كشف الغطاء عن مبهمات الشريعة الغرّاء - ج ٣

الشيخ جعفر كاشف الغطاء

كشف الغطاء عن مبهمات الشريعة الغرّاء - ج ٣

المؤلف:

الشيخ جعفر كاشف الغطاء


المحقق: مكتب الإعلام الإسلامي ، فرع خراسان
الموضوع : الفقه
الناشر: مركز النشر التابع لمكتب الاعلام الاسلامي
المطبعة: مكتب الإعلام الإسلامي
الطبعة: ١
ISBN: 964-371-030-3
الصفحات: ٥٥٢

وعن أبي جعفر عليه‌السلام من دعا بنا أفلح ، ومن دعا بغيرنا هلك ، واستهلك (١) ، إلى غير ذلك.

ومنها : الدعاء في الجزء السابع من اللّيل ، وهو السدس الأوّل من النصف الثاني ؛ فإنّه ما يوافقه مسلم يصلّي أو مطلقاً ويدعو ، إلا استجيب له.

ومنها : الدعاء عند رِقّة القلب ، وقشعريرة البدن ، وحصول الإخلاص ، والخوف من الله تعالى ، فقد روي : إذا اقشعرّ جلدك ودمعت عيناك ، فدونك دونك ، فقد قَصَدَ قَصدك (٢) ، وإنّ بالإخلاص يكون الخلاص ، وإذا اشتدّ الفزع ، فإلى الله المفزع (٣).

ومنها : استحبابه مع البكاء ، والتباكي مع تعذّره ، ولو بتذكّر بعض الأقرباء ، فكلّ عين باكية يوم القيامة إلا ثلاثة ، باكية من خشية الله ، وغاضة عن محارم الله ، وساهرة في سبيل الله. ومن لم يجئه البكاء ، فليتباكَ ، أو يعالج بتذكّر بعض الأرحام.

ومنها : الدعاء في الليل ، خصوصاً ليلة الجمعة وفي يوم الجمعة ، فعن الصادق عليه‌السلام : «إنّ فيما ناجى الله به موسى أن قال : يا ابن عمران ، كذب من زعم أنّه يحبّني ، فإذا جنّه اللّيل نام ، فإنّ كلّ مُحبّ يُحبّ خلوة حبيبه.

يا ابن عمران ، أنا مُطّلع على أحبّائي ، إذا جنّهم اللّيل حوّلت أبصارهم في قلوبهم ، ومثلث عقوبتي بين أعينهم ، يخاطبونني عن المشاهدة ، ويكلّمونني عن الحضور.

يا ابن عمران ، هب لي من قلبك الخشوع ، ومن يدك الخضوع ، ومن عينك الدموع ، وفي ظلم اللّيل ادعني تجدني قريباً» (٤).

وعن الباقر عليه‌السلام : «إنّ الله تعالى يُنادي كلّ ليلة جمعة من فوق عرشه من أوّل الليل إلى أخره : ألا عبد مؤمن يدعوني لدينه أو دنياه قبل طلوع الفجر ، فأُجيبه ،

__________________

(١) أمالي الطوسي : ١٧٢ ح ٢٨٩ ، الوسائل ٤ : ١١٤٢ أبواب الدعاء ب ٣٧ ح ١٢.

(٢) قصد قصدك ، من قولهم «أقصد السهم» أصاب وقتل مكانه. مفردات الراغب : ٤٠٤.

(٣) الكافي ٢ : ٤٦٨ ح ٢ ، وص ٤٧٨ ح ٨ ، الخصال : ٨١ ح ٦ ، تنبيه الخواطر ٢ : ١٥٤ ، الوسائل ٤ : ١١٢١ أبواب الدعاء ب ٢٨.

(٤) أمالي الصدوق : ٢٩٢ ، أعلام الدين : ٢٦٣ ، الوسائل ٤ : ١١٢٤ أبواب الدعاء ب ٣٠ ح ٢.

٥٠١

ألا عبد مؤمن يتوب إليّ قبل طلوع الفجر فأزيده ، وأُوسع عليه ، ألا عبد مؤمن سقيم يسألني أن أشفيه قبل طلوع الفجر فأُعافيه ، ألا عبد مؤمن محبوس مغموم يسألني أن أُطلقه من سجنه وأُخلّي سَربه (١) ، ألا عبد مؤمن مظلوم يسألني أن أخذ له بظلامته قبل طلوع الفجر ، فأنتصر له وأخذ بظلامته ، فلا يزال ينادي بهذا حتّى يطلع الفجر» (٢).

وعن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إذا كان آخر اللّيل يقول الله تعالى : هل من داعٍ فأُجيبه ، هل من سائل ، فأُعطيه سؤله ، هل من مُستغفرٍ فأغفر له ، هل من تائبٍ فأتوب عليه (٣). إلى غير ذلك.

ومنها : تقديم تمجيد الله تعالى والثناء عليه ، والإقرار بالذنب والاستغفار منه ، وصلاة ركعتين.

قال الصادق عليه‌السلام إذا طلب أحدكم الحاجة فليثني على ربّه ، وليحمده ، فإنّ الرجل إذا طلب الحاجة من السلطان هيّأ له من الكلام أحسن ما يقدر عليه ، فإذا طلبتم الحاجة ، فمجّدوا العزيز الجبّار ، وامدحوه ، وأثنوا عليه ، تقول : يا أجود من أعطى ، ويا خير من سُئل ، يا أرحم من استُرحم ، يا أحد ، يا صمد ، يا من لم يلد ، ولم يُولد ، ولم يكن له كفواً أحد ، يا من لم يتّخذ صاحبةً ولا ولداً ، يا من يَفعل ما يشاء ، ويحكم ما يُريد ، ويقضي ما أحبّ ، يأمن يحول بين المرء وقلبه ، يا من هو بالمنظر الأعلى ، يا من ليس كمثله شي‌ء ، يا سميع يا بصير.

قال : وأكثر من أسماء الله تعالى ، فإنّ أسماءه كثيرة ، وصلّ على محمّد وآل محمّد ، وقل : «اللهمّ أوسع عليّ من رزقك الحلال ما أكفّ به وجهي ، وأؤدّي به عني أمانتي ، وأصِل به رحمي ، ويكون عوناً لي في الحج والعمرة».

__________________

(١) السرب : الطريق ، ومنه يقال خلّ سربه. المصباح المنير : ٢٧٢. ويقال : هو آمن في سربه أي في نفسه ، وقيل في أهله ونسائه ، فجعل السرب كناية. مفردات الراغب : ٢٢٩.

(٢) التهذيب ٣ : ٥ ح ١١ ، عدّة الداعي : ٤٥ ، الوسائل ٤ : ١١٢٥ أبواب الدعاء ب ٣٠ ح ٤.

(٣) أعلام الدين : ٢٧٧ ، عدّة الداعي : ٤٨ ، الوسائل ٤ : ١١٢٥ أبواب الدعاء ب ٣٠ ح ٥.

٥٠٢

ثمّ ذكر صلاة الركعتين ، وقال : «إذا أردت أن تدعو الله ، فمجّده ، واحمده ، وسبّحه ، وهلّله ، وأثنِ عليه ، وصلّ علي النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وسل تُعط».

وقال في جواب من قال : قد أوعد الله تعالى بإجابة الدعاء ، فكيف أخلف وعده إنّ للدعاء جهة ، فمن جاء من جهة الدعاء استُجيب له ؛ وهي أن تبدأ فتحمد الله تعالى ، وتذكر نِعَمَه عندك ، ثمّ تشكره ، ثمّ تصلّي على النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، ثمّ تذكر ذنوبك وتقرّ بها ، ثمّ تستغفر منها ، فهذه جهة الدعاء» (١) إلى غير ذلك من الأخبار (٢).

