كشف الغطاء عن مبهمات الشريعة الغرّاء - ج ٣

الشيخ جعفر كاشف الغطاء

كشف الغطاء عن مبهمات الشريعة الغرّاء - ج ٣

المؤلف:

الشيخ جعفر كاشف الغطاء


المحقق: مكتب الإعلام الإسلامي ، فرع خراسان
الموضوع : الفقه
الناشر: مركز النشر التابع لمكتب الاعلام الاسلامي
المطبعة: مكتب الإعلام الإسلامي
الطبعة: ١
ISBN: 964-371-030-3
الصفحات: ٥٥٢

وفي ثانية الجمعة بعده (١).

وأكده في الجهرية ، وأكدها الغداة ، والمغرب ، والجمعة ، والوتر ، وأكدها الأوّلان. وفي الواجبة أشدّ استحباباً من النافلة ، وفي الواجبة الأصليّة أشدّ من العارضيّة.

ويُستحبّ التكبير له رافعاً يديه على نحو غيره من الصلاة ، ويكره رفعهما فوق الرأس كراهة ثانية زيادة على كراهة تجاوز الأُذنين في التكبيرات.

ويُستحبّ رفع كفّيه سُنّة في سنّة مُسامتَ وجهه ، مُستقبلاً بباطنهما السماء إن كان من الطالبين الراغبين ، أو بظاهرهما إن كان من الخائفين الهاربين ، والمخالفة بينهما ، والنظر إليهما كما أفتي به.

والجهر به في الجهريّة والإخفاتيّة ، من نافلة أو فريضة ، أصليّة أو عارضيّة لغير المأموم ، وفي الإمام أشدّ.

والدعاء للدّين والدنيا ، وفي الأوّل أشدّ.

والإطالة فيه ما لم يخرج عن هيئة المصلّي ، ففي الخبر : «أطولكم قنوتاً في دار الدنيا ، أطولكم راحة يوم القيامة في الموقف» (٢) ورفع اليدين فيه مقابل الوجه.

وقضاء الناسي له بعد الرفع من الركوع ، في فرض أو نفل.

وإن ذكره في أثناء الهويّ قبل الوصول إلى حدّ الراكع ، اعتدل ، وقنت. وإن نسيه حتّى انصرف عن محلّه ، قضاه حيث ما ذكره. والأولى الجلوس حينئذٍ والاستقبال.

والظاهر عدم اعتبار الفوريّة ، وعدم لزوم الإتيان بشرائط الصلاة ، وترك مُنافياتها ، وإن كان الأولى ذلك ، بل الأحوط.

ويُكره رفع اليدين في المكتوبة فوق الرأس ، وردّ اليدين بعد الفراغ منه فضلاً عمّا قبله على الرأس والوجه في الفرائض ، وإنّما يُستحبّ ردّ بطن راحتيه على صدره تلقاء ركبتيه على تمهّل ، ويكبّر ويركع. نعم يستحبّ ذلك في النوافل ليلاً ونهاراً.

__________________

(١) التهذيب ٣ : ١٧ ح ٦٠ ، الاستبصار ١ : ٤١٧ ح ١٦٠٤ ، الوسائل ٤ : ٩٠٤ أبواب القنوت ب ٥ ح ٩.

(٢) ثواب الأعمال : ٥٥ ، أمالي الصدوق : ٤١١ ، الوسائل ٤ : ٩١٩ أبواب القنوت ب ٢٢ ح ٢.

٢٢١

وروى : أنّه لا يقال في قنوت صلاة جمعة «وَسَلامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ» (١) وليس فيه دلالة على منعها في غير مقام ، بل فيه شائبة الرخصة ، وقد وردت في قنوت الوتر ، ولا فرق ، وليس من التحيّة ، بل من الدعاء.

والدعاء بالمأثور ، والاستغفار في قنوت الوتر سبعين مرّة ، وروى مائة (٢) تقول : «أستغفر الله ، وأتوب إليه» وفي بعض النسخ : «أستغفر الله ربّي وأتوب إليه» (٣) وفي بعض الأخبار : «أستعفر الله وأسأله التوبة» (٤) يقولها سبعين مرّة في استغفار الوتر.

ويُستحبّ أن تقول بعده سبع مرّات : «هذا مقام العائذ بك من النار» وقول : «العفو العفو» فيه ثلاثمائة مرّة.

ونصب اليسرى ، والعدّ باليمنى.

ويُستحبّ في مطلق القنوت ذكر النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم والأئمّة عليهم‌السلام إجمالاً.

وليس فيه شي‌ء موظّف كما في الخبر (٥) ، وعن الصادق عليه‌السلام «كلّما ناجيت به ربك في الصلاة فليس بكلام».

وتجزي فيه خمس تسبيحات ، أو ثلاث تسبيحات في ترسّل ، أو قول : «بسم الله الرحمن الرحيم» ثلاث مرّات ، أو قول : «اللهمّ اغفر لنا ، وارحمنا ، وعافنا ، واعفُ عنّا في الدنيا والآخرة».

وروى الدعاء على العدوّ ، ويسمّيهم في القنوت مطلقاً ، وفي خصوص قنوت الوتر أيضاً (٦).

__________________

(١) مصباح المتهجّد : ٢٥١ ، الوسائل ٤ : ٩٠٧ أبواب القنوت ب ٧ ح ٦.

(٢) البحار ٨٤ : ٢٧١.

(٣) الفقيه ١ : ٣٠٩ ح ١٤٠٨ ، ثواب الأعمال : ٢٠٤ ، الخصال : ٥٨١ ح ٣ ، المحاسن : ٥٣ ح ٨٠ ، الوسائل ٤ : ٩٠٩ أبواب القنوت ب ١٠ ح ٢ ، ٣.

(٤) عيون أخبار الرضا (ع) ٢ : ١٨١ ، الوسائل ٣ : ٤٠ أبواب أعداد الفرائض ب ١٣ ح ٢٤.

(٥) الكافي ٣ : ٣٤٠ ح ٨ ، التهذيب ٢ : ٣١٤ ح ١٢٨١ ، الوسائل ٤ : ٩٠٨ أبواب القنوت ب ٩ ح ١.

(٦) الفقيه ١ : ٢٠٨ ح ٩٣٨ ، الوسائل ٤ : ٩١٧ أبواب القنوت ب ١٩ ح ٤.

٢٢٢

وفي قنوت الوتر أيضاً : «اللهمّ اهدني فيمن هديت ، وعافني فيمن عافيت ، وتولّني فيمن تولّيت ، وبارك لي فيما أعطيت ، وقني شرّ ما قضيت ، فإنّك تقضي ولا يقضى عليك».

وفي الدروس : يُستحبّ الدعاء للإخوان ، والأقلّ أربعون في قنوت الوتر (١) ، وروى : «أنّ من قدّم الدعاء لأربعين مؤمناً على دعائه استجيبت دعوته» (٢) ، والظاهر اعتبار الرجال المكلّفين دون النساء والصبيان ، وفي ذكرهم أجر عظيم ، ولا يحتسب الخناثى والممسوحين (٣).

وروى : أنّ من صلّى ركعتين في آخر اللّيل فدعا في سجوده لأربعين من أصحابه يُسمّيهم ، ويُسمّي آباءهم لم يسأل الله شيئاً إلا أعطاه (٤).

وروى : أنّ أفضل ما يقال في القنوت كلمات الفرج (٥) ، وفي بعض الأخبار إضافة «وما تحتهنّ» بعد «وما بينهنّ» وقبل «والحمد لله ربّ العالمين» (٦) وفي بعضها زيادة : «وسلام على المرسلين» قبل «والحمد لله ربّ العالمين» ووردت في قنوت الوتر ، والظاهر أنّها من القرآن أو الذكر أو الدعاء ، وفي بعضها الخلو عن قول : «وما تحتهنّ» مع «سلام على المرسلين» (٧).

وفي قنوت الإمام سوى الجمعة : «اللهمّ إنّي أسألك لي ، ولوالدي ، ولولدي ، وأهل بيتي ، وإخواني المؤمنين فيك اليقين ، والعفو ، والمعافاة ، والرحمة ، والعافية في الدنيا ، والآخرة».

