الفصل الأول
مبدأ المساواة
بين الأقليات الدينية
أولاً ـ المساواة في
نزعة التديّن والتوجّه نحو الخالق
:
إن المنهج الإسلامي لم ينشأ في فراغ ،
أو في قوالب ومظاهر مثالية ، وانما نشأ في الواقع الموضوعي للحياة ، وانطلق في
النفس الإنسانية من أعماقها وأغوارها ومشاعرها الباطنية ، فهو منهج واقعي ناظر إلى
واقع الانسان من حيث هو إنسان بما يحمل من غرائز روحية ومادية ؛ كغريزة التديّن
والشخوص نحو المطلق ، فهم متساوون في ذلك ، ومتساوون في التأثّر الوجداني بعالم
الغيب ، قال المسيو بوشيت :
إن اعتقاد الأفراد والنوع الإنساني
بأسره في الخالق اعتقاداً اضطراراً قد نشأ قبل حدوث البراهين الدالّة على وجوده ،
ومهما صعد الإنسان بذاكرته في تاريخه ، فلا يستطيع أن يجد الساعة التي حدثت فيها
عقيدته بالخالق ؛ لأنها عقيدة فطرية نشأت معه ، وصار لها أكبر الآثار في حياته.
والإيمان بالله تعالى مودع في أعماق
الضمير الإنساني.
ونزعة التديّن مشتركة بين الناس جميعاً
واهتمامهم بالمعنى الإلهي وبما فوق