شرح الكافية الشّافية - ج ١

أبي عبد الله جمال الدين محمّد بن عبد الله بن محمّد بن مالك الطائي الجياني الشافعي

شرح الكافية الشّافية - ج ١

المؤلف:

أبي عبد الله جمال الدين محمّد بن عبد الله بن محمّد بن مالك الطائي الجياني الشافعي


المحقق: علي محمّد معوّض
الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: دار الكتب العلميّة
الطبعة: ١
ISBN: 2-7451-2874-4
الصفحات: ٥٨٣
الجزء ١ الجزء ٢

رجل كامل فى الرجولية.

وعند دلالتها على الكمال تقع حالا بعد المعرفة كقولك : «هذا عبد الله أى رجل» ومنه قول الشاعر : [من الطويل]

فأومأت (١) إيماء خفيّا لحبتر (٢)

فلله عينا حبتر أيّما فتى (٣)

(ص)

ولا تصل بجملة إن لم يفد

وصل بها تعيين مفهوم قصد

وليس شرطا كون ما تضمّن

يعلم بل إبهامه قد يحسن

(ش) أى : لا تصل بجملة لا يجهل معناها أحد نحو : «الّذى حاجباه فوق عينيه».

ولا بجملة إنشائية نحو : «جاء الذى بعتكه» قاصدا لإنشاء البيع.

وأما القسم : فقد جوز بعضهم الوصل به.

ومنعه ابن السراج.

ومن وروده قوله ـ تعالى ـ : (وَإِنَّ مِنْكُمْ لَمَنْ لَيُبَطِّئَنَ) [النساء : ٧٢].

ولا بجملة طلبية نحو : «جاء الذى هل قام؟».

لأن كل ذلك لا يفيد تعيين ما قصد.

ولا يشترط كون ما تضمنت الصلة معلوما للسامع بل الأكثر أن يكون معلوما.

وقد يعن للمتكلم قصد فى إبهام الصلة ؛ فيكون ذلك مستحسنا كقولك : «أعطيت زيدا الّذى أراد».

ويمكن أن يكون منه قوله ـ تعالى ـ : (فَغَشِيَهُمْ مِنَ الْيَمِّ ما غَشِيَهُمْ) [طه : ٧٨]

(ص)

وصل بظرف أو بحرف جرّ

إن شئت وانو فعل مستقرّ

نحو (الّذى عندك دون ما لى)

والعائد انوه بكلّ حال

(ش) وتكون الصلة ـ أيضا ـ ظرفا قائما مقام جملة فعلية نحو : «عرفت الّذى عندك».

__________________

(١) أو مأت : أشرت إشارة خفية. القاموس (ومأ).

(٢) حبتر : اسم غلام الشاعر ، وهو ابن أخته كما قال الأعلم الشنتمرى فى حاشية الكتاب لسيبويه (١ / ٣٠٢).

(٣) ينظر : الدرر ١ / ٧١ ، شرح التسهيل ١ / ٢٢١.

١٢١

أى : الذى استقر عندك أو ثبت أو حصل.

وتكون الصلة ـ أيضا ـ حرف جر ومجرورا به ويكون ـ أيضا ـ قائما مقام جملة فعلية نحو : «عرفت الّذى لك».

أى : الذى استقر لك أو ثبت أو حصل.

وقولى :

نحو (الّذى عندك دون ما لى)

 ....

جامع للمثالين لأن «ما» من «الّذى عندك دون ما لى» بمعنى «الّذى».

وفى «عندك» عائد على «الّذى».

وفى «لى» عائد على «ما».

(ص)

وحذف عائد أجز إن اتّصل

نصبا بفعل أو بوصف ذى عمل

أو جرّه ـ مضافا ـ او حرف كما

جرّ به الموصول أو كفؤهما

(ش) الضمير العائد على الموصول إن كان منصوبا بـ «إنّ» أو إحدى أخواتها ، لم يجز حذفه نحو : «عرفت الّذى كأنّه أسد».

وإن كان منصوبا بفعل أو صفة ، وكان منفصلا ـ لم يجز حذفه نحو : «عرفت الّذى إيّاه أكرمت والّذى أنت إيّاه مكرم».

وإن كان منصوبا بفعل أو صفة وكان متصلا ـ جاز حذفه وإبقاؤه كقوله ـ تعالى ـ : (وَما عَمِلَتْهُ أَيْدِيهِمْ) [يس : ٣٥]

وقرأ شعبة (١) : «وما عملت أيديهم».

وكقول الشاعر : [من البسيط]

ما الله موليك فضل فاحمدنه به

فما لدى غيره نفع ولا ضرر (٢)

__________________

(١) هو شعبة بن عياش بن سالم الأزدى ، الكوفى ، أبو بكر ، من مشاهير القراء ، كان عالما فقيها فى الدين ، توفى سنة ثلاث وتسعين ومائة.

ينظر : النشر (١ / ١٥٦) ، الأعلام (٣ / ١٦٥).

(٢) البيت بلا نسبة فى أوضح المسالك ١ / ١٦٩ ، وتخليص الشواهد ص ١٦١ ، وشرح الأشمونى ١ / ٧٩ ، وشرح التصريح ١ / ١٤٥ ، وشرح ابن عقيل ص ٩٠ ، والمقاصد النحويّة ١ / ٤٤٧.

١٢٢

أراد : الذى الله موليكه فضل فحذف العائد ؛ لأنه ضمير متصل منصوب بصفة عاملة عمل الفعل.

ومثال الإبقاء قوله ـ تعالى ـ : (وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللهُ مُبْدِيهِ) [الأحزاب : ٣٧]

وفى قولى :

 ... أو جرّه

 ...

فاعل مستتر عائد على «وصف ذى عمل».

والهاء عائدة على «عائد» من قولى :

وحذف عائد أجز ...

 ...

وحرف من قولى :

 ... أو حرف كما

جرّ به الموصول ...

معطوف على فاعل «جره».

والحاصل : أن العائد إذا كان مجرورا بإضافة غير صفة لم يجز حذفه نحو : «رأيت الّذى غلامه زيد».

وكذا إن جر بحرف لم يجر الموصول ولا ما هو فى المعنى بمثله نحو : «رأيت الذى مررت به وأعرضت عن الذى رغبت فيه».

فإن جر بصفة تعمل عمل الفعل جاز حذفه كقوله ـ تعالى ـ : (فَاقْضِ ما أَنْتَ قاضٍ) [طه : ٧٢]

وكذا إن جر العائد بحرف وجر الموصول بمثله لفظا ومعنى ـ جاز حذف العائد نحو : «مررت بالذى مررت» ، ومنه قوله ـ تعالى ـ : (وَيَشْرَبُ مِمَّا تَشْرَبُونَ) [المؤمنون : ٣٣]

أى : مما تشربون منه.

ومنه قول الشاعر : [من الوافر]

نصلّى للّذى صلّت قريش

ونعبده وإن جحد العموم (١)

وكذلك يجوز حذف العائد المجرور بحرف جر بمثله موصوف بالموصول أو عائد عليه بعد الصلة.

__________________

(١) البيت بلا نسبة فى شرح قطر الندى ص ١١٠ ، والمقرب ١ / ٦٢.

١٢٣

فالأول كقول بعض الطائيين : [من البسيط]

إن تعن نفسك بالأمر الّذى عنيت

نفوس قوم سموا تظفر بما ظفروا (١)

ومثله : [من البسيط]

لا تركننّ إلى الأمر الذى ركنت

أبناء يعصر حين اضطرها القدر (٢)

والثانى كقول الآخر : [من الكامل]

ولو انّما عالجت لين فؤادها

فقسا استلين به للان الجندل (٣)

وإلى هذين أشرت بقولى :

 ... أو حرف كما

جرّ به الموصول أو كفؤهما

لأن الموصوف بالموصول كفء له.