والقنوت في الركعة الأُولى من صلاة الجمعة بعد القراءة : «لا إله إلا الله الحليم الكريم ، لا إله إلا الله العلي العظيم ، لا إله إلا الله ربّ السماوات السبع ، وربّ الأرضين

__________________

(١) الدروس ١ : ١٣٧.

(٢) انظر الوسائل ٤ : ٩١٢ أبواب القنوت ب ١٣.

(٣) الكافي ٢ : ٣٦٩ ح ٥ ، الوسائل ٤ : ١١٥٤ أبواب الدعاء ب ٤٥.

(٤) انظر السرائر ١ : ٢٢٨ ، والذكرى : ١٨٤.

(٥) انظر فلاح السائل : ١٣٤.

(٦) الفقيه ١ : ٧٧ ، ح ٣٤٦ ، الوسائل ٢ : ٦٦٦ أبواب الاحتضار ب ٣٨ ح ٢.

(٧) الكافي ٣ : ٤٢٦ ح ٦ ، التهذيب ٣ : ١٨ ح ٦٤ ، الوسائل ٤ : ٩٠٦ أبواب القنوت ب ٧ ح ٤.

٢٢٣

السبع ، وما فيهنّ وما بينهن ، وربّ العرش العظيم ، والحمد لله ربّ العالمين ، اللهمّ صلّ على محمّد وآله ، كما هديتنا به ، اللهمّ صلّ على محمّد وآله ، كما أكرمتنا به ، اللهمّ اجعلنا ممّن اخترته لدينك ، وخلقته لجنتك ، اللهمّ لا تُزع قلوبنا بعد إذ هديتنا ، وهب لنا من لدنك رحمة ، إنّك أنت الوهّاب».

وروي : أنّ سبعة مواطن ليس فيها دعاء موقّت : الصلاة على الجنازة ، والقنوت ، والمستجار ، والصّفا ، والمَروة ، والوقوف بعرفات ، وركعتا الطواف (١).

وإذا دعا على الأعداء أو للأصدقاء أو الأرحام أو بعض أهل الإيمان وسمّى في الجميع فلا بأس.

وروى : أنّ القنوت في الوتر الاستغفار ، وفي فريضة الصلاة الدعاء (٢).

ويُستحبّ أن يبدأ بالدعاء لإخوانه المؤمنين قبل نفسه ، وأن يعدّ أربعين مؤمناً أو مؤمنة أحياءً أو أمواتاً ساجداً في آخر اللّيل. ولو ذكرهم في صلاة الليل خصوصاً في الوتر كان أولى ؛ لأنّه أقرب إلى الاستجابة.

ولا بأس بالقنوت بالفارسيّة ، وروى : «أنّ كلّما ناجيت ربّك به فليس بكلام» (٣).

وروى : أنّه يُكره أن يقال في الدعاء : «اللهمّ إنّي أعوذ بك من الفتنة» بل يقال «من مضلات الفِتن» (٤).

ويُكره أن يقال : «اللهمّ اجعلني ممّن تنتصر به لدينك» ، فإن الله ينتصر لهذا الدين بشرار خلقه ، حتّى يضاف «من خيار خلقك».

ويُكره أن يقول : «اللهمّ أغنني عن خلقك» حتّى يقول : «عن لئام خلقك» فإن الناس يحتاج بعضهم بعضاً.

والظاهر تنزيل أمثال هذه الأخبار على اختلاف المقاصد ، وإلا فقد ورد في كلام

__________________

(١) انظر الوسائل ٤ : ٩١٢ أبواب القنوت ب ١٣.

(٢) الخصال : ٣٥٧ ح ٤١ ، الوسائل ٤ : ٩٠٩ أبواب القنوت ب ٩ ح ٥.

(٣) الكافي ٣ : ٣٤٠ ح ٩ ، الفقيه ١ : ٣١١ ح ١٤١٤ ، الوسائل ٤ : ٩٠٧ أبواب القنوت ب ٨ ح ١.

(٤) الفقيه ١ : ٢٠٨ ح ٩٣٨ ، الوسائل ٤ : ٩١٧ أبواب القنوت ب ١٩ ح ٤.

٢٢٤

أهل العصمة ما يعارضها.

وحيث دلّت الأخبار على التفويض في القنوت كالتشهّد ، جاز إدخال ما شاء من الدعاء بقصد الخصوصيّة.

وروى في عدّة أخبار : أنّ الساعة التي يُستجاب فيها الدعاء السدس الأوّل من النصف الثاني من اللّيل ، وهو السدس الرابع منه (١).

التعقيب

ويُستحبّ التعقيب عقيب الصلوات فرضها ونفلها ، وإن كان ما بعد الفرض أفضل.

وأفضله ما بعد الصبح والعصر.

وإنّما خُصّت به الصلاة ؛ لأنّها أفضل الوسائل إلى استجابة الدعاء ؛ ولأن كثرة فضيلتها ، وزيادة العناية بها أوجبت لها المزيّة بطول المقدّمات والغايات ، فهي مَوصولة ، وباقي العبادات مَبتولة.

روي فيه : أنّه أبلغ في طلب الرزق من الضرب في البلاد ، قال : يعني بالتعقيب الدعاء بعد الصلاة (٢).

وروى : أنّ الله تعالى قال : يا بن آدم ، اذكرني بعد الفجر ساعة ، واذكرني بعد العصر ساعة ، أكفك ما أهمّك (٣) ، وأنّه يُستجاب الدعاء في أربعة مواطن : الوتر ، والفجر ، والظهر ، والمغرب (٤) ، وأنّ من صلّى فريضة ، وعقّب إلى أُخرى فهو ضيف ، وحقّ على الله أن يُكرم ضيفه (٥).

وروى : أنّ الله تعالى فرض الصلوات الخمس في أفضل الساعات ، فعليكم

__________________

(١) أمالي الطوسي ٢ : ١٩٣ ، الوسائل ٤ : ١١٦٩ أبواب الدعاء ب ٥٩ ح ١.

(٢) الوسائل ٤ : ١١١٨ أبواب الدعاء ب ٢٦ ح ٢.

(٣) التهذيب ٢ : ١٠٤ ح ٣٩١ ، الوسائل ٤ : ١٠١٣ أبواب التعقيب ب ١ ح.

(٤) الفقيه ١ : ٢١٦ ح ٩٦٤ ، التهذيب ٢ : ١٣٨ ح ٥٣٦ ، الوسائل ٤ : ١٠١٤ أبواب التعقيب ب ١ ح ٣.

(٥) الكافي ٣ : ٣٤٣ ح ١٧ ، التهذيب ٢ : ١١٤ ح ٤٢٨ ، الوسائل ٤ : ١٠١٤ أبواب التعقيب ب ١ ح ٤.

٢٢٥

بالدعاء إدبار الصلوات (١). وأنّ من أدّى مكتوبة فله بعدها دعوة مُستجابة (٢). وأنّه لا ينبغي للإمام أن ينفتل إذا سلّم حتّى يتمّ من خلفه الصلاة (٣) ، وأنه ينبغي للإمام أن يجلس بعد الفراغ هُنيئة (٤) ، وأنّه لا ينبغي أن يكلّم أحداً ، ولا يلتفت (٥).

وأنّ فضل الدعاء بعد المكتوبة كفضل المكتوبة على النافلة (٦) ، وأنّ الدعاء بعد الفريضة (٧) وفي أُخرى مُطلقاً أفضل من النافلة (٨) ، وأنّ إطالة الدعاء في الصلاة أفضل من إطالة القراءة ، وأنّ الدعاء مُطلقاً أفضل من القراءة (٩).

وروى : أنّ من سبّح تسبيح الزهراء عليها‌السلام قبل أن يثني رجليه بعد الفريضة غفر له (١٠).

وفي آخر : مع الإتباع بلا إله إلا الله مرّة (١١).

وفي آخر : في خصوص صلاة الغداة (١٢).

وفي آخر : ثمّ استغفر.

