تفسير المراغي - ج ١٦

أحمد مصطفى المراغي

يا آدم وحواء وذريتهما بيان لسبيلى وما أختاره لخلقى من دين بإرسال الرسل والكتب فمن اتبع ذلك وعمل به ولم يزغ عنه فإنى أهديه فى الدنيا وأرشده إلى محجة الصواب ولا يشقى فى الآخرة.

أخرج ابن أبى شيبة والحاكم والبيهقي عن ابن عباس قال : «أجار الله تابع القرآن من أن يضل فى الدنيا أو يشقى فى الآخرة ، ثم قرأ الآية» وروى عنه مرفوعا إلى النبي صلى الله عليه وسلم «من اتبع كتاب الله هداه الله تعالى من الضلالة فى الدنيا ووقاه سوء الحساب يوم القيامة».

(وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً) أي ومن أعرض عن ذكرى الذي أذكّره به وتولى عنه ، ولم يتعظ به فينزجر عما هو مقيم عليه من مخالفة أمر ربه ، فإن له معيشة ضيقة شديدة لما يكون فيه من القلق والحرص على الدنيا والتهالك على ازديادها والخوف من انتقاصها ، فترى الشح غالبا عليه ، والبخل راسخا فى أعراقه :

(وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ أَعْمى) عن الجنة ، لأن الجهالة التي كانت له فى الدنيا تبقى كذلك فى الآخرة ، وهذا يصير سببا لأعظم الآلام الروحية له :

وقصارى ذلك ـ إن الله عز اسمه جعل لمن اتبع هداه وتمسك بدينه العيش الهنيء الذي لا همّ فيه ولا غم ، وجعل لمن أعرض عن دينه التعب والنصب ، وهو فى الآخرة أشد تعبا ، وأعظم ضيقا ، وأكثر ألما :

(قالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيراً؟) أي قال رب لم حشرتنى أعمى عن حجتى وعن رؤية الأشياء على حقيتها ، وقد كنت فى الدنيا ذا بصر بذلك كله؟ ، ونحو الآية : «وَنَحْشُرُهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ عَلى وُجُوهِهِمْ عُمْياً وَبُكْماً وَصُمًّا» : (قال) ربه مجيبا هذا السائل :

(كَذلِكَ أَتَتْكَ آياتُنا فَنَسِيتَها وَكَذلِكَ الْيَوْمَ تُنْسى) أي فكما تركت آياتنا ترك للنسى الذي لا يذكر أصلا وأعرضت عنها ـ اليوم ننساك فنتركك فى النار.

١٦١

(وَكَذلِكَ نَجْزِي مَنْ أَسْرَفَ وَلَمْ يُؤْمِنْ بِآياتِ رَبِّهِ) أي وهكذا نعاقب من أسرف ، فعصى ربه ولم يؤمن برسله وكتبه ، فنجعل له معيشة ضنكا.

أخرج ابن أبى حاتم عن ابن عباس أنه قال فى الآية : يقول كل مال أعطيته عبدا من عبادى قلّ أو كثر لا يتقينى فيه فلا خير فيه وهو الضنك فى المعيشة.

وعن عكرمة ومالك بن دينار نحوه ، وقيل إن تلك المعيشة له فى القبر بأن يعذّب فيه ، وقد روى ذلك عن جماعة منهم ابن مسعود وأبو سعيد الخدرىّ ومجاهد ، وروى ذلك مرفوعا أيضا

فقد أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن حبّان وابن مردويه عن أبى هريرة قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم «المؤمن فى قبره فى روضة خضراء ، ويرحب له قبره سبعين ذراعا ، ويضىء حتى يكون كالقمر ليلة البدر ، وهل تدرون فيم أنزلت (فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً)؟ قالوا : الله ورسوله اعلم ، قال عذاب الكافر فى قبره يسلط عليه تسعة وتسعون تنينا ، هل تدرون ما التنين؟ تسعة وتسعون حية لكل حية سبعة رءوس يخدشونه ويلسعونه وينفخون فى جسمه إلى يوم يبعثون».

وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن زيد قال : المعيشة الضنك فى النار شوك وزقّوم وغسلين وضريع ، وليس فى القبر ولا فى الدنيا معيشة ، وما المعيشة والحياة إلا فى الآخرة.

(وَلَعَذابُ الْآخِرَةِ أَشَدُّ وَأَبْقى) أي ولعذاب الآخرة فى النار أشد مما نعذبهم به فى الدنيا وأكثر بقاء ، لأنه لا أمد له ولا نهاية.

