١٨.

١٧٣

ويجوز ـ أيضا ـ جعل «ما» بمعنى «الّذى» واسم «كان» ضميرها.

وعطية : مبتدأ خبره : «عودا».

والتقدير : بالذى كان إياهم عطية عوده ؛ فحذف الهاء ، ونواها.

وأجاز ابن بابشاذ (١) تقديم معمول الخبر ، إذا تأخر الاسم وتوسط الخبر نحو : «كان الماء يشرب زيد».

وهو ممنوع عند سيبويه كمنع التقديم مع توسط الاسم وتأخير الخبر.

وفى كلام ابن عصفور (٢) فى «شرح الجمل» ما يوهم أن الأكثرين على تجويز نحو : «كان الماء يشرب زيد».

وليس بصحيح ؛ لأن سيبويه لم يفرق فى المنع بين : «كان الماء زيد يشرب» ، وبين : «كان الماء يشرب زيد».

وينبغى أن تعلم أن مثل هذا التقديم ممنوع فى غير هذا الباب كمنعه فيه.

فلو قيل : «جاء عمرا يضرب زيد» لم يجز.

كما لا يجوز : «كان الماء يشرب زيد» ؛ لأن سبب المنع إيلاء الفعل معمول غيره ، فلا يختص بفعل دون فعل.

وفى قولى :

والمنع ـ مطلقا ـ حر بالنّصرة

 ...

إشعار بذلك.

ولو كان المعمول ظرفا ، أو جارّا ومجرورا جاز تقديمه ـ مطلقا ـ بلا خلاف نحو : «كان يوم الجمعة زيد معتكفا» ، و «كان فى المسجد عمرو مصلّيا» ؛ لأن الظرف والجار والمجرور يتوسع بهما فى الكلام توسعا لا يكون لغيرهما.

__________________

(١) هو طاهر بن أحمد بن بابشاذ بن داود بن إبراهيم أبو الحسن النحوى المصرى ، أحد الأئمة فى النحو ، والعربية وفصاحة اللسان ، رحل فى طلب العلم إلى العراق ، ثم رجع إلى مصر ، وكانت له حلقة اشتغال بجامع مصر ، من تصانيفه : شرح جمل الزجاجى ، المحتسب فى النحو ، شرح النخبة ، تعليق فى النحو. توفى سنة أربع وخمسين ، وقيل : تسع وستين وأربعمائة.

ينظر : بغية الوعاة (٢ / ١٧).

(٢) هو على بن مؤمن بن محمد بن على ، أبو الحسن بن عصفور النحوى الحضرمى الإشبيلى ، حامل لواء العربية فى زمانه بالأندلس ، أقبل عليه الطلبة ، وله تصانيف منها : الممتع فى التصريف ، المقرب ، شرح الجزولية ، مختصر المحتسب ، شرح الجمل (ثلاثة شروح). مات سنة ٦٦٣ ، وقيل ٦٦٩ ه‍. ينظر : بغية الوعاة (٢ / ٢١٠).

١٧٤

ولذلك فصل بهما بين المضاف والمضاف إليه كثيرا ، نحو قول الشاعر : [من السريع]

لمّا رأت ساتيدما استعبرت

لله درّ ـ اليوم ـ من لامها (١)

وقال آخر : [من الطويل]

وكرّار ـ خلف المحجرين ـ جواده

إذا لم يحام دون أنثى حليلها (٢)

وكقول عبعبة بن قيس بن ثعلبة : [من الطويل]

هما أخوا ـ فى الحرب ـ من لا أخا له

إذا خاف يوما نبوة فدعاهما (٣)

وأشرت بقولى :

وما أتى فى الشّعر مثل الأوّل

 ...

إلى قول الشاعر : [من الطويل]

 ...