وفي آخر : أنّه يُستحبّ أن يكون ولاءً بغير فصل.

وفي آخر : الخلوّ عن القيود كلّها ، وأنّه متى أتى به فقد ذكر الله تعالى الذكر

__________________

(١) الكافي ٣ : ٣٤١ ح ٣ ، الوسائل ٤ : ١٠١٤ من أبواب التعقيب ب ١ ح ٥.

(٢) الخصال : ٢٧٨ ح ٢٣ ، الوسائل ٤ : ١٠١٥ أبواب التعقيب ب ١ ح ٦.

(٣) عدّة الداعي : ٥٨ ، الوسائل ٤ : ١٠١٥ أبواب التعقيب ب ١ ح ٩ ـ ١١.

(٤) الكافي ٣ : ٣٤١ ح ١ ، التهذيب ٢ : ١٠٣ ح ٣٨٦ ، الوسائل ٤ : ١٠١٧ أبواب التعقيب ب ٢ ح ٢.

(٥) التهذيب ٣ : ٢٧٥ ح ٨٠٢ ، الوسائل ٤ : ١٠١٧ أبواب التعقيب ب ٢ ح ٥ بتفاوت في جميع المصادر.

(٦) التهذيب ٢ : ١٠٤ ح ٣٩٠ ، قرب الإسناد : ٩٦ ، الوسائل ٤ : ١٠١٨ أبواب التعقيب ب ٢ ح ٦ ٨ ، بتفاوت يسير في الجميع.

(٧) الكافي ٣ : ٣٤١ ح ٤ ، الوسائل ٤ : ١٠١٩ أبواب التعقيب ب ٤ ح ٢.

(٨) الكافي ٣ : ٣٤٢ ح ٥ ، الفقيه ١ : ٢١٦ ح ٩٦٢ ، التهذيب ٢ : ١٠٣ ح ٣٨٩ ، الوسائل ٤ : ١٠١٩ أبواب التعقيب ب ٥ ح ١ ، ٢.

(٩) التهذيب ٤ : ٣٣١ ح ١٠٣٤ ، الوسائل ٤ : ١٠٢٠ أبواب التعقيب ب ٥ ح ٣.

(١٠) التهذيب ٢ : ١٠٤ ح ٣٩٤ ، الوسائل ٤ : ١٠٢٠ أبواب التعقيب ب ٦ ح ١.

(١١) الكافي ٣ : ٣٤٢ ح ٦ ، الوسائل ٤ : ١٠٢١ أبواب التعقيب ب ٧ ح ١ ، ٤ ، ٥.

(١٢) الكافي ٣ : ٣٤٢ ح ٧ ، الوسائل ٤ : ١٠٢١ أبواب التعقيب ب ٧ ح ٣.

٢٢٦

الكثير ، وأنّه مائة باللسان ، وألف بالميزان ، ويطرد الشيطان (١) ، ويرضي الرحمن (٢).

وأنّهم يأمرون صبيانهم به ، كما يأمرونهم بالصلاة (٣) ، وأنّه أحبّ إلى الله من صلاة ألف ركعة (٤).

وإن سبّح بأصابعه فأخطأ بأن عدى حُسب له خطأه (٥) ، وأنّ من نام بعد التسبيح كان من الذاكرين الله كثيراً والذاكرات (٦).

وفي آخر : إذا توسّد الرجل يمينه فليقل : بسم الله ، إلى أن قال : ثمّ يسبّح تسبيح الزهراء عليها‌السلام (٧).

وروى : أنّه أفضل من النافلة والدعاء (٨).

وأصحّ ما روي فيه أربعة وثلاثون تكبيرة بلفظ «الله أكبر» وثلاثة وثلاثون تحميدة بلفظ «الحمد الله» ، وثلاثة وثلاثون تسبيحة بلفظ «سبحان الله» (٩).

وينبغي فيه التمهّل ، والتوسّل ، والوقف على كلّ ذكر منه ، والموالاة ، ولو طال الفصل جدّاً حتّى خرج عن هيئته ، فاتَ الموظّف. والبناء على نقصه لو شكّ في النقصان ولم يكن كثير الشك ، والمضيّ مع الشك في الزيادة.

ووقوعه بتمامه قبل أن يثني رجليه ، والاستغفار بعده ، والتهليل ، والبقاء على هيئة المصلّي حالته ، واجتناب ما يجتنبه. وإن قام عن محلّه ، استحبّ تداركه قائماً ، وجالساً ، وراكباً ، وماشياً على نحو صلاة النافلة.

ويُستحبّ قبل النوم ، وفي جميع الأوقات كما تضمّنته الروايات.

__________________

(١) قرب الإسناد : ٤ ، الوسائل ٤ : ١٠٢٢ أبواب التعقيب ب ٧ ح ٦.

(٢) الوسائل ٤ : ١٠٢٣ أبواب التعقيب ب ٨ ح ٣.

(٣) الكافي ٣ : ٣٤٣ ح ١٣ ، الوسائل ٤ : ١٠٢٢ أبواب التعقيب ب ٨ ح ٢.

(٤) الكافي ٣ : ٣٤٣ ح ١٥ ، الوسائل ٤ : ١٠٢٤ أبواب التعقيب ب ٩ ح ٢.

(٥) الكافي ٣ : ٣٤٤ ح ٢١ ، الوسائل ٤ : ١٠٣٩ أبواب التعقيب ب ٢١ ح ٣ ، وانظر مستدرك الوسائل ٥ : ٦٤ أبواب التعقيب ب ١٩ ح ١.

(٦) مجمع البيان ٤ : ٣٥٨ ، الوسائل ٤ : ١٠٢٦ أبواب التعقيب ب ١١ ح ٤.

(٧) الفقيه ١ : ٢٩٦ ح ١٣٥٤ ، الوسائل ٤ : ١٠٢٥ أبواب التعقيب ب ١١ ح ١.

(٨) انظر الوسائل ٤ : ١٠٢٤ أبواب التعقيب ب ٩.

(٩) الكافي ٣ : ٣٤٢ ح ٨ ، التهذيب ٢ : ١٠٥ ح ٤٠٠ ، الوسائل ٤ : ١٠٢٤ أبواب التعقيب ب ١٠ ح ٢.

٢٢٧

ويُستحبّ اتخاذ سبحة من طين قبر الحسين عليه‌السلام ، فقد كانت الزهراء عليها‌السلام تعدّ بعقد الخيوط ، ثمّ لما قتل حمزة عليه‌السلام ، صنعت من طين قبره السّبَح ، ثمّ لما قتل الحسين عليه‌السلام صار التسبيح بطين قبره (١).

وروى : أنّ المؤمن لا يخلو من خمسة أشياء : سواك ، ومشط ، وسجادة ، وسبحة فيها أربع وثلاثون حبّة ، وخاتم عقيق (٢).

وروى : أنّ السبحة من قبر الحسين عليه‌السلام تسبّح في يد الرجل قبل أن يُسبّح (٣).

وروى : أنّه إذا سبّح بخرزة مرّة ، كان بسبعين ؛ وإذا حرّكها من غير تسبيح ، كان تحريكه بسبعة (٤).

وعن الصادق عليه‌السلام من أدار سُبحةً من تربة الحسين عليه‌السلام مرّة واحدة بالاستغفار وغير ذلك ، حُسب له بسبعين مرّة ، وأنّ السجود عليها يخرق الحجب السبع (٥). وروى : أنّ من أدار السبحة ناسياً كتب له ثواب التسبيح (٦).

والظاهر أنّ أخذ التربة والسبحة من الأماكن المشرّفة فيه رُجحان ، ويترتّب على السجود والتسبيح بها ثواب يختلف باختلاف فضلها ، إلا أنّ لتربة الحسين عليه‌السلام مزيدَ فضلٍ على ما عداه. وشوي الطين بالنار لا يُخرجه عن الاسم ، ولا عن الحكم.