(أَفَلَمْ يَهْدِ لَهُمْ كَمْ أَهْلَكْنا قَبْلَهُمْ مِنَ الْقُرُونِ يَمْشُونَ فِي مَساكِنِهِمْ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِأُولِي النُّهى (١٢٨) وَلَوْ لا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ لَكانَ لِزاماً وَأَجَلٌ مُسَمًّى (١٢٩) فَاصْبِرْ عَلى ما يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِها وَمِنْ آناءِ اللَّيْلِ فَسَبِّحْ وَأَطْرافَ النَّهارِ لَعَلَّكَ تَرْضى (١٣٠) وَلا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلى ما مَتَّعْنا بِهِ أَزْواجاً مِنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَياةِ الدُّنْيا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقى (١٣١) وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْها لا نَسْئَلُكَ رِزْقاً نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعاقِبَةُ لِلتَّقْوى (١٣٢))

١٦٢

تفسير المفردات

أفلم يهد لهم : أي أفلم يبيّن لهم العبر ، لأولى النهى : أي لذوى العقول الراجحة لزاما : أي لازما لهم لا يتأخر عنهم ، فسبح بحمد ربك : أي اشتغل بتنزيه الله وتعظيمه آناء الليل : ساعاته واحدها إنى وإنو (بكسر الهمزة وسكون النون) ولا تمدن عينيك : أي لا تطيلن النظر رغبة واستحسانا ، متعنا : أي جعلناهم يتلذذون بما يدركون من المناظر الحسنة ، ويسمعون من الأصوات المطربة ، ويشمّون من الروائح الطيبة ، أزواجا : أي أشكالا وأشباها ، زهرة الحياة الدنيا : أي زينتها وبهجتها ، لنفتنهم : أي لنبتليهم ونختبرهم ، ورزق ربك : أي ما ادّخره لك ، واصطبر عليها : أي دم عليها.

المعنى الجملي

بعد أن ذكر سبحانه حال من أعرض عن ذكر الله فى الآخرة بقوله : ونحشره يوم القيامة أعمى ـ أتبعه بما يكون عبرة للمشركين لو تفكروا فيه ، وهو ما نزل بالمكذبين بالرسل ممن قبلهم من الأمم الذين يمرون بديارهم بكرة وعشيا كقوم عاد وثمود ، وكيف أصبحت ديارهم خرابا بلقعا ليس فيها ديّار ولا نافخ نار ، ثم بين أنه لولا سبق الكلمة بتأخير عذابهم إلى أجل مسمى لحاق بهم مثل ما حاق بمن قبلهم ، ثم أمر رسوله بالصبر على ما يسمونه به من نحو قولهم : إنه ساحر ، وإنه شاعر ، وإنه مجنون وعدم المبالاة بمقالتهم ، وعليه أن يكثر من التسبيح وعبادة ربه آناء الليل وأطراف النهار ولا يلتفت إلى شىء مما متّع به الكفار من زهرة الدنيا التي أوتيت

١٦٣

لهم لتكون ابتلاء واختبارا ، وما عند الله خير منها وأبقى ، ثم طلب إليه أن يأمر أهله بالصلاة ويصطبر عليها ، وهو لا يكلفه رزقا لنفسه ولا لغيره ، فالله يرزقه من واسع فضله ، وعظيم عطائه ، والعاقبة لمن اتقى : «فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفاءً ، وَأَمَّا ما يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ».

الإيضاح

(أَفَلَمْ يَهْدِ لَهُمْ كَمْ أَهْلَكْنا قَبْلَهُمْ مِنَ الْقُرُونِ يَمْشُونَ فِي مَساكِنِهِمْ؟) أي أفلم يرشدهم إلى وجه العبر ، إهلاكنا كثيرا من الأمم الماضية ، والقرون الغابرة ، التي يمرون عليها مصبحين وبالليل ؛ كعاد وثمود الذين يشاهدون آثارهم العظيمة الدالة على ما كانوا عليه من النعيم ثم ما حلّ بهم من صنوف البلاء ، فيتعظوا ويعتبروا ويؤمنوا بالله ورسوله خوف أن يصيبهم بكفرهم مثل ما أصاب هؤلاء السابقين.

وللمشاهدة من العبرة ما ليس لغيرها فقد قالوا «ليس الخبر كالخبر» وقالوا : «ما راء كمن سمع».