بما كان إيّاهم عطيّة عوّدا

وأما ما أنشده سيبويه من قول الآخر (٤) : [من البسيط]

فأصبحوا والنّوى عالى معرّسهم

وليس كلّ النّوى يلقى المساكين (٥)

__________________

(١) البيت لعمرو بن قميئة فى ديوانه ص ١٨٢ ، والإنصاف ٢ / ٤٣٢ ، وخزانة الأدب ٤ / ٤٠٥ ، ٤٠٦ ، ٤٠٧ ، ٤١١ ، ٤١٩ ، وشرح أبيات سيبويه ١ / ٣٦٧ ، وشرح المفصل ٣ / ٢٠ / ٧٧ ، والكتاب ١ / ١٧٨ ، ومعجم البلدان ٣ / ١٦٨ (ساتيدما) ، ولسان العرب (دمى) ، وبلا نسبة فى الأشباه والنظائر ٢ / ٢٣٢ ، والكتاب ١٩٤ ، واللامات ص ١٠٧ ، ومجالس ثعلب ص ١٥٢ ، والمقتضب ٤ / ٣٧٧.

(٢) البيت للأخطل فى ديوانه ص ٣٦١ ، وخزانة الأدب ٨ / ٢١٠ ، ٢١١ ، ٢١٢ ، ٢١٤ ، وشرح أبيات سيبويه ١ / ١١٤ ، ١٧١ ، والكتاب ١ / ١٧٧.

(٣) وينسب البيت لعمرة الخثعمية فى الإنصاف ٢ / ٤٣٤ ، والدرر ٥ / ٤٥ ، وشرح ديوان الحماسة للمرزوقى ص ١٠٨٣ ، ولسان العرب (أبى) ، ولها أو لدرنا بنت عبعبة فى الدرر ٥ / ٤٥ ، والمقاصد النحوية ٣ / ٤٧٢ ، ولدرنا بنت عبعبة فى شرح المفصل ٣ / ٢١ ، والكتاب ١ / ١٨٠ ، ولدرنا بنت عبعبة أو لدرنا بنت سيار فى شرح أبيات سيبويه ١ / ٢١٨ ، ولامرأة من بنى سعد فى نوادر أبى زيد ص ١١٥ ، وبلا نسبة فى الخصائص ١ / ٢٩٥ ، ٢ / ٤٠٥ ، وكتاب الصناعتين ص ١٦٥ ، وهمع الهوامع ٢ / ٥٢.

(٤) فى أ: من قول حميد الأرقط.

(٥) البيت لحميد بن ثور فى الأزمنة والأمكنة ٣ / ٣١٧ ، والأشباه والنظائر ٦ / ٧٨ ، ٧ / ١٧٩ ، وأمالى ابن الحاجب ص ٦٥٦ ، وتخليص الشواهد ١٨٧ ، والقتال ١ / ٧٠ ، ١٤٧ ، والمقاصد النحوية ٢ / ٨٢ ، وليس فى ديوانه ، وبلا نسبة فى الأشباه والنظائر ٧ / ١٧٩ ، وخزانة الأدب ٩ / ٢٧٠ ، وشرح أبيات سيبويه ١ / ١٧٥ ، وشرح الأشمونى ١ / ١١٧ ، وشرح ابن عقيل ١٤٥ ، وشرح المفصل ٧ / ١٠٤ ، والمقتضب ٤ / ١٠٠.

١٧٥

ف «كلّ» منصوب بـ «يلقى» ، و «المساكين» فاعل «يلقى» ، و «يلقى» وفاعله خبر «ليس».

ولا يجوز أن يكون «المساكين» اسم «ليس» ؛ لأن ذلك يوجب أن يكون «يلقى» خبرا.

ولو كان خبرا لوجب أن يقال : «يلقون» أو «تلقى» ؛ فإذ لم يقل إلا «يلقى» وجب أن يكون خاليا من ضمير ، وأن يكون «المساكين» مرتفعا به.

(ص)

وبعض ذى الأفعال بالرّفع اكتفى

فتمّ والنّقصان غيره اقتفى

وللتّمام قابل كلّ سوى

(فتئ) (ليس) (زال) فاشكر من روى

(ش) هذه الأفعال لعدم استغنائها بالمرفوع تسمى أفعالا ناقصة فلازم النقص منها : «ليس» و «زال» و «فتئ». وما سوى هذه الثلاثة فقد تجيء تامة ، أى : مستغنية بمرفوع عن غيره إلا على سبيل الفضلة.