وروى : الإتيان بعد كلّ فريضة قصراً كانت أو تماماً بالتسبيحات الأربع ثلاثين مرّة أو أربعين مرّة (٧) ، وفُسّر بها الذّكر الكثير ، فإنّ أصلها في الأرض ، وفرعها

__________________

(١) مكارم الأخلاق : ٢٨١ ، الوسائل ٤ : ١٠٣٢ أبواب التعقيب ب ١٦ ح ١.

(٢) مصباح المتهجد : ٦٧٨ ، الوسائل ٤ : ١٠٣٣ أبواب التعقيب ب ١٦ ح ٥.

(٣) مكارم الأخلاق : ٢٨١ ، الوسائل ٤ : ١٠٣٣ أبواب التعقيب ب ١٦ ح ٢.

(٤) مصباح المتهجد : ٦٧٨ ، الوسائل ٤ : ١٠٣٣ أبواب التعقيب ب ١٦ ح ٦.

(٥) مكارم الأخلاق : ٣٠٢ ، الوسائل ١٠٣٣ أبواب التعقيب ب ١٦ ح ٤.

(٦) الاحتجاج : ٤٨٩ ، الوسائل ٤ : ١٠٣٣ أبواب التعقيب ب ١٦ ح ٧.

(٧) التهذيب ٢ : ١٠٧ ح ٤٠٥ ، الوسائل ٤ : ١٠٣٢ أبواب التعقيب ب ١٥ ح ٤ ، ٦.

٢٢٨

في السماء ، وأنّهنّ يدفعن الهدم ، والغرق ، والحرق ، والتردّي في البئر ، وأكل السبع ، وميتة السوء ، والبليّة التي تنزل على العبد في ذلك اليوم ، وأنّ من قالها لم يبقَ شي‌ء من الذنوب على بدنه إلا تناثر (١) ، وأنّ مَن قالها قبل أن يثني رجليه أُعطي ما سأل (٢) ، والظاهر أنّها في القصريّة مع الجبر بالثلاثين تكون ستّين أو سبعين.

وينبغي البدار بعد الصلاة إلى تسبيح الزهراء عليها‌السلام في التمام ، ويتخيّر في تقديم ما شاء منه ، ومن الجبر في القصر.

وروى : أنّه ينبغي الجلوس بعد الصبح حتّى تطلع الشمس ، وأنّه أبعث في طلب الرزق من الضرب في الأرض (٣) ، وأنّه أنفذ في طلب الرزق من ركوب البحر (٤) ، وأنّه يستره الله تعالى من النار (٥) ، وأنّ له أجر حاج بيت الله تعالى ، وفي آخر : حاج رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم (٦).

وكان الرضا عليه‌السلام في خراسان يجلس بعد صلاة الفجر إلى طلوع الشمس ، ثمّ يؤتى بخريطة فيها مساويك ، فيستاك بها واحد بعد واحد ، ثمّ يؤتى بكُندر ، فيمضغه ، ثمّ يدع ذلك فيؤتى بالمصحف ، فيقرأ فيه (٧).

وأنّه يُستحبّ لعن أربعة من الرجال ، وأربع من النساء ، فلان وفلان وفلان ، ويسمّيهم ، والعاوي ، وفلانة وفلانة وهنداً وأُم الحكم (٨).

وأنّه لا ينصرف عن صلاة مكتوبة إلا بعد لعن بني أُميّة (٩).

وأنّه ينبغي أن يقال بعد كلّ صلاة فريضة : «رضيت بالله ربّاً ، وبمحمّدٍ صلّى الله

__________________

(١) أمالي الصدوق : ٢٢٣ ح ٦ ، الوسائل ٤ : ١٠٣٢ أبواب التعقيب ب ١٥ ح ٥.

(٢) أمالي الصدوق : ١٥٤ ح ١١ ، الوسائل ٤ : ١٠٣٢ أبواب التعقيب ب ١٥ ح ٦.

(٣) الخصال : ٦١٦ ، الوسائل ٤ : ١٠٣٧ أبواب التعقيب ب ١٨ ح ١٠ ، ٣ وفيه أسرع بدل : أبعث.

(٤) الكافي ٥ : ٣١٠ ح ٢٧ ، الوسائل ٤ : ١٠٣٧ أبواب التعقيب ب ١٨ ح ١١.

(٥) التهذيب ٢ : ٣٢١ ح ١٣١٠ ، الوسائل ٤ : ١٠٣٥ أبواب التعقيب ب ١٨ ح ١.

(٦) التهذيب ٢ : ١٣٨ ح ٥٣٥ ، الاستبصار ١ : ٣٥٠ ح ١٣٢١ ، الوسائل ٤ : ١٠٣٥ أبواب التعقيب ب ١٨ ح ٢.

(٧) الفقيه ١ : ٣١٩ ح ١٤٥٥ ، الوسائل ٤ : ١٠٣٦ أبواب التعقيب ب ١٨ ح ٥.

(٨) التهذيب ٢ : ٣٢١ ح ١٣١٣ ، الكافي ٣ : ٣٤٢ ح ١٠ ، الوسائل ٤ : ١٠٣٧ أبواب التعقيب ب ١٩ ح ١.

(٩) التهذيب ٢ : ٣٢١ ح ١٣١٢ ، الوسائل ٤ : ١٠٣٨ أبواب التعقيب ب ١٩ ح ٢.

٢٢٩

عليه وآله وسلم نبيّاً ، وبالإسلام دِيناً ، وبالقرآن كتاباً ، وبالكعبة قبلة ، وبعليّ وليّاً وإماماً ، وبالحسن عليه‌السلام والحسين عليه‌السلام والأئمّة صلوات الله عليهم ، اللهم إنّي رضيت بهم أئمة ، فارضني لهم ، إنّك على كلّ شي‌ء قدير» (١).

وأنّه تنبغي المحافظة على سؤال الجنة ، والحور العين ، والتعوّذ من النار.

وأنّ من فرغ من صلاته فليصلّ على النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وليسأل الجنّة والحور العين ، ويتعوّذ من النار ، فإنّ الأربعة أُعطين سمع الخلائق ، فالصلاة تبلغ النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وسؤال الجنّة والحور العين والتعوّذ من النار تبلغ هذه الثلاثة ، فيسألن الله تعالى أن يُجيب دعاءه (٢).

وأنّ من دخل في الإقامة بعثَ الله الحور العين وأحدقن به ، فإذا انصرف ولم يطلبهنّ من الله تعالى ، انصرفن مُتعجّبات ، وإنهنّ يقلن : ما أزهدَ هذا فينا! وإنّ الله تعالى قال : «من قرأ بعد الفريضة من الشيعة الحمد لله ، وآية شهد الله وآية الكرسي ، وآية الملك ، نظرتُ إليه في كلّ يومٍ سبعينَ نظرة ، أقضي له في كلّ نظرة سبعين حاجة ، وقبِلته على ما فيه من المعاصي» (٣).

وأنّ أقلّ ما يجزي من الدعاء بعد الفريضة أن يقال : «اللهمّ إنّي أسألك من كلّ خيرٍ أحاطَ به علمُك ، وأعوذ بك من كلّ شر أحاطَ به علمك ، اللهمّ إنّي أسألك عافيتك في اموري كلّها ، وأعوذ بك من خزي الدنيا ، وعذاب الآخرة» (٤).

وإنّ من قال في دبر الفريضة : «يا من يفعل ما يشاء ، ولا يفعل ما يشاء غيره» ثلاثاً ، ثمّ سأل أُعطي ما سأل (٥).

وإنّك لا تدع في دبر كلّ صلاة : «أُعيذ نفسي وما رزقني ربي بالله الواحد الصمد ،

__________________

(١) التهذيب ٢ : ١٠٩ ح ٤١٢ ، الوسائل ٤ : ١٠٣٨ أبواب التعقيب ب ٢٠ ح ١.

(٢) الوسائل ٤ : ١٠٣٩ أبواب التعقيب ب ٢٢.

(٣) الكافي ٢ : ٦٢٠ ح ٢ ، الوسائل ٤ : ١٠٤٢ أبواب التعقيب ب ٢٣ ح ١.