وخلاصة ذلك ـ إن فى مشاهدة ما حصل للأمم الماضية ، ورؤية آثارها البائدة التي يمرون عليها فى رحلاتهم فى الصيف لعبرة وزاجرا لهم لو كانوا يعقلون.

ثم علل هذا الزجر والإنكار بقوله :

(إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِأُولِي النُّهى) أي إن فيما يعاين هؤلاء ويرون من آثار وقائعنا بالأمم المكذبة لرسلنا وحلول المثلات بهم لكفرهم بربهم ـ لعبرا وعظات لأرباب الحجا الدين ينهاهم دينهم ، ويؤنّهم عقلهم ، من مواقعة ما يضرهم.

ولما هدد المشركين بالهلاك كهلاك المكذبين من الماضين ، ذكر سبب تأخير ذلك عنهم فقال :

(وَلَوْ لا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ لَكانَ لِزاماً وَأَجَلٌ مُسَمًّى) أي ولو لا الكلمة النافذة التي سبقت منا فى الأزل ، وهى أن أمة محمد ـ وإن كذبوا ـ سيؤخر عذابهم

١٦٤

ولا يفعل بهم ما فعل بغيرهم من عذاب الاستئصال ، كما قال : «بَلِ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ» لعجّل لهم العذاب كفاء ما قاموا به من تكذيب الرسول وإيذائه.

وقد جعل العلماء من الحكمة فى تأخير العذاب أنه ربما تاب بعضهم أو خرج من أصلاب بعضهم من يؤمن ، فيكون فى ذلك إكرام لنبيّه ، ورحمة لأمته ، وتكثير لسواد أتباعه ، وإلى ذلك أشار صلّى الله عليه وسلّم بقوله : «وإنما كان الذي أوتيته وحيا أوحاه الله إلىّ فأرجو أن أكون أكثرهم تابعا».

وبعد أن أخبر سبحانه بأنه لا يهلك أحدا قبل استيفاء أجله ـ أمره بالصبر على ما يقولون فقال :

(فَاصْبِرْ عَلى ما يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِها وَمِنْ آناءِ اللَّيْلِ فَسَبِّحْ وَأَطْرافَ النَّهارِ) أي فاصبر أيها الرسول على ما يقول هؤلاء المكذبون بآيات الله من نحو قولهم : إنك لساحر ، وإنك لمجنون ، وإنك لشاعر ، واشتغل بتنزيه الله تعالى قبل طلوع الشمس وقبل غروبها وفى ساعات الليل المختلفة وفى أطراف النهار ، والمراد من مثل ذلك عموم الأوقات ، وفى صحيح مسلم سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول : «لن يلج النار أحد صلّى قبل طلوع الشمس وقبل غروبها».

وفى الصحيحين وغيرهما من حديث جرير قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم «إنكم سترون ربكم كما ترون هذا القمر لا تضامون فى رؤيته ، فإن استطعتم ألا تغلبوا عن صلاة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها فافعلوا وقرأ هذه الآية».

وعن أبى هريرة قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم «يقول الله تعالى يا بن آدم تفرّغ لعبادتى أملأ صدرك غنى وأسدّ فقرك ، وإن لم تفعل ملأت صدرك شغلا ولم أسد فقرك».

وعن زيد بن ثابت سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول : «من كانت الدنيا همه ، فرّق الله عليه أمره ، وجعل فقره بين عينيه ، ولم يأته من الدنيا إلا ما كتب له».

١٦٥

(لَعَلَّكَ تَرْضى) أي سبحه رجاء أن تنال عنده تعالى ما ترضى به نفسك من الثواب ونحو الآية قوله تعالى : «وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضى» وفى الصحيح أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال : «يقول الله تعالى : يا أهل الجنة فيقولون : لبّيك ربنا وسعديك ، فيقول هل رضيتم؟ فيقولون ربنا ومالنا لا ترضى وقد أعطيتنا ما لم تعط أحدا من خلقك؟ فيقول إنى أعطيكم أفضل من ذلك ، فيقولون وأىّ شىء أفضل من ذلك؟ فيقول : أحل عليكم رضوانى فلا أسخط عليكم بعده أبدا» ولما صبّر رسوله على ما يقولون وأمره بالتسبيح ـ أتبع ذلك بنهيه عن مدّ عينيه إلى ما متّعوا به من زينة الدنيا فقال : (وَلا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلى ما مَتَّعْنا بِهِ أَزْواجاً مِنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَياةِ الدُّنْيا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقى) أي ولا تطل النظر استحسانا ورغبة فيما متّع به هؤلاء المترفون من النعيم ، فإنما هو زهرة زائلة ، ونعمة حائلة ، نختبرهم بها ، ونعلم هل يؤدون شكرها أو تكون وبالا عليهم ونكالا لهم ، وقد آتاك ربك خيرا مما آتاهم ، فرضاه خير وأبقى كما قال : «وَلَقَدْ آتَيْناكَ سَبْعاً مِنَ الْمَثانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ».