والعائد عليه بعد الصلة كفء للعائد عليه من الصلة.

والتقدير : ولو أن ما عالجت به لين فؤادها.

(ص)

وإن لـ (أى) كان وهو مبتدا

فحذفه يستحسنون أبدا

إن علم الحذف وأمّا إن جهل

فإنّه بكلّ حال قد حظل

وحذفه مع غير (أى) ما قوى

دون استطالة فحقّق ما روي

(ش) إذا كان العائد على الموصول مبتدأ ، استحسن حذفه مع «أى» وإن لم تكن صلتها مستطالة.

وإن كان مبتدأ ، والموصول غير «أى» لم يحسن حذفه ، إلا عند استطالة الصلة نحو قول بعض العرب : «ما أنا بالّذى قائل لك شيئا».

أى : ما أنا بالذى هو قائل لك شيئا.

وإن زادت الاستطالة ازداد الحذف حسنا كقوله ـ تعالى ـ : (وَهُوَ الَّذِي فِي السَّماءِ

__________________

(١) البيت لكعب بن زهير ، كما فى المقاصد النحوية ١ / ٤٤٩ وليس فى ديوانه ، وبلا نسبة فى شرح التسهيل ١ / ٢٠٦.

(٢) البيت لكعب بن زهير فى شرح التصريح ١ / ١٤٧ ، والمقاصد النحويّة ١ / ٤٤٩ ، وبلا نسبة فى أوضح المسالك ١ / ١٧٤ ، وشرح الأشمونى ١ / ٨١.

(٣) الجندل : ما يقله الرجل من الحجارة. ينظر : القاموس (جندل).

والبيت للأحوص فى ديوانه ص ١٦٧ ، وخزانة الأدب ٢ / ٤٩ ، والزهرة ١ / ١٨٢ ، وبلا نسبة فى شرح شواهد المغنى ٢ / ٨٣٠ ، ومغنى اللبيب ٢ / ٤٠٨ ، وهمع الهوامع ١ / ٩٠.

١٢٤

إِلهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلهٌ) [الزخرف : ٨٤] التقدير ـ والله أعلم ـ : وهو الذى هو فى السماء إله وهو فى الأرض إله.

فإن عدمت الاستطالة ضعف الحذف ولم يمتنع ، كقول بعضهم : [من البسيط]

من يعن بالحمد لم ينطق بما سفه

ولا يحد (١) عن سبيل الحلم والكرم (٢)

ومن ذلك قراءة بعض السلف : (تَماماً عَلَى الَّذِي أَحْسَنَ)(٣) [الأنعام : ١٥٤] ـ بالرفع.

أى : على الذى هو أحسن.

وأشرت بقولى :

 ... وأمّا إن جهل

فإنّه بكلّ حال قد حظل (٤)

إلى صلة يكون العائد منها مبتدأ خبره ظرف أو جملة نحو : «رأيت الذى هو عندك» أو «الّذى هو ينطلق».

فإن مثل هذا العائد لا يحذف ؛ إذ لو حذف جهل حذفه ؛ لكون خبره على صورة الصلة التامة.

ومعنى حظل : منع.

(ص)

وك (الّذى) : (أل) وفروعه ولا

توصل بغير الوصف كـ (الكافى البلا)

وشذّ نحو : (الحكم الترضى) ومن

رأى اطّراد مثل ذا فما وهن

لكن (من القوم الرّسول الله

منهم) ونحوه قليل واه

(ش) التعبير بـ «أل» أولى من التعبير بالألف واللام ؛ ليسلك فى ذلك سبيل التعبير عن سائر الأدوات كـ «هل» و «بل» ؛ فكما لا يعبر عن «هل» و «بل» بالهاء واللام ، والباء

__________________

(١) يجد : يمل ، من حاد عن طريق الحق : إذا مال عنه. الوسيط (حاد).

(٢) البيت بلا نسبة فى أوضح المسالك ١ / ١٦٨ ، وتخليص الشواهد ص ١٦٠ ، والدرر ١ / ٣٠٠ ، وشرح الأشمونى ١ / ٧٨ ، وشرح التصريح ١ / ١٤٤ ، والمقاصد النحوية ١ / ٤٤٦ ، وهمع الهوامع ١ / ٩٠.

(٣) قال ابن جنى : ومن ذلك قراءة ابن يعمر : (تماما على الذى أحسن) قال أبو الفتح : هذا مستضعف الإعراب عندنا ؛ لحذف المبتدأ العائد على الذى ... ينظر : المحتسب : ١ / ٢٣٤.

(٤) فى ط : حضل.

١٢٥

واللام ، بل يحكى لفظهما ؛ كذا ينبغى أن يفعل بالكلمة المشار إليها.

وقد استعمل التعبير بـ «أل» الخليل وسيبويه رحمهما‌الله.

وأشرت بقولى :

وك (الّذى) : (أل) وفروعه ...

 ...

إلى وقوعها بمعنى «الّذى» و «الّتى» وتثنيتهما وجمعهما.

ويظهر الفرق بالعائد نحو : «رأيت الكريم أبوه ، والحسن وجهها ، والمرضى عنهما ، والمغضوب عليهم ، والمنظور إليهم ، والفاتن حسنهنّ».

ولما كانت «أل» الموصولة بلفظ المعرفة كره وصلها بجملة صريحة.

والتزم كون صلتها صفة فى اللفظ مؤولة بجملة فعلية ، ولتأولها بجملة فعلية حسن عطف الفعل عليها ؛ كقوله ـ تعالى ـ : (فَالْمُغِيراتِ صُبْحاً. فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعاً) [العاديات : ٣ ـ ٤]

وقد وصلت بالفعل المضارع ولم يقع ذلك إلا فى الشعر كقوله : [من البسيط]

ما أنت بالحكم التّرضى حكومته

ولا الأصيل ولا ذى الرّأى والجدل (١)

وأنشد أبو زيد (٢) : [من الطويل]

أتانى كلام الثّعلبى بن ديسق

ففى أى هذا ويله يتترّع (٣)

يقول الخنا (٤) وأبغض العجم ناطقا

إلى ربّه صوت الحمار اليجدّع (٥)

وليس هذا بفعل مضطر ، بل هو فعل مختار لتمكنهما من أن يقولا : [من البسيط]

ما أنت بالحكم المرضى حكومته

 ...

__________________

(١) تقدم تخريج هذا البيت.

(٢) هو سعيد بن أوس بن ثابت بن بشير بن قيس بن زيد بن النعمان ، أبو زيد الأنصارى. الإمام المشهور ، كان إماما نحويا ، صاحب تصانيف أدبية ولغوية ، وهو من ثقات اللغويين ، كان سيبويه يقول عنه : سمعت الثقة.

من تصانيفه : لغات القرآن ، التثليث ، القوس ، والترس ، اللامات ، الجمع والتثنية ، النوادر ، الوحوش ، غريب الأسماء ، الأمثال ، المصادر ، وغيرها. توفى سنة خمس عشرة ومائتين.

ينظر : بغية الوعاة (١ / ٥٨٢ ـ ٥٨٣) ، وفيات الأعيان (١ / ٢٠٧) ، جمهرة الأنساب (٣٥٢) ، الأعلام (٣ / ٩٢).

(٣) البيت لذى الخرق الطهوى فى لسان العرب (جدع) ، وتاج العروس (جدع).