ومنها : الدعاء عند هبوب الرياح ، وزوال الشمس ، ونزول المطر ، وقتل الشهيد ، وعند قراءة القرآن ، وعند الأذان ، وعندَ التقاء الصفّين ، وعند دعوة المظلوم ، وعند الزحف ، وعند طلوع الفجر ؛ فإنّه تُفتح أبواب السماء ، ولا يكون له حجاب دون العرش ، وقدّر وقت الزوال بمقدار ما يصلّي أربع ركعات مترسّلاً.

وكلّ من أدّى لله تعالى مكتوبة ، فلهُ بعدَها دعوة مُستجابة.

ومنها : الدعاء بعد قراءة مائة أية من أيّ القرآن شاء ، ثمّ يقول : يا الله ، سبع مرّات ، قال أمير المؤمنين : فإنّه لو دعا على الصخرة لقلعها إن شاء الله تعالى (٣).

ومنها : الدعاء بعد شم الطيب ، والتصدّق ، والرواح إلى المسجد.

ومنها : الدعاء مع اجتماع أربعين إلى أربعة. روي : أنّه ما اجتمع أربعة رهط على أمر واحد فدعوا الله تعالى إلا تفرّقوا عن إجابة (٤).

وأنّه ما من رهط أربعين رجلاً اجتمعوا فدعوا الله في أمر إلا استجاب لهم ، فإن لم يكونوا أربعين ، فأربعة يدعون الله عشر مرّات ، إلا استجاب لهم ، وإن لم يكونوا

__________________

(١) الكافي ٢ : ٤٨٥ ح ٦ ، دعوات الراوندي : ٢٣٠ ح ٢٨ ، عدّة الداعي : ٢١ ، فلاح السائل : ٣٥.

(٢) انظر الكافي ٢ : ٤٨٥ ح ٦ ـ ٩ ، وعدّة الداعي : ٢١ ، والوسائل ٤ : ١١٢٦ أبواب الدعاء ب ٣١.

(٣) ثواب الأعمال : ١٣٠ ، أعلام الدين : ١٣٠ ، الوسائل ٤ : ١١١٤ أبواب الدعاء ب ٢٣ ح ٤.

(٤) دعوات الراوندي : ٢٩ ح ٥٥ ، عدّة الداعي : ١٥٨.

٥٠٣

أربعة ، فواحد يدعو الله أربعين مرّة ، فيستجيب له (١).

ومنها : الدعاء مع التأمين ، فإنّ الداعي والمؤمّن شريكان ، وفي تفسير (قَدْ أُجِيبَتْ دَعْوَتُكُما) (٢) كان موسى داعياً ، وهارون والملائكة مؤمّنين (٣).

وكان الباقر عليه‌السلام إذا أحزنه أمر ، جمع النساء والصبيان ليؤمّنوا على دعائه (٤).

وقال موسى بن جعفر عليه‌السلام من دعا وحوله إخوانه ، وقال لهم : أمّنوا ، وجبَ عليهم التأمين ، وإن لم يقل ، فالأمر إليهم (٥).

ومنها : تعميم الدعاء ، فعن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «مَن دعا فليعمّ ، فإنّه أوجب للدّعاء» (٦).

وعنه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «مَن صلّى بقوم فاختصّ نفسه بالدعاء دونهم فقد خانهم» (٧).

ومنها : الدعاء للمؤمنين بظهر الغيب ، فإنّه أسرع إجابة ، ويدرّ الرزق ، ويدفع المكروه ، ويُنادي لأجله ملك : ولك مثلاه.

ولأنّ النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال : «يا عليّ ، أربعة لا تُردّ لهم دعوة : إمام عادل ، والوالد لولده ، والرجل لأخيه المؤمن بظهر الغيب ، والمظلوم ؛ لقول الله تعالى : وعزّتي وجلالي ، لأنتصرنّ لكَ ، ولو بعد حين» (٨).

__________________

(١) الكافي ٢ : ٣٥٣ ح ١ ، عدّة الداعي : ١٥٧ ، الوسائل ٤ : ١١٤٣ أبواب الدعاء ب ٣٨ ح ١.

(٢) يونس : ١٠.

(٣) الكافي ٢ : ٤٨٧ ح ٤ ، وص ٥١٠ ح ٨ ، عدّة الداعي : ١٥٨ ، الوسائل ٤ : ١١٤٤ أبواب الدعاء ب ٣٩ ح ١ و ٢ ، وص ١١٦٢ ب ٥١ ح ٢.

(٤) الكافي ٢ : ٤٨٧ ح ٣ ، عدّة الداعي : ١٥٨ ، الوسائل ٤ : ١١٤٤ أبواب الدعاء ب ٣٩ ح ٣.

(٥) قرب الإسناد : ٢٩٨ ح ١١٧٣ ، الوسائل ٤ : ١١٤٤ أبواب الدعاء ب ٣٩ ح ٤.

(٦) الكافي ٢ : ٤٨٧ ح ١ ، ثواب الأعمال : ١٩٤ ح ٥ ، أعلام الدين : ٣٩٦ ، الوسائل ٤ : ١١٤٥ أبواب الدعاء ب ٤٠ ح ١.

(٧) الفقيه ١ : ٢٦٠ ح ١١٨٦ ، الوسائل ٤ : ١١٤٥ أبواب الدعاء ب ٤٠ ح ٢.

(٨) الفقيه ٤ : ٢٥٥ ح ٨٢١ ، الخصال : ١٩٧ ح ٤ ، الوسائل ٤ : ١١٤٦ أبواب الدعاء ب ٤١ ح ١ ـ ٥.

٥٠٤

وروى : أنّ الله قال لموسى : ادعني على لسانٍ لم تعصني به ، فقال : يا ربّ ، وأنّى لي بذلك! فقال : ادعني على لسان غيرك (١).

وفي رواية : أنّ من دعا لأخيه بظهر الغيب ، نودي من العرش : ولك مائة ألف ضعف ، وأنّ من دعا لأخيه المؤمن بظهر الغيب ، نودي من عنان السماء : ولك بكلّ واحدة مائة ألف (٢).

وفي رواية : أنّه يُنادى في السماء الأُولى بمائتي ألف ، وفي الثانية بمائتي ألف ، وفي الثالثة بثلاثمائة ألف ، وفي الرابعة بأربعمائة ألف ، وفي الخامسة بخمسمائة ألف ، وفي السادسة بستمائة ألف ، وفي السابعة بسبعمائة ألف ضعف (٣).

وكانت الزهراء سلام الله عليها لا تدعو لنفسها ، فقال لها الحسن عليه‌السلام : «يا أُمّاه ، لِمَ لا تدعين لنفسك؟! فقالت : الجار ، ثمّ الدار» (٤).

ومنها : الدعاء للمؤمنين والمؤمنات ، والمسلمين والمسلمات ؛ ليردّ الله عليه مثل الذي دعا لهم به من كلّ مؤمن ومؤمنة مضى من أوّل الدهر أو يأتي إلى يوم القيامة ، وإذا أُمر به إلى النار وسحب إليها ، قال : المؤمنون والمؤمنات : هذا الذي كان يدعو لنا ، فشفّعنا فيه ، فيشفعّهم الله فيه ، فينجو.