وخلاصة هذا ـ التنفير من الانهماك فى التمتع بزهرة الدنيا لسوء عاقبتها.

وبعد أن أمر الله نبيه بتزكية النفس أمره أن يأمر أهله بالصلاة فقال :

(وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْها لا نَسْئَلُكَ رِزْقاً نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعاقِبَةُ لِلتَّقْوى) أي وأمر أهلك أيها الرسول بالصلاة ، وحافظ أنت عليها فعلا ، فإن الوعظ بالفعل أشد أثرا منه بالقول كما قال :

يا أيها الرجل المعلم غيره

هلّا لنفسك كان ذا التعليم

١٦٦

وإنا إنما نريد منك ومنهم العبادة والتقوى ، ولا نطلب منك رزقا كما تطلب السادة من عبيدهم الخراج ـ والعاقبة الجميلة لمن اتقى الله وأطاعه ، فإن ما عندهم ينقطع ، وما عند الله دائم لا يفنى كما قال : «ما عِنْدَكُمْ يَنْفَدُ وَما عِنْدَ اللهِ باقٍ».

والخلاصة ـ داوم على الصلاة ، لا نكلفك مالا ، بل نكلفك عملا نؤتيك عليه أجرا عظيما وثوابا جزيلا ، ونحن نعطيك المال ونكسبكه ولا نسألكه ، والعاقبة الصالحة لأهل الخشية والتقوى ، لا لمن لا يخاف عقابا ولا يرجو ثوابا كما قال : «وَمَنْ يَتَّقِ اللهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ» وقال : «وَما خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ».

عن أبى رافع قال : «نزل ضيف برسول الله صلّى الله عليه وسلّم ولم يكن عنده ما يصلحه فأرسلنى إلى رجل من اليهود أن بعنا أو أسلفنا دقيقا إلى هلال رجب ، فقال لا إلا برهن ، فأتيت النبي صلّى الله عليه وسلّم فأخبرته فقال أما والله إنى لأمين فى السماء أمين فى الأرض ، ولئن أسلفنى أو باعني لأدّيت إليه ، اذهب بدرعي الحديد ، فلم أخرج من عنده حتى نزلت هذه الآية كأنه يعزيه عن الدنيا» أخرجه البزار وأبو يعلى وابن أبى شيبة فى جماعة آخرين.

وأخرج ابن المنذر والطبراني وأبو نعيم فى الحلية عن عبد الله بن سلام قال : كان النبي صلّى الله عليه وسلّم إذا نزلت بأهله شدة أو ضيق أمرهم بالصلاة وتلا : وأمر أهلك بالصلاة.

وأخرج مالك والبيهقي عن أسلم قال : كان عمر بن الخطاب يصلى من الليل ما شاء الله تعالى أن يصلى حتى إذا كان آخر الليل أيقظ أهله للصلاة ويقول لهم : الصلاة الصلاة ويتلو هذه الآية.

١٦٧

(وَقالُوا لَوْ لا يَأْتِينا بِآيَةٍ مِنْ رَبِّهِ أَوَلَمْ تَأْتِهِمْ بَيِّنَةُ ما فِي الصُّحُفِ الْأُولى (١٣٣) وَلَوْ أَنَّا أَهْلَكْناهُمْ بِعَذابٍ مِنْ قَبْلِهِ لَقالُوا رَبَّنا لَوْ لا أَرْسَلْتَ إِلَيْنا رَسُولاً فَنَتَّبِعَ آياتِكَ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَذِلَّ وَنَخْزى (١٣٤) قُلْ كُلٌّ مُتَرَبِّصٌ فَتَرَبَّصُوا فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ أَصْحابُ الصِّراطِ السَّوِيِّ وَمَنِ اهْتَدى (١٣٥))

تفسير المفردات

لولا : أي هلا ؛ وهى كلمة تفيد الحث على حدوث ما بعدها ، آية : أي معجزة تدل على صدقه ، البينة : القرآن ، والصحف الأولى : التوراة والإنجيل وسائر الكتب السماوية ، نذل : أي نهان ، ونخزى : أي نفتضح ، متربص : أي منتظر ، الصراط : الطريق ، والسوىّ : أي المستقيم.