(٤) الخنا : الفحش فى الكلام. ينظر : الوسيط (خنا).

(٥) الجدع : قطع الأنف ، أو قطع طرف من الأطراف. الوسيط (جدع). ـ

١٢٦

و : [من الطويل]

 ...

 ... صوت الحمار يجدّع

وإلى هذا أشرت بقولى :

 ... ومن

رأى اطّراد مثل ذا فما وهن

أى : فما ضعف رأيه.

وقد نبه سيبويه ـ رحمه‌الله ـ على أن ما ورد فى الشعر من المستندرات لا يعد اضطرارا ، إلا إذا لم يكن للشاعر فى إقامة الوزن وإصلاح القافية عنه مندوحة (١).

ومما يشعر بأنهم فعلوه اختيارا أنهم لم يفعلوا ذلك إلا بالفعل المضارع ؛ لكونه شبيها باسم الفاعل.

وأما قول الشاعر : [من الوافر]

من القوم الرّسول الله منهم

لهم دانت (٢) رقاب بنى معد (٣)

فنادر معدود من الضرورات ؛ لأن الألف واللام فيه بمعنى «الّذين» ولا يتأتى له الوزن إلا بما فعل.

(ص)

وسمّ موصولا من الحروف ما

يغنى عن المصدر حيث تمّما

وهنّ (أن) و (ما) و (كى) و (أن) مع

(لو) نحو (ودّ ذو مراد لو يقع)

فوصلوا (كى) بمضارع ، و (أن)

بذى تصرّف من الفعل (ظنّ)

و (ما) بذى تصرّف لا أمر

ووحدها مجرى اسم وقت تجرى

__________________

ـ والبيت لذى الخرق الطهوى فى تخليص الشواهد ص ١٥٤ ، وخزانة الأدب ١ / ٣١ ، ٥ / ٤٨٢ ، والدرر ١ / ٢٧٥ ، وشرح شواهد المغنى ١ / ١٦٢ ، ولسان العرب (جدع) ، والمقاصد النحويّة ١ / ٤٦٧ ، وبلا نسبة فى الإنصاف ١ / ١٥١ ، وتذكرة النحاة ص ٣٧ ، وجواهر الأدب ص ٣٢٠ ، ورصف المبانى ص ٧٦ ، وسرّ صناعة الإعراب ١ / ٣٦٨ ، وشرح المفصّل ٣ / ١٤٤ ، وكتاب اللامات ص ٥٣ ، ولسان العرب (عجم) ، (لوم) ، ومغنى اللبيب ١ / ٤٩ ، ونوادر أبى زيد ص ٦٧ ، وهمع الهوامع ١ / ٨٥ ، وتاج العروس (لوم).

(١) مندوحة : سعة وفسحة. القاموس (ندح) ، الوسيط (ندح).

(٢) دانت : خضعت وذلت. الوسيط (دان).

(٣) البيت بلا نسبة فى الجنى الدنى ص ٢٠١ ، وجواهر الأدب ص ٣١٩ ، والدرر ١ / ٢٧٦ ، ورصف المبانى ص ٧٥ ، وشرح الأشمونى ١ / ٧٦ ، وشرح شواهد المغنى ١ / ١٦١ ، وشرح ابن عقيل ص ٨٦ ، واللامات ص ٥٤ ، ومغنى اللبيب ١ / ٤٩ ، ة المقاصد النحوية ١ / ١٥ ، ٤٧٧ ، وهمع الهوامع ١ / ٨٥.

١٢٧

وصحّ وصلها بجملة ابتدا

إن كان توقيت بها قد قصدا

كمثل : (جد ما الجود ممكن) وقد

تأتى كذا والوقت غير معتمد

وصل بمعموليه (أنّ) ول (لو)

من جملة الأفعال ما لـ (ما) ارتضوا

وأكثر استعمال (لو) بإثر ما

يجدى تمنّيا كـ (ودّوا لو نما)

(ش) الموصولات الحرفية : «أن» و «أنّ» و «ما» و «كى» و «لو» إذا حسن فى موضعها «أن».

ولم يذكر «لو» فى الحروف المصدرية ـ فيما أعلم ـ إلا الفراء وأبو على فى «التذكرة» ، وذكرها أبو البقاء.

وأجاز أبو على أن ينصب الفعل المعطوف على صلتها ، وجعل من ذلك قراءة بعض القراء (١) : (وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ) [القلم : ٩]

قال أبو على :

كأنه قال : «ودوا أن تدهن فيدهنوا» فحمل على المعنى كما حمل : (أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللهَ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ قادِرٌ) [الإسراء : ٩٩] فى زيادة الباء على : (أَوَلَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ بِقادِرٍ) [يس : ٨١] لما كان معناهما واحدا.

وأكثر وقوع «لو» هذه بعد «ودّ» أو «يودّ» أو ما فى معناهما.

وبهذا يعلم غلط من عدها حرف تمنّ ؛ إذ لو صح ذلك لم يجمع بينها وبين فعل

__________________

(١) المشهور فى قراءة الناس ومصاحفهم «فيدهنون» ؛ بثبوت نون الرفع وفيه وجهان :

أحدهما : أنه عطف على «تدهن» فيكون داخلا فى حيز «لو».

الثانى : وقال الزمخشري : فإن قلت : لم رفع «فيدهنون» ولم ينصب بإضمار أن وهو جواب التمني؟ قلت : قد عدل به إلى طريق آخر ، وهو أن جعل خبر مبتدأ محذوف أى فهم يدهنون كقوله : (فَمَنْ يُؤْمِنْ بِرَبِّهِ فَلا يَخافُ بَخْساً) على معنى ودّوا لو تدهن فهم يدهنون حينئذ. أو ودوا إدهانك فهم الآن يدهنون لطمعهم فى إدهانك قال سيبويه وزعم هارون أنها فى بعض المصاحف ودوا لو تدهن فيدهنوا انتهى ، وفى نصبه على ما وجد فى بعض المصاحف وجهان :

أحدهما : أنه عطف على التوهم كأنه توهم أن نطق بأن فينصب الفعل على هذا التوهم ، وهذا إنما يجيء على القول بمصدرية «لو» وفيه خلاف مر محققا فى البقرة.

والثاني : أنه نصب على جواب التمنى المفهوم من ود ، والظاهر أن «لو» هنا حرف لما كان سيقع لوقوع غيره ، وأنّ جوابها محذوف ومفعول الودادة أيضا محذوف تقديره ، ودّوا إدهانك فحذف إدهانك لدلالة «لو» وما بعدها عليه وتقدير الجواب لسروا بذلك.

ينظر الدر المصون (٦ / ٣٥١ ، ٣٥٢).

١٢٨

تمن ؛ كما لا يجمع بين «ليت» وفعل تمن.

ومن ورود «لو» مصدرية دون فعل تمن قول الشاعر : [من الوافر]

لقد طوّفت فى الآفاق حتّى

بليت وقد أنى (١) لى لو أبيد (٢)

ومثله قول قتيلة بنت النضر بن الحارث (٣) : [من الكامل]

ما كان ضرّك لو مننت وربّما

منّ الفتى وهو المغيظ المحنق (٤)

ولا يتعين كون «كى» مصدرية إلا إذا دخلت عليها اللام نحو : «لكى تحسن» ؛ فإنه بمنزلة «لأن تحسن».

ولأن «كى» إما بمنزلة «أن» وهى المصدرية.

وإما بمنزلة لام الجر الدالة على التعليل.

فاجتماعهما ينفى أن تكون بمنزلة اللام ؛ إذ لا يدخل حرف جر على حرف جر.