فمن ذلك : «كان» بمعنى : «حدث» نحو : «ما شاء الله كان ، وما لم يشأ لم يكن» (١).

وكقول الراجز أنشده سيبويه : [من الرجز]

وكنت إذ كنت إلهى وحدكا

لم يك شىء يا إلهى قبلكا (٢)

وبمعنى «حضر» نحو قوله ـ تعالى ـ : (وَإِنْ كانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلى مَيْسَرَةٍ) [البقرة : ٢٨٠].

وتكون ـ أيضا ـ بمعنى : «كفل» وبمعنى : «غزل». ذكر ذلك البطليوسى (٣) ،

__________________

(١) ورد معنى ذلك ضمن حديث رواه أبو داود فى سننه (٤ / ٣٢٣) كتاب الأدب ، باب : ما يقول إذا أصبح حديث (٥٠٨٧) من حديث أبى ذر مرفوعا وفيه «ما شئت كان وما لم تشأ لم يكن».

(٢) الرجز لعبد الله بن عبد الأعلى القرشى فى الدرر ٥ / ٢٣ ، وشرح أبيات سيبويه ٢ / ٢٩ ، وشرح شواهد المغنى ٢ / ٦٨١ ، وشرح المفصل ٢ / ١١ ، والكتاب ٢ / ٢١٠ ، والمقاصد النحوية ٣ / ٣٩٧ ، وبلا نسبة فى أوضح المسالك ٣ / ١١٢ ، وسر صناعة الإعراب ٢ / ٥٤١ ، ومغنى اللبيب ١ / ١٧٩ ، والمقتضب ٤ / ٢٤٧ ، والمنصف ٢ / ٢٣٢ ، وهمع الهوامع ٢ / ٥٠.

(٣) هو عبد الله بن محمد بن السيد ، أبو محمد البطليوسى ، عالم باللغات والآداب ، انتصب لإقراء علوم النحو ، واجتمع إليه الناس ، له تصانيف منها : شرح أدب الكاتب ، شرح الموطأ ، وشرح سقط الزند. مات سنة ٥٢١ ه‍. ينظر : بغية الوعاة (٢ / ٥٥ ـ ٥٦).

١٧٦

وغيره. ومنها «ظلّ اليوم» أى : دام ظله ومنها «بات» أى : لبث ليله ، و «بات فلان بالقوم» أى : نزل بهم ليلا ، ومنها «أضحى» بمعنى : دخل فى الضحى ، و «أصبح» بمعنى : دخل فى الصباح. و «أمسى» بمعنى : دخل فى المساء ، و «صار فلان الشّىء» بمعنى : ضمه. وإليه بمعنى : رجع.

ومنها «برح» بمعنى : ذهب ، وبمعنى : ظهر. ومنها «انفكّ» بمعنى : انفصل ، وبمعنى : خلص (١).

وأشار أبو على فى «الحلبيات» إلى جواز وقوع «زال» تامة ـ رأيا ـ وقد يعضد رأيه قول الراجز : [من الرجز]

وفى حميّا بغيه تفجّس

ولا يزال وهو ألوى أليس (٢)

فاستغنى بالجملة الحالية عن الخبر.

ولنا أن نقول : الخبر محذوف ، والتقدير : ولا يزال متفجسا وهو ألوى أليس.

والتفجس : التكبر. والأليس : الشجاع.

(ص)

وزيد (كان) بين جزأى جمله

وشذّ حيث حرف جرّ قبله

كذا (تكون) زائدا ـ أيضا ـ ندر

وفيه قول امرأة ممّن غبر

(أنت تكون ماجد نبيل

إذا تهبّ شمأل بليل)

وشذّ (أمسى) زائدا و (أصبحا)

كلّا رواه ناقلوه موضحا

(ش) من مواضع «كان» التى تختص بها : الزيادة فى التوسط دون التقدم والتأخر.

والمشهور زيادتها بلفظ الماضى بين جزأى جملة ؛ كقول بعض العرب :

«ولدت فاطمة بنت الخرشب : الكملة من بنى عبس لم يوجد ـ كان ـ مثلهم».

وقد كثرت زيادتها بين (ما) التعجبية وفعلها نحو : «ما كان أحسن زيدا».