المعنى الجملي

بعد أن أمر سبحانه رسوله بالصبر على أقاويلهم التي أرادوا بها تكذيبه وكيده له وشديد أذاه ـ حكى بعض تلك الأقاويل الباطلة ، ومنها ادعاؤهم أن القرآن ليس بحجة ولا معجزة تدل على نبوة محمد صلّى الله عليه وسلم ، ثم أبان لهم أنهم يوم القيامة سيعترفون بأنه آية بينة ، فلو أنا أهلكناهم بعذاب من قبله لقالوا ربنا لولا أرسلت إلينا رسولا ، ومن ثم لم نهلكهم قبله حتى تنقطع معذرتهم كما حكى الله عنهم من قوله : «قالُوا بَلى قَدْ جاءَنا نَذِيرٌ فَكَذَّبْنا وَقُلْنا ما نَزَّلَ اللهُ مِنْ شَيْءٍ».

ثم ختم السورة بضرب من الوعيد وكأنه قال : قل لهم كل منا ومنكم منتظر لما يئول إليه أمرنا وأمركم ، وحينئذ يتميز المحق من المبطل بما يظهر على الأول من أنواع

١٦٨

الكرامة والتعظيم ، وعلى الثاني من ضروب الخزي والإهانة ، ويظهر من منّا سار على الطريق السوي ومن المهتدى؟.

الإيضاح

(وَقالُوا لَوْ لا يَأْتِينا بِآيَةٍ مِنْ رَبِّهِ) أي وقال المشركون : هلا يأتينا بمعجزة تدل على صدقه فى دعوى النبوة كما أتى صالح قومه بالناقة وموسى بالعصا وعيسى بإحياء الموتى وإبراء الأكمه ، وهم بذلك قد بلغوا فى العناد والمكابرة شأوا بعيدا ، أفلا يعدّون ما شاهدوه من المعجزات التي تخر لها صمّ الجبال من قبيل الآيات حتى يجترئوا على التفوه بهذه الكلمة الشنعاء؟

ونحو الآية قوله فى سورة العنكبوت : «وَقالُوا لَوْ لا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آياتٌ مِنْ رَبِّهِ قُلْ إِنَّمَا الْآياتُ عِنْدَ اللهِ وَإِنَّما أَنَا نَذِيرٌ مُبِينٌ. أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنا عَلَيْكَ الْكِتابَ يُتْلى عَلَيْهِمْ ، إِنَّ فِي ذلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرى لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ» وقوله : «فَلْيَأْتِنا بِآيَةٍ كَما أُرْسِلَ الْأَوَّلُونَ».

(أَوَلَمْ تَأْتِهِمْ بَيِّنَةُ ما فِي الصُّحُفِ الْأُولى؟) أي ألم يأتهم القرآن وهو أم الآيات وأنفع المعجزات ، فالعلم هو أجلّ الأمور وأعلاها ، وهو مبدأ الأمور ومنتهاها ، فبه تنال السعادة الأبدية ، فأى معجزة تطلب بعده ، وهو الذي جمع ما فيه مصلحة البشر ، وصلاح المجتمع ، فى معاشه ومعاده ، وهو الشاهد على حقية ما فى الكتب قبله وما جاء فيها من العقائد وأصول الأحكام التي اتفقت عليها الرسل كافة.

وخلاصة ذلك ـ أليس قد جاءهم القرآن وهو البينة والشاهد على صحة ما فى الكتب الأولى ، وكفى بذلك آية ، ولا حاجة للرسول بعدها إلى آية.

١٦٩

ثم بين أن المشركين يوم القيامة يعترفون بأن القرآن آية بينة ، فقال :

(وَلَوْ أَنَّا أَهْلَكْناهُمْ بِعَذابٍ مِنْ قَبْلِهِ لَقالُوا رَبَّنا لَوْ لا أَرْسَلْتَ إِلَيْنا رَسُولاً فَنَتَّبِعَ آياتِكَ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَذِلَّ وَنَخْزى) أي ولو أنا أهلكناهم فى الدنيا بعذاب الاستئصال من قبل إتيان البينة وهى القرآن لقالوا يوم القيامة : ربنا هلا أرسلت إلينا فى الدنيا رسولا معه الآيات الدالة على صدقه ، فنتبع حججك وما تنزله عليه من أمرك ونهيك من قبل أن نذل بتعذيبك ونفتضح به.