فإذا خلت من اللام احتمل أن تكون مصدرية ؛ فيكون الفعل صلتها ومنصوبا بها.

وإذا اقترنت بها لم تكن إلا مصدرية.

وأما «أن» المصدرية : فتوصل بفعل متصرف ماض أو مضارع أو أمر نحو قولهم : «أو عزت إليه بأن افعل».

ولو قيل : «أن افعل» بلا باء احتمل أن تكون «أن» مصدرية ، وأن تكون بمعنى «أى» فى الدلالة على التفسير.

وأما «ما» المصدرية فتوصل بفعل متصرف غير أمر ، ومثلها «لو».

__________________

(١) أنى : قرب وحان. الوسيط «أنى».

(٢) البيت لمسجاح بن سباع فى شرح ديوان الحماسة للمرزوقى ص ١٠٠٩ ، وبلا نسبة فى تذكرة النحاة ص ٥١٣.

(٣) هى قتيلة بنت النضر بن الحارث بن علقمة ، من بنى عبد الدار ، من قريش ، شاعرة ، أدركت الجاهلية والإسلام. أسلمت ، وروت أحاديث ، وتوفيت فى خلافة عمر بن الخطاب. رضى الله عنه. اختار أبو تمام من شعرها فى الحماسة. توفيت سنة عشرين.

ينظر : الروض الأنف (٢ / ١١١) ، طبقات ابن سعد (٨ / ١٠٥) ، الأعلام (٥ / ١٩٠).

(٤) المحنق : من أحنق فلانا : غاظه غيظا شديدا فهو محنق وحنيق.

والبيت فى الأغانى ١ / ٣٠ ، وحماسة البحترى ص ٢٧٦ ، والجنى الدانى ص ٢٨٨ ، وخزانة الأدب ١٨ / ٢٣٩ ، والدرر ١ / ٢٥٠ ، وشرح الأشمونى ٣ / ٥٩٨ ، وشرح التصريح ٢ / ٢٥٤ ، وشرح ديوان الحماسة للمرزوقى ص ٩٦٦ ، وشرح شواهد المغنى ٢ / ٦٤٨ ، ولسان العرب (غيظ) ، (حنق) ، والمقاصد النحوية ٤ / ٤٧١ ، وبلا نسبة فى أوضح المسالك ٤ / ٢٢٣ ، وتذكرة النحاة ص ٣٨ ، ومغنى اللبيب ١ / ٢٦٥ ، وهمع الهوامع ١ / ٨١.

١٢٩

إلا أن «ما» تنفرد بنيابتها عن ظرف زمان ، وصلتها حينئذ فعل ماضى اللفظ ، مثبت ، أو مضارع منفى بـ «لم» نحو : «أصلك ما وصلتنى وما لم تصل عمرا».

وتوصل ـ أيضا ـ إذا نابت عن ظرف الزمان بجملة ابتدائية ؛ كقول الشاعر : [من الكامل]

واصل خليلك ما التّواصل ممكن

فلأنت أو هو عن قريب ذاهب (١)

وقد توصل بها فى غير توقيت ؛ كقول الكميت (٢) : [من البسيط]

أحلامكم لسقام الجهل شافية

كما دماؤكم تشفى من الكلب (٣)

وأما «أنّ» فتوصل باسمها وبخبرها ، وستذكر فى بابها إن شاء الله تعالى.

(ص)

وصلة الموصول منه كالعجز

فوصلها حتم ، وسبق لم يجز

وانه عن الفصل بأجنبى

وما يشذّ اقصر على المروىّ

والفصل بالنّداء قبل من قصد

به أجز ، وغيره نذرا وجد

وباعتراض فصلوا كـ (ساء من

 ـ وما التّشكّى نافع ـ يشكو الزّمن)

وحذفها فى قصد الابهام استبح

وحيث دونها المراد متّضح

فإن يك الموصول حرفيّا أو (ال)

فالعامل الّذى يليه لا العمل

وربّما أسقط موصول عرف

بسابق عليه ساقط عطف

(ش) الموصول والصلة فى حكم كلمة واحدة لا من كل وجه.

فالموصول كصدر الكلمة ، والصلة كعجزها فحقهما أن يتصلا.

ولا تتقدم الصلة ، ولا شىء يتعلق بها ، ولا تفصل هى ولا شىء منها بأجنبى ، وأعنى به : ما لا يتعلق بها ، ولا يغنى تعلقه بالموصول.

__________________

(١) ينظر : شرح التسهيل (١ / ٢٢٧).

(٢) هو الكميت بن زيد بن خنيس الأسدى ، شاعر الهاشميين ، من أهل الكوفة ، اشتهر فى العصر الأموى ، كان عالما بآداب العرب ولغاتها وأخبارها وأنسابها ، ثقة فى علمه ، كثير المدح لبنى هاشم ، له من شعره الهاشميات. توفى سنة ست وعشرين ومائة.

ينظر : الأغانى (١٥ / ١٠٨) ، جمهرة أشعار العرب (١٨٧) ، الأعلام (٥ / ٢٣٣).

(٣) الكلب : مرض معد ينتقل فيروسه فى اللعاب بالعض من كلب فيه هذا الداء وهو جنون الكلاب الناتج عن أثر عض الكلب وأكله لحم إنسان. القاموس (كلب) ، الوسيط (كلب).

والبيت فى الدرر ١ / ٢٥٢ ، ومعاهد التنصيص ٣ / ٨٨ ، وبلا نسبة فى تذكرة النحاة ص ٥١ ، وهمع الهوامع ١ / ٨١.

١٣٠

بل لا يخبر عن الموصول إلا بعد تمامها ، أو تقدير تمامها.

وقد فصل بينهما بالنداء فصلا مستحسنا ، إن كان الذى يلى المنادى هو المنادى فى المعنى ؛ كقول الشاعر : [من الطويل]

وأنت الّذى ـ يا سعد ـ بؤت (١) بمشهد

كريم وأثواب المكارم والحمد (٢)

فإن لم يكن كذلك عد شاذا ؛ كقول الفرزدق (٣) : [من الطويل]

تعشّ فإن عاهدتنى لا تخوننى

نكن مثل من ـ يا ذئب ـ يصطحبان (٤)

والقسم ليس بأجنبى ؛ لأنه مؤكد للصلة ؛ كقول النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «وأنبئوهم بمن ـ والله ـ ما علمت عليه من سوء قطّ» (٥).

فالفصل بهذا لا يختص بضرورة ؛ بخلاف الفصل بغيره فإنه لا يستباح إلا فى الضرورة ؛ كقوله : [من المتقارب]

__________________

(١) بؤت : رجعت واعترفت. الوسيط (باء).

(٢) البيت لحسان بن ثابت فى الدرر ١ / ٢٨٩ ، وبلا نسبة فى همع الهوامع ١ / ٨٨.

(٣) هو همام بن غالب بن صعصعة التميمى ، الدارمى ، أبو فراس ، الشهير بالفرزدق. شاعر ، من النبلاء ، من أهل البصرة ، له آثاره المشهورة فى اللغة ، كان يقال : لو لا شعر الفرزدق لذهب ثلث لغة العرب ، ولو لا شعره لذهب نصف أخبار الناس.

له أخبار مشهورة مع جرير والأخطل ، وكان شريفا فى قومه ، عزيز الجانب ، له مكانة عند الأمراء. وله ديوان شعر ، توفى سنة عشر ومائة.

ينظر : وفيات الأعيان (٢ / ١٩٦) ، خزانة الأدب (١ / ١٠٥) ، الأغانى (٩ / ٣٢٤) ، جمهرة أشعار العرب (١٦٣) ، الأعلام (٨ / ٩٣).