وحكم سيبويه بزيادتها فى قول الفرزدق : [من الوافر]

فكيف إذا مررت بدار قوم

وجيران لنا كانوا كرام (٣)

__________________

(١) فى أ: تخلص.

(٢) ينظر المنصف (٣ / ٨٣) ، شرح التسهيل (١ / ٣٤٢) ، فقه اللغه (١٥).

(٣) البيت فى ديوانه ٢ / ٢٩٠ ، والأزهية ص ١٨٨ ، وتخليص الشواهد ص ٢٥٢ ، وخزانة الأدب ٩ / ٢١٧ ، ٢٢١ ، ٢٢٢ ، وشرح الأشمونى ١ / ١١٧ ، وشرح التصريح ١ / ١٩٢ ، وشرح ـ

١٧٧

ورد ذلك عليه ؛ لكونها رافعة للضمير.

وليس ذلك مانعا من زيادتها ؛ كما لم يمنع من إلغاء «ظنّ» عند توسطها ، أو تأخرها إسنادها إلى فاعل.

وشذت زيادتها بين الجار والمجرور فى قول الشاعر : [من الوافر]

سراة بنى أبى بكر تسامى

على ـ كان ـ المسوّمة العراب (١)

ورواه الفراء : [من الوافر]

 ...

على ـ كان ـ المطهّمة الصّلاب

وشذت زيادتها ـ أيضا ـ بلفظ المضارع فى قول أم عقيل بن أبى طالب (٢) :

أنت تكون ماجد نبيل

إذا تهبّ شمأل بليل (٣)

وشذت ـ أيضا ـ زيادة «أصبح» و «أمسى» فى قول امرأة من العرب : «ما أصبح أبردها ، وما أمسى أدفأها» (٤) ؛ يعنون الدنيا ؛ روى ذلك الكوفيون.

وأجاز أبو على زيادة «أصبح» فى قول الشاعر : [من السريع]

__________________

ـ شواهد المغنى ٢ / ٦٩٣ ، والكتاب ٢ / ١٥٣ ، ولسان العرب (كنن) ، والمقاصد النحوية ٢ / ٤٢ ، والمقتضب ٤ / ١١٦ ، وبلا نسبة فى أسرار العربية ص ١٣٦ ، والأشباه والنظائر ١ / ١٦٥ ، وأوضح المسالك ١ / ٢٥٨ ، وشرح ابن عقيل ص ١٤٦ ، والصاحبى فى فقه اللغة ص ١٦١ ، ولسان العرب (كون) ، ومغنى اللبيب ١ / ٢٨٧.

(١) البيت بلا نسبة فى الأزهية ص ١٨٧ ، وأسرار العربية ص ١٣٦ ، والأشباه والنظائر ٤ / ٣٠٣ ، وأوضح المسالك ١ / ٢٥٧ ، وتخليص الشواهد ص ٢٥٢ ، وخزانة الأدب ٩ / ٢٠٧ ـ ٢١٠ ، ١٠ / ١٨٧ ، والدرر ٢ / ٧٩ ، ورصف المبانى ص ١٤٠ ، ١٤١ ، ٢١٧ ، ٢٥٥ ، وشرح الأشمونى ١ / ١١٨. وشرح التصريح ١ / ١٩٢ ، وشرح ابن عقيل ص ١٤٧ ، وشرح المفصل ٧ / ٩٨ ، ولسان العرب (كون) ، واللمع فى العربية ص ١٢٢ ، والمقاصد النحوية ٢ / ٤١ ، وهمع الهوامع ١ / ١٢٠.

(٢) هو عقيل بن أبى طالب بن عبد المطلب الهاشمى القرشى ، يكنى أبا يزيد ، صحابى فصيح اللسان ، شديد الجواب ، كان ممن يتحاكم إليه الناس فى المنافرات ، أسلم بعد الحديبية وشهد غزوة مؤتة ، وكان الناس يأخذون عنه الأنساب والأخبار فى مسجد المدينة ، توفى سنة ٦٠ ه‍.

