وسجدتا الشكر مستحبتان عند تجدد النعم ، وعقيب الصلاة ،
______________________________________________________
بالفور ـ وهم قطعا لخلو عبارة الشّيخ عنه ، وتأخير السّجود إلى آخر الآية فرارا من الفصل بين الشّرط وجزائه لا ينافي الفورية.
فرع :
يجب أن يقارن بالنية أول السّجود ، وأوّله من حين وضع الجبهة على الأرض وما في معناها ، فلو وضع الجبهة ثم نوى ففي الصّحّة تردد ، أظهره العدم ، لأن استداما السّجود لا تعد سجودا ، وإلا لصدق تعدده بتطويل الوضع ، وهو باطل.
قوله : ( وسجدتا الشكر مستحبتان عند تجدد النّعم ، ودفع النّقم ، وعقيب الصّلاة ).
لا خلاف بين أكثر العلماء إلاّ من شذ (١) في استحباب السّجود للشكر عند تجدد النّعم ، ودفع النّقم ، لما روي : أنّ النّبي صلىاللهعليهوآلهوسلم كان إذا أتاه أمر يسرّ به خر ساجدا (٢).
ويستحب أيضا عقيب الفراغ من الفرائض شكرا على التوفيق لأداء العبادة.
وأطلق المصنّف الصّلاة في العبارة ، وقيدها في المنتهى (٣) والتذكرة (٤) ، والتعليل بالشّكر يقتضي الإطلاق ، وروى مرازم في الصّحيح ، عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : « سجدة الشكر واجبة على كل مسلم ، تتم بها صلاتك ، وترضي بها ربّك ، وتعجب الملائكة منك ، وان العبد إذا صلّى ثم سجد سجدة الشّكر فتح الرّب تبارك وتعالى الحجاب بين العبد والملائكة ، فيقول : ملائكتي انظروا إلى عبدي أدّى فرضي ، وأتم عهدي ، ثم سجد لي شكرا على ما أنعمت به عليه ، ملائكتي ما ذا له؟ فتقول الملائكة : يا ربنا رحمتك ، ثم يقول الرّبّ تعالى : ثم ما ذا له؟ فتقول الملائكة : يا ربّنا جنتك ، فيقول الرّب تعالى : ثم ما ذا له؟ فتقول الملائكة : ربّنا
__________________
(١) هما مالك وأبو حنيفة كما في المجموع ٤ : ٧٠.
(٢) سنن ابن ماجة ١ : ٤٤٦ حديث ١٣٩٤.
(٣) المنتهى ١ : ٣٠٢.
(٤) التذكرة ١ : ١٢٤.