(٤) البيت فى ديوانه ٢ / ٣٢٩ ، وتخليص الشواهد ص ١٤٢ ، والدرر ١ / ٢٨٤ ، وشرح أبيات سيبويه ٢ / ٨٤ ، وشرح شواهد المغنى ٢ / ٥٣٦ ، والكتاب ٢ / ٤١٦ ، ومغنى اللبيب ٢ / ٤٠٤ ، والمقاصد النحويّة ١ / ٤٦١ ، وبلا نسبة فى الخصائص ٢ / ٤٢٢ ، وشرح الأشمونى ١ / ٦٩ ، وشرح شواهد المغنى ٢ / ٨٢٩ ، وشرح المفصل ٢ / ١٣٢ ، ٤ / ١٣ ، والصاحبى فى فقه اللغة ص ١٧٣ ، ولسان العرب (منن) ، والمحتسب ١ / ٢١٩ ، والمقتضب ٢ / ٢٩٥ ، ٣ / ٢٥٣.

(٥) جزء من حديث عائشة فى قصة الإفك والجزء المذكور لم يخرجه من أصحاب الكتب الستة إلّا مسلم فى صحيحه (٤ / ٢١٣٨) كتاب التوبة ، باب : فى حديث الإفك وقبول توبة القاذف حديث (٥٨ / ٢٧٧٠).

والحديث رواه البخارى فى «صحيحه» فى مواضع منها (٩ / ٣٨٥) كتاب التفسير ، باب : «لو لا إذ سمعتموه ظن المؤمنون والمؤمنات بأنفسهم خيرا» حديث (٤٧٥٠) وفى غير موضع من صحيحه وليس فيه موضع الشاهد.

١٣١

كذلك تلك وكالنّاظرات

 ـ صواحبها ـ ما يرى المسحل (١)

التقدير : كذلك الحمار الوحشى تلك الناقة وصواحبها كالناظرات ما يرى المسحل.

ففصل بـ «صواحبها» ـ وهو مبتدأ ـ بين «ما يرى المسحل» و «النّاظرات».

والألف واللام بمعنى «اللاتى» ، وصلتها «ناظرات» و «ما يرى المسحل».

وينبغى فى مثل هذا أن يقدر تمام الصلة قبل ما يظهر أنه منها ، ويقدر له عامل مدلول عليه بالصلة.

فهذا أسهل من الفصل بين جزأى الصلة.

ومن الفصل المستحسن : الفصل بجملة الاعتراض كقولى :

 ... ساء من

 ـ وما التّشكى نافع ـ يشكو الزّمن

أى : ساء من يشكو الزمن ، وما التشكى نافع.

ففصل بهذه الجملة ؛ لأن ذكرها مقو لمعنى الكلام (٢). ومنه قول الشاعر :

[من البسيط]

ما ذا ـ ولا عتب فى المقدور ـ رمت أما

يحظيك بالنّجح ، أم خسر وتضليل (٣)

ثم قلت :

وحذفها فى قصد الابهام استبح

 ...

أى : استبح حذف الصلة عند قصد الإبهام ؛ كقوله : [من الكامل]

ولقد رأيت (٤) ثأى (٥) العشيرة بينها

وكفيت جانيها اللّتيّا والّتى (٦)

وكقوله : [من الرجز]

والله أنجاك بكفّى مسلمت

__________________

(١) البيت للكميت بن زيد الأسدى (الديوان ٢ / ٣٥).

(٢) زاد فى أ: ليس بأجنبى لأنه مؤكد للصلة.

(٣) البيت بلا نسبة فى الدرر ١ / ٢٨٧ ، وهمع الهوامع ١ / ٨٨.

(٤) رأبت : أصلحت ولأمت. الوسيط (رأب).

(٥) الثأى : الضعف ، والحزم ، والفساد ، والمراد أنه أصلح فساد العشيرة. الوسيط (ثأى).

(٦) اللتيا والتى : الداهية الكبيرة والصغيرة. الوسيط (لتت).

والبيت لسلمى بن ربيعة فى خزانة الأدب ٦ / ١٥٥ ، ونوادر أبى زيد ص ١٢٠ ، ولعلباء بن أرقم فى الأصمعيّات ص ١٦٢.

١٣٢

من بعد ما ، وبعد ما ، وبعدمت (١)

وعند حصول البيان بدونها ؛ كقوله : [من مجزوء الكامل]

نحن الألى فاجمع جمو

عك ثمّ وجّههم إلينا (٢)

أى : نحن الألى عرفوا.

ومثله قول الآخر : [من الطويل]

أتجزع إن نفس أتاها حمامها

فهلا الّذى عن بين جنبيك تدفع (٣)

أى : فهلا الذى تجزع منه تدفع عن بين جنبيك.

وجائز تقديم المعمول على عامل الصلة ، نحو قولك فى «جاء الّذى ضرب زيدا» : «جاء الّذى زيدا ضرب».

فإن كان الموصول بالألف واللام ، أو حرفا مصدريّا لم يجز تقديم المعمول ؛ لأن امتزاج الألف واللام والحرف المصدرى بالعامل آكد من امتزاج غيرهما به.

وقد يسقط الموصول المعطوف على موصول قبله للعلم به ؛ كقول حسان بن ثابت (٤) ـ رضى الله عنه ـ : [من الوافر]

__________________

(١) الرجز لأبى النجم فى لسان العرب (ما) ، وشرح التصريح ٢ / ٣٤٤ ، والدرر ٦ / ٢٣٠ ، ومجالس ثعلب ١ / ٣٢٦ ، وتاج العروس (ما) ، وبلا نسبة فى الأشباه والنظائر ١ / ١١٣ ، وأوضح المسالك ٤ / ٣٤٨ ، وخزانة الأدب ٤ / ١٧٧ ، ٧ / ٣٣٣ ، والخصائص ١ / ٣٠٤ ، والدرر ٦ / ٣٠٥ ، ورصف المبانى ص ١٦٢ ، وسر صناعة الإعراب ١ / ١٦٠ ، ١٦٣ ، ٢ / ٥٦٣ ، وشرح الأشمونى ٣ / ٧٥٦ ، وشرح شافية ابن الحاجب ٢ / ٢٨٩ ، وشرح قطر الندى ص ٣٢٥ ، وشرح المفصل ٥ / ٨٩ ، ٩ / ٨١ ، والمقاصد النحوية ٤ / ٥٥٩ ، وهمع الهوامع ٢ / ١٥٧ ، ٢٠٩.

(٢) البيت لعبيد بن الأبرص فى ديوانه ص ١٤٢ ، وخزانة الأدب ٢ / ٢٨٩ ، والدرر ١ / ٢٩٧ ، وشرح شواهد المغنى ١ / ٢٥٨ ، ولسان العرب (أولى وأولاء) ، والمقاصد النحويّة ١ / ٤٩٠ ، وبلا نسبة فى خزانة الأدب ٦ / ٥٤٢ ، وشرح الأشمونى ١ / ٧٤ ، ٨٢ ، وشرح التصريح ١ / ١٤٢ ، ومغنى اللبيب ١ / ٨٦ ، وهمع الهوامع ١ / ٨٩.

