إلاّ ما له سبب.
______________________________________________________
وروي نحوه من طرقنا (١).
وفسّر قرن الشيطان بحزبه ، وهم عبدة الشّمس ، يسجدون لها في هذه الأوقات.
وفي مرفوع إلى الصّادق عليهالسلام ، انّ رجلا قال له عليهالسلام : إنّ الشّمس تطلع بين قرني الشّيطان؟ ، قال : « نعم ، إنّ إبليس اتخذ عريشا بين السماء والأرض ، فإذا طلعت الشّمس وسجد ـ في ذلك الوقت ـ النّاس ، قال إبليس لشياطينه : إنّ بني آدم يصلون لي » (٢).
واحترز في العبارة بـ ( النّوافل ) عن الفرائض ، فلا يكره حينئذ ، أداء كانت أو قضاء ، وإن كره تأخير الأداء إلى قرب الطّلوع والغروب.
ولو طلعت الشّمس في أثناء الصّبح ، أو غربت في أثناء العصر وجب إتمامها ، خلافا للحنفيّة ، وكذا المنذورة والمعادة.
قوله : ( إلا ما له سبب ).
أي : تكره النّوافل في هذه الأوقات إلاّ ما له سبب متقدّم على هذه الأوقات ، أو مقارن لها فلا تكره ، لأنّ ذوات الأسباب اختصت بورود النصّ على فعلها ، والخاص مقدم.
كذا قيل في التّوجيه ، وهو وإن كان خاصّا بالنسبة إلى تلك الصّلاة ، الا أنه عام في الأوقات ، فيقع التعارض ، والتّرجيح معنا بالأصل.
واستثناء ذوات السبب صرّح به الشيخ (٣) ، وجمع من الأصحاب (٤).
إذا تقرّر هذا ، فمن ذوات السّبب صلاة تحيّة المسجد ، والزيارة ، والحاجة ، والاستخارة ، والشّكر ، والإحرام ، وصلاة الطّواف ، وقضاء النّوافل ، وصلاة ركعتين عقيب فعلا الطّهارة عن حدث ، لما روي أنّ النّبي صلىاللهعليهوآلهوسلم قال لبلال : « حدّثني بأرجى عمل عملته في الإسلام ، فإني سمعت دق نعليك بين يدي في الجنّة »
__________________
(١) التهذيب ٢ : ١٧٤ حديث ٦٩٤ و ٦٩٥ ، الاستبصار ١ : ٢٩٠ حديث ١٠٦٥ و ١٠٦٦.
(٢) الكافي ٣ : ٢٩٠ حديث ٨ ، التهذيب ٢ : ٢٦٨ حديث ١٠٦٨ وفيهما : ( عرشا ).
(٣) المبسوط ١ : ٧٦ ـ ٧٧.
(٤) منهم : الشهيد في الذكرى : ١٢٦.