والخلاصة ـ إنا لو أهلكنا هؤلاء المكذبين قبل أن نرسل إليهم هذا الرسول الكريم ، وننزل عليهم الكتاب العظيم ـ لقالوا : ربنا هلا أرسلت إلينا رسولا قبل أن تهلكنا حتى نؤمن به ونتبعه ، لكنا لم نهلكهم قبله فانقطعت معذرتهم.

(قُلْ كُلٌّ مُتَرَبِّصٌ فَتَرَبَّصُوا ، فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ أَصْحابُ الصِّراطِ السَّوِيِّ وَمَنِ اهْتَدى) أي قل أيها الرسول الكريم لهؤلاء المشركين بالله : كلنا منتظر لمن يكون الفلاح؟

وإلام يئول أمرى وأمركم؟ فتربصوا وارتقبوا ؛ فستعلمون من أهل الطريق المستقيم الذي لا اعوجاج فيه إذا جاء أمر الله وقامت القيامة؟ أنحن أم أنتم؟ وستعلمون من المهتدى الذي هو على سنن الطريق القاصد؟.

ونحو الآية قوله : «وَسَوْفَ يَعْلَمُونَ حِينَ يَرَوْنَ الْعَذابَ مَنْ أَضَلُّ سَبِيلاً؟».

وقوله : «سَيَعْلَمُونَ غَداً مَنِ الْكَذَّابُ الْأَشِرُ».

وغير خاف ما فى بدء السورة وخاتمتها من المناسبة ، فإنها بدئت ببيان أن القرآن قد أنزل لتحمل تعب الإبلاغ ، وحيث قد بلغت فلا عليك ، وختمت بطلب الإقبال على طاعة الله قدر الطاقة وأمر أهله بالصلاة وترك الذين لا ينجع فيهم الإنذار ، فإنه تذكرة لمن يخشى ، وسيندم المخالف حيث لا ينفع الندم.

١٧٠

خلاصة لما تضمنتة السورة الكريمة

(١) إن القرآن أنزل على نبيه صلّى الله عليه وسلّم تذكرة لمن يخشى ، أنزله من خلق الأرض والسموات العلى.

(٢) قصص موسى عليه السلام وتكليمه ربه فى الطور ، وحديث العصا واليد البيضاء من غير سوء ، وطلبه من ربه أن يجعل له أخاه هرون وزيرا وإجابة سؤاله فى ذلك ، وامتنانه عليه بما حدث له حين وضع فى التابوت وألقى فى اليمّ وقصّ أخته ورجوعه إلى أمه ، ثم طلب ربه منه أن يبلغ فرعون دعوته وينصح له فى قبول دينه وإقامة شعائره ، وإجابة فرعون له بأنه ساحر كذاب ، وأنه سيجمع له السحرة ثم إيمان السحرة به فتوعدهم فرعون بالعذاب فلم يأبهوا له ، واستمر فرعون فى غيه حتى أوحى الله إلى موسى أن يخرج من مصر فأتبعه هو وجنوده فأغرقوا.

(٣) حديث السامري وإضلاله بنى إسرائيل باتخاذه عجلا جسدا له خوار حين كان موسى بالطور ، وحين رجع ورأى ذلك هاله الأمر وغضب من أخيه هرون وأخذ يجره من رأسه ، ثم إغلاظه القول للسامرى ودعوته عليه بأنه يعيش طريدا فى الحياة وسيعذبه الله فى الآخرة أشد العذاب ، ثم نسف إلهه وإلقاؤه فى اليمّ.

(٤) بيان أن من أعرض عن القرآن فإنه سيلقى الجزاء والوبال يوم القيامة.

(٥) ذكر أوصاف المجرمين حينئذ ، وأنهم يختلفون فى مدة لبثهم فى الدنيا.

(٦) سؤال المشركين عن حال الجبال يوم القيامة ، وأن الأصوات حينئذ تخشع للرحمن فلا تسمع إلا همسا ، وأن الوجوه تخضع لربها القائم بأمرها.

(٧) وصف القرآن الكريم بأنه عربى مبين أنزل تذكرة للناس ، وأن الله سيعصم رسوله من نسيانه ، فلا ينبغى أن يعجل بتلاوته قبل أن يتم تبليغ جبريل له.