(٣) البيت لزيد بن رزين فى جواهر الأدب ص ٣٢٥ ، وشرح شواهد المغنى ١ / ٤٣٦ ، وله أو لرجل من محارب فى ذيل أمالى القالى ص ١٠٥ ، وذيل سمط اللآلى ص ٤٩ ، وبلا نسبة فى الجنى الدانى ص ٢٤٨ ، وخزانة الأدب ١٠ / ١٤٤ ، وتاج العروس (عنن) ، والدرر ٤ / ١٠٧ ، وشرح الأشمونى ٢ / ٢٩٥ ، وشرح التصريح ٢ / ١٦ ، والمحتسب ١ / ٢٨١ ، ومغنى اللبيب ١ / ١٤٩ ، وهمع الهوامع ٢ / ٢٢.

(٤) هو حسان بن ثابت بن المنذر الخزرجى ، الأنصارى ، أبو الوليد ، من صحابة النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم وهو شاعره ، وعاش ستين سنة فى الجاهلية ومثلها فى الإسلام ، روى أحاديث ، وأشعار دافع فيها ـ

١٣٣

أمن يهجو رسول الله منكم

ويمدحه وينصره سواء؟! (١)

أى : أمن يهجو رسول الله منكم أيها المشركون ، ومن يمدحه منا وينصره سواء؟!

وقال آخر : [من الخفيف]

ما الّذى دأبه احتياط وحزم

وهواه أطاع يستويان (٢)

أراد : والذى هواه أطاع فحذف.

فصل فى أسماء الإشارة

(ص)

ب (ذا) إلى فرد مذكّر أشر

(ذى) (ذات) (تى) (تا) (ذه) على الأنثى قصر

و (ته) كـ (ذه) و (ها) هنا قد كسرا

ومدّ عند كسره أو اقسرا

و (ذان) (تان) رافعا مثنّيا

قل وائت خافضا وناصبا بـ (يا)

(ألى) (ألاء) اجمع وفه منبّها

قبل جميع ما ذكرته بها

(ش) اسم الإشارة : ما دل على مسمى وإشارة إليه.

فإن كان مفردا قريبا فله «ذا» فى التذكير ، والعشر التى ذكرت بعده فى التأنيث.

وإن كان مثنى قريبا فله فى التذكير «ذان» رفعا ، و «ذين» جرّا ونصبا.

وفى التأنيث «تان» رفعا ، و «تين» جرّا ونصبا.

وإن كان جمعا قريبا فله فى التذكير ، والتأنيث «ألاء» بالمد على لغة أهل الحجاز ، وبالقصر على لغة بنى تميم.

ولك أن تذكر قبل كل مثال منها «ها» التنبيه نحو : «هذا» و «هذى» و «هذان»

__________________

ـ عن النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم وعن الإسلام ضد المشركين ، وله ديوان شعر. توفى سنة أربع وخمسين ، على خلاف.

ينظر : أسد الغابة ت (١١٥٣) ، الاستيعاب ت (٥٢٥) ، الإصابة ت (١٧٠٩) ، الأعلام (٢ / ١٧٥).

(١) البيت فى ديوانه ص ٧٦ ، وتذكرة النحاة ص ٧٠ ، والدرر ١ / ٢٩٦ ، ومغنى اللبيب ص ٦٢٥ ، والمقتضب ٢ / ١٣٧ ، وبلا نسبة فى شرح الأشمونى ص ٨٢ ، وهمع الهوامع ١ / ٨٨.

(٢) البيت بلا نسبة فى مغنى اللبيب ٢ / ٦٢٥.

١٣٤

و «هاتان» و «هؤلاء».

(ص)

كاف الخطاب كلّا اردف حرفا

فى البعد مثله إذا اسما يلفى

واللام قبل للحجازيّين زد

وترك ذاك عن تميم اعتمد

و (ها) وهذى اللام لن يجتمعا

وقد تجىء (ها) وذى الكاف معا

(ش) إذا كان المشار إليه بعيدا حقيقة ، أو حكما جىء بعد كل واحد من الأمثلة التى ذكرت بكاف ثابت الحرفية ، مسبوق بلام فى لغة الحجازيين ، ومجرد منه فى لغة بنى تميم ، يدل على حال المخاطب بما يدل عليه إذا كان اسما نحو :

«ذلك» و «تلك» و «ذلكما» و «ذلكم» و «ذلكنّ» و «ذاك» و «ذاكما» و «ذاكم» و «وتيك» و «تيكما» و «تيكنّ».

ولا تفاوت بينهما فى البعد ، وإنما هما لغتان ؛ ولذلك يتواردان فى رتبة واحدة نحو (١) أن يخبر إنسان بخبر فيقال : أعرفت ذلك؟ فيقول : نعم عرفت ذاك.

و «ها» : حرف تنبيه يجاء بها متقدمة على «ذا» و «ذاك» و «تى» وأخواتها مجردة من الكاف ، ومصاحبة لها دون اللام.

فيقال : «هذا» و «هاتى» ، و «هذاك» و «هاتيك».

ومنه قول طرفة : [من الطويل]

رأيت بنى غبراء (٢) لا ينكروننى

ولا أهل هذاك الطّرف (٣) الممدّد (٤)

وفى الحديث : «ألا أخبركم بأشدّ منه حرّا يوم القيامة هذينك الرّجلين» (٥).

__________________

(١) فى أ: مثل.

(٢) بنو غبراء : هم الفقراء أو الغرباء المجتمعون للشراب بلا تعارف : القاموس (غبر).

(٣) الطراف : البيت من أدم ، يكون للأغنياء. القاموس (طرف).

(٤) الممدد : المنصوب.

والبيت فى ديوانه ص ٣١ ، وتخليص الشواهد ص ١٢٥ ، وجمهرة اللغة ص ٧٥٤ ، والجنى الدانى ص ٣٤٧ ، والدرر اللوامع ١ / ٣٣٦ ، ولسان العرب (غبر) ، (بنى) ، والمقاصد النحويّة ١ / ٤١٠ ، وبلا نسبة فى الاشتقاق ص ٢١٤ ، وشرح الأشمونى ١ / ٦٥ ، وشرح ابن عقيل ص ٧٣ ، وهمع الهوامع ١ / ٧٦.

(٥) رواه مسلم فى «صحيحه» (٤ / ٢١٤٦) كتاب صفات المنافقين. حديث (٢٧٨٣) والطبرانى فى الكبير (٧ / ٢١) (٦٢٤٨) ، والبيهقى (٨ / ١٩٨) من حديث إياس بن سلمة بن الأكوع عن أبيه قال : عدنا مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم رجلا موعكا قال : فوضعت يدى عليه فقلت : والله ـ

١٣٥

ولا يقال : «هذلك» ولا «هاتالك» كراهية الاستطالة.

(ص)

وبالمكان اخصص (هنا) ويتّصل

بعدا وتنبيها بما (ذا) قد وصل

و (ثمّ) فى ذا البعد ـ أيضا ـ وردا

وهكذا (هنّا) و (هنّا) عهدا

(ش) من أسماء الإشارة ـ أيضا ـ «هنا» إلا أنه مخصوص بالمكان.

فإن كان قريبا جىء بـ «هنا» دون كاف مجردا ، أو مسبوقا بحرف التنبيه ؛ فيقال :

أقم هنا أو ههنا.

وإن كان المكان بعيدا جىء بكاف الخطاب بعدها على نحو ما جىء بعد «ذا».

ومن قال : «ذلك» قال : «هنالك» ، ومن قال «هذاك» قال : «هناك».

ويشار ـ أيضا ـ إلى المكان البعيد بـ «ثمّ» وب «هنّا» و «هنّا».

فصل فى المعرف بالأداة

(ص)

اللام أو (أل) حرف تعريف فقل

فى (رجل) ـ تعريفه شئت ـ (الرّجل)

والقصد عهد ، أو عموم الجنس أو

حضور او كمال ما به نووا

وزائدا يأتى كـ (طبت النّفسا

يا قيس عن عمرو) أراد : نفسا

(ش) اللام ـ وحدها ـ هى المعرفة عند سيبويه (١) ، والهمزة قبلها همزة وصل زائدة.