(٤) الكافي ٣ : ٣٤٣ ح ١٦ ، الفقيه ١ : ٢١٢ ح ٩٤٨ ، الوسائل ٤ : ١٠٤٣ أبواب التعقيب ب ٢٤ ح ١.

(٥) معاني الأخبار : ٣٩٤ ح ٤٦ ، الوسائل ٤ : ١٠٣٤ أبواب التعقيب ب ٢٤ ح ٢.

٢٣٠

إلى آخر السورة ، وأُعيذ نفسي وما رزقني ربّي بربّ الفلق كذلك ، وأُعيذ نفسي وما زرقني ربّي بربّ الناس حتّى تختمها» (١).

وإن من قال في دُبر الفريضة قبل أن يثني رجليه : «استغفر الله الذي لا إله إلا هو الحيّ القيوم ، ذو الجلال والإكرام ، أتوب إليه» ثلاث مرّات غفر الله له ذنوبه ، ولو كانت مثل زَبَد البحر (٢).

وإن من قال : «أُجير نفسي ، ومالي ، وولدي ، وأهلي ، وداري ، وكلّ ما هو منّي بالله الواحد الأحد الصمد إلى أخره ، وأُجير نفسي ، ومالي ، وولدي ، وكلّما هو منّي بربّ الفلق إلى أخره ، وبربّ الناس ، وبآية الكرسي إلى أخره» حُفظ في نفسه وداره وماله وولده (٣).

وإنّه عليه‌السلام كتب لمن طلب منه دعاء يجمع الله له به خير الدنيا والآخرة : في أدبار الصلوات تقول : «أعوذ بوجهك الكريم ، وعزّتك التي لا تُرام ، وقدرتك التي لا يمتنع منها شي‌ء من شرّ الدنيا الآخرة ، وشرّ الأوجاع كلّها» (٤).

وإن جبرئيل عليه‌السلام قال ليوسف عليه‌السلام وهو في السجن : قل في دبر كلّ صلاة : «اللهمّ اجعل لي من أمري فرجاً ومخرجاً ، وارزقني من حيث أحتسب ، ومن حيث لا أحتسب» (٥).

وإنّه يُستحبّ رفع اليدين فوق الرأس بعد الفراغ من الصلاة ، ورفع اليدين بالتكبير ثلاثاً بعد التسليم ، فإنّ الصادق عليه‌السلام سُئل : لأيّ علّة يكبّر المصلّي بعد التسليم ثلاثاً يرفع بها يديه؟ فقال : «لأنّ النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لما فتح مكة صلّى بأصحابه الظهر عند الحجر الأسود ، فلمّا سلّم رفع يديه بالتكبير ثلاثاً ، ثمّ قال : لا إله إلا الله ، وحده وحده ، أنجز وعده ، ونصر عبده ، وأعزّ جُنده ، وغلب الأحزاب

__________________

(١) الكافي ٣ : ٣٤٣ ح ١٨ ، الوسائل ٤ : ١٠٤٣ أبواب التعقيب ب ٢٤ ح ٣ ، وفيه : الواحد الأحد.

(٢) الكافي ٢ : ٥٢١ ، الوسائل ٤ : ١٠٤٤ أبواب التعقيب ب ٢٤ ح ٤.

(٣) الكافي ٢ : ٣٩٩ ح ٨ ، الفقيه ١ : ٢١٦ ح ٩٦٠ ، الوسائل ٤ : ١٠٤٤ أبواب التعقيب ب ٢٤ ح ٥.

(٤) الكافي ٣ : ٣٤٦ ح ٢٧ ، الوسائل ٤ : ١٠٤٥ أبواب التعقيب ب ٢٤ ح ٧.

(٥) الكافي ٢ : ٣٩٩ ح ٧ ، الوسائل ٤ : ١٠٤٥ أبواب التعقيب ب ٢٤ ح ٨.

٢٣١

وحده ، فلهُ الملك ، ولهُ الحمد ، يُحيي ويُميت ، وهو على كلّ شي‌ء قدير ، ثمّ أقبل على أصحابه ، وقال : لا تدعوا هذا التكبير ، وهذا القول دبر كلّ صلاة مكتوبة ، فإنّ من فعل ذلك بعد التسليم ، وقال هذا القول ، كان قد أدّى ما يجب عليه من شكر الله تعالى على تقوية الإسلام وجُنده» (١).

وعن الصادق عليه‌السلام أنّه قال لأبي بصير : قل بعد التسليم : «الله أكبر ، لا إله الله الله ، وحده لا شريك له ، له الملك ، ولهُ الحمد ، يُحيي ويميت ، وهو حيّ لا يموت بيده الخير ، وهو على كلّ شي‌ء قدير ، لا إله إلا الله وحده ، صدق وعده ، ونصر عبده ، وهزم الأحزاب وحده ، اللهمّ اهدني لما اختلف فيه من الحقّ بإذنك ، إنّك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم» (٢).

وإنّ أبا جعفر عليه‌السلام قال : «إنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أتاه رجل فقال : يا رسول الله ، صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، علّمني كلاماً ينفعني الله تعالى به ، وخفّف عليّ ، فقال : تقول في دبر كلّ صلاة : اللهمّ اهدني من عندك ، وأفض عليّ من فضلك ، وانشر عليّ من رحمتك ، وأنزل عليّ من بركاتك ، ثمّ قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : أما إنّه إن وافى بها يوم القيامة لم يدعها مُتعمّداً ، فتح الله تعالى له ثمانية أبواب من أبواب الجنّة ، يدخل من أيّها شاء» (٣).

وإنّه من قال بعد فراغه من الصلاة قبل أن تزول ركبتاه : «أشهد أن لا إله إلا الله ، وحده لا شريك له ، إلهاً ، واحداً ، أحداً ، صمداً ، لم يتخذ صاحبة ولا ولداً» عشر مرّات ، محا الله عنه أربعين ألف ألف سيّئة ، وكتب له أربعين ألف ألف حسنة ، وكان مثل من قرأ القرآن اثنتي عشرة مرّة ، قال الراوي : ثمّ التفت إليّ فقال : «أمّا أنا فأفعلها مائة مرّة ، وأمّا أنتم فقولوا عشر مرّات» (٤).

__________________

(١) علل الشرائع : ٣٦٠ ب ٧٨ ح ١ ، الوسائل ٤ : ١٠٣٠ أبواب التعقيب ب ١٤ ح ٢.

(٢) التهذيب ٢ : ١٠٦ ح ٤٠٢ ، الوسائل ٤ : ١٠٤٥ أبواب التعقيب ب ٢٤ ح ٩.

(٣) التهذيب ٢ : ١٠٦ ح ٤٠٤ ، الوسائل ٤ : ١٠٤٦ أبواب التعقيب ب ٢٤ ح ١٠.

(٤) المحاسن : ٥١ ح ٧٣ ، الوسائل ٤ : ١٠٤٦ أبواب التعقيب ب ٢٤ ح ١٢.

٢٣٢

وإنّه قال : «عليك بأية الكرسي في دبر صلاة المكتوبة ، فإنّه لا يحافظ عليها إلا نبيّ أو صدّيق أو شهيد» (١).

وأن يقول بعد الفراغ من الصلاة : «اللهمّ إنّي أدينك بطاعتك وولايتك ، وولاية رسولك ، وولاية الأئمّة عليهم‌السلام من أوّلهم إلى آخرهم» ، وتسمّيهم ، ثمّ تقول : «اللهمّ إنّي أُدينك بطاعتهم ، وولايتهم ، والرضا بما فضّلتهم به ، غير متكبّر ولا منكر ، على معنى ما أنزلت في كتابك ، على حدود ما أتانا فيه ، وما لم يأتنا ، مؤمن مُقرّ مُسلّم بذلك ، راضٍ بما رضيت به يا ربّ ، أُريد به وجهك ، والدار الآخرة ، مرهوباً ، مرغوباً إليك فيه ، فأحيني ما أحييتني على ذلك ، وأمتني إذا أمتني على ذلك ، وابعثني إذا بعثتني على ذلك ، وإن كان منّي تقصير فيما مضى ، فإنّي أتوب إليك منه ، وأرغب إليك فيما عندك ، وأسألك أن تعصمني من معاصيك ، ولا تكِلني إلى نفسي طرفة عين أبداً ما أحييتني ، لا أقلّ من ذلك ، ولا أكثر ، ولا أكبر ، إنّ النفس لأمّارة بالسوء إلا ما رحمت ، يا أرحم الراحمين ، وأسألك أن تعصمني بطاعتك حتّى تتوفّاني عليها وأنت عنّي راض ، وأن تختم لي بالسعادة ، ولا تحوّلني عنها أبداً ، ولا قوّة إلا بك» (٢).