وإنّ من قال كلّ يوم : «اللهمّ اغفر للمؤمنين والمؤمنات ، والمسلمين والمسلمات» خمساً وعشرين مرّة ، كتب الله له بكلّ مؤمن مضى ، وبكلّ مؤمن ومؤمنة بقي إلى يوم القيامة حسنة ، ومحا عنه سيّئة ، ورفع له درجة.

ومنها : الدعاء لأربعين من المؤمنين قبل الدعاء لنفسه ؛ ليُستجاب له فيهم ، وفي نفسه.

__________________

(١) عدّة الداعي : ١٨٣ ، الوسائل ٤ : ١١٤٧ أبواب الدعاء ب ٤١ ح ١٢.

(٢) الكافي ٢ : ٥٠٨ ح ٦ ، الفقيه ٢ : ١٣٧ ح ٥٨٩ أمالي الصدوق : ٣٦٩ ح ٢ ، رجال الكشي ٢ : ٨٥٢ ح ١٠٩٧ ، الوسائل ٤ : ١١٤٩ أبواب الدعاء ب ٤٢ ح ٤.

(٣) عدّة الداعي : ١٨٥ ، الوسائل ٤ : ١١٥٠ أبواب الدعاء ب ٤٢ ح ٥.

(٤) علل الشرائع ١ : ١٨٢ ح ١ ، ٢ ، الوسائل ٤ : ١١٥٠ أبواب الدعاء ب ٤٢ ح ٧.

٥٠٥

ومنها : الدعاء على العدوّ إذا أدبر أو استدبر ، ويقال فيه : «اللهمّ أطرفه ببليّة ، وأبح حريمه».

وفي خبر آخر : «اللهمّ إنّك تكفي من كلّ شي‌ء ، ولا يكفي منك شي‌ء ، فاكفني أمر فلان بما شئت ، وكيف شئت ، وحيث شئت ، وأنّى شئت» (١).

ومنها : الدعاء لطلب الرزق في السجود في المكتوبة : «يا خير المسئولين ، ويا خير المعطين ، ارزقني ، وارزق عيالي من فضلك الواسع ، فإنّك ذو الفضل العظيم».

وروى : أنّه لا ينبغي أن تقيّد الرزق بالحلال ، بل يقال : الواسع الطيّب ؛ لأنّ الحلال مخصوص بالأنبياء (٢) ، وهو معارض بأكثر منه ، ويبنى على اختلاف المقاصد.

ومنها : ترك الدعاء من ثلاثة أو أربعة أو خمسة أو أكثر ممن لا تُستجاب لهم دعوة : مُتلف ماله ولو في وجه حقّ ، والداعي على جاره ، والداعي على امرأته ، والداعي لطلب الرزق وهو جالس في بيته ، والداعي على جاحد حقّه ولم يُشهد عليه ، والداعي على ذي رحم.

ومنها : الدعاء من أحد الثلاثة : الحاج ، والغازي ، والمريض. وفي الحديث : «لا تحقر دعوة أحد ؛ فإنّه يُستجاب لليهودي والنصراني فيكم ، ولا يُستجاب لهم في أنفسهم» (٣).

ومنها : ترك كثرة الدعاء على الظالم ، ففي الخبر : «إنّ المظلوم قد يكثر من الدعاء على الظالم ، فيكون هو الظالم» (٤).

ومنها : ترك الدعاء على الملوك ، فعن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «إنّ الله قال : أنا الله ، لا إله إلا أنا ، خلقتُ الملوك ، وقلوبهم بيدي ، فأيّما قوم أطاعوني ، جعلت قلوب الملوك عليهم رحمة ، وأيّما قوم عصوني ، جعلت قلوب الملوك عليهم

__________________

(١) الكافي ٢ : ٥١٢ ح ٤ ، الوسائل ٤ : ١١٦٦ أبواب الدعاء ب ٥٤ ح ٣ ـ ٤.

(٢) الكافي ٢ : ٥٥٢ ح ٨ ـ ٩ ، قرب الإسناد : ٣٨٠ ح ١٣٤٢ ، الوسائل ٤ : ١١٥٧ أبواب الدعاء ب ٤٩ ح ١ ـ ٢.

(٣) الكافي ٢ : ١٧ ح ٢ ، الوسائل ٤ : ١١٦٣ أبواب الدعاء ب ٥٢ ح ٤.

(٤) الكافي ٢ : ٣٣٣ ح ١٧ ، عقاب الأعمال : ٣٢٣ ح ١٣ ، الوسائل ٤ : ١١٦٤ أبواب الدعاء ب ٥٣ ح ١.

٥٠٦

سخطة ، ألا لا تشغلوا أنفسكم بسبّ الملوك ، توبوا إليّ ، أعطف قلوبهم عليكم» (١).

وقال أبو جعفر عليه‌السلام قال الله تعالى : لا تولعوا بسب الملوك ، توبوا إلى الله يعطف قلوبهم عليكم (٢).

ومنها : الدعاء على العدوّ في السجدة الأخيرة من الركعة الثانية من نافلة اللّيل ، فإنّ رجلاً شكا إلى الصادق عليه‌السلام بأنّ له جاراً من قريش من آل محرز ، قد نوّه باسمه وشهره ، وكلّما مرّ عليه أحد يقول : هذا الرافضي يحمل الأموال إلى جعفر بن محمّد ، فقال عليه‌السلام له : «ادعُ عليه في صلاة اللّيل ، وأنت ساجد في السجدة الأخيرة من الركعتين الأوّلتين ، واحمد الله عزوجل ومجّده ، وقل : اللهمّ فلان بن فلان قد شهرني ، ونوّه بي ، وغاضني وعرّضني للمكاره ، اللهمّ اضربه بسهم عاجل تشغله به عنّي ، اللهمّ قرّب أجله ، واقطع أثره ، وعجّل ذلك يا ربّ ، الساعة الساعة» ثمّ ذكر أنّه فعل ذلك ، ودعا عليه ، فهلك (٣).

ومنها : دعاء المباهلة ، وصورتها تُعلم من قول الصادق عليه‌السلام لأبي مسروق لمّا قال له : إنّا نكلّم الناس ، فنحتج عليهم : «إذا كان ذلك ، فادعهم إلى المباهلة ، وأصلح نفسك ثلاثاً» وفي ظنّ الراوي أنّه قال : «وصم ، واغتسل ، وابرز أنت ، وهو إلى الجبّانة ، وشبّك أصابعك من يدك اليمنى في أصابعه ، ثمّ أنصفه وابدأ بنفسك ، وقل : اللهمّ ربّ السماوات السبع ، وربّ الأرضين السبع ، عالم الغيب والشهادة ، الرحمن الرحيم ، إن كان أبو مسروق جحد حقّا وادّعى باطلاً ، فأنزل عليه حُسباناً (٤) من السماء ، أو عذابا أليماً ، ثمّ ردّ الدعوة عليه ، وقل : وإن كان فلاناً جحد حقّا ، وادّعى باطلاً ، فأنزل عليه حُسباناً من السماء أو عذاباً أليماً» ثمّ قال لي : «فإنّك لا تلبث أن ترى

__________________

(١) أمالي الصدوق : ٢٩٩ ح ٩ ، الجواهر السنيّة : ١٣٨ ، الوسائل ٤ : ١١٦٥ أبواب الدعاء ب ٥٣ ح ٣.

(٢) المحاسن : ١١٧ ح ١٢٢ ، أمالي الصدوق : ٢٩٩ ح ٩ ، الوسائل ٤ : ١١٦٥ أبواب الدعاء ب ٥٣ ح ٤.