ينظر : الأعلام (٤ / ٢٤٢) ، الإصابة ت (٥٦٣٠) ، طبقات ابن سعد (٤ / ٢٨).

(٣) الرجز فى أوضح المسالك ١ / ٢٥٥ ، وتخليص الشواهد ص ٢٥٢ ، وخزانة الأدب ٩ / ٢٢٥ ، ٢٢٦ ، والدرر ٢ / ٧٨ ، وشرح الأشمونى ١ / ١١٨ ، وشرح التصريح ١ / ١٩١ ، وشرح ابن عقيل ص ١٤٧ ، والمقاصد النحوية ٢ / ٣٩ ، وبلا نسبة فى همع الهوامع ١ / ١٢٠.

(٤) ينظر المقرب (١ / ٩٢) ، والهمع (١ / ١٢٠).

١٧٨

عدوّ عينيك وشانيهما

أصبح مشغول بمشغول (١)

وكذلك أجاز زيادة «أمسى» فى قول الآخر : [من الطويل]

أعاذل (٢) قولى : ما هويت فأوّبى (٣)

كثيرا أرى أمسى لديك ذنوبى (٤)

(ص)

وحذف كان بعد (إن) أو (لو) ورد

وبعد (أن) تعويض (ما) عنها استند

من ذاك : (أمّا أنت ذا) وأربعه

أوجه (إن خيرا فخير) مقنعه

أجودها نصب يليه رفع

والعكس واه لا عداك نفع

و (كان) واسمها نوى من قالا

(أمرعت الأرض لو انّ مالا

لو أنّ نوقا لك ، أو جمالا

أو ثلّة من غنم إمّا لا)

(ش) تحذف «كان» مع اسمها بعد «إن» ويبقى خبرها دليلا عليها.

وكذلك تفعل بعد «لو».

فمن حذفها بعد «إن» قول النابغة الشاعر : [من الكامل]

حدبت على بطون ضنّة كلّها

إن ظالما فيهم وإن مظلوما (٥)

وقالت ليلى الأخيلية (٦) : [من الكامل]

لا تقربنّ الدّهر آل مطرّف

إن ظالما أبدا وإن مظلوما (٧)

__________________

(١) البيت بلا نسبة فى تخليص الشواهد ص ٢٥٢ ، والدرر ٢ / ٨٠ ، وشرح الأشمونى ١ / ١١٨ ، وهمع الهوامع ١ / ١٢٠.

(٢) عذله : لامه. (الوسيط ـ عذل).

(٣) أوّبى : رجّعى. (الوسيط ـ آب).

(٤) البيت بلا نسبة فى تخليص الشواهد ص ٢٥٢ ، والدرر ٢ / ٨١ وشرح الأشمونى ١ / ١١٨ ، وهمع الهوامع ١ / ١٢٠.

(٥) البيت فى ديوانه ص ١٠٣ ، وتخليص الشواهد ص ٢٥٩ ، والدرر ٢ / ٨٣ ، وشرح أبيات سيبويه ١ / ٣٦ ، والكتاب ١ / ٢٦٢ ، والمقاصد النحوية ٢ / ٨٧ ، وبلا نسبة فى أوضح المسالك ١ / ٢٦٠ ، وشرح الأشمونى ١ / ١١٩ ، وهمع الهوامع ١ / ١٢١.

(٦) ليلى بنت عبد الله بن الرحال بن شداد بن كعب الأخيلية ، من بنى عامر بن صعصعة ، شاعرة فصيحة ذكية جميلة ، اشتهرت بأخبارها مع توبة بن الحمير ، وكانت تلى طبقة الخنساء فى الشعراء. لها ديوان شعر. ماتت سنة ٨٠ ه‍ أو نحوها.

ينظر : الأعلام (٥ / ٢٤٩) ، الأغانى (١١ / ٢٠٤) ، فوات الوفيات (٢ / ١٤١).

(٧) البيت فى ديوانها ص ١٠٩ ، وشرح أبيات سيبويه ١ / ٣٤٥ ، والكتاب ١ / ٢٦١ ، والمقاصد النحوية ٢ / ٤٧ ، ولليلى أو لحميد بن ثور فى الدرر ٢ / ٨٤ ، ولحميد بن ثور فى ديوانه ص ١٣٠ ، وبلا نسبة فى شرح قطر الندى ص ١٤١ ، وهمع الهوامع ١ / ١٢١.