وإنّ كيفيّة السلام على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بعد الفريضة والصلاة عليه : «السلام عليك يا رسول الله ورحمة الله وبركاته ، السلام عليك يا محمد بن عبد الله ، السلام عليك يا خيرة الله ، السلام عليك يا حبيب الله ، السلام عليك يا صفوة الله ، السلام عليك يا أمين الله ، أشهد أنّك رسول الله ، وأشهد أنك محمد بن عبد الله ، وأشهد أنّك قد نصحت لأُمتك ، وجاهدت في سبيل ربّك ، وعبدته حتّى أتاك اليقين ، فجزاك الله يا رسول الله أفضل ما جزى نبيّاً عن أُمّته ، اللهمّ صلّ على محمّد وآل محمّد ، أفضل ما صلّيت على إبراهيم ، وآل إبراهيم ، إنّك حميد مجيد» (٣).

وروى : أنّه يستحبّ أن يؤتى بالتعقيب بعد الانصراف لمن ذهب في حاجة ، وأنّه

__________________

(١) قرب الإسناد : ٥٦ ، الوسائل ٤ : ١٠٤٧ أبواب التعقيب ب ٢٤ ح ١٣.

(٢) الكافي ٣ : ٣٤٥ ح ٢٦ ، الوسائل ٤ : ١٠٤٤ أبواب التعقيب ب ٢٤ ح ٦.

(٣) قرب الإسناد : ١٦٩ ، الوسائل ٤ : ١٠٤٧ أبواب التعقيب ب ٢٤ ح ١٤.

٢٣٣

ينبغي أن يكون على هيئة المصلّي ، وأنّ كلّما يضرّ بالصلاة يضرّ به (١).

وأنّ يقول بعد صلاة الصبح عشر مرّات : «سبحان الله العظيم وبحمده ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم» ليدفع الله تعالى عنه العمى ، والجنون ، والجذام ، والفقر ، والهدم (٢).

وأن يقرأ بعد تعقيب الصبح خمسين أية (٣) ، وأن يقول في دعاء صلاة الفجر : «سبحان الله العظيم ، أستغفر الله ، وأسأله من فضله» عشر مرّات ، ليذهب فقره ، وتُقضى حاجته.

وأن يقول بعد الغداة : «لا إله إلا الله ، وحده لا شريك له ، له الملك ، وله الحمد يحيي ويميت ، ويميت ويحيي ، بيده الخير ، وهو على كلّ شي‌ء قدير» (٤).

وأن يقول في دبر الفجر إلى أن تطلع الشمس : «سبحان الله العظيم وبحمده ، وأستغفر الله ، وأسأله من فضله» ليرزق الغنى.

وإنّ من صلّى الغداة فقال ولم ينقض ركبتيه عشر مرّات : «لا إله إلا الله ، وحده لا شريك له ، له الملك ، وله الحمد ، يُحيي ويُميت ، ويُميت ويُحيي ، وهو حيّ لا يموت بيده الخير ، وهو على كلّ شي‌ء قدير». وفي المغرب مثلها ، لم يلقَ الله عبد أفضل من عمله ، إلا من جاء بمثل عمله (٥).

وإن من قال مائة مرّة : «ما شاء الله كان ، لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم» حين يصلّي الفجر لم يرَ يومه ذلك شيئاً يكرهه (٦).

وإن من قال في دبر صلاة الفجر وفي دبر صلاة المغرب قبل أن يتكلّم سبع مرّات : «بسم الله الرحمن الرحيم ، لا حول ولا قوّة إلا بالله العلي العظيم» دفع عنه سبعين نوعاً

__________________

(١) الفقيه ١ : ٢١٦ ح ٩٦٣ ، التهذيب ٢ : ٣٢٠ ح ١٣٠٨ ، الوسائل ٤ : ١٠٣٤ أبواب التعقيب ب ١٧ ح ١ ، ٤.

(٢) التهذيب ٢ : ١٠٦ ح ٤٠٤ ، الوسائل ٤ : ١٠٤٧ أبواب التعقيب ب ٢٥ ح ١.

(٣) التهذيب ٢ : ١٣٨ ح ٥٣٧ ، الوسائل ٤ : ١٠٤٨ أبواب التعقيب ب ٢٥ ح ٢.

(٤) الكافي ٥ : ٣١٥ ح ٤٦ ، الوسائل ٤ : ١٠٤٨ أبواب التعقيب ب ٢٥ ح ٣.

(٥) الكافي ٢ : ٣٧٦ ح ١ ، ٢ ، الوسائل ٤ : ١٠٤٩ أبواب التعقيب ب ٢٥ ح ٦ ، ٧.

(٦) الكافي ٢ : ٣٨٦ ح ٢٤ ، الوسائل ٤ : ١٠٥٠ أبواب التعقيب ب ٢٥ ح ٨.

٢٣٤

من أنواع البلاء ، أهونها الريح والبرَص والجنون ، وإن كان شقيّاً مُحي من الشقاء ، وكُتب في السعداء.

وفي أُخرى : أهونه الجنون ، والجذام ، والبرص ، وإن كان شقيّاً رجوت أن يحوّله الله تعالى إلى السعادة (١).

وفي اخرى : يقولها ثلاث مرّات حين يُصبح ، وثلاث مرّات حين يُمسي ، فلا يخاف شيطاناً ، ولا سلطاناً ، ولا برصاً ، ولا جذاماً ، قال أبو الحسن عليه‌السلام : «وأنا أقولها مائة مرّة» (٢).

وفي اخرى سبع مرّات ، مع إضافة : ولا سبعون نوعاً من أنواع البلاء (٣).

وفي اخرى فقال : إذا صلّى المغرب قبل بسط الرجل ، وقبل تكليم أحد مائة مرّة ، ومائة مرّة في الغداة ؛ ليدفع عنه مائة نوع من أنواع البلاء ، أدنى نوع منها الشيطان ، والسلطان ، والبرص ، والجذام (٤).

وإنّ من قال بعد الفجر : «اللهمّ صلّ على محمّد وآل محمّد» مائة مرّة ، يقي الله لها وجهه من حرّ جهنّم (٥).

وإنّ من قرأ : قل هو الله أحد إحدى عشر مرّة في دُبر الفجر ، لم يتبعه في ذلك اليوم ذنب (٦).

وإنّ من استغفر الله تعالى بعد صلاة الفجر سبعين مرّة ، غفر الله تعالى له ، ولو عمل في ذلك اليوم أكثر من سبعين ألف ذنب ، ومن عمل أكثر من سبعين ألف ذنب فلا خير فيه ، وفي أُخرى : سبعمائة ذنب (٧).

__________________

(١) الكافي ٢ : ٣٨٦ ح ٢٦ ، ٢٧ ، الوسائل ٤ : ١٠٥٠ أبواب التعقيب ب ٢٥ ح ٩.

(٢) الكافي ٢ : ٣٨٦ ح ٢٧ ، الوسائل ٤ : ١٠٥٠ أبواب التعقيب ب ٢٥ ح ١٠.

(٣) الكافي ٢ : ٣٨٦ ح ٢٨ ، الوسائل ٤ : ١٠٥٠ أبواب التعقيب ب ٢٥ ح ١١.

(٤) الكافي ٢ : ٣٨٦ ح ٢٩ ، الوسائل ٤ : ١٠٥٠ أبواب التعقيب ب ٢٥ ح ١٢.

(٥) ثواب الأعمال : ١٨٦ ، الوسائل ٤ : ١٠٥١ أبواب التعقيب ب ٢٥ ح ١٣.