(٣) الكافي ٢ : ٥١٢ ح ٣ ، مصباح المتهجّد : ١٢٠ ، الوسائل ٤ : ١١٦٦ أبواب الدعاء ب ٥٥ ح ١.

(٤) الحسبان : سهام صغار يرمى بها عن القِسيّ الفارسيّة ، الواحد حسبانة. المصباح المنير : ١٣٥ ، وقيل : الحسبان نار وعذاب. مفردات الراغب : ١١٦.

٥٠٧

ذلك فيه» قال أبو مسروق : فوالله ما وجدت خلقاً يُجيبني إليه (١).

وعن الصادق عليه‌السلام ، قال : «تشبك أصابعك في أصابعه ، ثمّ تقول : اللهمّ إن كان فلاناً جحد حقّا ، وأقرّ بباطل ، فأصبه بحُسبان من السماء ، أو بعذاب من عندك ، فتُلاعنه سبعين مرّة» (٢).

وفي رواية : «إذا أراد أحد أن يلاعن قال : اللهمّ ربّ السماوات السبع ، وربّ الأرضين السبع ، وربّ العرش العظيم ، إن كان فلاناً جحد الحقّ وكفر به ، فأنزل عليه حُسباناً من السماء ، أو عذاباً أليماً» (٣).

وينبغي أن يكون بين طلوع الفجر ، وطلوع الشمس.

ومنها : الدعاء بما جرى على اللّسان ؛ لقولهم عليهم‌السلام : «أفضل الدعاء ما جرى على لسانك» (٤).

ومنها : الدعاء مُشتملاً على الأسماء الحسنى ، فعن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «إنّ لله تسعة وتسعين اسماً ، من دعا الله تعالى بها استجيب له ، ومن أحصاها دخل الجنّة». وقال الله تعالى (وَلِلّهِ الْأَسْماءُ الْحُسْنى فَادْعُوهُ بِها) (٥).

ومنها : الدعاء للحامل بجعل ما في بطنها ذَكَراً قبل الأربعة أشهر ؛ لأنّه بعد الكمال يدخل إمّا في النساء أو الرجال ؛ لقول أبي جعفر عليه‌السلام : «الدعاء لها قبل مضيّ أربعة أشهر ؛ لأنّ النطفة تبقى في الرحم ثلاثين يوماً ، ثمّ تكون علقة ثلاثين يوماً ، ثمّ تكون مضغة ثلاثين يوماً ، ثمّ تكون مخلقة وغير مخلقة ثلاثين يوماً ، فإذا تمّت الأربعة أشهر بعث الله ملكين خلاقين يصوّرانه ، ويكتبان رزقه ، وأنّه شقي أو سعيد» (٦).

ومنها : الدعاء مقروناً باليأس ممّا في أيدي الناس ، والله يرجوا إلا الله ؛ فإنّه حينئذ

__________________

(١) الكافي ٢ : ٥١٤ ح ١ ، عدّة الداعي : ٢١٥ ، الوسائل ٤ : ١١٦٧ أبواب الدعاء ب ٥٦ ح ١.

(٢) الكافي ٢ : ٥١٤ ح ٤ ، عدّة الداعي : ٢١٥ ، الوسائل ٤ : ١١٦٧ أبواب الدعاء ب ٥٦ ح ٢.

(٣) الكافي ٢ : ٣٧٣ ح ٥ ، الوسائل ٤ : ١١٦٨ أبواب الدعاء ب ٥٦ ح ٤.

(٤) الأمان من إخطار الأسفار والأزمان : ١٩ ، الوسائل ٤ : ١١٧١ أبواب الدعاء باب ٦٢ ح ٢.

(٥) التوحيد : ١٩٥ ح ٩ ، أعلام الدين : ٣٤٩ ، الوسائل ٤ : ١١٧١ أبواب الدعاء ب ٦٣ ح ١ ، الأعراف : ١٨٠.

(٦) قرب الإسناد : ٣٥٣ ح ١٢٦٢ ، علل الشرائع : ٩٥ ح ٤ ، الوسائل ٤ : ١١٧٣ أبواب الدعاء ب ٦٤ ح ٤ بتفاوت.

٥٠٨

لا يَسأل شيئاً من الله إلا أعطاه.

ومنها : الدعاء الذي لا يُردّ ، وهو : دعاء الوالد على ولده ، فإنّه أقطع من السيف.

ودعاء المظلوم ؛ فإنّه لا يردّ ، ولو كان فاجراً.

ودعاء الوالد لولده لا يردّ ، والظاهر أنّ حكم الوالدة حكم الوالد في المقامين.

ومنها : الدعاء مقروناً باجتناب الحرام ، وترك الذنوب ، ففي الخبر : «إنّ العبد إذا سأل حاجة ، وتوجّه قضاؤها ، ثمّ أذنب ذنباً ، قال الله تعالى للملك : لا تقض حاجته» (١).

فقال : النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لشخص قال : أُحبّ أن يُستجاب دعائي : «طهّر مأكلك ، ولا تُدخل بطنك الحرام» (٢).

ومنها : الدعاء مقروناً بترك الظلم ، فعن الصادق عليه‌السلام إنّ الله تعالى يقول : وعزّتي وجلالي ، لا أُجيب دعوة مظلوم دعاني في مَظلمة ظُلم بها ، ولأحدٍ عنده مثل تلك المظلمة (٣).

وعنه عليه‌السلام إذا ظلم الرجل فظلّ يدعو على صاحبه ، قال الله تعالى : إنّ ههنا آخر يدعو عليك ، يزعم أنّك ظلمته ، فإن شئت أُجيبك ، وأجيب عليك ، وإن شئت أخّرتكما ، ويسعكما عفوي (٤). وروى : أنّ الله تعالى أوحى إلى عيسى أن قل لظلمة بني إسرائيل : إني لا أستجيب لأحدٍ منهم دعوة ولأحدٍ من خلقي عندهم مظلمة (٥).

ومنها : الدعاء مقروناً بلبس خاتم عَقيق أو فَيروزَج ، روي : أنّه ما رفعت كفّ إلى الله تعالى أحبّ إليه من كفّ فيها عَقيق (٦).

__________________

(١) الكافي ٢ : ٢٠٨ ح ١٤ ، الوسائل ٤ : ١١٧٥ أبواب الدعاء ب ٦٧ ح ١.

(٢) عدّة الداعي : ١٣٩ ، ٢١٢ ، الوسائل ٤ : ١١٧٦ أبواب الدعاء ب ٦٧ ح ٥.

(٣) عقاب الأعمال : ٣٢١ ح ٣ ، أعلام الدين : ٤٠٩ ، الوسائل ٤ : ١١٧٦ أبواب الدعاء ب ٦٨ ح ١.

(٤) أمالي الصدوق : ٢٦٢ ح ٣ ، دعوات الراوندي : ٢٥ ح ٣٨ ، الوسائل ٤ : ١١٧٦ أبواب الدعاء ب ٦٨ ح ٢.

(٥) عدّة الداعي : ١٤١ ، فتح الأبواب : ٢٩٦ ، الوسائل ٤ : ١٧٧ أبواب الدعاء ب ٦٨ ح ٣.

(٦) ثواب الأعمال : ٢٠٨ ح ٩ ، الوسائل ٤ : ١١٧٤ أبواب الدعاء ب ٦٦ ح ١.

٥٠٩

وعن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إنّ الله تعالى قال : لأستحي من عبد يرفع يده وفيها خاتم فيروزج أن أردّها خائبة (١).

وعن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «من تختّم بالعقيق ، قُضيت حوائجه» (٢).

وفي خبر آخر : «من تختّم بالعقيق لم يقض له إلا بالتي هي أحسن» (٣).