١٧٩

وقال آخر : [من المتقارب]

وأحضرت عذرى عليه الشّهو

د إن عاذرا لى وإن تاركا (١)

وقال النعمان بن المنذر (٢) : [من البسيط]

قد قيل ما قيل إن حقّا وإن كذبا

فما اعتذارك من قول إذا قيلا (٣)

وفى الحديث : «التمس ولو خاتما» (٤) أى : ولو كان الملتمس خاتما.

ومن مثل سيبويه : «ألا طعام ولو تمرا» ، و «ائتنى بدابّة ولو حمارا» ؛ أى : ولو كان.

قال سيبويه : «وإن شئت رفعت ، كأنك قلت : ولو يكون عندنا تمر ولو سقط إلينا تمر» (٥). هذا نصه.

وحذفت وجوبا بعد «أن» المفتوحة ، وعوض منها «ما»

كقول عباس بن مرداس : [من البسيط]

__________________

(١) البيت لعبد الله بن همام السلولى فى شرح أبيات سيبويه ١ / ٢٩٩ ، والكتاب ١ / ٢٦٢ ، ولسان العرب (رهن).

(٢) هو النعمان بن عمرو بن المنذر الغسانى ، من ملوك آل غسان فى الجاهلية ، كانت له حوران ، وعبر الأردن ، وتلك الأنحاء ، فبنى قصر السويداء بحوران ، وقصر حارب.

ينظر : الأعلام (٨ / ٣٨) ، العرب قبل الإسلام (١٨٦) ، العقود اللؤلؤية (١ / ٢٣).

(٣) البيت فى الأغانى ١٥ / ٢٩٥ ، وأمالى المرتضى ١ / ١٩٣ ، وخزانة الأدب ٤ / ١٠ ، ٩ / ٥٥٢ ، والدرر ٢ / ٨٢ ، وشرح أبيات سيبويه ١ / ٣٥٢ ، وشرح شواهد المغنى ١ / ١٨٨ ، والكتاب ١ / ٢٦٠ ، والمقاصد النحوية ٢ / ٦٦ ، وبلا نسبة فى شرح الأشمونى ١ / ١١٨ ، وشرح ابن عقيل ص ١٤٨ ، وشرح المفصل ٢ / ٩٧ ، ومغنى اللبيب ١ / ٦١.

(٤) رواه مالك فى الموطأ (٢ / ٥٢٦) كتاب النكاح ، باب ما جاء فى الصداق والحباء حديث (٨) ، ورواه البخارى فى «صحيحه» (١٠ / ٢٣٩) كتاب النكاح ، باب : السلطان ولى ...

حديث (٥١٣٥) ، وأبو داود فى «سننه» كتاب النكاح ، باب : فى التزويج على العمل يعمل حديث (٢١١١) ، والترمذى فى النكاح ، باب (٢٣) حديث (١١١٤) والنسائى فى (٦ / ١٢٣) كتاب النكاح ، باب : هبة المرأة نفسها بغير صداق ، وابن حبان (٤٠٩٣) وأحمد فى المسند (٥ / ٣٣٦) من طريق مالك عن أبى حازم عن سهل بن سعد الساعدى به مرفوعا وفيه قصة طويلة. ورواه البخارى فى صحيحه (٢٣١٠) ، (٥٠٢٩) ، (٥٠٣٠) ، (٥٠٨٧) ، (٥١٢١) ، (٥١٢٦) ، (٥١٣٢) ، (٥١٤١) ، (٥١٤٩) ، (٥١٥٠) ، (٥٨٧١) ، (٧٤١٧) ، ومسلم (١٤٢٥) ، والنسائى (٦ / ١١٣) ، ابن ماجه (١٨٨٩) ، والطحاوى (٣ / ١٧) ، وابن الجارود (٧١٦) من طرق عن أبى حازم ، به ، والروايات مختصرة ومطولة.

(٥) ينظر : الكتاب (١ / ٢٦٩).

١٨٠