(٨) قصص آدم عليه السلام مع إبليس ، وترك آدم للعهد الذي وصاه به ربه وقبول نصيحة إبليس مما كان سببا فى إخراجه من الجنة.

١٧١

(٩) بيان أن من أعرض عن ذكر ربه عاش فى الدنيا عيشة ضنكا وعمى فى الآخرة عن الحجة التي تنقذه من العذاب ، لأنه قد كان فى الدنيا أعمى عنها تاركا لها فتركه ربه من إنعامه.

(١٠) بيان أن فى المثلات التي سلفت للأمم قبلهم ممن يمرون على ديارهم مصبحين وبالليل كعاد وثمود ـ ما كان ينبغى أن يكون رادعا لهم وزاجرا لو تدبروا وعقلوا.

(١١) إن كلمة الله قد سبقت بأنه سيؤخر عذاب المشركين إلى أجل مسمى وهو يوم القيامة.

(١٢) طلبه من رسوله تنزيهه والثناء عليه آناء الليل وأطراف النهار رجاء أن يعطيه ما يرضيه.

(١٣) أمر رسوله أن يأمر أهله بالصلاة ويصطبر هو عليها وهى لا تكون شاغلا لهم عن الرزق.

(١٤) طلب المشركين من الرسول أن يأتيهم بآية من نوع ما أوتى الرسل الأولون (١٥) إن إنزال القرآن على رسوله ليزيح العلة ويمنع المعذرة يوم القيامة ، فلا يقولون : لو لا أرسلت إلينا رسولا وأتيتنا بكتاب نتبعه.

(١٦) وعيد المشركين بأنهم يتربصون ، وسيعلمون يوم القيامة لمن يكون حسن العاقبة؟.

ربنا إنك رءوف بعبادك رحيم بهم ، ربنا اجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه ، وصل ربنا على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

تمت مسودّة هذا الجزء فى صبيحة اليوم الرابع والعشرين من شوال سنة ثلاث وستين وثلاثمائة وألف بعد الهجرة بمدينة حلوان من أرباض القاهرة.

١٧٢

فهرست

أهم المباحث العامة التي فى هذا الجزء

فى الحديث «رحمة الله علينا وعلى موسى».......................................... ٤

إذا تعارض ضرران وجب تحمل الأدنى............................................. ٧

«لا يقضى الله لمؤمن قضاء إلا كان خيرا له»....................................... ٨

لذكر قصص الخضر فى القرآن فوائد............................................... ٩

يأجوج ومأجوج............................................................... ١٣

سد ذى القرنين................................................................ ١٥

سبب خروج جنكيزخان........................................................ ١٩

فى الحديث «كيف أنعم وصاحب القرن قد التقم قرنه»............................ ٢٢

ما أثبته العلم الحديث فى عمر الأرض............................................. ٢٦

الشمس أكبر من الأرض بمليون وثلاثمائة ألف مرة................................. ٢٨

دعاء زكريا ربه................................................................ ٣٤

إجابة الله دعاءه................................................................ ٣٥

علامة إجابة الدعاء............................................................. ٣٧

ما وصف الله به يحيى........................................................... ٣٩

الاستعاذة لا تؤثر إلا فى التقى................................................... ٤٢

السعى فى الرزق لا ينافى التوكل................................................. ٤٥

من هارون الذي نسبت إليه مريم؟............................................... ٤٧

ما وصف به عيسى نفسه....................................................... ٤٨

١٧٣

اليهود والنصارى ينكرون تكلم عيسى فى المهد.................................... ٤٩

قوة سمع الكفار وحدة أبصارهم يوم القيامة........................................ ٥٢

الحوار الذي دار بين إبراهيم وأبيه آزر............................................ ٥٥

قد اجتمعت لإبراهيم خلال لم نجتمع لغيره........................................ ٥٩

قصص إسماعيل................................................................ ٦١

قصص إدريس ـ ما وصفه الله به................................................ ٦٣

ما جازى به سبحانه أولئك الأنبياء............................................... ٦٥

«التائب من الذنب كمن لا ذنب له»............................................ ٦٨

أوصاف الجنة.................................................................. ٦٨

احتبس جبريل عليه السلام عن النبي صلى الله عليه وسلم أياما....................... ٧٠

لا تتنزل الملائكة بالوحى إلا بأمر الله............................................. ٧١

جميع الخلائق ترد على النار...................................................... ٧٣