وورد النهي عن أن يقال في الدعاء : «اللهمّ إنّي أعوذ بك من الفتنة» بل يقول : «من مضلات الفتن» ؛ لأنّ الفتنة هي المال والولد ، ولأنّه لا يخلو أحد من فتنة (٤).

وأن يقال : «اللهمّ اجعلني ممّن تنتصر به لدينك» (٥) حتّى يقيّد بقول : «من الأخيار» مثلاً ؛ لأنّ الله تعالى ينتصر لهذا الدين بأشرّ خلقه.

وأن يقال : «اللهمّ أغنني عن خلقك» (٦) ؛ لأنّ الخلق يحتاج بعضهم بعضاً ، بل يقول : «عن لئام خلقك» (٧).

وأن يقول : في الدعاء وغيره : «الحمد لله مُنتهى علمه» ؛ لأنّ علمه لا مُنتهى له ، بل يقول : «منتهى رضاه».

الصلاة على النبيّ وآله

ومنها : الصلاة على محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وآله ، وفيها مقامات :

الأوّل : في فضلها ، وزيادة الأجر فيها :

ويُستحبّ الإكثار من الصلاة على النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وآله ، فقد

__________________

(١) عدّة الداعي : ١١٧ ، الوسائل ٤ : ١١٧٤ أبواب الدعاء ب ٦٦ ح ٢.

(٢) عدّة الداعي : ١١٧ ، الوسائل ٤ : ١١٧٥ أبواب الدعاء ب ٦٦ ح ٤.

(٣) عدّة الداعي : ١٢٩ ، الوسائل ٤ : ١١٧٥ أبواب الدعاء ب ٦٦ ح ٥.

(٤) نهج البلاغة : ٤٨٤ حكمة ٩٣ ، أمالي الطوسي : ٥٨٠ ح ١٢٠١ ، الوسائل ٤ : ١١٦٩ أبواب الدعاء ب ٥٩ ح ١ ـ ٢.

(٥) رجال الكشي ٢ : ٦٨٦ ح ٧٢٦ ، الوسائل ٤ : ١١٧٠ أبواب الدعاء ب ٦٠ ح ١.

(٦) الكافي ٢ : ٢٠٥ ح ١ ، الوسائل ٤ : ١١٧٠ أبواب الدعاء ب ٦١ ح ١.

(٧) الكافي ١ : ٨٣ ح ٣ ، التوحيد : ١٣٤ ح ٢ ، الوسائل ٤ : ١١٦٨ أبواب الدعاء ب ٥٨ ح ١ ـ ٢.

٥١٠

روي : أنّه ما في الميزان شي‌ء أثقل من الصلاة على محمّد وآل محمّد ، وإنّ الرجل لتوضع أعماله في الميزان فتميل به ، فيخرج الصلاة عليه ، فيضعها في ميزانه فترجح (١).

وعن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من أراد التوسّل إليّ وأن تكون له عندي يد أشفع له بها يوم القيامة ، فليصلّ على أهل بيتي ، ويدخل السرور عليهم (٢).

وعن الصادق عليه‌السلام : «إنّ النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال لعليّ عليه‌السلام : ألا أُبشّرك؟ قال : بلى إلى أن قال جاءني جبرئيل ، وأخبرني أنّ الرجل من أُمّتي إذا صلّى عليّ ، وأتبع بالصلاة على أهل بيتي ، فُتحت له أبواب السماء ، وصلّت عليه الملائكة سبعين صلاة ، ثمّ تحاتّ عنه الذنوب ، كما يتحاتّ الورق من الشجر (٣) ، ويقول الله : لبّيك عبدي وسعديك ، يا ملائكتي ، أنتم تصلّون عليه سبعين صلاة ، وأنا أُصلّي عليه سبعمائة» (٤).

وعن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ارفعوا أصواتكم بالصلاة عليّ ، فإنّها تُذهب بالنفاق (٥). ورفع الصوت بالتهليل سنّة أيضاً.

وعن الصادق عليه‌السلام إذا ذكر النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فأكثروا الصلاة عليه ؛ فإنّه من صلّى على النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم صلاة واحدة ، صلّى الله عليه ألف صلاة ، في ألف صفّ من الملائكة ، ولم يبقَ شي‌ء ممّا خلقه الله تعالى إلا صلّى على العبد لصلاة الله ، وصلاة ملائكته ، فمن لم يرغب في هذا فهو جاهل مغرور ، قد برئ الله تعالى منه ، ورسوله ، وأهل بيته (٦).

__________________

(١) الكافي ٢ : ٤٩٤ ح ١٥ ، عدّة الداعي : ١٦٥ ، الوسائل ٤ : ١٢١ أبواب الذكر ب ٣٤ ح ١.

(٢) أمالي الصدوق : ٣١٠ ، أمالي الطوسي : ٤٢٤ ح ٩٤٧ ، الوسائل ٤ : ١٢١٩ أبواب الدعاء ب ٤٢ ح ٥.

(٣) التحاتّ : سقوط الورق عن الغصن ، وتحاتّ الشي‌ء أي تناثرَ ، وتحاتّ ورقه : أي تساقط. لسان العرب ٢ : ٢٢.

(٤) ثواب الأعمال : ١٨٨ ح ١ ، أمالي الصدوق : ٤٦٤ ح ١٨ ، الوسائل ٤ : ١٢٢٠ أبواب الذكر ب ٤٢ ح ١٠.

(٥) الكافي ٢ : ٣٥٧ ح ٨ ، وص ٤٩٣ ح ١٣ ، ثواب الأعمال : ١٩٠ ح ١ ، الوسائل ٤ : ١٢١١ أبواب الذكر ب ٣٤ ح ٢.

(٦) الكافي ٢ : ٣٥٧ ح ٦ ، وص ٤٩٢ ح ٦ ، ثواب الأعمال : ١٨٥ ح ١ ، الوسائل ٤ : ١٢١١ أبواب الذكر ب ٣٤ ح ٢.

٥١١

وروى : أنّها أفضل العبادة (١).

وأنّ من أراد أن يُكفّر ذنوبه ، فليكثر من الصلاة على محمّد وآل محمّد ؛ فإنّها تهدم الذنوب هدماً (٢).

وأنّ الصلاة على محمّد وإله تعدل عند الله تعالى التسبيح ، والتهليل ، والتكبير (٣).

وأنّ النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال من صلّى عليّ ، صلّى الله عليه وملائكته ، فمن شاء فليقلّ ، ومن شاء فليكثر (٤). وإنّما اتخذ الله إبراهيم خليلاً ؛ لكثرة صلاته على محمّد وأهل بيته (٥).

وأنّ الصلاة على النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أمحق للذنوب من الماء للنّار ، والسلام على النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أفضل من عتق رقاب (٦).

وأنّ من صلّى على محمّد وفي بعض النسخ وآله كُتبت له مائة حسنة ؛ ومن صلّى على محمّد وأهل بيته ، كتبت له ألف حسنة (٧).

الثاني : في كيفيّة الصلاة ومعناها فعن الصادق عليه‌السلام في تفسير (صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً) (٨) أنّ الصلاة من الله رحمة ، ومن الملائكة تزكية ، ومن الناس دعاء ، قال : «وسلّموا : يعني التسليم له فيما ورد عنه».

__________________

(١) الكافي ٢ : ٣٥٩ ح ١٧ ، ثواب الأعمال : ١٨٦ ح ٢ ، الوسائل ٤ : ١٢١١ أبواب الذكر ب ٣٤ ح ٥.