وهى عند الخليل همزة قطع عوملت ـ غالبا ـ معاملة همزة الوصل لكثرة الاستعمال ، وهى أحد جزأى الأداة المعرفة.

وقول الخليل هو المختار عندي (٢) ، وبسط الاحتجاج لذلك مستوفى فى «شرح تسهيل الفوائد ، وتكميل المقاصد» فلينظر فيه هناك (٣).

__________________

(١) ذكر سيبويه فى الكتاب أن «ال» هى التى تعرّف الاسم لا اللام وحدها كما ذكر المصنف فقال فى الكتاب : «وآل» تعرّف الاسم فى قولك : القوم والرجل». ينظر الكتاب ٤ / ٢٢٦. وقد عبر سيبويه بالألف واللام فى مواطن عدة من كتابه فينظر مثلا الكتاب ١ / ٣٧٢ و ٣ / ٤٠٥.

(٢) قال ابن مالك فى شرح التسهيل : على أن الصحيح عندى قول الخليل منه ١ / ٢٥٤ ـ ٢٥٥

(٣) ينظر : شرح التسهيل : ١ / ٢٥٣ ، ٢٥٤ ، ٢٥٥.

١٣٦

والقصد بهذه الأداة : إما تعريف معهود بذكر ؛ كقولك : «مررت برجل فأكرمت الرّجل».

وكقوله تعالى : (فَعَصى فِرْعَوْنُ الرَّسُولَ) [المزمل : ١٦].

أو معهود بحضور ؛ كقولك لشاتم رجل حاضر : «لا تشتم الرّجل».

ومن هذا القبيل : صفة المشار إليه ؛ لأن الإشارة إلى الشىء توجب استحضاره بوجه ما ؛ فيكون له قسط من العهد.

ويلحق به ـ أيضا ـ ما يسميه المتكلمون : تعريف الماهية ؛ كقول القائل : «اشتر اللّحم» ؛ لأن قائل هذا إنما يخاطب من هو معتاد لقضاء حاجته ؛ فقد صار ما يبعثه إليه معهودا بالعلم فهو فى حكم المذكور أو المشاهد.

وأما الذى يقصد به عموم الجنس فنحو قولك : «الرّجل خير من المرأة».

ومن علامات هذا : قيام الألف واللام فيه مقام «كلّ» ، وجواز الاستثناء منه مع كونه بلفظ المفرد كقوله ـ : تعالى (إِنَّ الْإِنْسانَ لَفِي خُسْرٍ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا) [العصر : ٢ ـ ٣].

وجواز وصفه بجمع كقولك : «أهلك النّاس الدّينار الحمر» ، وكقوله ـ تعالى ـ : (أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلى عَوْراتِ النِّساءِ) [النور : ٣١].

فلمصحوب هذه الألف واللام جمعية وتنكير من جهة المعنى ، وإفراد وتعريف من جهة اللفظ ؛ فلواصفه مراعاة اللفظ ، ومراعاة المعنى ، إلا أن مراعاة اللفظ أكثر.

ومن مراعاة التنكير باعتبار المعنى وصف الليل بالجملة فى قوله ـ تعالى ـ : (وَآيَةٌ لَهُمُ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهارَ) [يس : ٣٧] لأنه فى المعنى بمنزلة : وآية لهم ليل نسلخ منه نهارا.

وقد استعملوا الجنسية مجازا فى الدلالة على الكمال مدحا ، وذمّا نحو : «نعم الرّجل زيد ، وبئس الرّجل عمرو».

كأنه قال : نعم الجامع لخصال المدح زيد ، وبئس الجامع لخصال الذم عمرو.

أو يكون العموم قد قصد هنا على سبيل المبالغة المجازية كما فعل من قال : «أطعمنا شاة كلّ شاة» و «مررت برجل كلّ رجل» أى : جامع لكل خصلة تمدح بها الرجال.

وأشرت بقولى :

١٣٧

وزائدا يأتى ...

 ...

إلى مثل قول الشاعر : [من الطويل]

رأيتك لمّا أن عرفت وجوهنا

صددت وطبت النّفس يا قيس عن عمرو (١)

أراد : وطبت نفسا. و «نفسا» : منصوب على التمييز ، وتنكيره لازم ؛ فأدخل عليه الألف واللام زائدة غير معرفة.

وقد أدخلوا الزائدة على العلم مع بقائه على تعريفه كقول الشاعر : [من الكامل]

ولقد جنيتك (٢) أكمؤا (٣) وعساقلا (٤)

ولقد نهيتك عن بنات الأوبر (٥)

أراد : بنات أو بر ، وهو [علم على ضرب] (٦) من الكمأة ، والله أعلم.

(ص)

واعتبر التّنكير والتّعريف فى

مصحوب ذى العموم فاقف ما قفى

لذاك قد ينعت نعت معرفه

ونعت منكور فكن ذا معرفه

__________________

(١) البيت لرشيد بن شهاب فى الدرر ١ / ٢٤٩ ، وشرح اختيارات المفضّل ص ١٣٢٥ ، وشرح التصريح ١ / ١٥١ ، ٣٩٤ ، والمقاصد النحويّة ١ / ٥٠٢ ، ٣ / ٢٢٥ ، وبلا نسبة فى أوضح المسالك ١ / ١٨١ ، وتخليص الشواهد ص ١٦٨ ، والجنى الدانى ص ١٩٨ ، وجواهر الأدب ص ٣١٩ ، وشرح الأشمونى ١ / ٨٥ ، وشرح ابن عقيل ص ٩٦ ، وشرح عمدة الحافظ ص ١٥٣ ، ٤٧٩ ، وهمع الهوامع ١ / ٨٠ ، ٢٥٢.

(٢) جنيتك : جنيت لك ، أى : جمعه من مكانه. الوسيط (جنى).

(٣) أكمؤ : جمع كمأة وهى فطر من رتبة الزقيات والفصيلة الكمئية ، وهى أرضية تنتفخ حاملات أكياس بذورها ، فتجنى وتؤكل مطبوخة ، ويختلف حجمها بحسب الأنواع. ينظر : الوسيط (كمأ).

(٤) العساقل : جمع عسقول ، وهو ضرب من الكمأة أبيض اللون ، يحتوى على مواد غذائية مختزنة ، كالبطاطس. الوسيط (عسقل).

(٥) البيت بلا نسبة فى الاشتقاق ص ٤٠٢ ، والإنصاف ١ / ٣١٩ ، وأوضح المسالك ١ / ١٨٠ ، وتخليص الشواهد ص ١٦٧ ، وجمهرة اللغة ص ٣٣١ ، والخصائص ٣ / ٥٨ ، ورصف المبانى ص ٧٨ ، وسرّ صناعة الإعراب ص ٣٦٦ ، وشرح الأشمونى ١ / ٨٥ ، وشرح التّصريح ١ / ١٥١ ، وشرح شواهد المغنى ١ / ١٦٦ ، وشرح ابن عقيل ص ٩٦ ، ولسان العرب (جوت) ، (حجر) ، (سور) ، (عير) ، (وبر) ، (جحش) ، (أبل) ، (حفل) ، (عقل) ، (أسم) ، (جنى) ، (نجا) ، والمحتسب ٢ / ٢٢٤ ، ومغنى اللبيب ١ / ٥٢ ، ٢٢٠ ، والمقاصد النحوية ١ / ٤٩٨ ، والمقتضب ٤ / ٤٨ ، والمنصف ٣ / ١٣٤.