(٦) ثواب الأعمال : ١٥٧ ح ٨ ، الوسائل ٤ : ١٠٥١ أبواب التعقيب ب ٢٥ ح ١٤.

(٧) ثواب الأعمال : ١٩٨ ، الخصال : ٥٨١ ح ٤ ، الوسائل ٤ : ١٠٥١ أبواب التعقيب ب ٢٥ ح ١٥ ، ١٦.

٢٣٥

وإنّ أمير المؤمنين عليه‌السلام إذا فرغ من الزوال كان يقول : «اللهمّ إنّي أتقرّب إليك بجودك وكرمك ، وأتقرّب إليك بمحمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عبدك ورسولك ، وأتقرّب إليك بملائكتك المقرّبين ، وأنبيائك المرسلين ، وبك ، اللهمّ أنت الغني عنّي ، وبي الفاقة إليك ، أنت الغني ، وأنا الفقير إليك ، أقلتني عثرتي ، وسترت عليّ ذنوبي ، فاقضِ اليوم حاجتي ، ولا تعذّبني بقبيح ما تعلم منّي ، بل عفوك وجودك يسعني». ثمّ يخرّ ساجداً فيقول : «يا أهل التقوى ، يا أهل المغفرة ، يا برّ يا رحيم ، أنت أبرّ بي من أبي وأُمي ، ومن جميع الخلائق ، اقلبني بقضاء حاجتي ، مُجاباً دعائي ، مرحوماً صوتي ، قد كشفت أنواع البلاء عنّي» (١).

وإنّ من استغفر الله بعد العصر سبعين مرّة غفر الله له ذلك اليوم سبعمائة ذنب ، فإن لم يكن له فلأبيه ، وإن لم يكن لأبيه فلأُمّه ، فان لم يكن لأُمّه فلأخيه ، فإن لم يكن لأخيه فلأُخته ، فإن لم يكن لأُخته فللأقرب فالأقرب (٢) ، وإنّ من قرأ بعد العصر والظاهر أنّ المراد الصلاة إنا أنزلناه عشر مرّات ، مرّت له على مثل أعمال الخلائق يوم القيامة (٣).

وإنّ النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال لرجل إذا صلّيت العصر فاستغفر الله سبعاً وسبعين مرّة يحطّ عنك عمل سبعاً وسبعين سيّئة ، قال : مالي سبع وسبعون سيّئة ، قال : فاجعلها لك ولأبيك قال : مالي ولأبي سبع وسبعون سيئة ، قال : اجعلها لك ولأبيك وأُمك ، قال : مالي ولأبي وأُمي سبع وسبعون سيئة ، قال : اجعلها لك ولأبيك وأُمّك وقرابتك (٤). وإن من قال بعد صلاة المغرب ثلاث مرّات : «الحمد لله الذي يفعل ما يشاء ، ولا يفعل ما يشاء غيره» أُعطي خيراً كثيراً (٥).

__________________

(١) الكافي ٢ : ٣٩٦ ح ١ ، الفقيه ١ : ٢١٣ ح ٩٥٦ ، الوسائل ٤ : ١٠٥٢ أبواب التعقيب ب ٢٦ ح ١.

(٢) أمالي الصدوق : ٢١١ ح ٨ ، الوسائل ٤ : ١٠٥٣ أبواب التعقيب ب ٢٧ ح ١.

(٣) مصباح المتهجد : ٦٥ ، الوسائل ٤ : ١٠٥٣ أبواب التعقيب ب ٢٧ ح ٣.

(٤) أمالي الطوسي ٢ : ١٢١ ، الوسائل ٤ : ١٠٥٣ أبواب التعقيب ب ٢٧ ح ٤.

(٥) الكافي ٢ : ٣٩٦ ح ٢ ، الوسائل ٤ : ١٠٥٤ أبواب التعقيب ب ٢٨ ح ١.

٢٣٦

وإنّه يقال بعد العشاءين : «اللهمّ بيدك مقادير اللّيل والنهار ، ومقادير الدنيا والآخرة ، ومقادير الموت والحياة ، ومقادير الشمس والقمر ، ومقادير النصر والخذلان ، ومقادير الغنى والفقر ، اللهمّ بارك لي في ديني ودنياي ، وفي جسدي ، وأهلي ، وولدي ، اللهمّ ادرأ عني شرّ فسقة العرب والعجم ، والجنّ والإنس ، واجعل منقلبي إلى خيرٍ دائم ، ونعيم لا يزول» (١) ، وفي اخرى بين العشاءين.

وأن يقال بعد صلاة المغرب والغداة : «بسم الله الرحمن الرحيم ، لا حول ولا قوّة إلا بالله العليّ العظيم» سبع مرّات ، فإنّ من قالها ، لم يُصبه جذام ، ولا برص ، ولا جنون ، ولا سبعون نوعاً من أنواع البلاء (٢).

وإنّه بعد صلاة المغرب تُمرّ اليد على الجبهة ، ويقال : «بسم الله ، لا إله إلا هو عالم الغيب والشهادة ، الرحمن الرحيم ، اللهمّ أذهب عني الهمّ والحزن» ثلاث مرّات (٣).

وإنّه يقال لأجل الدنيا والدين ورفع وجع العين بعد المغرب والفجر : «اللهمّ إنّي أسألك بحقّ محمّد وآل محمّد عليك ، صلّ على محمّد وآل محمّد ، واجعل النور في بصري ، والبصيرة في ديني ، واليقين في قلبي ، والإخلاص في عملي ، والسلامة في نفسي ، والسعة في رزقي ، والشكر لك أبداً ما أبقيتني» (٤).

وإنّ من أراد أن يتخلّص من الذنوب عند خروجه من الدنيا كما يتخلّص الذهب الذي لا كدر فيه ، ولا يطلبه أحد بظلامة ، فليقل في دبر الصلوات الخمس : «نسبة الرب» اثنتي عشرة مرّة ، ثمّ يبسط يديه ، ويقول : «اللهمّ إنّي أسألك باسمك المكنون المخزون الطهر الطاهر المبارك ، وأسألك باسمك العظيم ، وسلطانك القديم أن تصلّي على محمّد وآل محمّد ، يا واهب العطايا ، يا مُطلق الأُسارى ، يا فكّاك الرقاب من

__________________

(١) الكافي ٢ : ٣٩٧ ح ٣ ، الفقيه ١ : ٢١٤ ح ٩٥٨ ، التهذيب ٢ : ١١٥ ح ٤٣٢ ، الوسائل ٤ : ١٠٥٤ أبواب التعقيب ب ٢٨ ح ٢.

(٢) الكافي ٢ : ٣٨٤ ح ٢٠. الوسائل ٤ : ١٠٥٤ أبواب التعقيب ب ٢٨ ح ٣.

(٣) الكافي ٢ : ٣٩٩ ح ١٠ ، الوسائل ٤ : ١٠٥٥ أبواب التعقيب ب ٢٨ ح ٤.

(٤) الكافي ٢ : ٣٩٩ ح ١١ ، الوسائل ٤ : ١٠٥٥ أبواب التعقيب ب ٢٨ ح ٥.

٢٣٧

النار ، أسألك أن تصلّي على محمّد وآل محمّد ، وأن تعتق رقبتي من النار ، وأن تخرجني من الدنيا أمناً ، وتدخلني الجنة سالماً ، وأن تجعل دعائي أوّله فلاحاً ، وأوسطه نجاحاً ، واخره صلاحاً ، إنك أنت علّام الغيوب» (١).

وإنّ من كان يؤمن بالله واليوم الأخر ، فلا يدع أن يقرأ بعد الفريضة بقل هو الله أحد ، فإنّ من قرأها جمع الله له خير الدنيا والآخرة ، وغفر له ولوالديه وما ولدا (٢).

وإنّ من فرغ من الصلاة فليرفع يديه إلى السماء ، ولينصب في الدعاء ، فقيل لأمير المؤمنين عليه‌السلام : أليس الله في كلّ مكان؟ فقال «بلى» فقيل : فلم يرفع يديه إلى السماء؟ قال : «أما قرأت الآية موضع الرزق ، وما وعد الله في السماء» (٣).