(٢) عيون أخبار الرضا (ع) ١ : ٢٩٤ ح ٥٢ ، أمالي الصدوق : ٦٨ ح ١ ، الوسائل ٤ : ١٢١٢ أبواب الذكر ب ٣٤ ح ٧.

(٣) عيون أخبار الرضا (ع) ١ : ٢٩٤ ح ٥٢ ، أمالي الصدوق : ٦٨ ح ٤ ، الوسائل ٤ : ١٢١٢ أبواب الذكر ب ٣٤ ح ٨.

(٤) الكافي ٢ : ٤٩٢ ح ٧ ، الوسائل ٤ : ١٢١٢ أبواب الذكر ب ٣٤ ح ٦

(٥) علل الشرائع ١ : ٣٤ ح ٣ ، الوسائل ٤ : ١٢١٢ أبواب الذكر ب ٣٤ ح ٩.

(٦) ثواب الأعمال : ١٨٥ ح ١ ، الوسائل ٤ : ١٢١٢ أبواب الذكر ب ٣٤ ح ١٠.

(٧) ثواب الأعمال : ١٨٦ ، الوسائل ٤ : ١٢١٣ أبواب الذكر ب ٣٤ ح ١٠.

(٨) الأحزاب : ٣٣.

٥١٢

وعنه لمّا سُئل عن كيفيّة الصلاة على محمّد وآله أنّه قال : «تقولون : صلوات الله ، وصلوات ملائكته ، وأنبيائه ، ورسله ، وجميع خلقه على محمّد وآل محمّد ، والسلام عليه ، وعليهم ، ورحمة الله ، وبركاته». وصلاة من صلّى بهذا النحو يخرج بها فاعلها من الذنوب كهيئة يوم ولدته أُمه (١).

وعن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في كيفيّتها «قولوا : اللهمّ صلّ على محمّد وآل محمّد ، كما صلّيت على إبراهيم ، وآل إبراهيم ، إنّك حميد مجيد ، وبارك على محمّد وآل محمّد ، كما باركت على إبراهيم ، وآل إبراهيم ، إنّك حميد مجيد» (٢).

وعن الصادق عليه‌السلام : أنّه لا ينبغي أن يقال : «كما صلّيت» بل ينبغي أن يقال : «كأفضل ما صلّيت وباركت على إبراهيم ، وآل إبراهيم ، إنّك حميد مجيد» (٣) ولهذا التشبيه وجوه غير خفيّة.

الثالث : في استحباب ذكر النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وذكر الأئمّة عليهم‌السلام ، في كلّ مجلس ، وكراهة ذكر أعدائهم.

فعن الصادق عليه‌السلام : «ما اجتمع قوم في مجلس لم يذكروا الله ، ولم يذكرونا فيه ، إلا كان ذلك المجلس حسرة عليهم يوم القيامة» (٤).

وعنه عليه‌السلام : «مَن ذكرَ الله ، كتبَ الله تعالى له عشر حسنات ، ومن ذكرَ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، كتبَ له عشر حسنات ؛ لأنّ الله قَرَنَ رسولَه بنفسه» (٥).

وهو يفيد أنّ من ذكر الآل كذلك ؛ لاقترانهم برسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم.

__________________

(١) معاني الأخبار : ٣٦٨ ، الوسائل ٤ : ١٢١٣ أبواب الذكر ب ٣٥ ح ١.

(٢) أمالي الصدوق : ٣١٦ ح ٥ ، أمالي الطوسي : ٤٢٩ ح ٩٥٨ ، دعائم الإسلام ١ : ٢٩ ، مجمع البيان ٨ : ٦٣٩ ، الوسائل ٤ : ١٢١٤ أبواب الذكر ب ٣٥ ح ٤.

(٣) قرب الإسناد : ٤٠ ح ١٣٠ ، الوسائل ٤ : ١٢١٤ أبواب الذكر ب ٣٥ ح ٤.

(٤) الكافي ٢ : ٤٩٦ ح ٢ ، عدّة الداعي : ٢٤٦ ، ٢٥٦ ، الوسائل ٤ : ١٢١٥ أبواب الذكر ب ٣٦ ح ١.

(٥) علل الشرائع ٢ : ٥٧٩ ، الوسائل ٤ : ١٢١٥ أبواب الذكر ب ٣٦ ح ٢.

٥١٣

وعن أبي جعفر عليه‌السلام إنّ ذكرنا مِن ذكر الله تعالى ، وذكر عدوّنا مِن ذكر الشيطان (١).

الرابع : استحباب الصلاة عليه وإله ، ليذكر ما نسي.

فقد روي عن الحسن عليه‌السلام في جواب من سأله عن الذكر والنسيان : «إنّ قلب الرجل في حُقّ (٢) ، وعلى الحُقّ طَبَق ، فإن صلّى عند ذلك على محمّد وآل محمّد صلاة تامّة ، انكشف الطبق عن الحُقّ ، فأضاءَ القلب ، وذكرَ الرجل ما كان نسي ؛ وإن لم يصلّ على محمّد وآل محمّد ، أو نقص من الصلاة عليهم ، انطبق ذلك [الطبق على ذلك] الحُق ، فأظلم القلب ، ونسي الرجل ما كان ذكره» (٣).

الخامس : ختم الكلام بالصلاة على محمّد وآل محمّد كما مرّ ، وعن عليّ عليه‌السلام ، عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «مَن كان آخر كلامه الصلاة عَليّ وعلى عليّ دخل الجنّة» (٤).

السادس : رفع الصوت بالصلاة على النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وآله عليهم‌السلام ؛ فإنّها تذهب بالنفاق ، وقد مرّ.

السابع : تكثير الصلاة على محمّد وآل محمّد ، فعن الصادق عليه‌السلام : «مَن صلّى على محمّد وآل محمّد عشراً ، صلّى الله وملائكته عليه مائة ، ومن صلّى على محمّد

__________________

(١) الكافي ٢ : ٤٩٦ ح ٢ ، عدّة الداعي : ٢٥٦ ، الوسائل ٤ : ١٢١٥ أبواب الذكر ب ٣٦ ح ١.

(٢) الحق : يُشبّه به الثدي يعمل من العاج أو الخشب.

(٣) علل الشرائع ١ : ٩٧ ح ٦ ، عيون أخبار الرضا (ع) ١ : ٦٦ ح ٣٥ ، غيبة النعماني ٩٢ ، الاحتجاج ١ : ٢٦٦ ، الوسائل ٤ : ١٢١٥ أبواب الذكر ب ٣٧ ح ١.

(٤) عيون أخبار الرضا (ع) ٢ : ٦٤ ح ٢٧٣ ، الوسائل ٤ : ١٢١٦ أبواب الذكر ب ٣٨ ح ١.

٥١٤

وآل محمّد مائة ، صلّى الله وملائكته عليه ألفاً» ثمّ قال : «أما تسمع قول الله تعالى (هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ وَكانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيماً) (١)» (٢).

الثامن : ذكر الصلاة على محمّد وآله ، كلّما ذكر الله تعالى ، فعن الرضا عليه‌السلام في تفسير (وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلّى) (٣) ليس معناه كلّ ما ذكر اسم الله تعالى قام للصّلاة ، وإلا لكلّف الناس شططاً ، بل كلّما ذكر اسم ربّه ، صلّى على محمّد وآله (٤).

التاسع : تقديم الصلاة على محمّد وآله على الصلاة على الأنبياء ؛ لقول الصادق عليه‌السلام : إذا ذكر أحد من الأنبياء ، فقل صلى الله على محمّد وآله ، وجميع الأنبياء (٥).