تهديد منكرى البعث............................................................ ٧٤

ينجّى الله المتقين ، ويترك الكافرين جاثين على الركب............................. ٧٥

سنة الله أن يستدرج أهل الضلال ليزدادوا إثما..................................... ٧٨

الباقيات الصالحات خير عند ربك ثوابا........................................... ٧٩

قال الكافر لأعطينّ مالا وولدا يوم القيامة......................................... ٨٠

اتخذ المشركون آلهة يعبدونهم ويجعلونهم شفعاء عند ربهم............................ ٨٢

الشياطين يغرون الكافرين بالمعاصي............................................... ٨٣

يحشر المتقون ركبانا والكافرون مشاة............................................. ٨٤

قال الكافرون اتخذ الرحمن ولدا.................................................. ٨٦

يأتى المرء يوم القيامة وحيدا منفردا عن الأهل والإخوان............................. ٨٧

فى الحديث «اللهم اجعل لى عهدا ، واجعل لى فى صدور المؤمنين ودا»................ ٨٨

١٧٤

أصح الآراء فى الحروف المقطعة التي فى أوائل السور................................ ٩٤

القرآن تذكرة لمن يخشى الله..................................................... ٩٥

ما حدث لموسى وهو عائد إلى مصر.............................................. ٩٨

أمر موسى بإقامة الصلاة...................................................... ١٠٠

صفات العصا................................................................ ١٠٢

اليد البيضاء.................................................................. ١٠٤

أمر موسى بدعوة فرعون إلى التوحيد........................................... ١٠٥

ما طلبه موسى من ربه........................................................ ١٠٦

اختص هارون بأمور.......................................................... ١٠٧

منن الله على موسى وهارون................................................... ١٠٩

تبليغ موسى وهارون الرسالة إلى فرعون......................................... ١١٣

الدلائل التي أتى بها موسى لفرعون............................................. ١١٩

العناد الذي أظهره فرعون بعد أن أظهر له موسى الأدلة.......................... ١٢٠

ما أعده فرعون ليوم الزينة..................................................... ١٢٢

خلاصة ما استقر رأى السحرة عليه بعد التشاور................................. ١٢٥

ما ذكره السحرة لدفع هذا الخطر.............................................. ١٢٥

تخيير موسى بين أن يلقى أو يلقى السحرة....................................... ١٢٧

ما عشا به السحرة عصيهم.................................................... ١٢٨

لا يفلح الساحر حيث أتى..................................................... ١٢٩

ما قاله فرعون للسحرة مهددا لهم.............................................. ١٣٠

أصبحوا سحرة وأمسوا شهداء بررة............................................. ١٣٢

«إن أهل عليين ليرون من فوقهم كما ترون الكوكب الغابر»..................... ١٣٣

١٧٥

نعمة الله على بنى إسرائيل..................................................... ١٣٥

أضل السامري قومه بنى إسرائيل............................................... ١٣٩

عتاب موسى لهارون.......................................................... ١٤٢

على سكوته على بنى إسرائيل.................................................. ١٤٤

كان موسى رجلا حديدا مجبولا على التصلب فى كل شىء مقالة موسى للسامرى ورده عليه       ١٤٥

خاف السامري وهرب إلى البرية............................................... ١٤٦

فى قصص الأنبياء الماضين عبرة وتسلية لرسوله صلى الله عليه وسلم................. ١٤٨

يحشر المجرمون زرق الوجوه شاحبى الألوان...................................... ١٤٩

قال المشركون للرسول صلى الله عليه وسلم ما يفعل ربك بهذه الجبال يوم القيامة؟... ١٥١

الشفاعة لا تنفع إلا بشروط................................................... ١٥٢

تستسلم الخلائق للحى الذي لا يموت........................................... ١٥٣

نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن العجلة بالقرآن قبل أن يستتم الوحى............. ١٥٤

كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول اللهم انفعني بما علمتنى إلخ.................... ١٥٦

نصح آدم وإرشاده............................................................ ١٥٩

وسوسة إبليس لآدم........................................................... ١٦٠

من اتبع هدى الله فلا يضل ولا يشقى........................................... ١٦١

فى إهلاك من قبلهم من الأمم عبرة لهم.......................................... ١٦٤

رؤية الله سبحانه يوم القيامة.................................................... ١٦٥

طلب المشركين من النبي صلى الله عليه وسلم آية كآيات موسى وعيسى............ ١٦٩

لا يعذب الله أمة إلا إذا أرسل إليها رسولا...................................... ١٧٠

١٧٦