وإنّ من صلّى على محمّد وآل محمّد مائة مرّة بين ركعتي الفجر ، وركعتي الغداة ، وقى الله وجهه حرّ النار ، ومن قال مائة مرّة : «سبحان ربّي العظيم ، أستغفر الله ربّي وأتوب إليه» بنى الله له بيتاً في الجنّة ، وإنّ من قرأها أربعين مرّة غفر الله له.

وإن من صلّى الفجر ، ثمّ قرأ قل هو الله إحدى عشرة مرّة ، لم يتبعه في ذلك اليوم ذنب ، وإن رغم أنف الشيطان (٤).

وإنّه يُستحبّ الانصراف من الصلاة على اليمين (٥).

وإنّه يُستحبّ الاضطجاع بعد ركعتي الفجر ، وقراءة الخمس آيات (إِنَّ فِي خَلْقِ السَّماواتِ) إلى أخره ، وقول : «أستمسكُ بعروة الله الوثقى التي لا انفصامَ لها ، واعتصمتُ بحبل الله المتين ، وأعوذُ بالله من شرّ فَسَقَة العرب والعجم ، أمنت بالله ، وتوكّلت على الله ، ألجأت ظهري إلى الله ، فوّضت أمري إلى الله ، (مَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ فَهُوَ حَسْبُهُ ، إِنَّ اللهَ بالِغُ أَمْرِهِ ، قَدْ جَعَلَ اللهُ لِكُلِّ شَيْ‌ءٍ قَدْراً) ، (حَسْبِيَ اللهُ) ، (وَنِعْمَ

__________________

(١) الفقيه ١ : ٢١٢ ح ٩٤٩ ، الوسائل ٤ : ١٠٥٥ أبواب التعقيب ب ٢٩ ح ١.

(٢) ثواب الأعمال : ١٥٦ ح ٤ ، الوسائل ٤ : ١٠٥٦ أبواب التعقيب ب ٢٩ ح ٣.

(٣) الفقيه ١ : ٢١٣ ح ٩٥٥ ، التهذيب ٢ : ٣٢٢ ح ١٣١٥ ، الوسائل ٤ : ١٠٥٦ أبواب التعقيب ب ٢٩ ح ٤.

(٤) الفقيه ١ : ٣١٤ ح ١٤٢٦ ، ثواب الأعمال : ٦٨ ، الوسائل ٤ : ١٠٦٢ أبواب التعقيب ب ٣٤ ح ١ ، ٢.

(٥) الفقيه ١ : ٢٤٥ ح ١٠٩٠ ، التهذيب ٢ : ٣١٧ ح ١٢٩٤ ، الوسائل ٤ : ١٠٦٦ أبواب التعقيب ب ٣٨ ح ١ ٣.

٢٣٨

الْوَكِيلُ) ، اللهمّ من أصبَحت حاجته إلى مخلوق ، فإنّ حاجتي ورغبتي إليك ، الحمد لربّ الصباح ، الحمد لفالق الإصباح» (١) ثلاثاً.

وإنّه يرخّص أن يجعل عوضه سجدة ، أو قياماً ، أو قعوداً ، أو وضع اليد على الأرض ، أو كلاماً ؛ ، (٢) إلى غير ذلك ، فإنّ التعقيبات لا حصر لها ، وقد ذُكرت في الكُتب المعدّة لها.

ولا بدّ هنا من بيان أُمور :

منها : أنّ التعقيب عبارة عن الإتيان بالدعاء وشبهه عقيب الصلاة من غير فاصلة كلّيّة ، فلو ترك الصلاة أو فصل كثيراً ، لم يكن مُعقباً.

ولو عقّب بانياً على فعل الصلاة فظهر الخلاف ، أعاده بعد فعلها.

ولو عقّب فظهر فسادها ، أعادها وأعاده. ومثله من تنفّل بعد صلاة المغرب والعشاء فظهر فسادهما أعاد نافلتهما.

ولو عقّب بانياً على فساد الصلاة فظهر صحتها ، أعاده ، ولم يعدها.

ولو نسي الفرض المؤدّى.

فعقب بعنوان غيره ، احتسب في غير المماثل دعاءً ، لا تعقيباً ، وأُعيد. وفي المماثل وجهان ، وعلى الإجزاء لو جبر بزعم القصر فظهر التمام ، أجزأ عن التسبيح بعد التمام.

ولا يصحّ تعقيب سابقة بعد فعل لاحقة فرض أو نفل ، وللقول بالجواز وجه.

ولا يجوز التداخل جرياً على الأصل.

ولو دار الأمر بين التنفّل وأصل التعقيب ، قدّم التعقيب.

ومنها : أنّ الاختلاف الواقع بينها في عموم أو إطلاق ، وتخصيص أو تقييد لا يمنع عن العمل بالجميع ؛ لما تقدّم من أنّ السنن لا يتحقّق التعارض فيها بمثل ذلك.

ومنها : أنّ اختلاف مَراتب الأجر في الأعمال المتحدة ليس بمنكر ؛ لأنّه إمّا منزّل

__________________

(١) التهذيب ٢ : ١٣٦ ح ٥٣٠ ، الوسائل ٤ : ١٠٦٠ أبواب التعقيب ب ٣٢ ح ١.

(٢) التهذيب ٢ : ١٣٧ ح ٥٣٢ ، الوسائل ٤ : ١٠٦١ أبواب التعقيب ب ٣٣ ح ٢ بتفاوت يسير.

٢٣٩

على اختلاف مراتب النيّات ، أو مَراتب العباد ، أو اختلاف معنى الحسنات مثلاً والدرجات ، أو مَراتب الصلوات ، ما قلّ مبنيّ على الاستحقاق ، وما زاد على لطف العليم الحق ، أو على اختلاف فضيلة الأوقات ، أو الأماكن التي هي محلّ للعبادات ، أو على أنّ الأقلّ على إطلاقه ، والأكثر على نيّة شرط مضمر.

ومنها : أنّ التعقيب بالدعاء لجميع العبادات سنّة ، وهي باعثة على استجابة الدعوات ، لكن لا يُدعى تعقيباً إلا بعد الصلوات.

ومنها : أنّه إذا عارض الانتظار أو ما هو أرجح منه كان تركه أولى.

ومنها : أنّه لا بأس بالإتيان به من جلوس أو ركوب وغيرهما ، لكن مَراتب الأجر تتفاوت بالتفاوت.

ومنها : أنّ ما دلّ على أنّ التعقيب سبب لتوسعة الرزق ، ليس مخصوصاً بالدعاء المشتمل على طلبه ، وإن كان أشدّ مدخليّة.

ومنها : أنّ المراد ممّا دلّ على بقائه جالساً ، بقاؤه على حاله ، فلو صلّى من قيام راكعاً وساجداً وارتفع العُذر بعد التمام ، كان له البناء على حال القيام ، وكذا المضطجع ونحوه في وجه.

ومنها : أنّ جميع التعقيبات تعمّ الفرائض والنوافل ، كما يُنبئ عنه تفضيل تعقيب الفريضة على الإطلاق.

ومنها : أنّ التعقيب لا يتعيّن فيه العدد الوارد ، فمن استقلّ ، استقلّ من الأجر ؛ ومن استكثر ، استكثر.

ومنها : أنّ اللّعن الوارد والصلاة ، إنّما ذكر فيها الأهمّ ، فلو زاد بغيره ، كان له أجر بمقداره.

ومنها : أنّ ما فيه ذكر بعض الكيفيّات سنّة في سنّة ، وليس بشرط.

ومنها : أنّ تخلّف بعض الغايات المذكورة في كثير من الدعوات وغيرها ، مَبنيّ إمّا على أنّها مشروطة بشرائط خفيّة ، فتنتفي بانتفائها ، وإمّا على أنّها مقتضيات ، فلا لزوم فيها ، وإمّا على أنّ المراد إمّا هي أو أعواضها في الآخرة.

٢٤٠