العاشر : أنّه يتأكّد استحباب الصلاة على النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم متى ذكره ، أو سمع ذكره عن استماع وبدونه ، من لسان صبيّ أو بالغ ، عاقل أو مجنون ، كافر أو مسلم ، مؤالف أو مخالف ، بإظهار أو إضمار أو إشارة ، من غير فصل بين حروفه بكلام أو سكوت ، بحيث تذهب الهيئة ، ولا قلب لحروفه.

ولو جي‌ء به بوضع محرّم كالغناء أو من الأجنبيّة ، أو من العبد المنهيّ عن الذكر ، إلى غير ذلك ، قوي جري الحكم. وحيث كان البناء على الندب ، سهلَ الخطب في التعدّد ، والوحدة ، وقصد الأذيّة ، وغيرها.

__________________

(١) الأحزاب : ٤٣.

(٢) الكافي ٢ : ٣٥٨ ح ١٤ ، الوسائل ٤ : ١٢١٨ أبواب الذكر ب ٤٠ ح ١.

(٣) الأعلى : ١٥.

(٤) الكافي ٢ : ٣٥٩ ح ١٨ ، الوسائل ٤ : ١٢١٧ أبواب الذكر ب ٤٠ ح ١.

(٥) أمالي الصدوق : ٣١٠ ح ٩ ، أمالي الطوسي : ٤٢٤ ح ٩٥١ ، الوسائل ٤ : ١٢٢٢ أبواب الذكر ب ٤٣ ح ١.

٥١٥

الحادي عشر : إنّها لا تجب من دون موجب خارجيّ ، وإنّما هي سنّة ، كما يظهر من الإجماع تحصيلاً ، فضلاً عن النقل ، ومن السيرة القاطعة ؛ إذ لو كانت واجبة لنادى بها الخُطباء في خُطبهم ، ، والعُلماء في كُتبهم ، ولكثرت عليها التعزيرات ، والتأديبات ، ولكانت أظهر من وجوب سجود التلاوة ، وردّ السلام ، وغيرهما.

وفي خلوّ الدعوات والأذكار المشتملة على ذكره ، والزيارات ، ونحوها ، وتكرّر الأذان بحيث يسمعه كلّ إنسان ، وكان يجب أن يعلم بذلك النساء ، والصبيان ، وكلّ إنسان.

وحدر الإقامة ، وطلب الدليل في وجوب الصلاة في التشهّد بعد الشهادتين ، وفي التكرّر في مثل دعاء القرآن أيّ برهان على أنّها لو وجبت ، لتعلّق الحكم بمُطلق الذكر ، من اسم ، أو وصف خاصّ ، أو مشترك قصد به ذاته الشريفة ، أو ضمير ، أو إشارة ، ونحوها ، وهذا مُخالف للبديهة.

فلا نرتضي القول بوجوب الصلاة في العمر مرّة ، ولا في المجلس مرّة ، فضلاً عن كلّ يوم مرّة ، أو كلّما ذكر ، أو سمع ذكره. وفيما دلّ على أنّه أفضل العبادة ، وأفضل التسبيح أو بعض الأذكار الأُخر ونحو ذلك كفاية.

ثمّ لا ينبغي الشك في أنّ الذكر في الصلاة عليه لا يوجب الصلاة ، وإلا لزم التسلسل. وكذلك في السلام عليه ، ممّن سلّم أو لم يسلّم عليه ، وبالنسبة إلى أهل داره في مخاطباتهم ومكالماتهم ، كما لا يخفى على المتتبع.

(ولو ذكر الاسم لا بقصد إرادة المسمّى ، بل مجرّد النسبة ، دخلَ في الذكر على إشكال.

ولو ذكر في ضمن عامّ لم يجرِ الحكم ، وإذا استعمل لفظ في معنيين هو أحدهما على القول به ، جرى الحكم.

والظاهر عدم عموم الخطاب له إذا ذكر نفسه.

ولو صلّى عليه بوجه محرّم ، كغناء ونحوه ، لم يكن مُصلّياً.

ولو قال : صلّت عليه ملائكة السماء ونحو ذلك ، قويَ دخوله تحت الصلاة.

٥١٦

والظاهر أنّ استحبابها عيني لا كفائي) (١).

الثاني عشر : قد وردت أخبار كثيرة تدلّ على وجوب الصلاة عليه إذا ذُكر ، كقوله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «من ذُكرت عنده ، فنسي أن يصلّي عليّ ، أخطأ الله به طريق الجنّة» (٢).

وعن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أجفا الناس من ذُكرت عنده فلم يصلّ عليّ (٣).

وقوله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من ذُكرت عنده فلم يصلّ عليّ ، فلم يغفر الله له ، فأبعده الله تعالى (٤).

وقوله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لعلي عليه‌السلام : «من نسي الصلاة عليّ فقد أخطأ طريق الجنّة» ؛. (٥)

وقول الرضا عليه‌السلام في كتابته إلى المأمون : «الصلاة على النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم واجبة في كلّ موطن ، وعند العطاس ، وعند الذبائح» (٦) وغير ذلك.

وقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «البخيل حقّا من ذُكرت عنده فلم يصلّ عليّ» (٧).

وعن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : أنّه قال : «قال لي جبرئيل عليه‌السلام : من ذُكرتَ عنده فلم يصلّ عليك ، فأبعده الله تعالى ، فقلت : أمين ، ثمّ قال : ومن أدرك

__________________

(١) ما بين القوسين ليس في «س» ، «م».

(٢) الكافي ٢ : ٤٩٥ ح ٢٠ ، ثواب الأعمال : ٢٤٦ ، عدّة الداعي : ١٦٢ ، الوسائل ٤ : ١٢١٨ أبواب الذكر ب ٤٢ ح ١.

(٣) عدّة الداعي : ٤١ ، الوسائل ٤ : ١٢٢٢ أبواب الذكر ب ٤٢ ح ١٨.

(٤) الكافي ٢ : ٤٩٥ ح ١٩ ، أمالي الصدوق : ٥٧ ح ٢ ، وص ٤٦٥ ح ١٩ ، ، ثواب الأعمال : ٩٠ ح ٤ ، الوسائل ٤ : ١٢١٨ أبواب الذكر ب ٤٢ ح ٣.

(٥) الفقيه ٤ : ٢٧٠ ، الوسائل ٤ : ١٢١٨ أبواب الذكر ب ٤٢ ح ٤.

(٦) الخصال : ٦٠٧ ، عيون أخبار الرضا (ع) ٢ : ١٢٤ ، الوسائل ٤ : ١٢١٩ أبواب الذكر ب ٤٢ ح ٨.

(٧) معاني الأخبار : ٢٤٦ ح ٩ ، الخصال : ١٥٣ ، الوسائل ٤ : ١٢١٩ أبواب الذكر ب ٤٢ ح ٩.

٥١٧

شهر رمضان ، فلم يغفر له ، فأبعده الله تعالى ، فقلت : أمين ، قال : ومن أدرك أبويه أو أحدهما ، فلم يغفر له ، فأبعده الله تعالى ، فقلت : أمين» (١).

وفي خُطبةٍ لأمير المؤمنين عليه‌السلام : «إنّ الله تعالى أوجب الصلاة على النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وأكرم مثواه لديه» (٢).

ووردت أخبار تدلّ على وجوب الاتباع بالصلاة على إله ، كقول الباقر عليه‌السلام لما سمع شخصاً متعلّقاً بالكعبة ، وهو يقول : اللهمّ صلّ على محمّد : «لا تبترها ، لا تظلمنا حقّنا قل : اللهمّ صلّ على محمّد وأهل بيته» (٣).