(٦) فى ط : علم لضرب.

١٣٨

(ش) ذو العموم : هو الداخل عليه الألف واللام ؛ لقصد شمول الجنس حقيقة ؛ فإنه من جهة اللفظ معرفة ، وشياعه باق فهو بذلك فى حكم النكرة.

فمن أجل ذلك جاز أن يوصف بمعرفة مراعاة للفظه ،

وبنكرة أو جملة مراعاة لمعناه ؛ وقد تقدم التنبيه على هذا.

(ص)

ويبلغ المعهود رتبة العلم

ك (النّجم) والأداة فيه تلتزم

وإن يناد أو يضف تجرّدا

ودون ذين قد يرى مجرّدا

وذو إضافة يصير علما

غلبة كـ (ابن الزّبير) فاعلما

وذى الإضافة التزامها أشدّ

من التزام (أل) على القول الأسدّ

(ش) قد يكون الاسم معرفة بالألف واللام العهديتين ، أو الإضافة ؛ فيغلب استعماله كذلك حتى يرتقى فى التعيين والاختصاص إلى درجة العلم ، بل ربما زاد وضوحا.

فمن ذلك «المدينة» غلب استعمالها على دار الهجرة ، ومن ذلك «الكتاب» غلب استعماله على كتاب سيبويه. ومن ذلك «الشّافعى» (١) ـ رحمه‌الله ـ غلب على الإمام محمد بن إدريس رحمه‌الله.

ومن ذلك «النّجم» غلب على الثريا ، وكذا «ابن عمر» (٢) و «ابن عبّاس» (٣) و «ابن

__________________

(١) هو محمد بن إدريس بن العباس بن عثمان بن شافع الهاشمى القرشى المطلبى ، أبو عبد الله الشافعى. أحد الأئمة الأربعة عند أهل السنة ، وإليه نسبة الشافعية كافة. كان بارعا فى الشعر واللغة وأيام العرب ، ثم فى الفقه والحديث ، وأفتى وهو ابن عشرين سنة ، وكان ذكيّا مفرطا ، وله تصانيف كثيرة منها : الأم ، المسند ، أحكام القرآن ، الرسالة ، أدب القاضى ، وغيرها. توفى. رحمه‌الله. سنة أربع ومائتين.

ينظر : تهذيب الكمال فى أسماء الرجال للمزى ت (٥٦٣٨) ، سير أعلام النبلاء للذهبى (١٠ / ٥) ، تذكرة الحفاظ (١ / ٣٢٩) ، وفيات الأعيان (١ / ٤٤٧) ، الأعلام (٦ / ٢٦).

(٢) هو عبد الله بن عمر بن الخطاب ، الصحابى المشهور ، أسلم مع أبيه وهاجر ، وكان من كبار الحفاظ لحديث رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ورواته ، وكان شديد الاتباع للسنة ، وله أحاديث كثيرة توفى سنة اثنتين أو ثلاث أو أربع وسبعين.

ينظر : أسد الغابة ت (٣٠٨٢) ، الاستيعاب ت (١٦٣٠) ، الإصابة ت (٤٨٥٢) ، سير أعلام النبلاء (٣ / ٢٠٣).

(٣) هو عبد الله بن العباس بن عبد المطلب بن هاشم ، ابن عم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، حبر الأمة ، ـ

١٣٩

مسعود» (١) و «ابن الزّبير» (٢) غلبت على العبادلة رضى الله عنهم.

إلا أن ذا الألف واللام قد يفارقانه ؛ فإنه إن نودى ، أو أضيف ؛ كقولك : يا صعق ، وكقولك فى المدينة : مدينة الرسول صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

وكقولهم لـ «الجبهة» وهى إحدى منازل القمر : «جبهة الأسد».

قال الشاعر : [من المنسرح]

يا من رأى عارضا (٣) أكفكفه (٤)

بين ذراعى وجبهة الأسد (٥)

وربما حذفت الألف واللام دون نداء ولا إضافة ؛ كقول الشاعر : [من الطويل]

__________________

ـ وترجمان القرآن ، ومن علماء الصحابة الكبار وفقهائهم ومفسريهم روى أحاديث كثيرة عن النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، توفى سنة ثمان وستين على خلاف فى ذلك ، ومات بالطائف. رضى الله عنه.

ينظر : أسد الغابة ت (٣٠٣٧) ، الاستيعاب ت (١٦٠٦) ، الإصابة ت (٤٧٩٩) ، سير أعلام النبلاء (٣ / ٣٣١).

(١) هو عبد الله بن مسعود بن غافل بن حبيب ، أبو عبد الرحمن صاحب الرسول صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وأحد السابقين إلى الإسلام ، وهاجر الهجرتين ، وشهد بدرا وما بعدها. لازم النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وحدث عنه بالكثير من أحاديثه ، وهو أول من جهر بالقرآن بمكة ، وكان يقرأ القرآن على النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم لحسن صوته ، ومهارته به. توفى. رضى الله عنه. سنة اثنتين وثلاثين.

ينظر : الاستيعاب ت (١٦٧٧) ، أسد الغابة ت (٣١٨٢) ، الإصابة ت (٤٩٧٠) ، الخلاصة (٢ / ٩٩) ، سير أعلام النبلاء (١ / ٤٦١).

(٢) هو عبد الله بن الزبير بن العوام بن خويلد ، القرشى ، أحد صحابة النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وأحد العبادلة ، والشجعان من الصحابة ، بويع بالخلافة سنة أربع وستين عقب موت يزيد بن معاوية ، وهو أول مولود للمهاجرين بعد الهجرة ومات النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم وله تسع سنين ، وقد حفظ عنه. توفى.

رضى الله عنه. مقتولا على رأس ثلاث وسبعين ، على قول الجمهور.

ينظر : أسد الغابة ت (٢٩٤٩) ، الإصابة ت (٤٧٠٠) ، الاستيعاب ت (١٥٥٣) ، حلية الأولياء (١ / ٣٢٩) ، سير أعلام النبلاء (٣ / ٣٦٣).

(٣) العارض : الغيم والسحاب. القاموس (عرض).

(٤) أكفكفه : أمسحه مرة بعد مرة ليجف. الوسيط (كفكف).

(٥) جبهة الأسد : أربعة أنجم فى صورة الأسد وهى العاشر من منازل القمر. الوسيط (جبه).

والبيت للفرزدق فى ديوانه ص ٢١٥ (طبعة الصاوى) ، وخزانة الأدب ٢ / ٣١٩ ، ٤ / ٤٠٤ ، ٥ / ٢٨٩ ، وشرح شواهد المغنى ٢ / ٧٩٩ ، وشرح المفصل ٣ / ٢١ ، والكتاب ١ / ١٨٠ ، والمقاصد النحويّة ٣ / ٤٥١ ، والمقتضب ٤ / ٢٢٩ ، وبلا نسبة فى الأشباه والنظائر ١ / ١٠٠ ، ٢ / ٢٦٤ ، ٣٩٠ ، وتخليص الشواهد ص ٨٧ ، وخزانة الأدب ١٠ / ١٨٧ ، والخصائص ٢ / ٤٠٧ ، ورصف المبانى ص ٣٤١ ، وسرّ صناعة الإعراب ص ٢٩٧ ، وشرح الأشمونى ٢ / ٣٣٦ ، وشرح عمدة الحافظ ص ٥٠٢ ، ولسان العرب (بعد) ، (يا) ، ومغنى اللبيب ٢ / ٣٨٠ ، ٦٢١.

١٤٠