وعن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «من قال صلّى الله على محمّد ، ولم يصلّ على إله ، لم يجد ريح الجنّة ، وريحها يوجد من مسير خمسمائة عام» (٤).

وعنه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «من صلّى عليّ ، ولم يتبع بالصلاة على أهل بيتي ، كان بين صلاته عليّ وبين السماوات سبعون حجاباً ، ويقول الله له : لا لبّيك ، ولا سعديك ، يا ملائكتي لا تصعدوا دعاءه ، حتّى يلحق بالنبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عترته ، فلا يزال محجوباً حتّى يلحق بي أهل بيتي» (٥) وينبغي تعميم عليّ وعترته ، دون تخصيص بعضهم ، فقد قال الصادق عليه‌السلام لرجل قال : اللهمّ صلّ على محمّد وأهل بيت محمّد : «يا هذا ، لقد ضيّقت علينا ، أما علمت أنّ أهل البيت خمسة أصحاب الكساء؟! قل : اللهمّ صلّ على محمّد وآل محمّد ، فنكون نحن وشيعتنا قد دخلنا فيه» (٦).

وعن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «لا تصلّوا عليّ صلاة مبتورة ، بل صلّوا

__________________

(١) ثواب الأعمال : ٩٢ ح ٨ ، أمالي الصدوق : ٥٧ ح ٢ ، المقنعة : ٣٠٨ ، الوسائل ٤ : ١٢٢١ أبواب الذكر ب ٤٢ ح ١٣.

(٢) مصباح الكفعمي : ٦١٧ ، الوسائل ٤ : ١٢٢١ أبواب الذكر ب ٤٢ ح ١٥.

(٣) الكافي ٢ : ٣٥٩ ح ٢١ ، الوسائل ٤ : ١٢١٨ أبواب الذكر ب ٤٢ ح ٢.

(٤) أمالي الصدوق : ٣١٠ ح ٦ ، الوسائل ٤ : ١٢١٩ أبواب الذكر ب ٤٢ ح ٦.

(٥) ثواب الأعمال : ١٨٨ ح ١ ، الوسائل ٤ : ١٢٢٠ أبواب الذكر ب ٤٢ ح ١٠.

(٦) ثواب الأعمال : ١٨٩ ح ٢ ، الوسائل ٤ : ١٢٢٠ أبواب الذكر ب ٤٢ ح ١١.

٥١٨

على أهل بيتي معي ، فإنّ كلّ نسب وسبب منقطع يوم القيامة إلا نسبي» (١).

ومثل هذه الأخبار لا بدّ من تنزيلها على من تركَ ذلك لقلّة الاكتراث ، وضعف العناية ، كما تنزّل على ذلك أخبار صلاة الجماعة ، وبعض صلوات النوافل ، وبعض الأذكار.

ولو نزّل هذا وأشباهه على أنّه لا يخلو أحد من الذنوب ، وفِعل هذا المندوبات تبعث على العفو ، فإن لم تفعل قضت الذنوب بوقوع الانتقام ، لم يكن بعيداً.

الثالث عشر : (أنّ نداء النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وآله عليهم‌السلام ، وسائر أولياء الله عليهم‌السلام ، وترجّيهم ، والاستغاثة بهم ، والالتجاء إليهم ، والاعتماد عليهم ، والتعويل عليهم ونحوها مرجعها إلى الله تعالى.

الرابع عشر : أنّه يستحبّ الإلحاح في الدعاء ، وطلب مساعدة أهل الإيمان ، والتوسّل بالقران ، وسائر المحترمات.

خاتمة : في بيان الأحكام المُشتركة بين القرآن والذكر والدعاء

وهي أُمور :

الأوّل) (٢) : أنّ اختلاف مقادير الثواب في العمل الواحد ، أو ذكر أكثريّة الثواب في المفضول ، أو تفضيل بعض على بعض ، ثمّ تفضيل المفضول عليه ، وكذا في قراءة أو ذكر أو دعاء مبنيّ على اختلاف معنى الدرجات والحسنات ، واختلاف المكفّر من السيّئات ، ومراتب السيئات ، أو اختلاف الأمكنة والأوقات.

(الثاني : أنّه يُستحبّ الخضوع ، والخشوع ، والاستقرار ، والمحافظة على جميع الاداب ، والبكاء ، والتباكي فيها ، وزيادة الاعتماد في القبول.

__________________

(١) المحكم والمتشابه : ١٩ ، الوسائل ٤ : ١٢٢٢ أبواب الذكر ب ٤٢ ح ١٧.

(٢) ما بين القوسين ليس في «م» ، «س».

٥١٩

الثالث : التأنّي والترسّل فيها ، والترتيل ؛ ولا تهذّها هذّ الشعر ، ولا تنثرها نثر الرمل.

الرابع : أن يجتمع مع جماعة من المؤمنين فيها ، فربّما تقبل منه ، لقبول بعضهم ؛ وكلّما زادوا ، زاد الفضل.

الخامس : أن لا تكون معارضة بما هو أعمّ منها ، من قضاء حاجة مؤمن ، أو انتظار مُنتظر مُحترم ، أو نحو ذلك.

السادس : أن يرفع صوته ؛ لينتفع به من أراد متابعته ، ويخفضه عند لزوم إخلال بغرض مؤمن لا يبلغ حدّ المنع.

السابع : التدبّر في معانيها.

الثامن : الاعتياد على أوراد خاصّة ؛ حتّى يكون عادة له.

التاسع : حُسن الصوت فيها ، مع عدم الوصول إلى حدّ الغناء.

العاشر : إظهارها حيث يكون قدوة ، وإسرارها لغيره.

الحادي عشر : أن يستعيذ بالله من الشيطان أمامها ، لئلا يوقعها في الهلكة.

الثاني عشر : أن يتطهّر من الحدث ومن الخبث على الأقوى.

الثالث عشر : أن يحضر أهل بيته ، وأتباعه ؛ ليأخذوا بعادته ، وأهل المعرفة حتّى يسدّدوه عن الخطأ) (١).

الرابع عشر : يجوز العمل بما نقل من خصوص ثواب الأوقات والأمكنة ، ومراتب الثواب ، وسائر الخصوصيّات (مما دارَ بين المباح والمندوب فيها وفي كلما ثبت استحباب أصله وجهلت خصوصيّته لمجتهد وغيره ، على لسان مجتهد حيّ أو ميت ، أو رواية صحّت أو ضعفت ، مما يكون في كتب الإمامية رضوان الله عليهم أخذاً عن دليل الاحتياط في تحصيل الأجر) (٢) كما يؤخذ عنه في طريق الوجوب والحظر.

__________________

(١) ما بين القوسين ليس في «س» ، «م».

(٢) بدل ما بين القوسين في «ح» : في شي‌ء منها ، وفي كلّما ثبت استحباب أصله ، وجهلت خصوصيّته ، بل في كلّ عمل دار بين المستحبّ والمباح ، لمجتهد وغيره ، بالأخذ من مجتهد حيّ أو ميّت ، أو رواية صحّت أو ضعفت ، ممّا يكون في الكتب الإماميّة رضوان الله عليهم ، ولسائر الظنون ، بل بمجرّد الاحتمال المعدود احتمالاً في نظر العقلاء أخذاً عن دليل الاحتياط في تحصيل الأجر المستفاد من العقل والشرع ، ولا يعدّ عاملاً بالظنّ من قياس وغيره.

٥٢٠